منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350 أكتوبر 2020

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350  أكتوبر 2020 Empty (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350 أكتوبر 2020

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 10:09 pm

    (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350  أكتوبر 2020 Aioc10


    بطاقة الكتاب
    -----------------------------------------------------------------------
    عنوان المؤَلَّف : نجوم لامعة
    المؤلِّف : الكاتب/ مؤيد عبد حمود
    التصنيف : مجموعة قصصية
    رقم الإيداع :
    عدد الصفحات : نشر على منتدى جمعية إبداع الثقافية
    رقم الإصدار الداخلى : 2020/350
    تاريخ الإصدار الداخلى : 10 / 2020 الطبعة الأولى
    -------------------------------------------------------------
    جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للشاعر، ولا يحق لأى دار نشر طبع ونشر وتوزيع الكتاب الا بموافـقة كتابية وموثـقة من الشاعـــر

    متطلبات السعادة
    ( القصة الأولى من سلسلة نجوم لامعة)
    ===================
    جلسن في اليوم الاخير من الدراسة في حديقة الجامعة وساقهن الحديث الى المستقبل ومتطلبات السعادة في الحياة وكيف يتم تحقيقها للعيش برغد وهناء مع الشريك المستقبلي فقالت اولاهن نوال :
    _ السعادة تكمن في القناعة وليس للاموال قدرة على تحقيق ما تطمح اليه النفس من سعادة لانها كلما كثرت سيرتفع سقف الرغبات حتى لا تتمكن الثروات من تلبية تلك الغايات .
    فردت عليها نرمين بأنفعال :
    _ وما تفعل القناعة بلا مأوى أو من غير طعام أو حتى عدم تحقيق ابسط الامور ... فالمال يا عزيزتي وجد لتلبية رغباتنا وما تهوى انفسنا فكيف تقارنين من تعيش بقصر لديها الخدم والحشم وكل ما تصبو اليه نفسها يكون امامها ... انه المال مارد علاء الدين الذي يحقق كل شيء نرغب فيه ... وإذا تزوجت فلن أتزوج إلا رجل غني يقدر جمالي وأنوثتي ويعوضني عن هذه الايام .
    عندها بادرت نسمة قائلة :
    _ ايتها الفتاتان الساذجتان نسيتما عماد السعادة وطريقها المفتوح
    ردت الاثنتان بتعجب :
    _ وما هو هذا المفتاح
    _ انه حديث القلوب ومرسال العيون .. انه العواطف الجياشة والمشاعر الملتهبة هو اساس السعادة وترجمانها الذي يقطف الثمار يانعة وبتلات الورد بعطرها ... هو الربيع الدائم والوجد المرهف والكلام المنمق الذي ترصدها آذاننا وتنعم به قلوبنا فتثور نبضا وترقص طربا بكلمة احبك ... انه الحب ايتها الجاهلتان .. ولن ارتبط إلا بعد قصة حب وفارس الاحلام الذي يحملني معه بفرسه الابيض ويختفي بين الاحلام .
    بعد هذا الحديث عانقت احداهن الاخرى بحرارة وشغف ووداع ربما سيكون الاخير بعد ان انتهت ايام الدراسة ... سارت كل منهن مفارقات بدمع وتلويحات الايدي متواترة بين إلتفاتة واخرى حتى تغيبن عن عيون بعضهن ...
    تمضي السنون وتدور الحياة دورتها وتأخذ كل منهن حظها من الحياة ليتزوجن وترشقهن الدنيا بسهام الواقع بأقواس تفاوتت أوتارها بين شد وجذب حتى تغيرت نظرتهن للحياة بما تمليه عليهن الظروف ... وعند نقطة الصدف الغير متوقعة وألاصح أقدار الله المقدرة بمشيئته يلتقين الفتيات الثلاث باحدى الجمعيات النسائية لتكون الدهشة سيدة الموقف حتى تهاوت إحداهن على الاخرى تقبيلا وإحتضانا وكأنهن بذلك اليوم الاخير الذي تفارقن فيه فقالت نسمة :
    _ اراكما متزوجتان أليس كذلك ؟
    ردت الاثنتان بابتسامة
    _ نعم .... وأنت ؟
    _ أنا ايضا متزوجة
    بادرت نرمين وهي تسأل :
    _ حسنا أتذكرن ذلك الحديث الودي الذي دار بيننا في اخر يوم من الدراسة لنرى من حققت برأيها السعادة وسأقول انا اولا تزوجت كما كنت اخطط برجل غني فكنت في بداية الامر سعيدة حتى اقنعت نفسي بان وجهة نظري هي الصحيحة وحققت كل ما رغبت به ولكن بعد فترة وجيزة تسرب الملل الى قلبي ولم اعد اشعر بالسعادة خصوصا وان زوجي في اكثر الاحيان بعيد عني باسفاره أو عمله الذي لا ينتهي ... فماذا عنكما
    قالت نسمة وهي تهز رأسها :
    _ قابلت شاب لطيف احبني واحببته وقضينا ايام جميلة من الحب والعشق وكنا لا نطيق فراق بعضنا حتى خطبني وتزوجنا ... ثم بعد الزواج بدأ الفتور يدب في علاقتنا وحبنا حتى أمسى رمادا عقب نار فصارت حياتنا بلا إحساس ... يقضي معظم أوقاته بين هاتفه وأصدقائه وقلما يكترث لامري ... فما شأنك يا نوال
    _ حسنا بعد هذه السنين وتجارب الحياة سأقول لكم حكايتي إذ خطبني شاب مهذب حسن الاخلاق طيب الكلام ولكنه كان فقير الحال حتى رفضته والدتي ولكن ابي أصر على تزويجي اياه لدماثة اخلاقه ... وبعد الزواج تعرفت عليه جيدا وتوثقت علاقتي به وصبرت على فقره ... نعم لقد عانيت حتى مرت ايام فقدت فيها الامل بالقناعة ثم تتغير الظروف ليغتني زوجي بفضل الله ... وهكذا تحولت حياتنا افضل مما كانت عليه وأعتقد اني عشت الادوار الثلاثة قناعة وحب وغنى وأحسست بطعمها جميعا .
    هكذا هي الحياة لا ترتقي خطوط السعادة دوما ولا تنزل ببؤر التعاسة والاحزان أبدا ... بل هي خليط من هذا وذاك .
    بقلم حسام العربي
    ======================================================


    يوم مختلف ( فانتازيا ) ( القصة الثانية من سلسلة نجوم لامعة )
    ========================
    بينما انا جالس في احدى المقاهي أحتسي الشاي بعد ليلة أنهكت جسدي بأحلام أصرت ان تراودني بكل حيلة على أجنحة الرهبة والخوف وكوابيس كأنها ألسنة بشر طويلة زرعت فيها أشواك ضخمة ... هكذا كانت ليلة غير كل الليالي التي مضت ... ولكني أشعر وكأنما طرق تغيير ما بداخلي بسبب تلك الهواجس وآلام الرهبة من تلك الاحلام المزعجة ... كنت اجلس قبالة شخص أسمه منير الكذاب وهو مشهور بهذا اللقب لكثرة كذبه ومبالغته بوصف الاحداث فهو بألضبط من ينطبق عليه المثل الذي يقول ( يجعل من الحبة قبة ) ... كان يتكلم بالهاتف مع شخص آخر ولكن ما لفت انتباهي انه كلما تكلم أشعر بنوع من الطنين بأذني ... ما هذا الذي يحصل لي كنت أعلم ان أمر ما حدث لي ... أردت أن أتأكد من ذلك فتذكرت ان شجارا بسيطا حدث بين شخصين وكان منير يفرق ويحجز بينهما ثم تصالحا وذهب كل منهما في طريقه دون أي عراك ... حصل ذلك وأنا في طريقي الى المقهى فقلت له :
    _ ماذا حصل قبل قليل بين هذين الشخصين المتشاجرين يا منير؟
    _ لقد حدث الكثير تضاربا حتى ادمى أحدهما ألاخر وسحب الاول سكينا من جيبه عندها تدخلت بسرعة واخذت السكين من يده وضربتها على الارض ثم لطمت كل منهما بكف على وجهه اعدته الى صوابه وقمت بمصالحتهما بالنصح والارشاد .
    كان يتكلم وفي أذني صرير يزداد كلما بالغ بالكلام ... خرجت من المقهى وأنا بحالة من الدهشة والحيرة التقيت برجل ينادي على بضاعة مستعملة يريد بيعها بمبلغ معين فقلت له :
    _ انها باهضة الثمن !
    _ كلا انها مناسبة جدا وليس لي فيها ربح سوى القليل جدا لقد اخذتها بمبلغ كذا .
    وما ان ذكر المبلغ حتى عاد الصرير ألى أذني ... عندها استيقنت اني أميز الكاذب من كلامه ... جلست محاولا فهم الامر بالتقصي والتحقيق حول كل ما يجري ولماذا الناس يكذبون هكذا حيث إذا كان الكلام متطرفا للخبر بطبيعته وله اسباب تقتضبه سيجعل الناس تحاول استساغته واعادة تدويره بما يلائم ما يقولون وان المبالغة نزعة بشرية قد تخرج عن حدود سعتها لتميل الى التطرف بالقول يقابلها الميل الى التصديق من المستمع لاسباب نفسية تستهوي ذلك الكذب وتصدقه بسبب الرغبة بتلك المقاصد وتراكيبها القريبة الى ألاهواء اكثر من العقل ... ثم تذكرت كثرة المناقشات حول انواع الكذب وهل صحيح ان هناك كذبة بيضاء وأخرى سوداء ... وما الذي يجعلنا نكذب هل هي ضرورة أو تغطية لعيب ما أو قد تكون مبالغة لجذب الانتباه ... دخلت سوق المدينة فاصابني الذهول لم تتوقف أذناي عن الصرير وكأنها جرس مستمر بالرنين فخرجت مسرعا وانا متعجب من كمية الكذب الهائلة في هذا المكان ... ركبت بأحد باصات المدينة وكان الركاب جلوس يتحادثون بينهم والطنين ارهقني حتى أني أسرعت بالنزول هربا من ذلك الصوت الذي يلاحقني ... ما هذا الذي يحصل هل اننا جميعا نكذب أم أن الكذب اصبح له منظور اخر اسمه المجاملة والنوايا المتلونة بلسان تغلب عليه الهوى ... يقول الغالبية منه تحسين الكلام بشكل منمق او ما يقال عنه ثقافة الكلام ... عدت تعبا منهكا حتى ألقيت نفسي على السرير وتذكرت قول الرسول عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) ... في اليوم التالي خرجت الى المقهى كالعادة فصادف اني جلست قرب منير الكذاب وكان يحدث جمهوره من الشباب حول بطولاته المزيفة من صنع خياله ولكني لم أشعر بشيء فحمدت الله سبحانه وتعالى على شفائي من ذلك البلاء الذي اتعبني بألامس و على نعمه الخفية التي لا نتذكرها إلا عند فقدها .
    بقلم حسام العربي
    =======================================================

