مجموعة قصصية
حــــــــب لـــن يمــــوت
للكاتب
حسن عبدالمنعم رفاعى
مقدمة
=========
** أستاذي الفاضل حسن عبد المنعم رفاعى عرفنك شاعرك وكان شعرك يتسم بالحزن بجانب الحب والعشق والهيام فكنت شاعري الحزين ثم أضفت لي شيئا جديدا عن نفسك فقد كنت أيضا كاتبا وقصاصا كبيرا ولكن أيضا حزينا قصصك كله من واقع الحياة وكنت جزء منها كتبت لنا في مواضيع شتي مزجتها بين الواقع الاجتماعي والأسري وما وقع من إحداث في مصرنا الحبيبة أظهرت لنا حال فترة سياسية استغل فيها الشباب فتسلطت علي أفكاره واستغلت الناحية الدينية وشعب مصر متدين بطبعه ولكن دينا آخر تغلبه السياسة فأصبح شبابنا مغيب فاستغلوه في القتل فضاع الكثير وسجنوا وأضاعوا زهرة شبابهم منهم وعي لنفسه فهرب بها وفر ومنها من انزلقت قدمه صورت ذلك تصويرا دقيقا وكذلك أردتنا ألا ننسي ما كانوا يفعلوه لضرب السياحة في مصر فاختاروا مكانا اثريا كبيرا في فترة السياحة علي أشدها وفيه أكبر تجمع للسائحين اختاروا الأقصر البر الغربي اختاروا معبدا من أهم وأجمل المعابد وهو معبد حتشبسوت ففعلوا فعلتهم وقتل الكثير من ألأبرياء أجانب ومصريين شكرا أستاذي أردت إن تجعلنا نتذكر ذلك لكي تبقي مصر في أعيننا دائما نحذر من الأعداء داخل البلاد وخارجها أستاذي كتاباتك تتسم بالحب والشجون الشجون المشحون بالألم تسلم الروح والنفس واليد التي أخرجت لنا تلك الروائع لك شكري وإعزازي واحترامي.....
مع تمنياتي بالتوفيق
الأستاذة/
فايزه محمد
بســـــــــم الله الرحمن الرحيم و به نســتعين وأصلى وأسـلم على أشرف مبعوث للأمم أجمعين وبعــــــــد:..
==============
من قول الأمام/ الشافعي رحمه الله
دَعِ الأيَّامَ تفْعَـلُ مَـا تَشَاءُ وطِبْ نفسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
ولا تَجْـزَعْ لِحَادِثَـةِ الدنيا فَمَـا لِحَوادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
( إهداء )
==========
* إلى رَوْحِ أبىْ وأميْ وكلِ عزيزٍ حْرِمْتُ مِنْهِ .....
* إلى زوجَتي الحبيبة التي وَقَفتْ بجانبيِ عبر مسيرةِ الحياةِ تَشُدٌّ مِنْ أزْرِى وكانت الصدرَ الحنون والقلب الكبير تحية لها
* إلى أبنائيِ وأحفادي الأحباءْ ...
* الى كل من علمني حرفاً مُنْذُ طُفُولَتِي ....
* الى جميعِ الأصدقاءِ المخلصين َالذين يساندونَنِي ويمدون لي العون بالنصحِ
* وأرجوا لكل من مرَ عينه أو مرت عينها على كلماتي التي تنبع من داخلي وأحترق شوقا بأن يطلبوا الرحمة لى كنت على قيد ا الحياة أو ممن أختارنى الله لجواره
* واخص بالتحية والشكر للأستاذة / فايزه محمد على المجهود العظيم فى المراجع اللغوية وكذا تشجيعها لى دائما
* كما اشكرها على هذه المقدمة الرائعة تحية وإكبار لها ....
* أدعو الله بأن أكون عند حسن الظن بى أن ينال إعجابكم.....
الشاعر الحزين
حسـن عبـد المنعم رفاعي
حـب لن يموت
===================
** وقفت على سطح السفينة أنظر من جديد وهى تمخر عياب البحر وهى تبتعد عن الميناء وجموع الواقفين لوداع أحبابهم وقد أخذت فى التلاشي ؛ وألقت بجسدي المنهك على المقعد وأخذت أتطلع للسماء وقد أخذت الشمس ترخى بأجنحتها الذهبية على مياه البحر كأنهما عاشقان فى شوق للعناق ؛ وضوء القمر يرتفع لعنان السماء كأنه يولد من رحم المغيب ومن جمال وروعة المنظر لم يشعر إلا والقلم بينا يدى وممسكا بدفتري وعدت بذاكرتي سنين مرات أتذكر أول لقاء بيننا ؛ قد كان يوم مثل باقي الأيام الماضية ؛ كنت أجلس في مقعدي مثل أي يوم اتبع شرح المعلمة في تركيز واهتمام؛ فأسترعى انتبهنا طرقات على الباب ؛ اتجهت أنظارنا نحو هذا الطارق ؛ فإذا بطالبة جديدة تستأذن بالدخول للانضمام إلينا؛ ودخلت بخطوات كلها خيلاء وشموخ؛ وتنظر إلينا والابتسامة تعلو جنتيها والنور يملئ وجهها ينير الأفاق تبعث السرور والسعادة لكل من ينظر إليها ؛ ونظرت لها في صمت والابتسامة تعلو وجهي؛ فتلاقت عينانا ولم يخطر على بالى لو لحظة أنى سوف أقع في حبك من أول نظره؛ فنفذ بريق عينيك بدخلي؛ و أنرت روحي المظلمة يا من نورها استمد الكون أشرقه ومحي الظلمة من العالم أنى استمد من حبك الذي بقلبي حبا يغمر العالم منذ تسللت في حياتي فتبددت الوحشية التي في نفسي ؛ ومر هذا اليوم ونحن نتبادل الابتسامات والنظرات الخاطفة بين الفانية والأخرى ؛ وعدت إلى المنزل وليس في فكرى وعقلي لا أنت ؛ أرقني هواك واقلق مضجعي و تكحلت عيوني بالسهد من طول السهر تداعب مخيلتي صورتك الجميلة ولا تفارقها؛ في الصباح استيقظت مبكرا على غير عادتي ؛ فقد كنت متلهف على الذهاب مسرعا لأرها؛ واملآ عيني من جمالها وحسن طلعتها؛عندما وصلت رايتها تجلس بالحديقة ونظرها متجه للمدخل ؛ فاقتربت مسرعا نحوها متلهف وألقيت عليها السلام وردت عليه بصوت لم اسمعه مثله من قبل ؛ صوت مملا بالرقة والشجن كأنها تعزف الحان من السماء؛وجلست بجوارها نتعارف ونتبادل أطرف الحديث؛ ودق ناقوس الذهاب إلى الفصول ؛ وقد اتفقنا على إن نتقابل في وقت الراحة ؛ لم يعد وقت الاستراحة اليومية للحديث فقط بل كانت للاستذكار والدراسة؛ وبمرور الأيام اخذ الحب يزداد بيننا كوليد يكبر بين أبواه ؛ ولكن القدر حال دون أن نكمل مسيرتنا معا وسافر الولد للعمل بالخارج اصطحبه الآسرة معه ومنذ ذلك الحين انقطعت إخبارها عنى تمام ؛وتمر الأعوام والسنين وقد تخرجت من كلية الهندسة وعملت بأحد الشركات وأنا أكمل الدراسات العليا للحصول على الماجستير؛ ذات يوم كنت مسافر وجلست فى كافيه المحطة وجلست بجوار النافذة انتظر قطاري وأخذت أنظر عبر النافذة للرصيف رائية وجوه متباينة الملامح بين ابتسامات وضحكات تعلوا الوجوه فرحا بلقاء الأحباب وأخرى حزينة تنهمر منها الدموع لفراق الأحباب و أخرى عابسة غارقة في أفكار وهموم تسير في صمت ؛ عدت احتسى قهوتي و أدخن سجائري وأنظر للدخان وهو يتصاعد يرسم أشكال غريبة وعجيبة تراءت أمامي لمحت خلالها صورة امرأة أمام عيني تخيلتها وهم لكن وجدت امرأة تجلس أمامي تحتسى قهوتها و تنظر في شاردة الفكر مثلى ؛ فتدافعت بداخلي شيئا من الفضول فما شرودها هل ودعت حبيب أو تنظره ومن دون شعور منى أخذت اختلس النظرات بين الفينة والأخر ومع مرور الزمن وتضارب الأحاسيس بداخلي لم استطيع إن أحيد تفكيري بها ؛ خلال اختلس النظرات رايتها ترمقني بنظرات ليست غاضبه ولا حانقة ولكن نظرة تعجب واستفهام على شفتها ابتسامه خفيفة كأنها وجه القمر؛ لم أرى مثلها من قبل لروعتها وجمالها؛ وأخت أسبر أغور ذكرياتي فهذه الابتسام تذكرني بأحب إنسانة إلى قلبي وقد فرقت الظروف بيننا منذ أمد بعيد هي حقا أم أخرى؛ ولكن أحساس يقول أنها تعرفني أو اذكرها بإنسان عزيز عليها مثل ما اشعر به ؛ ومكثنا فى تبادل الابتسامات والنظرات وازددنا الاهتمام والنظرات ونسينا كل شيء حولنا؛ فقد هجرنا هذا العالم إلى عالم أخر لنا وحدنا لم ندرى كم من الوقت مضى علينا ونحن هكذا يمكث كلانا في مكانه ينظر إلى الأخر في سكون كأننا اكتفينا بحوار العيون ويفضى كلانا بكل مشاعره الود ؛ فجاءه تعال صوت مآذن الفراق وعالت صفارة القطار معلنه وقت الرحيل عدنا من عالمنا إلى عالم الواقع المرير ولم تنقطع النظرات بيننا صعد كلانا لقطاره وقفنا على الباب ننظر لبعضنا ومضى كل قطار إلى طريقه ليتها طريق واحد نتقابل في أخر لكن للأسف طرق مختلفة وينظر كلانا إلى الأخر وكان شي يربطنا ببعض حتى تلاشت رأينا آه يا زمن الغدر هل هذا قدرنا اكتب علينا اللقاء أم فراق أنا وأميرتي والفراق ومضيت انشد هذه الأبيات : -
يا بعيد تهفوا إليه نفسي
سرت على خطى الرحيل
فلم تمضى لحظات بقربك
وقد آثرت القلب بالجوى
وتركت الفؤاد بحبك عليل
وتمر الأيام تعبت من حسابها ولكن طيفها لا يفرقني فى صحوا ومنامي حتى جاء يوم كنت مسافر إلى الإسكندرية جلست خلف نافذة القطار انظر في شرود ارقب المارة على رصيف المحطة لمحتُ طيف قادم من بعيد مسرع الخطى لاهث الأنفاس !! يريد أن يلحق بالقطار الذي أوشك على التحرك لم أتبين ملاح القادم من بعيد حتى ظهرت أمام عيني فأخذتني الحيرة والدهشة هذا حلم ؟ أم هي حقيقة ماثلة أمامي هل أراد الزمن مصالحتي أم هي سخرية القدر ليزيد الهموم من جديد ؛ وسرحت بخيالي إلى أول لقاء وكم رسمت لها صورا فى خيالي وسرحت فيها الأيام والليالي ؛ لكن هي حقيقة لا سراب والآن أرها جسد وروح ؛ سرحت بخيالي وعدت بالذاكرة للقاء السابق كان كل ما جمع بيننا النظرات لكنها تركت في قلبي وعقلي انطباعا لا ينسى وكم تمنيت أن اقترب منها واختلق ألف سببا وسببا للحوار لكن الخجل كان سدا منيعا بيننا ؛ الآن هي تجلس أمامي أجمل إنسانه وأرق بسمه رأتها عينيا فلن أضيع هذه الفرصة أيضا ؛ مرت لحظات في صمت رهيب كأنها دهر ؛ نتبادل فيها النظرات دون أن نهمس بكلمه مجرد نظرات تقول كل ما بداخلنا من حيره وقلق ونحاول تستدعى ذكريات الماضي البعيد ؛ فلم ندرى ماذا أقول فلا اعرف اسمها و هي لا تعلم عنى شيء كل الذي كان يربطنا حوار العيون بيننا من أول لقاء بيننا منذ أمد فهل كتب علينا اللقاء أم الفراق من جديد؛ فاقتربت منها قاطع الصمت المخيم قائلا:- متأسف سيدتي على مقاطعتك هل تذكري لقائنا فى كافيه المحطة من سنين ؛ فقالت :- نعم أتذكر واستطرت قائلا:- أنا امجد مهندس مقيم في القاهرة ؛ فقالت :- تشرفنا يا باش مهندس؛ فقالت :- الشرف لي أنا حضرتك ومنذ ذلك الحين وأنا فى حيرة وظنون لكن أحساسى يقول باني أعرفك قبل كنت أريد أن أكلمك لكن منعني الخجل فحضرتك تشبهي إنسانة عزيزة على قلبي منذ الصغر كان اسمها حنان فنظرة لي باستغراب و قالت:- شي غريب أنا أسمى حنان معيدة فى جامعة القاهرة ؛ وحضرتك تذكرني أيضا بشخص اعرفه ولكن فرقا بيننا الزمن من مدة طويلة لا اذكر عددها ويا لها من مصادفة غريب كان اسمه مثل اسمك ؛ فقلت:- حضرتك من أين فقالت :- أنا من الإسكندرية ولكن كنت أقيم فى القاهرة فى الصغر رددت عليها مسرعا وقلت :- حضرتك أنتي كنت مقيمة فى حي ومدرسة كذا فقالت:- فعلا هو أنت امجد صديق الطفولة ؛ قلت:- أخيرا وجدتك بعد طول هذه السنين ولم أنساك فيها يوما ؛ فقالت:- يا لها من دنيا غريبة تفرق من تريد وتجمع ما تريد ؛ وغرقنا فى برهة من الصمت ثم قلت هذه الأبيات :-.
