منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    مجموعة قصصية حــــــــب لـــن يمــــوت للكاتب حسن عبدالمنعم رفاعى رقم الأصدار الداخلى 2020/344

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Empty مجموعة قصصية حــــــــب لـــن يمــــوت للكاتب حسن عبدالمنعم رفاعى رقم الأصدار الداخلى 2020/344

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 8:51 pm

    مجموعة قصصية


    حــــــــب لـــن يمــــوت


    للكاتب

    حسن عبدالمنعم رفاعى

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Eai_ao10

    مقدمة
    =========
    ** أستاذي الفاضل حسن عبد المنعم رفاعى عرفنك شاعرك وكان شعرك يتسم بالحزن بجانب الحب والعشق والهيام فكنت شاعري الحزين ثم أضفت لي شيئا جديدا عن نفسك فقد كنت أيضا كاتبا وقصاصا كبيرا ولكن أيضا حزينا قصصك كله من واقع الحياة وكنت جزء منها كتبت لنا في مواضيع شتي مزجتها بين الواقع الاجتماعي والأسري وما وقع من إحداث في مصرنا الحبيبة أظهرت لنا حال فترة سياسية استغل فيها الشباب فتسلطت علي أفكاره واستغلت الناحية الدينية وشعب مصر متدين بطبعه ولكن دينا آخر تغلبه السياسة فأصبح شبابنا مغيب فاستغلوه في القتل فضاع الكثير وسجنوا وأضاعوا زهرة شبابهم منهم وعي لنفسه فهرب بها وفر ومنها من انزلقت قدمه صورت ذلك تصويرا دقيقا وكذلك أردتنا ألا ننسي ما كانوا يفعلوه لضرب السياحة في مصر فاختاروا مكانا اثريا كبيرا في فترة السياحة علي أشدها وفيه أكبر تجمع للسائحين اختاروا الأقصر البر الغربي اختاروا معبدا من أهم وأجمل المعابد وهو معبد حتشبسوت ففعلوا فعلتهم وقتل الكثير من ألأبرياء أجانب ومصريين شكرا أستاذي أردت إن تجعلنا نتذكر ذلك لكي تبقي مصر في أعيننا دائما نحذر من الأعداء داخل البلاد وخارجها أستاذي كتاباتك تتسم بالحب والشجون الشجون المشحون بالألم تسلم الروح والنفس واليد التي أخرجت لنا تلك الروائع لك شكري وإعزازي واحترامي.....
    مع تمنياتي بالتوفيق

    الأستاذة/
    فايزه محمد
    بســـــــــم الله الرحمن الرحيم و به نســتعين وأصلى وأسـلم على أشرف مبعوث للأمم أجمعين وبعــــــــد:..
    ==============
    من قول الأمام/ الشافعي رحمه الله
    دَعِ الأيَّامَ تفْعَـلُ مَـا تَشَاءُ وطِبْ نفسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
    ولا تَجْـزَعْ لِحَادِثَـةِ الدنيا فَمَـا لِحَوادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
    ( إهداء )
    ==========
    * إلى رَوْحِ أبىْ وأميْ وكلِ عزيزٍ حْرِمْتُ مِنْهِ .....
    * إلى زوجَتي الحبيبة التي وَقَفتْ بجانبيِ عبر مسيرةِ الحياةِ تَشُدٌّ مِنْ أزْرِى وكانت الصدرَ الحنون والقلب الكبير تحية لها
    * إلى أبنائيِ وأحفادي الأحباءْ ...
    * الى كل من علمني حرفاً مُنْذُ طُفُولَتِي ....
    * الى جميعِ الأصدقاءِ المخلصين َالذين يساندونَنِي ويمدون لي العون بالنصحِ
    * وأرجوا لكل من مرَ عينه أو مرت عينها على كلماتي التي تنبع من داخلي وأحترق شوقا بأن يطلبوا الرحمة لى كنت على قيد ا الحياة أو ممن أختارنى الله لجواره
    * واخص بالتحية والشكر للأستاذة / فايزه محمد على المجهود العظيم فى المراجع اللغوية وكذا تشجيعها لى دائما
    * كما اشكرها على هذه المقدمة الرائعة تحية وإكبار لها ....
    * أدعو الله بأن أكون عند حسن الظن بى أن ينال إعجابكم.....

    الشاعر الحزين
    حسـن عبـد المنعم رفاعي
    حـب لن يموت
    ===================
    ** وقفت على سطح السفينة أنظر من جديد وهى تمخر عياب البحر وهى تبتعد عن الميناء وجموع الواقفين لوداع أحبابهم وقد أخذت فى التلاشي ؛ وألقت بجسدي المنهك على المقعد وأخذت أتطلع للسماء وقد أخذت الشمس ترخى بأجنحتها الذهبية على مياه البحر كأنهما عاشقان فى شوق للعناق ؛ وضوء القمر يرتفع لعنان السماء كأنه يولد من رحم المغيب ومن جمال وروعة المنظر لم يشعر إلا والقلم بينا يدى وممسكا بدفتري وعدت بذاكرتي سنين مرات أتذكر أول لقاء بيننا ؛ قد كان يوم مثل باقي الأيام الماضية ؛ كنت أجلس في مقعدي مثل أي يوم اتبع شرح المعلمة في تركيز واهتمام؛ فأسترعى انتبهنا طرقات على الباب ؛ اتجهت أنظارنا نحو هذا الطارق ؛ فإذا بطالبة جديدة تستأذن بالدخول للانضمام إلينا؛ ودخلت بخطوات كلها خيلاء وشموخ؛ وتنظر إلينا والابتسامة تعلو جنتيها والنور يملئ وجهها ينير الأفاق تبعث السرور والسعادة لكل من ينظر إليها ؛ ونظرت لها في صمت والابتسامة تعلو وجهي؛ فتلاقت عينانا ولم يخطر على بالى لو لحظة أنى سوف أقع في حبك من أول نظره؛ فنفذ بريق عينيك بدخلي؛ و أنرت روحي المظلمة يا من نورها استمد الكون أشرقه ومحي الظلمة من العالم أنى استمد من حبك الذي بقلبي حبا يغمر العالم منذ تسللت في حياتي فتبددت الوحشية التي في نفسي ؛ ومر هذا اليوم ونحن نتبادل الابتسامات والنظرات الخاطفة بين الفانية والأخرى ؛ وعدت إلى المنزل وليس في فكرى وعقلي لا أنت ؛ أرقني هواك واقلق مضجعي و تكحلت عيوني بالسهد من طول السهر تداعب مخيلتي صورتك الجميلة ولا تفارقها؛ في الصباح استيقظت مبكرا على غير عادتي ؛ فقد كنت متلهف على الذهاب مسرعا لأرها؛ واملآ عيني من جمالها وحسن طلعتها؛عندما وصلت رايتها تجلس بالحديقة ونظرها متجه للمدخل ؛ فاقتربت مسرعا نحوها متلهف وألقيت عليها السلام وردت عليه بصوت لم اسمعه مثله من قبل ؛ صوت مملا بالرقة والشجن كأنها تعزف الحان من السماء؛وجلست بجوارها نتعارف ونتبادل أطرف الحديث؛ ودق ناقوس الذهاب إلى الفصول ؛ وقد اتفقنا على إن نتقابل في وقت الراحة ؛ لم يعد وقت الاستراحة اليومية للحديث فقط بل كانت للاستذكار والدراسة؛ وبمرور الأيام اخذ الحب يزداد بيننا كوليد يكبر بين أبواه ؛ ولكن القدر حال دون أن نكمل مسيرتنا معا وسافر الولد للعمل بالخارج اصطحبه الآسرة معه ومنذ ذلك الحين انقطعت إخبارها عنى تمام ؛وتمر الأعوام والسنين وقد تخرجت من كلية الهندسة وعملت بأحد الشركات وأنا أكمل الدراسات العليا للحصول على الماجستير؛ ذات يوم كنت مسافر وجلست فى كافيه المحطة وجلست بجوار النافذة انتظر قطاري وأخذت أنظر عبر النافذة للرصيف رائية وجوه متباينة الملامح بين ابتسامات وضحكات تعلوا الوجوه فرحا بلقاء الأحباب وأخرى حزينة تنهمر منها الدموع لفراق الأحباب و أخرى عابسة غارقة في أفكار وهموم تسير في صمت ؛ عدت احتسى قهوتي و أدخن سجائري وأنظر للدخان وهو يتصاعد يرسم أشكال غريبة وعجيبة تراءت أمامي لمحت خلالها صورة امرأة أمام عيني تخيلتها وهم لكن وجدت امرأة تجلس أمامي تحتسى قهوتها و تنظر في شاردة الفكر مثلى ؛ فتدافعت بداخلي شيئا من الفضول فما شرودها هل ودعت حبيب أو تنظره ومن دون شعور منى أخذت اختلس النظرات بين الفينة والأخر ومع مرور الزمن وتضارب الأحاسيس بداخلي لم استطيع إن أحيد تفكيري بها ؛ خلال اختلس النظرات رايتها ترمقني بنظرات ليست غاضبه ولا حانقة ولكن نظرة تعجب واستفهام على شفتها ابتسامه خفيفة كأنها وجه القمر؛ لم أرى مثلها من قبل لروعتها وجمالها؛ وأخت أسبر أغور ذكرياتي فهذه الابتسام تذكرني بأحب إنسانة إلى قلبي وقد فرقت الظروف بيننا منذ أمد بعيد هي حقا أم أخرى؛ ولكن أحساس يقول أنها تعرفني أو اذكرها بإنسان عزيز عليها مثل ما اشعر به ؛ ومكثنا فى تبادل الابتسامات والنظرات وازددنا الاهتمام والنظرات ونسينا كل شيء حولنا؛ فقد هجرنا هذا العالم إلى عالم أخر لنا وحدنا لم ندرى كم من الوقت مضى علينا ونحن هكذا يمكث كلانا في مكانه ينظر إلى الأخر في سكون كأننا اكتفينا بحوار العيون ويفضى كلانا بكل مشاعره الود ؛ فجاءه تعال صوت مآذن الفراق وعالت صفارة القطار معلنه وقت الرحيل عدنا من عالمنا إلى عالم الواقع المرير ولم تنقطع النظرات بيننا صعد كلانا لقطاره وقفنا على الباب ننظر لبعضنا ومضى كل قطار إلى طريقه ليتها طريق واحد نتقابل في أخر لكن للأسف طرق مختلفة وينظر كلانا إلى الأخر وكان شي يربطنا ببعض حتى تلاشت رأينا آه يا زمن الغدر هل هذا قدرنا اكتب علينا اللقاء أم فراق أنا وأميرتي والفراق ومضيت انشد هذه الأبيات : -

    يا بعيد تهفوا إليه نفسي
    سرت على خطى الرحيل
    فلم تمضى لحظات بقربك
    وقد آثرت القلب بالجوى
    وتركت الفؤاد بحبك عليل

    وتمر الأيام تعبت من حسابها ولكن طيفها لا يفرقني فى صحوا ومنامي حتى جاء يوم كنت مسافر إلى الإسكندرية جلست خلف نافذة القطار انظر في شرود ارقب المارة على رصيف المحطة لمحتُ طيف قادم من بعيد مسرع الخطى لاهث الأنفاس !! يريد أن يلحق بالقطار الذي أوشك على التحرك لم أتبين ملاح القادم من بعيد حتى ظهرت أمام عيني فأخذتني الحيرة والدهشة هذا حلم ؟ أم هي حقيقة ماثلة أمامي هل أراد الزمن مصالحتي أم هي سخرية القدر ليزيد الهموم من جديد ؛ وسرحت بخيالي إلى أول لقاء وكم رسمت لها صورا فى خيالي وسرحت فيها الأيام والليالي ؛ لكن هي حقيقة لا سراب والآن أرها جسد وروح ؛ سرحت بخيالي وعدت بالذاكرة للقاء السابق كان كل ما جمع بيننا النظرات لكنها تركت في قلبي وعقلي انطباعا لا ينسى وكم تمنيت أن اقترب منها واختلق ألف سببا وسببا للحوار لكن الخجل كان سدا منيعا بيننا ؛ الآن هي تجلس أمامي أجمل إنسانه وأرق بسمه رأتها عينيا فلن أضيع هذه الفرصة أيضا ؛ مرت لحظات في صمت رهيب كأنها دهر ؛ نتبادل فيها النظرات دون أن نهمس بكلمه مجرد نظرات تقول كل ما بداخلنا من حيره وقلق ونحاول تستدعى ذكريات الماضي البعيد ؛ فلم ندرى ماذا أقول فلا اعرف اسمها و هي لا تعلم عنى شيء كل الذي كان يربطنا حوار العيون بيننا من أول لقاء بيننا منذ أمد فهل كتب علينا اللقاء أم الفراق من جديد؛ فاقتربت منها قاطع الصمت المخيم قائلا:- متأسف سيدتي على مقاطعتك هل تذكري لقائنا فى كافيه المحطة من سنين ؛ فقالت :- نعم أتذكر واستطرت قائلا:- أنا امجد مهندس مقيم في القاهرة ؛ فقالت :- تشرفنا يا باش مهندس؛ فقالت :- الشرف لي أنا حضرتك ومنذ ذلك الحين وأنا فى حيرة وظنون لكن أحساسى يقول باني أعرفك قبل كنت أريد أن أكلمك لكن منعني الخجل فحضرتك تشبهي إنسانة عزيزة على قلبي منذ الصغر كان اسمها حنان فنظرة لي باستغراب و قالت:- شي غريب أنا أسمى حنان معيدة فى جامعة القاهرة ؛ وحضرتك تذكرني أيضا بشخص اعرفه ولكن فرقا بيننا الزمن من مدة طويلة لا اذكر عددها ويا لها من مصادفة غريب كان اسمه مثل اسمك ؛ فقلت:- حضرتك من أين فقالت :- أنا من الإسكندرية ولكن كنت أقيم فى القاهرة فى الصغر رددت عليها مسرعا وقلت :- حضرتك أنتي كنت مقيمة فى حي ومدرسة كذا فقالت:- فعلا هو أنت امجد صديق الطفولة ؛ قلت:- أخيرا وجدتك بعد طول هذه السنين ولم أنساك فيها يوما ؛ فقالت:- يا لها من دنيا غريبة تفرق من تريد وتجمع ما تريد ؛ وغرقنا فى برهة من الصمت ثم قلت هذه الأبيات :-.

    لا تلمني على حبك
    فقد ارقني هواك واقلق مضجعي
    و بالسهد تكحلت عيوني
    تداعبني صورتك فى صحوا ومنامي
    تمنت اللقاء للحظة
    ارمي براسي على صدرك
    والقي بهموم الدهر عنى

    ردت قائلة :- كلمات رقيقة وجميلة لمن هذه الأشعار فقلت :- انه لى فقالت :- هل أنت شاعر فردت قائلا :- هذه بعض خواطري أنا هاوي ؛ ثم أخذنا نتحدث عن ذكريات الماضي من الأساتذة وكذالك الأصدقاء وهل مازلنا على الاتصال بهم وطرائفهم معنا وتعالت ضحاكتان و نسينا من حولنا ولم ندرى بالوقت ولا كيف مر علينا حتى وصل القطار لغايته الأخير وتوقف ؛ فلم نشعر إلا بأيدينا تتشابك سويا ونغادر القطار ونسير معا حتى وصلنا إلى قرب بيتها طلبت رقم تليفونها وأعطيتها تليفوني وافترقتا على وعد باللقاء ؛ ومضيت عاد للمنزل وأنا روحي كأنها طائر يرفرف بأجنحة من السعادة والفرح فلم اشعر بطول المسافة التي سرتها حتى وصلت للمنزل فلم انتظر المصعد وصعدت الدرجات فى خفه وسرعه ودلفت إلى غرفتي ؛ وألقيت بنفسي على الفراش مستلقيا بين اليقظة والحلم الذي لازال غير مصدقا أن ما كنت أحلم به قد تحقق أخير وقابلتها و تحدثنا سوا وأن رقم هاتفها معي واستطيع أن اسمع صوتها فى كل وقت وكل ما أفكر فى ذلك يخفق قلبي بشده حاولت أن اكبح جامح نفسى التي كانت تدعوني للاتصال بها وسماع صوتها من جديد حتى تتأكد انه حقيقة وليس حلم من أحلام اليقظة ؛ ولكن لم أستطع الانتظار للغد فلم أشعر ويدي ممسكه بالهاتف تدير نمرتها واتصل بها ؛فجاء صوتها من بعيد مين معي وكأني اسمع موسيقى حالمة كلها رقه وعذوبة تروى الظمآن ردت عليها قائلا:- كده نسيتني بسرعة قالت :- امجد كيف استطيع أن أنساك هل ينسى الإنسان روحه ولكن أم أتوقع انك سوف تتصل ولم يمضى وقت ويل على افترقنا خير هل حدث شي ؛ فقالت لها:- لا ولكنى أحببت أن اسمع صوتك لا تأكد بأنه ليس حلم ؛ قالت:- ليس حلم أنها حقيقة فعلا وان كنت لازلت ليس متا كده مثلك حتى اتصلت ، فقلت هذه الأبيات :-

    بقلبي أشواق ثائرة
    الحب مش بالجمال وحلو القوام
    ولكن بالشوق والوصال
    حبيبي لا تبتعد وتقطع بيننا
    طرق الحب والوصال
    أميرتي انثر أشوقي وحبي
    أتمنى قربك ووصالك
    يغار القمر من حسن جمالك
    وتغيب الشمس خجلا نور عينيك
    لولاك حبيبي معرف قلبي العشق
    بئس هذا القلب إن لم أعشقك

    ردت قائله :- ما أعذب همسك كلماتك ليس لها مكان سوا القلب، فقلت:- لها إيه رأيك نتقابل غدا الساعة الخامسة بعد الانتهاء من أعمالي ؛ قالت:- أوك اتصل لم تنتهي ؛ قالت لها:- أوك أتركك لتستريحي سلام يا حب حياتي ؛قالت:- سلام يا أجمل شي بحياتي... تعددت اللقاءات بيننا نعيش معا أجمل لحظات العمر ؛ كنت فيما سبق أتهرب من السفر فى مأموريه وأتعلل بجميع الأعذار والآن ابحث عنها لدرجة جعلت الاستغراب ينتاب الزملاء من هذا التحول فجاءه ولا يعلمه أنها أصبحت محببة لقلبي لرؤيتها ؛ عندما تحضر لإلقاء محاضرتها بالكلية؛ وذهبت للإسكندرية واتصلت بها
    لتحديد ميعاد لنتقابل ؛ و اقترب الموعد فأسرعت إلى هناك تتزاحم الأفكار والذكريات في عقلي حتى كاد إن يصبه الشلل ؛ ووصلت قبل الميعاد وجلست على مائدة منعزلة بعيده عن الجميع مطلة على البحر لتعطى للنفس شيء من الهدوء والسكينة ؛ وظلت عيني تتنقل بين عقارب الساعة التي لا تتحرك أمامي ومنظر الغروب يأخذ بالألباب ؛ وفى ظل هذا الشرود والصمت وعادت إلى كل لحظات الماضي الجميل التي أمضينها سويا ؛ وقد تبددت المعاناة والألم النفس بسبب طول الفراق وألان تحولت لسعادة وفرحة لحلم أصبح حقيقة وغمرتني الفرحة وأنا أفكر كيف أبداء الحديث وكيف أقابل الأسرة وهل تقبلني زوج لابنتهم ؛ لم ألاحظ قدومها نحوى؛ فلم أشعر لا بيد تمسح على رأسي برفق وحنان وتقول :- أين ذهبت بأفكارك ؛ رفعت نظري لأرها أمامي وقد ازدادت جمال وبهاء ؛ فقلت:- طبعا في حبيبة عمري ثم جلست أمامي ونحن في صمت مطبق نتبادل النظرات التي تقول كل شيء بل أكثر مما تستطيع الكلمات إن تعبر عنه من مشاعر وأحاسيس متداخلة من شوق وحب وقطعة الصمت وقالت:- خير يا أمجد مالك في أيه قلقتن عليك قال:- بصراحة مش عارف إبداء الموضوع منين قالت:- أول مره أشوفك غريب كده مالك ؛ فقلت هذه الأبيات:-
    كان قلبي غض رقيق
    لا يعي معنى حب ولا حبيب
    رايتك بدرا تنيري العلا
    أصبحت قمر سمائي
    أحببتك فعرفت معناه
    صيرت أميرة أحلامي
    فكنت كل أمنيات حياتي
    قلب ملاءة الحب
    لكن رحلتي بعيدا عني
    فلم يذق طعم الراحة يوما
    حبك سلب منى عقلي
    وفراقك سلبني عمري

