الأميرة .... وزهرةالياسمين
مجموعة قصصية من أربع
للكاتبة لينة أمين قرناش
لِينَةُ وَزَهْرَةُ الْيَاسَمِينِ
فِي فَصْلِ الرَّبِيعِ ، وَفِي يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ الدِّرَاسَةِ ، وَبَعْدَ أَنْ حَانَ وَقْتُ الاسْتِرَاحَةِ ، دَقَّ الْجَرَسُ فَخَرَجَ التَّلاَمِيذُ إِلَى سَاحَةِ الْمَدْرَسَةِ لِيَأْخُذُوا قِسْطًا مِنْ الرَّاحَةِ،وَكَانَ عَلَى جَوَانِبِ فِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ أَزْهَارٌ مُتَنَوِّعَةٌ جَمِيلَةٌ تُغْرِي النَّاظِرِينَ إِلَيْهَا .
أُعْجِبَتْ لِينَةُ بِأَزْهَارِ الْيَاسَمِينِ فَأَرَادَتْ أَنْ تَقْطِفَ وَاحِدَةً مِنْهَا لِتَشُمَّ رَائِحَتَهَا الزَكِيَّةَ ، رَأَتْهَا مُعَلِّمَتُهَا فَقَاَلتْ لَهَا : يَا لِينَة يَجِبَ أَنْ لاَ نَقْطِفَ الأَزْهَارَ لأَنَّهَا تَزِيدُ مِنْ جَمَالِ مَدْرَسَتِنَا ، وَتَنْشُرُ فِي سَاحَتِهَا رَوَائِحَ زَكِيَّةً مُنْعِشَةً ، كَمَا أَنَّهَا قَدْ تُسَبِّبُ لَكِ الْحَسَاسِيَّةَ.
لَمْ تَسْتَمِعْ لِينَةُ لِكَلَامِ مُعَلِّمَتِهَا،وَلَمْ تَنْتَصِحْ بِنَصِيحَتِهَا فَقَطَفَتْ الزَّهْرَةَ ، وَشَمَّتْ رَائِحَتَهَا الْعَطِرَةَ لَكِنَّهَا بَعْدَ الْعَوْدَةِ إِلَى الْبَيْتِ فِي الْمَسَاءِ بَدَأَتْ تُحِسُّ بِالْتِهَابَاتٍ فِي عَيْنَيْهَا فَرَاحَتْ تَحُكُّهُمَا حَتَّى احْمَرَّتَا ، وَأخذت تَعَطسُ عَطَسًا شَدِيدًا مُتَوَاصِلاً، وَسَاءَتْ حَالَتُهَا فَنَقَلَهَا وَالِدُهَا إِلَى الطَّبِيبِ.
حَرَّرَ الطَّبِيبُ وَصْفَةً لِلِينَةَ بَعْدَ أَنْ عَايَنَهَا وَنَصَحَهَا بِعَدَمِ الذَّهَابِ إِلَى الْمَدْرَسَةِ حَتَّى تَتَحَسّنَ حَالَتُهَا .
وَفِي الْغَدِ عِنْدَمَا دَخَلَ التَّلاَمِيذ إِلَى الْقِسْمِ لاَحَظَتِ الْمُعَلِّمَةُ غِيَابَ لِينَةَ فَسَأَلَتْ عَنْهَا زُمَلاَءَهَا فَأَخْبَرُوهَا بِأَنَّهَا مَرِيضَةٌ بِالْحَسَاسِيَّةِ وَأَنَّ الطَّبِيبَ نَصَحَهَا بِالْبَقَاءِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى تُشْفَى.
عَرَفَتِ الْمُعَلِّمَةُ سَبَبَ مَرَضِهَا وَقَرَّرَتْ أَنْ تَزُورَهَا فِي الْبَيْتِ ، وَفِي مَسَاءِ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَخَذَتْ مَعَهَا مَجْمٌوعَةً مِنْ زُمَلاَءِ لِينَةَ وَقَامُوا بِزِيَارِتِهَا في الْبَيْتِ لِلِاطْمِئْنَانِ عَلَيْهَا ، وَبَيْنَمَا رَأَتْ لِينَةُ مُعُلِّمَتَهَا طَأْطَأْتْ رَأْسَهَا مِنْ فَرْطِ الاِسْتِحْيَاءِ ـ لِأَنَّهَا لَمْ تَأْخُذْ بِنَصِيحَتِهَا فَحَدَثَ لَهَا مَا حَدَثَ .
