الرئيسية
تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك- الفايد" مصر "
******************
العراق يودع الشاعر و الإعلامي ماجد البلداوي ، و ذلك بالأمس في
يوم السبت الموافق ٢٦ / ٩ / ٢٠٢٠ م ، بعد صراع مع المرض طويل ٠٠
" ١٩٥٨ / ٢٠٢٠ م "
( غيوم ليست للمطر ٠٠ !! )
" منذ ضياع القصيدة من دفتر الذاكرة
صرت اكتب حرفا. ...واشطب آخر
لكنني في خرائط دربي..
تعثرت...
اجلست خوفي على الأرض ..
لكن حصان مسافات عمري تعثر بالوقت،
أدركه الحلم
فانكسرت ساعة الانتظار ٠٠ "
------
" سأرمم عطر الورود
وأوقظ مزمار قلبي،
واهتف للبحر هيا تعال
يطلع الغيم من ليله،
ويمسّد حزن العصافير
يشتعل الماء،
أو تنطفئ ساعة الاحتراق
هو الدمع يبيض في حدقات العيون،
وتغفو غصون القرنفل..
على رشقات الرصاص ٠٠ "
( من قصيدة : أحزان الناي )
٠٠٠٠٠٠٠٠
مازال مسلسل رحيل الشعراء يمضي متوالي كل يوم نودع اعزاء علينا في الوطن العربي و لا سيما في موسم كورونا ٢٠٢٠ م ، حيث أحزان الشعراء بلا حدود و ظلال ، تظل فاجعة الموت و المرض و الحرمان و الغربة و المعاناة و المطاردة ، و العزلة بين غياهب تلك المجتمع الغريب لعالمهم العجيب ٠٠٠
و ها هو العراق يودع شاعرنا الإعلامي ماجد البلداوي الذي غنى و فرح و حزن و عانى من المرض بين احضان بلاد الرافدين على ضجيج مدينة السلام ودماء ثورة الأبرياء، ليرحل في صمت مذهل وسط جهوم و دهشة و قلق٠٠٠ فمنذ بضعة شهور فقدت بلاد الرافدين بلابل شادية بين متاهات و صراعات على أرض الواقع ، لكن عزاؤنا الوحيد أن تظل أعمالهم تخلدهم بين صفحات ديوان العرب الخالد هكذا ٠٠٠
* نشأته :
======
ولد الشاعر و الإعلامي العراقي ماجد عبد الكاظم عبد الكريم البلداوي ، في مدينة العمارة عام 1958م ٠
وتخرج من دار المعلمين.
وتفرغ للعمل الصحفي بشكل كامل.
نشر قصائده في مختلف المجلات الأدبية العربية، وأبرزها مجلة الموقف الأدبي السورية، ومجلة هنا ٠
و هو صحفي عضو في نقابة الصحفيين العراقيين ٠
و في نهاية المطاف رحل شاعرنا ماجد البلداوي عن عالمنا في يوم السبت الموافق ٢٦ / ٩ / ٢٠٢٠ م بعد صراع مع طويل المرض ٠
رحمه الله بفضله و كرمه ٠
الإصدارات الشعرية:
------------------------ صدرت له أربع مجموعات شعرية هي : = شجر الحكمة 1988م٠
= إغراءات وردة النار 1997 م ٠
= طفولة قادمة 1998 = غيوم ليست للمطر 2008 م ٠
شارك في عدة مهرجانات عربية ومحلية أبرزها مهرجان المربد الشعري السنوي ومهرجان السياب ومهرجان المتنبي.
حصل على عدة جوائز شعرية ، أبرزها :
الجائزة الأولى في مسابقة إذاعة صوت الجماهير لعام1980 عن قصيدته طقوس المساء.و والجائزة الأولى بمسابقة مجلة صوت الطلبة عام 1981 عن قصيدته( حمدية ). والجائزة الأولى عام 2000 في مسابقة أجمل قصيدة عن بغداد أقامتها إذاعة بغداد بمناسبة يوم بغداد عن قصيدته ( يا بغداد ) والجائزة الثانية في مسابقة إذاعة بغداد عام 1999 عن قصيدته الهودج.