    العقد المكتمل ( القصة الثالثة من سلسلة نجوم لامعة )
    =======================
    كان لاسلافنا حكايات لها من الصفات العجب والبلاغة النجب والاحوال الغرابة وحسن الرأي والتسديد ... وسأروي لكم اليوم حكاية الحارث واولاده الثلاثة ... كان الحارث رجل مقدام تزين باخلاق الفرسان ورجاحة العقل ... وعندما بلغ الابناء الرشد اراد ان يختبرهم ويولي افضلهم ولاية الحق بادارة تجارته واملاكه ... ذات يوم اجتمع بهم وقال لهم :
    _ يا عبيدة ويا عمران ويا امين ناديتكم باسمائكم حسب تسلسل اعماركم اسمعوني جيدا سأرسلكم بمهمة قد تجدون فيها البأس فلا يأخذنكم اليأس وفيها الغوى فلا يأسرنكم الهوى وفيها البعاد فلا يسلبنكم الاشتياق ... سأمنح كل واحد منكم مبلغا من المال يعينه على اسفاره وتحقيق المراد وسنلتقي هنا بعد عام إن كان للعمر بقية فيلخص كل منكم اسفاره وما جناه بحكمة العقل وحرية الجسد فلا رقيب عليكم إلا الله سبحانه وتعالى .
    نظر الثلاثة الى بعضهم بدهشة وقالوا :
    _ سمعا وطاعة يا والدنا ومعلمنا
    عند الصباح حزم الثلاثة امرهم واستلموا مالهم وزادهم وراحلتهم وبعد ان ودع بعضهم بعضا انطلق كل منهم صوب اماله ... فركب عبيدة البحر مع اول سفينة وغادر عمران بفرسه شمالا وسار امين مع قافلة تجوب الارض شرقا ... كان عبيدة يجيد السفارة ويلعب بالتجارة فأجتمع بركاب السفينة فأشترى وباع ولم يفتح الشراع وبين ميناء وميناء يزداد الحمل وتكثر الاعباء حتى أشترى سفينة خاصة بتجارته بعد ان نمت امواله وكثرت حاجياته تمضي الشهور ويقترب الوعد المذكور والسفينة بعرض البحر تدور وعبيدة فرح فخور بما سيلقى به والده ... وعلى حين غرة يهتاج البحر ويرتفع الموج ويلاطم السفينة والرياح ترشق الاشرعة بسهام التمزيق فأصبحت العوبة بينهما والكل يدعو الله النجاة ولكن القدر سبق والسفينة تحطمت وبعد التجارة والاموال عبيدة يطوف على لوح بأسوأ الاحوال وعلى رمال البحر السفينة تحولت الى اوصال ... وعاد عبيدة بالوقت والاوان خالي الوفاض تغلبه الحسرة والخسران ... وجلس ينتظر ما سيؤول اليه امر الاخوان ... واما ما كان من أمر عمران فبعد ان أنطلق بفرسه شمالا بحل وترحال ولا يقوم له مقام فهو يحب السفر وفي اللهو له أثر ولكن الحظ يلعب احيانا لعبة الشطارة فيلتقي بطريقه عصابة قد استولت على امرأة تريد بها الدعارة ... فأستل سيفه وبنجابة الفرسان وشجاعة الشجعان تمكن من تحرير المرأة وتخليصها قبل فوات الاوان ... فكان له معها حكاية عاشق ولهان وحصل المراد وأصبحا زوجان وهي تملك الكثير من الاموال والاطيان ... وعند بزوغ فجر اليوم الموعود لاحت بشائر الخير فعاد عمران مع زوجته يحيط به الخدم والغلمان كأنه امير أو سلطان ... فقعد عند اخيه وهما يتحاوران وينتظران وصول تتمة العنقود ... وأما امين يعرف المراد عند الحكيم جهاد فكابد السفر بين الوديان والجبال يسال عنه حتى وصل التخوم شرق البلاد ... فكان ملازما له يكتب ويتعلم حتى استنار وجهه علما وعقله فطنة فعاد ومعه الف حكمة وحكمة ... وعند اكتمال البدر وصل امين ومعه كتاب رصين وجلس قرب اخويه يروي لهم ويستمع اليهم حتى حضر الحارث وقلبه منشرح بسلامة الوصول وامانة ابناءه العدول فأحتضنهم وقبلهم وسمع منهم الحكاية بكل إنتباه ورعاية حتى اتم امين النهاية ... فقال لهم :
    _ لقد سمعت اسفاركم وما آل اليه مقالكم فأحمد الله على سلامتكم ... فاما عبيدة فعمل جاهدا فخانته الظروف وعاد خاسرا واما عمران ساقت اليه الاقدار المال والجمال ولكن بسيف بتار وشجاعة عند غيره لا تطال واصغركم امين جاء بالغث والسمين وبين طيات اوراقه العقد الثمين وفي عقله رجاحة التمكين وبعد هذا توصلت الى قرار فيه خيركم فأنصتوا ... كل منكم اصبح له باع طويل بما كان يعيل فعبيدة تاجر شاطر وان خسر ماله وعمران شجاع يحسن التعامل مع اصعب المواقف وامين حكيم عالم فلو جمعنا التجارة والشجاعة والحكمة لاكتمل العقد ... وهكذا اريدكم عقد مكتمل .
    بقلم حسام العربي

    قصعة الذئاب ( القصة الرابعة من سلسلة نجوم لامعة )
    جلس كعادته على المنضدة التي في زاوية المطعم ليتناول الغذاء خلال استراحة العمل ... الجميع يعرفه ولا يعرفه فكل الزملاء في العمل يعلمون انه رجل هادئ لا يكلم أحد إلا ما ندر ... ولا يحب ان يعرف عنه احد شيئا وكلما سأله شخص من العمال الذين معه عن احواله الشخصية يحاول ان يتملص من السؤال باجابة مقتضبة او بتوجيه الكلام نحو اتجاه اخر ... يعلمون ان اسمه وحيد وهو فعلا وحيد ليس لديه اصدقاء ويعيش في بيت منعزل منفردا ... هكذا نوع من الشخصيات التي يلفها الغموض والوحدة تكون نفسيتهم ذات تركيبة فسيولجية معقدة وخطيرة وتلازمهم في اكثر الاحيان امراض نفسية أو امور غيرة متوقعة ... شيماء طفلة صغيرة واليوم سيحتفلون بعيد ميلادها السابع والاستحضارات لهذا الاحتفال تجري على قدم وساق لتلك الفتاة وحيدة ابويها ومدللتهم التي أتت الى الدنيا بعد عناء شديد من قبل الوالدين ومراجعات عديدة للاطباء حتى رزقهما الله تلك الفتاة الجميلة ... كانت تسكن بحي قريب من مكان سكن وحيد وقد شاهدها وهو عائد من العمل وكانت نظراته تتابعها حتى جلست قرب باب المنزل ... بعد فترة وجيزة عاد وحيد ومعه مجموعة من العاب الفتيات وقف يراقب شيماء ويتحين الفرصة المناسبة وما ان لاحظ خلو الشارع من المارة حتى تقدم اليها واعطاها دمية جميلة وقال لها :
    _ هل تريدين المزيد ايتها الطفلة الجميلة
    _ نعم ... نعم ... يا عم
    _ حسنا تعالي معي الى المنزل فلدي دمية كبيرة بحجمك ساهديها لك
    _ سانادي امي
    _ كلا ... كلا ستأخذها منك لانها جميلة جدا ... انا ساعطيها لك وحدك ولا اريد ان يشاركك فيها احد
    ترددت الفتاة قليلا وهو يتلفت يمينا ويسارا لا يريد ان يراه احد فاخرج قطعة حلوى ملونة وقال لها :
    _ اسرعي قبل ان تاخذها غيرك من الفتيات
    مسكت الطفلة قطعة الحلوى واخذت تلعقها والذئب البشري قد حملها وانطلق بها مسرعا وهو يحاول ان لا يراه احد بعد ان البسها قبعة كبيرة حجبت وجهها ... دخل الى المنزل وانزل الفتاة وهو ينظر اليها بشهوة حيوانية نعم حيوانية لانه امسى اقرب الى الحيوان منه الى البشر والطفلة المسكينة مندهشة من كثرة الالعاب ... اقترب منها اخذ يدها وهي لا تزال منشغلة بتلك الدمية ... مرر يده الخبيثة على خدودها البيضاء ثم احتضنها وقبلها من وجنتيها التفتت الفتاة حول نفسها واصابها القلق بعد ان لاحظت عدم وجود احد في المنزل غيره فقالت له :
    _ يا عم شكرا على الهدية ارجوك اريد ان اعود الى امي
    _ حسنا ستعودين الى المنزل ولكن دعينا نمرح ونلعب انا وانت وهذه الدمى الكثيرة
    _ ولكن الوقت تأخر ولم اخبر امي
    _ حسنا ... حسنا سنعود بعد قليل
    تحرك الحيوان واحتضنها مرة ثانية واخذ يقبلها بشهوة وشهانية والمسكينة تحاول ان تفلت من بين يديه ولكن دون جدوى اخذت تصرخ تستغيث ولكنه القاها على الارض وكانها فريسة صغيرة بين مخالب مفترس ضخم ... آه من تلك الالام والمعانات لو نظرنا الى عينيها في تلك اللحظة لعلمنا معنى الخوف لا .. لا انه ليس خوف بل رعب بل اكثر من ذلك ... عيناها شاخصتان نحو فم كبير وعيون جامدة مخيفة تقترب منها وهي ترفس برجليها ولكن المناص بعيد المنال ... في منزل شيماء القلق متزايد حول فقدان الطفلة لساعات ولم يجدوها وها هي الشمس زالت واعطت مفاتيح الليل ابواب الظلام لتزيد من الامر تعقيدا وخوفا وفي نهاية الامر قرر والد شيماء ان يتصل بالشرطة ... بعد فترة وجيزة حضر فريق من الشرطة وبدأ البحث والتحقيق ... كان عند الجيران كاميرا مراقبة فأستأذن الضابط اهل المنزل برؤية ما سجلت الكاميرات خلال الساعات الماضية وفعلا لاحظوا رجلا يحمل فتاة صغيرة تعرفت عليها والدتها من الملابس التي ترتديها كان هناك رجل قريب من عائلة شيماء يعمل بنفس المعمل الذي كان يعمل به وحيد ... وكم كانت دهشته عظيمة عندما تعرف اليه بعد سؤال الشرطة عنه ... انطلقت دورية الشرطة مسرعة الى منزل وحيد وبعد مداهمة مفاجئة وجدوا الطفلة المسكينة بانفاسها الاخيرة وذلك الذئب البشري يحاول ان ينتزع منها برائتها ... لقد تم انقاذ شيماء وستحتفل العام القادم ان شاء الله بعيد مولدها الثامن وكانت هناك مناشدات من قبل الجميع بأنزال اقصى العقوبات بوحيد ...
    ايها الاباء انتبهوا الى اطفالكم فالذئاب ستجتمع كل يوم على قصعة جديدة .
    بقلم حسام العربي
    ======================================================