لَكِنَّ الْمُعَلِّمَةَ تَقَدَّمَتْ مِنْهَا وَقَبَّلَتْهَا مِنْ جَبِينِهَا وَتَمَنَّتْ لَهَا الشِّفَاءَ ، وَقَالَتْ لَهَا: لاَ عَلَيْكِ يَا لِينَة، لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ تَعْمَلِي بِنَصِيحَةِ الْكِبَارِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ حَتَّى لَا يُصِيبَكِ الْأَذَى ، شَكَرَتْهَا لِينَةُ عَلَى الزِيَّارَةِ وَتَعَهَّدَتْ لَهَا أَنْ تَعْمَلَ بِنَصَائِحِهَا وَنَصَائِحِ كُلِّ مَنْ يُحِبُّ لَهَا الْخَيْرَ.
الْأْمْيرَةُ وَالْبَهْلَوَانُ
تَعِيشُ لِينَةُ مَعَ عَائِلَتِهَا الصَّغِيرَةِ فِي مَنْزِلٍ جَمِيلٍ، أَحَبٍّتِ التَّمْثِيلَ وتَعَلَّقَتْ بِهِ مُنْذُ دُخُولِهَا الْمَدْرَسَةَ، وَقَدْ اكْتَشَفَ فِيهَا مُعَلِّمُهَا هَذَهَ الْمَوْهِبَةَ فَاخْتَارَهَا لِتَمْثِيلِ دَوْرِ الأَمِيرَةِ فِي مَسْرَحِيَّةٍ بِعُنْوَانِ: الأَمِيرُ والأَمِيرَةُ. فَرِحَتْ لِينَةُ بِذَلِكَ فَرَحًا كَبِيرًا لأنَّهَا سَتَرْتَدِي فُسْتَانَ الأَمِيرَةِ.
وَفِي يَوْمِ الْعَرْضِ لَبِسَتْ لِينَةُ الْفُسْتَانَ فَبَدَتْ بِهِ جَمِيلَةً جِدًّا واهْتَمَّتْ بِذَلِكَ كَثِيرًا حَتَّى نَسِيَتْ مُعْظَمَ الْكَلِمَاتِ الّتِي سَتُرَدّدُهَا فِي الْمَسْرَحِيّةِ، فَاسْتَبْدَلَهَا الْمُشْرِفُ بِتِلْمِيذَةٍ أُخْرَى كَانَتْ فِي الاحْتِيَاطِ.
انْصَرَفَتْ لِينَةُ إِلَى الْبَيْتِ حَزِينَةً بَاكِيَّةً فَاقِدَةً الثِّقَةَ بِنَفْسِهَا لِفَشَلِهَا فِي اسْتِغْلالٍ فُرْصَتِهَا، لَكِنَّ وَالِدَيْهَا هَدَّآ مِنْ رَوْعِهَا وَوَعَدَاهَا بِمُسَاعَدَتِهَا للْخُرُوجِ مِنْ هَذِهِ الأزْمَةِ.
اتَّصَلَ وَالِدُ لِينَةَ بِالْمُعَلِّمِ الْمُشْرِفِ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَمْنَحَ لِينَةَ فُرْصَةً ثَانِيَّةً، قَبِلَ الْمُشْرِفُ الطَّلَبَ وَأسْنَدَ لَهَا هَذِهِ الْمَرّةَ دَوْرَ الْبَهْلَوَانِيِّ فِي مَسْرَحِيَّةٍ جَدِيدَةِ، فَسَاعَدَتْهَا وَالِدَتُهَا عَلَى حَفْظِ الدُّورِ جَيِّدًا.
بَدَأَ الْحَفْلُ وَشَرَعَتْ لِينَةُ فِي أَدَاءِ دَوْرِ الْبَهْلَوَانِيِّ وَقَدْ نَجَحَتْ فِيهِ نَجَاحًا كَبِيرًا أَبْهَرَتْ بِهِ الَجُمْهُورَ الذِي صَفَّقَ لَهَا طَوِيلاً.وَهَكَذَا فَرِحَتْ لِينَةُ بِهَذَا النَّجَاحِ فَشَكَرَتْ مُعَلِّمَهَا وَوَالِدَيْهَا عَلَى مُسَاعَدَتِهٍمْ لَهَا وَحَمَدَتِ اللّهَ عَلَى أَنْ وَفَّقَهَا فِي الْفُرْصَةِ الثَّانِيَّةِ.