لا تلمني على حبك
فقد ارقني هواك واقلق مضجعي
و بالسهد تكحلت عيوني
تداعبني صورتك فى صحوا ومنامي
تمنت اللقاء للحظة
ارمي براسي على صدرك
والقي بهموم الدهر عنى
ردت قائلة :- كلمات رقيقة وجميلة لمن هذه الأشعار فقلت :- انه لى فقالت :- هل أنت شاعر فردت قائلا :- هذه بعض خواطري أنا هاوي ؛ ثم أخذنا نتحدث عن ذكريات الماضي من الأساتذة وكذالك الأصدقاء وهل مازلنا على الاتصال بهم وطرائفهم معنا وتعالت ضحاكتان و نسينا من حولنا ولم ندرى بالوقت ولا كيف مر علينا حتى وصل القطار لغايته الأخير وتوقف ؛ فلم نشعر إلا بأيدينا تتشابك سويا ونغادر القطار ونسير معا حتى وصلنا إلى قرب بيتها طلبت رقم تليفونها وأعطيتها تليفوني وافترقتا على وعد باللقاء ؛ ومضيت عاد للمنزل وأنا روحي كأنها طائر يرفرف بأجنحة من السعادة والفرح فلم اشعر بطول المسافة التي سرتها حتى وصلت للمنزل فلم انتظر المصعد وصعدت الدرجات فى خفه وسرعه ودلفت إلى غرفتي ؛ وألقيت بنفسي على الفراش مستلقيا بين اليقظة والحلم الذي لازال غير مصدقا أن ما كنت أحلم به قد تحقق أخير وقابلتها و تحدثنا سوا وأن رقم هاتفها معي واستطيع أن اسمع صوتها فى كل وقت وكل ما أفكر فى ذلك يخفق قلبي بشده حاولت أن اكبح جامح نفسى التي كانت تدعوني للاتصال بها وسماع صوتها من جديد حتى تتأكد انه حقيقة وليس حلم من أحلام اليقظة ؛ ولكن لم أستطع الانتظار للغد فلم أشعر ويدي ممسكه بالهاتف تدير نمرتها واتصل بها ؛فجاء صوتها من بعيد مين معي وكأني اسمع موسيقى حالمة كلها رقه وعذوبة تروى الظمآن ردت عليها قائلا:- كده نسيتني بسرعة قالت :- امجد كيف استطيع أن أنساك هل ينسى الإنسان روحه ولكن أم أتوقع انك سوف تتصل ولم يمضى وقت ويل على افترقنا خير هل حدث شي ؛ فقالت لها:- لا ولكنى أحببت أن اسمع صوتك لا تأكد بأنه ليس حلم ؛ قالت:- ليس حلم أنها حقيقة فعلا وان كنت لازلت ليس متا كده مثلك حتى اتصلت ، فقلت هذه الأبيات :-
بقلبي أشواق ثائرة
الحب مش بالجمال وحلو القوام
ولكن بالشوق والوصال
حبيبي لا تبتعد وتقطع بيننا
طرق الحب والوصال
أميرتي انثر أشوقي وحبي
أتمنى قربك ووصالك
يغار القمر من حسن جمالك
وتغيب الشمس خجلا نور عينيك
لولاك حبيبي معرف قلبي العشق
بئس هذا القلب إن لم أعشقك
ردت قائله :- ما أعذب همسك كلماتك ليس لها مكان سوا القلب، فقلت:- لها إيه رأيك نتقابل غدا الساعة الخامسة بعد الانتهاء من أعمالي ؛ قالت:- أوك اتصل لم تنتهي ؛ قالت لها:- أوك أتركك لتستريحي سلام يا حب حياتي ؛قالت:- سلام يا أجمل شي بحياتي... تعددت اللقاءات بيننا نعيش معا أجمل لحظات العمر ؛ كنت فيما سبق أتهرب من السفر فى مأموريه وأتعلل بجميع الأعذار والآن ابحث عنها لدرجة جعلت الاستغراب ينتاب الزملاء من هذا التحول فجاءه ولا يعلمه أنها أصبحت محببة لقلبي لرؤيتها ؛ عندما تحضر لإلقاء محاضرتها بالكلية؛ وذهبت للإسكندرية واتصلت بها
لتحديد ميعاد لنتقابل ؛ و اقترب الموعد فأسرعت إلى هناك تتزاحم الأفكار والذكريات في عقلي حتى كاد إن يصبه الشلل ؛ ووصلت قبل الميعاد وجلست على مائدة منعزلة بعيده عن الجميع مطلة على البحر لتعطى للنفس شيء من الهدوء والسكينة ؛ وظلت عيني تتنقل بين عقارب الساعة التي لا تتحرك أمامي ومنظر الغروب يأخذ بالألباب ؛ وفى ظل هذا الشرود والصمت وعادت إلى كل لحظات الماضي الجميل التي أمضينها سويا ؛ وقد تبددت المعاناة والألم النفس بسبب طول الفراق وألان تحولت لسعادة وفرحة لحلم أصبح حقيقة وغمرتني الفرحة وأنا أفكر كيف أبداء الحديث وكيف أقابل الأسرة وهل تقبلني زوج لابنتهم ؛ لم ألاحظ قدومها نحوى؛ فلم أشعر لا بيد تمسح على رأسي برفق وحنان وتقول :- أين ذهبت بأفكارك ؛ رفعت نظري لأرها أمامي وقد ازدادت جمال وبهاء ؛ فقلت:- طبعا في حبيبة عمري ثم جلست أمامي ونحن في صمت مطبق نتبادل النظرات التي تقول كل شيء بل أكثر مما تستطيع الكلمات إن تعبر عنه من مشاعر وأحاسيس متداخلة من شوق وحب وقطعة الصمت وقالت:- خير يا أمجد مالك في أيه قلقتن عليك قال:- بصراحة مش عارف إبداء الموضوع منين قالت:- أول مره أشوفك غريب كده مالك ؛ فقلت هذه الأبيات:-
كان قلبي غض رقيق
لا يعي معنى حب ولا حبيب
رايتك بدرا تنيري العلا
أصبحت قمر سمائي
أحببتك فعرفت معناه
صيرت أميرة أحلامي
فكنت كل أمنيات حياتي
قلب ملاءة الحب
لكن رحلتي بعيدا عني
فلم يذق طعم الراحة يوما
حبك سلب منى عقلي
وفراقك سلبني عمري
ردت قائله الله الله يا امجد كلماتك كلها عشق وروعه؛ فقالت:- أنا لاستطيع أن ابتعد عنك ولا لحظه تقبلي تكوني شريكة عمري وحياتي حاضري ومستقبلي تقبلي تتزوجني ؛ فا تبسمت في صمت وبدئ على وجهها علامات الخجل وقالت:- موافقة طبعا قلت:- متى يمكن أقابل الأسرة أنا أريد اليوم قبل بكره ردت قائلة :- أعطني فرصة أتحدث مع بابا واتفق معه واتصل لأخبرك بالموعد فقلت:- حنان لست مصدقا حتى ألان أنني قبلتك ونجلس معا ومنتظر موعدا والدك لخطبك منه ردت قائله:- ولا أنا الحلم الذي حلمت به دائما سوف يتحقق ومر الوقت سريعا ؛ ومضينا معا حتى أوصلتها للمنزل وعدت لاحق ميعاد قطار القاهرة ؛ وانتظرت عدت أيام مره عليه سنين حياتي الضائع حتى وصلني الخبر الذي كنت طول عمري ميعاد مقابلة ولدها فلم اصدق نفسي ؛ لم يغمض لى جفن طول الليل روحي تحلق فى العلى من السعادة والفرح ؛ ومع نسمات الصباح خرجت للشرفة استنشق الهواء العليل ورائية كل شي جميل وتغرد طيور السماء حولي تشاركني سعادتي ؛ اخذ ت شورا لاستعيد نشاطي من جديد ثم قمت بانتقاء أحسن ما عندي لارتدائه فى هذه المناسبة ؛ ووصلت قبل الميعاد لتلهفا لهذا اللقاء الذي كنت انتظره من سنين وذهبت إلى الكازينو الذي كنا نتقابل فيه وجلست على الطاولة التي نجلس عليها عند لقائنا ؛ و أقدمه احمد المشرف على المكان والابتسامة تعلو وجهه فقد سرا بيننا ود من كثرت حضوري مع حنان قائلا :- أهلا أستاذ امجد شرفتنا احضر قهوتك ولا سوف تنتظر الأستاذة فقلت لا احضرها ؛ أخذت احتسى قهوتي و أدخن سجائري وانظر لساعتي مسترحم عقاربها لكي تسرع فى خطاها حتى يأتي الموعد المنشود ؛ وعند اقتراب الموعد قررت الذهاب سيرا على شاطئ البحر و شمس الغروب على أديم المساء تتهاوى كعروسة بين أحضان الأفق؛ وطول المسير أفكر ماذا سيحدث في هذا اللقاء وأخيرا وصلت للمنزل فى الموعد تماما وطرقة الباب وفتحت الخادمة وأدخلتني غرفة الجلوس وكان والدها فى انتظاري وقام بالترحيب وجلسنا و أحضرت الخادمة ببعض المشروبات ؛وبعد لحظات من دخلت حنان قائله:- أهلا أمجد وتبادلنا الابتسامات وجلست قطع الصمت قائلا :- تسمح يا عمى أعرفك بنفسي أنا امجد مهندس بشركة حاصل على الماجستير وحاليا بحضر للدكتوراه مقيم بالقاهرة مع والدتي وأختي محاسبة عندها مكتب محاسبة بعد وفاة والدي ولى شقة ؛ فرد قائلا:- أهلا وسهلا شرفتا يا باش مهندس ثم قالت:- بس فى مشكلة بسيطة فقال :- إنشاء الله مفش مشكله قلت :- هو سفري لإكمال دراسة الدكتوراه فى أمريكا وهى لا تستطيع السفر معي وتترك تعيش بمفردك بعد وفاة الحاجة وهى ابنتك الوحيدة فقاله :- وأنت إنشاء الله تسافر أمته ؛ قلت: خلال ستة أشهر أو سنة على أقصى تقدير ؛ قال:- عندك حل لهذا الوضع قالت له:- وان تمكن من تدبير أحواله هناك ؛ وأجد لها عمل حينها سوف تصطحبك معها وتلحق بى لتكمل دراساتها ونتزوج ؛ أو نتزوج وانزل أجازه كل عام ؛ أم نتمم ألخطبه و الزواج بعد إنهاء دراستي والعودة اللي تشوفه حضرتك الأمر فى الأول والأخر لحضرتك !فقال :- عموما أفكر ورد عليك عندما تحضر مرة ثانيه أنت والأسرة للتعرف والاتفاق ؛ ثم تطرقه الحديث لموضوعات كثير ثم قمت للانصراف على انتظار تحديد الموعد للحضور أنا والأسرة للانتهاء من جميع التفاصيل المتعلقة بالزواج ؛كنت إثناء عودتي لا تملك نفسي من نشوة الفرح والسعادة ولم استطيع الانتظار للصباح حتى تستيقظ ودخلت الغرفة مسرعا لوالدتي وقد تابعتني أختي أيضا فاستيقظت والدتي وهى منزعجة لهذا التصرف لكن طمأنتهم ؛ وأخذت لهم أزف لها خبر الموعد المرتقب للاتفاق مع والد حنان على تفصيل كل شي و لان يكون إلا بوجودهم معي وموافقة ست الكل طبعا ؛ وقالت أمي وهى تضمني لصدرها :- إلف مبروك يا أبنى ها تتزوج ربنا يتمم بخير وهى تمطرني قبلات ؛ كما هنئتن أختي وقالت ضاحكة:- خلص ها كون عمة ألف مبروك يا امجد وطبعة قبلة على جبيني ؛ وذهبت إلى غرفتي استرجع ما حدث وكل سعادة لا توصف حتى تباشير الصباح وأول شي فعلته استيقظت هو الاتصال بحنان فردت عليه وهى بين الاستيقاظ والنوم قالت:- صباح الخير حبيبي الساعة كم ألان فقلت :- السابعة ردت قائله :- أنت مش ها تذهب للعمل ولا أيه ؛ فقلت :- كيف اذهب ولم يغمض لي عين طول الليل أفكر فيكى و ماذا قال ولدك عنى ومتى حدد الموعد فلم استطيع الانتظار اكتر من ذلك واتصلت بك حبيبة قلبي لا اعرف ؛ تعرفي لو كان بيدي شي لجلست معه حتى يحدد الموعد ؛ فضحكة وقالت:- أنت مجنون ياقلبى قلت:- مجنون حنان وبحبك فقالت:- علشان كده بحبك بجنون أنت ؛ أنا وبابا أصدقاء ولم سئلنى عنك قولت له كل شيء من أول حتى حضورك لتقابله ؛ فقلت:- طيب حدد ميعاد لنحضر أنا والأسرة ردت قائله:- لم يحدد ميعاد وقال لم نرجع من الأقصر؛ قلت:- ها تسفره الأقصر ليه ؛ وردت ضاحكة وقالت:- أنت نسيت أنا قلت لك طالعين رحلة مع فوج سياحي للأقصر فقلت:- طيب فيها أيه لو كان حدد ميعاد قبل ما تسفره وبعدين لم ترجعه نتمم الخطوبة والشبكة ؛ قالت:- بابا قل لم نرجع أفضل نكون برحتنا ؛ فقلت:- ويكسو الحزن نبرات صوتي ماما و أختي كانوا فى منتهى السعادة لم أخبرتهم ومنتظرين مثلى الميعاد والآن سوف يصدمهم خبر التأجيل أكثر من شهر لحين عودتكم ؛ ردت قائله:- أنا حزينة مثلك انتظرنا سنين شهر كمان مش مشكله أنا وأنت كل يوم نتكلم معا ؛ قلت لها :- طيب مش ها نتقبل قبل السفر ردت قائله:- عندي محاضرات الأسبوع المقبل وسوف اخبر أبى سوف أقبلك ونمضى باقي اليوم معا بس بشرط توصلني للمنزل من اجل نقضى اكبر وقت معا وكمان ها يكون الوقت تأخر وبابا يخاف عليه من الطريق وعلشان يوافق ؛ فضحكة وقلت لها:- من عيوني يا قلبي وأقيم عندكم لو تحبي حتى موعد السفر ؛ فقالت:- باريت لا تتعجل قريبا لن أتتركك أبدا وسترسله قائله سلام يا قلبي احضر الإفطار لبابا فقلت لها:- اوك حبيبتي وأرسلت لها قبلاتي عبر الهاتف أغلقت الهاتف ؛ وبعد الظهر تحدثنا كثيرا حتى جاء صوت ولدها يطلب منها فنجال قهوة وقد اتفقنا على المقابلة الأسبوع القادم يوم الخميس ؛ وذهبت للجامعة فى الميعاد لاصطحبها وأمضينا اليوم معا وقد كان يوما رائعا لم نقضى مثله من قبل فى كل شي من كثرة الأماكن المختلفة التي لم ذهبنا إليها من قبل ؛ ولم نكف عن الضحكات وهمست الحب والعشق كأنها تودعني ؛ وسافرت معها لأوصلها إلى المنزل وألقى التحية على ولدها قبل السفر إلى الأقصر ؛ وتواعدنا أنا وحنان على الاتصال بها أخر اليوم لأطمئن عليها و لتحكى لي كل ما مر بها طوال اليوم ؛ وبعد سفرها كنا نتحدث كل يوم فى المساء لتحكى كل ما حدث خلال اليوم ؛وفي صباح اليوم المشيئاوم استيقظت يمتلكني التوتر والقلق لا أجد له سبب لهذا الشعور غريب وعلى غير ما اتفقنا عليه اتصلت بها ردت عليه وهى قلقه قائله:- الو امجد خير يا حبيبي قلت لها:- مفيش حبيبتي حابيت اسمع صوتك واطمئن عليك يا قلبي وتحدثنا قليلا واستأذنت لترتدي ملابسها لتلحق بالفوج السياحي لذهب لمعبد حتشبسوت ؛ ولم تمضى ساعات و طالعتنا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على حادثة إرهابية بشعة بالأقصر ، فقد قام ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين ، متنكرين في زي رجال أمن بالهجوم علي مجموعة من السياح من جميع الجنسيات وبينهم مصرين كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري، راح ضحيته العديد من الأبرياء وقتلوا 58 سائح في خلال 45 دقيقة فقط ؛ حاولت الاتصال بحنان لاطمأن عليها ولكن دون جدوى ونتبنى القلق والخوف ولا اعرف ماذا افعل مما دفعني الى حد الجنون ؛ ثم إذاعة الإخبار أسماء المتوفين فى هذا الحادث وكانت الصدمة حين تضمنا اسم حنان ووالدها ضمن قائمة الشهداء قررت السفر للأقصر لرائها والقي عليها نظره الوداع الأخير ؛ وحاولت أختي وأمي منعي من السفر لسؤ حالتي ولكن أصرت على السفر فقرارات أختي السفر و لا تتركني لوحدى وأنا فى حالة الانهيار شب التام ؛ وسافرنا على أول طائرة للأقصر؛ ومنذ وطئت قدما أرض المطار وكأنك وفى معركة حربية سيارة عسكريه وجنود فى كل مكان مسرعين الخطى واتجهت إلى مكتب الاستعلامات لاستعلام أين أجد جثمان حنان وأبيها فأخبرني بان جثمانهم بمستشفى الأقصر فأسرعت إلى هناك وكان يتجمع حولها جموع غفيره من أهالي الضحايا والأمن وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصل حيث ترقد هي ووالدها ووجدت أقربها قد جاءه مسرعين حين علمه بالخبر لاستلام الجثمان عندما رائيتها مسجده أمامي لم أتمالك نفسي انهمرت الدموع من عيني كالشلال لا يتوقف عن التدفق وأخذت الكلمات تتدفق و أنشدت رثاء قائلا فيها
رثاء حبيب
---------------
بقلب مجروح يقطر دم
والعين ينهمر منها الدموع
الجوارح ترتعش
وكياني مزلزل
لكن لقدر الله اخشع
أقف أنظر فى ذهول
لجسدك المسجى أمامي
لا أدرى ماذا افعل
فقد فارقني الحياة
و أخذتي حياتي معك
فكيف يبقى الجسد
بلا روح
فقد فارقت الروح جسدي
بعد رحيلك عن دنيتي
فأنت توأم روحي
ونبض القلب
يا حبيب قد فرق الموت
بين جسدينا
لكن أرواحنا لن تفترقا
حتى ينعم الله علينا برحته
ونلتقي في رحاب الجنة سويا
ولم أدرى بما حدث بعد ذلك إلا وأنا بالمنزل وأمي وأختي بجواري ؛ وقرارات السفر قبل ميعاد البعثة هربا من نفسي لعلى أجد فى الوحدة وذكرها سلوى لنفسي...
تمت فى /4/4/2019
==============
نزيل ...... رقم
===============
* صباح يوم وقد سئمت من عدها من كثرتها وهى تمر على وتيرة واحده عليا دون جديد ؛ ولكن فجأة بحارس الزنزانة ينادى بصوته الأجش على رقمي ؛ فأول شيء تفقده عند دخولك هنا هو اسمك وتستبدله برقم ؛ قلت أفندم فقال:- بصوته الجهوري المأمور طلبك وحضر فقلت:-فرشتك خير يا فندى ردى قائلاك:- معرفش ويلا بسرعة بلاش تأخير وسرت خلفه حتى مكتب السيد المأمور فوقف وقام بأداء التحية وقال:- تمام يا باشا المسجون اهوه ؛ فقلت :- له خير يا باشا أنا عملت حاجه غلط فرد بابتسامه قائلا :- لا تنزعج كدا خير انشأ لله أنت بقالك كم سنه مسجون قلت لا أدرى لقد تعبت من العد فقال لحسن سيرك وسلوكك فقد تم الموافقة على الإفراج عندك وادعوه الله أنت تكون عرفت الدين الحق وتصبح أسوة حسنه للآخرين مبروك ها تخرج اليوم أفراج ؛ فوقع عليا الخبر كالصاعقة أخيرا بعد كل هذه المعانة طوال هذه الأعوام القاسية والأيام المريرة وبعد خروجي من بوابة السجن نظرت خلفي وأنا لا أصدق نفسي بأنها قد انتهت الآن أيام السجن جدرانه المغلقة؛ وركبت سيارة الترحيل لإنهاء إجراءات الإفراج ؛ وانطلقت في طريقها فوقفت انظر خلال نافذة العربة إلى الشوارع والناس وأنا لا أكاد اصدق بأني في طريق حريتي من جديد ؛ وتعجبت من هذا التغير على الشوارع والناس منذ أن رايتها أخر مره قبل دخولي إلى السجن فهو عالم أخر؛ فجاء تداعت الأفكار في راسي مر إمام عيني شريط فيلم بالإحداث الماضية التي مرت بى منذ تعرفت على احد الأصدقاء وحتى هذه اللحظات ؛ فقد نشاء على حب وطاعة الوالدين وحب الناس جميعا دون تفريق بين مسلم ومسيحي والالتزام بالصلاة بالمسجد في وقتها وكنت مجتهد في دراستي حتى المرحلة الثانوية ؛ وتعرفت على مجموعة في المسجد ومع مرور الوقت سارت صداقه بيننا ؛ وفى احد الأيام عرض عليه صديق الذهاب معه إلى شيخ يعطى دروس في الدين عنده في المنزل وكنت متردد في أول الأمر ومع كثرت الإلحاح ذهبت معه تعددت اللقاءات ومنحنى بعض الكتب لقراءتها للشيخ حسن البنا والشيخ سيد قطب لكي افهم أصول الدين وأخرى تتحدث عن الجهاد في الإسلام وأصبحت طوع بنان أمير الجماعة يأمر وعلى الجميع السمع والطاعة العمياء دون نقاش أو اعمل العقل فيما يأمرنه به فلأمر أمره والنهى نهيه ؛ ومنذ هذا الوقت تغيرت حياتي تماما وبعد أن كنت متفوق في دراستي أصبحت طالب عادى يؤدى واجب عليه فقط ؛ وأخذت في قراءة ما يعطى من كتيبات أطلقت لحيتي وكذا علاقتي بأسرتي وجميع من حولي على خلاف مستمر حتى وصلت إلى طريق مسدود فقررت ترك هذا المنزل الكافر في نظري حينها ؛ ووافر الأمير عمل وسكن لي مع بعض الأخوة من الجماعة الذين تركوا منازلهم مثلى فكنا نعمل في الصباح وبعد العصر نذهب عنده لتلقى الدروس والأوامر وقد قسمنا مجموعات كل مجموعة منا تتولى مسجد معين في حاول جذب اكبر عدد من الشباب المترددين على المساجد التي نصلى فيها ؛ وكنا دفع له جزء من كسب عملنا له أسهام منا لمصروفات الجماعة مرت الأيام على هذا المنوال ؛ وفى يوم بعد نهاية الدرس اليومي قام الأمير قالا :- أن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف وسوف نذهب فى الغد إلى احد معسكرات التدريب للجماعة في الصحراء لبناء أجسامنا والتدريب على فنون القتال وكذا التدريب على بعض أنواع الأسلحة وكيفية التعامل معها ونصبح مؤهلين للجهاد في سبيل الإسلام ؛ وهناك كان البرنامج يوما كالتالي في الصباح تدريب على فنون القتال ثم نصلى الظهر وبعد الظهر التدريب على الأسلحة حتى صلاة العصر ثم غذاء واستراحة حتى صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء دروس دينيه و شرح كتب حسن البنا والسيد قطب وآخرين عن الجهاد وبعد انتهاء مدة التدريب عدنا وكان عمري تجاوز التاسعة عشره وعدت منها إنسان أخر غير الذي ذهب وعندي عقيدة إن كل شخص ليس من جماعتنا فهو كافر وعدو الإسلام ويجب بتره حتى لو كان من أهلي ؛ وقد وجدنا الأمير يقول لنا انتم الآن مؤهلين حمل راية الإسلام ونصره ؛ ومنذ عودتنا أخذت أجهزة الأمن في ملاحقتنا والقبض علينا والتحقيق معنا وتفرق الكثير منا في أنحاء البلاد حتى هدئت الأمور وتجمعنا من جديد وكنت قد تجاوزت الثلاثة والعشرون من عمري؛ ودبر لنا الأمير مسكن وعمل لي والأخوة في احد الأعمال التي تديرها الجماعة في الخفاء وتزوجنا بالأخوات في الجماعة مر علينا عام هادئ في الصبح عمل وفى المساء عندي الأمير لتلقى الدروس وامددنا بالكتب اللازمة وبعد ذلك يعود كل الأخوة والأخوات إلى منازلهم ؛وانتبهت على نفير سيارة مسرعة تمر بجوار سيارتنا فنظرت في وجوه الجالسين