    تطابق المقتنيات ( القصة الخامسة من سلسلة نجوم لامعة )
    =======================
    انتقلوا الى دارهم حديثا وبالتحديد بالقرب من منزل الحاج مهند الرجل الصالح الوقور ... وقد رحب بهم وقام بكل ما يمكن عمله من استقبال حسن للجار الجديد وكان يحث زوجته أم خالد للاسراع باعداد الطعام لهم لانهم مشغولون بنقل الاثاث ولا وقت أو مكان ملائم للطبخ ... بعد ان استقرت عائلة ابا نور في البيت الجديد وبدأوا يزاولون حياتهم بشكل طبيعي لاحظ الحاج مهند أبنتهم نور متحررة اكثر من اللازم وقال مفكرا في نفسه هل هذا هو تحرر أم ماذا يمكن ان نطلق عليه من اصطلاح ومن قال ان المظهر الغير لائق والتشبه بالرجال من لباس وغيرها من الامور هو تحرر ومن ماذا يتحرر ... هل امست الاخلاق الحسنة والحشمة قيود ليتحرر منها ... بل هي نقيض التحرر لانها تختلف وتتغير حسب معطيات اقل منها شأنا وأكثر خسة ... ذات يوم قال الحاج مهند لولده خالد بنفس منكسرة :
    _ لم اكن اظن ان ابنة جيراننا نور بهذه الدرجة من الانفلات فهي تسير مع الشباب وتدخن السيكار
    _ أي بنت يا والدي
    _ انها نور أبنة جيراننا الجدد .
    ضحك خالد حتى كاد يسقط على الارض ثم انتبه الى نفسه انه يضحك بهذا الشكل امام والده فعدل جلسته وحول تلك الضحكة الى ابتسامة وأخذ بيد والده وقال :
    _ يا أبي انه نور ابن جيراننا الجدد انه ولد شاب وليس بنت
    _ ماذا ؟ ماذا تقول ؟!
    _ نعم يا والدي العزيز انه ولد ولكنه متميع
    _ ما هذا الكلام انه يمشي مشية النساء وليس كل النساء بل هن النساء المائلات المميلات نعم حتى انه يضع اساور في يديه وكأني رأيت على محياه ما تصلح به النساء وجوههن من زينة
    _ نعم ... نعم يا ابي فكل ما تقوله صحيح مع الاسف فمثله كثير وذلك التأثير السلبي للحضارة والتطور ... أنه التقليد الاعمى وأتباع نهج تشابه المظاهر واختلاف المكنون حتى هم انفسهم لو سألتهم لماذا تفعلون ذلك ستكون اجابتهم المعهودة التي ليس لها معنى نحن جيل متحرر والديمقراطية واننا احرار نفعل ما نشاء وليس لاحد ان يتدخل ويعطينا محاضرة تصدع رؤوسنا المشغولة بامور اهم من ذلك ... هكذا كلام من هذا القبيل
    _ وما هي الامور الاهم من ذلك ؟
    _ بالنسبة لهم الاهم من ذلك اطلالة الفنان كذا وتسريحة كذا
    _ وهل ان الفن اصبح يقاس بالملابس والمنظر ... انظر يا ولدي الى فن الجيل السابق انظر الى كوكب الشرق أم كلثوم هل رأيت في زيها ما يخدش الحياء أو أي تأثير خارجي اقصد المظهر ... لقد كانوا معجبين بصوتها الرخيم ... انظر الى فيروز هل رأيتها يوم تقفز على المسرح كالقردة والذي يسمونه اليوم رقص وفن ومع ذلك الجميع يحب الاستماع الى اغانيها ... الفن يا ولدي موهبة ورسالة اقتداء للمجتمع وهنا تقع مسؤولية الفنان فهو سيكون قدوة ولينظر كيف سيقوم الشباب بتقليده ... احيانا يكون الاختيار واتخاذ القرار صعب جدا عندما لا نملك زمام المبادرة وتكون مقومات الاختيار ليس بأيدينا ... عجبا ... عجبا لهذا الزمان
    _ يا والدي ليس للاخلاق شأن بالزمان والمكان فهي ثابتة رصينة منذ ان استخلف الله سبحانه وتعالى الانسان على الارض فمثلا الصدق فضيلة والكذب رذيلة هل تغيرت هذه القاعدة عبر العصور وجميع الاديان
    _ نعم صدقت يا ولدي .
    كان الحاج مهند يفكر بامر نور ليس بسبب نور شخصيا وانما يفكر بجيل كامل فقرر ان يرسل رسالة انذار وتنبيه للمجتمع بواسطة حكاية يرويها على كل مفاصل وسائل التواصل الاجتماعي ... اتصل بوالد نور وطلب منه ان يزورهم في بيتهم ... وفعلا عند الموعد المحدد طرق الباب مستأذنا فدخل ورحب به جيرانه الجدد وبعد ان جلس الجميع قال :
    _ ساتكلم بدون مقدمات فان لي ولد شاب خالد اعتقد انكم تعرفونه وارغب بتزويجه فما رأيت خيرا من تلك الجيرة الحسنة إلا ان اصاهركم واطلب يد ابنتكم المصون .
    نظر الرجل الى زوجته نظرة حيرة واستغراب ثم استدرك قائلا :
    _ نتشرف بك استاذ مهند ولكن للاسف ليس لدينا فتاة لتخطبها
    _ عجبا يا رجل أتخفي عني ابنتكم المصون نور ام انها مخطوبة لشخص آخر
    _ ما هذا الذي تقول فنحن ليس لدينا غير ولدنا هذا نور
    يدخل نور صدفة الى المنزل فقال الحاج مهند :
    _ انظر ها هي نور دخلت
    _ يا رجل الا ترى انه ولدي نور
    _ ماذا هل هذا نور ام هي نور ان كان هو فما هذه الاساور وما تلك الزينة عفوا لكلامي هذا ولكني لم أعرف انه شاب إلا من كلامكما فالمظهر شيء والكلام أمر اخر ... اعذروني لقد حصل لبس شديد كنت اعتقد انه فتاة لقد اصبحنا بوضع محرج تماما .
    خرج الحاج مهند من عندهم وهم في صمت مطبق وحيرة شديدة من التأثير الذي احدثه ذلك الموقف وانشغالهما بالحياة وطلب المال الذي اوصل ولدهما الى هذه الحالة من التميع والتخنث الى درجة انه يخطب على انه فتاة .
    يا فرسان اغمدوا سيوفكم وحرروا احصنتكم لقد تساوت المظاهر وتشابهت المقتنيات الموضوعة على المرآة .
    بقلم حسام العربي
    =================================================

    أنين ( الجزء الاول ) ( القصة السادسة من سلسلة نجوم لامعة )
    =======================
    كان يضرب الارض بمعوله ليزيح ذلك التراب الذي تعود عليه منذ نعومة اظفاره ... لقد ورث هذه المهنة من والده فهو لا يعرف غيرها ... يعيش حياة الوحدة بين حفر القبور وحراسة تلك المقبرة ... حياة نمطية لم تتغير منذ سنوات حتى تلك الليلة ... نعم تلك الليلة التي غيرت حياة سعد الى غير رجعة ... صمت رهيب لم يعهده من قبل حتى انه كان يسمع وقع خطواته وهو ينقلها بحذر بين القبور بعد ان نسي معوله قرب ذلك القبر الذي حفره نهار هذا اليوم لتلك الفتاة المسكينة التي ماتت قتلا ... انحنى واقترب من المعول ليتناوله فاذا به يسمع انين وكأنه نابع من الارض ... اصابته رعشة خوف وأراد ان يلوذ بالفرار ... وفعلا انطلقت قدماه لا تلوي على شيء ... ولكنه بعد خطوات عديدة توقف ونظر الى ذلك القبر ثم عاد بحذر مرة اخرى وهو يحدث نفسه ما هذا الصوت لقد عشت سنين في هذه المقبرة ما سمعت مثل هذا الانين ... وصل الى القبر وتمدد على الارض وجعل أذنه تلاصق الارض ليصيغ السمع ويتأكد من مصدر الصوت فاذا هو من داخل القبر ... اخذته الحيرة ماذا يفعل ؟ وما هذا الانين ؟ وبعد اخذ ورد بين صد وإجابة حتى أستقر به الرأي ان يفتح القبر وينظر مصدر الصوت ... بدأ سعد يحفر والصوت يصبح اكثر وضوحا حتى تبين له دون لبس ان مصدره قتيلة اليوم وما ان وصل الحفر الى الجثة حتى بدأ يزيح التراب المتبقي على ذلك القماش الابيض الملطخ ببعض الدماء وما ان مد يديه الى الرباط حتى مسكت به يد جعلته كسنبلة في مهب الريح ... اراد ان يهرب مرة ثانية فقلبه يكاد ينخلع من مكانه ولكنه تعود رباطة الجأش في المحن ... رفع الجثة من القبر وشعر بنبض بطيء وبقية اثر لحياة ربما سيكون لها شأن معه ... اخذ الفتاة الى منزله الصغير داخل المقبرة وعاد فاصلح القبر وأعاده الى هيأته الاولى ... ثم انطلق الى الفتاة واخذ يعالج جراحها ويداويها ... بعد ايام بدأت الحياة تعود إليها تدريجيا الى ان تحسنت صحتها وبدأت جراحها تلتأم وذات يوم فتحت عينيها وأخذت الحيرة منها كل مأخذ ارادت ان تنهض ما قدرت التفتت يمينا وشمالا ثم قالت :