الصَّدِيقَاتُ الْوَفِيَّاتُ
لِينَةُ وَمَارِيَةُ فَتَاتَانِ طَيِّبَتَانِ الْأُولَى تُحِبُّ فَنَّ الرَّسْمِ ، وَالثَّانِيَةُ تَعْشَقُ
الرِيَّاضَةَ ، وَتَشْتَرِكَانِ فِي هِوَايَةِ تَرْبِيَةِ الْحَيَوَانَاتِ الْأَلِيفَةِ. الْتَقَتَا صُدْفَةً فِي
بِدَايَةِ السَّنَةِ الدِّرَاسَيَّةِ بِنَفْس الْمَدْرَسَةِ وَنَفْسِ الْقِسْمِ.قَالَتْ لِينَةُ : مَا اسْمُكِ
أَيَّتُهُا الرِيَاضِيَّةُ الْأَنِيقَةُ ؟ اسْمِي مَارِيَّة وَيُمْكِنُكِ أَنْ تُدَلِّعِينِي " مَارِي". أَنَا
اسْمِي لِينَةُ أُحِبُّ الرَّسْمَ كَثِيرًا وَأَهْوَى تَرْبِيَّةَ الْحَيَوَانَاتِ الْأَلِيفَةِ. وَأَنَا كَذَلِكَ يَا
لِينَةَ إِلَى جَانِبِ تَعَلُّقِي بِالرِيَاضَةِ أَهْوَى كَثِيرًا تَرْبِيَةَ الْحَيَوَانَاتِ الْأَلِيفَةِ. هَلْ
تَقْبَلِينَ صَدَاقَتِي يَا لِينَة ؟ بِكُلِّ فَرَحٍ وَسُرُورٍ فَذَلِكَ يُسْعِدُنِي كَثِيرًا .
بَدَأَتِ الدِّرَاسَةُ وَأَخَذَتْ بَايَةُ تُلاَحِظُ الصَّدَاقَةَ الْكَبِيرَةَ التِي تَرْبِطُ بَيْنَ لِينَةَ
وَمَارِيَةَ فَبَدَأَتِ الْغَيْرَةُ تَتَسَلَّلُ إِلَى أَعْمَاقِ نَفْسِهَا الشِرِّيرَةِ ، وَشَرَعَتْ تُفَكِّرُ
بِمَكْرٍ فِي زَرْعِ الْفِتْنَةِ بَيْنَهُمَا لِلْقَضَاءِ عَلَى الصَّدَاقَةِ التِي تَرْبِطُ بَيْنَهُمَا. وَفِي
ذَاتِ صَبَاحٍ وَقَبْلَ الدُّخُولِ إِلَى الْقِسْمِ ذَهَبَتْ بَايَةُ إِلَى مَارِيَّةَ وَقَالَتْ لَهَا إِنَّ
لِينَةَ تَتَظَاهَرُ فَقَطْ بِحُبِّهَا لَكِ لَكِنْ هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ تَكْرَهُكِ وَتَغِيرُ مِنْكِ وَمِنْ
رَشَاقَتِكِ. لَكِنْ مَارِيَةَ لَمْ تُصَدِّقْهَا وَقَالَتْ لَهَا لاَ يُمْكِنُكِ يَا بَايَة أَنْ تَزْرَعِي
الْكَرَاهِيَّةَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَدِيقَتِي لِينَةَ.
شَعَرَتْ بَايَةُ بِخَيْبَةِ الأَمَلِ وَأَخَذَتْ تُفُكِّرُ فِي حِيلَةٍ أُخْرَى لِتَنْفِيذِ خُطَّتِهَا.
وَذَاتَ يَوْمٍ رَأَتْ لِينَةَ تَكْتُبُ رِسَالَةً لِصَدِيقَتِهَا مَارِيَّةَ بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ مِيلاَدِهَا
وَفِيهَا كَلاَمٌ جَمِيلٌ ، فَاسْتَغَلّتْ خُرُوجَ التَّلاَمِيذِ لِلرَّاحَةِ وَاسْتَبْدَلَتْهَا بِرِسَالَةٍ
أُخْرَى كُلُّهَا شَتْمٌ وَكَلاَمٌ قَبِيحٌ. لَكِنْ مَارِيَةَ بِمُجَرَّدِ قِرَاءَتِهَا لِلرِّسَالَةِ تَفَطَّنَتْ
لِلْخُدْعَةِ وَعَرَفَتْ أَنَّ الشِرِّيرَةَ بَايَةَ هَيَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ.