مختارات من شعره :
=============
نتأمل متفرقات من شعره لنتوقف مع قصيدة ( ضياعات ) تختزل مناطق الحزن مع رحلة استثنائية للواقع من ظلال دفتر الذاكرة كي يهرب من ساعة الانكسار ٠٠٠ ،حيث يقول ماجد البلداوي :
1 ــ
منذ ضياع القصيدة من دفتر الذاكرة
صرت اكتب حرفا. ...واشطب آخر
لكنني في خرائط دربي..
تعثرت...
اجلست خوفي على الأرض ..
لكن حصان مسافات عمري تعثر بالوقت،
أدركه الحلم
فانكسرت ساعة الانتظار
رددت أسماء كل الذين
صحوا فجأة في المنام
وكل الذين نسوا او تناسوا صراخي
في صفحة للظلام..،
وكل الذين يباغتهم موتهم ..
في سكون الكلام
صرت اقرب منّي.. إليّ
لأعرف ماذا تبقى من العمر
وهو يسرج خطوته للرحيل.
***
ـ 2ـ
أنفقت عمري
ومازلت ابحث عنّي ..
ولكنني
عدت اطوي المسافة مابين عمرين
عمر مضى ..
وآخر يمضي الى حتفه
صرت أحصي الخسارات...
كل الخسارات
أحصي رماد ضياعي
وادعو المكان الذي لم أجده ..،
أدعو الزمان الذي لم يجدني
فادعوا الخرافة
...
يالهذا الذي لااسميه
.....يا......
زمنا ضيعته الملامح
ترى هل تذكّرتَ لوني
وصوتي...؟
تذكرت خارطتي؟
وانفجاري وفوضى جنوني؟
انها محنة
ان تضيّع نزفك
وترسم في ذكرياتك خوفَك
انها محنة....
ان تضيّعً ذاكرةُ الطين
قمحك.
***
و يقول الشاعر الراحل ماجد البلداوي في قصيدة أخرى بعنوان ( سعيا على القلب) مستلهما فاجعة كربلاء و ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي ساكبا دموعه حيث الروح التي تظل تعايش الحدث في واقعه المعاصر رمزا ثائر على الظلم ، فيطوف بنا في رحلة الاحزان مفندا الحجج الواهية ، متمسكا بالقيم و المبادىء بين مديح و رثاء :
سعيا على القلب لاسعيا على القدم
إني أحج إليك الآن ياألمــــــــــي
سعيا على الروح نمشي ..في ضمائرنا
حب الحسين نشيد الجرح والورم
وجهت وجهي أمشي حيث تسبقني
الى ضريحك روحي ياأعــــــز فـم
أمشي وتسبقني الآهات ياقدرا
يــادرة الله ياشمسا الــــــى الظلم
يصيح صوتك في الآفاق يغمرني
طعم الشهادة في جرحي وفي سقمي
مازال ذكرك باق رغم غدرهموا
هذي الملايين في زحف وفي ضرم
عهدا علينا دموع قط مانشفت
ماكفكف الدمع إذ ينسال من قلمي
أفديك عمري صلاة ياأعز فدى
وهل ساوفي نذوري فيك أو قسمي؟
اني توضأت باسم الله متكلا
يانفس لوذي بحبل الله وأعتصمي
ياسيد الشهـــدا نأتيك أشرعة
ياقمة الحق اذ تعلو على القمم
ماهمنا الخوف والأرواح لو زهقت
فالقلب يهفو وما أبطات في قدمي
قد انتصرت وهذي الأرض شاهدة
هي أفتدتك ولم تهجع ولم تنم
ياسيد الطف ياأعلى منائرنا
ياشعلة النور قد شعت على الأمم
هاأنت يامطلع الأنوار اجمعها
ياوارث النور سبط المصطفى الأشم
قد كنت وحدك وسط الهول ترهبهم
مؤزرا برسول الله والقيم ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
هذه كانت قراءة سريعة في عالم شاعرنا الراحل ابن الرافدين ماجد البلداوي ، و الذي نقش قصيدته في فحولة و عبقرية و مشاعر صادقة فاستحق ان ينزل هذه المنزلة في حلبة الشعر العراقي المعاصر ، ليثبت لنا رسالة الشعر للفن و المجتمع معا دائما ٠
فسلام عليه في سجل الخالدين ٠٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠
السعيد عبد العاطي مبارك- الفايد" مصر "
******************
العراق يودع الشاعر و الإعلامي ماجد البلداوي ، و ذلك بالأمس في
يوم السبت الموافق ٢٦ / ٩ / ٢٠٢٠ م ، بعد صراع مع المرض طويل ٠٠
" ١٩٥٨ / ٢٠٢٠ م "
( غيوم ليست للمطر ٠٠ !! )
" منذ ضياع القصيدة من دفتر الذاكرة
صرت اكتب حرفا. ...واشطب آخر
لكنني في خرائط دربي..