    _ اين انا
    _ لا تخافي انت هنا في أمان الله ورعايته انا سعد قمت بمعالجتك وطببت جراحك
    _ واين هم اخاف ان يعودوا ارجوك ماذا حصل لي كل ما اتذكره تلك الطعنات القاتلة
    _ لا يوجد احد لا تخافي وعندما يلازمك الشفاء سنتكلم ...
    تمضي بضعة ايام ولا احد يعلم بأمر ليلى سوى سعد والكل يتصور انها ميتة حتى يرى امرأة جالسة قرب القبر نفسه فقال لها :
    _ مرحبا سيدتي ألامر لله رحمها الله
    _ آه يا ولدي لو تعلم مقدار الظلم الذي عانت منه ابنتي ليلى
    _ لماذا ؟ من الذي ظلمها ! ما قصتها ؟
    _ تبا وتعسا للاموال التي كانت سببا لظلمها ومقتلها
    _ تكلمي يا سيدتي وأفتحي قلبك لي
    _ ورثت ليلى اموالا كثيرة من والدها وطمع بها أولاد عمومتها فخطبها احدهم ولكنها كانت تعلم ما يدور بخلدهم ... رفضت الزواج فهددوها ثم اجتمعوا وقرروا قتلها لتصل الثروة اليهم بطرق شيطانية اجرامية وفي ليلة حالكة المأسي قتلوها وأثبتوا وجودهم بمكان اخر لتسجل التهمة ضد مجهول وانا متأكدة من فعلتهم الدنيئة ... انها وحيدتي التي تركتني أشكو الزمان ونوائبه ليتني كنت مكانها
    _ هوني عليك يا سيدتي
    _ إسمع يا ولدي سأعطيك نقودا اريدك ان تزرع شتلات زهور كثيرة حول قبرها اريد ان ارى القبر ملون بكل الزهور والورود فهي كانت تحبها .
    _ عندما تعودين المرة المقبلة سترين قبرها حديقة زهور وستجدين ما يسرك ويفرح قلبك
    _ حسنا يا ولدي جزاك الله خيرا
    بعد ايام قلائل تماثلت ليلى للشفاء وتبلسمت جراحها فقال لها سعد :
    _ الان بفضل الله عدت كما كنت ايتها الفتاة
    _ اعجز عن شكرك ومهما فعلت لن ارد جميلك فمن احيا نفسا فكأنما احيا الناس جميعا
    _ إذن ما حكايتك
    _ حكايتي تجسد فيها الظلم بكل الهموم ثم اخذت تروي روايتها كما روتها والدتها
    _ اتعلمين بمن التقيت قبل ايام
    _ من
    _ والدتك المسكينة كانت تجلس عند قبرك
    _ آه يا أم ليلى كم عانيت من فراقي لماذا لم تقل لي اريد ان أحتضنها أقبلها اضع نفسي تحت قدميها
    _ انتظري سيكون اللقاء قريبا ان شاء الله
    في الموعد المحدد حضرت ام ليلى ولكنها لم تجد اي زهور على القبر فغضبت ونادت على سعد فقالت له :
    _ ما هذا اين الزهور ؟
    _ انظري انها هناك
    _ تبا لك ايها الوغد قلت لك ان تزرع الزهور حول قبرها وانت تزرعها امام بيتك
    تناول يدها وقال لها :
    _ تعالي معي يا سيدتي
    افلتت يدها منه بقوة وقالت :
    _ اتركني ايها السافل المحتال وكان الغضب قد أخذ منها مأخذا كبيرا ... فما كان منه إلا أن سرق حقيبتها وركض أتجاه منزله فانطلقت خلفه وهي تصيح به حتى توقفت فجأة وصمتت بل عجزت عن الكلام وتوسعت عيناها وكأن الزمان توقف بهذا الحدث ... مسحت عيناها وأعادت النظر ثم سمعت تلك الكلمة :
    _ أماه

    فسقطت مغشيا عليها ... ركضا اليها وأدخلاها المنزل وبعد ان افاقت لم تصدق ما رأت وكأنها في حلم ما هذا هل انا ميتة هل انت صدقا ليلى لقد دفنوك امامي يا قرة عيني ... قالت بهدوء :
    _ أهداي يا امي انت لم تموتي وانا ايضا حية لم امت لقد قام هذا البطل الشهم بانقاذي واخرجني من القبر وانا بالرمق الاخير كانوا يتصورون الحقراء اني ميتة
    _ يا ولدي دعني اقبل قدميك لا ادري ماذا افعل اضمك الى قلبي ام اشكرك طيلة حياتي
    _ ما قمت إلا بما املاه علي ضميري وسيكون لهؤلاء القتلة حساب عسير ارجوك يا سيدتي اكتمي ما رأيت ولا تكلمي به احد ابدا .. ابدا .

    كانت ليلة شتوية مطيرة شديدة الرياح والقوم مجتمعون في قصرها قصر ليلى ... سمعوا نقرا على زجاج النافذة نظروا فاذا بجسد ليلى الشبح وكأنه يوم قتلوها مضرج بالدماء .. اصابتهم صدمة شديدة ركضوا تصادموا ثم انطفأ النور حتى امسى القصر ظلاما ثم عاد الضوء الى احدى صالات القصر فاجتمع الكل هناك واخذوا يتحدثون فيما بينهم ما هذا ما رأينا كأنه شبح ليلى فقال احدهم :
    _ كله بسبب خططكم الفاشلة قلت لكم لا تقتلوها اقنعوها باساليب اخرى
    _ لم يكن ينفع معها سوى القتل ولولا ذلك لما كنت هنا في هذا القصر الكبير .
    كانوا يتلاومون بينهم ويتحدثون حتى دخلت عليهم الشرطة ...
    وفي الصباح عاد القصر لاصحابه وكانت هناك بطاقات دعوة زواج باسم سعد وليلى .

    بقلم حسام العربي
    ==============================================

    أنين ( الجزء الثاني )
    ===========
    كان إعجاب ليلى بسعديتعدى حدود انه انقذها من الموت المحقق وأنما رأت فيه الرجل الشهم صاحب المباديء الذي لا تغير سجيته الاموال ... وإن كان تعليمه الدراسي لا يتعدى الاعدادية ولكنه قرأ الكثير وتعلم خلال اوقات فراغه المتيسرة في المقبرة ... أولاد عمومتها الاربعة خلف القضبان ولكنهم متواصلون مع المحامي طلعت ذلك الرجل الذي لا يهمه من اي قضية يترافع عنها سوى المال يتلاعب بتفسيرات القانون ويجلب الشهود الزور وليس له اعتبار للحقيقة مهما كانت المهم ينجح في القضية ويملأ جيوبه بالمال ... وبعد مداولات ودسائس مالية في جيوب الطمع والرذيلة تمكن من اخراج ثلاثة وبقي الرابع وهو القاتل رعد ... ذات يوم وصلت الى هاتف ليلى رسالة تهديد من مجهول يطلب فيها التنازل عن القضية وإلا سيتم إعادتها الى نفس القبر ولكن هذه المرة مقطعة الاشلاء ... اصابها الدوار وأصفر وجهها وكادت تسقط على الارض لولا ان بادر سعد واستندت اليه فقال لها :
    _ خيرا ... خيرا ما لك يا ليلى
    _ لقد تعبت من هذه القضية انظر الى هذه الرسالة
    قرأ سعد الرسالة بأهتمام بالغ وقال لها :
    _ إطمأني فأنت اليوم مع سعد وان كانت لديهم الشجاعة ليقتربوا خطوة واحدة عندها سيعلمون مع من يتعاملون ... لقد كانوا بالماضي يستضعفونك لانك وحيدة ... اما اليوم فالامر مختلف
    التقى سعد باحد اصدقائه القلائل وهو يلقب بملك الهكر وبعد ان قص عليه حكايته وأمر تلك الرسالة قال :
    _ اريد ان اعرف مصدر تلك الرسالة ومن اين ارسلت
    _ ذلك سهل بسيط يا عزيزي سعد
    وبعد بحث دقيق علم من المرسل ومن اين ارسلت فكانت من ابن عم ليلى ريان ... عندها قال ملك الهكر قصي :
    _ كل ما يرسل في الهواء من كلام او رسائل يمكن التقاطه سأجعلك الجان الخفي الذي يتوسطهم دون ان يشعروا به ستسمع جميع مكالماتهم ورسائلهم مفتوحة امامك .
    كانت جميع الاتصالات والرسائل بين رعد وريان وسفيان وماهر تحت نظر وسمع سعد ... علم بكل تفاصيل ما يخططان له ... لقد اتفقوا ان يحولوا العرس الى مأتم وان يقتلوا ليلى وامها وسعد بوقت واحد وكان ذلك بتدبير شيطاني إذ سيقومون بمصالحة ليلى ويقنعوها بالتنازل عن القضية واتفقوا مع قتلة مأجورين لينفذوا المهمة ... حضر ريان الى قصر ليلى وعندما دخل اليها كانت دموع التماسيح على وجنتيه وهو يقول :
    _ السماح ... السماح هل تقبلين ان يبقى ابن عمك رعد خلف القضبان واخذ يذكرها بالنسب والعائلة الواحدة وانهم سيقومون بانفسهم باتمام تحضيرات الزواج .
    نظرت ليلى الى سعد فأوما اليها ان وافقي فقالت له :
    _ نعم ساتنازل عن القضية كرامة لعمي المتوفي وارجو ان ننسى الماضي وتتركوني وشأني
    _ احسنت يا ابنة العم وسيكون لك ما طلبت بعد الزواج
    خرج رعد بكفالة من التوقيف بعد ان تنازلت ليلى عن القضية ... اجتمع الاربعة وهم يتظاهرون بالعمل والتحضير لصالح الزواج ولم يتركوا القصر ابدا ليبعدوا عنهم الشبهات وليلى لا تعلم ما يحاك لها من دسائس فهي طيبة القلب حسنة النية ولكن عيون سعد تراقبهم بدقة وعلم بتفاصيل المؤامرة وحيثياتها وكان كل ذلك يجري بالتنسيق مع الشرطة ... اليوم هو يوم الزفاف والكل يعمل جاهدا بخفاء ... فالشياطين الاربعة يتظاهرون بالفرح والسرور والتحرك بكل اتجاه في حديقة القصر ليعلم الجميع انهم حاضرين ... والقتلة المأجورين حضروا بلباس من يقومون بتقديم الطعام وخدمة الحفلة والشرطة حاضرة بهيأة الضيوف وسعد متربص لكل داهمة وليلى المسكينة لا تفارقها الابتسامة مع بعض القلق بسبب تلك الرسالة التي انتها شرها بعد التصالح مع ابناء عمومتها او هكذا كانت تظن ... وعند ساعة الصفر تقدم اثنان ليحضرا كعكة الاحتفال وما ان وضعا قالب الحلوى على المنضدة حتى اخرجا سلاحيهما واطلاقا النار باتجاه العروسين ولكن السلاح لم يطلق اي رصاصة لان الشرطة قامت باستبداله دون علم القتلة ... ارتعب الرجلان حاولا الفرار سقطت ليلى مغشي عليها ولكن سعد امسك بهما والتفت الشرطة حول الجميع والقي القبض على القتلة والمجرمين الاربعة فثاروا وصاحوا :
    _ ما لنا نحن لماذ القيتم القبض علينا ونحن احرص الجميع على سلامة ابنة عمنا
    نظر اليهم سعد بأحتقار وقال :
    _ انا والشرطة على علم بكل كلمة ومكر ومؤامرة قمتم بها كلها مسجلة بالصوت والصورة ... خبتم وخسرتم والله سبحانه وتعالى ابطل مكركم وظلمكم وهنا ستكون نهايتكم .
    اسرع سعد الى عروسه وقال لها :
    _ يا حبيبتي انتهى كل شيء لا تخافي بعد اليوم فانت بحماية زوجك سعد
    اخذت يده وسارا بخطوات واثقة نحو القصر وكلهما امل بحياة جديدة ... وسيق المجرمون بالخيبة والخسران والهزيمة نحو دركات اليأس والرذيلة فهذه نهاية الظلم والظالمين ...
    بقلم حسام العربي
    =========================================================

