منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الخامس والثلاثون(الهجرة إلي الله هي أرقي سبل التغيير )

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الخامس والثلاثون(الهجرة إلي الله هي أرقي سبل التغيير ) Empty رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الخامس والثلاثون(الهجرة إلي الله هي أرقي سبل التغيير )

    مُساهمة من طرف السيد صابر الأحد يونيو 28, 2020 1:06 am

    رؤي فلسفية في التنمية البشرية
    لأيمن غنيم
    اللقاء الخامس والثلاثون(الهجرة إلي الله هي أرقي سبل التغيير )

    رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الخامس والثلاثون(الهجرة إلي الله هي أرقي سبل التغيير ) 69662514


    التغيير ليس بظاهره كونيه فحسب . وليس قاصرعلى مراحل النمو لدى الإنسان .وليس قاصر على إنماء التقدم والرقى لدى الأمم . إنما هو بمثابة طاقة عارمة تفرز مابداخل الفرد من صيرورة وإصرار على أن يكون . وإن كيان الشخص أو كينونته تكمن فى الإرادة والعزيمة والإصرار نحو الأفضل . ولا يكن مستسلما لتلك الإرهاصات التى تعوق حركته نحو ماهو أسمى، وتوهن عزائمه نحو الصلاح، وتضعف من إصراره نحو المضى قدما فى رحاب الله .

    فالتغيير هو الدافع الحقيقى وراء كل ماينهجه الفرد نحو الإرتقاء والنماء والإستحسان . وإن لم يكن هناك تغيير أو تعديل فى سلوكيات البشر . يبقى الإنسان بلا حراك اجتماعى أو تطور فكرى، بل مكث كسولا بلا أداء يرتقى به الى المرتبة الأعلى فى عمله أو فى حياته أو فى أية ما قدر له أن يكون .

    والتغيير هو ذاك الدافع الذى يؤجج العزيمة نحو الأفضل .
    وهناك نمازج من التغيير التى إعتنقها كثيرون من الصفوة التى نراها على مر السنين تقود وتحرك قاطرة البشرية جميعها نحو الرقى والإرتقاء .وكذلك نراها جلية واضحة فى الشخصيات الإسلامية والتى كتبت أسمائهم بحرف من نور عبر الحقب التاريخية المتلاحقة .

    فذاك هو ابن الخطاب وذاك الذى عرف وهو فى الجاهلية بغلظة قلبه وخشونة سلوكه . فكان يهابه الجميع القاصى والدانى . وكان لايمكن لأحد أن يتصور ان هدا الكافر الفظ فى السلوك والغليظ القلب أن يعتنق الإسلام . ويتحول الى شخص ورع القلب رقيق حنون على أهله وأكثر حلما وأكثر رحمة بأمة الإسلام .
    وقاد مسيرة الركب النبوى فهو ثانى الخلفاء بعد الصديق . وتبدلت القسوة فيه بالإنسانية العصماء التى نشرت الخير فى ربوع الأمة الاسلامية وضرب بعدله وسماحة قلبه أروع الأمثلة فى الرقى والإرتقاء والرحمة والرحماء .
    رضى الله عنك يا ابن الخطاب علمت البشرية جميعها من حلمك ورسمت على جبينها البسمة بعدالتك .وحققت نصر الله براجحة عقلك وإصرارك على التوحيد والمضى قدما فى رحاب الله .
    نعم فهذه النمازج أصهرت ما بداخلها الشر وحولته إلى الخير ومحت بداخلها الجرم وبدلته بالحلم . وأبادت معايير الظلم وجعلته افضل آيات العدل .

    هكدا التغيير يبدل الحال إلى حال ويدعم سلوك ويشجب آخر ويبنى قيمة ويهدم خصله ويهدف إلى العلا والإرتقاء .
    ما نهل من التغيير أحسنه وتبنى فيه أعظمه .
    تلك هى الحياة. أن نؤكد على أنها ليست بجامدة أو بلا حراك هامدة ساكنة. إنما الإنسان قادر على الإرتقاء بها كل فى مسلكه وكل فى نسكه وكل فى نهجه وكل فى عمله حتى يصل للمعنى الأصوب والمقدار الأعظم .

    وليعلم أنه إذا قدم للحياة دون وازع من أن يكون له بصمة فى علومها أو منهاجها أو فلسفتها فهو لم يجىء وكأنه ولد عبثا، وعاش عبثا، وإنتهى وفنى ومات عبثا، فلا تكن هكذا وابحث عن نفسك علك تصادف جمال خفي، لم تكن تستشعره من قبل وكن ذاك الذي عزف علي وتر الحياة بإصرار لينتهج الأمل
    هيا بنا نعيد مجد السالفين القانتين التوابين ذاكم الذين هجروا الدنيا وما فيها وما عليها وما بها . يوم أن فروا نجاة بدينهم .وتدعيما لتشريعهم ومجاورة وإتباع نبيهم . هيا بنا نعيد مجد أمة كانت من أعظم الأمم تسلمناها قوية داعمة للفضائل . وناهضة بدين ربها وعتية قوية علي أعدائها . وتولينا مقاليدها فأوشكت علي الضياع . فآلت للسقوط بعد الارتفاع . ليس لكونها شاخت ولكن لأننا انشغلنا بدنيانا عن ديننا . ولأننا ضيعنا الأمانات فيما بيننا . وزيفنا الواقع بحقيقة ضعفنا . فأصبحنا غثاء بلا هوية . وأصبحنا بلا ملامح نقية . تلوثت طهر عقيدتنا . وانتهت أواصر قوانا . وتاهت أقدامنا عن وقع ونصرة أوطاننا .فلا نحن حققنا الدنيا ومآربها ولا نحن حفظنا ماء وجوهنا . فهيا بنا نعهد للقوة التي كانت تزلزل وترهب اعدائنا . وهيا بنا نهجر وبإمعان كل ماكان . ونبدأ عهدا جديدا مع الله . ونعلن الردة علي كل باطل ألفناه . ونسعد بما قد حققناه . وننتوي الصلاح ونعهد من جديد الكفاح . ونمعن كبح النفس والهوي بلجام الجماح . ونتباري جميعا للوصول بأنفسنا إلي معالي السماح . فلنهاجر إلي الخير ومساعيه .ونهاجر إلي التقوي والدين بكل ما فيه . نأمن في حياتنا وآخرتنا . هيا بنا نهجر كل دروب الفساد . ونهجر كل ما قد حرم . وكل ما قد ذمم . فلا جرم ولا ذنب ولا احباط . ذلك هو اجمل مناط . وما أحلي أن نهاجر من شياطين أنفسنا ومن رياحين هوانا . ومن عتل ضعفنا إلي قوانا إلي الله وشريعته العصماء . وإلي رسوله وسنته فلا نهاية ولا فناء . هيا بنا نجدد عهدنا مع الله فما احلي الرجوع . إلي الطهر الي العفة الي الخنوع . وما أجمل اللقاء في السجود وفي الركوع . نعم إنها الهجرة من جديد لنشهد عهدا مع الله سعيد . فلنعود ولابد وان نعود حيث الخلود لنسعد بكل الوعود وهي جنة الخلود
    رؤية وقلم أيمن غنيم


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:41 pm