    ردت قائله الله الله يا امجد كلماتك كلها عشق وروعه؛ فقالت:- أنا لاستطيع أن ابتعد عنك ولا لحظه تقبلي تكوني شريكة عمري وحياتي حاضري ومستقبلي تقبلي تتزوجني ؛ فا تبسمت في صمت وبدئ على وجهها علامات الخجل وقالت:- موافقة طبعا قلت:- متى يمكن أقابل الأسرة أنا أريد اليوم قبل بكره ردت قائلة :- أعطني فرصة أتحدث مع بابا واتفق معه واتصل لأخبرك بالموعد فقلت:- حنان لست مصدقا حتى ألان أنني قبلتك ونجلس معا ومنتظر موعدا والدك لخطبك منه ردت قائله:- ولا أنا الحلم الذي حلمت به دائما سوف يتحقق ومر الوقت سريعا ؛ ومضينا معا حتى أوصلتها للمنزل وعدت لاحق ميعاد قطار القاهرة ؛ وانتظرت عدت أيام مره عليه سنين حياتي الضائع حتى وصلني الخبر الذي كنت طول عمري ميعاد مقابلة ولدها فلم اصدق نفسي ؛ لم يغمض لى جفن طول الليل روحي تحلق فى العلى من السعادة والفرح ؛ ومع نسمات الصباح خرجت للشرفة استنشق الهواء العليل ورائية كل شي جميل وتغرد طيور السماء حولي تشاركني سعادتي ؛ اخذ ت شورا لاستعيد نشاطي من جديد ثم قمت بانتقاء أحسن ما عندي لارتدائه فى هذه المناسبة ؛ ووصلت قبل الميعاد لتلهفا لهذا اللقاء الذي كنت انتظره من سنين وذهبت إلى الكازينو الذي كنا نتقابل فيه وجلست على الطاولة التي نجلس عليها عند لقائنا ؛ و أقدمه احمد المشرف على المكان والابتسامة تعلو وجهه فقد سرا بيننا ود من كثرت حضوري مع حنان قائلا :- أهلا أستاذ امجد شرفتنا احضر قهوتك ولا سوف تنتظر الأستاذة فقلت لا احضرها ؛ أخذت احتسى قهوتي و أدخن سجائري وانظر لساعتي مسترحم عقاربها لكي تسرع فى خطاها حتى يأتي الموعد المنشود ؛ وعند اقتراب الموعد قررت الذهاب سيرا على شاطئ البحر و شمس الغروب على أديم المساء تتهاوى كعروسة بين أحضان الأفق؛ وطول المسير أفكر ماذا سيحدث في هذا اللقاء وأخيرا وصلت للمنزل فى الموعد تماما وطرقة الباب وفتحت الخادمة وأدخلتني غرفة الجلوس وكان والدها فى انتظاري وقام بالترحيب وجلسنا و أحضرت الخادمة ببعض المشروبات ؛وبعد لحظات من دخلت حنان قائله:- أهلا أمجد وتبادلنا الابتسامات وجلست قطع الصمت قائلا :- تسمح يا عمى أعرفك بنفسي أنا امجد مهندس بشركة حاصل على الماجستير وحاليا بحضر للدكتوراه مقيم بالقاهرة مع والدتي وأختي محاسبة عندها مكتب محاسبة بعد وفاة والدي ولى شقة ؛ فرد قائلا:- أهلا وسهلا شرفتا يا باش مهندس ثم قالت:- بس فى مشكلة بسيطة فقال :- إنشاء الله مفش مشكله قلت :- هو سفري لإكمال دراسة الدكتوراه فى أمريكا وهى لا تستطيع السفر معي وتترك تعيش بمفردك بعد وفاة الحاجة وهى ابنتك الوحيدة فقاله :- وأنت إنشاء الله تسافر أمته ؛ قلت: خلال ستة أشهر أو سنة على أقصى تقدير ؛ قال:- عندك حل لهذا الوضع قالت له:- وان تمكن من تدبير أحواله هناك ؛ وأجد لها عمل حينها سوف تصطحبك معها وتلحق بى لتكمل دراساتها ونتزوج ؛ أو نتزوج وانزل أجازه كل عام ؛ أم نتمم ألخطبه و الزواج بعد إنهاء دراستي والعودة اللي تشوفه حضرتك الأمر فى الأول والأخر لحضرتك !فقال :- عموما أفكر ورد عليك عندما تحضر مرة ثانيه أنت والأسرة للتعرف والاتفاق ؛ ثم تطرقه الحديث لموضوعات كثير ثم قمت للانصراف على انتظار تحديد الموعد للحضور أنا والأسرة للانتهاء من جميع التفاصيل المتعلقة بالزواج ؛كنت إثناء عودتي لا تملك نفسي من نشوة الفرح والسعادة ولم استطيع الانتظار للصباح حتى تستيقظ ودخلت الغرفة مسرعا لوالدتي وقد تابعتني أختي أيضا فاستيقظت والدتي وهى منزعجة لهذا التصرف لكن طمأنتهم ؛ وأخذت لهم أزف لها خبر الموعد المرتقب للاتفاق مع والد حنان على تفصيل كل شي و لان يكون إلا بوجودهم معي وموافقة ست الكل طبعا ؛ وقالت أمي وهى تضمني لصدرها :- إلف مبروك يا أبنى ها تتزوج ربنا يتمم بخير وهى تمطرني قبلات ؛ كما هنئتن أختي وقالت ضاحكة:- خلص ها كون عمة ألف مبروك يا امجد وطبعة قبلة على جبيني ؛ وذهبت إلى غرفتي استرجع ما حدث وكل سعادة لا توصف حتى تباشير الصباح وأول شي فعلته استيقظت هو الاتصال بحنان فردت عليه وهى بين الاستيقاظ والنوم قالت:- صباح الخير حبيبي الساعة كم ألان فقلت :- السابعة ردت قائله :- أنت مش ها تذهب للعمل ولا أيه ؛ فقلت :- كيف اذهب ولم يغمض لي عين طول الليل أفكر فيكى و ماذا قال ولدك عنى ومتى حدد الموعد فلم استطيع الانتظار اكتر من ذلك واتصلت بك حبيبة قلبي لا اعرف ؛ تعرفي لو كان بيدي شي لجلست معه حتى يحدد الموعد ؛ فضحكة وقالت:- أنت مجنون ياقلبى قلت:- مجنون حنان وبحبك فقالت:- علشان كده بحبك بجنون أنت ؛ أنا وبابا أصدقاء ولم سئلنى عنك قولت له كل شيء من أول حتى حضورك لتقابله ؛ فقلت:- طيب حدد ميعاد لنحضر أنا والأسرة ردت قائله:- لم يحدد ميعاد وقال لم نرجع من الأقصر؛ قلت:- ها تسفره الأقصر ليه ؛ وردت ضاحكة وقالت:- أنت نسيت أنا قلت لك طالعين رحلة مع فوج سياحي للأقصر فقلت:- طيب فيها أيه لو كان حدد ميعاد قبل ما تسفره وبعدين لم ترجعه نتمم الخطوبة والشبكة ؛ قالت:- بابا قل لم نرجع أفضل نكون برحتنا ؛ فقلت:- ويكسو الحزن نبرات صوتي ماما و أختي كانوا فى منتهى السعادة لم أخبرتهم ومنتظرين مثلى الميعاد والآن سوف يصدمهم خبر التأجيل أكثر من شهر لحين عودتكم ؛ ردت قائله:- أنا حزينة مثلك انتظرنا سنين شهر كمان مش مشكله أنا وأنت كل يوم نتكلم معا ؛ قلت لها :- طيب مش ها نتقبل قبل السفر ردت قائله:- عندي محاضرات الأسبوع المقبل وسوف اخبر أبى سوف أقبلك ونمضى باقي اليوم معا بس بشرط توصلني للمنزل من اجل نقضى اكبر وقت معا وكمان ها يكون الوقت تأخر وبابا يخاف عليه من الطريق وعلشان يوافق ؛ فضحكة وقلت لها:- من عيوني يا قلبي وأقيم عندكم لو تحبي حتى موعد السفر ؛ فقالت:- باريت لا تتعجل قريبا لن أتتركك أبدا وسترسله قائله سلام يا قلبي احضر الإفطار لبابا فقلت لها:- اوك حبيبتي وأرسلت لها قبلاتي عبر الهاتف أغلقت الهاتف ؛ وبعد الظهر تحدثنا كثيرا حتى جاء صوت ولدها يطلب منها فنجال قهوة وقد اتفقنا على المقابلة الأسبوع القادم يوم الخميس ؛ وذهبت للجامعة فى الميعاد لاصطحبها وأمضينا اليوم معا وقد كان يوما رائعا لم نقضى مثله من قبل فى كل شي من كثرة الأماكن المختلفة التي لم ذهبنا إليها من قبل ؛ ولم نكف عن الضحكات وهمست الحب والعشق كأنها تودعني ؛ وسافرت معها لأوصلها إلى المنزل وألقى التحية على ولدها قبل السفر إلى الأقصر ؛ وتواعدنا أنا وحنان على الاتصال بها أخر اليوم لأطمئن عليها و لتحكى لي كل ما مر بها طوال اليوم ؛ وبعد سفرها كنا نتحدث كل يوم فى المساء لتحكى كل ما حدث خلال اليوم ؛وفي صباح اليوم المشيئاوم استيقظت يمتلكني التوتر والقلق لا أجد له سبب لهذا الشعور غريب وعلى غير ما اتفقنا عليه اتصلت بها ردت عليه وهى قلقه قائله:- الو امجد خير يا حبيبي قلت لها:- مفيش حبيبتي حابيت اسمع صوتك واطمئن عليك يا قلبي وتحدثنا قليلا واستأذنت لترتدي ملابسها لتلحق بالفوج السياحي لذهب لمعبد حتشبسوت ؛ ولم تمضى ساعات و طالعتنا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على حادثة إرهابية بشعة بالأقصر ، فقد قام ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين ، متنكرين في زي رجال أمن بالهجوم علي مجموعة من السياح من جميع الجنسيات وبينهم مصرين كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري، راح ضحيته العديد من الأبرياء وقتلوا 58 سائح في خلال 45 دقيقة فقط ؛ حاولت الاتصال بحنان لاطمأن عليها ولكن دون جدوى ونتبنى القلق والخوف ولا اعرف ماذا افعل مما دفعني الى حد الجنون ؛ ثم إذاعة الإخبار أسماء المتوفين فى هذا الحادث وكانت الصدمة حين تضمنا اسم حنان ووالدها ضمن قائمة الشهداء قررت السفر للأقصر لرائها والقي عليها نظره الوداع الأخير ؛ وحاولت أختي وأمي منعي من السفر لسؤ حالتي ولكن أصرت على السفر فقرارات أختي السفر و لا تتركني لوحدى وأنا فى حالة الانهيار شب التام ؛ وسافرنا على أول طائرة للأقصر؛ ومنذ وطئت قدما أرض المطار وكأنك وفى معركة حربية سيارة عسكريه وجنود فى كل مكان مسرعين الخطى واتجهت إلى مكتب الاستعلامات لاستعلام أين أجد جثمان حنان وأبيها فأخبرني بان جثمانهم بمستشفى الأقصر فأسرعت إلى هناك وكان يتجمع حولها جموع غفيره من أهالي الضحايا والأمن وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصل حيث ترقد هي ووالدها ووجدت أقربها قد جاءه مسرعين حين علمه بالخبر لاستلام الجثمان عندما رائيتها مسجده أمامي لم أتمالك نفسي انهمرت الدموع من عيني كالشلال لا يتوقف عن التدفق وأخذت الكلمات تتدفق و أنشدت رثاء قائلا فيها

    رثاء حبيب
    ---------------
    بقلب مجروح يقطر دم
    والعين ينهمر منها الدموع
    الجوارح ترتعش
    وكياني مزلزل
    لكن لقدر الله اخشع
    أقف أنظر فى ذهول
    لجسدك المسجى أمامي
    لا أدرى ماذا افعل
    فقد فارقني الحياة
    و أخذتي حياتي معك
    فكيف يبقى الجسد
    بلا روح
    فقد فارقت الروح جسدي
    بعد رحيلك عن دنيتي
    فأنت توأم روحي
    ونبض القلب
    يا حبيب قد فرق الموت
    بين جسدينا
    لكن أرواحنا لن تفترقا
    حتى ينعم الله علينا برحته
    ونلتقي في رحاب الجنة سويا

    ولم أدرى بما حدث بعد ذلك إلا وأنا بالمنزل وأمي وأختي بجواري ؛ وقرارات السفر قبل ميعاد البعثة هربا من نفسي لعلى أجد فى الوحدة وذكرها سلوى لنفسي...
    تمت فى /4/4/2019
    ==============
    نزيل ...... رقم
    ===============
    * صباح يوم وقد سئمت من عدها من كثرتها وهى تمر على وتيرة واحده عليا دون جديد ؛ ولكن فجأة بحارس الزنزانة ينادى بصوته الأجش على رقمي ؛ فأول شيء تفقده عند دخولك هنا هو اسمك وتستبدله برقم ؛ قلت أفندم فقال:- بصوته الجهوري المأمور طلبك وحضر فقلت:-فرشتك خير يا فندى ردى قائلاك:- معرفش ويلا بسرعة بلاش تأخير وسرت خلفه حتى مكتب السيد المأمور فوقف وقام بأداء التحية وقال:- تمام يا باشا المسجون اهوه ؛ فقلت :- له خير يا باشا أنا عملت حاجه غلط فرد بابتسامه قائلا :- لا تنزعج كدا خير انشأ لله أنت بقالك كم سنه مسجون قلت لا أدرى لقد تعبت من العد فقال لحسن سيرك وسلوكك فقد تم الموافقة على الإفراج عندك وادعوه الله أنت تكون عرفت الدين الحق وتصبح أسوة حسنه للآخرين مبروك ها تخرج اليوم أفراج ؛ فوقع عليا الخبر كالصاعقة أخيرا بعد كل هذه المعانة طوال هذه الأعوام القاسية والأيام المريرة وبعد خروجي من بوابة السجن نظرت خلفي وأنا لا أصدق نفسي بأنها قد انتهت الآن أيام السجن جدرانه المغلقة؛ وركبت سيارة الترحيل لإنهاء إجراءات الإفراج ؛ وانطلقت في طريقها فوقفت انظر خلال نافذة العربة إلى الشوارع والناس وأنا لا أكاد اصدق بأني في طريق حريتي من جديد ؛ وتعجبت من هذا التغير على الشوارع والناس منذ أن رايتها أخر مره قبل دخولي إلى السجن فهو عالم أخر؛ فجاء تداعت الأفكار في راسي مر إمام عيني شريط فيلم بالإحداث الماضية التي مرت بى منذ تعرفت على احد الأصدقاء وحتى هذه اللحظات ؛ فقد نشاء على حب وطاعة الوالدين وحب الناس جميعا دون تفريق بين مسلم ومسيحي والالتزام بالصلاة بالمسجد في وقتها وكنت مجتهد في دراستي حتى المرحلة الثانوية ؛ وتعرفت على مجموعة في المسجد ومع مرور الوقت سارت صداقه بيننا ؛ وفى احد الأيام عرض عليه صديق الذهاب معه إلى شيخ يعطى دروس في الدين عنده في المنزل وكنت متردد في أول الأمر ومع كثرت الإلحاح ذهبت معه تعددت اللقاءات ومنحنى بعض الكتب لقراءتها للشيخ حسن البنا والشيخ سيد قطب لكي افهم أصول الدين وأخرى تتحدث عن الجهاد في الإسلام وأصبحت طوع بنان أمير الجماعة يأمر وعلى الجميع السمع والطاعة العمياء دون نقاش أو اعمل العقل فيما يأمرنه به فلأمر أمره والنهى نهيه ؛ ومنذ هذا الوقت تغيرت حياتي تماما وبعد أن كنت متفوق في دراستي أصبحت طالب عادى يؤدى واجب عليه فقط ؛ وأخذت في قراءة ما يعطى من كتيبات أطلقت لحيتي وكذا علاقتي بأسرتي وجميع من حولي على خلاف مستمر حتى وصلت إلى طريق مسدود فقررت ترك هذا المنزل الكافر في نظري حينها ؛ ووافر الأمير عمل وسكن لي مع بعض الأخوة من الجماعة الذين تركوا منازلهم مثلى فكنا نعمل في الصباح وبعد العصر نذهب عنده لتلقى الدروس والأوامر وقد قسمنا مجموعات كل مجموعة منا تتولى مسجد معين في حاول جذب اكبر عدد من الشباب المترددين على المساجد التي نصلى فيها ؛ وكنا دفع له جزء من كسب عملنا له أسهام منا لمصروفات الجماعة مرت الأيام على هذا المنوال ؛ وفى يوم بعد نهاية الدرس اليومي قام الأمير قالا :- أن المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف وسوف نذهب فى الغد إلى احد معسكرات التدريب للجماعة في الصحراء لبناء أجسامنا والتدريب على فنون القتال وكذا التدريب على بعض أنواع الأسلحة وكيفية التعامل معها ونصبح مؤهلين للجهاد في سبيل الإسلام ؛ وهناك كان البرنامج يوما كالتالي في الصباح تدريب على فنون القتال ثم نصلى الظهر وبعد الظهر التدريب على الأسلحة حتى صلاة العصر ثم غذاء واستراحة حتى صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء دروس دينيه و شرح كتب حسن البنا والسيد قطب وآخرين عن الجهاد وبعد انتهاء مدة التدريب عدنا وكان عمري تجاوز التاسعة عشره وعدت منها إنسان أخر غير الذي ذهب وعندي عقيدة إن كل شخص ليس من جماعتنا فهو كافر وعدو الإسلام ويجب بتره حتى لو كان من أهلي ؛ وقد وجدنا الأمير يقول لنا انتم الآن مؤهلين حمل راية الإسلام ونصره ؛ ومنذ عودتنا أخذت أجهزة الأمن في ملاحقتنا والقبض علينا والتحقيق معنا وتفرق الكثير منا في أنحاء البلاد حتى هدئت الأمور وتجمعنا من جديد وكنت قد تجاوزت الثلاثة والعشرون من عمري؛ ودبر لنا الأمير مسكن وعمل لي والأخوة في احد الأعمال التي تديرها الجماعة في الخفاء وتزوجنا بالأخوات في الجماعة مر علينا عام هادئ في الصبح عمل وفى المساء عندي الأمير لتلقى الدروس وامددنا بالكتب اللازمة وبعد ذلك يعود كل الأخوة والأخوات إلى منازلهم ؛وانتبهت على نفير سيارة مسرعة تمر بجوار سيارتنا فنظرت في وجوه الجالسين إلى جواري وعدت مستغرقا من جديد في إحداث الماضي ؛ وفى يوم فجاءنا الأمير يأمرنا برصد جميع العاملين بالكلية الفنية العسكرية من ضباط وأفراد ومدنيين ومجموعة لتحديد أماكن الحراسة ومواعيدها ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيها وأخرى تحاول تجنيد بعض الأفراد منهم في سرية تامة وكلفت مجموعات أخرى بمهمات مختلفة أخرى ومنها تجميع الأسلحة وتخزينها في أماكن لا يعلمها إلا هم والأمير ودامت المراقبة أكثر من شهرين من رصد ومتابعه ؛ وتمكن بعض الإخوة بتجنيد وضم بعض الأفراد للجماعة ودخولهم في طاعة الأمير؛ وتم وضع كل المعلومات والتقرير الرصد والمتابعة تحت تصرف الأمير الذي قرر متابعة والمتابعة مع إخطاره بكل جديد وشددا علينا بأخذ الحيطة والحظر حتى لا يشعر بنا احد ؛ كنا ننفذ أوامره دون ادني سؤال عن السبب ومر على ذلك عدت أشهر أخرى؛ وصدر لنا الأمر بالتجمع في مكان لم يسبق لنا الذهب إليه في يوم وساعة معينة ؛ وفى الموعد المحدد ذهبا جميعا وجاء مجموعة من الإخوة أول مره نراهم وانتظرنا قدوم الأمير ولا نعلم سبب هذا الاجتماع ؛ حضر الأمير ومعه بعض الأخوة وتجمعنه حوله وقام وخطب فينا هذه الدولة فاسدة ويحكمها حكام كفره لا يطبقه شرع الله ولا دينه وحنا مسلمين يجب علينا أن نطبق شرع الله ولذلك علينا أبعد هذه الزمرة الكافرة ونحكم نحن وهيا للجهاد وهتفنا جميعا الله واكبر عدة مرات ؛ثم قام لمائدة وأخرجه من حقيبته بعض الأوراق ورسم كروكي للكلية الفنية العسكرية موضح بها كل كبيرة وصغيره من أبراج حراسه والبوابات وأماكن المخان والأسلحة وتجمع الطلبة والأفراد وكل شيء بالتفصيل ووزعه الأوراق على رئيس كل مجموعه وابتداء يشرح دور كل مجموعه المهام المكلفة بها ؛ في المرحلة الأولى السيطرة التام على الكلية والاستيلاء على الأسلحة الثقيلة الموجودة ؛ المرحلة الثانية من الخطة الخروج بالأسلحة الثقيلة وتوجه على الأماكن الحيوية المحددة لكل مجموعه والسيطرة واستدعاء الأمير لإعلان قيام الخلافة الإسلامية وكبرنا جميعا من جديد ؛ وفى الميعاد المحدد انطلقت المجموعات لتنفيذ خطة الهجوم على الكلية وبداء الهجوم طبقا للخطة ولكن بعد فتره وجيزة من الهجوم تم استدعاء قوات من الجيش كانت قريبة لم تكن في الحسبان وتم محاصرتنا وسقط الكثير من القتلة والجرح من الجانبين وفشلنا في الاستيلاء على الكلية وكذا الأسلحة لتنفيذ بقى الخطة وسقط منا قتله وجرحه وتم القبض على البعض الأخر ولكن الكثير منا ولى هاربا وكنت من الذين فراو في كل اتجاه على غير هدى إلى أين المهم ينجوا بنفسه من القتل أو يتم القبض عليه ؛ فأنت تريد وهو يريد والله يفعل ما يريد ؛ توقفت السيارة مره واحدة فجاءه وكادت أن تصطدم بسيارة أخرى لولا لطف الله وتخبطنا داخلها حتى سكنت واستقنا في جلستنا من جديد وانطلقت مره أخرى في طريقها ووقفت انظر من نافذة العربة على الناس وقد أصبحت غريبا عنهم ثم عدت مستغرقا في أحداث الماضي من جديد ؛ مرت أيام كثيرة أتنقل من مكان إلى أخر خوفا من القبض عليه ثم تذكرة احد الإخوة قد تركه الجماعة ونضم إلى جماعة شكري مصطفى الذي كان في الماضي معنا وانشق لخلافات حدثت في أسلوب ونهج العمل وانضمت إليه بعض الإخوة وذهبه معه وقرارات الذهاب إليه ورحب بي وانضممت لجماعة شكري مصطفى وقد قرر أن نهجر مجتمع البدع والضلال والعيش في الصحراء ؛ وأرسلت احد الأخوات لجلب زوجتي لعيش معنا ؛ ومرت عدت أشهر ما بين التدريب والعبادة ودروس الدين للأمير وقد رزقت بالابنة الثانية ؛ وتتطورن الإحداث سريعا بعد ذلك فقد كشف احد الأشخاص معسكرنا وابلغه أجهزة الأمن وتم مهاجمة المعسكر وقد فر الجميع وتم القبض على البعض ؛ وبداء الإعلام ومشايخ الأزهر في مهاجمة مبادئ الجماعة ووصفنا بالكفر والإلحاد ومحاولة إضلال الناس ؛ وكان كتيب صغير أصدره وزير الأوقاف « الذهبي »لكشف زيف أفكار جماعة شكري مصطفي وانحرافها عن الإسلام مقدمة للتفكير في وأرسلت العديد من رسائل التهديد للرجوع عن هذه مهاجمة أفكار الجماعة فلم يمتثل ؛ وقرار الأمير ضابط مباحث ترك الداخلية وفضل الانضمام لجماعة اختطافه ؛ وتم مراقبة جميع تحركاته اليومية وفى اليوم المحدد وذهب الضابط ومعه بعض الأخوة إلى شقته في الليل وأخذه على أساس استعداء لمباحث امن الدولة وتم احتجازه في احد الأماكن تخص الجماعة في محاولة لإجباره للرجوع عن راية وإصدار بيان بعدم تكفير الجماعة وكذا مساومة الحكومة للإفراج عن المحبوسين من الأخوة ؛ ولكن لم يمتثل ورفضت الحكومة الإفراج عن المسجونين ؛ قرار الأمير الرد عليهم بقتله وتم اغتياله رصاصة في العين اليساري من طبنجة ضابط مباحث ترك الداخلية وفضل الانضمام لجماعة وألقيه جثته في احد الطرق المهجورة ؛ وبعد عدة أيام من اكتشاف الجثة تم القبض علينا تباعا وتم التحقيق معنا في مباحث امن الدولة ما أدراك حتى إجراءات النيابة والمحاكمة الطويلة ؛ وتم إصدار حكم الإعدام علينا وبعد الاستئناف في الحكم تم تأييد الحكم بالإعدام على الأمير شكري مصطفى والضابط مجموعة من الأخوة ؛ وتم تنفيذ الإعدام عليهم وخفض على الباقي بالإشغال الشاقة المؤبدة ؛ وأنا حكم عليه بعشرة سنوات أشغال كم حكمه عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية الفنية العسكرية وتم ترحيلنا إلى إحدى الليمانات لتنفيذ العقوبة ؛ ومنذ دخولي أول شيء فقدته هو اسمي وتحولت إلى نمرة استمرت معي حتى ميعاد خروجي متى لا اعلم وكذا شعوري بأنني لن أرى شمس الحرية من جديد خارج هذه الأسوار ؛ ومرت الأيام بطيئة ثقيلة على النفس وبعد عدة سنوات قدم علينا بعض الإخوة المحكوم عليهم في القضية المسماة العائدين من أفغانستان ؛ وأخذه يروى كيف تم إرسالهم على مجموعات وكل مجموعة عن طريق بلد وسيط مختلفة وتجمعنا هناك؛ لمساعدة إخواننا في أفغانستان ضد الروس الكافرة الذين يحتلوا أرضهم و ماذا حدث لهم لقد مكثوا هناك أكثر من ثلاثة سنوات وهول ما رائية من مذابح وأشلاء وحرب ليس فيها شيء من الإنسانية ولا شفقه و رحمة من كلا الطرفين المتصارعتين ؛ وكون جماعة وكنت انا أميرها في محاولة نشر مبادئ الجماعة بين المساجين منهم اقتنع وانضم لنا وكثيرا رفضه حتى التحدث معنا ؛ وكانت أدارة السجن تعمل لنا اجتماعات يحضرها مشايخ من الأزهر أو وزارة الأوقاف في محاولة اثنائنا عن المبادئ التي نعتنقها وتعلمن الدين الصحيح ولكن دائما تنتهي هذه الاجتماعات بالمشاحنات وكما تبدأ تنتهي ؛ وكانت أسرتي تزورني كنت انتظارها بفارغ الصبر؛ وكانت أحداث التفجيرات في التحرير والأزهر وأماكن أخرى وكنا إذا سمعنا عن حادث تفجير نهلل ونكبر ؛ ومرت عدت مرات على ميعاد الزيارة ولم يأتي احد لزيارتي وكاد الجنون والقلق أن يقتلني حتى جاءت زوجتي ولكنها على غير عادتها يعلو وجهه الحزن وعندما سائلتها عن سبب ذلك الحزن فاضت عيناها بالدموع ولم تجيب ومع إصراري على معرفة السبب انفجرت ففي البكاء وقالت أبوك وابنك ماتوا في احد التفجيرات التي حدثت من مدة ولذلك لم احضر المدة الماضية فوقعت مغشيا عليه من واقع الخبر و نقلت لمستشفى السجن وقد مكثت بها عدت أيام حتى استعدت صحتي وعدت لزنزانتي مره أخره فجلست في زاوية منها واضعا راسي بين قدمي وانفجرت الدموع من عيني من جديد غير مصدق ما حدث لأبى وأبنى الطفل الذي لم يتجاوز عامه العاشر فلا ذنب له ولم يفعل سيئة يحاسب عليها وأبى الرجل الذي يعرف دينه ولم يترك فرض في حياته ؛ فكانت هذه الحادثة نقط تحول في حياتي وبعد استعدت نفسي وعقلي بعداءة أعيد حسابتى من جديد وأعيد التفكير على كنت على حق أم باطل وكنت مضلل باسم الدين وكان لهم أغرض أخرى وكنا عساكر شطرنج يتم تحريكنا كما شاءه ؛ وقرارات أن اترك كل ما تعلمته من كتب الجماعة ودروسهم وان أبداء من جديد في قراءة القران وتفسير كبار علماء الأزهر والأئمة في محاولة فهم الدين الحنيف من منابعه وانتظمت في حضور الندوات التي يعقدها علماء الأزهر والأوقاف بالسجن كل أسبوع ومناقشتهم في أدق التفاصيل حتى ترسخ الإسلام الصحيح في عقلي وأيقنت بأنني وكل الأخوة كنا على باطل ؛ وأخذت على عاتقي محاربة أفكار الجماعة و أي فكر مضلل منتشرة بين الأخوة وكذالك المسجونين ؛ وكانت حرب شرسة بيني وبين أعضاء الجماعة وقد وصلت لحد أنهم حاولوا قتلى ولكن الله سلم ؛ وفضل الله وعونه وبمساعدة وعلماء لم تيقنه من حسن إيماني وصلاح عقيدتي الدينية تمكنت من إقناع الكثير في العودة إلى الدين الحنيف ؛ مما شجعه أدارة السجن على تذكيتي للعفو عنى لم تبين لها عن عدولي عن المعتقدات الباطلة وعودتي إلى الدين الحق ومساعدتي في تصحيح معتقدات الكثير من الأخوة ورجعهم عن كل باطل وضلال ؛ وتنبهت عند وقوف السيارة إمام مديرية الأمن لاستكمال إجراءات الإفراج عنا وبعد ذلك أخذتنا سيارة أخرى إلى مباحث أمن الدولة لاستكمال الإفراج حيث أننا مسجونين في قضايا تمس امن دولة وعند دخولي تذكرة ما لقيت هنا أثناء التحقيق بعد القبض عليه ولكن كان هنالك فرق في المعامل بين الماضي و الآن وبعد انتهاء كل شي انصرفت وخرجت إلى الدنيا أسير في شوارعها من جديد دون خوف .... ولكن سوف تظل نفسي في حيرتها ماذا قد خبأت الأيام القادمة لي .....
    تمت فى /21/10/2017
    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Empty رد: مجموعة قصصية حــــــــب لـــن يمــــوت للكاتب حسن عبدالمنعم رفاعى رقم الأصدار الداخلى 2020/344