    دموع متأخرة ( القصة السابعة من سلسلة نجوم لامعة )
    ========================
    صراخ وعويل يملأ الغرفة ووجوه صغيرة بريئة واجمة اخرسها ذلك الصوت المدوي بحروف بغيضة الحلال مصيرية الحياة ... نعم قالها نزار بملأ فاه :
    _ انت طالق
    ساد بعدها صمت ودموع متأخرة من عيون ناعسة لم تحتمل حبسها تفانت في نشأة هذه الاسرة ... تحركت بعصبية غير معهودة وهي تجمع ملابسها بطريقة عشوائية ما كانت معتادة عليها فهي منظمة مرتبة في كل شيء وهو فوضوي بكل ما يقوم به ... حملت حقيبتها وأمسكت بيد ماهر وسامر لتخرج من البيت بينما امسك نزار بيدهما الاخرى وقال لها بغضب :
    _ إن كنت خارجة ستخرجين لوحدك
    سحب الطفلان وهما يصرخان أماه ... أماه ... خرجت رشا تجر أذيال الندامة والحسرة على تلك الايام الصعبة التي مضت من عمرها دون رجعة ... جلس نزار على كرسي قريب منه وهو يراجع نفسه ويلومها على هكذا قرار مصيري اتخذه على حين غرة ودون تفكير بعواقبه ومردوداته السلبية ولكنه عنيد صعب المراس ولن يعود عن قوله بسهولة بينما يقطع التفكير بكاء ماهر ذو العشرة اعوام وسامر دونه بسنتين ... ليلة مزعجة صعبة قضاها نزار ليخرج صباحا الى العمل دون ان يوقظ ولديه وكان يأمل بالعودة سريعا قبل ان يستيقظا ليجد حل لهما ... استيقظ سامر وهو ينادي ماما .. ماما ... فلم يصله جواب امه الحنون الذي كان دوما يسمعه نعم يا حبيب ماما لم يطرق سمعه ذلك القول فنهض مفزوعا وصاح على ماهر :
    _ اريد امي ... اريد امي
    _ وانا ايضا اشتقت اليها وان مضت ليلة واحدة لا اطيق فراقها
    ارتفع بكاء سامر وهو ينادي والدته حتى قال له ماهر :
    _ حسنا ساصطحبك اليها
    _ وهل تعلم اين هي ؟
    _ نعم لا بد انها ذهبت الى بيت جدي
    _ ولكنه بعيد من هنا هل تعرف كيف نصل !
    _ نعم نخرج من هنا ونوقف سيارة اجرة وهو يوصلنا الى هناك
    _ إذا دعنا ننطلق الان
    _ هيا بنا
    عندما تكتمل خيوط شبكة العنكبوت لا يبقى سوى وقوع الضحية فيها وها هما ماهر وسامر يوشكان على الوقوع بغياهب السوء لتدور دورة القدر والحظ العاثر لهما ليلتقيا برجل خبيث ظاهره سائق اجرة وباطنه مجرم يبحث عن صيد ملائم في شوارع المدينة وأي صيد ثمين افضل من طفلين وحيدين ليس معهما راع أو راشد وما ان اقتربا من الشارع حتى توقف قربهما وبأبتسامة ماكرة قال لهما :
    _ اين تريدان ان اوصلكما يا طفلاي الجميلان
    _ الى امنا
    _ نعم تفضلا وسأوصلكما اليها
    _ انها في بيت جدي
    _ حسنا ستصلان اليها بأسرع وقت
    وما ان ركبا حتى انطلق بهما ... عاد نزار من العمل مسرعا فصاح على ولديه ولكن لا جواب بحث عنهما داخل المنزل فلم يجدهما فأخذ يلوم نفسه كيف تركهما لوحدهما في البيت ... لم يعرف ماذا يفعل وهو يعلم ان ولديه لا يخرجان من المنزل إلا بصحبة امهما فاستنتج بعد البحث الدقيق في المنزل ولدى الجيران لا بد انهما قد ذهبا الى والدتهما وأشعرته تلك الفكرة بالخوف والقلق بسبب المسافة البعيدة بين منزله ومنزل جدهما وأضطر ان يتصل برشا وكانت مخاوفه بمكانها عندما علم انهما ليس معها ... هرع الجميع بالبحث عنهما حتى مضى اليوم الاول دون جدوى ... ليلة صعبة قضاها كل من نزار ورشا وذويهم بالسهر والتكهن حول مصير ماهر وسامر الذي اصبح مجهولا وذلك اللوم الذي يلقيه نزار ورشا حول مسؤوليتهما عن ذلك ... تمضي ايام القلق والبحث دون جدوى بينما الشرطة تحقق وتدقق بكل صغيرة وكبيرة ولكن علامة الاستفهام الكبيرة التي ليس لها جواب اين ماهر وسامر ؟ ... نظرة حقيرة حاقدة بعيون جاحضة ملؤها الشرر كان ينظر بها غضبان فلكل من اسمه نصيب ... نعم كان ينظر الى الطفلين وهما ممددين بعد ان قام بتخديرهما وهو يتصل بالدكتور شعلان الذي هو اخبث منه بعد ان باع شرف المهنة وشرفه رجل يبيع دينه ودنياه بالدينار والدرهم وليس للعاطفة مكان في قلبه ... هذا إذا كان له قلب بل مجرد مضخة دماء خبيثة فقال :
    _ لدي صيد ثمين جدا ... اجلب العدة وتعال الي مسرعا
    تدور الايام ولا ذكر لماهر وسامر افترق نزار عن رشا وبقي سر اختفاء الطفلين نغصة في قلبيهما وحزن كامد لا يغادرهما فان فلذات الاكباد لا تتبدل بكنوز الدنيا .
    بقلم حسام العربي
    ===============================================


    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350  أكتوبر 2020 Empty رد: (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350 أكتوبر 2020

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 10:10 pm

    المفتاح ( القصة الثامنة من سلسلة نجوم لامعة )
    =======================

    أزقة عتيقة حجارتها تروي الف حكاية وحكاية بل هي اكثر واقعية من حكايات شهرزاد ... بيوتها تلاصقت ببعضها حتى لا تكاد تميزها ... هناك في احدى تلك الحواري تبدأ قصتنا مع محمد الشاب الطيب دمث الاخلاق حسن الخلقة رطب اللسان بذكر الله ومقالة الحق قوي البنية متزوج وله طفلان ... كانت حياته سعيدة ارتقت فيها كل مقومات العيش السعيد الى ابراج الاحلام ... ليس بسبب الغنى أو الضياع الكثيرة وانما هي القناعة ذلك الكنز الذي لا يفنى ... ولكن الحياة لا تسير بوتيرة واحدة وتقلبات الزمان كأمواج البحر ترتقي وتنخفض ... كانت فاتن بائعة الهوى تعشقه وتتمنى ان توقعه بحبائلها ولكنه يصدها بلطف ولا يريد ان يخون زوجته أو يقع في المعصية فمسالكها سهلة هينة في بداية الطريق ثم تكون صعبة معقدة ... شعرت فاتن بالاهانة فجسدها لا يقاومه احد وشباكها لا يفلت منها طارق إلا محمد ذاك ... حتى فكرت ان تنصب له فخا محكما لتنتصر لنفسها ... ذات يوم قامت بتزيين نفسها بأحسن ما يكون وتعطرت بأجود العطور وفتحت باب المنزل وانتظرت محمدا فطريقه من هناك وما أن لاح لها حتى نادته فقالت له :
    _ مرحبا محمد كيف الحال
    _ اهلا اختي فاتن خيرا ألك حاجة
    _ نعم رجاءا لقد استأجرت بعض العمال لاصلاح سطح المنزل وهم بالداخل يعملون وانا كما تعلم وحيدة واخاف منهم غدر السفاح وطمع المال ألا تدخل ليعلموا أن لي ظهرا وسندا فتخبو نارهم ويبرد طمعهم ولك جزيل الشكر .
    عندما قالت له انت لي ظهرا وسندا شعر بالامان وان الواجب والكرامة تملي عليه ان يساعدها فقال لها :
    _ حسنا سأدخل ولكن دعي الباب مفتوح
    _ نعم .. نعم .. تفضل
    وما ان دخل حتى استدارت خلفه وضربت الباب بعقب قدمها فانغلق التفت الى صوت الباب فقالت له :
    _ انظر ها انا خلفك مباشرة ولكن الهواء دفع الباب فغلقه
    _ إذن اين العمال
    _ هناك فوق انظر اليهم
    رفع رأسه لينظر الى سطح المنزل وبخفة يد ومكر ودهاء دست مفتاح البيت في ملابسه وحاولت ان تحتضنه بطريقة تجعل غيره من الشباب يذوب فيها ولكنه صدها وقال لها
    _ إحتشمي فالعفة وقار المرأة وزينتها
    _ انظر الى جسمي يلتهب شوقا اليك اطفأ ناره ولو بقبلة واحدة
    _ ارجوك دعيني اخرج او سانادي على العمال
    عندما علمت ان لا فائدة من شباكها التي رمتها فكرت بطريق اخر فمزقت ثوبها واخذت تصرخ بأعلى صوتها وتعلقت به وهي تستنجد بالنخوة والشرف وبلحظات تجمع الناس امام الباب حتى دفعوه بقوة ودخلوا والتقى الجميع في باحة المنزل وهم ينظرون الى محمد نظرات ريبة وظنون فقال لهم :
    _ مهلا لا تنظروا الي هكذا هي من ادخلتني الى المنزل بحجة العمال الذين يصلحون سطح المنزل .
    كانت تبكي وتلملم ثوبها الممزق وقالت :
    _ اي عمال فانا وحدي في المنزل ولا اعرف كيف دخل علي بعد ان طرق الباب وما ان فتحته حتى دفعني الى الداخل وأقفل الباب ووضع المفتاح في جيبه حتى لا اتمكن من الهرب
    _ اي مفتاح هذا
    مد يديه في جيبيه وقلبهما ليبرهن لهم على كذبها فاذا بالمفتاح يسقط من جيبه على الارض .. عندها ايقن الجميع بصدقها فانهالوا عليه بالضرب والاهانة وقيدوه ليذهبوا به الى الشرطة وفي هذه الاثناء دخل عليهم الشيخ راشد رجل كبير في السن مسموع الكلام يحترمه كل من في المنطقة فقال :
    _ انتظروا محمد رجل مستقيم وهو بعيد عن الشبهات لا بد ان في الامر التباس
    نظر الى محمد وقال له :
    _ يا ولدي ما الذي ادخلك هنا
    حكى محمد الحكاية كما حصلت فقال له الشيخ راشد :
    _ وما قصة المفتاح وكيف وصل الى جيبك !؟
    _ لا اعلم
    نظر الشيخ راشد الى عيني محمد وايقن صدقه فقال :
    _ ومن قال ان هذا مفتاح المنزل انظروا فالمفتاح موجود على الباب
    فقالت فاتن بعصبية
    _ كلا .. كلا انه هو المفتاح وانا متأكدة من ذلك فانا ... أ ..، أ...
    ثم صمتت كمن تفلت منه كلمة دون ارادة منه فقال لها الشيخ راشد فورا :
    _ اكملي أنا ثم اخرس الله لسانك بعد مقولة الحق فانت من دس المفتاح في ملابسه
    _ اردت ان اقول انا ... انا خانتها الكلمات ولم تستطع ان تكمل وكان قاموس الحجج اغلق امام فكرها ...
    فقال الشيخ راشد :
    _ يا قوم استروا ما رأيتم وسمعتم واعتذروا من محمد لقد برأه الله سبحانه وتعالى لصدقه وامانته وانت يا أبنتي استغفري ربك وأوبي اليه فكلنا خطاؤون وخير الخطائيين التوابين .
    بقلم حسام العربي
    ==========================================================

