منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    زورق الموت مجموعة قصصية عبير عزيم

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    زورق الموت  مجموعة قصصية  عبير عزيم Empty زورق الموت مجموعة قصصية عبير عزيم

    مُساهمة من طرف السيد صابر الثلاثاء يونيو 16, 2020 10:01 pm


    زورق الموت

    مجموعة قصصية

    عبير عزيم

    زورق الموت  مجموعة قصصية  عبير عزيم 10419610



    إهداء
    إلى أمي الحبيبة وأبي الغالي
    إلى أختي وأخي وكل عائلتي
    إلى كل الساهرين على جمعية إبداع الثقافية بجمهورية مصر العربية
    إلى كل أساتذتي الذين أحبهم وأقدرهم
    إلى صديقتي المبدعة لطيفة
    إلى كل من يحبني ويشجعني
    إلى كل من يعشق القراءة





    تلميذ جديد



    كان الجميع منهمكا في إنجاز واجباته داخل الفصل، والأستاذ ومشغول بملىء الجذاذات؛ حينما دخل المدير مصطحبا تلميذا لا كالتلاميذ، يحمل محفظة وكأنّها من العصر الحجريّ، ويرتدي ملابسا رثّة وقديمة، أمّا قبّعته فكانت شبيهة بصحن طائر. لكنّ الأكثر غرابة؛ حذاؤه الذي يفتح فمه وقد بدت منه مخالب أصابعه الخمسة.
    تعالت قهقهات التّلاميذ من كلّ حدب وصوب. وفجأة، صَمَت الجميع بعدما صرخ المدير وهو يقول:"ما قِلّة الأدب هذه؟ هذا سعد زميلكم الجديد".
    اِبتسم المعلم وهو يقول: "أهلا بك في بيتك الثاني".
    جلس سعد على الكرسيّ ووضع محفظته في القمطر، بينما كانت أنظار التلاميذ السّاخرة تُرهقه وتقُضّ مضجعه. خرج المدير، فعادت القهقهات من جديد، لكنّ ألمعلم اوقفها بطريقته الخاصّة، سحب العصا من على مكتبه وهو يقول: "لا شكّ وأنكم تبحثون عنها، ولن أبخل بها على من اشتاق إليها".
    وهنا سكت الجميع، وعادوا إلى إكمال واجباتهم. وبعد لحظة، كتب الأستاذ تمرينا معقّدا على السبورة، لكنّ التلاميذ لم يجدوا السبيل إلى حلّه، فغضب الأستاذ.
    وفجأة، لاحظ الأستاذ سعدا مُنحنيا على ورقته مُنهمكا في الكتابة، أثار ذلك استغرابه وأدهش زملاءه، فتوجّه نحوه وتأمّل ماكتبه. لكم كانت دهشته كبيرة حينما قرأ الجواب الصّحيح على ورقة سعد، لكنّه لم يصدّق، فكتب تمرينا آخر أكثر تعقيدا من الأوّل وطلب منه أن يحلّه على السبورة، وما هي إلا ثوان حتى كان التمرين في أبهى حلة.
    جلس الاستاذ في مكتبه، وطلب من سعد أن يقرأ نصا.
    وها هو التلميذ يسترسل قراءته في إطناب ودون ركاكة؛ كان صوته يهزّ الأحاسيس، وما كاد ينهي قراءته حتى أدمعت أعين الحاضرين.
    وقف الجميع احتراما لسعد، وتعالت التّصفيقات، حينها أدرك الجميع أنّ قيمة الإنسان ليست في ملابسه ومظهره، بل تكمن في ذاته، في عقله وجوهره.
    _________________________