فَقَرَّرَتْ أَنْ تُوُاجِهَهَا وَتُؤَدِّبَهَا ، فَنَادَتْهَا وَانْزَوَتْ بِهَا فيِ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ
السَّاحَةِ وَقَالَتْ لَهَا : يَا بَايَة يَا صَدِيقَتِي نَحْنُ كُلُّنَا صَدِيقَاتٌ وَنَدْرُسُ مَعًا فِي
مَدْرَسَةٍ وَاحِدَةٍ وَقِسْمٍ وَاحِدٍ فَلِمَاذَا تُحَاوِلِينَ أَنْ تَزْرَعِي الْكَرَاهِيَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ
لِينَةَ ؟ لِمَاذَا لاَ نَكُونُ كُلُّنَا صَدِيقَاتٍ وَفِيَّاتٍ لِبَعْضِنَا ؟ نَحْنُ بَنَاتُ الْجَزَائِرِ نَضَعُ الْيَدَ فِي الْيَدِ وَنَتَعَاوَنُ وَنَجْتَهِدُ حَتَّى نَكُونَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ نِسَاءً صَالِحَاتٍ نَخْدُمُ وَطَنَنَا بِإِخْلاَصٍ . تَأَثَّرَتْ بَايَةُ بِكَلاَمِ مَارِيَةَ وَارْتَمَتْ فِي أَحْضَانِهَا وَرَاحَتْ تُقَبِّلُهَا وَهِيَ تَبْكِي
وَتُعَبِّرُ لَهَا عَنْ نَدَمِهَا عَلَى كُلِّ مَا كَانَتْ تَقُومُ بِهِ مِنْ تَصَرُّفَاتٍ طَائِشَةٍ
وَتَعَهَّدَتْ لَهَا بِأَنْ تَكُونَ صَدِيقَةً وَفِيَّةً لَهَا وَلِلِينَةَ وَكُلِّ تَلاَمِيذِ الْقِسْمِ.
وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ أَصْبَحَتْ مَارِيَةُ وَلِينَةُ وَبَايَةُ صَدِيقَاتٍ وَفِيَّاتٍ لِبَعْضِهِنَّ
يَعْمَلْنَ بِجِدٍّ لِيَكُنَّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ نِسَاءً صَالِحَاتٍ مُخْلِصَاتٍ لِوَطَنِهِنَّ.
لِينَةُ وَالْعَجُوزُ الْمِسْكِينَةُ
لِينَةُ تِلْمِيذَةٌ فِي الصَفِّ الْخَامِسِ مِنَ التَّعْلِيمِ الْاِبْتِدَائِي ،عَادَتْ يَوْمًا
كَعَادَتِهَا مِنْ مَدْرَسَتِهَا مَعَ وَالِدَتِهَا فَرَأَتْ سَائِلَةً تَجْلِسُ أَمَامَ مَدْخَلِ الْحَيِّ
الْذِي تُقِيمُ فِيهِ مَعَ عَائِلَتِهَا،
كَانَتِ السَّائِلَةُ عَجُوزًا نَحِيلَةَ الْجِسْمِ ، تَرْتَدِي أَسْمَالاً رَثَّةً بَالِيَّةً وَتَظْهَرُ
عَلَى وَجْهِهَا عَلاَمَاتُ الْبُؤْسِ وَالشَّقَاءِ. وهي تمدّ يدها مستعطفة المارّة
لمساعدتها بما يسدّ رمقها فتأثّرت لينة لِمَنْظَرِهَا كَثِيرًا فطلبت من
والدتها أن تمنحها بعض النّقود دون أن تفصح لها عن نيّتها في
مساعدة السّائلة.
بِمُجَرَّدِ اسْتِلاَمِهَ لينة للنّقود من والدتها وَضَعَتْهَا فِي يَدِ السَّائِلِةِ
الْمِسْكِينَةِ ، فَفَرِحَتْ بِذَلِكَ كَثِيرًا وَدَعَتْ لَهَا بِالْخَيْرِ وَالسَّعَادَةِ فِي حَيَاتِهَا
وَالنَّجَاحِ فِي الدِّرَاسَةِ وفي كلّ حياتها.
كَانَ وَالِدُ لينة جَالِسًا أَمَامَ مَدْخَلِ الْعِمَارَةِ ، وَرَأَى الْمَشْهَدَ النَّبِيلَ فَسُرَّ
بِهِ كَثِيرًا وَعِنْدَمَا دَخَلَ الْجَمِيعُ الْبَيْتَ أَرَادَ وَالِدُ لِينَةَ أَنْ يُكَافِئَهَا عَلَى
تَصَرُّفِهَا النَّبِيلِ وَرِفْقِهَا بِالْفُقَرِاءِ وَالْمَسَاكِينِ تَشْجِيعًا لَهَا عَلَى مُوَاصَلَةِ
فِعْلِ الْخَيْرِ.
لَمْ تَقْبَلِ لينة الْمُكَافَأَةَ ، وَقَالَتْ لِوَالِدِهَا : لَقَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أُحْسِنَ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ أُعْطِيَ الْمُحْتَاجَ ، وَلاَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ إِلاَّ وَجْهَ اللهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى ، فَرِحَ الْوالِدَانِ بِتَربِيَةِ وَسُلُوكِ ابْنَتِهِمَا وَشَجَّعَاهَا عَلَى مُوَاصَلَةِ
فِعْلِ الْخَيْرِ.