    ألمخلوق الهجين ( القصة التاسعة من سلسلة نجوم لامعة )
    =========================
    قطرات الماء المتكاثفة على سقف ذلك الكهف تتساقط تباعا لتحدث ذلك الصوت الحزين وهو يتكرر مثل متوالية ثابتة التناسب ... وسط ذلك السكون الواجم وتلك الوجوه الحائرة التي لا تعرف ما تصنع ... في ذلك الصمت المطبق إلا من تلك القطرات يقفز عادل غاضبا بعد ان ضاق ذرعا بكل ما يحدث وأمسك بالدكتور مناف من تلابيبه وسحبه اليه بقوة فلكمه ليسيل الدم من انفه وفمه فتحاجز البقية بقلوب تمنت لو كانت الضربة اقوى وأشد وبلسان بعيد عن القلب نهروا عادل على فعلته فقال لهم :
    _ اليس هو من جلب لنا ذلك الهجين بأبحاثه الخبيثة الماكرة
    _ لم يكن قصدي إلا تطويركم وفائدتكم ولكن الامور خرجت عن السيطرة والذنب ليس ذنبي
    قال أحد الحضور :
    _ دعونا من العراك والقيل والقال ولننظر الى واقعنا المزري ونجد الحلول
    _ وماذا سنفعل
    ارتفعت الاصوات وتشابكت فلم يعد احد يفهم شيء ...
    كنت أنا الدكتور فيصل غريب عن المدينة ولا يعرفني احد وانا أراقب من زاوية الكهف ما يجري وعندي معلومات كافية عما فعله الدكتور مناف من تجارب ممنوعة ليمزج بعض من الجينات الوراثية لعدد من الحيوانات وبطريقة ما انتج حيوان متطور خليط من تلك الاجناس استطاع بسرعة التكلم وكان لديه القدرة والذكاء على تعلم لغات البشر وتمكن من تطوير نفسه بعجالة بسبب استخدامه الامثل لدماغه بعد ان علم ان الانسان لا يستخدم سوى عشرين بالمائة من دماغه بسبب قدراته المحدودة التي توازي تلك النسبة بينما هو قد وصل الى نسبة سبعين بالمائة فاستطاع ان يتكاثر وينافس الجنس البشري على الارض فطردهم من مدنهم وحضاراتهم الى المغاور والكهوف ... كنت أعلم ان ذلك سيحدث إن عاجلا أم آجلا بسبب تجارب الدكتور مناف اللاخلاقية وقد نصحته كثيرا عبر حلقات الانترنيت العلمية ولكن لا يوجد آذان صاغية بعالم ماكر وسط جهل مترف ... وانا كعالم اخذت على عاتقي بعض الاحتياطات باجراء دراسات مقابلة لما يقوم به الدكتور مناف ولكن الوقت لم يسعفني ... وفي وسط تلك الفوضى التي أحدثها عادل التقت انظار الدكتور مناف بوجهي مباشرة فصاح على الجميع الهدوء .. الهدوء رجاءا أنظروا هناك قد تجدون الحلول والخلاص وأشار بيده ألي ... هرول الجميع نحوي وهو في مقدمتهم انظروا انه الدكتور فيصل هو من كان يعارض تجاربي ولديه معلومات كاملة عن ما كنت اقوم به ارجوك يا دكتور انقذنا ... عدلت جلستي ونظرت اليهم بتواضع وقلت :
    _ الهدوء رجاءا لعل الله سبحانه وتعالى يجعل لنا مخرجا من ذلك الوضع المتفاقم
    _ أرجوك يا دكتور هل هذا المخلوق الهجين هو دابة الارض التي كلمتنا كما أشار القرآن الكريم حول ذلك .
    _ لا أعلم ! ولكن اعينوني فأنا لدي ابحاث في مختبري وهو بمسافة قد تكون بعيدة ولكن لا مناص من ذلك واريد مجموعة صغيرة من الشباب لجلب تلك الابحاث وبعض الاجهزة لاني تقريبا وقتها قد توصلت الى الحلول لولا ان سبقونا
    تطوع عدد من الشباب وتحضرنا للخروج من الكهف المخفي عن عيون المخلوق الهجين ... تسللنا بين الوديان والاشجار الكثيفة لنتدارى عن ذلك المخلوق الذي لا يحب الظل والظلام حتى وصلنا الى مختبري ولكن ألامور لا تجري بهذه السهولة فهناك مجموعة من هذا المخلوق تحاول الدخول الى المختبر لا بد ان لديهم علم حول ابحاثي ليدمروها فتساعدهم على البقاء فقلت لاحد الشباب الاقوياء الان وإلا فلا تعال معي لنسبقهم وندخل من الخلف من تلك الفوهة ... وبسرعة اقتربنا من الفتحة وحشرنا انفسنا فيها وزحفنا الى ان وصلنا داخل المختبر وقلوبنا تكاد تنصدع خوفا بسبب ضرباتهم على الباب ليكسروه ... أسرعت بجمع الاوراق والمعدات التي احتاجها وما ان انطلقنا حتى خلعوا الباب ولاحظوا اقدامنا في فتحة التهوية التي دخلنا منها وحاولوا التمسك بقدمي حتى ان احدهم تمكن من نزع حذائي وبقدرة قادر انفلتت قدمي وتمكنا من الفرار منهم باسرع ما يمكن ... وفي طريق العودة اوصيت الشباب باخفاء اثارنا حتى لا يتمكنوا من اللحاق بنا الى الكهف ... بعد ان وصلنا الى كهفنا بأمان قلت للجميع :
    _ لا يوجد كمال إلا لله سبحانه وتعالى ومن خلال ابحاثي توصلت الى نتائج مهمة للقضاء على ذلك المخلوق الهجين ولكني لم اتمكن من تنفيذه بسبب ضيق الوقت وأنقلاب الموازين فجأة ... يا سادة الصوت المرتفع يقتل ذلك المخلوق كما تقتل الرصاصة البشر وقد اعددت مكثفات صوت سنضعها على المرتفعات ثم نشغلها لترسل ذبذبات تصرع المخلوق الهجين سننتصر بأذن الله ويبقى الجنس البشري خليفة الله في الارض ... سنوصل رسالتنا الى جميع ساكني الكهوف ليفعلوا مثل ما فعلنا بوقت واحد .
    _ نعم ..نعم كلنا معك دكتور فيصل .
    بعد ايام قليلة كانت فرحة النصر عظيمة فلم يبق اثر للمخلوق الهجين والدكتور مناف ينفث الحسرات والزفرات خلف القضبان
    بقلم حسام العربي
    ===============================================================

    نعمة خفية ( القصة العاشرة من سلسلة نجوم لامعة )
    ======================
    خطوات بطيئة ولكنها معززة بثقة عالية بالنفس تستمد عزمها من ماضي مشرق وشخصية تميزت بثقل وزنها بكل الاوساط ... يستند على عصا وجاهية اكثر منها ساندة ... لقد كان لكلام رفيقه في المقهى سالم الاثر البليغ على مشاعره ونفسيته فهذه المرة الاولى التي يسمع فيها انتقاد عن هندامه وان قميصه كان مجعد وغير مرتب ... الحاج ابراهيم رجل منظم في كل شيء ولكن تغير ما طرأ على حياته فجعل تأثيره بالغا مستوفيا لكل انواع الهموم ... حتى اوصله الى هذه الحالة التي لم يكن يوما ان يتصورها ان تتحول حياته الى هذا الشكل ... عاد ادراجه الى بيته حاملا معه تلك الهموم ودخل الى غرفته ونظر الى فراشه وهو على حاله منذ الصباح الباكر فقال لها :
    _ انظري الى السرير بل انظري الى ملابسي وهندامي
    _ لا تهتم يا زوجي العزيز ورفيق حياتي سأرتبها لك على الفور
    _ لم اعهد هذه الحالة وكيف وصل الامر الى ما آلت اليه الامور !
    _ ستتعود على ذلك تدريجيا
    _ لا اعتقد ذلك فأني اشعر بفراغ كبير وكأن الدنيا وما فيها من مشارب ومداخل استغنت عني ... لم يعد لي حاجة ... شعور ما جربته من قبل حتى نظرة الناس تتكلم وكأن عيونهم ألسن تنطق ما تخفي انفسهم وتقول لي لم يعد لك حاجة ... اتعلمين ان هذا الشعور كأنه نبال تضربني ولا تفرغ كنانتها من تلك السهام !
    _ لا بد ان تنسى وتغير حياتك مع هذا التغيير
    _ آه فالكلام سهل ولكن التطبيق صعب جدا لا استطيع فالحاجة الى امر لا يمكن الاستغناء عنه يثقل كاهلي ويشغل فكري في كل الاوقات
    _ ستتمكن من الاستغناء عنه أو تبديله مع مرور الوقت
    جلس على الكرسي ومد رجليه ويديه بتأوه بطيء وكأنه يغازل نعاس سيسعد نفس تواقة اليه ... ثم نظر حوله منتبها الى ما في الغرفة وقال محدثا نفسه ما هذا ما الذي حصل مع من كنت اتكلم ومن كان يرد علي ويحاورني رفع نظره رويدا الى الصورة المثبتة على الحائط وذلك الشريط الاسود الذي يقطرها بعقدة على شكل وردة ... نظر اليها وسيل من دمعات انهمرن على حين غرة منه لم يتمكن من حبسها وقال :
    _ رحمك الله يا زوجتي العزيزة لقد كنت سندي ... نعم انت سندي ونعمة مخفية عني قد انعمها الله علي لم اشعر بها إلا بعد فقدها ... حتى وصل بي الحال اني اسمع حوارك معي أو بالاحرى اتخيله كما لو كنت معي لا زلت تشعرين وتعرفين بالضبط ما احتاج ... لعل من يقرأ قصتي يقول هذا مس من الجنون ولكني اقول له بل حوار متأخر تعطر بأريج الندم والاسف على فوات تلك النعمة ولكن امر الله وقدره على الرأس والعين والان فقط علمت بالفعل وليس بالقول ان وراء كل رجل عظيم امرأة .
    بقلم حسام العربي

