للمسابقة
قصة قصيرة
أصالة وحنين
وفاءعبدالحفيظ حسن
،،، أصالة وحنين،،،
كلما تعثرت خطاه في الوصول إلى غايته، شعر بوخزة حنين، وأسرع صوت الناى يدغدغ مشاعره، تختلج أفكاره في تزاحمها، تشرد نفسه من كثرة اللهث خلف نبضة تدق، يذهب إليها ملبياً ،يقود سيارته يمرق في طريقه كالسهم حتى يصل إلى بلدته،لا يألو جهدا إلاويحل على بيته ،مسقط رأسه،آخذا والده بالأحضان يغيب في حضنه كأنه مازال الطفل الصغير الذي كان ينهره على شقاوته وبعد تعنيفه له، يمكس في غرفته، وعند العشاء يقبل عليه في أدب جم معتذراً،
يقوم الوالد بضمه إلى صدره،
هكذا رغم أنه الصغير بين أخوته لكنه كان متفوقاً محباً للعلم، وكلمانال شهادة تأخذه الأحلام، يخاطب والده: تعرف عندما أتخرج في كلية الهندسة سوف أجعل بيتنا تحفة عمارية، تطيب نفسه بهذا القول ،يربّت الوالد على كتفه،بالفعل تخرج محمود في كليته، و صارمهندساً لكن الحال من المحال،أخذته الحياة العملية،وتزوج وأقام في القاهرة، وكل اسبوعين يتردد عليه ، بحنو زائد ،يعامله مما أثار حفيظة اخوته، لهذا التعلق الشديدبه،نظراً لأنهم لم يبرحوابلدتهم مثل محمود، لذلك كان يبدي عشقه لوالده وبلدته، مرض الوالد وتعثرت الأمورمعه،كلماأعوزته الحاجة يمكس بين الحقول يتأمل ماجادت به الطبيعة من جمال في محيط الدار، وسرعان ماتتفتق القريحة، يقفل إلى بيته وقد طابت جراحه، وقدنما إلى علمه أنّ أخوته يطمعون في الدار وكأنهم عقدوا النية لبيعه، بعد ما ربنايأخذأمانته، لكنه لم يفتح معهم أى حوار،بسبب الوعكة التي ألمّت بوالده، كل صباح يتواصل معه وأحيانًا يسافركل يوم أو يبيتُ ويعود لعمله في اليوم التالي،كان محمود يخاطب الجدران وأماكن لهوه في صباه، وكان يفترش النجيلة مصطحباً معه كتاباً، يطيل المكوس،وتارة أخرى يحتضن سنديانة الدار العتيقة ويشبهها بالأهرامات الراسخة، هذا اليوم هاتفه أخوته خاصة وقدتُوفى الوالد، ومضى شهر، يذهب يجلس في اماكن عشقها بالدار دون حديث يذكر، أخيرا وصل وقد تجسّم على صدره حجر ، رأى الجميع متحلقون وسط الدار ألقى التحية ظل صامتاً ، وأخيرا تحدث محمد الكبير: وفتح وصية الوالد وأثناء القراءة كادت دقات قلبه تدوى في الدار
حتى واصل القراءة ثم توقف، وقال: الوالد لم يترك لك جنيهاً واحداً، لكنه كتب لك الدار وسجله في الشهر العقاري، تهلل وقبل أخاه، أكمل محمد موجها إليه: -الحمد لله- لقد قدر ثمن الدار وأعطى كل واحد نصيبه ، مبارك عليك الدار.
وفاءعبدالحفيظ حسن
قصة قصيرة
أصالة وحنين
وفاءعبدالحفيظ حسن
،،، أصالة وحنين،،،
كلما تعثرت خطاه في الوصول إلى غايته، شعر بوخزة حنين، وأسرع صوت الناى يدغدغ مشاعره، تختلج أفكاره في تزاحمها، تشرد نفسه من كثرة اللهث خلف نبضة تدق، يذهب إليها ملبياً ،يقود سيارته يمرق في طريقه كالسهم حتى يصل إلى بلدته،لا يألو جهدا إلاويحل على بيته ،مسقط رأسه،آخذا والده بالأحضان يغيب في حضنه كأنه مازال الطفل الصغير الذي كان ينهره على شقاوته وبعد تعنيفه له، يمكس في غرفته، وعند العشاء يقبل عليه في أدب جم معتذراً،
يقوم الوالد بضمه إلى صدره،
هكذا رغم أنه الصغير بين أخوته لكنه كان متفوقاً محباً للعلم، وكلمانال شهادة تأخذه الأحلام، يخاطب والده: تعرف عندما أتخرج في كلية الهندسة سوف أجعل بيتنا تحفة عمارية، تطيب نفسه بهذا القول ،يربّت الوالد على كتفه،بالفعل تخرج محمود في كليته، و صارمهندساً لكن الحال من المحال،أخذته الحياة العملية،وتزوج وأقام في القاهرة، وكل اسبوعين يتردد عليه ، بحنو زائد ،يعامله مما أثار حفيظة اخوته، لهذا التعلق الشديدبه،نظراً لأنهم لم يبرحوابلدتهم مثل محمود، لذلك كان يبدي عشقه لوالده وبلدته، مرض الوالد وتعثرت الأمورمعه،كلماأعوزته الحاجة يمكس بين الحقول يتأمل ماجادت به الطبيعة من جمال في محيط الدار، وسرعان ماتتفتق القريحة، يقفل إلى بيته وقد طابت جراحه، وقدنما إلى علمه أنّ أخوته يطمعون في الدار وكأنهم عقدوا النية لبيعه، بعد ما ربنايأخذأمانته، لكنه لم يفتح معهم أى حوار،بسبب الوعكة التي ألمّت بوالده، كل صباح يتواصل معه وأحيانًا يسافركل يوم أو يبيتُ ويعود لعمله في اليوم التالي،كان محمود يخاطب الجدران وأماكن لهوه في صباه، وكان يفترش النجيلة مصطحباً معه كتاباً، يطيل المكوس،وتارة أخرى يحتضن سنديانة الدار العتيقة ويشبهها بالأهرامات الراسخة، هذا اليوم هاتفه أخوته خاصة وقدتُوفى الوالد، ومضى شهر، يذهب يجلس في اماكن عشقها بالدار دون حديث يذكر، أخيرا وصل وقد تجسّم على صدره حجر ، رأى الجميع متحلقون وسط الدار ألقى التحية ظل صامتاً ، وأخيرا تحدث محمد الكبير: وفتح وصية الوالد وأثناء القراءة كادت دقات قلبه تدوى في الدار
حتى واصل القراءة ثم توقف، وقال: الوالد لم يترك لك جنيهاً واحداً، لكنه كتب لك الدار وسجله في الشهر العقاري، تهلل وقبل أخاه، أكمل محمد موجها إليه: -الحمد لله- لقد قدر ثمن الدار وأعطى كل واحد نصيبه ، مبارك عليك الدار.
وفاءعبدالحفيظ حسن