مجموعة قصصية من أربع
للكاتبة لينة أمين قرناش
لِينَةُ وَزَهْرَةُ الْيَاسَمِينِ
فِي فَصْلِ الرَّبِيعِ ، وَفِي يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ الدِّرَاسَةِ ، وَبَعْدَ أَنْ حَانَ وَقْتُ الاسْتِرَاحَةِ ، دَقَّ الْجَرَسُ فَخَرَجَ التَّلاَمِيذُ إِلَى سَاحَةِ الْمَدْرَسَةِ لِيَأْخُذُوا قِسْطًا مِنْ الرَّاحَةِ،وَكَانَ عَلَى جَوَانِبِ فِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ أَزْهَارٌ مُتَنَوِّعَةٌ جَمِيلَةٌ تُغْرِي النَّاظِرِينَ إِلَيْهَا .
أُعْجِبَتْ لِينَةُ بِأَزْهَارِ الْيَاسَمِينِ فَأَرَادَتْ أَنْ تَقْطِفَ وَاحِدَةً مِنْهَا لِتَشُمَّ رَائِحَتَهَا الزَكِيَّةَ ، رَأَتْهَا مُعَلِّمَتُهَا فَقَاَلتْ لَهَا : يَا لِينَة يَجِبَ أَنْ لاَ نَقْطِفَ الأَزْهَارَ لأَنَّهَا تَزِيدُ مِنْ جَمَالِ مَدْرَسَتِنَا ، وَتَنْشُرُ فِي سَاحَتِهَا رَوَائِحَ زَكِيَّةً مُنْعِشَةً ، كَمَا أَنَّهَا قَدْ تُسَبِّبُ لَكِ الْحَسَاسِيَّةَ.
لَمْ تَسْتَمِعْ لِينَةُ لِكَلَامِ مُعَلِّمَتِهَا،وَلَمْ تَنْتَصِحْ بِنَصِيحَتِهَا فَقَطَفَتْ الزَّهْرَةَ ، وَشَمَّتْ رَائِحَتَهَا الْعَطِرَةَ لَكِنَّهَا بَعْدَ الْعَوْدَةِ إِلَى الْبَيْتِ فِي الْمَسَاءِ بَدَأَتْ تُحِسُّ بِالْتِهَابَاتٍ فِي عَيْنَيْهَا فَرَاحَتْ تَحُكُّهُمَا حَتَّى احْمَرَّتَا ، وَأخذت تَعَطسُ عَطَسًا شَدِيدًا مُتَوَاصِلاً، وَسَاءَتْ حَالَتُهَا فَنَقَلَهَا وَالِدُهَا إِلَى الطَّبِيبِ.
حَرَّرَ الطَّبِيبُ وَصْفَةً لِلِينَةَ بَعْدَ أَنْ عَايَنَهَا وَنَصَحَهَا بِعَدَمِ الذَّهَابِ إِلَى الْمَدْرَسَةِ حَتَّى تَتَحَسّنَ حَالَتُهَا .
وَفِي الْغَدِ عِنْدَمَا دَخَلَ التَّلاَمِيذ إِلَى الْقِسْمِ لاَحَظَتِ الْمُعَلِّمَةُ غِيَابَ لِينَةَ فَسَأَلَتْ عَنْهَا زُمَلاَءَهَا فَأَخْبَرُوهَا بِأَنَّهَا مَرِيضَةٌ بِالْحَسَاسِيَّةِ وَأَنَّ الطَّبِيبَ نَصَحَهَا بِالْبَقَاءِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى تُشْفَى.
عَرَفَتِ الْمُعَلِّمَةُ سَبَبَ مَرَضِهَا وَقَرَّرَتْ أَنْ تَزُورَهَا فِي الْبَيْتِ ، وَفِي مَسَاءِ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَخَذَتْ مَعَهَا مَجْمٌوعَةً مِنْ زُمَلاَءِ لِينَةَ وَقَامُوا بِزِيَارِتِهَا في الْبَيْتِ لِلِاطْمِئْنَانِ عَلَيْهَا ، وَبَيْنَمَا رَأَتْ لِينَةُ مُعُلِّمَتَهَا طَأْطَأْتْ رَأْسَهَا مِنْ فَرْطِ الاِسْتِحْيَاءِ ـ لِأَنَّهَا لَمْ تَأْخُذْ بِنَصِيحَتِهَا فَحَدَثَ لَهَا مَا حَدَثَ .