إلى جواري وعدت مستغرقا من جديد في إحداث الماضي ؛ وفى يوم فجاءنا الأمير يأمرنا برصد جميع العاملين بالكلية الفنية العسكرية من ضباط وأفراد ومدنيين ومجموعة لتحديد أماكن الحراسة ومواعيدها ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيها وأخرى تحاول تجنيد بعض الأفراد منهم في سرية تامة وكلفت مجموعات أخرى بمهمات مختلفة أخرى ومنها تجميع الأسلحة وتخزينها في أماكن لا يعلمها إلا هم والأمير ودامت المراقبة أكثر من شهرين من رصد ومتابعه ؛ وتمكن بعض الإخوة بتجنيد وضم بعض الأفراد للجماعة ودخولهم في طاعة الأمير؛ وتم وضع كل المعلومات والتقرير الرصد والمتابعة تحت تصرف الأمير الذي قرر متابعة والمتابعة مع إخطاره بكل جديد وشددا علينا بأخذ الحيطة والحظر حتى لا يشعر بنا احد ؛ كنا ننفذ أوامره دون ادني سؤال عن السبب ومر على ذلك عدت أشهر أخرى؛ وصدر لنا الأمر بالتجمع في مكان لم يسبق لنا الذهب إليه في يوم وساعة معينة ؛ وفى الموعد المحدد ذهبا جميعا وجاء مجموعة من الإخوة أول مره نراهم وانتظرنا قدوم الأمير ولا نعلم سبب هذا الاجتماع ؛ حضر الأمير ومعه بعض الأخوة وتجمعنه حوله وقام وخطب فينا هذه الدولة فاسدة ويحكمها حكام كفره لا يطبقه شرع الله ولا دينه وحنا مسلمين يجب علينا أن نطبق شرع الله ولذلك علينا أبعد هذه الزمرة الكافرة ونحكم نحن وهيا للجهاد وهتفنا جميعا الله واكبر عدة مرات ؛ثم قام لمائدة وأخرجه من حقيبته بعض الأوراق ورسم كروكي للكلية الفنية العسكرية موضح بها كل كبيرة وصغيره من أبراج حراسه والبوابات وأماكن المخان والأسلحة وتجمع الطلبة والأفراد وكل شيء بالتفصيل ووزعه الأوراق على رئيس كل مجموعه وابتداء يشرح دور كل مجموعه المهام المكلفة بها ؛ في المرحلة الأولى السيطرة التام على الكلية والاستيلاء على الأسلحة الثقيلة الموجودة ؛ المرحلة الثانية من الخطة الخروج بالأسلحة الثقيلة وتوجه على الأماكن الحيوية المحددة لكل مجموعه والسيطرة واستدعاء الأمير لإعلان قيام الخلافة الإسلامية وكبرنا جميعا من جديد ؛ وفى الميعاد المحدد انطلقت المجموعات لتنفيذ خطة الهجوم على الكلية وبداء الهجوم طبقا للخطة ولكن بعد فتره وجيزة من الهجوم تم استدعاء قوات من الجيش كانت قريبة لم تكن في الحسبان وتم محاصرتنا وسقط الكثير من القتلة والجرح من الجانبين وفشلنا في الاستيلاء على الكلية وكذا الأسلحة لتنفيذ بقى الخطة وسقط منا قتله وجرحه وتم القبض على البعض الأخر ولكن الكثير منا ولى هاربا وكنت من الذين فراو في كل اتجاه على غير هدى إلى أين المهم ينجوا بنفسه من القتل أو يتم القبض عليه ؛ فأنت تريد وهو يريد والله يفعل ما يريد ؛ توقفت السيارة مره واحدة فجاءه وكادت أن تصطدم بسيارة أخرى لولا لطف الله وتخبطنا داخلها حتى سكنت واستقنا في جلستنا من جديد وانطلقت مره أخرى في طريقها ووقفت انظر من نافذة العربة على الناس وقد أصبحت غريبا عنهم ثم عدت مستغرقا في أحداث الماضي من جديد ؛ مرت أيام كثيرة أتنقل من مكان إلى أخر خوفا من القبض عليه ثم تذكرة احد الإخوة قد تركه الجماعة ونضم إلى جماعة شكري مصطفى الذي كان في الماضي معنا وانشق لخلافات حدثت في أسلوب ونهج العمل وانضمت إليه بعض الإخوة وذهبه معه وقرارات الذهاب إليه ورحب بي وانضممت لجماعة شكري مصطفى وقد قرر أن نهجر مجتمع البدع والضلال والعيش في الصحراء ؛ وأرسلت احد الأخوات لجلب زوجتي لعيش معنا ؛ ومرت عدت أشهر ما بين التدريب والعبادة ودروس الدين للأمير وقد رزقت بالابنة الثانية ؛ وتتطورن الإحداث سريعا بعد ذلك فقد كشف احد الأشخاص معسكرنا وابلغه أجهزة الأمن وتم مهاجمة المعسكر وقد فر الجميع وتم القبض على البعض ؛ وبداء الإعلام ومشايخ الأزهر في مهاجمة مبادئ الجماعة ووصفنا بالكفر والإلحاد ومحاولة إضلال الناس ؛ وكان كتيب صغير أصدره وزير الأوقاف « الذهبي »لكشف زيف أفكار جماعة شكري مصطفي وانحرافها عن الإسلام مقدمة للتفكير في وأرسلت العديد من رسائل التهديد للرجوع عن هذه مهاجمة أفكار الجماعة فلم يمتثل ؛ وقرار الأمير ضابط مباحث ترك الداخلية وفضل الانضمام لجماعة اختطافه ؛ وتم مراقبة جميع تحركاته اليومية وفى اليوم المحدد وذهب الضابط ومعه بعض الأخوة إلى شقته في الليل وأخذه على أساس استعداء لمباحث امن الدولة وتم احتجازه في احد الأماكن تخص الجماعة في محاولة لإجباره للرجوع عن راية وإصدار بيان بعدم تكفير الجماعة وكذا مساومة الحكومة للإفراج عن المحبوسين من الأخوة ؛ ولكن لم يمتثل ورفضت الحكومة الإفراج عن المسجونين ؛ قرار الأمير الرد عليهم بقتله وتم اغتياله رصاصة في العين اليساري من طبنجة ضابط مباحث ترك الداخلية وفضل الانضمام لجماعة وألقيه جثته في احد الطرق المهجورة ؛ وبعد عدة أيام من اكتشاف الجثة تم القبض علينا تباعا وتم التحقيق معنا في مباحث امن الدولة ما أدراك حتى إجراءات النيابة والمحاكمة الطويلة ؛ وتم إصدار حكم الإعدام علينا وبعد الاستئناف في الحكم تم تأييد الحكم بالإعدام على الأمير شكري مصطفى والضابط مجموعة من الأخوة ؛ وتم تنفيذ الإعدام عليهم وخفض على الباقي بالإشغال الشاقة المؤبدة ؛ وأنا حكم عليه بعشرة سنوات أشغال كم حكمه عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية الفنية العسكرية وتم ترحيلنا إلى إحدى الليمانات لتنفيذ العقوبة ؛ ومنذ دخولي أول شيء فقدته هو اسمي وتحولت إلى نمرة استمرت معي حتى ميعاد خروجي متى لا اعلم وكذا شعوري بأنني لن أرى شمس الحرية من جديد خارج هذه الأسوار ؛ ومرت الأيام بطيئة ثقيلة على النفس وبعد عدة سنوات قدم علينا بعض الإخوة المحكوم عليهم في القضية المسماة العائدين من أفغانستان ؛ وأخذه يروى كيف تم إرسالهم على مجموعات وكل مجموعة عن طريق بلد وسيط مختلفة وتجمعنا هناك؛ لمساعدة إخواننا في أفغانستان ضد الروس الكافرة الذين يحتلوا أرضهم و ماذا حدث لهم لقد مكثوا هناك أكثر من ثلاثة سنوات وهول ما رائية من مذابح وأشلاء وحرب ليس فيها شيء من الإنسانية ولا شفقه و رحمة من كلا الطرفين المتصارعتين ؛ وكون جماعة وكنت انا أميرها في محاولة نشر مبادئ الجماعة بين المساجين منهم اقتنع وانضم لنا وكثيرا رفضه حتى التحدث معنا ؛ وكانت أدارة السجن تعمل لنا اجتماعات يحضرها مشايخ من الأزهر أو وزارة الأوقاف في محاولة اثنائنا عن المبادئ التي نعتنقها وتعلمن الدين الصحيح ولكن دائما تنتهي هذه الاجتماعات بالمشاحنات وكما تبدأ تنتهي ؛ وكانت أسرتي تزورني كنت انتظارها بفارغ الصبر؛ وكانت أحداث التفجيرات في التحرير والأزهر وأماكن أخرى وكنا إذا سمعنا عن حادث تفجير نهلل ونكبر ؛ ومرت عدت مرات على ميعاد الزيارة ولم يأتي احد لزيارتي وكاد الجنون والقلق أن يقتلني حتى جاءت زوجتي ولكنها على غير عادتها يعلو وجهه الحزن وعندما سائلتها عن سبب ذلك الحزن فاضت عيناها بالدموع ولم تجيب ومع إصراري على معرفة السبب انفجرت ففي البكاء وقالت أبوك وابنك ماتوا في احد التفجيرات التي حدثت من مدة ولذلك لم احضر المدة الماضية فوقعت مغشيا عليه من واقع الخبر و نقلت لمستشفى السجن وقد مكثت بها عدت أيام حتى استعدت صحتي وعدت لزنزانتي مره أخره فجلست في زاوية منها واضعا راسي بين قدمي وانفجرت الدموع من عيني من جديد غير مصدق ما حدث لأبى وأبنى الطفل الذي لم يتجاوز عامه العاشر فلا ذنب له ولم يفعل سيئة يحاسب عليها وأبى الرجل الذي يعرف دينه ولم يترك فرض في حياته ؛ فكانت هذه الحادثة نقط تحول في حياتي وبعد استعدت نفسي وعقلي بعداءة أعيد حسابتى من جديد وأعيد التفكير على كنت على حق أم باطل وكنت مضلل باسم الدين وكان لهم أغرض أخرى وكنا عساكر شطرنج يتم تحريكنا كما شاءه ؛ وقرارات أن اترك كل ما تعلمته من كتب الجماعة ودروسهم وان أبداء من جديد في قراءة القران وتفسير كبار علماء الأزهر والأئمة في محاولة فهم الدين الحنيف من منابعه وانتظمت في حضور الندوات التي يعقدها علماء الأزهر والأوقاف بالسجن كل أسبوع ومناقشتهم في أدق التفاصيل حتى ترسخ الإسلام الصحيح في عقلي وأيقنت بأنني وكل الأخوة كنا على باطل ؛ وأخذت على عاتقي محاربة أفكار الجماعة و أي فكر مضلل منتشرة بين الأخوة وكذالك المسجونين ؛ وكانت حرب شرسة بيني وبين أعضاء الجماعة وقد وصلت لحد أنهم حاولوا قتلى ولكن الله سلم ؛ وفضل الله وعونه وبمساعدة وعلماء لم تيقنه من حسن إيماني وصلاح عقيدتي الدينية تمكنت من إقناع الكثير في العودة إلى الدين الحنيف ؛ مما شجعه أدارة السجن على تذكيتي للعفو عنى لم تبين لها عن عدولي عن المعتقدات الباطلة وعودتي إلى الدين الحق ومساعدتي في تصحيح معتقدات الكثير من الأخوة ورجعهم عن كل باطل وضلال ؛ وتنبهت عند وقوف السيارة إمام مديرية الأمن لاستكمال إجراءات الإفراج عنا وبعد ذلك أخذتنا سيارة أخرى إلى مباحث أمن الدولة لاستكمال الإفراج حيث أننا مسجونين في قضايا تمس امن دولة وعند دخولي تذكرة ما لقيت هنا أثناء التحقيق بعد القبض عليه ولكن كان هنالك فرق في المعامل بين الماضي و الآن وبعد انتهاء كل شي انصرفت وخرجت إلى الدنيا أسير في شوارعها من جديد دون خوف .... ولكن سوف تظل نفسي في حيرتها ماذا قد خبأت الأيام القادمة لي .....