تعثرت...
اجلست خوفي على الأرض ..
لكن حصان مسافات عمري تعثر بالوقت،
أدركه الحلم
فانكسرت ساعة الانتظار ٠٠ "
------
" سأرمم عطر الورود
وأوقظ مزمار قلبي،
واهتف للبحر هيا تعال
يطلع الغيم من ليله،
ويمسّد حزن العصافير
يشتعل الماء،
أو تنطفئ ساعة الاحتراق
هو الدمع يبيض في حدقات العيون،
وتغفو غصون القرنفل..
على رشقات الرصاص ٠٠ "
( من قصيدة : أحزان الناي )
٠٠٠٠٠٠٠٠
مازال مسلسل رحيل الشعراء يمضي متوالي كل يوم نودع اعزاء علينا في الوطن العربي و لا سيما في موسم كورونا ٢٠٢٠ م ، حيث أحزان الشعراء بلا حدود و ظلال ، تظل فاجعة الموت و المرض و الحرمان و الغربة و المعاناة و المطاردة ، و العزلة بين غياهب تلك المجتمع الغريب لعالمهم العجيب ٠٠٠
و ها هو العراق يودع شاعرنا الإعلامي ماجد البلداوي الذي غنى و فرح و حزن و عانى من المرض بين احضان بلاد الرافدين على ضجيج مدينة السلام ودماء ثورة الأبرياء، ليرحل في صمت مذهل وسط جهوم و دهشة و قلق٠٠٠ فمنذ بضعة شهور فقدت بلاد الرافدين بلابل شادية بين متاهات و صراعات على أرض الواقع ، لكن عزاؤنا الوحيد أن تظل أعمالهم تخلدهم بين صفحات ديوان العرب الخالد هكذا ٠٠٠
* نشأته :
======
ولد الشاعر و الإعلامي العراقي ماجد عبد الكاظم عبد الكريم البلداوي ، في مدينة العمارة عام 1958م ٠
وتخرج من دار المعلمين.
وتفرغ للعمل الصحفي بشكل كامل.
نشر قصائده في مختلف المجلات الأدبية العربية، وأبرزها مجلة الموقف الأدبي السورية، ومجلة هنا ٠
و هو صحفي عضو في نقابة الصحفيين العراقيين ٠
و في نهاية المطاف رحل شاعرنا ماجد البلداوي عن عالمنا في يوم السبت الموافق ٢٦ / ٩ / ٢٠٢٠ م بعد صراع مع طويل المرض ٠
رحمه الله بفضله و كرمه ٠
الإصدارات الشعرية:
------------------------ صدرت له أربع مجموعات شعرية هي : = شجر الحكمة 1988م٠
= إغراءات وردة النار 1997 م ٠
= طفولة قادمة 1998 = غيوم ليست للمطر 2008 م ٠
شارك في عدة مهرجانات عربية ومحلية أبرزها مهرجان المربد الشعري السنوي ومهرجان السياب ومهرجان المتنبي.
حصل على عدة جوائز شعرية ، أبرزها :
الجائزة الأولى في مسابقة إذاعة صوت الجماهير لعام1980 عن قصيدته طقوس المساء.و والجائزة الأولى بمسابقة مجلة صوت الطلبة عام 1981 عن قصيدته( حمدية ). والجائزة الأولى عام 2000 في مسابقة أجمل قصيدة عن بغداد أقامتها إذاعة بغداد بمناسبة يوم بغداد عن قصيدته ( يا بغداد ) والجائزة الثانية في مسابقة إذاعة بغداد عام 1999 عن قصيدته الهودج.