لَكِنَّ الْمُعَلِّمَةَ تَقَدَّمَتْ مِنْهَا وَقَبَّلَتْهَا مِنْ جَبِينِهَا وَتَمَنَّتْ لَهَا الشِّفَاءَ ، وَقَالَتْ لَهَا: لاَ عَلَيْكِ يَا لِينَة، لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ تَعْمَلِي بِنَصِيحَةِ الْكِبَارِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ حَتَّى لَا يُصِيبَكِ الْأَذَى ، شَكَرَتْهَا لِينَةُ عَلَى الزِيَّارَةِ وَتَعَهَّدَتْ لَهَا أَنْ تَعْمَلَ بِنَصَائِحِهَا وَنَصَائِحِ كُلِّ مَنْ يُحِبُّ لَهَا الْخَيْرَ.
الْأْمْيرَةُ وَالْبَهْلَوَانُ
تَعِيشُ لِينَةُ مَعَ عَائِلَتِهَا الصَّغِيرَةِ فِي مَنْزِلٍ جَمِيلٍ، أَحَبٍّتِ التَّمْثِيلَ وتَعَلَّقَتْ بِهِ مُنْذُ دُخُولِهَا الْمَدْرَسَةَ، وَقَدْ اكْتَشَفَ فِيهَا مُعَلِّمُهَا هَذَهَ الْمَوْهِبَةَ فَاخْتَارَهَا لِتَمْثِيلِ دَوْرِ الأَمِيرَةِ فِي مَسْرَحِيَّةٍ بِعُنْوَانِ: الأَمِيرُ والأَمِيرَةُ. فَرِحَتْ لِينَةُ بِذَلِكَ فَرَحًا كَبِيرًا لأنَّهَا سَتَرْتَدِي فُسْتَانَ الأَمِيرَةِ.
وَفِي يَوْمِ الْعَرْضِ لَبِسَتْ لِينَةُ الْفُسْتَانَ فَبَدَتْ بِهِ جَمِيلَةً جِدًّا واهْتَمَّتْ بِذَلِكَ كَثِيرًا حَتَّى نَسِيَتْ مُعْظَمَ الْكَلِمَاتِ الّتِي سَتُرَدّدُهَا فِي الْمَسْرَحِيّةِ، فَاسْتَبْدَلَهَا الْمُشْرِفُ بِتِلْمِيذَةٍ أُخْرَى كَانَتْ فِي الاحْتِيَاطِ.
انْصَرَفَتْ لِينَةُ إِلَى الْبَيْتِ حَزِينَةً بَاكِيَّةً فَاقِدَةً الثِّقَةَ بِنَفْسِهَا لِفَشَلِهَا فِي اسْتِغْلالٍ فُرْصَتِهَا، لَكِنَّ وَالِدَيْهَا هَدَّآ مِنْ رَوْعِهَا وَوَعَدَاهَا بِمُسَاعَدَتِهَا للْخُرُوجِ مِنْ هَذِهِ الأزْمَةِ.
اتَّصَلَ وَالِدُ لِينَةَ بِالْمُعَلِّمِ الْمُشْرِفِ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَمْنَحَ لِينَةَ فُرْصَةً ثَانِيَّةً، قَبِلَ الْمُشْرِفُ الطَّلَبَ وَأسْنَدَ لَهَا هَذِهِ الْمَرّةَ دَوْرَ الْبَهْلَوَانِيِّ فِي مَسْرَحِيَّةٍ جَدِيدَةِ، فَسَاعَدَتْهَا وَالِدَتُهَا عَلَى حَفْظِ الدُّورِ جَيِّدًا.
بَدَأَ الْحَفْلُ وَشَرَعَتْ لِينَةُ فِي أَدَاءِ دَوْرِ الْبَهْلَوَانِيِّ وَقَدْ نَجَحَتْ فِيهِ نَجَاحًا كَبِيرًا أَبْهَرَتْ بِهِ الَجُمْهُورَ الذِي صَفَّقَ لَهَا طَوِيلاً.وَهَكَذَا فَرِحَتْ لِينَةُ بِهَذَا النَّجَاحِ فَشَكَرَتْ مُعَلِّمَهَا وَوَالِدَيْهَا عَلَى مُسَاعَدَتِهٍمْ لَهَا وَحَمَدَتِ اللّهَ عَلَى أَنْ وَفَّقَهَا فِي الْفُرْصَةِ الثَّانِيَّةِ.