تمت فى /21/10/2017
حــــــــب لـــن يمــــوت
للكاتب
حسن عبدالمنعم رفاعى
مقدمة
=========
** أستاذي الفاضل حسن عبد المنعم رفاعى عرفنك شاعرك وكان شعرك يتسم بالحزن بجانب الحب والعشق والهيام فكنت شاعري الحزين ثم أضفت لي شيئا جديدا عن نفسك فقد كنت أيضا كاتبا وقصاصا كبيرا ولكن أيضا حزينا قصصك كله من واقع الحياة وكنت جزء منها كتبت لنا في مواضيع شتي مزجتها بين الواقع الاجتماعي والأسري وما وقع من إحداث في مصرنا الحبيبة أظهرت لنا حال فترة سياسية استغل فيها الشباب فتسلطت علي أفكاره واستغلت الناحية الدينية وشعب مصر متدين بطبعه ولكن دينا آخر تغلبه السياسة فأصبح شبابنا مغيب فاستغلوه في القتل فضاع الكثير وسجنوا وأضاعوا زهرة شبابهم منهم وعي لنفسه فهرب بها وفر ومنها من انزلقت قدمه صورت ذلك تصويرا دقيقا وكذلك أردتنا ألا ننسي ما كانوا يفعلوه لضرب السياحة في مصر فاختاروا مكانا اثريا كبيرا في فترة السياحة علي أشدها وفيه أكبر تجمع للسائحين اختاروا الأقصر البر الغربي اختاروا معبدا من أهم وأجمل المعابد وهو معبد حتشبسوت ففعلوا فعلتهم وقتل الكثير من ألأبرياء أجانب ومصريين شكرا أستاذي أردت إن تجعلنا نتذكر ذلك لكي تبقي مصر في أعيننا دائما نحذر من الأعداء داخل البلاد وخارجها أستاذي كتاباتك تتسم بالحب والشجون الشجون المشحون بالألم تسلم الروح والنفس واليد التي أخرجت لنا تلك الروائع لك شكري وإعزازي واحترامي.....
مع تمنياتي بالتوفيق
الأستاذة/
فايزه محمد
بســـــــــم الله الرحمن الرحيم و به نســتعين وأصلى وأسـلم على أشرف مبعوث للأمم أجمعين وبعــــــــد:..
==============
من قول الأمام/ الشافعي رحمه الله
دَعِ الأيَّامَ تفْعَـلُ مَـا تَشَاءُ وطِبْ نفسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
ولا تَجْـزَعْ لِحَادِثَـةِ الدنيا فَمَـا لِحَوادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
( إهداء )
==========
* إلى رَوْحِ أبىْ وأميْ وكلِ عزيزٍ حْرِمْتُ مِنْهِ .....
* إلى زوجَتي الحبيبة التي وَقَفتْ بجانبيِ عبر مسيرةِ الحياةِ تَشُدٌّ مِنْ أزْرِى وكانت الصدرَ الحنون والقلب الكبير تحية لها
* إلى أبنائيِ وأحفادي الأحباءْ ...
* الى كل من علمني حرفاً مُنْذُ طُفُولَتِي ....
* الى جميعِ الأصدقاءِ المخلصين َالذين يساندونَنِي ويمدون لي العون بالنصحِ
* وأرجوا لكل من مرَ عينه أو مرت عينها على كلماتي التي تنبع من داخلي وأحترق شوقا بأن يطلبوا الرحمة لى كنت على قيد ا الحياة أو ممن أختارنى الله لجواره
* واخص بالتحية والشكر للأستاذة / فايزه محمد على المجهود العظيم فى المراجع اللغوية وكذا تشجيعها لى دائما
* كما اشكرها على هذه المقدمة الرائعة تحية وإكبار لها ....
* أدعو الله بأن أكون عند حسن الظن بى أن ينال إعجابكم.....
الشاعر الحزين
حسـن عبـد المنعم رفاعي
حـب لن يموت
===================
** وقفت على سطح السفينة أنظر من جديد وهى تمخر عياب البحر وهى تبتعد عن الميناء وجموع الواقفين لوداع أحبابهم وقد أخذت فى التلاشي ؛ وألقت بجسدي المنهك على المقعد وأخذت أتطلع للسماء وقد أخذت الشمس ترخى بأجنحتها الذهبية على مياه البحر كأنهما عاشقان فى شوق للعناق ؛ وضوء القمر يرتفع لعنان السماء كأنه يولد من رحم المغيب ومن جمال وروعة المنظر لم يشعر إلا والقلم بينا يدى وممسكا بدفتري وعدت بذاكرتي سنين مرات أتذكر أول لقاء بيننا ؛ قد كان يوم مثل باقي الأيام الماضية ؛ كنت أجلس في مقعدي مثل أي يوم اتبع شرح المعلمة في تركيز واهتمام؛ فأسترعى انتبهنا طرقات على الباب ؛ اتجهت أنظارنا نحو هذا الطارق ؛ فإذا بطالبة جديدة تستأذن بالدخول للانضمام إلينا؛ ودخلت بخطوات كلها خيلاء وشموخ؛ وتنظر إلينا والابتسامة تعلو جنتيها والنور يملئ وجهها ينير الأفاق تبعث السرور والسعادة لكل من ينظر إليها ؛ ونظرت لها في صمت والابتسامة تعلو وجهي؛ فتلاقت عينانا ولم يخطر على بالى لو لحظة أنى سوف أقع في حبك من أول نظره؛ فنفذ بريق عينيك بدخلي؛ و أنرت روحي المظلمة يا من نورها استمد الكون أشرقه ومحي الظلمة من العالم أنى استمد من حبك الذي بقلبي حبا يغمر العالم منذ تسللت في حياتي فتبددت الوحشية التي في نفسي ؛ ومر هذا اليوم ونحن نتبادل الابتسامات والنظرات الخاطفة بين الفانية والأخرى ؛ وعدت إلى المنزل وليس في فكرى وعقلي لا أنت ؛ أرقني هواك واقلق مضجعي و تكحلت عيوني بالسهد من طول السهر تداعب مخيلتي صورتك الجميلة ولا تفارقها؛ في الصباح استيقظت مبكرا على غير عادتي ؛ فقد كنت متلهف على الذهاب مسرعا لأرها؛ واملآ عيني من جمالها وحسن طلعتها؛عندما وصلت رايتها تجلس بالحديقة ونظرها متجه للمدخل ؛ فاقتربت مسرعا نحوها متلهف وألقيت عليها السلام وردت عليه بصوت لم اسمعه مثله من قبل ؛ صوت مملا بالرقة والشجن كأنها تعزف الحان من السماء؛وجلست بجوارها نتعارف ونتبادل أطرف الحديث؛ ودق ناقوس الذهاب إلى الفصول ؛ وقد اتفقنا على إن نتقابل في وقت الراحة ؛ لم يعد وقت الاستراحة اليومية للحديث فقط بل كانت للاستذكار والدراسة؛ وبمرور الأيام اخذ الحب يزداد بيننا كوليد يكبر بين أبواه ؛ ولكن القدر حال دون أن نكمل مسيرتنا معا وسافر الولد للعمل بالخارج اصطحبه الآسرة معه ومنذ ذلك الحين انقطعت إخبارها عنى تمام ؛وتمر الأعوام والسنين وقد تخرجت من كلية الهندسة وعملت بأحد الشركات وأنا أكمل الدراسات العليا للحصول على الماجستير؛ ذات يوم كنت مسافر وجلست فى كافيه المحطة وجلست بجوار النافذة انتظر قطاري وأخذت أنظر عبر النافذة للرصيف رائية وجوه متباينة الملامح بين ابتسامات وضحكات تعلوا الوجوه فرحا بلقاء الأحباب وأخرى حزينة تنهمر منها الدموع لفراق الأحباب و أخرى عابسة غارقة في أفكار وهموم تسير في صمت ؛ عدت احتسى قهوتي و أدخن سجائري وأنظر للدخان وهو يتصاعد يرسم أشكال غريبة وعجيبة تراءت أمامي لمحت خلالها صورة امرأة أمام عيني تخيلتها وهم لكن وجدت امرأة تجلس أمامي تحتسى قهوتها و تنظر في شاردة الفكر مثلى ؛ فتدافعت بداخلي شيئا من الفضول فما شرودها هل ودعت حبيب أو تنظره ومن دون شعور منى أخذت اختلس النظرات بين الفينة والأخر ومع مرور الزمن وتضارب الأحاسيس بداخلي لم استطيع إن أحيد تفكيري بها ؛ خلال اختلس النظرات رايتها ترمقني بنظرات ليست غاضبه ولا حانقة ولكن نظرة تعجب واستفهام على شفتها ابتسامه خفيفة كأنها وجه القمر؛ لم أرى مثلها من قبل لروعتها وجمالها؛ وأخت أسبر أغور ذكرياتي فهذه الابتسام تذكرني بأحب إنسانة إلى قلبي وقد فرقت الظروف بيننا منذ أمد بعيد هي حقا أم أخرى؛ ولكن أحساس يقول أنها تعرفني أو اذكرها بإنسان عزيز عليها مثل ما اشعر به ؛ ومكثنا فى تبادل الابتسامات والنظرات وازددنا الاهتمام والنظرات ونسينا كل شيء حولنا؛ فقد هجرنا هذا العالم إلى عالم أخر لنا وحدنا لم ندرى كم من الوقت مضى علينا ونحن هكذا يمكث كلانا في مكانه ينظر إلى الأخر في سكون كأننا اكتفينا بحوار العيون ويفضى كلانا بكل مشاعره الود ؛ فجاءه تعال صوت مآذن الفراق وعالت صفارة القطار معلنه وقت الرحيل عدنا من عالمنا إلى عالم الواقع المرير ولم تنقطع النظرات بيننا صعد كلانا لقطاره وقفنا على الباب ننظر لبعضنا ومضى كل قطار إلى طريقه ليتها طريق واحد نتقابل في أخر لكن للأسف طرق مختلفة وينظر كلانا إلى الأخر وكان شي يربطنا ببعض حتى تلاشت رأينا آه يا زمن الغدر هل هذا قدرنا اكتب علينا اللقاء أم فراق أنا وأميرتي والفراق ومضيت انشد هذه الأبيات : -
يا بعيد تهفوا إليه نفسي
سرت على خطى الرحيل
فلم تمضى لحظات بقربك
وقد آثرت القلب بالجوى
وتركت الفؤاد بحبك عليل
وتمر الأيام تعبت من حسابها ولكن طيفها لا يفرقني فى صحوا ومنامي حتى جاء يوم كنت مسافر إلى الإسكندرية جلست خلف نافذة القطار انظر في شرود ارقب المارة على رصيف المحطة لمحتُ طيف قادم من بعيد مسرع الخطى لاهث الأنفاس !! يريد أن يلحق بالقطار الذي أوشك على التحرك لم أتبين ملاح القادم من بعيد حتى ظهرت أمام عيني فأخذتني الحيرة والدهشة هذا حلم ؟ أم هي حقيقة ماثلة أمامي هل أراد الزمن مصالحتي أم هي سخرية القدر ليزيد الهموم من جديد ؛ وسرحت بخيالي إلى أول لقاء وكم رسمت لها صورا فى خيالي وسرحت فيها الأيام والليالي ؛ لكن هي حقيقة لا سراب والآن أرها جسد وروح ؛ سرحت بخيالي وعدت بالذاكرة للقاء السابق كان كل ما جمع بيننا النظرات لكنها تركت في قلبي وعقلي انطباعا لا ينسى وكم تمنيت أن اقترب منها واختلق ألف سببا وسببا للحوار لكن الخجل كان سدا منيعا بيننا ؛ الآن هي تجلس أمامي أجمل إنسانه وأرق بسمه رأتها عينيا فلن أضيع هذه الفرصة أيضا ؛ مرت لحظات في صمت رهيب كأنها دهر ؛ نتبادل فيها النظرات دون أن نهمس بكلمه مجرد نظرات تقول كل ما بداخلنا من حيره وقلق ونحاول تستدعى ذكريات الماضي البعيد ؛ فلم ندرى ماذا أقول فلا اعرف اسمها و هي لا تعلم عنى شيء كل الذي كان يربطنا حوار العيون بيننا من أول لقاء بيننا منذ أمد فهل كتب علينا اللقاء أم الفراق من جديد؛ فاقتربت منها قاطع الصمت المخيم قائلا:- متأسف سيدتي على مقاطعتك هل تذكري لقائنا فى كافيه المحطة من سنين ؛ فقالت :- نعم أتذكر واستطرت قائلا:- أنا امجد مهندس مقيم في القاهرة ؛ فقالت :- تشرفنا يا باش مهندس؛ فقالت :- الشرف لي أنا حضرتك ومنذ ذلك الحين وأنا فى حيرة وظنون لكن أحساسى يقول باني أعرفك قبل كنت أريد أن أكلمك لكن منعني الخجل فحضرتك تشبهي إنسانة عزيزة على قلبي منذ الصغر كان اسمها حنان فنظرة لي باستغراب و قالت:- شي غريب أنا أسمى حنان معيدة فى جامعة القاهرة ؛ وحضرتك تذكرني أيضا بشخص اعرفه ولكن فرقا بيننا الزمن من مدة طويلة لا اذكر عددها ويا لها من مصادفة غريب كان اسمه مثل اسمك ؛ فقلت:- حضرتك من أين فقالت :- أنا من الإسكندرية ولكن كنت أقيم فى القاهرة فى الصغر رددت عليها مسرعا وقلت :- حضرتك أنتي كنت مقيمة فى حي ومدرسة كذا فقالت:- فعلا هو أنت امجد صديق الطفولة ؛ قلت:- أخيرا وجدتك بعد طول هذه السنين ولم أنساك فيها يوما ؛ فقالت:- يا لها من دنيا غريبة تفرق من تريد وتجمع ما تريد ؛ وغرقنا فى برهة من الصمت ثم قلت هذه الأبيات :-.