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 8:52 pm

    ذكريات عمري
    ============
    ** جلست على مائدتي يسار كوشة العريس والعروس ؛ وأنظر للعريس بجوار عروسته الجميلة تغمرني السعادة والفرحة ؛ وأراقب المدعوين وهم يتسابقوا لتهنئة العروسين والتقاط الصور التذكارية معهم ؛ والأضواء تتلألأ حولنا ترسم أشكال جميلة بديعة ؛ وتعزف الموسيقى و الأغاني في صخب والجميع في سرور وسعادة ؛ وآخرين يرقصوا فرح وبهجة ؛ ولكن أشعر بشيء فى نفسي ؛ وعدت انظر للجالس أمامي فهذا أبنى بالروح ليس بالدم ؛ فأنا من قام بتربيته ورعايته طوال هذه السنين ؛ كم سهرت الأيام والليالي بجواره سواء في مرضه أو طوال أعوام دراسته ؛ وها قد مرت سنوات المعانة وليالي السهر وأصبح رجل ذو مكانه ومركز مرموق ؛ والآن يجلس بجوار عروسه التي أحبها وأحبته منذ زمن ؛ ولكن تداعت بمخيلتي أفكار شتى وعادة الذكريات تمر أمامي نظري كشريط السينما ؛ وسرحت بخيالي أتذكر أول مره وقعت عينيا على جمالها وسحر عيونها كان يوم عادى مثل كل يوم اذهب للمطعم وقت الراحة قبل العودة للشركة لاستئناف العمل من جديد ؛ ولكن فى ذلك اليوم كان مختلف فكان مزدحما تماما ولم أجد طاولتي التي اعتدت الجلوس عليها كل يوم اشرب قهوتي وأتصفح الصحف اليومية لم أجد مائدة شاغرة وأثناء بحثي عن مكان أخر للجلوس ؛ جائنى صوت من بعيد يناديني فالتفت نحو مصدر الصوت وقفت فى حائرا فلا احد اعرفه جالسا ؛ وجاء الصوت مرة أخرى يدعوني للجلوس معها فنظرت فإذا بسيدة جميلة الطلعة فى كامل وهندامها وزينتها قلت فى تردد -:أنا ؟- نعم أستاذ امجد - حضرتك تعرفيني ؟ - شخصيا لا؛ ولكن أراك كل يوم فى نفس الوقت تجلس على الطاولة بجوار النافذة وعرفت اسمك من العاملين هنا ؛ أتفضل بالجلوس أن لم يكن عندك مانع - لا أبدا ؛ بس مش ها أقطع عليك خلوتك أو اسبب أي إحراج ؟- لا تفضل فجلست وعم الصمت بيننا وقطع الجرسون قائلا :- هل حضر لك مثل كل يوم يا أستاذ امجد ؟ فتنبهت له وقلت:- شوف أولا الأستاذة تشرب أيه ؛ ونظرت نحوها قائلا:- تسمحي لي أعزمك على شي جزء من كرم حضرتك فتبسمت فى خجل وقالت:- سأطلب قهوة - وانأ كمان ؛ فأطبق الصمت من جديد إلا من تبادل النظرات المختلسة بيننا من حين لأخر ؛ وجاء الجرسون ووضع الطلبات على الطاولة فقطعت الصمت:- بصوت رخيم ميرسى على ذوق وكرم حضرتك وتبادلنا كلمات الشكر الابتسامات البسيطة ولم انتهت باحتساء قهوتها قالت.. لقد تأخرت والمرة القادم على حسابي وضحكت ومضت فى طريقها فقمت ودفعت الحساب وعدت للشركة لانجاز ما تبقى من الإعمال ولكن من شدة حيرتي وتفكيري بهذه الإنسانة لم استطيع انجاز إعمالي كلها فعدت للمنزل وقد مر الليل بطيئا وثقيلا وأنا أتقلب فى فراشي لم استطيع النوم من التفكير فيها حتى انبلج نور الصباح؛ فأخذت حمام سريعا لكي استعيد نشاطي من جديد وذهبت للعمل مبكرا عن كل يوم مما أثار عجب الزملاء وكنت طول الوقت انظر لساعتي مستعجلا وقت الراحة لذهاب لأراها وفى الموعد ذهبت مسرعا واتجهت إلى طاولتي و كنت أتفصح فى وجوه الجالسين ولكن لم أجدها وجلست أتطلع لكل خارج و داخل للمطعم ولكن لم تأتى فى ذلك اليوم وظل الحال على هذا المنوال عدت أيام وأنا انتظر وهى لا تأتى حتى ظننت أنها كانت مجرد صدفه ولن تتكرر وبمرور الأيام عدت لحياتي الروتينية ؛ وفى احد الأيام وبينما كنت مشغولا بقراءة الصحيفة وقت الراحة تنبهت على صوت يقول:- تسمحلى بالجلوس؟ فرفعت عيني لأجدها أمامي من جديد وقد أذهلتني المفاجأة ؛ لم استطيع الرد فضحكت وقلت:- ها تقولي أتفضلي أجلسي - لسه فاكرني ولا أقطع خلوتك ؟ وقفت وقلت متلعثما :- لا أبدا وهل يخفى القمر أتفضلي ؛ فتبسمت وقالت :- ميرسى على ذوقك ومجملتك الرقيقة وجلست ثم قالت :- آنت اليوم ضيفي كما اتفقنا المرة السابقة فضحكت قائلا :- لا أنتي دائما فى ضيافتي حتى وأنا غير موجود سأنبه عليهم يضيفوا طلبك على حسابي ؛ فضحكت ؛ وكانت تضع عطر لم استنشق مثله من قبل فامتزجت ضحكاتها وعطرها معا فملأت المكان كله نشوا وبهجة ؛ ومرة أخرى ولم انتهت من احتساء قهوتها نظرت لساعتها وقالت.. لقد تأخرت والمرة القادم على حسابي بس بجد وضحكت ومضت فى طريقها فجلست فى صامت وحيره من جديد ؛ وفى اليوم التالي ذهبت للمطعم فلم أجدها هناك ومرة الأيام تلوه الأخرى لم تظهر من جديد؛ وفى يوم عطلتي استيقظت كعادته في الصباح ولكن لم أقم من سريره كالمعتاد وبقت صامتاً أفكر في كل ما جرى من أحداث في الأيام الأخيرة وتذكر وما حدث مع هذه الإنسانة التي تظهر ثم تختفي من جديد كالشبح ولم اعرف عنها أي نشيئا حتى الآن ولا اسمها ؛ ثم نهضت فى تثاقل وقرارات التنزه لا أتخلص من همومي وأفكاري ؛ ونزلت أسير على غير هدى شرد الذهن ؛ وقدتني قدما غالى ضفاف النيل وقد انهكنى السير والتفكير ؛ وألقيت بجسدي على أول مقعد أمامي تراءى لي صورتها التي انطبعت في وجداني تقاسيم وجهها الناعمة لا نتؤات وعيناها زرقاوان وشعر قصير يمل لونه إلى الأشقر المحمر تعلوه ابتسامة ساحرة ؛ كم اشتق لها حقا لدرجة تجعلني اشعر بفراغ روحي سابحا فى أفكاري محاولا أن أجد تفسير يرحني فى هذه القصة الغريبة هل حب من طرف واحد أم أعجب ؛ وماذا أكون أنا لها مجرد شخص تطمئن للجلوس معه عند قدومها للمطعم ثم تمضى من جديد بدونك شمسي ستتجمد وقمري سينطفئ ومره الوقت عليه حتى أطبقه الليل وقمت عائدا للمنزل وقد زادت همومي وشرودي أكثر من قبل ؛ وسارت الأيام دواليك في رتبتها ؛ حتى أرسلتني الشركة لفرعها بالقاهرة لانجاز بعض الأعمال هناك وبعد الانتهاء منها أخذت فى التجول بشوارعها لمضى ما تبقه من الوقت على ميعاد قطار العودة حتى وصلت لجروبي دخلت لأستريح واحتسى فنجال من القهوة وجلت بنظري فى أرجاء المكان لأجد طاولة لأجلس عليها ؛ و ستقطب أنتباهى سيدة تجلس بالقرب من النافذة وكنت أقف بعيدا من خلفها فلم أتبين ملامح وجهها ولكن انتابني أحساس غريب هي من ابحث عنها فهل هذا معقول أجدها هنا وعلى غير ميعاد ؛ فاستجمعت شجاعتي وتقدمة نحوها قائلا :- حضرتك منتظر احد أم تدعوني للجلوس فلتفتت نحوى وقد إن عقده لسانها عندي رايتي ثم قالت :- لا مش منتظره حد أتفضل بالجلوس تعلو وجنتيها ابتسامه ساحرة تأخذ الألباب ومدت يدها لمصافحتي فسرت جسدي رجفة كأنها ماسي كهربا ثم وقالت :- أنت اليوم ضيفي ولن اقبل أعذار تحب تشرب القهوة ولا نأخذ شاي وكيك شكلك لم تأكل شي مثلى وبعدين القهوة فضحكت قائلا:- طيب القهوة عليه أنا فضحكة فكانت أجمل ضحكة سمعتها فى حياتي ردت قائلة:- لا أنت ضيفي اليوم واتى الجرسون بالطلبات وطبق الصمت ونحن نتناول الكيك والشاي ولم يخلوا الصمت من النظر لبعضنا وتبادل الابتسامة ولم يقطع الصمت لا قدوم الجرسون لرفع الأطباق الفارغة و احضر القهوة ، فبدرته بالسؤال قائلة :- إيه الظروف السعيدة التى أتت بك للقاهرة قال مأمورية هنا ولو كنت اعلم باني سوف أرك لقدمت من زمن فتبسمت فى خجل وأكمل قائلا وحضرتك حتى الآن لم التعرف على اسمك ولا طبيعة عملك هل انتى من القاهرة وتأتى للإسكندرية ولا العكس من الإسكندرية وحضرت للقاهرة فى مأمورية مثلى ، ردت قائلة : أنا مدام حنان مدير مكتب رجل أعمال ودائمة أنتقل معه حيث يذهب .. وحضرتك أنا مهندس بشركة أعيش وحدي لم أتزوج بعد وحضرتك الشغل والسفر والتنقل الدائم لم يؤثر على حياتك وبيتك ظهر الوجوم على ملامح وجهها وقالت :- لأسف أنا مطلقة وليس عندي أولاد ولولا هذا لكنت استقالة ثم سادة الصمت بيننا.. فقال مسترسلا : حضرتك مقيمة هنا ولا هناك.. قالت:- مقيم هنا وبذهب إلى الإسكندرية كثير لنا فرع هناك لإعمال الشحن والتفريغ بالميناء، وأخذنا نتحدث في مواضيع أشياء كثير ثم طلبت منها قائلا : - لو كان عندك وقت أريد أن أشترى بعض الهدايا للأصدقاء ولا أعرف المحلات هنا أو ماذا اشترى لهم. فردت قائلة:- أنت تريد مرشدا سياحية وضحكت وقالت:- عندي وقت وعموما وأنت ضيفي هيا بنا وطلبت الحساب وأرادت الدفع ولكن وأصرت أنا على دفع قلت لها : اعتبر اجر المرشدة السياحية وضحكنا وغادره المحل وطوفنا المحلات نشترى الهدايا ونتحدث ونتسامر وتعلوا ضحكاتنا وبعد الانتهاء من شراء جميع الهدايا واستوقفتها قائلا :- أريد أن اشترى هديه جميلة لإنسانة عزيز عليا جدا .. قالت : كم عمرها وفى حدود كام قلت:- فى حوالي العقد الثالث ولا يهم المبلغ ثم قالت : هل تريد شي معين سكت برهة وقال:- لا اعرف أنتي أدرى منى فيما تحبه السيدات فى الهدايا فذهبنا الى محل للحقائب وطوفنا بالمحل نتفرج وتأخذ رأى فيما رأيت قلت لها أنا أثق فى زوقك اعتباري انك تشترى حقيبة لكي فبتسمية وقالت:- هذه حلو أوى ورقيقة تناسب كل المناسبات فأخذنها وانصرفنا ثم نظرت الى ساعتها وقالت:- متأسفة جدا لازم ارجع للمنزل فقلت :- لها تسمحي لي أوصلك الى المنزل وأنا فى طريقي لمحطة القطار فوافقت وركبنا السيارة وفى الطريق سألتها أرك فى الإسكندرية أنشاء الله قريبا ردت قائلة:- عندي بعض الأعمال ولا اعلم متى سوف احضر هنالك ووصلنا للمنزل فشكرتها على هذا اليوم الجميل الذي قضيناه سويا فردت والابتسامة تعلوا وجهها وقالت:- أنا التي أشكرك على هذا الوقت فى حفظ الله ونزلت وانطلقت السيارة فى طريقها ولكن طلبت من السائق المرور على شركة إرسال الطرود وسلمت مندوب الشركة الحقيبة وكما طلبت منه إرسال هذه الحقيبة أن كان ممكن إرسال معها باقة من الأزهار الجميلة ردى عليه المندوب ممكن وارفت معها كارت كتبة فيه أرجو أنت تقبلي هذه الهدية المتواضعة وباقة الإزهار التي تعبير على امتني و شكري على هذه الساعات التي كانت من اسعد أوقات حياتي ثم أكملنا الطريق الى محطة القطار وكنت اشعر بالسعادة وراحة طوال الطريق حتى عودتي للمنزل؛ ومرت الأيام وأنا انتظر و لم تأتى ؛ ولكن فى هذا اليوم كان عندي أحساس يراونى بأنني سأراها اليوم وكنت أحاول اطرد هذا الوهم من عقلي حتى لا اصدم مثل كل يوم؛ عندي دخولي رائيتها تجلس على المائدة المفضلة لي قرب النافذة التي اعتادت الجلوس عليها كل يوم كأنها تنتظر قدوما فلم اصدق عيني ؛ فأسرعه الخطى نحوها وقلبي يخفق من شدة الفرح فلم رأتني قادم نحوها علا وجهه ابتسامه يغار من نور الصبح فقالت لها:- تسمحي اجلس معك فعلت منها ضحكه رنانا لفتت أنظار الجالسين حولنا وقالت :- أنت صاحب المكان وأنا ضيفه عندكم وتبادلنا الابتسامات فجلست وأنا أتأمل ملامحها لتزود بها أيام بعدها عنى ثم سألتها ماذا تأخذي ولا اطلب شاي وكيك مثلى وبعدها نشرب قهوة قالت:- ميرسى أخذ قهوة فقط ولكن عاتبة عليك فقلت :- هل حدث منى شي يغضبك فردت قائلة:- ممكن أتقبل باقة الأزهار ولكن الهدية التي أرسلتها قلت:- هذا أقل شي تعبيرا عن تقدير وامتنان على هذا الوقت الجميل الذي منحتني أيه وقالت:- لا مكافئة المرشدة السياحية بالقاهرة فضحكنا معا فقلت لها:- أبدا هدية من صديق لصديقته واسترسلت قائلا :- هل عنك وقت نمضيه سويا ولا تشربي قهوتك وتذهبي فى عجل مثل كل مرة فقالت:- متأسفة عندي عمل كثيرا ولكن جاءت لأشكره على هداياك بس أوعدك فى وقت أخر فقلت :- ممكن نتعشى ونسهر سوا يوم الخميس أيه رأيك قالت :- أوك على الساعة السابعة وتبادلنا أرقام الهواتف وبعد الانتهاء من قهوتها وقامت مسرعه وقالت:- سلام ها أنتظر مكالمتك وذهبت فى طريقها وتركت لى الهواجس بين الفرحة بالموعد وتوجس عدم اللقاء ؛ ومرت الأيام ثقيلة كالدهر وأنا احسب الساعات فى لهفة وشوق لهذا اللقاء وأخيرا جاء اليوم الموعود ؛ وبعد عودتي من العمل حاولت أستريح من عناء العمل واستعادت نشاطي فلم استطيع النوم حتى دقة الساعة السادسة فقمت أخذت شور وفتحت الدولاب على مصراعيه لانتقى أحسن ما عندي لهذه المناسبة ؛ واتصلت بها كما اتفقنا فردت عبر الهاتف بصوت رقيق الو من معي فنتبنى قلق شديد وقلت لها:- مساء الخير أنا امجد حضرتك نسيته موعدا فردت قائله أهلا امجد أسفه نسيت أسجل رقمك عندي كلها دقائق وكون جاهزة فقلت:- ممكن احضر لاصطحابك قالت :- ها تعبك كده ؛ بلا يسعدني ذلك كلها نصف ساعة وأكون عندك واتصل بك لتنزلي ؛ أسرعة بالنزول وكنت أسابق الريح للوصول عندها ؛ وتصل بها أوقفت السيارة أمام المدخل وانتظرت نزولها وحين رائيتها قدمه نحوى وقفت فى ذهول مما رائيته من جمال وفتنه فكانت فى منتهى الأناقة والذوق الرفيع فى انتقاء كل شيئا تلبسه أو تتزين به وتحمل الحقيبة الذي كنا اشترينها سويا عند النظر لها ترى الجمال كله متجسد فيها ويفرح منها عطر أخذني لعالم أخرمن الأحلام ؛ فعالت وجهي الابتسام وقلبي يخفق بشدة وفتحت السيارة وقلت :- أتفضلي مولاتي قالت:- من أنا وضحكت وصعدت للسيارة طبعا ومن غيرك هنا قالت:- كل هذا الكلام الرقيق لي مرسى قلت:- إلى أين تحب ملكتي الجميلة أن نذهب لقضاء السهر ردت قائلة :- عموما أنت صاحب الدعوة وكيفما تريد قالت:- ولكن أنتي ملكة التي تقام الحفلة على شرفها وجميع أوامرها تنفذ دون إبطاء ؛ وقالت:- أترك للمرشد السياحي حرية التصرف وضحكنا سوا وانطلقنا بالسيارة ؛ وبعد العشاء دعوتها لنرقص على أنغام الموسيقى الهادئة التى تصبغ الأجواء مزيد من الرومانسية ومضى الوقت سريعا ونحن نتسامر ونضحك فلم نشعر حتى منتصف الليل فقالت:- لقد تأخر الوقت لنذهب ؛ وانطلقنا بالسيارة عائدين وفى الطريق قلت لها:- أيه رأيك اليوم الجو جميل والسماء صافية والقمر منور وفى كامل جماله والنسيم عليل نتنزه سوا على شاطئ البحر أم متعبه وتريدي العودة لتستريحي ردت قائلة:- بصراحة لأريد النوم الآن قال :- رأيك نتمشى أحسن أو بالسيارة قالت:- نكمل سيرا على البحر الجو جميل والنسيم نزلنا وتركت السيارة بمحطة تشحيم للغد و أكملنا المسير سيرا على الأقدام فى طريق العودة و دون أن ندرى تشابكت أيدينا وأخذنا الحديث والضحك حتى وصلنا دون أن ندرى وتجاوزت الساعة الثانية صباحا وقلت لها:- هذه أمتع سهرة أمضيتها فى حياتي فردت قائلة:- ميرسى على والوقت الممتع والسهرة الجميلة فقلت لها كيف وأنتي تمضى سهرات كثيرة ؛ حقا ذلك ولكنها سهرات عمل ولا أكون على سجيتي مثل اليوم فقتلت :- أوك كل ما تكون بالإسكندرية نسهر معا فقالت:- إنشاء الله اتركها للظروف فقلت :- ارق غدا ونتغذى معا ردت قائلة:- متأسفة