الصَّدِيقَاتُ الْوَفِيَّاتُ
لِينَةُ وَمَارِيَةُ فَتَاتَانِ طَيِّبَتَانِ الْأُولَى تُحِبُّ فَنَّ الرَّسْمِ ، وَالثَّانِيَةُ تَعْشَقُ
الرِيَّاضَةَ ، وَتَشْتَرِكَانِ فِي هِوَايَةِ تَرْبِيَةِ الْحَيَوَانَاتِ الْأَلِيفَةِ. الْتَقَتَا صُدْفَةً فِي
بِدَايَةِ السَّنَةِ الدِّرَاسَيَّةِ بِنَفْس الْمَدْرَسَةِ وَنَفْسِ الْقِسْمِ.قَالَتْ لِينَةُ : مَا اسْمُكِ
أَيَّتُهُا الرِيَاضِيَّةُ الْأَنِيقَةُ ؟ اسْمِي مَارِيَّة وَيُمْكِنُكِ أَنْ تُدَلِّعِينِي " مَارِي". أَنَا
اسْمِي لِينَةُ أُحِبُّ الرَّسْمَ كَثِيرًا وَأَهْوَى تَرْبِيَّةَ الْحَيَوَانَاتِ الْأَلِيفَةِ. وَأَنَا كَذَلِكَ يَا
لِينَةَ إِلَى جَانِبِ تَعَلُّقِي بِالرِيَاضَةِ أَهْوَى كَثِيرًا تَرْبِيَةَ الْحَيَوَانَاتِ الْأَلِيفَةِ. هَلْ
تَقْبَلِينَ صَدَاقَتِي يَا لِينَة ؟ بِكُلِّ فَرَحٍ وَسُرُورٍ فَذَلِكَ يُسْعِدُنِي كَثِيرًا .
بَدَأَتِ الدِّرَاسَةُ وَأَخَذَتْ بَايَةُ تُلاَحِظُ الصَّدَاقَةَ الْكَبِيرَةَ التِي تَرْبِطُ بَيْنَ لِينَةَ
وَمَارِيَةَ فَبَدَأَتِ الْغَيْرَةُ تَتَسَلَّلُ إِلَى أَعْمَاقِ نَفْسِهَا الشِرِّيرَةِ ، وَشَرَعَتْ تُفَكِّرُ
بِمَكْرٍ فِي زَرْعِ الْفِتْنَةِ بَيْنَهُمَا لِلْقَضَاءِ عَلَى الصَّدَاقَةِ التِي تَرْبِطُ بَيْنَهُمَا. وَفِي
ذَاتِ صَبَاحٍ وَقَبْلَ الدُّخُولِ إِلَى الْقِسْمِ ذَهَبَتْ بَايَةُ إِلَى مَارِيَّةَ وَقَالَتْ لَهَا إِنَّ
لِينَةَ تَتَظَاهَرُ فَقَطْ بِحُبِّهَا لَكِ لَكِنْ هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ تَكْرَهُكِ وَتَغِيرُ مِنْكِ وَمِنْ
رَشَاقَتِكِ. لَكِنْ مَارِيَةَ لَمْ تُصَدِّقْهَا وَقَالَتْ لَهَا لاَ يُمْكِنُكِ يَا بَايَة أَنْ تَزْرَعِي
الْكَرَاهِيَّةَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَدِيقَتِي لِينَةَ.
شَعَرَتْ بَايَةُ بِخَيْبَةِ الأَمَلِ وَأَخَذَتْ تُفُكِّرُ فِي حِيلَةٍ أُخْرَى لِتَنْفِيذِ خُطَّتِهَا.
وَذَاتَ يَوْمٍ رَأَتْ لِينَةَ تَكْتُبُ رِسَالَةً لِصَدِيقَتِهَا مَارِيَّةَ بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ مِيلاَدِهَا
وَفِيهَا كَلاَمٌ جَمِيلٌ ، فَاسْتَغَلّتْ خُرُوجَ التَّلاَمِيذِ لِلرَّاحَةِ وَاسْتَبْدَلَتْهَا بِرِسَالَةٍ
أُخْرَى كُلُّهَا شَتْمٌ وَكَلاَمٌ قَبِيحٌ. لَكِنْ مَارِيَةَ بِمُجَرَّدِ قِرَاءَتِهَا لِلرِّسَالَةِ تَفَطَّنَتْ
لِلْخُدْعَةِ وَعَرَفَتْ أَنَّ الشِرِّيرَةَ بَايَةَ هَيَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ.