    ذكريات كوفيد



    عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، وأشعة الشمس قد نسجت خيوطها الذهبية التي تسربت عبر فوهات النافذة الخشبية لتعلن عن يوم جديد..
    ضجيج أخيه قد عم الأرجاء، وصوت أبيه المزمجر اهتزت له الجدران.
    نزا، لا زال مغمضا عينيه، فاغرا فاه، دون أن يرحب باليوم الجديد أو يأبه لما حوله، يتمدد على سريره تماما، ككل صباح، منذ أن أعلن عن حالة الطوارئ في البلاد.
    لا يهمه تعاقب الليل والنهار فهما بالنسبة إليه سيان، أو عل الموازين انقلبت بالنسبة إليه، فاستيقظ الليل لينام النهار. هذه حياته الآن، أو ربما، هكذا اختار أن يعيش.
    لكن، يبدو أن أمه قد ملت الوضع، ولم تعد قادرة على رؤية ابنها يذوب في لجج التقاعس والكسل، فقد حان الوقت لتوقظه من غفلته هذه، آن الأوان ليعود إلى صوابه.
    دلفت غرفته دون أن تطرق الباب، فأزاحت الستار على النافذة ليقتحم ضوء النهار غرفته المظلمة، ورمت الغطاء من على جثته الهامدة، وهي تصرخ بأعلى قامات صوتها: "انهض! انهض!"
    لكن نزار يرفض النهوض. بل ولا يجد سببا ليفعل، فعقارب الساعة بالنسبة إليه توقفت منذ حل ذاك الفيروس المجهري المجهول الهوية.
    نهض بعد إصرار أمه الملحة على ذلك. وبخطى متثاقلة صوب المغسل.
    رائحة الكسكس تفوح من المطبخ، آه! وأخيرا، تذكر نزار أن اليوم هو الجمعة. لكن، ما فائدة ذلك؟
    المساجد مغلقة، والناس لم تعد تتذوق لذة هذا الطبق الشهي الذي يعشقه كل المغاربة.
    لقد قرر ما سيفعله، نعم، لن يجلس في المنزل ليكمل يومه فيه، لا بد من جولة في الخارج، لعله يضعف قوة ملله.
    وها هو نزار يخطو خطاه المبعثرة خارج البيت، الشارع فارغ، المنظر مريع؛ كل الأبواب موصدة، صفارات الإنذار تعلو أصواتها من كل حدب وصوب.
    هو لا يبالي، سيواصل طريقه، لعله يجد رفيقا يؤنس وحدته.
    أسئلة كثيرة تقارع ضميره؛ ماذا لو أمسك به رجال الدرك؟؟ هو لا يتوفر على ورقة الإذن بالخروج، ولا يضع كمامة واقية.
    ماذا سيحصل لو حدث و اعتقلوه؟؟
    لا يهمه السجن، فهو أصلا، مسجون بين جدران بيته، أو ربما سيكون عليه أن يدفع غرامة مالية.
    لا مشكلة، والدته ستدفع.
    نزار، يمكنه ان يتجنب هذه الأمور، أجل، سوف يسلك طريقا خالية وسيلتقي مع زملائه هناك، لا شك وأنهم ينتظرونه.
    وأخيرا، أبصرهم، آه! إنهم هناك، سليم، أحمد ومنتصر، جاؤوا ليروحوا عن أنفسهم. سينسون الوضع الذي يمرون به، أو علهم، سيتناسون ذلك.
    نزار، اشتاق لرفاقه، هو لن يكتفي بمجرد التحية من بعيد، لا بد من مصافحتهم.
    هذا ما حدث تصافح الأصدقاء وجلسوا جنبا إلى جنب؛ ما الفائدة من مسافة الأمان؟ هو مجرد لقاء بين أصدقاء، سيتحدثون فيه مع بعض.
    أصواتهم علت، وقهقهاتهم تعالت، فكثرة الهم تضحك كما يقال، والأصدقاء، كل واحد منهم أفرغ ما بجعبته من آلام ومعاناة، أما الشمس فقد آن لها أن تغيب، وحان الوقت ليعود كل منهم إلى بيته.
    نزار، يعود أدراجه لينزوي من جديد في ركن من أركان غرفته الضيقة.
    الظلام دامس، وكتبه مبعثرة هنا وهناك. أما روايته عن المواطن الصالح، فلا زالت تنتظر النهاية، لكنه عاجز؛ قيود التشاؤم قد كبلت أنامله الذهبية فما عاد يقوى على زخرفة أوراق مذكراته.
    تتوالى الأيام، نعم نفس المرارة، نفس الحسرة ونفس الأحداث، تتكرر يوميا في بيت نزار. كورونا، قتل دماغه وجمد أعصابه رويدا رويدا.
    هكذا أصبحت حياة نزار. نعم، هذا الطالب المبدع الذي كان يصبو لتحقيق أحلامه. سيطر عليه الملل، فقد الأمل، فاستسلم للهوان.
    حانت الليلة الحاسمة، نزار، يحس بألم شديد. احمرت وجنتاه، ارتفعت حرارته، ولم تعد لديه حاستي الشم والذوق.
    فرائص أمه ترتعد من شدة الخوف، فأصبح احتمال إصابته بالفيروس الخطير يقترب من اليقين.
    وهو مستلقي على سريره، بدأ يوقن بهلاكه، فعيناه قد ابيضتا من شدة الاختناق، وفي رمشة عينه، اختفى المشهد.