مسافر القاهرة غدا عندي أعمال ومواعيد كثيرة متى أراك قالت:- لا أدرى احتمال نسافر فرنسا ولا أعلم متى سوف احضر هنا وسوف اتصل بك عند عودتي تصبح على خير فودعتها ومضيت عائدا للمنزل بين شعور بالسعادة وحزين على بعدها ومتى سوف أراها ثانيا وحتى وصلت فاتجهت للمسجد المجاور لأداء صلاة الفجر وثم صاعدة للشقة وألقيت بنفسي على السرير وأنا استعيد اللحظات الجميلة التى قضينها معا ولم اشعر بنفسي حتى رن الهاتف وقد تجاوزت الساعة الواحدة ظهرا ؛ ومرت الأيام وأنا انتظر روائيها من جديد وحاولت الاتصال بها دون من مجيب وكلما رن هاتفي أرد فى لهفة وشوق لعلها تكون هي المتصلة ومر أكثر من عشرون يوم منذ افترقنا قد بداء اليأس يتسرب الى نفسي بأني لن أرها مجدد ؛ وفى احد الأيام كنت مشغول فى عمل مطلوب انجازه على وجه السرعة ورن الهاتف لم اهتم بالرد وعاود الرنين عدة مرات فردت على مضض لانشغالي بالعمل ؛ فجاء صوت رقيق الو امجد وإخبارك أيه فعقد لساني ولم أرد حتى جاء صوتها من جديد امجد روحت فين أنت سمعني فتنبهت فقلت:- أنتي فين وصلتي ولا لسه بره وإيه الغيبة الطويلة كنت بتقولي عشرة أيام فقط وقد مضى أكثر من ثلاث أسابيع وحشتينا أوى فقالت:- ظروف العمل أنا وصلت القاهرة الآن وسوف أحكى لك كل شيئا لم أشوفك فقلت :- ألف حمد لله على سلامتك طيب ها تحضري أمته أسكندريه قالت :- يوم الخميس إنشاء الله فقلت:- إيه رأيك نتعشى ونسهر معا احتفالا بعودتك قالت :- اوك سلام الآن ولم احضر سوف أكلامك ونتفق على الميعاد ؛ وعدت اتمم العمل الذي بيدي وقلبي منشرح وسعيد ورجعت إلى المنزل فى ساعة متأخرة قد جميع الأعمال حتى أكون متفرغ ليوم الخميس ولقاء حبيبتي ؛ وأخذت اعد الساعات حتى ميعاد لقائنا وفى اليوم الموعود اتصلت بها لأعلمها عن قدوم لأخذها ونسهر معا وفى الطريق قلت لها:- إيه الغيب ده كلها قولت ها تغيب عشرة أيام فقط والآن مضى أكثر من شهر كنت قلق عليك وحاول الاتصال أكثر من مره فلا مجيب ردت قائلة:- طارئة ظروف جعلتنا نتنقل فى عدة دول لم تكن فى جداول الأعمال حين أخبرتك فقلت:- كنت أفكر فيكى طول الوقت وحشتينا أوى فتبسمت قائلة:- وأنت أيضا وشغلت تفكيري وبعد العشاء وعلى أنغام الموسيقى التي تسحر الألباب ؛ قامت بفتح حقيبتها وأخرجت منها علبة هداية وقالت تفضل فقلت:- لماذا تتعبي نفسك أهم حاجة بالنسبة لى عودتك بآلف سلامه ردت قائلة:- بصراحة أول ما شفتها فى وجهة المحل تخيلتها وأنت تتزين بها عنقك أرجو وان يعجبك زوقي وتقولي رأيك ففتحت العلبة لم أخرجته قلت :- لم أرى رباط عنق مثله هنا من قبل ده ماركة عالمية زوقك يجنن فردت قائلة:- ممكن اشفها عليك كما تخيلته فقلت :- عايزه طقم جديد ومناسبة خاصة أوعدك لم نتقابل المرة القادمة ها تشفيها عليه ؛ وأمضينا لحظات ممتعه لا تعد من العمر ودائما تمضى الأوقات السعيدة دون آن تدرى وأثناء العودة قلت:- رأيك أيه نمضى سويا على الكورنيش ردت قائلة:- لاستطيع متعبه جدا وعايزة أنام أسبوع من التعب وودعتها على وعد بالغداء سوا غدا ثم تعددت اللقاءات بين القاهرة والإسكندرية ولا يمضى يوم دون اتصال سواء كانت بمصر أو بدوله أخر ؛ فلم اعد استطيع الابتعاد عنها وقرارات الارتباط بها وكانت فى القاهرة واتصلت بها وقلت :-الو حنان عايز أشوفك ضروري ردت قائلة:- خير يا امجد مالك فى أيه الأسبوع القادم سوف احضر للإسكندرية قلت :- لا أستطيع الانتظار سوف احضر باكر للقاهرة ونتقابل فى المرديان الساعة الثالثة ردت:- أوك يا امجد ؛وفى الصباح أخذت طريقي للقاهرة وعند وصول القطار لمحة مصر وتوجهه للمرديان وقد وصلت قبل الميعاد بساعة جلست انتظرها وأنا أفكر كيف أبداء الحديث وكيف أقابل الأسرة وهل تقبلني زوج لابنتهم ؛ وانتبهت على صوتها وهى تجلس وتقول:- خير يا أمجد مالك في أيه قلقتن عليك قال:- بصراحة مش عارف إبداء الموضوع منين قالت:- أول مره أشوفك غريب كده موضوع أيه اللي عايز تقوله رد قائلا:- من الأخر تقبلي تتزوجني فا تبسمت في صمت وبدئ على وجهها علامات الخجل وقالت:- موافقة طبعا قلت:- متى يمكن أقابل الأسرة أنا أريد اليوم قبل بكره ردت قائلة :- أعطني فرصة أتحدث مع بابا أنت تعلم انه يعمل بالخليج واتفق معه وكذلك لازم أرتب الشغل مع المدير كمان علشان الوضع الجديد ردت مسرعا قائلا:- أهم حاجة عندي انك موافقة على أن نمضى عمرا معا ومضى الوقت سريعا وعدت إلى الإسكندرية على وعد باللقاء هناك وبعد أسبوع حضرت واتصلت بى لنتقابل على الغداء و كنت بانتظارها وقلت:- أهلا حنان وحشتينى أوى ردت قائلة:- وآنت وحشتني أيضا وسارعت قائلا:- كلمتي بابا وأمته استطيع مقابلته ردت قائلة:- أخبرته بكل شي عنك وقال لي الاتفاق مع عمى الكبير وفى كل شي وهو سوف يحضر قبل عقد القران فقلت:- أمته استطيع أن أقابل عمك قالت:- أخر الأسبوع القادم وها تصل بك أخبرك بالموعد أعطيك العنوان وبعد الغذاء ؛ دعوتها لترى عش الزوجية لكي أبداء في تجيزها وقد اتفقتا بأنها سوف تحضر مهندس للديكور تعرفه وتتفق معه على كل شي من أثاث وديكور ؛ وبعد عدت أيام اتصلت بى تخبرني أن عمى سوف ينتظرك يوم الخميس القادم ردت عليها هذا اسعد خبر سمعته في حياتي هل أرك قبلها قالت:- لا سأنتظرك عند عمى ؛ وذهبت فى الموعد إلى منزل عمها وقد قابلا بكل حفاوة وتم الاتفاق على كل التفصيل وسترسل قائلا وعندي حضور والد حنان الشهر القادم وتكون قد انتهيت من تجهيز شقتك نحدد موعد الزفاف ؛ ومرت الأيام ثقيلة وبعد شهر حضر والدها وقابلته وتم الاتفاق على موعد الزفاف وتم الحجز قاعة الأفراح بالفندق؛ وتضطر ظروف عملها السفر للخارج لإنهاء بعض التعاقدات قبل الزفاف وشراء فستان الفرح ؛ ولم تنقطع الصلة بيننا يوم سواء خطابات أو مكالمات ؛ وأقترب موعد عودتها وصرت اعد الأيام الباقية ؛ وأنا احترق شوق واللهفة لرؤيتها ؛ ولم أنام الليالي أفكر فيها وماذا أقولها عن والعذاب والألم طوال بعدها عنى ؛ ولم انتبه إلا صوت يدعوني لعقد القران وبعد العقد علت الزغاريد وقام الجميع بالرقص احتفالا بالعروسين وعلى الساعة الثانية عشر علا صوت المزمار تعلن عن الزافة وعن انتهاء العرس وركبنا السيارات فى موكب لآصال والعروسين للمطار لقضاء شهر العسل وبداء حياتهم الجديدة سويا؛ وأنصرف الجميع إلى منازلهم ؛ وعدت للمنزل يتملكنا شعور الفرحة وشعور الوحدة واستلقيت على الفراش وحاولت النوم ولكن هيهات فقد تزاحم فى عقلي ذكريات الماضي من جديد وتذكرة اليوم الذي كنت انتظره يوم عودتها من الخارج لإتمام زواجنا وفى ذلك اليوم ذهبت انتظرها في المطار وكلى فرحه وشوق لها ؛ والقلب يكاد يتوقف من فرط السعادة لرؤيتها من جديد؛ ومرة الدقائق كل الدهر وكلما أقترب الوقت يزداد قلبي في الخفقان فى أنتظر إعلان وصول طائرتها؛ ولكن فجاءه يعلن عن تحطم وسقوط الطائرة القادمة على متنها وتدور الدنيا بى ولم أدرى بشيء ؛ وعندما ابتدأت استعيد وعى ونظرت لأجد حولي الآهل والأصدقاء وأنا ارقد بغرفه بالمستشفى ماذا حدث وأرى علامات الحزن والأسى على الوجوه ؛ فكنت أعانى من انهيار عصبي بسبب هذه الفاجعة ؛ وخرجت بعد فتره ليست بالقصيرة لا أدرى ماذا افعل بدونها ؛ وقررت السفر بعيدا عن أي مكان يذكرني أجمل أيام عمري معها محاولا النسيان ؛ وسبحت مع ذكرياتي إلى أعماق الماضي وأثرت الرحيل وأبتعد عن أي مكان ذهبنا ليه أو مررانا بيه سويا يذكرني بها ولكن هيهات النسيان ؛ ومرت أعوام في التنقل من مكان إلى أخر ومن بلد إلى أخرى كإنسان يبحث عن شيء ضاع منه ؛ حيث أطمأنة نفس في هذا البد الجميل ذات الطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة ؛ الجبال يكسوها الجليد فى الشتاء وحدائق وسهول غناء فى الصيف ؛ وسماحة وطيب أهلها وتعرفت على مجموعة من الأصدقاء نجتمع كل مساء للتسمر ؛ وذات مساء ونحن مجتمعين اقترح احد الأصدقاء أن نذهب في عطلة نهاية الأسبوع في رحله إلى الجبال للتمتع بالطبيعة الساهر والتزلج فقد كان هذا الوقت من العام تكسو الجبال الثلوج والجميع يذهب إليها للهو والسمر والخروج على وتيرة الحياة ؛ وتجمعنا يوم العطلة ؛ وذهبنا للتمتع وبين السمر والتراشق بكرات الثلج تتعالى الصيحات والضحك ؛ وكنت انظر لهم وهم يتسابقون بالزلاجات والمواقف المضحكة وهم يسقطوا بها ؛ وحاول الأصدقاء أن تعلم السير بها فقد اذهب كثيرا هناك ولم أجربها مرة واحده كنت اكتفى بالمشاهدة ؛ وكانت أول مره التزلج على الجليد وبين السقوط تارة والسير تارة أخرى بين ضحكات وصيحات التشجيع لى ؛ وفى احدي المحاولات بها تصادمت بشخص أخر وسقطنا سويا وقمت مسرعا ومدت يدي لها في محاول مساعدتها على النهوض وهى ممسكه بيدي وترفع رأسها وتنظر نحوى كانت المفاجئة التي عقدة لساني و اثبت في مكاني وينتابني الذهول ؛ وعدت أحدق من جديد أكذبا ما تره عيني وغير مصدقا لم أرى ؛ وارتسمت على وجهها الدهشة والذهول أيضا من هول المفاجئة التي نزلت على كلانا كالصاعقة ؛ بعد أن تمالكنا أنفسنا ؛ إشارة بيدها نحو طفل جميل قادم نحوها تعلو وجه الابتسام وفيها كل معاني براءة الطفولة ؛ وقالت ابني هيثم سلم على عموه أمجد فجثوت اقبله وأداعبه ؛ فنظر نحوى ثم شخص ببصره نحو أمه وكأنه يسألها من هذا الشخص الغريب الذي يراه للأول مره ؛ وطلبت منها أن نجلس سويا ولكن اعتذرت حيث أنها مع مجموعه من صديقتها ولا تستطيع أن تتركهم ؛ وتواعدنا على العشاء معا فى محل كنت اعرفه حيث كنت اذهب هناك لبعيدة عن ضوضاء المدينة حيث أخبرتني بمكان عملها وعملي ؛ سارة وأنا أشيعها بنظرات كلها حب واشتياق ؛ عدت لهم أنسأن أخر غير الذي يعرفونه ؛ فارتسمت على وجوههم علامات الاستغراب والتساؤل عما حدث لي ؛ قررت العودة وباءت كل محاولاتهم لثنائي عن هذا وانتظر العودة سويا أو معرفة ما قد حدث ؛ فلم أستطيع قول شيء ؛ ركبت سيارتي للعودة للمنزل وقد أنتبنى حاله من ألا وعى والصمت ؛ عدت للمنزل وارتميت على أول شيء أمامي منهك القوى شارد الفكر ؛ تزاحمت الأفكار وتجمعت كل إحداث الماضي في عقلي ؛ حبي وعشقي لها وحبها لي ؛ وسفرها الاتصال اليومي بيننا والخطابات وانتظري لعودتها لإتمام زواجنا ؛ ثم الصدمة الكبرى بخبر سقوط الطائرة العائدة فيها وما قاسية من أحزان والألم لفراقها ؛ ورحيلي عن الوطن والتنقل من بلد إلى أخرى في محاولة النسيان ؛ وقمت انظر من النافذة لاستنشاق بعض الهواء إلا بتبشير الصباح تنير السماء فقد مر الوقت دون أن أدرى حاولت النوم فلم أستطيع ؛ تمضى الأيام بطيئة ثقيلة على نفسي كأنها أعوام لا تمر حتى موعد لقائنا ؛ جاء الموعد وسرت إلى هناك وتتزاحم الأفكار والذكريات في عقلي حتى كاد إن يصبه الشلل ؛ ووصلت قبل الميعاد وقد كنت حجزت مائدة منعزلة بعيده عن الجميع مطلة على حديقة لتعطى للنفس شيء من الهدوء والسكينة ؛ وظلت عيني تتنقل بين عقارب الساعة التي لا تتحرك أمامي ومنظر الحديقة الجميلة فقد كنت وصلت قبل الميعاد بفترة ؛ وفى ظله هذا الشرود والصمت لم ألاحظ قدومها نحوى؛ فلم أشعر لا بيد تمسح على رأسي برفق وحنان وتقول أين ذهبت بأفكارك ؛ رفعت نظري لأرى المتكلم ؛ فإذا بى أرها أمامي وقد ازدادت جمال وبهاء وعادت إلى كل لحظات الماضي الجميل التي أمضينها سويا وقد توقف الزمن على هذا وقد تبددت ظلمات والألم النفس وتحولت لسعادة وسرور كطفل أتاه ولده بشيء كان يتمنه وغمرتني الفرحة ؛ ثم جلست أمامي ونحن في صمت مطبق لا نفعل شيء غير تبادل النظرات التي تقول كل شيء بل أكثر مما تستطيع الكلمات إن تعبر عنه من مشاعر وأحاسيس متداخلة دخلنا من شوق وحب ولوعه والألم وحرمان السنين وعدم تصديق أننا نجلس سويا من جديد ؛ومرت فتره من الزمن قصرت أو طالت لا يهم غير إننا معا ؛ وقطعة الصمت وقالت:- بصوت حنون رخيم كنت فين هذه المدة الطويلة لقد بحثت عنك كثيرا ؛ لم احتمل أنباء سقوط الطائرة القادم عليها وصدمة فراقك للأبد وبعد خروج من المستشفى قررت البعد عن أنى مكان كنا نذهب إليه معا أو قد مارا به صدفه ؛ لذلك هربت بعيدا أتنقل من مكان إلى مكان ومن بلد إلى أخرى ؛ وعندما وصلت إلى هنا لم استطيع إن اتركه وكلما قررت الرحيل بعيدا ؛ كان أحساس بداخل أقوى منى يربطني بهذا المكان ؛ كان عندي يقين أن شيء سوف يحدث ولكن لم أتوقع إن الزمان سيرضى ويرافق بحالي ويعيدك إليه من جديد تردت قائلة: ظروف السيارة التي تقلنا للمطار عملت حدثه ونقلت للمستشفى ولم استقل الطائرة وبعد أسبوعان خرجت منها وسمعت أنباء سقوطها مثلك وحاولت الاتصال بك لعلمك دون جدوى وعندما عدت ذهبت إلى كل مكان كنا نذهب إليه معا لعلى أجدك ؛ ورغم ذلك لم افقد الأمل لحظه أن الأيام سوف تجمعنا سويا من جديد ؛ وتطرقه الحديث عن هذا الطفل الجميل الذي كان معها عندما التقينا ؛ قالت بعد مرور السنوات ولم اعثر عليك تزوجت والد هيثم لقد كان صديق الأسرة ووقف بجانبي خلال محنتي وقد حاول كثير أسعدي ورزقنا بهذا الطفل الذي ملأ عليه كل حياتي ومرت الأيام بنا ؛ ولكن لم يمهلنا القدر وقد توفاه الله منذ عامين وبقيت إنا وهيثم ومربيته؛ وأخذنا نتجاذب الحديث ونتقل من موضع إلى الأخر وتعلوا ضحكاتنا ومره الوقت علينا دون أن ندرى لا بتبشير الصباح تظهر في الأفق ؛ وقمنا متشابكين الأيدي وقرارنا ترك السيارة والعودة سيرا على الأقدام للتمتع بالهواء العليل والمناظر الخلابة والتسابق من الآن الى أخر ثم نمسك بأيدنا من جديد خوفا من المستقبل يفرقنا من جديد حتى وصلنا لمنزلها وقد سطعت الشمس فى السماء ووقفت أشيعها بنظري حتى دلفت إلى دخل المنزل وقد تواعدنا على اللقاء ؛ وقد تعددت اللقاء والخروج إنا وهى وهيثم في رحلات كثير معا والذهب لمنزلها وقرارنا إن نتزوج ونعيش معا وأكون والد لأبنها ؛ وعشنا سويا احلي وأسعد أيام عمرنا و لا يوجد إنسان اسعد منى في هذه الدنيا ؛ ومرت الأعوام ولكن السعادة لا تدوم طويلا ؛ فقد دهمها المرض وسرنا في رحلت البحث عن شفائها عدت سنوات حتى سكنت أنفاسها وذهبت إلى بارئها وقد تركتني ثانيا ولكن هذه المرة معي ابنها لا بلا ابني فقررت ألعوده إلى الوطن أنا وهو نعيش سويا ؛ حبيبتي آنت سعيدة الآن بعد ما تحقق ما كنا نحلم به معا و هو الآن بداء حياته الجديدة وتركني وحيدا أنا وأنت وأجمل ذكريات عمرنا معا ......