    زهرة الدمن ( القصة الحادية عشر من سلسلة نجوم لامعة )
    سيف ومهند توأما الروح وليس الجسد وان كانا من رحمين مختلفين ولكن روابط الصداقة احيانا اقوى آصرة من التعصب ... جمعتهما طفولة المكان والمدرسة وترسخت جذور الاخوة بينهما خلال تلك السنوات الماضيات فلم تفرقهما آفات الزمان وصعائب الايام ونوائب الدهر ... وها هما الشابان يتسامران على سنا الجمر وذكريات أشترك كل منهما بنصيب منها حتى لا يخفى عليهما سر أو خافية تراقصت عليها أكف الفتن فما يفرق الاحباب إلا الظنون والارجاف بين القيل والقال ... ذات يوم وبينما هما يسيران بأحد الطرقات شاهدا سيارة متوقفة وقربها فتاة شابة يبدو عليها آثار الحيرة والاعياء فتقدما منها وقالا لها :
    _ مرحبا أتحتاجين مساعدة
    _ نعم من فضلكما السيارة معطلة ولا أعرف السبب
    وبسرعة تمكنا من اصلاحها فشكرتهما وقالت :
    _ تفضلا معي اوصلكما
    _ شكرا نحب ان نسير على اقدامنا
    _ كلا يجب ان أوصلكما
    _ حسنا لا نرد دعوتك
    انطلقت بهما ودعتهما الى فنجان قهوة ... بعد ايام التقى سيف بمهند وقال له :
    _ هل التقيت برهف
    _ من رهف هذه
    قالها وكأنه يخفي شيء ما
    _ الفتاة التي اصلحنا لها السيارة
    _ كلا
    سرح كل منهما بفكره فقال سيف محدثا نفسه هل ان مهند رآني معها وفي نفس اللحظة كان مهند يمضي بفكره بنفس الاتجاه ... ساد صمت بينهما لم يعهداه من قبل ثم استدرك مهند قائلا :
    _ أعذرني سأغادر فلدي عمل اقوم به الى اللقاء
    _ انا ايضا سأعود الى البيت
    لقد كان ذلك الوداع والفراق سهم يضرب ذلك الجدار الاصم لتلك العلاقة وكأن رياح التغيير أطلت على حين غرة وقد تنذر باعصار مدمر يزيح كل ما في طريقه ... تمضي بضعة أيام لم يلتقيا أو يتصل احدهما بالاخر حتى تلعب الصدفة لعبتها لتزيد الطين بلة إذ رأى سيف مهند وهو برفقة رهف فأصابه الذهول والصدمة فهو يحب رهف وهي تحبه فكيف يقابلها من دون علمه ... انه خائن للصداقة لقد دمر كل ما بيننا من آواصر اخوية لا تصدق عيناي ما أرى ... ثم كيف تقبل هي ان تسير معه ألا تعلم اننا صديقان ! كيف تفعل ذلك لقد أكدت لي انها تحبني وما تلك الوردة البيضاء التي بيده يا إلهي إنها نفس الوردة التي اهديتها لها نفس اللون والشكل . .. أيتها الحقيرة الخائنة تهدينه وردتي ... كان يلاحقهما حتى افترقا عندها انطلق سيف الى مهند وكأنه يلتقيه صدفة وبعد ان سلم عليه قال له :
    _ أين انت يا رجل لم أراك منذ فترة ولم تتصل بي
    _ آه يا صديقي مشاغل الحياة بدأت تؤثر فينا
    _ ما هذه الوردة البيضاء من أين لك بها لم اراك تحمل وردا قبل ذلك ؟
    _ نعم ... نعم .. أهدانيها صاحب المشتل الذي في الشارع المجاور
    ذلك الحوار هو الفأس الذي هدم الجدار حتى توارت حجارته بين متاهات الخيانة والغيرة وتصاريف السوء ... ثم قال مهند محدثا نفسه لماذا يسألني كل هذه الاسئلة السخيفة فرهف تحبني انا وقد ابدت حبها لي خالصا لا بد ان يخجل من نفسه فلا اريد ان أساله كيف كان يلاحق رهف حتى التقى بها ... ثم تنهد سيف وقال :
    _ هناك أمر مهم يجب ان ننهيه بيننا الان
    _ نعم لا بد ان نتصارح
    _ حسنا لنذهب الى مكاننا المعهود وهو الذي التقينا فيه اول مرة منذ ان كنا طفلين هناك دوما نحل مشاكلنا !
    خرج الاثنان وهما غاضبين من بعضهما وإذا بهما يشاهدان ما ينقذ تلك الصداقة لقد رأيا رهف مع شخص اخر تتسكع على احد الطرقات ... نظر احدهما الى الاخر بدهشة فقال سيف :
    _ لقد كادت ان تطيح بنا وتفصلنا عن بعض
    _ نعم إن الظنون اهلكت بواطن انفسنا وزودت سوء نوايانا حول بعضنا
    _ دعنا منها انها زهرة الدمن منظر مبهرج وأصل زائف وجذور متراخية تميل حيث مال هواها
    _ الحمد لله الذي انقذنا منها وأثبت صداقتنا بل أخوتنا التي سنتعاهد على ان لا تنقطع خيوطها بهذه السهولة .
    تشابك الاثنان وسارا معا وهما ينظران الى الافق البعيد وغروب شمس شهدت العهد بينهما .
    بقلم حسام العربي
    =======================================================

    كرسي هزاز ( القصة الثانية عشر من سلسلة نجوم لامعة )
    ==========================
    حركة اهتزازية بطيئة مقترنة بذلك الصوت وكأنه نغمة تراثية عتيقة على كرسي هزاز لطالما حلم به منذر ... ولكنه كان يؤجل تلك الطقوس لحين الاحالة على التقاعد لتكتمل عنده معطيات الرجل المتقاعد من شعر ابيض وكرسي هزاز وتجربة انسانية كبيرة ... ليجلس هناك ويراجع حياته فتستوقفه ذكريات متنوعة وكأنها قطار متحرك يتوقف كل حين عند اي محطة ... ولكن ما أضفى الى ذلك بعد اخر أو ملهاة الجيران فكانت شقته ملاصقة لشقة اخرى يسكنها زوجان حديثا العهد بهذه الحياة بعد ان ودعا حياة العزوبية ودخلا ذلك القفص الذي يقولون عنه انه ذهبي ولكنه يتلون وتتعدد تسمياته بعد فترة وجيزة من الزواج وحسب معطيات الواقع الذي يعيشانه ... كانت اصوات المحادثات بين سيف وهدى تصل اليه دون ارادة منه لقرب المكان والعزل الضعيف ... اصبح لديه فكرة عن حياتهما وكيف انهما كانا متحابين مترابطين بأواصر قوية تقدست بذلك الزواج ... يقول السيد منذر بعد ايام زارت أم هدى ابنتها في غياب زوجها وقالت لها :
    _ كيف حالك يا ابنتي
    _ بخير الحمد لله
    _ وكيف هو سيف لا بد انه اتعبك مالي ارى وجهك اصفر وكأنك مجهدة ومريضة ألا يأتي لك بالطعام !
    _ لا على العكس فهو يجلب لي كل ما احب
    _ انت لا تصدقين الحديث ولماذا الشقة كأنها مقلوبة رأسا على عقب
    _ لقد كان بالامس لدينا ضيوف راشد اخو سيف وعائلته وغادروا في ساعة متأخرة من الليل فلم اتمكن من ترتيب الشقة
    _ آه ... فهمت الان فأنت الخادمة المطيعة لعائلة سيف ! ... اسمعيني جيدا انت زوجة سيف فقط ولا علاقة لك بأهله اتخذي اجراء صارم معه بهذا الشأن وإلا تحول بيتك الى مزار وأنت خادمتهم
    _ ولكنهم اهله ومن واجبي مساعدته في ضيافتهم
    _ انت غبية ألا ترين اختك سهام كيف تعيش مدللة وزوجها كأنه خاتم في اصبعها لا يرد لها طلبا ولا يدخل بيتها إلا من ترغب
    _ ولكن يا امي
    _ اصمتي وافعلي ما سأقوله لك
    توقعت من هذا الكلام وما تلاه ان هذه السيدة ستهد عش الزوجية عن قريب ... في المساء حضر سيف الى بيته كالعادة ولكن هدى استقبلته بتحية يشوبها البرود واللا مبالاة فقال لها :
    _ ما بالك يا حبيبتي اتشتكين من امر ما هل انت مريضة
    _ لا ليس هناك شيء
    _ هل زارنا احد اليوم ؟
    _ كلا
    بعد ايام حضر راشد وعائلته وكان لديه مفاجاة سيفرح بها سيف وهدى فقد حجز لهما سفرة الى احد المنتجعات السياحية على حسابه الخاص ولكن هدى لم تخرج اليهم فدخل عليها سيف وقال لها :
    _ ألم تسمعي الاصوات لقد حضر اخي وعائلته لماذا لم تخرجي ؟
    _ انا متعبة بعض الشيء
    _ وهل التعب يمنعك من الخروج والترحيب بهم
    _ لقد مللت منهم فأنا زوجتك ولست خادمتهم
    تعمدت برفع صوتها لتسمع من في الخارج ... تعصب سيف ولطمها على وجنتها ثم خرج فرأى وجه راشد قد تغير وأمتعض فقال لاخيه :
    _ على كل حال نحن لم نأتي ليخدمنا احد بل جئنا لكم بهدية فهذه بطاقتا سفر مع اقامة لمدة اسبوع لك وللسيدة هدى .
    رمى البطاقات على الطاولة وخرج مسرعا مع عائلته ... كانت هدى تسترق السمع من خلف الباب ... دخل عليها سيف فأسرعت الى منامها وكأنها تتألم من تلك اللطمة فقال لها :
    _ احزمي حقيبتك
    نهضت مبتسمة وقالت :
    _ اعذرني حبيبي فقد كنت مجهدة
    _ ستلحقين بأهلك فانت لا تستحقين ان تكوني زوجتي وانظري الى ما فعلت لقد سمع اخي راشد كل ما تحدثت به بينما هو قد احضر لنا بطاقات السفر وحجز لنا في المنتجع السياحي ليجعلها مفاجأة .
    أصابتها الصدمة واخذت تبكي وهي كانت تظن انه سيأخذها معه الى ذلك المنتجع السياحي بعدما سمعت ما قاله راشد ... في تلك اللحظة قررت ان اتدخل لانقذ حياة هذه العائلة الصغيرة التي هي في اول الطريق فخرجت مسرعا وطرقت بابهم فخرج سيف وقال :
    _ مرحبا يا عم منذر كيف الحال
    _ اهلا يا ولدي هل تسمح لي بقليل من وقتك
    _ بكل تأكيد تفضل اهلا وسهلا
    جلست في غرفة الضيوف وبعد ان حضر سيف ومعه كأس من العصير قلت له :
    _ يا ولدي اريد ان احدثك بحديث بيني وبينك وان لا تسمع زوجتك من هذا الكلام شيء
    _ حسنا ياعم سأغلق باب الغرفة
    _ اسمع يا ولدي لقرب شقتينا تلاصقهما فأنا اسمع ما يدور بينكما من حديث وأعلم اني غير متعمد التنصت ولكن هذا هو الحال انا عندي تجربة كبيرة في الحياة فخذ مني هذه النصيحة زوجتك بنت طيبة ولكن هناك بعض التأثيرات الخارجية ... انطلق انت وهدى الان واعتذرا من اخيك راشد وانا متأكد انه سيتفهم ويقبل اعتذاركما وبعد ذلك سافرا الى المنتجع السياحي وهناك تفاهم معها بهدوء حول وضعكما وقل لها ان من تضيف اهل زوجه ليست بخادمة كما افهمتك والدتك وانما الضيف كرامة لنا وحاول ان تجعلها تتأثر بك وتتعلق بشخصيتك الجميلة اكثر حتى لا تستمع الى غيرك وهذه فرصة عظيمة لمستقبل حياتكما
    _ اشكرك يا عم على هذه النصيحة وسأعمل بها على الفور
    _ إذن الى اللقاء وارجو ان تزورني بعد عودتك سالما بأذن الله .
    بعد ايام عاد سيف من سفرته واول امر قام به هو زيارتي وشكرني وزوجته وقالا سنتخذ من كلامك هذا دستور لحياتنا .
    بقلم حسام العربي
    ===============================================================