        ●● بعد شهور●●
    "وأخيرا، بدأ يفتح عينيه، لقد تماثل للشفاء" كانت هذه جملة نطقها الطبيب يوسف بلهجة الذهول.
    استفاق نزار من غيبوبته، لكن ذاكرته لم تساعده على تذكر ما حدث، لا يتذكر شيئا سوى صورة أمه وهي تصرخ: "بني، بني".
    ترى أين هو الآن؟ أين أمه؟ أين أخوه وأبوه؟
    هناك خلف الباب يلمح صديقه؛ إنه صفوان يدنو منه شيئا فشيئا.
    "الحمد لله على سلامتك"
    لكن نزار لم ينبس ببنت شفة، أما صفوان فقد واصل حديثه:
    "اسمع يا نزار؛ لقد أصبت بفيروس كورونا ودخلت في حالة حرجة وشفاؤك كان معجزة"
    "ولكن أين أمي، أين أسرتي؟"
    "أمك ماتت بعد أن دخلت أنت المستشفى وأبوك دخل في حالة حرجة هو الآخر فتوفي، أخوك ريان مات بعد عشرة أيام من وفاة أمك"
    نزار أمام واقع مر يصعب عليه تصديقه، لكن للأسف هذا ما حصل، عاد ليستمع من جديد لحديث صفوان.
    "ركز معي يا نزار؛ اليوم فاتح يناير من سنة 2021 "
    "كف عن المزاح.."
    "أنا لا أمزح يا صديقي؛ لقد كنت في غيبوبة، انظر إلى شاشة هاتفي! انظر إلى نفسك! انظر إلى العالم من حولك! لقد تغير كل شيء".
    بصعوبة رضخ نزار لأمر الواقع واستسلم للحاضر: "حان الوقت لمغادرة المستشفى، سترافقني إلى بيتي"
    "بيتك! عن أي بيت تتحدث؟ أو تمزح؟"
    "كنت تعرفني وأنا صفوان المتشرد، أتذكر حالة الطوارئ التي كانت قد أعلنت ببلادنا؛ حينها آوت الدولة كل المتشردين، وقد كنت واحدا منهم، وخلال تلك الفترة؛ تعلمت حرفة النجارة وأنا الآن أعمل مع صاحب محل وقد امنت لنفسي عيشا كريما، ستبقى معي يا صديقي إلى أن تستعيد عافيتك".
    ما عساه يفعل؟ ماتت أمه، مات أبوه وحتى ريان الصغير رحل عن الوجود، لكن لابد للحياة أن تستمر.
    هو الآن ببيت صفوان، يحاول أن يشرح له ما حدث ليكتشف أمورا لم تكن في الحسبان.
    قرر نزار أن يقوم بجولة مع رفيقه حتى يعرف ما جرى في غيابه؛ فالمغرب من حوله تغير؛ خلت الزقاق من المتشردين وأصبح النظام حلة بهية تزينت بها كل المؤسسات، الأبناك والإدارات، كل شيء في نظام وانتظام.
    أين المتسولين؟
    أما الطرقات والأزقة فقد تسربلت برجال الأمن فأصبح المواطن يمشي في أمان، وفي ركن الشارع هناك؛ أبصر حاوية القمامة، فتذكر حاويات الأمس التي كانت تحمل بقطع الخبز وبقايا الطعام، حتما تلك ستكون مخصصة للأزبال فقط، فقد تجاوزت بلاده شيئا اسمه التبذير.
    الأطباء والممرضون أصبحوا يشتغلون في أحسن الظروف. زيارة الطبيب اصبحت بالمجان بعد تعميم التغطية الصحية على جميع المواطنين.
    اما التعليم عن بعد فأصبح ساري المفعول، فلم يعد هنالك اكتضاض في الاقسام، لكن نزار لم يصدق ما تراه عينيه وما يسمعه من صديقه.
    ما خفي كان أعظم؛ فقد كانت فرحة نزار عظيمة حينما اكتشف أن بلاده أنقذت البشرية، وكانت سباقة لاكتشاف لقاح ضد هذا الفيروس الفتاك.
    إنه المغرب الأخضر، تخطى محنة أرهقت كل البشر... إنه المغرب الأخضر، على كوفيد قد انتصر. نزار سيعود إلى بيته المهجور ليرمم جدرانه المهترئة. أما رواية المواطن الصالح، فقد وجدت السبيل إلى نهايتها التي انتظرت كثيرا.
    _________________________