    تمت فى /4/11/2018

    ======================
    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Empty رد: مجموعة قصصية حــــــــب لـــن يمــــوت للكاتب حسن عبدالمنعم رفاعى رقم الأصدار الداخلى 2020/344

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 8:54 pm

    حياتي
    ===========
    كانت ليله من أيام الصيف وكان القمر مكتمل ينير كبد السماء ؛ وتمددت على سريري في استرخاء أتطلع للسماء الصافية لا تمتع بضوء القمر والنسيم العليل وفتحت المذياع ابحث عن أغاني قديمة شجية فكانت كوكب الشرق أم كلثوم تشدو بأغنية فكروني وسرحت معها بكل كياني ومشاعري وعشت معها في عالم أخر حتى انتهت من شدوها حاولت النوم فلم استطع وظللت أتقلب في فراشي وقد جفاني النوم عيوني ؛ فنهضت من فراشي وجلست في الشرفة وبدأت أتذكر حياتي من أولها وقد مضت أعوام كثيرة لا اذكر منها إلا بعض التفاصيل والباقي في طي النسيان ؛ فقررت أن اكتب بعض من قصتي لعلها تزيل بعض الهموم عن كاهلي ؛ فحياة الإنسان كتاب يسطر به كل شي فأول صفحته شهادات ميلادية وأخر صفحته شهادات طواها الثرى وبينهم قصة حياته بما فيها من جهد ومعاناة بها أوقات سعيدة أخرى حزينة ؛ فقد نشأت في أسرة متوسطة الحال وكنا سبعة أخوة وأخوات وكنت أوسطهم ، وكانت ميرفت جارتي وصديقتي و زميلتي في المدرسة كنا أكثر من صديقين كانت بمثابة الأخت بل أكثر وكنا نتزاور ؛ وبعد انتقلت للعيش بعيدا لم تنقطع زيارتنا لبعض ؛ وكانت لي عمة ميسورة الحال وليس لها أبناء جاءت ذات يوم توسلت لأبى أن تأخذني أعيش معها أؤنسها في وحدتها أكون لها بمثابة الابنة التي لم تلدها حيث أنها تعيش وحدها وزوجها دائم السفر؛ وانتقالي للعيش معها واعتبرتني ابنتها وشملتني بالحب والحنان كما تفعل الأم لابنتها وكدت انسي أمي وأخواتي من فرط رعايتها واهتمامها بكل شيء يخصني ؛ غير أنى كنت أذهب إلى أمي وأخواتي من حين إلى أخر امضي معهم بعض الأيام ؛ لكنى كنت دائما اشتاق للعودة إلى أمي الثانية وخاصة بعد وفاة ولدى الحبيب الذي كان أقربهم لنفسي ؛ حيث كنت اعتبره بيتي فقد كانت لي غرفتي الخاصة و بها كل شيء كملكة متوجه كل طلباتي مجابه وتتابعت الأيام على هذا المنوال ؛ وتم زفاف أختي الأصغر عفاف إلى هاني احد أقربائنا وكنت أزورها من حين إلى أخر وكانت كثيرة الشكوى من زوجها فكنت أحاول نصحها واهديها ؛ وبعد مدة ؛ جاء زواج آخى الأكبر وفيه حدث شيء غير متوقع أحدث تغيير في نفسي و حياتي ؛ فقد أقيم الفرح في سطح احد منازل الجيران لضيق المكان عندنا وهم كانوا سبب تعرف آخى بزوجته ؛ وكانت هذه أول مره ادخل هذا المنزل ولكن كنت اسمع عنهم من آخى فهو كان صديق للعائلة ؛ كنت أحس أنى غريبة بينهم فلم أكن اعرف أصحاب المنزل ولا معظم الحاضرين باستثناء أهلي ؛ ولاحظت أن هناك احد الشباب يطيل النظر نحوى باهتمام بالغ ولم اعرف من هذا الشاب ولكن أخي عرفني به احمد صديق وقدمني لعائلته صحبة هذا المنزل فحيتهم ومضيت لمساعدة الأخوة وتفقد المدعوين وان كانوا يحتاجون لشيء ؛ وهبطت إلى الطابق الأخر شقة الأسرة ودخلت المطبخ حيث كان يتم إعداد المشروبات والمأكولات بها ؛ فوجدت شابا يقف ومعه أخر اصغر منه يعدون كل شيء لا اعرفهم وهم لا يعرفونني فطلبت منه بعض المأكولات فرفض الشاب بإصرار وقال أي مشروب تريدينه خذيه ولكن الحلويات بعد تقديمها لجميع المدعوين أولا وبعد ذلك وخذي ما تشائين منها والأخر وعلت وجهه ابتسامه ونظر إلي ؛ فكنت انظر إليهم بتعجب وبذات للأخر الذي يمنعني بقوة الواثق بنفسه وآنا صاحبة هذا الفرح وتبدلنا نظرات الاستغراب والاستفهام ؛ حتى دخلت علينا أختي الأصغر مها وتبادلنا التحية فيما بينهم كانت تعرفه وهو يعرفها ؛ فقلت لها ما حدث فضحكت وقالت أمجد صديقنا وصديق هذه الأسرة أيضا وكذلك صديق زوج أختك وده محمود شقيق احمد الأصغر وهذه ماجي أختي ثم ذهبت ؛ فنظره نحوى وقدم اعتذاره حيث انه لا يعرفني وهذه أول مره يراني فيها ؛ وقدم طبقا من الحلوى ومشروبا وهو مبتسم وقال هذا عربون الصلح بيننا ؛ فأخذته منه وابتسمت وقفت أتناوله وأنا انظر إليه وهو كذلك ثم قطع الصمت وقال بأنه سمع عنى منهم لكن الواقع أجمل بكثير مما سمعته عنك فأطرقت بنظري لماذا تقول ذلك وهذه أول مره تراني واراك فيها ثم أنت لا تعرفني جيدا ولا أعرفك لتقول هذا ؛ في نظره عيني واسترسل في الحديث بقوله أرى في عينك بريقا غامضا وإسرارا كثيرة واستغرق في صمته من جديد ؛ وجاءت أختي وذهبت معها إلى الحفل ثم جاء احمد ووقف معنا نتحدث ونضحك ومر الوقت وانتهى الحفل وذهبت معي أهلي إلى منزلنا وفى مساء اليوم التالي عدت إلى عمتي وأسرعت بالدخول إلى غرفتي وارتميت على السرير أستعيد أحداث أمس لدرجة أنى نمت بملابسي؛ وفى الصباح قمت وأخذت حمام وخرجت للإفطار وانشغلت بالأعمال الروتينية في المنزل ومرت الأيام في روتينها العادي ؛ وفى يوم ذهبت أنا ومها إلى زيارة أختي في منزلها وبعد فتره حضر احمد و أمجد صديقا زوجها وجلسنا نتسامر ونلعب الورق ومن وحين إلى أخر كنا نتبادل النظرات ومر الوقت سريعا ؛ وهممنا بالانصراف أنا وأختي فعرض علينا بتوصيلنا إلى المنزل حيث أن الوقت قد تجاوز العاشرة مساءا فوافقت وودعنا الجميع وانصرفنا سويا ؛ وفى الطريق كنا نتبادل إطراف الحديث أنا واحمد ومها وماجد وكان لا يكف النظر نحوى من حين إلى أخر وصلنا للمنزل وودعنا وانصرفا ؛ وظللت أنا وهى نتحدث وكيفه تعرف آخى عليهم وسارت صداقه بينهم هكذا ؛ قالت كان أخي يقوم ببعض الإعمال في منزل احمد وتعرف عليه كمان تعرف على عائلة خطيبة ؛ عندهم فزادت الزيارة بسبب ذلك وتوطدت الصداقة بينهم وسألتها عن أمجد قالت صديق احمد الحميم منذ الطفولة ولم ينتهي الحديث بيننا ولكنها ذهبت في سبات عميق ولكن كانت تدور براسي أسئلة كثيرة عن احمد وصديقه أمجد ثم استسلم لنوم نمت أنا الأخرى ؛ ثم تعددت اللقاءات سواء عندنا كلما ذهبت لزيارة أخواتي أو عند زيارة أختي في منزلها وبدأ الإعجاب بينا وتحدثنا سويا ؛ وان كانت علاقتي بأمجد مجرد صداقه عائليه رغم إعجابي بأفكاره وبعد شهرين سافر احمد وآخى الثاني إلى احد الدول العربية للعمل ومكث امجد ؛ وفى احد المرات فوجئت بأمجد وإثناء انصرافه أعطاني خطابا فنظرت له باستغراب وتعجب فقال احمد قد أرسله وطلب منى تسليمه لكي وتركه وانصرف فوضعته في حقيبتي لحين عودتي وارى ما كتبه فيه ولكن ظلت الأفكار تدور براسي ؛ فلم استطيع الانتظار وأنا أتخيل ما كتب فيه ، واختليت بنفسي وفتحت الخطاب لأري ماذا كتب احمد وان كنت قد توقعت بأنه خطاب حب واستفهام إن كنت أبدله نفس الأحاسيس أم لا وطلب في الرد عن طريق امجد ؛ وبعد قراءته وضعته ثانيا في حقيبتي من جديد وخرجت لهم وفي هذه الليلة لم استطع النوم وقد جف النوم عيوني وقد تداعت في عقلي أسئلة وعلامات استفهام كثيرة وعدت إلي المنزل وقد اتصلت بميرفت صديقتي للاطمئنان عليها وطلبت منها للحضور فقد كنت في اشد الحاجة للتحدث معها ولم جاءت في المساء سردت لها كل الموضوع بتفصيلة منذ أول تعرفننا في فرح أخي حتى جاءني هذا الخطاب عن طريق صديقه امجد؛ وقد تطرقه الحديث عن امجد ومدي صدقتهم وقربهم من بعض منذ الصغر رغم ما كان بينهم اختلاف كبير في الطباع والتفكير وإعجابي بطريقة تفكيره ورومانسيته ؛ وبعد ما أفضيت لها بكل شي صفي ذهني واستراحته نفسي ومرت الأيام وتعددت اللقاء بأمجد كلما ذهبت إلي زيارة أسرتي بيننا وكان يسلمني الخطابات التي تصل من احمد وساري بيننا صداقة قوية لدرجة إننا نعرف ما يرد الأخر بمجرد النظر لبعضنا و نتحاور فيما بيننا رغم وجود الجميع حولنا ؛ ولكن كان الحائل الوحيد انه متزوج ورفض زواجنا وكنت موافقة علي هذا الوضع وقال انه لا يستطيع ذلك ؛ واستمر الحال هكذا عدت أشهر ؛ وعادة احمد من سفره وعقد قراني علية ثم سافر احمد استعدادا للزواج ؛ وعودة للإقامة مع أسرتي من جديد ونقلب الحال بي وكنت ازور عمتي من حين إلي أخر كلما عودني الحنين لحياتي السابقة ؛ وقد أثقل هذا الوضع الجديد كاهلي ونفسي معانة ووحدة أكثر من ذي قبل والذي كان يخفف من هذا كله وجود امجد بجانبي ؛ وكنت اذهب كثير إلي زوجه امجد إثناء سفره للعمل وربطت الصداقة بيننا دون أن تعلم شيئا وقد تطور العلاقة مع امجد لدرجة إني أصبحت أغار عليه من أختي كلما تحدث أو ضحكا سويا وكان هو الأخر يغار عليه كلما تكلمت أو ضحكت مع أي شخص يأتي لزيارة أخي الأكبر ؛ كنت منقسمة إلي شخصيتان الأولي مع امجد والثانية مع احمد وكان الصراع دائما بينهم ؛ وكان أمجد معنا دائما في النزهات العائلية وكلما نظرت إليهم هو وأختي مها معا تعترني الحيرة من أمري وتقتلني الغيرة ؛ وفي احد المرات حدثت مشادة بيني وبينه بسبب هذا الشخص وكم كنت عنيده معه جدا ولم اقدر مدي حبه وحرصه عليه وعلي مصلحتي وأي شي يوثر علي علاقتي بأحمد عند عوده من سفر ؛ وقد حاول أكثر من مره التحدث معي لإقناعي بوجهة نظره ولكن وقد أعميت بصيرتي تماما عن رائية أي شي أخر و تملكني العناد إلى أقص درجاته ؛ واحتدم الخلاف بيننا وانصرف غاضبا ولم يعود بعدها ؛ قد سبق هذا صدام بينه وبين أخي وقد وقف احمد عند عودة في صف المتفرجين وربما قد يكون أحس بشي بيننا فقرر الوقوف بجانب آخى وليس بجوار صديق عمره على الرغم آن امجد كان يحبه ويحاول الوفاق بيننا ووصل الحال إلى منتهاه و خروج امجد من حياتنا إلى الأبد ؛ ومع هذا كله لم استطيع أن أخرجه من عقلي وروحي ؛ وبعد عدت أشهر حدثت خلافات عائليه وكذلك بيني وبينه احمد مما أدت إلى عدم إتمام الزفاف وانفصلنا وقبل ذلك قد مضى امجد في طريق بلا عودة وتعمقت جراحي؛ وزادت جراح القلب والروح ؛ وتمر الأيام بطيئة كئيبة تركت ظلالها على ملامحي ونفسي ؛ وهكذا تمر سنين عمري على وتيرة واحدة كأنها شريط سينمائي يمر أيام عينها كل يوم دون تغير؛ وكأن حياتي توقفت عند هذا فقط

    تمت فى /2/8/2017

    ===================
    ذكرى صديق
    ===============
    ** أطفئت أضواء سرادق العزاء ونصرف الجميع وجلست وحيد في صمت وحزن مرير أتذكر ما مر بى في الأيام الماضية ؛ أخذت العبرات تنهمر من مقلتيه فقد كان صديق بحق لكل الأصدقاء وكذلك مع الذين كانوا يستغلوه اكبر استغل طمعا في أخلاقه الكريمة وسماحة خلقه ؛ كان عبده يعيش بمفرده وأهله بيت أخر فكان يحب أن يعيش منفصل عنهم وكل ما بينهم الزيارات أو عبر الهاتف ؛ وكان بيته يموج بالأصدقاء كأنه مقهى أو فندق صديق قادم وأخر منصرف وكل يبحث كيفه يستغله كما كان شقيقه يستغله هو الأخر ؛ فمنهم من كان صاحب ورشه يأتي يستريح في فترة القيلولة بدل الذهاب لمنزله ثم العودة لعمله ؛ وأخرى أول دخوله يدخل على الثلاجة ليأكل قبل أن يلقى السلام على الحاضرين ثم ينصرف أو يمكث حسب ظروفه كأنه يأتي لا للطعام فقط ؛ وصديق تأنى يعمل بالقاهرة وأهله بأحدي المحافظات فكان يمكث عنده طوال الأسبوع كأنه يقيم في فندق مجاني ويسافر الى بلدته كل خميس وجمعه ؛ والبعض يحضروه للسمر ولعب الورق والشطرنج وان كان لا يمنع هذا من الشراب والطعام أيضا بدل من المكوث على مقهى للتوفير ويكونه أكثر راحة منها ؛ وكم من مره حدثه سرقه لبعض متعلقاته الشخصية ورغم علمه أن شخص معين لم تخرج عنه فلم يصرفه أو يواجه طوال حياته ولم يقطع الصلة به لشده خجله وسماحة نفسه ؛ أم القليل منهم وهم قله كان يأتي من حين الى أخر للاطمئنان عليه والجلوس معه لبعض الوقت ومحاولة النصح له بتغير أسلوب حياته ومحاولة تكون نفسه لكي يتمكن من الزواج ولكنه لاستجيب لنصح المخلصين له؛ حتى بعد عقد قرانه بأخرى لم تكن فتاة أحلامه أو الإنسانة التي أحبها ولكنها إنسانه فاضلة ومحترمه وكانت تحبه وحدثت بعض المشاكل فلم يأخذ رأى العقلاء أو المخلصين له النصح ؛ اخذ برأي عديم الخبرة والمنتفعين بأسلوب حياته هذه مما أدى الى الانفصال ومكث بعدها في ندم على خسارته الجسيمة وفقد هذه الإنسانة حيث لا ينفع الندم فقد تزوجه بأخر ؛ وفى يوم كنت انوي الذهاب له ولكن كان عندي مناسبة عقد قران صديق لي بالعمل ؛ وعند وصولي الى منزله شاهدة أكوام من الركام والأخشاب المحترقة أمام منزله فنظرت الى شرفة شقته فجوتها منهارة مما عادى انزعاجي وخوفي عليه وحاولت الاتصال للاطمئنان عليه فلا من مجيب ؛ واتصال بأحد الأصدقاء فاخبرني انه حدث انفجار اسطوانة غاز بشقته وقد أصيب وعدد من الأصدقاء كانوا متواجدين عنده وتم نقلهم الى المستشفى؛ ذهبت مسرعا للاطمئنان عليهم وتقديم اى مساعده ممكنه ولكن تم من الدخول لتأخر الوقت وقبل إن انصرف سئلت عن حالتهم ونحمد الله أنها ليست خطيرة وأن احدهم قد تم إسعافه وعاده الى منزله ؛ وعدت في الصباح لزيارتهم جميعا وكانت إصابتهم مطمئنه ؛ ولكن بالنسبة له كانت نفسيته محطمه فهو من النوع الوسواس الذي يفرط في الخوف على نفسه من المرض ومظهره الذي قد يتأثر بسبب هذا الحريق وحاولا كثيرا أنا وأصدقائه إن نطمئنه بأن هذا الحريق لن يؤثر على مظهره ولن يترك اى اثر عليه ، وكنت يوميا عنده ولكن لاحظتا إن صحته تسوء عن اليوم الذي قبله وكل هذا بسبب حالته النفسية وتحدثت مع الأصدقاء بخوفي عليه وقد يؤدى ذلك لحدث مكروه له أو يقدمه على الانتحار إذا ترك هذا الحريق اى اثر على مظهره لفرط إحساسه ؛ وفى فجر الجمعة رن الهاتف فدخلني شعور بأن هذا الرنين يحمل لي خبر وفاته وفعلا كان احساسى صادق فقد اخبراني صديقي وفاته ؛ وهرعت مسرعا إليهم في المستشفى لترتيب إجراءات خروجه ومراسم جنازته ؛ وبعد توديعه الى مثواه الأخير تفرق جميع من حوله وذهب كل منهم لشائنة ؛ وكأنه لم يكن لهم صديق أو أخ تورى جثمانه تحت الثرى ألان ..
    تمت فى /24/8/2017