لا تلمني على حبك
فقد ارقني هواك واقلق مضجعي
و بالسهد تكحلت عيوني
تداعبني صورتك فى صحوا ومنامي
تمنت اللقاء للحظة
ارمي براسي على صدرك
والقي بهموم الدهر عنى
ردت قائلة :- كلمات رقيقة وجميلة لمن هذه الأشعار فقلت :- انه لى فقالت :- هل أنت شاعر فردت قائلا :- هذه بعض خواطري أنا هاوي ؛ ثم أخذنا نتحدث عن ذكريات الماضي من الأساتذة وكذالك الأصدقاء وهل مازلنا على الاتصال بهم وطرائفهم معنا وتعالت ضحاكتان و نسينا من حولنا ولم ندرى بالوقت ولا كيف مر علينا حتى وصل القطار لغايته الأخير وتوقف ؛ فلم نشعر إلا بأيدينا تتشابك سويا ونغادر القطار ونسير معا حتى وصلنا إلى قرب بيتها طلبت رقم تليفونها وأعطيتها تليفوني وافترقتا على وعد باللقاء ؛ ومضيت عاد للمنزل وأنا روحي كأنها طائر يرفرف بأجنحة من السعادة والفرح فلم اشعر بطول المسافة التي سرتها حتى وصلت للمنزل فلم انتظر المصعد وصعدت الدرجات فى خفه وسرعه ودلفت إلى غرفتي ؛ وألقيت بنفسي على الفراش مستلقيا بين اليقظة والحلم الذي لازال غير مصدقا أن ما كنت أحلم به قد تحقق أخير وقابلتها و تحدثنا سوا وأن رقم هاتفها معي واستطيع أن اسمع صوتها فى كل وقت وكل ما أفكر فى ذلك يخفق قلبي بشده حاولت أن اكبح جامح نفسى التي كانت تدعوني للاتصال بها وسماع صوتها من جديد حتى تتأكد انه حقيقة وليس حلم من أحلام اليقظة ؛ ولكن لم أستطع الانتظار للغد فلم أشعر ويدي ممسكه بالهاتف تدير نمرتها واتصل بها ؛فجاء صوتها من بعيد مين معي وكأني اسمع موسيقى حالمة كلها رقه وعذوبة تروى الظمآن ردت عليها قائلا:- كده نسيتني بسرعة قالت :- امجد كيف استطيع أن أنساك هل ينسى الإنسان روحه ولكن أم أتوقع انك سوف تتصل ولم يمضى وقت ويل على افترقنا خير هل حدث شي ؛ فقالت لها:- لا ولكنى أحببت أن اسمع صوتك لا تأكد بأنه ليس حلم ؛ قالت:- ليس حلم أنها حقيقة فعلا وان كنت لازلت ليس متا كده مثلك حتى اتصلت ، فقلت هذه الأبيات :-
بقلبي أشواق ثائرة
الحب مش بالجمال وحلو القوام
ولكن بالشوق والوصال
حبيبي لا تبتعد وتقطع بيننا
طرق الحب والوصال
أميرتي انثر أشوقي وحبي
أتمنى قربك ووصالك
يغار القمر من حسن جمالك
وتغيب الشمس خجلا نور عينيك
لولاك حبيبي معرف قلبي العشق
بئس هذا القلب إن لم أعشقك
ردت قائله :- ما أعذب همسك كلماتك ليس لها مكان سوا القلب، فقلت:- لها إيه رأيك نتقابل غدا الساعة الخامسة بعد الانتهاء من أعمالي ؛ قالت:- أوك اتصل لم تنتهي ؛ قالت لها:- أوك أتركك لتستريحي سلام يا حب حياتي ؛قالت:- سلام يا أجمل شي بحياتي... تعددت اللقاءات بيننا نعيش معا أجمل لحظات العمر ؛ كنت فيما سبق أتهرب من السفر فى مأموريه وأتعلل بجميع الأعذار والآن ابحث عنها لدرجة جعلت الاستغراب ينتاب الزملاء من هذا التحول فجاءه ولا يعلمه أنها أصبحت محببة لقلبي لرؤيتها ؛ عندما تحضر لإلقاء محاضرتها بالكلية؛ وذهبت للإسكندرية واتصلت بها
لتحديد ميعاد لنتقابل ؛ و اقترب الموعد فأسرعت إلى هناك تتزاحم الأفكار والذكريات في عقلي حتى كاد إن يصبه الشلل ؛ ووصلت قبل الميعاد وجلست على مائدة منعزلة بعيده عن الجميع مطلة على البحر لتعطى للنفس شيء من الهدوء والسكينة ؛ وظلت عيني تتنقل بين عقارب الساعة التي لا تتحرك أمامي ومنظر الغروب يأخذ بالألباب ؛ وفى ظل هذا الشرود والصمت وعادت إلى كل لحظات الماضي الجميل التي أمضينها سويا ؛ وقد تبددت المعاناة والألم النفس بسبب طول الفراق وألان تحولت لسعادة وفرحة لحلم أصبح حقيقة وغمرتني الفرحة وأنا أفكر كيف أبداء الحديث وكيف أقابل الأسرة وهل تقبلني زوج لابنتهم ؛ لم ألاحظ قدومها نحوى؛ فلم أشعر لا بيد تمسح على رأسي برفق وحنان وتقول :- أين ذهبت بأفكارك ؛ رفعت نظري لأرها أمامي وقد ازدادت جمال وبهاء ؛ فقلت:- طبعا في حبيبة عمري ثم جلست أمامي ونحن في صمت مطبق نتبادل النظرات التي تقول كل شيء بل أكثر مما تستطيع الكلمات إن تعبر عنه من مشاعر وأحاسيس متداخلة من شوق وحب وقطعة الصمت وقالت:- خير يا أمجد مالك في أيه قلقتن عليك قال:- بصراحة مش عارف إبداء الموضوع منين قالت:- أول مره أشوفك غريب كده مالك ؛ فقلت هذه الأبيات:-
كان قلبي غض رقيق
لا يعي معنى حب ولا حبيب
رايتك بدرا تنيري العلا
أصبحت قمر سمائي
أحببتك فعرفت معناه
صيرت أميرة أحلامي
فكنت كل أمنيات حياتي
قلب ملاءة الحب
لكن رحلتي بعيدا عني
فلم يذق طعم الراحة يوما
حبك سلب منى عقلي
وفراقك سلبني عمري
ردت قائله الله الله يا امجد كلماتك كلها عشق وروعه؛ فقالت:- أنا لاستطيع أن ابتعد عنك ولا لحظه تقبلي تكوني شريكة عمري وحياتي حاضري ومستقبلي تقبلي تتزوجني ؛ فا تبسمت في صمت وبدئ على وجهها علامات الخجل وقالت:- موافقة طبعا قلت:- متى يمكن أقابل الأسرة أنا أريد اليوم قبل بكره ردت قائلة :- أعطني فرصة أتحدث مع بابا واتفق معه واتصل لأخبرك بالموعد فقلت:- حنان لست مصدقا حتى ألان أنني قبلتك ونجلس معا ومنتظر موعدا والدك لخطبك منه ردت قائله:- ولا أنا الحلم الذي حلمت به دائما سوف يتحقق ومر الوقت سريعا ؛ ومضينا معا حتى أوصلتها للمنزل وعدت لاحق ميعاد قطار القاهرة ؛ وانتظرت عدت أيام مره عليه سنين حياتي الضائع حتى وصلني الخبر الذي كنت طول عمري ميعاد مقابلة ولدها فلم اصدق نفسي ؛ لم يغمض لى جفن طول الليل روحي تحلق فى العلى من السعادة والفرح ؛ ومع نسمات الصباح خرجت للشرفة استنشق الهواء العليل ورائية كل شي جميل وتغرد طيور السماء حولي تشاركني سعادتي ؛ اخذ ت شورا لاستعيد نشاطي من جديد ثم قمت بانتقاء أحسن ما عندي لارتدائه فى هذه المناسبة ؛ ووصلت قبل الميعاد لتلهفا لهذا اللقاء الذي كنت انتظره من سنين وذهبت إلى الكازينو الذي كنا نتقابل فيه وجلست على الطاولة التي نجلس عليها عند لقائنا ؛ و أقدمه احمد المشرف على المكان والابتسامة تعلو وجهه فقد سرا بيننا ود من كثرت حضوري مع حنان قائلا :- أهلا أستاذ امجد شرفتنا احضر قهوتك ولا سوف تنتظر الأستاذة فقلت لا احضرها ؛ أخذت احتسى قهوتي و أدخن سجائري وانظر لساعتي مسترحم عقاربها لكي تسرع فى خطاها حتى يأتي الموعد المنشود ؛ وعند اقتراب الموعد قررت الذهاب سيرا على شاطئ البحر و شمس الغروب على أديم المساء تتهاوى كعروسة بين أحضان الأفق؛ وطول المسير أفكر ماذا سيحدث في هذا اللقاء وأخيرا وصلت للمنزل فى الموعد تماما وطرقة الباب وفتحت الخادمة وأدخلتني غرفة الجلوس وكان والدها فى انتظاري وقام بالترحيب وجلسنا و أحضرت الخادمة ببعض المشروبات ؛وبعد لحظات من دخلت حنان قائله:- أهلا أمجد وتبادلنا الابتسامات وجلست قطع الصمت قائلا :- تسمح يا عمى أعرفك بنفسي أنا امجد مهندس بشركة حاصل على الماجستير وحاليا بحضر للدكتوراه مقيم بالقاهرة مع والدتي وأختي محاسبة عندها مكتب محاسبة بعد وفاة والدي ولى شقة ؛ فرد قائلا:- أهلا وسهلا شرفتا يا باش مهندس ثم قالت:- بس فى مشكلة بسيطة فقال :- إنشاء الله مفش مشكله قلت :- هو سفري لإكمال دراسة الدكتوراه فى أمريكا وهى لا تستطيع السفر معي وتترك تعيش بمفردك بعد وفاة الحاجة وهى ابنتك الوحيدة فقاله :- وأنت إنشاء الله تسافر أمته ؛ قلت: خلال ستة أشهر أو سنة على أقصى تقدير ؛ قال:- عندك حل لهذا الوضع قالت له:- وان تمكن من تدبير أحواله هناك ؛ وأجد لها عمل حينها سوف تصطحبك معها وتلحق بى لتكمل دراساتها ونتزوج ؛ أو نتزوج وانزل أجازه كل عام ؛ أم نتمم ألخطبه و الزواج بعد إنهاء دراستي والعودة اللي تشوفه حضرتك الأمر فى الأول والأخر لحضرتك !فقال :- عموما أفكر ورد عليك عندما تحضر مرة ثانيه أنت والأسرة للتعرف والاتفاق ؛ ثم تطرقه الحديث لموضوعات كثير ثم قمت للانصراف على انتظار تحديد الموعد للحضور أنا والأسرة للانتهاء من جميع التفاصيل المتعلقة بالزواج ؛كنت إثناء عودتي لا تملك نفسي من نشوة الفرح والسعادة ولم استطيع الانتظار للصباح حتى تستيقظ ودخلت الغرفة مسرعا لوالدتي وقد تابعتني أختي أيضا فاستيقظت والدتي وهى منزعجة لهذا التصرف لكن طمأنتهم ؛ وأخذت لهم أزف لها خبر الموعد المرتقب للاتفاق مع والد حنان على تفصيل كل شي و لان يكون إلا بوجودهم معي وموافقة ست الكل طبعا ؛ وقالت أمي وهى تضمني لصدرها :- إلف مبروك يا أبنى ها تتزوج ربنا يتمم بخير وهى تمطرني قبلات ؛ كما هنئتن أختي وقالت ضاحكة:- خلص ها كون عمة ألف مبروك يا امجد وطبعة قبلة على جبيني ؛ وذهبت إلى غرفتي استرجع ما حدث وكل سعادة لا توصف حتى تباشير الصباح وأول شي فعلته استيقظت هو الاتصال بحنان فردت عليه وهى بين الاستيقاظ والنوم قالت:- صباح الخير حبيبي الساعة كم ألان فقلت :- السابعة ردت قائله :- أنت مش ها تذهب للعمل ولا أيه ؛ فقلت :- كيف اذهب ولم يغمض لي عين طول الليل أفكر فيكى و ماذا قال ولدك عنى ومتى حدد الموعد فلم استطيع الانتظار اكتر من ذلك واتصلت بك حبيبة قلبي لا اعرف ؛ تعرفي لو كان بيدي شي لجلست معه حتى يحدد الموعد ؛ فضحكة وقالت:- أنت مجنون ياقلبى قلت:- مجنون حنان وبحبك فقالت:- علشان كده بحبك بجنون أنت ؛ أنا وبابا أصدقاء ولم سئلنى عنك قولت له كل شيء من أول حتى حضورك لتقابله ؛ فقلت:- طيب حدد ميعاد لنحضر أنا والأسرة ردت قائله:- لم يحدد ميعاد وقال لم نرجع من الأقصر؛ قلت:- ها