مختارات من شعره :
=============
نتأمل متفرقات من شعره لنتوقف مع قصيدة ( ضياعات ) تختزل مناطق الحزن مع رحلة استثنائية للواقع من ظلال دفتر الذاكرة كي يهرب من ساعة الانكسار ٠٠٠ ،حيث يقول ماجد البلداوي :
1 ــ
منذ ضياع القصيدة من دفتر الذاكرة
صرت اكتب حرفا. ...واشطب آخر
لكنني في خرائط دربي..
تعثرت...
اجلست خوفي على الأرض ..
لكن حصان مسافات عمري تعثر بالوقت،
أدركه الحلم
فانكسرت ساعة الانتظار
رددت أسماء كل الذين
صحوا فجأة في المنام
وكل الذين نسوا او تناسوا صراخي
في صفحة للظلام..،
وكل الذين يباغتهم موتهم ..
في سكون الكلام
صرت اقرب منّي.. إليّ
لأعرف ماذا تبقى من العمر
وهو يسرج خطوته للرحيل.
***
ـ 2ـ
أنفقت عمري
ومازلت ابحث عنّي ..
ولكنني
عدت اطوي المسافة مابين عمرين
عمر مضى ..
وآخر يمضي الى حتفه
صرت أحصي الخسارات...
كل الخسارات
أحصي رماد ضياعي
وادعو المكان الذي لم أجده ..،
أدعو الزمان الذي لم يجدني
فادعوا الخرافة
...
يالهذا الذي لااسميه
.....يا......
زمنا ضيعته الملامح
ترى هل تذكّرتَ لوني
وصوتي...؟
تذكرت خارطتي؟
وانفجاري وفوضى جنوني؟
انها محنة
ان تضيّع نزفك
وترسم في ذكرياتك خوفَك
انها محنة....
ان تضيّعً ذاكرةُ الطين
قمحك.
***
و يقول الشاعر الراحل ماجد البلداوي في قصيدة أخرى بعنوان ( سعيا على القلب) مستلهما فاجعة كربلاء و ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي ساكبا دموعه حيث الروح التي تظل تعايش الحدث في واقعه المعاصر رمزا ثائر على الظلم ، فيطوف بنا في رحلة الاحزان مفندا الحجج الواهية ، متمسكا بالقيم و المبادىء بين مديح و رثاء :
سعيا على القلب لاسعيا على القدم
إني أحج إليك الآن ياألمــــــــــي
سعيا على الروح نمشي ..في ضمائرنا
حب الحسين نشيد الجرح والورم
وجهت وجهي أمشي حيث تسبقني
الى ضريحك روحي ياأعــــــز فـم
أمشي وتسبقني الآهات ياقدرا
يــادرة الله ياشمسا الــــــى الظلم
يصيح صوتك في الآفاق يغمرني
طعم الشهادة في جرحي وفي سقمي
مازال ذكرك باق رغم غدرهموا
هذي الملايين في زحف وفي ضرم
عهدا علينا دموع قط مانشفت
ماكفكف الدمع إذ ينسال من قلمي
أفديك عمري صلاة ياأعز فدى
وهل ساوفي نذوري فيك أو قسمي؟
اني توضأت باسم الله متكلا
يانفس لوذي بحبل الله وأعتصمي
ياسيد الشهـــدا نأتيك أشرعة
ياقمة الحق اذ تعلو على القمم
ماهمنا الخوف والأرواح لو زهقت
فالقلب يهفو وما أبطات في قدمي
قد انتصرت وهذي الأرض شاهدة
هي أفتدتك ولم تهجع ولم تنم
ياسيد الطف ياأعلى منائرنا
ياشعلة النور قد شعت على الأمم
هاأنت يامطلع الأنوار اجمعها
ياوارث النور سبط المصطفى الأشم
قد كنت وحدك وسط الهول ترهبهم
مؤزرا برسول الله والقيم ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
هذه كانت قراءة سريعة في عالم شاعرنا الراحل ابن الرافدين ماجد البلداوي ، و الذي نقش قصيدته في فحولة و عبقرية و مشاعر صادقة فاستحق ان ينزل هذه المنزلة في حلبة الشعر العراقي المعاصر ، ليثبت لنا رسالة الشعر للفن و المجتمع معا دائما ٠
فسلام عليه في سجل الخالدين ٠٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠
