منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    الشاعر والأديب يوسف المسمار وطنٌ في الغربة تقديم للدكتور بسام موسى

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    الشاعر والأديب يوسف المسمار وطنٌ في الغربة تقديم للدكتور بسام موسى  Empty الشاعر والأديب يوسف المسمار وطنٌ في الغربة تقديم للدكتور بسام موسى

    مُساهمة من طرف السيد صابر الأربعاء يونيو 17, 2020 4:28 am

    الشاعر والأديب يوسف المسمار
    وطنٌ في الغربة

    الشاعر والأديب يوسف المسمار وطنٌ في الغربة تقديم للدكتور بسام موسى  10403210



    لم تقف الجغرافيا السياسية بحدودها الموغلة قي القهر الإجتماعي والإقتصادي عائقاً أمام تطور الفكر والادب، بل كان الحراك الثقافي أكثر إنتشاراً ووعياً وتنوعاً في الأزمات الإنسانية الخانقة لأنه الشريان الذي يحمل أوكسجين الحرية للإنعتاق من حالة التكلس والهذيان المؤسساتي والموت السريري للإدارة الحاكمة إلى الإصلاح والتغيير بعيداً من المحاصصة ، ووصولاً إلى" دولة المواهب لا دولة المناصب" كما قال السفير فؤاد الترك رحمه الله. فالمسؤولية ان ننقذ شعبنا والأجيال القادمة من القوالب الفكرية والثقافية المستنسخة، والتي بدورها تستنسخ جيلاً لا يعرف عن وطنه شيئاً مهماً لأن ذاكرته تَعُبُّ من مَعين الواقع غير المُستساغ الذي ينتج نفس الطبقة المرفوضة شعبياً. فالمطلوب إيجاد عقول رائدة لها رؤية مستقبليةو حضارية تساهم في عملية التنمية الشاملة والإستنهاض البنيوي العام ، وهي عقول أصحاب كفاءات ومبدعين لهم تاريخ وطني ناصع، ويحكمهم إلتزام متأصل بالتاريخ والجغرافيا ومرتبط بحقوق الإنسان وكرامته. فالأسئلة كثيرة والسجال لن ينتهي حول ما نشتهيه نحن وما يريده الوطن. من هذه الكينونة ومن مدينة الهرمل المتكئة على ضفتي العاصي، نشأ الشاعر والأديب يوسف المسمار. يسْكبُ الحنينَ قصائدَ دافئةً ومشرقةً من أعلى السمو، تُنقِّطُ أحلامُهُ حروفَ الماء ، ويُشعلُ كبريت الشِّعر ليؤجج نار الدهشة والسحر في مشهد إبداعي لافت. فرض نفسه حالةً فكرية لصيقةً بالحياة ، معبراً عن أفكاره وتأملاته في الحب والثورة إنطلاقاً من إيمانه العقائدي. دمه مُتَشبثٌ بالأرض والقضية والقيم السامية ويضيئ عتمة الأيام الحالكة. وقد شكلت حالة الإغتراب في البرازيل منعطفاً حاداً في مسيرته الأدبية والفكرية، إذ لعب دوراً تثويرياً مُستنهِضاً الفكر القومي. وكان منبره الشعري خطابياً داعياً الشباب العربي إلى النهضة الحضارية متجاوزاً الصعوبات الجمة التي كانت تعترض تحقيق أهدافه.ترجم الكثير من الكتب والمقالات من العربية إلى البرتغالية وبالعكس ايضاً. وقد شكلت مؤلفاته العديدة شعراً ونقداً وترجمة وسياسةً حالة إغناء للثقافتين العربية والبرازيلية. شارك بإصدار مجلة الجامعة عام 1964 كمدير للتحرير وكتب مقالات عديدة ومتنوعة في مختلف الشؤون الحياتية. شارك عام 1970 في تأسيس جمعية الدراسات العربية البرازيليةوفي اتحاد الجمعيات العربية الأميركية وفي عصبة الأدب العربي المهجري. ويَشغلُ حالياً مركز المدير الثقافي للجمعية السورية البرازيلية، وهو مترجم محلف للغتين البرتغالية والعربية. صدر له العديد من المؤلفات منها: انتصار الحياة (مسرحية شعرية)،ثلاثة قواميس ( عربي، برتغالي)، خمسة دواوين، وكتب عديدة سياسية وفكرية. يقول في قصيدته "نداء القدس" :
    صاحت بنا القدس، ما للأهل قد ذُهِلوا
    واستعذبوا العيش بالإذلال وابتُذِلوا؟
    أصار في اللهو ما يُرضي مطامحَهم
    أم صار في النوم ما يشفي الأُلى حملوا؟
    وفي قصيدة "نداء الحياة" :
    إنّ العزيمة أن نسير إلى العُلى
    مهما تعرضنا لأهوال الصِعابْ
    فكما لم تغب صورة القدس وفلسطين عن تفكيره لم ينسَ اللهَ، خالقَ الكون بعظمته وجلاله، وانّ كلَّ شيئ زائلٌ إلا الصدقة والإحسان وتطبيق ما أنزله في كتبه السماوية بقوله في قصيدة "إرادة الله" :
    لاتنظُرَنّ إلى السماء كأنها
    كُلّ المطاف ونَيلُها كل المنى
    إن السماء لو افتكرت وجدتها
    باباً يُطِلّ من الوجود على السنا
    وفي رثائه زوجته ورفيقة عمره يقول:
    لا تحزنَنّ على رحيل أحبة
    إن الرحيل تحوّلٌ وتطوّرُ.
    إذ كان يرى في الموت ولادة جديدة وربيعاً لعالم آخر.
    يوسف المسمار قامة ادبية رفعتْ إسم لبنان في بلاد الإغتراب، وحملت هموم الوطن وناضلت من أجلها. شَغلَ الصحافةَ والساحتين الأدبية والسياسية في البرازيل، وكان حاضراً في كل مِحنة وطنية لمداواة الجراح ولو بالكلمة الطيبة الصادقة. يوسف المسمار، شاعرٌ
    َدَمِثُ الأخلاقِ، حلوُ المعشر، كريمُ الأصل، مستقيمٌ في سلوكه وعلاقاته مع الآخرين. تعرفتُ إليه فأحببتُ فيه صدقَهُ وحيويته وحديثه ووفاءه وإنتماءه الوطني والقومي المتجذر عميقاً في تاريخ هذه الأمة. تُجادلُهُ فيستفيض شرحاً لإقناعك مُحترِماً عقلكَ وروحَك. يوسف المسمار باقة من ورد وسحابة محبة واحترام وتقدير.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:27 pm