تسفره الأقصر ليه ؛ وردت ضاحكة وقالت:- أنت نسيت أنا قلت لك طالعين رحلة مع فوج سياحي للأقصر فقلت:- طيب فيها أيه لو كان حدد ميعاد قبل ما تسفره وبعدين لم ترجعه نتمم الخطوبة والشبكة ؛ قالت:- بابا قل لم نرجع أفضل نكون برحتنا ؛ فقلت:- ويكسو الحزن نبرات صوتي ماما و أختي كانوا فى منتهى السعادة لم أخبرتهم ومنتظرين مثلى الميعاد والآن سوف يصدمهم خبر التأجيل أكثر من شهر لحين عودتكم ؛ ردت قائله:- أنا حزينة مثلك انتظرنا سنين شهر كمان مش مشكله أنا وأنت كل يوم نتكلم معا ؛ قلت لها :- طيب مش ها نتقبل قبل السفر ردت قائله:- عندي محاضرات الأسبوع المقبل وسوف اخبر أبى سوف أقبلك ونمضى باقي اليوم معا بس بشرط توصلني للمنزل من اجل نقضى اكبر وقت معا وكمان ها يكون الوقت تأخر وبابا يخاف عليه من الطريق وعلشان يوافق ؛ فضحكة وقلت لها:- من عيوني يا قلبي وأقيم عندكم لو تحبي حتى موعد السفر ؛ فقالت:- باريت لا تتعجل قريبا لن أتتركك أبدا وسترسله قائله سلام يا قلبي احضر الإفطار لبابا فقلت لها:- اوك حبيبتي وأرسلت لها قبلاتي عبر الهاتف أغلقت الهاتف ؛ وبعد الظهر تحدثنا كثيرا حتى جاء صوت ولدها يطلب منها فنجال قهوة وقد اتفقنا على المقابلة الأسبوع القادم يوم الخميس ؛ وذهبت للجامعة فى الميعاد لاصطحبها وأمضينا اليوم معا وقد كان يوما رائعا لم نقضى مثله من قبل فى كل شي من كثرة الأماكن المختلفة التي لم ذهبنا إليها من قبل ؛ ولم نكف عن الضحكات وهمست الحب والعشق كأنها تودعني ؛ وسافرت معها لأوصلها إلى المنزل وألقى التحية على ولدها قبل السفر إلى الأقصر ؛ وتواعدنا أنا وحنان على الاتصال بها أخر اليوم لأطمئن عليها و لتحكى لي كل ما مر بها طوال اليوم ؛ وبعد سفرها كنا نتحدث كل يوم فى المساء لتحكى كل ما حدث خلال اليوم ؛وفي صباح اليوم المشيئاوم استيقظت يمتلكني التوتر والقلق لا أجد له سبب لهذا الشعور غريب وعلى غير ما اتفقنا عليه اتصلت بها ردت عليه وهى قلقه قائله:- الو امجد خير يا حبيبي قلت لها:- مفيش حبيبتي حابيت اسمع صوتك واطمئن عليك يا قلبي وتحدثنا قليلا واستأذنت لترتدي ملابسها لتلحق بالفوج السياحي لذهب لمعبد حتشبسوت ؛ ولم تمضى ساعات و طالعتنا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على حادثة إرهابية بشعة بالأقصر ، فقد قام ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين ، متنكرين في زي رجال أمن بالهجوم علي مجموعة من السياح من جميع الجنسيات وبينهم مصرين كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري، راح ضحيته العديد من الأبرياء وقتلوا 58 سائح في خلال 45 دقيقة فقط ؛ حاولت الاتصال بحنان لاطمأن عليها ولكن دون جدوى ونتبنى القلق والخوف ولا اعرف ماذا افعل مما دفعني الى حد الجنون ؛ ثم إذاعة الإخبار أسماء المتوفين فى هذا الحادث وكانت الصدمة حين تضمنا اسم حنان ووالدها ضمن قائمة الشهداء قررت السفر للأقصر لرائها والقي عليها نظره الوداع الأخير ؛ وحاولت أختي وأمي منعي من السفر لسؤ حالتي ولكن أصرت على السفر فقرارات أختي السفر و لا تتركني لوحدى وأنا فى حالة الانهيار شب التام ؛ وسافرنا على أول طائرة للأقصر؛ ومنذ وطئت قدما أرض المطار وكأنك وفى معركة حربية سيارة عسكريه وجنود فى كل مكان مسرعين الخطى واتجهت إلى مكتب الاستعلامات لاستعلام أين أجد جثمان حنان وأبيها فأخبرني بان جثمانهم بمستشفى الأقصر فأسرعت إلى هناك وكان يتجمع حولها جموع غفيره من أهالي الضحايا والأمن وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصل حيث ترقد هي ووالدها ووجدت أقربها قد جاءه مسرعين حين علمه بالخبر لاستلام الجثمان عندما رائيتها مسجده أمامي لم أتمالك نفسي انهمرت الدموع من عيني كالشلال لا يتوقف عن التدفق وأخذت الكلمات تتدفق و أنشدت رثاء قائلا فيها
رثاء حبيب
---------------
بقلب مجروح يقطر دم
والعين ينهمر منها الدموع
الجوارح ترتعش
وكياني مزلزل
لكن لقدر الله اخشع
أقف أنظر فى ذهول
لجسدك المسجى أمامي
لا أدرى ماذا افعل
فقد فارقني الحياة
و أخذتي حياتي معك
فكيف يبقى الجسد
بلا روح
فقد فارقت الروح جسدي
بعد رحيلك عن دنيتي
فأنت توأم روحي
ونبض القلب
يا حبيب قد فرق الموت
بين جسدينا
لكن أرواحنا لن تفترقا
حتى ينعم الله علينا برحته
ونلتقي في رحاب الجنة سويا
ولم أدرى بما حدث بعد ذلك إلا وأنا بالمنزل وأمي وأختي بجواري ؛ وقرارات السفر قبل ميعاد البعثة هربا من نفسي لعلى أجد فى الوحدة وذكرها سلوى لنفسي...
تمت فى /4/4/2019
==============
نزيل ...... رقم
===============
* صباح يوم وقد سئمت من عدها من كثرتها وهى تمر على وتيرة واحده عليا دون جديد ؛ ولكن فجأة بحارس الزنزانة ينادى بصوته الأجش على رقمي ؛ فأول شيء تفقده عند دخولك هنا هو اسمك وتستبدله برقم ؛ قلت أفندم فقال:- بصوته الجهوري المأمور طلبك وحضر فقلت:-فرشتك خير يا فندى ردى قائلاك:- معرفش ويلا بسرعة بلاش تأخير وسرت خلفه حتى مكتب السيد المأمور فوقف وقام بأداء التحية وقال:- تمام يا باشا المسجون اهوه ؛ فقلت :- له خير يا باشا أنا عملت حاجه غلط فرد بابتسامه قائلا :- لا تنزعج كدا خير انشأ لله أنت بقالك كم سنه مسجون قلت لا أدرى لقد تعبت من العد فقال لحسن سيرك وسلوكك فقد تم الموافقة على الإفراج عندك وادعوه الله أنت تكون عرفت الدين الحق وتصبح أسوة حسنه للآخرين مبروك ها تخرج اليوم أفراج ؛ فوقع عليا الخبر كالصاعقة أخيرا بعد كل هذه المعانة طوال هذه الأعوام القاسية والأيام المريرة وبعد خروجي من بوابة السجن نظرت خلفي وأنا لا أصدق نفسي بأنها قد انتهت الآن أيام السجن جدرانه المغلقة؛ وركبت سيارة الترحيل لإنهاء إجراءات الإفراج ؛ وانطلقت في طريقها فوقفت انظر خلال نافذة العربة إلى الشوارع والناس وأنا لا أكاد اصدق بأني في طريق حريتي من جديد ؛ وتعجبت من هذا التغير على الشوارع والناس منذ أن رايتها أخر مره قبل دخولي إلى السجن فهو عالم أخر؛ فجاء تداعت الأفكار في راسي مر إمام عيني شريط فيلم بالإحداث الماضية التي مرت بى منذ تعرفت على احد الأصدقاء وحتى هذه اللحظات ؛ فقد نشاء على حب وطاعة الوالدين وحب الناس جميعا دون تفريق بين مسلم ومسيحي والالتزام بالصلاة بالمسجد في وقتها وكنت مجتهد في دراستي حتى المرحلة الثانوية ؛ وتعرفت على مجموعة في المسجد ومع مرور الوقت سارت صداقه بيننا ؛ وفى احد الأيام عرض عليه صديق الذهاب معه إلى شيخ يعطى دروس في الدين عنده في المنزل وكنت متردد في أول الأمر ومع كثرت الإلحاح ذهبت معه تعددت اللقاءات ومنحنى بعض الكتب لقراءتها للشيخ حسن البنا والشيخ سيد قطب لكي افهم أصول الدين وأخرى تتحدث عن الجهاد في الإسلام وأصبحت طوع بنان أمير الجماعة يأمر وعلى الجميع السمع والطاعة العمياء دون نقاش أو اعمل العقل فيما يأمرنه به فلأمر أمره والنهى نهيه ؛ ومنذ هذا الوقت تغيرت حياتي تماما وبعد أن كنت متفوق في دراستي أصبحت طالب عادى يؤدى واجب عليه فقط ؛ وأخذت في قراءة ما يعطى من كتيبات أطلقت لحيتي وكذا علاقتي بأسرتي وجميع من حولي على خلاف مستمر حتى وصلت إلى طريق مسدود فقررت ترك هذا المنزل الكافر في نظري حينها ؛ ووافر الأمير عمل وسكن لي مع بعض الأخوة من الجماعة الذين تركوا منازلهم مثلى فكنا نعمل في الصباح وبعد العصر نذهب عنده لتلقى الدروس والأوامر وقد قسمنا مجموعات كل مجموعة منا تتولى مسجد معين في حاول جذب اكبر عدد من الشباب المترددين على المساجد التي نصلى فيها ؛ وكنا دفع له جزء من كسب عملنا له أسهام منا لمصروفات الجماعة مرت الأيام على هذا المنوال ؛ وفى يوم بعد نهاية الدرس اليومي قام الأمير قالا :- أن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف وسوف نذهب فى الغد إلى احد معسكرات التدريب للجماعة في الصحراء لبناء أجسامنا والتدريب على فنون القتال وكذا التدريب على بعض أنواع الأسلحة وكيفية التعامل معها ونصبح مؤهلين للجهاد في سبيل الإسلام ؛ وهناك كان البرنامج يوما كالتالي في الصباح تدريب على فنون القتال ثم نصلى الظهر وبعد الظهر التدريب على الأسلحة حتى صلاة العصر ثم غذاء واستراحة حتى صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء دروس دينيه و شرح كتب حسن البنا والسيد قطب وآخرين عن الجهاد وبعد انتهاء مدة التدريب عدنا وكان عمري تجاوز التاسعة عشره وعدت منها إنسان أخر غير الذي ذهب وعندي عقيدة إن كل شخص ليس من جماعتنا فهو كافر وعدو الإسلام ويجب بتره حتى لو كان من أهلي ؛ وقد وجدنا الأمير يقول لنا انتم الآن مؤهلين حمل راية الإسلام ونصره ؛ ومنذ عودتنا أخذت أجهزة الأمن في ملاحقتنا والقبض علينا والتحقيق معنا وتفرق الكثير منا في أنحاء البلاد حتى هدئت الأمور وتجمعنا من جديد وكنت قد تجاوزت الثلاثة والعشرون من عمري؛ ودبر لنا الأمير مسكن وعمل لي والأخوة في احد الأعمال التي تديرها الجماعة في الخفاء وتزوجنا بالأخوات في الجماعة مر علينا عام هادئ في الصبح عمل وفى المساء عندي الأمير لتلقى الدروس وامددنا بالكتب اللازمة وبعد ذلك يعود كل الأخوة والأخوات إلى منازلهم ؛وانتبهت على نفير سيارة مسرعة تمر بجوار سيارتنا فنظرت في وجوه الجالسين إلى جواري