    ====================
    حب... أم .. قاتل
    ==============
    * عودني الحنين إلى ذكريات الماضي فأخرجت البوم الصور أتصفحه صوره بعد أخرى استعيد بها بعض الذكريات الجميلة في حياتي ؛ ووقفت عيني عند صورة تجمعنا أنا وصديقي لا اعلم فين أرضيه الآن اسمه مجدي وسرحت مع ذكرياتي معه كان ميسور الحال يملك مكتب هندسي؛ لكن وحيدا لم يتزوج كنت دائما أزوره نسهر سويا ؛ وفى مره كنا نسهر سويا تطرق الحديث عن عدم زواجه حتى ألان وقد تجاوز الخمسين عام ؛ رأيت علامات الحزن والأسى تكسو وجه وقد اعتدل في جلسته وقال لماذا تذكرني بالماضي يا صديقي؛ فلتزمت الصمت احتراما لمشاعره وغيرت مجرى الحديث لأخرجه من الحزن أبعده عن والذكريات المؤلمة ؛ ولأنه شغوف بالرياضة وبالذات كرة القدم سألته عن مباراة أمس ورأيه فيها ؛ فأخذ يحلل وينتقد المدرب وأخطاءه في الخطة وتشكيل الفريق وقد نسى نفسه ولم يسلم من نقده افرد الفريق وعدم أدائهم الجيد ؛ وتأخر الوقت بنا فودعته وانصرفت وفى طريقي العودة ظل فكرى مشغول بصديقي ما قد يكون حدث له في الماضي سبب كله كل الأسى والحزن عندما ذكرته بالزواج ؛ وانشغلت في العمل عدت أيام و نسيت موضع مجدي ولم اتصل للاطمئنان عليه؛ فتصل لاطمئنان عليه فدعاني لنمضى بعدت الوقت مع بعض الأصدقاء وتقابلنا في الميعاد وذهبا سويا لمقابلتهم وبعد انتهاء السهرة طلب منى مجدي أن أمضى الليلة لمشاهدة نهائي كاس أوربا ؛ فلم أمانع حيث أن الأولاد سوف يمضوا اليوم عند جدهم ؛ وعدنا لمنزله لمشاهدتها وبعد انتهائها جلسنا نمضى الوقت في لعب الشطرنج لدرجة أن كاد العقل يتوقف عن التركيز تماما ؛ فقام وقال نشرب فنجال قهوة لتعيد للعقل نشاطه ؛ فطلب منه كتاب أخذه معي فكان يملك مكتبه زاخرة بالكتب وكنت دائما استعير كتب قال المكتبة عندك اختر منها و عندما دخلت غرفة المكتب لم أكن أفكر في كتب معين أريد قراءته ؛ فأخذت أتفحص الكتب لكن استرعى أنتباهى كتاب قديم في ركن منفصل بالمكتبة وبدون شعور امتدت يدي إليه فوقع منى وسقطت منه صوره لفتاه رائعة الجمال وورقه مطوية وبينهم وردة جافه من قدمها فتملكني الفضول ؛ فأخذت في قرأتها فى تعجبت فلم اعهد فيه الكتابة ولو كلمة واحد رغم شغفه ونهمه بالقراءة ؛ وقد أذهلني ما بها من فيض المشاعر الجياش والأحاسيس المرهفة ونبض الكلمات التي ترسم قصة حب بكل ما فيها من أماني وأحلام قد تحطمت على صخرة الواقع المؤلم ؛ و أن صاحبة الصورة قد تكون هى سبب إحجامه عن الزواج للان ؛ولكن لأعلم حقيقة القصة كاملة ودخل مجدي بالقهوة ولم رائني والكتاب بين يداي فتغيره وجه وضاعت الابتسام التي كانت تعلوا وجهه وظهرا العبوس عليه ؛ فأعدت الكتاب مكانه وذهبت لأخذ فنجال القهوة منه ؛ وتركنا المكتب وذهبنا نجلس في الشرفة حيث الهواء العليل وسكون الليل وظله في صمته ونحن نرتشف القهوة في صمت مطبق ؛ فقطعت هذا الصمت وقلت له هذا سبب عزوفك عن الزواج للان فظهرت على ملامح وجه التوتر فرده ولا تكاد تخرج الكلمات من بين شفتها ؛ آه لماذا تذكرني وأنا أحاول النسيان وأصدقك القول أنني لم أنساها منذ ذلك الحين حتى الآن مطلقا ؛
    و بداء في سرد قصته تعرف إن من الإسكندرية قبل انتقل للإقامة بالقاهرة وكنت في المرحلة الثانوية وكانت شرفة المنزل المقابل لنا بمواجهة شرفة حجرتي وكانت دائما مغلقه لسفر العائلة ؛ كنت معتاد على النوم قليلا بعد الغداء وأقوم لاسترجاع دروسي وفى يوم استيقظ على ضجيج فقمت أتبين ماذا يحدث فوجدت حركة وأضواء صادره من الشقة المقابلة فعلمت أن أصحابها عاود من السفر فدخلت لأسترجع المذكرة ؛ وكان يوم الخميس من كل أسبوع نجتمع أنا والأصدقاء نذهب للنادي المجاور لممارسة كرة القدم وفى ذلك اليوم جاءه احد الأصدقاء ينادى لنذهب سويا فخرجت للشرفة أعلمه بنزولي له ؛ فوجدت فتاه وبجوارها ولد وبنت صغار وشاب واقفين بالشرفة أمامي وفى كامل هندمهم قلت في نفسي دول ضيوف للأسرة فلم اعرف الأسرة لم أرهم من قبل وفى المساء عدت إلى المنزل ؛ ودخلت اخذ حمام وأبدل ملابسي بأخرى وجلست مع الأسرة للعشاء وبعدها اجتمعا سويا للسمر ومشاهدة التلفاز حتى وقت متأخر وبعد السهرة ذهبنا جميع للغرف للنوم ؛ وفى عصر اليوم التالي خرجت للشرفة وكانت الشرفة المقابل مغلقه وجلست احتسى فنجال الشاي الذي كان معي وبعد انتهاء منه هممت بالعودة للداخل سمعت باب الشرفة يفتح وتخرج نفس الفتاه التي كانت تقف بالأمس بالملابس العادية إذن هي جارتنا ؛ فا خذني فضولي لامعان النظر بدون أن تشعر بأني انظر لها ؛ وسكت برهة وكأنه يستجمع أفكاره وأخذه نفس من سيجارته ونفس دخانها ونظره نحوه ؛ وستطرق في حديثه وقال لن أقول لك أنها ملكة جمال العالم أو حسناوات التلفاز التي نراهم .. ولكن هي فتاة ملامحها في منتهى البراءة الوجه مستدير عيونها كلون البحر الصافي الشعر قصير كسواد الليل وقوامها ممشوق فجذبتني ملامحها ؛ وعدت لداخل غرفتي حتى لا اجرح شعورها وجلست للمكتب لمرجعة دروسي وأخذت اقلب صفحات الكتاب على غير هدى لكن أحسست أن شيء أخر جعلني أقف خلف الشرفة انظر لها لست ادري ما الذي جعلني افعل ذلك ؛ وحاولت النوم ولكنه قد جفا عيوني وظلت متقلبا في فراشي مع تبشير الصباح غلبني النوم ورحت في سبات عميق وافقت على صوت والدتي تنادني للإفطار؛ ثم ذهبت إلى المدرسة وكما ذهبت عدت دون إن استوعب شي لتفكيري وانشغالي بها ؛ وأول شي فعلته عند عودتي ذهبت مسرعا إلى الشرفة لعلى أراها ووجد شرفتها موصده ورجعت وارتميت على فراشي منهك واستيقظت كعادتي قرب المغرب ولكن ليس مثل كل يوم وقمت متلهف إلى الشرفة التي كانت موصده ؛ ومرت عدت أيام أترقب فيها ظهورها من جديد حتى ظننت إن ما رايته كان حلم لا حقيقة ؛ وحاولت انسها ولكن شي بداخلي يحدثني أنها حقيقة ليس وهم ؛اخرج للشرفة وأعود بلا أمل في رؤيتها مجددا ؛ و انشغلت بامتحانات الترام ؛ ثم سكت برهة وأعتدل في جلسته ثم قال؛ وبدأت إجازة نصف العام وفى يوم بعد عودتي من النادي دخلت غرفتي وألقيت بجسدي على الفراش للاسترخاء قليلا عبد الغداء وسرحت بأفكاري في هذه الإنسانة التي لم أكد رؤيتها حتى تعلق القلب بها ثم اختفت مرة أخرى فأخذتني سنه من النوم ؛ واستيقظت على صوت والدتي للقيام والاستعداد للذهاب معهم لحفل قران احد الأقارب ، كنت مترددا في الأول وبعد إلحاح كبير من والدي ومحاولته افهمي أن هذا واجب عليه القيام به من مشاركة الأهل والأصدقاء أفراحهم ومواساتهم فى أحزانهم وحتى الغرباء كما أمرنا الإسلام ديننا الحنيف وكذلك عادات وتقليدنا الشرقية وهذا ما يميزنا على الشعوب الأخرى وقمت استعد في تباطأ ؛ وفى الطريق روادنا شعور غريب باني سوف أرها أين وكيف لأدرى وكان الحفل مقام فى نادي على البحر وبعد الانتهاء من مراسم عقد القران وتبادل التهاني ؛ انسحبت فى هدوء بعيدا عن ضوضاء الحفل وأخذت مقعد بعيدنا اختلى بنفسي وأتطلع الى أمواج البحر التي تأتى وتذهب كالأحلام تراود الإنسان تمنيه ثم تبتعد تتركه يتمنا من جديد كان القمر ينعكس ضوءه على البحر وأنوار السفن العابرة من بعيد كأنها نجوم منظر فيه سحر وجمال فأخذني الى عالم أخر من الخيال وقد ارتسمت وجه حبيبتي على صفحة الماء وسكت واخذ نفس من سيجارته ونفث دخانها الى السماء كأنه يخرج أحزان الماضي معها ثم استرسل فى الحديث وانتبهت على صوت أقدام أتيه من بعيد فالتفة رأيت من كنت أفكر فيها قادم نحوى فثبت فى مكاني من الذهول ليس سراب ولكنى أرها بحق أمامي ؛ ولم رأتني عالت شفتها ابتسامه خفيفة كأنها وجه القمر لم أرى مثلها من قبل لروعتها وجمالها تبادلنا الابتسامات والنظرات ؛ وتمالكت نفسي وقلت لها ممكن تتفضلي نجلس معا وجلست أمامي نتعارف ونتبادل أطرف الحديث لم ندرى كم من الوقت مضى علينا حتى جاء صوت أخيها من بعيد يدعوها للعودة للبيت ؛ وقد اتفقنا على إن نتقابل في وقت آخر ؛ بدءنا نجلس فى الشرفة كل يوم من بعد العصر حتى يهبط الظلام ننظر لبعض دونا كلمة ثم تعددت اللقاءات بيننا كل يوم خميس فى النادي نتحدث نتسامر في ود وصفاء وأصبح يوم هام فى حياتي وفى يوم موعدنا الثابت ذهبت للنادي انتظرها ومر الوقت ولم تحضر ؛ ثم بداء صوته فى الخفوت و ضيق فى التنفس وعلامات التعب الإرهاق ثم اغشي عليه فأسرعت بالاتصال بدكتور اعرفه وعندما حضر طلب منى استدعاء سيارة الإسعاف لنقله الى المستشفى لخطورة حالته ورافقته فى سيارة وعند وصوله أخذه للعناية لإسعافه واتصلت بأخيه لا اخبره بالوضع فحضر مسرعا ومكثت معه حتى الفجر وانصرفت على وعد بحضوري غدا ذهبت للمنزل لاستبدل ملابسي وللنزول من جديد للعمل ؛ وعندي وصولي العمل تم تكليفي لذهب فى مأمورية سريعة الى أسوان فعدت للبيت من جديد لتجهيز حقيبة السفر واتصلت بشقيق مجدي اعتذر عن الحضور للسفر المفاجئ ؛ وأثناء سفري كنت أحاول الاتصال به فلا من مجيب وعند عودتي ذهبت إليه للاطمئنان عليه وعندما دخلت غرفته فلم أجده بالسرير ووجدت شخصا أخر والسؤال عليه فى مكتب الاستقبال ؛ وقد وقع الرد عليه كالصاعقة بأنه قابل ربه منذ يومين وانصرفت متجه الى شقيقه لمواساته فى الفقيد الزى كان بمثابة أخ لي وقد رحل عن هذا العالم ومعه سره الذي لم يكمل البوح به ؟؟؟؟

    تمت فى /21/4/2018

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Empty رد: مجموعة قصصية حــــــــب لـــن يمــــوت للكاتب حسن عبدالمنعم رفاعى رقم الأصدار الداخلى 2020/344

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 8:55 pm

    رسالة.. وداع
    ==========
    * وقفت على سلم الباص وهو فى طريقه للطائرة أتفحص الوجوه لأجدك بينهم فى وداعي؛ وعند صعود سلم الطائرة عدت أتطلع من جديد لعلى عيوني أخطأت فى رؤيتك لألقى عليك نظرة الوداع الأخير ؛ وعند دخولي الطائرة وضاع معها أي بارقة أمل فى رؤيتها ؛ وجلس على المقعد وعلى صوت المضيفة بالتنبيه على ربط حزام الأمان استعدادا للإقلاع ؛ ومن خلال النافذة التي بجواري نظرت وهى ترتفع لعنان السماء كأنه يولد شيء من رحم المغيب ؛ حتى اكتملت فإذا بوجهك يملأ السماء حولي ؛ حينها أحسست بأنك حضرت لوداعي بالروح لا بالجسد ؛ فأخذت استرجع كيف كانت بداية قصتي معك ؛ يا من عرفتك وكأني أعرفك منذ أمدا بعيد و دخلت إلى حياتي وتسلل حبك إلى قلبي وفرض سطوته على مشاعري وأحاسيسي وأمتزج روحي بروحك تسرى بجسدي مجرى الدم ؛ أنت زوجة ولديك أبناء وزوج وحياة كاملة وان كان يوجد بعض الخلاف مع زوجك أنت هادئة الطباع رومانسية المشاعر والأحاسيس وهو حاد الطبع جاف المشاعر؛ وكنت مثل الغريق الذي يتلمس النجاة كنت أعانى الوحدة والألم بسبب قصة حب فاشل كلانا له حياته الخاصة التي يحيياها بعيدا عن الأخر؛ ولكن كان القدر جمعا سويا فى لقائنا وكانت كل الظروف مواتيه لهذا التقارب بيننا ؛ قصة ليس لها نهاية واقعيه ولا منطقيه؛ وبدأت قلوبنا تنبض من جديد وسكنت الروح بعد أن كانت حائرة من سنين لغينا العقل فى داخلنا وعدنا بالزمن لأيام الصبا والشباب وغرقنا معا فى بحر الهوى ؛ قصة حب غريبة عجيبة لم نحلم فيها بشي ؛ نحيا بالحب وللحب فقط ؛ كنت تبحثي عن المشاعر والأحاسيس وأنا كذلك ابحث عنهم حتى لا يموت القلب ونبض الحياة دخلنا فتلاقت قلوبنا معا ؛ وأنكرنا العقل المنطق خارج حياتنا؛ كنا نتحين الفرصة لنتقابل بعيدا عن عيون الرقباء وعند اللقاء كنا بتحسس الخطى كنا نتوجس خيفة إذا نظر احد نحونا ورغم ذلك لا يريد احدنا أن تنتهي وتركنا مصيرنا معا للقدر ليقول كلمته ؛ ولكن عند عودتي من لقائنا اجلس وحدي أفكر فى هذه العلاقة التي تجمعنا وما سوف يمكن أن تترتب عليها من اثر على حياتك التي تعيشها زوج وأولاد ؛ لحرصا على بيتك وسعادتك وأكون سبب لهدمه ؛ كنت أحس بتأنيب الضمير داخلي ورغم ذلك كنا نتماد فى علاقتنا أكثر ؛ حتى رأيت فى منامي حلم ؛ كنا سويا فى الكازينو الذي نتقابل فيه كثيرا بعيدا الأنظار نتبادل فيه كلمات العشق والهيام لنتزود بها خلال البعاد وعند خروجنا منه رئينا أبنائك فى انتظارك وبمجرد رؤيتك أسرعوا نحوك يبكون لتعودي معهم للمنزل ولكنك لم تعبئي بتوسلهم لك ووضعت يدك فى يدي ومضيت معا وقد تعالت ندائهم وصراخهم عليك وتحنوا نبتعد عنهم كان دائما يراودني ذلك الحلم يفزعني وأتألم منه كثيرا وجعلني اعبد التفكير ألف المرات قبل أن اتخذ هذا القرار الصعب ؛اعلم انك ستعانى من الألم الفراق و تظنه بى الظنون ؛ ولتعلمي كم سأعانى مثلك الألم الفراق و من أجل حبي لك الذي يخلو من الإطماع هو الذي دفعني للرحيل بعيدا ؛ أنت أغلي عندي من روحي سعادتك هي منتهى آمالي وداعا يا منى النفس والروح اعتبرني حلم جميل مر في حياتك وأسعدك لا تبكى دعيني ارحل في صمت سأعيش على حبك مها طال بى العمر حتى الموت؛
    تمت فى /15/5/2018

    ======================

    المصير المحتوم
    =============
    ** أستيقظ أحمد كعادته فى الصباح ولكنه لم يخرج من سريره كالمعتاد وبقى صامتاً يفكر فى كل ما جرى من أحداث فى الأيام الأخيرة وتذكر مها وما حدث معها من تعالى وكبرياء فى البداية ثم القرب منها وشعوره بالحب تجاهها وما لمسه من حنان ورقة ؛ حتى انتبه على صوت زوجتي ونظرت إليها وهى تقول : أحمد ماذا بك أراك شارد الذهن وأنادى عليك منذ دقيقة كاملة ولا ترد ابتسم أحمد وحاول أن يخفى عنها الحيرة والقلق الذي يعتريه ولكنه تمالك نفسه وقال لها:- نصف الحقيقة بأن سيدة قد صدمته بالسيارة ؛ وكيف يقولها أنه وقع فى حبها فردت قائله:- لماذا لم تخبرني أنت بخير ولا تحس بشي يؤلمك فقلت :- ما أردت أزعجك وأنا الحمد لله مفشي حاجه تئلمنى فقالت:- لو تعبان أجبلك الإفطار هنا قلت:- لا أخذ شورا ونفطر سوا وفى المساء خرجت جلست على شاطئ البحر أتطلع للسماء فى شرود؛ فإذا ترتسم فى السماء صوره لم أتبين ملامحها حتى اكتملت فإذا بوجهك يملى وجه القمر؛وان كانت صورتك لا تفارقني؛ فزادي شوقي لكي سيدتي ؛ فلم اشعر إلا والقلم بينا يدي وممسكا بأوراقي ومستغرقا في ذكرياتي ؛ أسطر سطور قصة حب غريبة عجيبة فى كل شيء قصتي معك ؛ قد تسلل حبك إلى قلبي وفرض سطوته على مشاعري وأحاسيسي وأمتزج حبك و روحي تجرى فى جسدي مجرى الدم ؛ لأعرف كيف دخلتي حياتي وكأني أعرفك منذ أمد بعيد أو منذ قدومي للحياة ؛ قصة حب كيف بداية أو كيف ستنتهي فا كلانا له حياته الخاصة التي يحيياها بعيدا عن الأخر ؛ لكن الحب جمع بيننا رغم عنه ؛ ولغينا العقل بداخلنا وغرقنا في الحب وعدنا بالزمن إلى الوراء أيام الصبايا والشباب فالحب أعادة أرواحنا ونبض قلب قد توقف عن الخفقان من سنين ؛ كنت تبحثي عن المشاعر والأحاسيس ونبض القلب حتى لا يموت دخل الجسد؛ وأنا ابحث عنهم فتلاقينا وتلاقت قلوبنا معا ؛ لم نحلم فيها بشي غير الحب للحب ليس غيره؛ قصة ليس لها نهاية واقعيه ولا منطقيه ؛ وأنكرنا الفكر ولفظنا العقل خارج حياتنا ؛ لا نعلم كيف ستنتهي ؛ ولكن أيضا نعلم أن كلانا لا يريد لها أن تنتهي ؛ وتركنا مصيرنا معا للقدر ليقول كلمته ؛ اكتب إليك هذه الرسالة لعلك تقرئها وتسطري ردا عليها إن صعب عليك الرد ولا تدرى ماذا تقولي.؛ يكفني رسالة خاوية قد لمستيها بأناملك ف أتنسم عطرك بها ، وأتأمل فيها صورتك الجميلة ترسم لوحة بديعة تنظر لي من خلالها.. فلا تلمني على حبك فقد أرقني هواك واقلق مضجعي و تكحلت عيوني بالسهد من طول السهر والذكريات الجميلة تداعب مخيلتي دائما ولا تفارقها, كنت أعاني من وحشة وظلمة وهذيان أبحث عن الحب في كل مكان أبحث عن امرأة تنير ظلمات الليالي وتعيديني من طي النسيان أبحث عن حب يبعث روحي من جديد وأمراه تعشقني رسمت لها صورة فى مخيلتي وجداني وتملا قلبي؛ كاد اليأس أن يقتلني كدت انسي الغرام حتى ظهرت في حياتي عندما رايتك أيقنت أنك لي وأنا لك يا لروعة جمالك الذي فاق صورتك في مخيلتي لو حاولت رسمها ألاف المرات ستظل الحقيقة أجمل وأروع ف رميت رأسي على صدرك فوجدت دفء المشاعر وأحسست بالأمان وهموم نفسي أضحت هدوء وسكينة و سامحت الزمن على ظلمه لي فقد منحنى إياك ؛ دعني أحبك وأعشقك كما تعشق الورود الندى حينا تلامس شفتيها ومن عشقك أقتبس مفردات لغتي أكتب لك قصائد حبنا تروى بين العاشقين ؛ أتذكر سيدتي الأحلام التي حلما بها سويا؛ ولا كيف كان الحب يجمعنا بيننا .. ولا لحظات العشق والهيام التي عشنها سويا؛أتذكر سيدتي كم سرا على شاطئ البحر تداعب الأمواج أقدمنا متشابكين الأيدي ساعة الغروب ؛ والشمس تلمس بإشاعتها الذهبية مياه البحر وتلقى بنفسها بين أحضانه فى عشق ويتوارى فى سبات الليل ؛ والأمواج تغنى لهم نشيد الخلود ؛ هل نسيت سيدتي ونحن نلهو فى مرح وسعادة فى المروج والحائق بين الإزهار التي استمدت جمالها من نور عينيك وسحر جمالك الفتان وهكذا حكم القدر وانتهت قصة حبنا بالفراق ولنحتفظ بها فى قلوبنا و باللحظات السعادة التى جمعت بيننا فلا أظن انك سوف تنسى حبي وأنا لن أنساك ولا حبك مهما حية ..