    آلام سعيدة



    سعيدة، ياله من إسم يحمل آلاما وأحلاما! لمن يا ترى هذه الآلام؟ لمن يا ترى هذه الأحلام؟
    إنّها لطفلة بعثروا لها حياتها، وبتروا أحلامها، وتركوها طائرا بلا أجنحة تسبح في بركة من الدّموع.
    سعيدة، طفلة صغيرة تنحدر من أسرة ريفيّة فقيرة، شاءت الأقدار أن تطرق بابا من الأبواب في مدينة كبيرة لتشتغل خادمة.
    عفوا، لم تطرقه برغبة منها، بل جشع أبويها أوقعها في قبضة أسرة عديمة الرّحمة، فوجدت نفسها ورقة تُداس بالأرجل.
    كانت ترتعد فرائصها كلّما ناداها أحد أفراد هذه الأسرة القاسية.
    سعيدة، لَكَمْ تمنّت لو انطبق معنى اسمها على حياتها.
    تتّجه كلّ صباح خِلسة إلى البهو الفسيح، تنظر من النافذة إلى الخارج فتُبصر أطفالا مثلها، لكنّهم يحملون محافظهم متّجهين إلى المكان الذي لم تسمع عنه إلا لماما، بل لم تكن تعرف عنه سوى اسمه؛ المدرسة!
    فجأة، سمعت صوتا، إنها مشغلتها القاسية، ستعاقبها، حتما ستضربها، ستنثرها من خصلات شعرها الذهبي. عادت ادراجها، طأطأت رأسها متأسفة لنفسها.
    لم تعد تستسيغ هذه المرارة، كيف تواصل؟ كيف تصمد؟ كيف تتحمل؟
    لقد أمضت سنتان في هذا البيت الظّالم أهله بين ألسنة النّار التي تحرقها من كل جانب، تمنّت لو ماتت، لو ذابت كما تذوب الشمعة بالإحتراق، ليتها ما خلقت! تمضي يومها في تنظيف الغرف الواسعة، وغسل الأواني التي لا تقوى حتى على حملها، فيأتي اللّيل بظلامه الدّامس لتقبع في زاوية من زوايا غرفة الجلوس تنتظر بمرارة قدوم الغد.
    كم تمنّت أن تتخلّص من الكابوس الجاثم الذي تعيش فيه، ليت أحدا ينتشلها من هذا الظلم القاتم، من هذه الآلام التي تتجدّد وتتناسل.
    لطالما سمعت الأطفال يتحدّثون عن أحلامهم وعن آمالهم في الحياة، وهي، أليس لها الحق أن تحلم؟
    هذه قصة سعيدة التي تعيش المرارة والألم، تعاني في صمت، تُكابد الأحزان، اغتصبت حريتها وسُلبت منها حقوقها، وضاعت أحلامها رويدا رويدا، فربّما كانت تحلم أن تصبح دكتورة، مهندسة أو ربّان طائرة.
    _________________________








    بعد العسر يسر



    لم يكن يتبقّى سوى يوم واحد ليحلّ العيد، السّعادة تغمر القلوب، والحيوية تجول بين أزقّة المدينة الصّغيرة.
    كعادتها ودّعت أبناءها وخرجت من منزلها رفقةابنها الصّغير علّها تجد ما يسدّ رمق أولادها.
    الشّوارع مكتظّة بالمارّة، وأكوام الفحم الأسود هنا وهناك، وما يزيد فرحة العابرين بالزّقاق هو ثغاء الخرفان الّذي يعلو من كلّ حدب وصوب.
    أمّا المتاجر فملئت عن آخرها بالزّبائن الّذين يتسارعون لشراء بدلة العيد الجديدة.
    رائحة التّوابل الزّكية تفوح من على طاولات العطّارين.
    كانت شامة تمسك يد ابنهاحسام، وتسير بخطى يائسة؛ تتأمّل المشهد الّذي يدور من حولها، وهي تكفكف عبراتها الّتي تأبى أن تتوقّف، تحاول كظم حزنها وتلملم جراحها التي تزداد يوما بعد يوم. أمّا الصّغير حسام، فكان يتوقّف من حين لآخر يشير بسبّابته:” خروف خروف!!!”
    شامة لا تتحمل النّظر في وجهه؛ فكلّما تأمّلته زادت آلامها وتعمّقت جراحها وتغلغلت الحسرة في قلبها وعسكر الألم في نفسها.
    شامة أمّ لأربعة أطفال، خذلتها الحياة وحاصرتها المشاكل كجيش عرمرم، فلم تجد طريقا إلى النّجاة، لم تجد من يغنيها عن مد اليد للآخرين؛ تزوّجت وهي في الخامسة عشر من عمرها من رجل أكل عليه الدّهر وشرب، زُفّت إليه عروسا في مقتبل العمر في حين كان العدّ العكسي لحياته قد بدأ.
    كانت وردة متفتّحة، فذبلت بحرارة الزّمن القاسي. ما فرحت قطّ في حياتها ولم تعرف السّعادة يوما سبيلها إلى قلبها.
    اعتنت ببعلها المريض حتى غادر الحياة، كانت ثمرة زواجها البائس أربعة أطفال وها هم يلبسون ثوب اليتم، فتكلّفت عناء الرّعاية وحدها من دون صديق أو رفيق.
    شامة لا تعرف القراءة ولا الكتابة لأنّها لم تلج المدرسة يوما، إنّها لا تتقن حرفة تعيش من ربحها.
    شامة ليس لها أمّ ترتمي في أحضانها، ولا أب تطرق بابه حينما تضيق الدّنيا عليها، ولا عمّ يواسيها ولا عمّة تعاتبها.
    هي المرأة الوحيدة التّعيسة تندب حظّها وتتألّم في صمت، فلمن تشتكي همّها؟ لله ربّ السّموات والأرض، للعزيز القدير هو وحده القادر على إعانتها.
    لازالت واقفة تراقب الحركة الدؤوب، الديمومة واحدة وهي تتحسّر لحالها.
    استيقظت من شرودها الّذي دام لحظات، لتجد نفسها أمام مزاد للمواشي تجمّع فيه نخبة من أغنياء المدينة يتقاذفون الأموال ليحصلوا على أضخم كبش.
    وها هو أغنى الأغنياء يقتني أجودها فيجرّه حرّاسه ويمشي هو من ورائهم مزهوا بنفوذه وسلطته. تذكّرت وصيّة أطفالها قبل أن تخرج من البيت، تذكّرت رغبتهم في الحصول على خروف مثل الجيران، لكن العين بصيرة واليد قصيرة.
    واصلت خطاها المبعثرة في السّوق وهي تتأمّل المشاهد من حولها، وفجأة شاهدت شخصا قادما نحوها، غرس يده في جيبه وأخرج بعض النّقود فوضعها بيدها وأمرها أن تتبعه إلى منزله لأنّه يريدها أن تقوم بتنظيف بيته، لكن، مجرّد النّظر إلى هذا الشّخص زرع داخلها الرّعب ورغم حاجتها الماسّة للنّقود رفضت مرافقته فأعادتها له، واستمرّت في تجوالها علّها تجد قلبا رحيما يرأف بحالها ويحسّ بأوجاعها.