فَقَرَّرَتْ أَنْ تُوُاجِهَهَا وَتُؤَدِّبَهَا ، فَنَادَتْهَا وَانْزَوَتْ بِهَا فيِ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ
السَّاحَةِ وَقَالَتْ لَهَا : يَا بَايَة يَا صَدِيقَتِي نَحْنُ كُلُّنَا صَدِيقَاتٌ وَنَدْرُسُ مَعًا فِي
مَدْرَسَةٍ وَاحِدَةٍ وَقِسْمٍ وَاحِدٍ فَلِمَاذَا تُحَاوِلِينَ أَنْ تَزْرَعِي الْكَرَاهِيَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ
لِينَةَ ؟ لِمَاذَا لاَ نَكُونُ كُلُّنَا صَدِيقَاتٍ وَفِيَّاتٍ لِبَعْضِنَا ؟ نَحْنُ بَنَاتُ الْجَزَائِرِ نَضَعُ الْيَدَ فِي الْيَدِ وَنَتَعَاوَنُ وَنَجْتَهِدُ حَتَّى نَكُونَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ نِسَاءً صَالِحَاتٍ نَخْدُمُ وَطَنَنَا بِإِخْلاَصٍ . تَأَثَّرَتْ بَايَةُ بِكَلاَمِ مَارِيَةَ وَارْتَمَتْ فِي أَحْضَانِهَا وَرَاحَتْ تُقَبِّلُهَا وَهِيَ تَبْكِي
وَتُعَبِّرُ لَهَا عَنْ نَدَمِهَا عَلَى كُلِّ مَا كَانَتْ تَقُومُ بِهِ مِنْ تَصَرُّفَاتٍ طَائِشَةٍ
وَتَعَهَّدَتْ لَهَا بِأَنْ تَكُونَ صَدِيقَةً وَفِيَّةً لَهَا وَلِلِينَةَ وَكُلِّ تَلاَمِيذِ الْقِسْمِ.
وَمُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ أَصْبَحَتْ مَارِيَةُ وَلِينَةُ وَبَايَةُ صَدِيقَاتٍ وَفِيَّاتٍ لِبَعْضِهِنَّ
يَعْمَلْنَ بِجِدٍّ لِيَكُنَّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ نِسَاءً صَالِحَاتٍ مُخْلِصَاتٍ لِوَطَنِهِنَّ.
لِينَةُ وَالْعَجُوزُ الْمِسْكِينَةُ
لِينَةُ تِلْمِيذَةٌ فِي الصَفِّ الْخَامِسِ مِنَ التَّعْلِيمِ الْاِبْتِدَائِي ،عَادَتْ يَوْمًا
كَعَادَتِهَا مِنْ مَدْرَسَتِهَا مَعَ وَالِدَتِهَا فَرَأَتْ سَائِلَةً تَجْلِسُ أَمَامَ مَدْخَلِ الْحَيِّ
الْذِي تُقِيمُ فِيهِ مَعَ عَائِلَتِهَا،
كَانَتِ السَّائِلَةُ عَجُوزًا نَحِيلَةَ الْجِسْمِ ، تَرْتَدِي أَسْمَالاً رَثَّةً بَالِيَّةً وَتَظْهَرُ
عَلَى وَجْهِهَا عَلاَمَاتُ الْبُؤْسِ وَالشَّقَاءِ. وهي تمدّ يدها مستعطفة المارّة
لمساعدتها بما يسدّ رمقها فتأثّرت لينة لِمَنْظَرِهَا كَثِيرًا فطلبت من
والدتها أن تمنحها بعض النّقود دون أن تفصح لها عن نيّتها في
مساعدة السّائلة.
بِمُجَرَّدِ اسْتِلاَمِهَ لينة للنّقود من والدتها وَضَعَتْهَا فِي يَدِ السَّائِلِةِ
الْمِسْكِينَةِ ، فَفَرِحَتْ بِذَلِكَ كَثِيرًا وَدَعَتْ لَهَا بِالْخَيْرِ وَالسَّعَادَةِ فِي حَيَاتِهَا
وَالنَّجَاحِ فِي الدِّرَاسَةِ وفي كلّ حياتها.
كَانَ وَالِدُ لينة جَالِسًا أَمَامَ مَدْخَلِ الْعِمَارَةِ ، وَرَأَى الْمَشْهَدَ النَّبِيلَ فَسُرَّ
بِهِ كَثِيرًا وَعِنْدَمَا دَخَلَ الْجَمِيعُ الْبَيْتَ أَرَادَ وَالِدُ لِينَةَ أَنْ يُكَافِئَهَا عَلَى
تَصَرُّفِهَا النَّبِيلِ وَرِفْقِهَا بِالْفُقَرِاءِ وَالْمَسَاكِينِ تَشْجِيعًا لَهَا عَلَى مُوَاصَلَةِ
فِعْلِ الْخَيْرِ.
لَمْ تَقْبَلِ لينة الْمُكَافَأَةَ ، وَقَالَتْ لِوَالِدِهَا : لَقَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أُحْسِنَ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ أُعْطِيَ الْمُحْتَاجَ ، وَلاَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ إِلاَّ وَجْهَ اللهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى ، فَرِحَ الْوالِدَانِ بِتَربِيَةِ وَسُلُوكِ ابْنَتِهِمَا وَشَجَّعَاهَا عَلَى مُوَاصَلَةِ
فِعْلِ الْخَيْرِ.