    تمت فى /5/12/2018

    =======================

    كان .. حلم
    =============
    ** رن الهاتف قامت فى هلع وتوجس ونظرت إلى الساعة التي أمامي وكانت تشير للسادسة صباحا الو :- جاء صوت هدير من بعيد قالت:- أنا هناء هدير هاني مسافر اليوم بطائرة الساعة الثامنة صباحا رمت الهاتف من يدها وجرت ترتدي ملابسها في عجل وأسرعت تنزل درجات السلم وتهرع إلى الشارع تنظر في كل اتجاه تبحث عن سيارة تقلها ؛ تسرع الخطى فلم تسعفها أخذت تعدو وتصيح على كل سيارة تمر بجوارها ليقلها إلى المطار لتستطيع رؤيته قبل أن تقلع طائرته ؛ وبعد فترة استطاعت استوقفت سيارة وفتحت الباب وألقت بنفسها داخلها وقد أخذ منها الإرهاق مأخذه وقالت :- أرجوك المطار بسرعة وانطلقت السيارة تنهب الطريق مسرعة ؛ ورمت بنفسها على المقعد من التعب والإرهاق وتساقطت من عينيى دموع من الحزن والأسى على فراق هاني وعادت الذكريات تمر كشريط فيلم وتذكرت أول لقاء بينهما كنت فى رحلة مع الكلية وكان يجلس على المقعد أمامها شاب وسيم وان كان فى مثل سنها تقريبا تبادلنا النظرات والابتسامات الخاطفة بين الفينة والفينة دون أن نهمس بكلمه مجرد نظرات ، ثم قطع الصمت الطويل قائلا:- اسمي هاني في ثانيه هندسة وذاهب في رحلة الجامعة وحضرتك طالبة معانا ولا مرافقه لحدا ؛ رددت قائله:- لا أنا هدير أولى هندسة قال:- تشرفت بمعرفتك لو عندك محاضرات صعبة تحت أمرك ممكن أساعد فيها لو تريدي قالت:- ميرسى وبدأ بالتحديث عن المحاضرات والدكاترة وتعليقات الطلبة عليهم والضحكات وقد تطرق الحديث لموضوعات كثيرة ونسينا من حولنا ولم نشعر بالوقت ولا كيف مر علينا حتى وصل القطار لمحطته الأخيرة وتوقف ؛ فلم نشعر إلا بأيدينا تتشابك سويا ونغادر القطار ونسير معا ؛ وأمضينا الرحلة معا لا نفترق إلا وقت الخلود للنوم ؛ وتعددت اللقاءات بيننا نقضيها نتسامر ونتهامس في ود وصفاء؛ لم تكن للحديث فقط بل كانت للدراسة أيضا فقد كان يسبقني بسنه وكان يساعدني في فهم ما يصعب علي من محاضرات؛ وبمرور الأيام اخذ الحب يزداد بيننا كوليد يكبر بين أبوابه ؛ وان كان العودة للمنزل يفرقنا بالجسد فقط ولكن أرواحنا لا تفترق ؛ تحدثنا عن أمانينا و عش أحلامنا نملأه حب وحنان ؛ وكان النوم ملتقانا من جديد فقد كان فارس أحلامي وأنا أميرة أحلامه ؛ و تعاهدنا على الحب والوفاء لنهاية العمر ولا يفرقنا شيء و تمر الأعوام بسرعة ويتخرج من الكلية ؛ ودخل الجيش للتجنيد وعند الانتهاء منه كنت أنهيت دراستي ؛ وأخذنا نبحث عن عمل ؛ وفقه الله بالتعين في شركة إنشاءات بمجال تخصصه وأنا في مكتب هندسي ؛ وفى أخر لقاء بيننا كان في انتظاري بالكازينو الذي اعتادنا الجلوس به وبعد تبادل التحية جلست فقال لى :- هدير أغمضي عنيناك واقفة قلت :- لماذا خير يا هاني ردا قائلا:- عشان خاطري قومي بس عندي مفاجئه لك قلت له:- حاضر وغامضة عيني وشعر ت بيده تلتف حولي عنقي وقال :- افتحيها الآن أيه رأيك فأبصرت قلادته تطوق عنقي منتهى الروعة والجمال فقالت:- جميلة أوى ميرسى يا هاني بمناسبة أيه حبيبي رد قائلا:- بمناسبة أول مرتب لى ثم وضع يدي بين يده وجثي على ركبتيه وقبل يدي وقول :- تقبلي ملكة أحلامي وأمنية حياتي أن تكوني زوجتي وشركة عمري ؛ فنظرت له في خجل وكان قلبي يرفرف فرحا وقلت:- نعم أوافق أنت حبي و حياتي ؛فأسرع قائلا:- أريد تحديد ميعاد للتعرف على الأسرة فقلت :- انتظر احكي لماما وهى تتحدث مع بابا لتحديد ميعاد لك ؛ عدت إلى المنزل وقلبي تملأه النشوة و كأن الطيور تحملني بأجنحتها ؛ وكنت أنا و أمي صديقتين أتحدث إليها بكل شيء بصراحة وكانت تعلم بعلاقتي مع هاني منذ أول لقاء جمع بيننا في رحلة الكلية ؛ دخلت الشقة وأنا اصرخ في فرح أنادي عليها وابحث في المنزل حتى وجدتها نظرت نحوى مستغربه ارتميت بينا أحضانها ورميت برأسي على صدرها ؛ قالت :- مالك في أيه فقلت لها:- هاني عايز يقابل بابا عشان يطلب أيدي منه ؛ فتهلله وجهها من الفرح وقالت:- مبروك حبيبتي لما بابا يرجع أقوله ؛ أخذت اقبلها ودخلت غرفتي واستلقيت على السرير في منتهى السعادة والنشوة أخيرا سيتحقق حلم حياتي أنا وهاني ونعيش معا إلى أخر العمر كم حلمنا سويا بالعش الجميل الذي يجمعنا ؛ نظرت للساعة التي أمامي ثم خرجت للشرفة انتظر قدوم أبى ومابين النظر للساعة والانتظار القاتل لاستعجال الوقت لعودة أبى لاحظت أمي قلقي فقالت:- اهدي مش معقول اخبر والدك أول ما يرجع لازم احضر له الغداء ويستريح الأول وبعدين لما يصحو من النوم اخبره بموضوع هاني ادخلي خدي حمامك واستبدلي ملابسك واستريحي حبيبة ماما ؛ وفى المساء سمعت آبى يقول:- هدير تعالي أنا عايزك ؛ فقدمت نحوه قائله:- نعم حضرتك عايزنى رد قائلا:- ماما كلمتني في موضوع بس عايز اسمعه منك وضحك ؛ قلت:- موضوع إيه ؛ فقال:- يا شقيه مش عارفه ولا مكسوفة ؛ ابتسمت في خجل وقلت:- أنا و هاني كنا زملاء في الكلية ؛ ويعمل مهندس فى شركه مقاولات كما هو إنسان محترم على خلق من عائلة محترمه ؛ وبعد إذنك طبعا يريد أن يقابل حضرتك ؛ فضحك أبى وقال:- خالص يا حبيبتي خليه يزورنا يوم الخميس القادم الساعة السابعة أتعرف عليه قبل ما أقول رأيي قبلت وجنتيه فى فرح وشكرته ؛ وانطلقت مسرعه لغرفتي لأزف البشرى لهاني بموافقة أبى على مقابلته يوم الخميس القادم فكاد يطير فرحا ؛ وأخذت احسب الأيام والساعات حتى جاء يوم الخميس ؛ ومنذ الصباح الباكر أخذت فى ترتيب كل شي ومن حين الى أخر انظر للساعة وهى تمر بطيئة وكأنها لا تسير وأنا فى لهفة وشوق لحضوره ؛ وأخذت تدق الساعة تعلن عن السابعة ميعاد وصوله ؛ وبمرور الوقت ازداد قلقي و حيرتي فلم يحضر هاني حتى ألان ؛وأسرعت لغرفتي أحاول الاتصال لمعرفة سبب تأخره حتى الآن فلا مجيب مرارا وتكرار فكانت تأتى رسالة مغلق أو غير متاح ؛ ثم حاولت الاتصال بهالة أخت هاني وكنا أصدقاء الو فردت عليه هناء قائله :- أهلا بالعروسة فلم أعطيها فرصة للتحدث وقلت لها مسرعة:- هاني لم يصل حتى الآن هو فين ردت عليه مستغربه وقالت:- يمكن يشترى هدية لك أو الطريق زحمة فقلت :- طيب لماذا لا يرد على التليفون فقالت هناء:- لم التلفون فصل أو لا توجد شبكة عموما أحاول أكلامه وأشوف أيه اللي أخره وكلامك ؛ و خرجت للشرفة أنظر للطريق عسى أره قدما ولكن دون فائدة وأبيها ينظر نحوى و على وجهه علامات الاستفهام والضيق ثم حاولت الاتصال ثانيا بهاني أو هناء فكانت تأتى نفس رسالة السابقة مغلق أو غير متاح ؛ وأنا يزداد خوفي وحيرتي ؛ثم أحاول الاتصال عدت مرات فلا مجيب ؛ ومر الوقت وتعدت الساعة الحادية عشر وقام أبى وهو ينظر لى وعيناه تخرجان شرارا ووجهه يملأه الغضب وقال :- من لا يحافظ على مواعيده ويحترم الناس لا يكون أهلا للثقة ودخل غرفته لينام ؛ ودخلت لغرفتي فى حسرة وحيرة مما حدث وعدم رد هاني ولا أخته على اتصالاتي ولم يغفل لي جفن وكانت والدتي تدخل لغرفتي من حين الى أخر لتطمئن علي وتنظر لي وقد كان ينتابنى الذهول وفي عينيها مسحة من الحزن على حالي ومع نسمات الصباح قد غلبني النعاس فنمت ؛ وقمت فى هلع وقد تجاوزت الساعة الثامنة صباحا حاولت الاتصال بهاني فكانت تأتى نفس الرسالة السابقة وحاولت الاتصال بهالة وأخيرا جاء صوتها من بعيد قالت :- وهى تبكى هدير هاني عمل حادث وهو جيلك أمس فى المستشفى بين الحياة والموت ؛ أخذت اصرخ هرع أمي وأبى مالك هدير مالك ماذا حدث هاني ماله عمل حادث فى حالة خطيرة ؛أخذ أبى الهاتف ليستوضح الأمر ولكن قطع الاتصال وقلت :- وأنا فى حالة ثورة وجنون أروح أشوفه وسقطت مغشيا عليه ولم أدرى بمن حولي ؛ وحين استعدت وعى رأيت ماما وبابا حولي يقولان الحمد لله على سلامتك يا بنتي قلت باستغراب ماذا حدث ردا علي بصوت واحد كان عندك انهيار عصبي وكنت بغيبوبة طوال الأسبوع الفائت نظرت لهم بدهشة وأسرعت أسأل عن هاني قالت أمي:- لا نعلم شيئا عنه كنا مشغولين بمرضك فقلت:- سأتصل واطمئن عليه فرد أبي قائلا:- الوقت متأخر يا ابنتي وقد تعدت الساعة الثانية صباحا حاولي أن تنامي وترتاحي قليلا وفي الصباح اتصلي به وعدت للنوم من جديد فكان المهدئ يسري بجسدي ويتملكني ولم استيقظ إلا على خبر سفره اليوم للعلاج بالخارج ؛ وصحوت من أفكاري على صوت السائق قائلا:- يا هانم وصلنا المطار وتوقفت السيارة فنزلت مسرعة ودخلت ابحث عن صالة السفر وأنظر في وجوه الجميع عنه أو عن هناء وعندما لم أجد احد منهم أسرعت لمكتب الاستعلامات وسألت عن الطائرة فردت المضيفة قائله:- لقد أقلعت الطائرة منذ بضعة دقائق فنزل الخبر عليه كالصاعقة وانهارت قواي وسقطت على الأرض فى ذهول ؛؛ انتبهت لبكاء طفلي ونظرت حولها فوجدت هاني بجوارها بالفراش ويغط بنوم عميق حمدت ربها على انه كان مجرد حلم وأسرعت للاهتمام بأبنى الصغير أحمد ...

    تمت فى /21/3/2019

    ===============

    ذات لقاء
    ============
    ذات يوم كنت مسافر وجلست فى كافيه المحطة وجلست بجوار النافذة انتظر قطاري وأخذت أنظر عبر النافذة للرصيف رائية وجوه متباينة الملامح بين ابتسامات وضحكات تعلوا الوجوه فرحا بلقاء الأحباب وأخرى حزينة تنهمر عليها الدموع لفراق الأحباب و أخرى عابسة غارقة في أفكار وهموم تسير في صمت ؛ عدت احتسى قهوتي و أدخن سجائري وأنظر للدخان وهو يتصاعد يرسم أشكال غريبة وعجيبة تراءت أمامي لمحت خلالها صورة امرأة أمام عيني تخيلتها وهم لكن وجدت امرأة تجلس أمامي تحتسى قهوتها و تنظر في شاردة الفكر مثلى ؛ فتدافعت بداخلي شيئا من الفضول فما شرودها هل ودعت حبيب أو تنظره ومن دون شعور منى أخذت اختلس النظرات بين الفينة والأخر ومع مرور الزمن وتضارب الأحاسيس بداخلي لم استطيع إن أحيد تفكيري بها ؛ خلال اختلس النظرات رايتها ترمقني بنظرات ليست غاضبه ولا حانقة ولكن نظرة تعجب واستفهام على شفتها ابتسامه خفيفة كأنها وجه القمر؛ لم أرى مثلها من قبل لروعتها وجمالها تبادلنا الابتسامات والنظرات فازددنا الاهتمام والنظرات ونسينا كل شيء حولنا؛ فقد هجرنا هذا العالم إلى عالم أخر لنا وحدنا لم ندرى كم من الوقت مضى علينا ونحن هكذا يمكث كلانا في مكانه ينظر إلى الأخر في سكون كأننا اكتفينا بحوار العيون ويفضى كلانا بكل مشاعره الود ؛ فجاءه تعال صوت مآذن الفراق وعالت صفارة القطار معلنه وقت الرحيل عدنا من عالمنا إلى عالم الواقع المرير ولم تنقطع النظرات بيننا صعد كلانا لقطاره وقفنا على الباب ننظر لبعضنا ومضى كل قطار إلى طريقه ليتها طريق واحد نتقابل في أخر لكن للأسف طرق مختلفة وينظر كلانا إلى الأخر حتى تلاشت رأينا آه يا زمن الغدر هل هذا قدرنا اكتب علينا اللقاء أم فراق أنا وأميرتي والفراق..

    تمت في / 8/2/2017
    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Empty رد: مجموعة قصصية حــــــــب لـــن يمــــوت للكاتب حسن عبدالمنعم رفاعى رقم الأصدار الداخلى 2020/344

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 8:56 pm

    تلاقينا
    ===================
    كنت مسافر إلى الأسكندريه جلست خلف نافذة القطار انظر في شرود ارقب المارة على رصيف المحطة لمحتُ طيف قادم من بعيد مسرع الخطى لاهث الأنفاس !!يريد أن يلحق بالقطار الذي أوشك على التحرك لم أتبين ملاح القادم من بعيد حتى ظهرت أمام عيني فأخذتني الحيرة والدهشة هذا حلم ؟ أم هي حقيقة ماثلة أمامي هل أراد الزمن مصالحتي أم هي سخرية القدر ليزيد الهموم من جديد ؛ وسرحت بخيالي إلى أول لقاء وكم رسمت لها صورا فى خيالي وسرحت فيها الأيام والليالي ؛ لكن هي حقيقة لا سراب والآن أرها جسد وروح ؛ سرحت بخيالي وعدت بالذاكرة للقاء السابق كان كل ما جمع بيننا النظرات لكنها تركت في قلبي وعقلي انطباعا لا ينسى وكم تمنيت أن اقترب منها واخلق ألف سببا وسببا للحوار لكن الخجل كان سدا منيعا بيننا قلت لنفسي لن أضيع الفرصة أبدا هذه المرة ؛ ولأن تجلس أمامي أجمل إنسانه وأرق بسمه رأتها عينيا مرت لحظات في صمت رهيب كأنها دهر ؛ نتبادل فيها النظرات دون أن نهمس بكلمه مجرد نظرات تقول كل ما بداخلنا من حيره وحرمان طول أعوام الفراق فلم ندرى ماذا نقول فلا اعرف اسمها و هي لا تعلم عنى شيء كل الذي كان يربطنا حوار العيون بيننا من أول لقاء بيننا منذ أمد فهل كتب علينا ؛ اقتربت منها فقطعت الصمت المخيم قائلا:- هذا اللقاء انتظره من سنين فا منذ لقائنا الأول ابحث عنك لقد أخذت جزاء معك و لم تتركي لي غير الحيرة والظنون حضرتك تتذكري لقائنا فى كافيه من مدة ؛ فقالت :- وأنا كذلك فراقت جزاء منى منذ لقائنا كنت أريد أكلمك ولكن الخجل منعني وأنت لم تتكلم ؟ فقلت:- أنا امجد مهندس مقيم في القاهرة فردت قائله:- أنا حنان معيدة فى جامعة الإسكندرية و أخذنا فى الحديث والضحكات ونسينا من حولنا ولم ندرى بالوقت ولا كيف مر علينا حتى وصل القطار لغايته الأخير وتوقف ؛ فلم نشعر إلا بأيدينا تتشابك سويا ونغادر القطار ونسير معا حتى وصلنا إلى قرب بيتها طلبت رقم تليفونها وأعطيتها تليفوني وافترقتا على وعد باللقاء

    تمت فى/15/9/2018

    =============================
    خلف الأبواب ( الفيس )
    ===============
    ** كانت مدام حنان فى منتصف العقد الرابع من العمر تعمل معيد بالكلية تقطن فى احد الإحياء الراقية ومازالت تتمتع بجمال القوام وسحر الملامح والأناقة في الملبس ؛ وقد اعتادت الجلوس فى شرفة منزلها بعد فترت القيلولة وقت الغروب هي وزوجها كل يوم لاحتساء القهوة و التحدث فى شيئاون الحياة والتسامر ؛ والآن أصبحت وحيده بعد سفر ابنتها مع زوجها ؛ ووفاة زوجها من ثلاث سنوات ؛ منى صديقتها الحميمة لم تتركها يوما فى أوقات محنتها أو عندما تكون فى حاجه لها ؛ وكانت تأتى لزيارتها عندما تسمح ظروفها ؛ وكانت رباب مجرد صديقه فقط و يطلقوا عليها وكالة الأنباء المتنقلة لأنها دائما تأتيهم بأخبار الجميع سواء كانت صحيحة أو مجرد إشاعات ؛هي الأخر لم تأتى أيضا ؛ و هي الآن تجلس وحيده لتحتسى قهوتها و تتسمع للموسيقى لتراجع محاضرتها أو تتصفح الكتب والمجلات ؛ لم يكن لديها الرغبة لتقرا شي ؛ولكن تطلعت للسماء فى صمت عميق تنظر لغروب الشمس وهى تتوارى خلف الأفق ؛ بداخل صدرها نبضات متراكمة بالقلب كا ثورة بركان يكاد ينفجر و يعلوا صوتها على صوت الموسيقى ؛ ونظرت عبر الأفق فى صمت فتنما إلى مسامعها صاخب فتحولت ببصرها نحو مصدر الصوت فتبنيت انه صادر الشقة المجاور متخلل الشرفة المفتوحة فعلى وجهها الدهشة والاستغراب فلم تعتاد منهم الشجار الدائر بينهم والصوت المرتفع من قبل ؛ حاولت تصرف اهتمامها لاشى أخر بعيدا عن هذا الصخب ولكن لم تستطيع من حدة النقاش وأحست أنها تجلس وسطهم واعتبروها حكم بينهم وبدأت الزوجة بسرد المشكلة سبب الشجار بينهم ؛ فقالت:- البيه يعاكس ويحب الستات على الفيس لم قالوا لي ماكنتش مصدقهم؛ قلت لها:- لا تصدقي كل اللي يقال فى ناس مش بتسيب حد فى حاله وتحب توقع بين الناس وتقعد تتفرج عليهم ؛ردت قائله:- قلت أشوف بنفسي عملت فيس باسم وبيانات جديدة علشان ميعرفش بيكلم مين ؛ قلت لها:- وبعدين كملي حصل أيه؛ قالت:- تعرفي مجرد شف اسم جديد على الفيس بعت طلب صداقه ووفقت والباشا مغير اسمه وعمل لنفسه شخصية جديدة خالص وبداء يعاكس ويحب فيه ؛ قلت:- مش معقول اللي بتقوليه ده ؛ ردت قائله:- مش مصدقه ؛ قلت لها:- يمكن مش هو ؛ قالت:- أنا متا كده علشان يعتلى صورته وكمان شوفي الحديث أنا محتفظة بها ؛ وبدأت أقراء ..
    * المحادثة الأولى....
    قال:- صباح الخير سيدتي المحترمة؛ قالت:- صباح الخير ؛ قال:- ميرسى على قبول طلب الصداقة ؛ قالت:- عادى ؛ قال:- ممكن أتشرف معرفة حضرتك ؛ قالت:- ليه ؛ قال :- أصبحنا أصدقاء والمفروض نتعرف على بعض ؛ قالت:- مش شرط ؛ قال:- طيب حضرتك قبلتي صدقتي لماذا؛ قالت:-صفحتك عجبتن مش اكتر ؛ قال:- طيب لم أعجبتك الصفحة مش نتعرف يمكن يعجبك صاحبها ؛ قالت:- أعجب بحضرتك ليه يعنى ؛ قال:- مش هتخسرى حاجة لم نتعرف يمكن يكون عندي حاجة مش عند غيري تعجبك ؛ قالت:- أنت لا تعنيني ولا غيرك فى شيئا ؛ قال:- ربنا لا يجعلك محتاجه لأحد بس باريت أتشرف بمعرفتك ؛ قالت:- المفروض أن اللي تبتدئ تعرقنى بنفسك ؛ قال:- عندك حق طبعا أقبل أو ارفض برحتى أنا عادل 47سنه أعمال حره من الاسكندريه ؛ قالت:- بتشتغل فى الهواء الطلق هههه ؛قال:- ههه لا عندي كافيتيريه مش فى الهواء ولا حاجه وحضرتك ؛ قالت:- ماجدة 45سنه القاهرة محاسبه فى الحكومة ؛ قال تشرفنا فين بالضبط ؛ قالت:- مش لازم تعرف ؛ قال:- هو سر ولا أيه حضرتك متزوجة ؛ قالت:- متزوجة وعندي الأولاد وحضرتك ؛ قال:- أرمل وعندي ولد واحد طالب فى الجامعة وعايش لوحدى منذ 3سنوات ؛ قالت:- البقاء لله ؛ قال:- بس الوحدة صعبه أوى ؛ قالت:- ربنا يحفظاك ابنك ؛ قال:-وحضرتك جوزك موجود ولا مسافر ولا وحيده زى كده ؛ قالت:- موجود معي والحمد لله؛ قال:- ربنا بحفظه لك هوايات معينه ؛ قالت:- الشغل والبيت والأولاد وخدين كل وقتي بس أحيان اسمع الموسيقى وإقراء شويه ؛ قال:- كويس قليل الأيام ده الستات إلى بتقراء وتحبى تقرءاه أيه ؛ قالت :- سلام ؛ قال:- ليه بس كده إحنا لسه بنتكم ؛ قالت:- عندي مشاغل كنيره باى ؛ قال:- سلام بس هنتظرك علشان نكمل كلامنا ... ردت حنان قائله:- ده كلام عادى مفهوش غلط ردت عليها:- شيفتى البيه بقا صاحب كافيه وأصبح أرمل أنا بالنسبة له ميتة ونسى العيال خلهم ولد ؛ عموما كملى
    *المحادثة الثانية......
    قال:- فيه أية مخلي القمر غياب عن سمانا يا ربي خير فين يا قمر وحشتني؛ قالت:- لسه متعلق فى حبال الهوى الديبه ؛ قال:- حبيبي اللي يحب لا يعرف الكراهية أنا بحبك أوك يعني أنتي ما بتحبيش ؛ قالت:-غير جوزي لا ؛ قال:- وأنا حبيبك ؛قالت :- برحتك ؛ قال:- الله حبيبك اكتر من أي حد؛قالت:- أنت حر فى نفسك ؛ قال:- حبيبي والله وحشتني موت ؛ قالت:- ميرسى ؛ قال:- كان عندك أية غيبة عني قالت:- كنت تعبانه شوبه مليون سلامة علكي يا رب أنا مكانك؛ قالت:- ميرسى ؛ قال:- بحبيبك حرام عليك يقمر ؛ قالت:- عملت حظر من الأول مش بحب حد ؛ قال:- حبيبي أنت بيضاء ولا سمرة ولا ملينة ولا رفيعة وسط ؛ قالت:- من الأخر مش ها تشوف ليه صوره؛ قال:- يا روحي نفسي في ست زيك ؛ قالت:- هههههههه والله ؛ قال:- أنتي كلك في قلبي أنتي يا روحي كل حياتي فين صورتك أنت بقا؛ قال:- في قلبك أنا واثق ؛ قالت:- لا مش تثق و بلاش كل الكلام ده علشان مش ها يمشى معي باى..
    *المحادثة الثالثة....
    قال:- هاى صباحك جميل زيك ؛ قالت :- ميرسى ؛ قال:- عامله أيه يقمر ؛ قالت :- نحمد الله ؛ قال :- صاحبه فيقه وشكل صباحك حلو ؛ قالت :- ليه ؛ قال :- معرفش أقولك حاجه بحب عنيدك ودماغك الناشفة ؛ قالت :- ههههه ؛ قال :- عارفه يا ماجى ؛ قالت :- خير ؛ قال:- تعرفي انك شخصيه غريبة وأنا متأكد إني لست أول شخص تتعاملين معه بتلك الطريقة سلام ؛ قالت :- للأسف حضرتك أول مره تتعامل مع ست تعرف قدرها وتحب التعامل بالمثل وتقريبا كل الستات اللي عرفتهم يوفقه حضرتك فى كل شي ؛ قال :- لا والله وجه نظرك خاطئة صديقاتي اكلمهم وأحدثهم بكل شفافية ومنهم من قابلوني ؛ قالت :- أشكرك ؛ قال :- ليه هو أنا بكلمك من وراء ستار ؛ قالت :- كل ظنونك فيه صحيحة ؛ قال :- أنا بحكم من خلال الحديث معك؛ قالت :- احكم براحتك عموما ميرسى قال:- العفو يا ماجى ؛ قالت:- أقلك حاجه ومتزعلش طالما مردتش بقا هتزعل ؛ قالت:- أتفضلي مش هزعل ليه ؛ قال:- عاوز اعرف رخامه فطرتي ههههه ؛ قالت:- لسه ثواني اعمل نسكافه علشان مصدعه شويه تشرب معايه ؛ قال:- آه والنبي شويه نص معلقه سكر بحب اشربه كده قالت:- اوك ؛ قال:- عملتي لي إيه وريني كده أنتي فين يا ماجى؛ قالت:- واريك أيه ؛ قال:- النسكافيه مالك فى أيه صوريها يعني ؛ قالت:- لا ؛ قال:- ليه عيب هي كمان ؛ قالت:- صورت أيه؛ قال:- النسكافيه كده أنا دلوقت فى الكافية بعمل قهوة لنفسي تشربي معي يا ماجى قالت:- أزى قال:- أعملك قهوة ؛ قالت:- ميرسى ؛ قال:- استني هوريهالك ؛ قالت:- أيه ؛ قال:- خدي رشفه ؛ قالت:- ميرسى ألف هنا ؛ قال:-تعالي بتوحشيني يا ماجى ؛ قالت:- حتى قول باى أنا مش تحت أمرك ؛ قال:- أنا تحت أمرك ؛ قالت:- كنت فين ؛ قال:- كنت بحاسب زبائن خارجه ماجى ؛ قالت:- نعم؛ قال:- خليكي معايا ؛ قالت:- ليه ؛ قال:- معرفش قالت:- متعر فش أيه ها تتكلم وتقول فى أيه ؛ قال:- قويلي بتحبي أيه؛ قالت:- قولي أنت ؛ قال:- بحب وجودك كلامك إحساسي بيكي ؛ قالت:- غزل ولا أيه قال:- آه بغازل اللي بحسه أنتي قلبك مدرسه حب ولا إيه ؛ قالت:- هوة إيه ا؛ قال:- لي أنتي رحمه من عزاب وأنتي كلمه حب حلوه جوه إحزاني فى كتاب بتغيبي ليه نفسي أوصفك شكلك مشغولة ؛ قالت:- لا معك يا ريتك معايا متتاخريش تعالي هنا اقعدي قدامي ؛ قالت: ليه؛ قال:- اكتبي قولي يا ماجى أي حاجه علي لسانك بس أتكلمي ؛ قالت:- زى أيه ؛ قال:- أنا عارف أنتي عارفه أيه علي بالك قولي حاجه أيه يا خانقتي فيها قلب وروح اعرفي ؛ قالت:- هوة أيه ؛ قال:- وحشتني ؛ قالت:- معقول أنا معك ؛قال:- وأنتي معايا وحشاني وسكناني ونبضك جوه شرياني ؛ قالت:- وأيه كمان ؛ قال:- شافيك حاستك قولي لي أنتي ؛ قالت:- أقول أيه بس ؛ قال:- ماجى نفسي أكلمك دقيقه أقولك كلمه واحده واقفلي ؛ قالت:- أنا فلتلك قبل كده مش بتكلم صوت مع اى حد ؛ قال:- أنا مش حد أنا عاشق عينك السود ؛ قالت:- مين قلك أنهم سود؛ قال:- حاسسهم وحساس أني شيفهم ؛ قالت:- شيف أيه ؛ قال:-عيونك كدب أوعي تقولي كدأب لأني إحساسي دائما صادق؛ قالت:- بالعكس عيني مش سوده؛قال:- ماجى نفسي أقولك كلمه أيه أقول مش هتزعلي ؛ قالت:- لا ؛ قال:- بحبك ؛ قالت:- آنت مؤجره قلب مفروش ولا أيه ؛ قال:- عارفه جرحتني شكرا ؛ قالت:- أنا لسه عرفاك من يومين وكنا بنتخانق هتحبنى أزى ؛ قال:- معرفش ؛ قالت:- متعر فش أيه ؛قال:- ماجى خلاص أنا أسف ؛قالت:- متأسف على أيه ؛ قال:- إني بحبك ؛قالت:- سلام ألان علشان أشوف شغل البيت ؛ ثم نظرت إليها أيه رأيك فى الأستاذ....
    *المحادثة الرابعة
    قال:- صباح الورد البلدي يا أجمل ماجى حبيبي وحشاني موت؛ قالت:- شكرا؛ قال:- أخبارك أية وحشتني كثير غيبك بزعلنى بلاش تغيبي عنى؛ قالت:- بخير بجد؛ قال:- والله بزعلني يا رب يخليك ليا يا قمر؛قالت:- بلاش تتعلق بسراب قال:- علي فكرة أنتي كل حاجة في حياتي ؛ قالت:- بلاش تتعلق ها تعذب نفسك ؛ قال:- أنتي بتهربي مني وأنتي عارفة انك أصيحتي كل حاجة حلوة في حياتي ؛ قالت:- أنا بنصحك علشان مش بحبك ولا وكلامك فون قال:- يا حبي أنتي قاسية أنتي عمرك ما حبيتي ؛ قالت:- حبية جوزي و أولادي بس قال:- لا يوجد حتى مكان صغير في قلبك أنثى قلبك طيب وان شاء الله ليا ؛ قالت:- لا طبعا ؛ قال:- أنتي بتصيفى في إسكندرية نفسي نشوفك ونكلمك ونأخذك لأخر الدنيا ونكون لوحدنا أنا بحلم ولا أية؛ قالت:- ههه احلم برحتك ؛ قال:- طيب عوز عروسة تكون نسخة منك ؛ قالت:- أية مش ممكن ؛ قال:- حلوه ده أوى كل شي ممكن يا رب حقق لي أمنيتي بحب ماجى أد العالم كله عوز نكلمك يا حبيبي ونشوف صورتك مرة واحدة ؛قالت:-أنسى ؛ قال:- خالص يا حبيبي بتروحى فين بتوحشني عارفة لو أنتي مراثي كنت مش ها خلى إي عين تشوفك اللي أنا بس صدقني ؛ فالت:- كلام وبس كل زوج ببقول كده في الأول؛ قال:- والله كلامي جد وصحيح جربي وشوفي؛ قالت:- أجرب أيه ؛ قال:- تكوني زوجتي أشيلك في عيني يا رب تصدقيني يا رب ؛ قالت:- أنت مجنون أنا متزوجة وعندي أولاد؛ قال:- يا حبيبي أنا فعلا مجنون مش قادر أبعد عنك ؛ قالت:- أعقل أم ها لغيك ؛ قال:- مش تقدري لان قلبك يحبني بس لسانك هو اللي ببقول ؛ قالت:- تم إلغاء الصداقة باى ؛قال:- مش ممكن عشان بحبك يا عمري كله حبيبي والنبي تخليك معي حبيبي ماجى بحبك أنتي عاملة ليا بلوك متشكرين علي العموم اعملي اللي يريحك وأنا مش زعلان طالما كده يريحك ...
    * المحادثة الخامسة
    قال:- صباح الفل حبيبك يا قمر يا حبيبي يا غيب عنا آنت فين حبيبي ماجى بحبك زعلانة أوي لو أنا زعلتك في إي حاجة قولي ؛ قالت:- أية ؛ قال:- يا روحي يا اغلي إنسانة عندي في الدنيا خير أخبارك أية يا حبيبي وحشتني ؛ قالت:- نحمد الله ؛ قال:- أية الغيبة دي كلها أنا فكرة أنك سافرتي ؛ قالت:- لا زهقت من عدم فهمك أنا مش هاكلمك أو احبك ؛ قال:- يا حبيبي أنا بحبك ملي دعوة تحبيني أو لا ده ما يخصك أما أنا بحبك في نفسك أنتي لو تعرفيني تحبيني موت بس ياحسارة هههه واخذ في نفسك قلم كبير؛ قال:- بالعكس والله أنا متأكد لو تعرفني تسيبي القاهرة وتيجى ؛ قالت:- مغرور ؛ قال:- يا حبيبي عمري ما كنت مغرور بس بحبك ؛ قالت:- كلامك كله غرور وصدف ولا يغرنك بالله الغرور صدق الله العظيم ؛ قال:- يا حبيبي سكتي ليه إنا حبيبك وروحك وأنتي كل شي في حياتي ولا مكسوفة ؛ قالت:- إنا لغيتك فقط وممكن أعملك بلك ؛ قال:- حبيبي أهون عليك يا رب تبقي مراني وند لعك احلي دلع في الدنيا أنتي كنني لغياني وأية السبب ولو قلبك يعلم مكنش خلك تلغيني؛ قالت:- شكلي أعمل بلك مش إلغاء فقط ؛ قال:- واهون عليك يا روحي وحبي وعمري وكل حياتي حبيبي لو مش عاوزة تردى اعملي بلوك ولعلمك أنا عمري ما أنساكي خالص لأنك سكني قلب وعقلي ومش ممكن أنساكي وفقك الله واعطاكي الصحة وحياة سعيدة لن أنساك يا عشقتها الروح وأحبها القلب ؛ قالت:- أية للأسف مفيش فائدة ؛ قال:- صدقيني أنا بحبك ؛قالت:- ههه ماشي براحتك ربنا يزيح عنك المرض ؛ قال:- أنا مش مريض أنتي شكاكة اعطينى فرصة لعلمك أنا إنسان بحب الإنسانة الذكية اللي عقلها كبير أنا مش مريض أنا احبك ربنا يهديك يا روحي يا ماجى أنتي بتحبي الرومانسية ليه لان الانسان الرومانسي مش عنيد؛ قالت:- أنا دماغي جزمه وبرصه رومانسيه ؛ قال:- لا أسف يا حبيبي أنت دماغك من ذهب بس أنتي لا تميلي للرومانسية أنتي حبك ارتجالي بحت ولذلك عنيدة ؛ قالت:-ههههه علي العموم لكي مني كل الاحترام مني مليار تقدير و مليار بوسه علي الجبين؛ قالت:- بوسة أيه ؛ قال:- غرفتي انك مش رومانسية سيبتي كل حاجة كويسة ومسكتي في حاجة ملفتة البوسة علي الجبين ممكن تكون لامك وممكن تكون لأختك وممكن تكون لا اعز الحبيب يا رب نفهم أنتي خريجة أية تعليمك ؛ قالت:- هههه يا رب تكوني بخير؛قال:- أنتي واثقة من حبي لكي يا روحي أنت حر في نفسك وأنتي حبيبي طبعا يظلمني حبيبي وينك.؛ ردت حنان:- يمكن يعرف انك اللي بتكلمي معه بهزر زى ما أنتى بتهزرى ؛ ردت قائله :- ارجوكى كملى ....