    وبينما هي واقفة أمام بائع حلويّات العيد استوقفتها امرأة أنيقة في الأربعين من العمر فقدّمت لها مبلغا من المال مقابل أن تشهد في جلسة بالمحكمة بشيء لم تره. لكنّ شامة كانت رغبتها في نيل رضا الله أكبر من رغبتها في الحصول على المال، لم تتردّد في إعادة المبلغ لصاحبته معتذرة لها لأنّها لا تحبّ شهادة الزّور.
    كان طفلها مستغربا من تصرّفاتها، قبّلته وربّتت على كتفه وهي تقول:
    "لا تقلق يا بني! رحمة الله وسعت كل شيء إنّ بعد العسر يسرا.”
    أمسكت بيده وأكملت سيرها، لكن هذه المرّة ستعود أدراجها إلى بيتها وهي خاوية الوفاض لتنغمس في عزلتها وحزنها بين جدرانه المهترئة.
    الحسرة تكاد تقتلها وصدرها على وشك الإنفجار من ثقل ما تحمله من همّ وغمّ، احمرّت مقلتاها من كثرة البكاء وجفّت دموعها. لكنّها تمالكت نفسها وعادت الى وعيها وهي تردّد:”أستغفر الله”
    وبينما هي تقترب من منزلها لاح لها رجل لم يكن وجهه غريبا عنها، سرعان ماتذكّرته؛ إنّه نفسه ذاك المغرور الّذي دفع مبلغا باهظا ليشتري الكبش السّمين، لم يكن لوحده، بل كان من حوله أشخاص أدركت بسرعة بديهتها أنّهم حرّاسه ورجاله.
    شعرت بخوف شديد وتبادرت الأفكار السّلبية لتخيّم على عقلها، فقد خشيت على أولادها، أسرعت فأخرجت المفتاح الصّدئ من حقيبتها الرّثة. لكنّ الرّجل دنا منها وهو يخاطبها:
    “مهلا سيّدتي، هل أنت صاحبة البيت؟”
    لكم كانت دهشتها كبيرة من طريقة كلامه حتى كادت تحسم انه ليس الشّخص الّذي شاهدته منذ فترة يتباها بسلطته وماله، لكنّ الرّجل استرسل في كلامه:
    “لا تخافي سيّدتي، أولادك بخير”
    جلس على عتبة باب المنزل بكلّ تواضع ثم قال:
    “سيّدتي سأحكي لك قصّتي الغريبة، نعم أنا الشّيخ مصطفى وقد كنت اليوم في السّوق فاقتنيت أضخم الخرفان وأسمنها لكن عندما أخذه رجالي الى القصر وهمّوا بوضعه في الحضيرة، فرّ الخروف هاربا، بحث عنه الحرّاس في كلّ مكان فلم يجدوا له أثرا، فقال لنا البعض ممّن لهم خبرة في تربية المواشي أنّ الخروف عندما يهرب فهو يعود إلى صاحبه الّذي باعنا إيّاه، فذهب رجالي يبحثون عنه هناك لكن دون جدوى، فانتشر حراسي في كل أرجاء المدينة للبحث عنه حتى وجدوه وأعادوه معهم الى القصر. لكنّه عاد ليهرب منهم من جديد، فغضبت منهم أشدّ الغضب، فأخبروني ألا أقلق لأنهم يعرفون أين يذهب الكبش. فقرّرت أن أرافقهم، وبالفعل كانت صدمتي قويّة عندما اقتحمنا بيتك فوجدناه بالدّاخل وقد تجمّع حوله صغارك دون أن يؤذيهم رغم أنّه قوي ومتسلّط. فتذكّرت حينها يا سيّدتي ما قاله الناس: ”إن الخروف عندما يهرب فهو يذهب الى صاحبه”
    لم تفهم المسكينة شيئا. دلفت إلى الداخل، فوجدت بالفعل المشهد مدهشا أولادها يلعبون مع الكبش ويعانقونه دون أن يهاجمهم وكان الأمر غريبا!!! أما الصغير حسام فقد ارتمى على الحيوان داعب قرنيه الضخمين الملتفين حول رأسه.
    كانت سعادتها كبيرة فأطفالها تمنوا خروفا صغيرا والله سبحانه وتعالى منّ عليهم بكبش سمين.
    دنت من صغارها وراحت تداعبه تماما كما كانوا يفعلون، أمّا الرجل فقد كان يتأمّل المشهد عن كثب ثم نادى حراسه وقال هيا بنا لنشتري كبشا آخر.
    _________________________