وعدت مستغرقا من جديد في إحداث الماضي ؛ وفى يوم فجاءنا الأمير يأمرنا برصد جميع العاملين بالكلية الفنية العسكرية من ضباط وأفراد ومدنيين ومجموعة لتحديد أماكن الحراسة ومواعيدها ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيها وأخرى تحاول تجنيد بعض الأفراد منهم في سرية تامة وكلفت مجموعات أخرى بمهمات مختلفة أخرى ومنها تجميع الأسلحة وتخزينها في أماكن لا يعلمها إلا هم والأمير ودامت المراقبة أكثر من شهرين من رصد ومتابعه ؛ وتمكن بعض الإخوة بتجنيد وضم بعض الأفراد للجماعة ودخولهم في طاعة الأمير؛ وتم وضع كل المعلومات والتقرير الرصد والمتابعة تحت تصرف الأمير الذي قرر متابعة والمتابعة مع إخطاره بكل جديد وشددا علينا بأخذ الحيطة والحظر حتى لا يشعر بنا احد ؛ كنا ننفذ أوامره دون ادني سؤال عن السبب ومر على ذلك عدت أشهر أخرى؛ وصدر لنا الأمر بالتجمع في مكان لم يسبق لنا الذهب إليه في يوم وساعة معينة ؛ وفى الموعد المحدد ذهبا جميعا وجاء مجموعة من الإخوة أول مره نراهم وانتظرنا قدوم الأمير ولا نعلم سبب هذا الاجتماع ؛ حضر الأمير ومعه بعض الأخوة وتجمعنه حوله وقام وخطب فينا هذه الدولة فاسدة ويحكمها حكام كفره لا يطبقه شرع الله ولا دينه وحنا مسلمين يجب علينا أن نطبق شرع الله ولذلك علينا أبعد هذه الزمرة الكافرة ونحكم نحن وهيا للجهاد وهتفنا جميعا الله واكبر عدة مرات ؛ثم قام لمائدة وأخرجه من حقيبته بعض الأوراق ورسم كروكي للكلية الفنية العسكرية موضح بها كل كبيرة وصغيره من أبراج حراسه والبوابات وأماكن المخان والأسلحة وتجمع الطلبة والأفراد وكل شيء بالتفصيل ووزعه الأوراق على رئيس كل مجموعه وابتداء يشرح دور كل مجموعه المهام المكلفة بها ؛ في المرحلة الأولى السيطرة التام على الكلية والاستيلاء على الأسلحة الثقيلة الموجودة ؛ المرحلة الثانية من الخطة الخروج بالأسلحة الثقيلة وتوجه على الأماكن الحيوية المحددة لكل مجموعه والسيطرة واستدعاء الأمير لإعلان قيام الخلافة الإسلامية وكبرنا جميعا من جديد ؛ وفى الميعاد المحدد انطلقت المجموعات لتنفيذ خطة الهجوم على الكلية وبداء الهجوم طبقا للخطة ولكن بعد فتره وجيزة من الهجوم تم استدعاء قوات من الجيش كانت قريبة لم تكن في الحسبان وتم محاصرتنا وسقط الكثير من القتلة والجرح من الجانبين وفشلنا في الاستيلاء على الكلية وكذا الأسلحة لتنفيذ بقى الخطة وسقط منا قتله وجرحه وتم القبض على البعض الأخر ولكن الكثير منا ولى هاربا وكنت من الذين فراو في كل اتجاه على غير هدى إلى أين المهم ينجوا بنفسه من القتل أو يتم القبض عليه ؛ فأنت تريد وهو يريد والله يفعل ما يريد ؛ توقفت السيارة مره واحدة فجاءه وكادت أن تصطدم بسيارة أخرى لولا لطف الله وتخبطنا داخلها حتى سكنت واستقنا في جلستنا من جديد وانطلقت مره أخرى في طريقها ووقفت انظر من نافذة العربة على الناس وقد أصبحت غريبا عنهم ثم عدت مستغرقا في أحداث الماضي من جديد ؛ مرت أيام كثيرة أتنقل من مكان إلى أخر خوفا من القبض عليه ثم تذكرة احد الإخوة قد تركه الجماعة ونضم إلى جماعة شكري مصطفى الذي كان في الماضي معنا وانشق لخلافات حدثت في أسلوب ونهج العمل وانضمت إليه بعض الإخوة وذهبه معه وقرارات الذهاب إليه ورحب بي وانضممت لجماعة شكري مصطفى وقد قرر أن نهجر مجتمع البدع والضلال والعيش في الصحراء ؛ وأرسلت احد الأخوات لجلب زوجتي لعيش معنا ؛ ومرت عدت أشهر ما بين التدريب والعبادة ودروس الدين للأمير وقد رزقت بالابنة الثانية ؛ وتتطورن الإحداث سريعا بعد ذلك فقد كشف احد الأشخاص معسكرنا وابلغه أجهزة الأمن وتم مهاجمة المعسكر وقد فر الجميع وتم القبض على البعض ؛ وبداء الإعلام ومشايخ الأزهر في مهاجمة مبادئ الجماعة ووصفنا بالكفر والإلحاد ومحاولة إضلال الناس ؛ وكان كتيب صغير أصدره وزير الأوقاف « الذهبي »لكشف زيف أفكار جماعة شكري مصطفي وانحرافها عن الإسلام مقدمة للتفكير في وأرسلت العديد من رسائل التهديد للرجوع عن هذه مهاجمة أفكار الجماعة فلم يمتثل ؛ وقرار الأمير ضابط مباحث ترك الداخلية وفضل الانضمام لجماعة اختطافه ؛ وتم مراقبة جميع تحركاته اليومية وفى اليوم المحدد وذهب الضابط ومعه بعض الأخوة إلى شقته في الليل وأخذه على أساس استعداء لمباحث امن الدولة وتم احتجازه في احد الأماكن تخص الجماعة في محاولة لإجباره للرجوع عن راية وإصدار بيان بعدم تكفير الجماعة وكذا مساومة الحكومة للإفراج عن المحبوسين من الأخوة ؛ ولكن لم يمتثل ورفضت الحكومة الإفراج عن المسجونين ؛ قرار الأمير الرد عليهم بقتله وتم اغتياله رصاصة في العين اليساري من طبنجة ضابط مباحث ترك الداخلية وفضل الانضمام لجماعة وألقيه جثته في احد الطرق المهجورة ؛ وبعد عدة أيام من اكتشاف الجثة تم القبض علينا تباعا وتم التحقيق معنا في مباحث امن الدولة ما أدراك حتى إجراءات النيابة والمحاكمة الطويلة ؛ وتم إصدار حكم الإعدام علينا وبعد الاستئناف في الحكم تم تأييد الحكم بالإعدام على الأمير شكري مصطفى والضابط مجموعة من الأخوة ؛ وتم تنفيذ الإعدام عليهم وخفض على الباقي بالإشغال الشاقة المؤبدة ؛ وأنا حكم عليه بعشرة سنوات أشغال كم حكمه عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية الفنية العسكرية وتم ترحيلنا إلى إحدى الليمانات لتنفيذ العقوبة ؛ ومنذ دخولي أول شيء فقدته هو اسمي وتحولت إلى نمرة استمرت معي حتى ميعاد خروجي متى لا اعلم وكذا شعوري بأنني لن أرى شمس الحرية من جديد خارج هذه الأسوار ؛ ومرت الأيام بطيئة ثقيلة على النفس وبعد عدة سنوات قدم علينا بعض الإخوة المحكوم عليهم في القضية المسماة العائدين من أفغانستان ؛ وأخذه يروى كيف تم إرسالهم على مجموعات وكل مجموعة عن طريق بلد وسيط مختلفة وتجمعنا هناك؛ لمساعدة إخواننا في أفغانستان ضد الروس الكافرة الذين يحتلوا أرضهم و ماذا حدث لهم لقد مكثوا هناك أكثر من ثلاثة سنوات وهول ما رائية من مذابح وأشلاء وحرب ليس فيها شيء من الإنسانية ولا شفقه و رحمة من كلا الطرفين المتصارعتين ؛ وكون جماعة وكنت انا أميرها في محاولة نشر مبادئ الجماعة بين المساجين منهم اقتنع وانضم لنا وكثيرا رفضه حتى التحدث معنا ؛ وكانت أدارة السجن تعمل لنا اجتماعات يحضرها مشايخ من الأزهر أو وزارة الأوقاف في محاولة اثنائنا عن المبادئ التي نعتنقها وتعلمن الدين الصحيح ولكن دائما تنتهي هذه الاجتماعات بالمشاحنات وكما تبدأ تنتهي ؛ وكانت أسرتي تزورني كنت انتظارها بفارغ الصبر؛ وكانت أحداث التفجيرات في التحرير والأزهر وأماكن أخرى وكنا إذا سمعنا عن حادث تفجير نهلل ونكبر ؛ ومرت عدت مرات على ميعاد الزيارة ولم يأتي احد لزيارتي وكاد الجنون والقلق أن يقتلني حتى جاءت زوجتي ولكنها على غير عادتها يعلو وجهه الحزن وعندما سائلتها عن سبب ذلك الحزن فاضت عيناها بالدموع ولم تجيب ومع إصراري على معرفة السبب انفجرت ففي البكاء وقالت أبوك وابنك ماتوا في احد التفجيرات التي حدثت من مدة ولذلك لم احضر المدة الماضية فوقعت مغشيا عليه من واقع الخبر و نقلت لمستشفى السجن وقد مكثت بها عدت أيام حتى استعدت صحتي وعدت لزنزانتي مره أخره فجلست في زاوية منها واضعا راسي بين قدمي وانفجرت الدموع من عيني من جديد غير مصدق ما حدث لأبى وأبنى الطفل الذي لم يتجاوز عامه العاشر فلا ذنب له ولم يفعل سيئة يحاسب عليها وأبى الرجل الذي يعرف دينه ولم يترك فرض في حياته ؛ فكانت هذه الحادثة نقط تحول في حياتي وبعد استعدت نفسي وعقلي بعداءة أعيد حسابتى من جديد وأعيد التفكير على كنت على حق أم باطل وكنت مضلل باسم الدين وكان لهم أغرض أخرى وكنا عساكر شطرنج يتم تحريكنا كما شاءه ؛ وقرارات أن اترك كل ما تعلمته من كتب الجماعة ودروسهم وان أبداء من جديد في قراءة القران وتفسير كبار علماء الأزهر والأئمة في محاولة فهم الدين الحنيف من منابعه وانتظمت في حضور الندوات التي يعقدها علماء الأزهر والأوقاف بالسجن كل أسبوع ومناقشتهم في أدق التفاصيل حتى ترسخ الإسلام الصحيح في عقلي وأيقنت بأنني وكل الأخوة كنا على باطل ؛ وأخذت على عاتقي محاربة أفكار الجماعة و أي فكر مضلل منتشرة بين الأخوة وكذالك المسجونين ؛ وكانت حرب شرسة بيني وبين أعضاء الجماعة وقد وصلت لحد أنهم حاولوا قتلى ولكن الله سلم ؛ وفضل الله وعونه وبمساعدة وعلماء لم تيقنه من حسن إيماني وصلاح عقيدتي الدينية تمكنت من إقناع الكثير في العودة إلى الدين الحنيف ؛ مما شجعه أدارة السجن على تذكيتي للعفو عنى لم تبين لها عن عدولي عن المعتقدات الباطلة وعودتي إلى الدين الحق ومساعدتي في تصحيح معتقدات الكثير من الأخوة ورجعهم عن كل باطل وضلال ؛ وتنبهت عند وقوف السيارة إمام مديرية الأمن لاستكمال إجراءات الإفراج عنا وبعد ذلك أخذتنا سيارة أخرى إلى مباحث أمن الدولة لاستكمال الإفراج حيث أننا مسجونين في قضايا تمس امن دولة وعند دخولي تذكرة ما لقيت هنا أثناء التحقيق بعد القبض عليه ولكن كان هنالك فرق في المعامل بين الماضي و الآن وبعد انتهاء كل شي انصرفت وخرجت إلى الدنيا أسير في شوارعها من جديد دون خوف .... ولكن سوف تظل نفسي في حيرتها ماذا قد خبأت الأيام القادمة لي .....
تمت فى /21/10/2017