    *المحادثة سادسة
    قال:- يا مساء الورد مفيش مساء علي أجمل حبيب ولا حاجة خالص أية يقمر خلاص بقينا بعاد ولا القمر فيه خسوف مساء الخير فيه أية أنتي زعلانة شكلك كده من أية يا وحشني حبيبي أنت فين من زمان ما تكلمنا يقمر حبيبي ليه لغيتي الفيس ارجوا أعادته ؛ قالت:- عايز إيه منى حضرتك ؛ قال:- عايز سلامتك يا أجمل ما في الدنيا اعيدى الفيس ليه كل حاجة من ريحتك بتكون حلوة وبعدين اعرف أنتي فاتحة ولا عادى ؛ قالت:- لو عايره أكلمك مش اكتر من كده ؛قال:- ماشي يا حبيبي اللي يريحك حكم القوي علي الضعيف ؛ قالت:- شيل الحب من نفخك تستريح ؛ قال:- عمري وأنتي زعلانة ليه ؛ قالت:- علشان أنت مش اكتر ؛ قال:-أنا بحب ماجى أنتي في البيت ؛ قالت:- آه ؛ قال:-مفيش شغل باريت أنا جارك يقمر ؛ قالت:-أنا حرة مالك ؛قال:- علي كفيك يا روحي بحبك باريت أنتي زوجتي يا قمر بابنتي يا روحي والله أنتي بهدلتي قلبي وفكري يا حبيبي حرام علكي رجاء جنني بغيابك لعل المانع خير حبيبي بقولك بحبك أنتي إخبارك أية وفين من زمان أنتي فيه حاجة يا حبي تمام أنا بغير عليك اكتر زوجتي بلاش تغيبي عني؛ قالت:- ههههه ؛ قال:- والله بنحبك اكتر من الحب نفسه باريت أنتي جارتي أو ساكنة معي في مكان واحد؛ قالت:- بكاش ؛ قال:- صدقي بالله أنتي لو مراثي مش عارف كنت اعمل أية الله اعلم؛ قالت:- تعمل إيه ؛ قال:- الأول مفيش حد في الدنيا يشوفك إلا أنا ثانيا نحطك جوي عنيا طول عمري وحاجات كثيرة نعملها يأرب قرب المسافات؛ قالت:- كلام فقط ؛ قال:- طيب يلا كوني مراثي وشوفي يا ماجى أنتي بجد حياتي لعلمك لما تغيبي عني بزهق اكتر من مراثي ارحميني يا روحي طيب نجرب ولو مرة بحبك ؛ قالت:- نجرب إيه ؛ قال:- عاوز نسهر معا يقمر ونجرب تكوني مراثي الليلة؛ قالت:- أنت بتهرج ولا بتسعبط ؛ قال:- مفيش فائدة أنا لا بهرج ولا بنستعبط أنا بكلمك جد يعني لازم تفكري في الخطأ مفيش تفكير صح أنا بحبك نفسي تحققي لي مطلب واحد أمنيتي منك يا عمري كله أكلامك طبعا ؛ قالت:- انسي أو موت بغضبك ؛ أهون عليك يا قمر خليني إنسان مش كويس زى ما أنتي بتعقدي وسمع صوتك مليون مرة أية اللي ها أعملة أنتي اعتقادك مش مضبوط للعلم أنا والله العظيم وحياة والتراب اللي يتمشي علية ما جدة أنا بحبك أد الدنيا كلها مالك عشان خاطر حبي ردي عليا عاوز أكلمك طيب ليه العناد دة يا روحي ؛ قالت :- خلاص أخر مكلمة بنا باى؛ قال:- وحياة نور عاوز نسمع صوتك حبيبي ؛ قالت:- مش بقلك عمري ما أكلم حد صوت انس ؛ قال:- طيب ليه أنتي بتفكري أن ده فيه خطا أنا إنسان بحبك موت بحبك يا حبيبي ؛ قالت:- مش بحب حد خالص ولا بحب المشاكل ؛ قال:- أية المشاكل أنتي بتفكري خطا دى أمانة بيني وبينك أنا مش صغير يا حبيبي أنا بحبك وأخاف علكي من الهوى ؛قالت:- ولا صوت ولا صوره سلام عاوزة تسبيني وتمشى ولا أية ؛ قالت:- احضر الغداء لجوزي ؛ قال:- مش تعز منى ولا أنثى بخيله ؛ قالت:- آنت جوعان بجد ؛ قال :- والله جوعان ؛ ودخلت عليه الغرفة وهى تقول :- أتفضل يا أحمد الغداء على السفرة ولا عايز عزمه يا باشا ولا تروح لماجي تغذيك ؛ فلم يستطيع الرد فسقط على الكرسي من هول المفاجئة شفى بقا الأستاذ مقضيها حب على الفيس.؛ ورن جرس الهاتف وانتبهت حنان أنها كانت تتخيل بأنها معهم وبتحكم بينهم .....

    تمت فى /29/4/2019
    ==================
    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Empty رد: مجموعة قصصية حــــــــب لـــن يمــــوت للكاتب حسن عبدالمنعم رفاعى رقم الأصدار الداخلى 2020/344

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 8:58 pm

    ------------------------------------

    حب لم يكتمل
    =========
    ** جلست خلف نافذتي أتطلع للسماء في شرود؛ فإذا بصوره تظهر خلال السحاب لم أتبين تفصيلها بوضوح؛ حتى اكتملت فإذا بوجهك يملى وجه القمر؛ وان كان أجمل منه بكثير؛ وان كانت صورتك لا تفارقني أبدا؛ فلم اشعر إلا والقلم بينا يدي وممسكا بأوراقي اسطر قصة حب لم تكتمل ؛ وسرحت بخيالي أتذكر أول مره وقعت عينيا على محياك الجميل ؛ قد كان يوم مثل باقي الأيام الماضية ؛ كنت أجلس في مقعدي مثل أي يوم اتبع شرح المعلمة في تركيز واهتمام؛ فسترعى انتبهنا طرقات على الباب ؛ اتجهت أنظارنا نحو هذا الطارق ؛ فإذا بطالبة جديدة تستأذن بالدخول للانضمام إلينا؛ ودخلت بخطوات كلها خيلاء وشموخ؛ وتنظر لنا وابتسامه تعلو جنتيها والنور يملئ وجهها ينير الأفاق تبعث السرور والسعادة لكل من ينظر إليها ؛ونظرت لها في صمت والابتسامة تعلو وجهي؛ فتلاقت عينانا ولم يخطر على بالى لو لحظة أنى سوف أقع في حبك من أول نظره؛ فنفذ بريق عينيك بدخلي؛ و أنرت روحي المظلمة يا من نورها استمد الكون أشرقه ومحي الظلمة من العالم أنى استمد من حبك الذي بقلبي حبا يغمر العالم منذ تسللتا في حياتي فتبددت الوحشية التي في نفسي ؛ ومر هذا اليوم ونحن نتبادل الابتسامات والنظرات الخاطفة بين الفانية والأخرى ؛ وعدت إلى المنزل وليس في فكرى وعقلي لا أنت ؛ أرقني هواك واقلق مضجعي و تكحلت عيوني بالسهد من طول السهر تداعب مخيلتي صورتك الجميلة ولا تفارقها؛ في الصباح استيقظت مبكرا على غير عادتي ؛ فقد كنت متلهف على الذهاب مسرعا لأرها؛ واملآ عيني من جمالها وحسن طلعتها؛عندما وصلت رايتها تجلس بالحديقة ونظرها متجه للمدخل ؛ فاقتربت مسرعا نحوها متلهف وألقيت عليها السلام وردت عليه بصوت لم اسمعه مثله من قبل ؛ صوت مملا بالرقة والشجن كأنها تعزف الحان من السماء؛وجلست بجوارها نتعارف ونتبادل أطرف الحديث؛ ودق ناقوس الذهاب إلى الفصول ؛ وقد اتفقنا على إن نتقابل في وقت الراحة؛ وتعددت اللقاءات بيننا نقضيها نتسامر ونتهامس في ود وصفاء؛ لم تعد للحديث فقط بل كانت للاستذكار والدراسة؛ وبمرور الأيام اخذ الحب يزداد بيننا كوليد يكبر بين أبواه ؛ و تعاهدنا على الحب والإخلاص حتى أخر العمر؛ وتمر الأعوام بسرعة؛ ونلتحق إنا وهى نفس الكلية وكنا لا يفرق بيننا عودتها للمنزل ؛ وان كان بالجسد ؛ولكن أرواحنا لا تفترق بالمحادثة والمذكرة على الهاتف ؛تحدثنا عن أمانينا لمستقبل وكيف نبنى عش أحلامنا نملأه حب وحنان ؛ وأن كان النوم لم يستطيع أن يفرقنا ؛ فكنت فارس أحلامك وأنت أميرة أحلامي ؛ وتضطر ظروف عمل والدها السفر للخارج ومعه الأسرة وتكمل درستها بالخارج ؛ ولم تنقطع الصلة بيننا يوم سواء خطابات أو مكالمات حتى انتهاء فترة عمل والدها بالخارج ؛ وأقترب موعد عودتها واعد الأيام الباقية ؛ وأنا احترق شوق واللهفة لرؤيتها ؛ ولم أنام الليالي أفكر فيها وماذا أقولها عن والعذاب والألم طوال بعدها عنى ؛ وفى الصباح ذهبت انتظرها في المطار وكلى فرحه وشوق لها ؛ والقلب يكاد يتوقف من فرط السعادة لرؤيتها من جديد؛ ومرة الدقائق كل الدهر وكلما أقترب الوقت يزداد قلبي في الخفقان فى أنتظر إعلان وصول طائرتها؛ ولكن فجاءه يعلن عن تحطم وسقوط الطائرة القادمة على متنها وتدور الدنيا بى ولم أدرى بشيء ؛ وعندما ابتدأت استعيد وعى ونظرت لأجد حولي الآهل والأصدقاء وأنا ارقد بغرفه بالمستشفى ماذا حدث وأرى علامات الحزن والأسى على الوجوه ؛ فكنت أعانى من انهيار عصبي بسبب هذه الفاجعة ؛ وخرجت بعد فتره ليست بالقصيرة لا أدرى ماذا افعل بدونها ؛ وقررت السفر بعيدا عن أي مكان يذكرني أجمل أيام عمري معها محاولا النسيان ؛ ولكن هيهات النسيان........
    تمت في/7/3/2017

    ====================
    السيرة الذاتية للكاتب والشاعر

    الاسم/ حسن عبد المنعم رفاعي
    خريج/بكالوريوس إدارة أعمال
    العمل/ مبرمج
    مواليد/1959القاهره
    ===============
    نبذه عن الشاعر
    =========
    .. منذ الصغر كنت نهم في القراء في جميع المجالات وبدأت بكتابة رسائل حب وفى المرحلة الثانوية ابتدأت اقرض الشعر وتأثرت بالشاعر/ نزار قباني .. وآخرين .. والكاتب/ إحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم... وآخرين
    مؤسس ( منتدى لحظات من العمر لا تنسى ؛ منتدى همسات عاشق فى الليــل )

    الأعمال الأدبية
    ==========
    1- ديوان (رسالة الى أنثى) دار النيل والفرات للنشر ( طبعه أولى )
    2- ديوان (شاطئ هواك) دار النيل والفرات للنشر ( طبعه أولى )
    3- ديوان ( هواجس نفس حائرة) دار النيل والفرات ( طبعه أولى )
    4- معجم الشعراء العرب دار النيل والفرات للنشر ( طبعه أولى )
    5- ديوان ( شاطئ هواك ) لايت للنشر والتوزيع ( طبعه ثانية )
    6- ديوان ( هواجس نفس حائرة) لايت للنشر والتوزيع (طبعه ثانية)
    7- ديوان ( حنين واشتياق ) لايت للنشر والتوزيع( طبعه أولى )
    8- ديوان مشترك (شعراء حروفهم على وجه القمر دار الأهرام للنشر
    9- ديوان ر مشترك الأول (لبيت الأدباء والشعراء والجمهور العربي)
    10- ديوان مشترك (الثاني لبيت الأدباء والشعراء والجمهور العربي)
    11- ديوان شعر وقصص مشترك مع همسة مصر
    12- ديوان مشترك التجمع العربي للثقافة والإبداع ( جنتى تبكى )
    13- النشر فى المجلات( شعراء النيل. مجلة إشراقه. وأخرى)
    13- الحصول على العديد من الجوائز ؛ في مسابقات شعرية
    14- مجموعة قصصية تحت الطبع إنشاء الله ( قصة حب )
    15- ديوان عامية تحت الطبع إنشاء الله ( حكاوى )
    16- ديوان تحت الطبع إنشاء الله (خواطر شاعر حزين)
    17- ديوان تحت الطبع إنشاء الله ( أمرآة بين الخيال والواقع )
    18- ديوان تحت الطبع إنشاء الله (لحظة وداع )
    19- ديوان تحت الطبع إنشاء الله ( أحاسيس ملتهبة )
    ================================
    الفهرس
    م الاسم م الاسم
    1 حـب لن يموت 8 كان .. حلم
    2 ذكريات 9 نزيل... رقم
    3 حياتي 10 ذات لقاء
    4 ذكرى صديق 11 تلاقينا
    5 حب.. أم .. قاتل 12 خلف الأبواب ( الفيس )
    6 رسالة.. وداع 13 حب لم يكتمل
    7 المصير المحتوم 14
    =====================================
    بطاقة الكتاب
    -----------------------------------------------------------------------
    عنوان المؤَلَّف : حب لن يموت
    المؤلِّف : الكاتب/ حسن عبد المنعم رفاعي
    التصنيف : مجموعة قصصية
    رقم الإيداع :
    عدد الصفحات : نشر فى منتدى جمعية إبداع الثقافية
    رقم الإصدار الداخلى : 344 /2020
    تاريخ الإصدار الداخلى : 10 / 2020 الطبعة الأولى
    -------------------------------------------------------------
    جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للشاعر، ولا يحق لأى دار نشر طبع ونشر وتوزيع الكتاب الا بموافـقة كتابية وموثـقة من الشاعـــر

    مجموعة قصصية    حــــــــب لـــن يمــــوت    للكاتب         حسن عبدالمنعم رفاعى  رقم الأصدار الداخلى 2020/344 Eai_ao11

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:13 pm