    زورق الموت



    من لا يعرفه! من لا يعرفه وابتسامته زرعت الأمل في نفوس كل المحيطين به؟ من لايذكر قهقهاته العالية التي انغرست في مسامع الأصدقاء والجيران؟
    إنه يوسف؛ ذاك الشّاب المفعم بالحيوية، أحبّ الجميع فأحبّوه، لم يتوانى لحظة في مساعدة الآخرين.
    ينظر من حوله فيُبصر أمه المريضة، ضحّت بالغالي والنّفيس حتى أوصلته إلى برّ الأمان. أما آن الأوان لهذه المخلوقة أن ترتاح؟
    أما صورة والده المعلّقة على الجدار، فكُلّما حلّق ببصره صوبها، زادت الجراح عُمقا والتهابا.
    يجول ببؤبؤيه في زوايا المنزل، فيلمح إخوته الخمسة وقد تحلّقوا حول المائدة يأكلون قطع الخبز الحافي، ويرتشفون كؤوس الشاي الصغيرة، فيحسّ بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. حان الوقت ليكون رجل البيت فيرعى أمّه وإخوته. سيقوم بجولة في مدينته الصغيرة علّه يجد عملا يزاوله فيّسعد أسرته. تأهّب يوسف للخروج بعدما طبع قبلة حارّة على جبين أمّه يلتمس منها رضاها، ثّم خطا خطاه، فسار  بين الدروب يسأل، يبحث ويناشد علّه يجد منقذا، يطرق الأبواب حتى كَلّت قدماه، وتبعثرت خطاه، ولا مجيب.
    المشي أتعبه، والعالم المسكون باللّامبالاة أخرس رغبته في المواصلة والكفاح، فعاد إلى منزله خاوي الوفاض ليقبع في ركن من أركان بيته.
    فراغ عميق يسكن غرفته المظلمة، وخيوط الظّلمة الدّاجية كبّلت ثغر ابتسامته، ضحكاته المعهودة صارت صامتة فتسلّل لهيب لا مرئي إلى قلبه ليحرق رغبته في الحياة. أما حلمه في وجود عمل فقد أصبح سرابا.
    كان يبدو جليّا أن كل شيء فيه تغيّر؛ فغادرته نشوة الإستمتاع بالدنيا، وانهالت عليه أشباح الإحباط من كل جانب بلسعاتها المميتة لتندثر رغباته الصّامتة وتصبح أشلاؤها عدم.
    يوسف أضناه التفكير فدغدغ مشاعره المُرهفة، يغالب الكرى الّذي يفرّ من جفونه، يتظاهر بالغفالة لكنّ الحقيقة صامدة.
    صار لابد له من حلّ للخروج من هذا المأزق الذي صنعته له الأقدار، عليه أن يُهشّم أسوار هذا الحصار. فكّر مليّا؛ فأبصر هناك في الأفق البعيد نقطة ضوء وقد بعثت أشعّتها نحوه، لكنه حائر في هذه اللّحظة بالذات؛ هل يسارع نحو بصيص الأمل الجديد ويركب الامواج، أم يظلّ مختبئا في بيته المهترئ؟ فلا وجود لخيار ثالث بينهما.
    يوسف ما أراد بهذا عبثا، سيطاوع تلك الخفقات الموجعة ليرسم طريق مستقبله المجهول، سيُعدّ زاده وينتظر حلول اللّيل ليختبئ في ظلمته، دون أن يودّع أمّه وإخوته.
    في هذا الدّيجور القاتم، يلتحق يوسف بمن رسموا لمستقبلهم نفس المسار، فينتظر إلى جانبهم على الضّفة اليائسة قدوم ذاك الزّورق المجهول الهوية لينتشلهم من الحرمان، ويحلّق بهم فوق الأمواج صوب أحلامهم التي سبقتهم إلى بلاد ظنّوا أنّها ستُخلّصهم من ذكرياتهم البائسة. حانت اللّحظة الحاسمة، والزّورق جاهز ينتظرهم، يتوافدون عليه الواحد تلو الآخر. يوسف لن يعود، سيركب إلى جانب هؤلاء الذين جمعته بهم هذه الليلة السّوداء البشعة.
    اِنطلق المركب يمتطي الأمواج، وراحت عيونهم تبحث عن الضّفة، لكنها بعيدة، وأحلامهم الوردية تنتظرهم في تلك البلاد النّائية، الزّورق يطوي المسافات، ويوسف يستعيد الذّكريات؛ فيتذكّر صورة أمه الحبيبة، يصغي إلى هتاف إخوته المغروس في مسامعه. صوت من داخله يناديه: "ما هذا الهراء؟" لكن، لا مجال للعزوف عن القرار.
    يصغي لحديث هؤلاء وهو صامت من دون أن ينبس بكلمة، يتأمّل ضحكاتهم المصنّعة وهو يحسّ بالمرارة الدّفينة في جوارحهم، هو لا يعرفهم لكنه يدرك قاسمهم المشترك، كلهم يفكرون بنفس الطريقة، كلهم يحلمون بالمستقبل البهيج الذي سيستقبلهم في بلاد لا ناقة لهم بها ولا جمل.
    لكن وجهة نظر البحر كانت مختلفة تماما، فهو ينتظرهم بكل شوق، والأسماك أعدّت التّوابل لتضيف نكهتها الفريدة لأجسامهم، وتصنع منهم وجبة لذيذة، كذلك هي الرّمال مشتاقة لمعانقة رفاتهم، أما اللّيل المظلم فيشفق على أحلامهم التي سبقت الأحداث. فجاة، بدأ دويّ ناقوس الخطر يدقّ، أو ربّما هي عقارب العدّ العكسي استيقظت من سُباتها على إثر صوت الأمواج المُريع الذي يداعب أجزاء الزّورق من كل جانب، مشاعر الحسرة على أرواحهم سكنتهم، والنّدم على ركوب الأمواج الخطيرة يقارع ضمائرهم، لكن، كل هذا لن يجدي نفعا؛ لأنهم عبروا إلى سكة الهلاك.
    أين أحلامهم الآن؟ أين نقطة الضّوء تلك التي انبثقت فجأة؟ لا شيء سوى القدر المشؤوم ينتظرهم، لا أحد منهم يستطيع مواجهة الموت؛ فغضب البحر وهيجانه أوقعهم في قبضة الفشل، ولا حلّ سوى الاستسلام للأمواج، للأسماك وللرّمال. يغرق الزورق ويختفي المشهد... فتغرق الأحلام وتضمحل.
    بعد ساعات
    يوسف هناك ملقى على الرّمال وقد سرق منه البحر ملابسه وأحلامه، تجمّع الناس من حوله يتأمّلون جسده الملطّخ بالرّمال، إنّه جثة هامدة، حرام أن يضيع هذا الشّباب! حرام ان تكون النهاية هكذا!
    لحظة! الشّابّ يتنفّس، لا زال قلبه ينبض بالحياة، إذن لن يحملوه على النّعش، سيضعوه فوق سرير حديدي ويأخذوه إلى المشفى علّه يعالج.
    يوسف يتماثل للشّفاء، يستيقظ من سُباته العميق، من جديد يستنشق نسمة الحياة ويعانق الفرصة الجديدة التي داعبت أوتار جوارحه، هو يوسف الذي عاد من رحلة كانت ستقوده نحو المجهول، هو الشاب الذي نجا من موت محقّق؛ لم ينم إلى الأبد، لم يصبح جسدا فارغا.
    تذكّر أمه، إخوته وجيرانه، تذكّر بيته الدافئ، وطنه. سينسى تلك الليلة المظلمة وسيبتر الجزء الذي غُرست فيه من ذاكرته، لكنه لن ينسى أسرار البحر المرعبة.
    هو هنا في بلده، سيستظلّ بظلّه، سيعيش في كنفه، سيبحث عن أحلامه مهما كانت بسيطة. لقمة العيش صعبة لكنها ليست مستحيلة، القناعة سرّ السعادة. يوسف سيبحث، سيجدّ، سيستمتع بثمرة عرق الجبين. قد يلتحق بورشة للبناء، للخياطة أو للنّجارة. وقد يبيع الورود وحزم البقدونس والنّعناع. المهم لقمة عيش حلال في بلد هو قطعة منه.
    لكنّه لن يجعل لأحلامه سقفا، بل سيُطلق لها العِنان، ومن يدري؟ قد تأتيه البِشارة يوما فيُعاد الإعتبار لشواهده المدسوسة في رفوف الصّوان وتبعث أحلامه المدفونة في داخله.
    _________________________








    تــــريـــــا



    كان الجوّ باردا، والمطر غزيرا، والطّفلة تريا تحمل محفظتها على ظهرها وتمسك مطريّتها التي لم تسلم من هجمات البرد القوي.
    إنّها ذاهبة الى المدرسة، المكان الذي يصنع فيه الأطفال أحلامهم وآمالهم.
    تريا طفلة كباقي الاطفال، أحلامها كبيرة، وآمالها ليس لها سقف.
    لها أسرة تحبها ولها أصدقاء، تحب الجميع والجميع يحبها، متفوّقة في دراستها.
    تخطو خطاها الحثيثة نحو المدرسة، لكنّ الذّئب المتسلّط يترصّدها، إنّه يراقبها يريد أن ينال منها، وينقضّ على جسدها الصغير كما تنقضّ الوحوش على فريستها. لكن، كيف لتريا أن تتحسّس هذا الخطر؟
    دخلت باب المدرسة الواسع وأمضت حصّتها الصّباحية بين الجد والإجتهاد. رنّ جرس الإستراحة، خرجت إلى السّاحة تلعب وتمرح؛ فتارة تلعب لعبة الغمّيضة وأخرى لعبة الحبل التي كانت تعشقها.
    عادت إلى قسمها والبهجة تغمر قلبها الصّغير لتُكمل حصّتها الصّباحية كعادتها.
    لم تكن تريا تعرف حينها أنّ العدّ العكسيّ لحياتها قد بدأ، وأنّها قريبا ستُصبح في خبر كان.
    دقّ الجرس، لكن، هذه المرّة مُعلنا عن الخروج، من يدري ربّما أعلن عن ناقوس الخطر الذي دقّ حياة تريا.
    كانت قد اشتاقت لأسرتها وعازمة على الإسراع إلى بيتها، لأنّها تحمل الكثير من المفاجآت التي ستُسعد قلب أمها وأبيها.

    خرجت من باب المدرسة لآخر مرّة في حياتها. كان الضّباب يعمّ المكان، لا تكاد ترى طريقها.
    ها هي تريا تخطو خطواتها والذّئب يتبعها بسيارته.
    وفجأة، فتح زجاج النّافذة، رحّبت به كما رحّب بها وأخبرها أنّ جدّتها ماتت وأنّه مكلّف بأخذها إلى والديها.
    ما كادت تريا تسمع الخبر الذي نزل عليها كالصّاعقة، حتّى أسرعت نحوه، فتح لها باب سيّارته وجلست في المقعد الخلفيّ والدّموع تنهمر من عينيها، كانت تبكي حزنا على موت جدّتها.
    ركبت، وسارت معه حيث رسم لها عدوّ الطّفولة مصيرها المحتوم؛ لقد كانت نهايتها في انتظارها.
    بعد طريق ليس بالقصير أوصلها إلى كوخ بالغابة وعصّب عينيها وهي تصرخ: أمّي، أمّي!
    لكن، كيف لأمّها أن تسمع نداءها وهي على بُعد مسافة طويلة عنها؟
    كيف لطفلة أن تقاوم شراسة هذا الذّئب؟ حاولت أن تعضّه، لكنّ يده الخشنة تمكّنت منها.
    اِغتصبها، وبعد أن فرغ منها رماها أرضا فارتطم رأسها الصغير بحجر.

    أغمضت تريا عينيها وهي تفكّر في المفاجآت التي كانت ستوصلها لوالديها، وفي اللّعبة التي كانت هديّة من أبيها في يوم عيد ميلادها الذي لم يمرّ عليه إلّا القليل من الأيّام.
    تخبّطت تريا في دمائها وسلّمت روحها إلى بارئها، فراحت تريا، وراحت معها أحلامها وأحلام كل من يحبها.
    _________________________
    بطاقة الكتاب
    -----------------------------------------------------------------------
    عنوان المؤَلَّف :           زورق الموت
    المؤلِّف :           الكاتبة / عبير عزيم   (المغرب)
    التصنيف :           مجموعة قصصية
    رقم الإيداع :             21/2020
    عدد الصفحات :           منشور
    رقم الإصدار الداخلى    :  235
    تاريخ الإصدار الداخلى  :  يونيو / 2020     الطبعة الأولى
    -------------------------------------------------------------
    جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للشاعر، ولا يحق لأى دار نشر طبع ونشر وتوزيع الكتاب الا بموافـقة كتابية وموثـقة من الشاعـــر

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:39 pm