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350  أكتوبر 2020 Empty رد: (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350 أكتوبر 2020

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت أكتوبر 24, 2020 10:11 pm

    جدلية الانسان ( القصة الثالثة عشر من سلسلة نجوم لامعة )
    ========================
    مشى منتصر بخطوات متثاقلة الى المقهى القريب من المكان الذي تعطلت به سيارته لينتظر من يأتي ليقوم بأعمال التصليح والصيانة ... جلس حيث انتهى به المجلس الى اقرب طاولة على الرصيف ... سمير رجل جدلي لا يمل من النقاشات التي يحاول فيها ان يبدو ذكيا أو انه يعلم كل شيء ... يريد ان يشار اليه بالبنان ويحب علامات التعجب والاستفهام ... كلما اجتمع مع اشخاص وان كانوا غرباء يبادر هو بالكلام معهم بنفس طريقته المعهودة في كل اللقاءات ... وكان لديه بعض الاسئلة الحوارية التي تثير انتباه الناس ... تشاء اقدار الله سبحانه وتعالى ان يلتقي بنصير على نفس الطاولة التي كان يعتاد ان يجلس هو اليها ليصطاد المارة ويناقشهم في كل شيء ... سلم على نصير وقال :
    _ ان لم يكن لديك مانع وان كنت متساهلا وانا ارى فيك ذلك من
    مرتسم وجه وضاء اقرأ فيه التواضع ان تسمح لي بالجلوس معك فهذه الطاولة هي مكاني المعهود
    _ عفوا تفضل بالجلوس
    _ انا سمير لا بد انك سمعت عني فأني معروف هنا ولدي الكثير من المعجبين
    _ مرحبا بك انا نصير
    _ من اين اتيت ؟
    _ من البيت
    _ ما هذا قصدت
    _ من تلك السيارة لقد تعطلت
    _ ما هذا قصدت
    _ الكل يأتي من امه وابيه
    _ كيف تخرج ؟
    _ اخرج بملابسي ما هذه الاسئلة
    _ ما هذا قصدت
    _ اخرج بأنتظام وحسب التوقيتات
    _ ما هذا قصدت
    _ الكل ينبت من الارض ويخرج بعد الموت
    _ حسنا انت اتيت من امك وابيك وستخرج من الارض كالنبات بعد الموت فما بينهما
    _ الواو وهو جواب لسؤال جدلي ليس له معنى
    _ ما هذا قصدت
    _ العمل الصالح يخلد ذكرى الانسان
    _ ما هذا قصدت
    _ الحياة
    _ ما طولها ؟
    _ بقدر عمر الانسان وليس هناك غيره
    _ ما هذا قصدت
    _ ان كنت تقصد الواو فهي بطول حركتين وتمد احيانا بستة حركات
    _ ما هذا قصدت
    _ اذن هي ستة
    _ كيف ذلك ؟
    _ الحياة ستة حروف أو هي متوسط عمر الانسان ستة عقود أو هي ستة اجيال فينقطع العصب
    _ من انت ؟
    _ يا رجل اما اكتفيت من تلك الاسئلة التي لا تغني او تسمن من جوع انا عبد من عباد الله
    _ ما هذا قصدت
    _ انا انسان من نسل ادم وحواء
    _ ما هذا قصدت
    _ انا اقوال واعمال صالحة وحسنة واخرى سيئة
    نظر نصير الى عيني سمير وهو يرى فيهما الق التباهي والاعتزاز بينما بعض الناس قد اقتربوا وهم ينصتون الى تلك المحاورة إذ ان سمير غالبا ما يرفع صوته ليجلب الانتباه حوله فقرر نصير ان ينهي تلك المحاورة فقال له :
    _ انت سألتني اسئلة فلسفية ولكنها بقصد الجدال ليس اكثر وانا سوف اسألك سؤال واحد
    _ سؤال واحد فقط اسأل مائة سؤال وسأجيبك !
    انهى كلامه بابتسامة ماكرة وهو يدور بوجهه ليراه الجميع بتلك الابتسامة وكأنها اولى علامات النصر
    _ حسنا ما الذي يحيط بك ؟
    _ هذه هي مسألتك انها بسيطة جدا انه الهواء
    _ خطأ تحت قدميك لا يوجد هواء
    _ إذن هو المكان
    _ خطأ فلا يوجد فوقك مكان
    _ نعم ... نعم انه الزمن
    _ خطأ فالزمن بعد رابع لا يمكنه العودة الى الوراء والاحاطة
    اخذ الجميع ينظر اليه بريبة وهم ينتظرون الجواب الاخير
    _ حسنا لقد علمت الجواب كيف لم افكر بذلك اولا انها ملابسي التي ارتديها
    _ خطأ فظيع كفاك ورأسك لا تحيطهما الملابس
    نهض منتصر من مكانه وقال :
    _ انت شخص مجادل يحاول ان يقنع من حوله بعلمه بعدد من الاسئلة التي تحتمل اجابات عديدة وترتقي الصواب وقد تخفق بالخطأ فلا تتحدد بحدود لتكون المرونة لك في كل ما تقول ... وها انا قد سألتك سؤال واحد بسيط ولم تعرف اجابته ... رفع منتصر سبابته الى اعلى وهو ينظر الى السماء ... ثم انطلق الى سيارته بعد ان تركه واجما مذهولا وسط الناس .
    بقلم حسام العربي
    ===========================================================

    وحش المدينة ( القصة الرابعة عشر من سلسلة نجوم لامعة )
    =========================
    ليل تقضه مضاجع السهر وأصوات انذار سيارات الشرطة وهي تلاحق شبح لم يراه احد ... ولكن الجميع يتحدث عنه حتى إذا ما ارادت أم ان تجبر ولدها على النوم هددته بوحش المدينة ... انه يتقاسم اليوم معهم النهار لهم والليل ساحته ومكان صولته فلا ينافسه فيها احد ... ذات ليلة ليس كأخرياتها وبينما كانت الشرطة تلاحقه اصابته رصاصة في قدمه وبعد ان راوغهم بين تلك الازقة التي يعرفها جيدا وجد نفسه امام باب الدكتور سليم فطرقه طرقا شديدا وما ان فتح له الباب فاجأه ووضع المسدس على رأسه وقال له :
    _ أدخلني الى الداخل
    _ مم ... مم ... ادخخخخل
    _ لدي جرح في قدمي واريدك ان تخرج الرصاصة وإلا ستندم على عائلتك ما حييت
    _ نعم هون عليك سأخرجها ولكن ارجوك لا تمسنا بسوء
    _ إن لم تبلغوا عني فأنتم بأمان وان اقترب احد من الدار فسوف ....
    صمت قليلا ثم قال :
    _ انت تعلم ما سأفعل
    _ اجل ... اجل كن مطمأنا
    اخذ الدكتور سليم ادواته الجراحية وادخله الى مكتبه في المنزل وقام بأجراء عملية سريعة اخرج فيها الرصاصة ولكن قدمه كانت مكسورة نتيجة هذه الاصابة فقال له الدكتور :
    _ لقد اخرجت الرصاصة والحمد لله الجرح سليم ولكن لديك كسر بسيط ولا يجب ان تسير على قدميك حتى يلتأم العظم .
    _ أشكرك دكتور
    _ الا تنزع عنك القناع لترتاح قليلا فانك مجهد ونزفت دما كثيرا
    _ لا علاقة لك بذلك فأن ... فأنننننن
    ثم ترنح على الكرسي مغشيا عليه
    اراد الدكتور سليم ان يستغل الفرصة ويبلغ عنه الشرطة ولكن أمر ما منعه وكأنها عاطفة جياشة تجاه هذا الشخص جعلته يتأنى بالامر ... وبعد ان اجرى له الاسعافات الاولية ونزع عنه قناعه رأى فيه شابا وسيما تبدو عليه البراءة فتعجب مما رآه ايعقل ان يكون هذا وحش المدينة ... ايعقل ان يكون هذا الوجه المتوشح بالبراءة مرعبا الى هذا الحد ... تذكر ولده وقال محدثا نفسه لو كان عامر حي لكان بعمر هذا الشاب ... فسرحت به الذكريات الى ذلك اليوم التعيس والتي كان يطلق عليه دوما اليوم الاسود عندما ذهب الى غرفة عامر ليوقظه فلم يجده في الفراش ... كان يعاقب نفسه طيلة تلك السنين وهو يقرأ تلك الكلمات المبعثرة بخط طفل صغير وهو يقرر ان يرمي نفسه في النهر ... هل كان قاسيا معه الى درجة ان يقرر فتى صغير بمغادرة الحياة ... مد يده الى الشاب المصاب ليتحسس نبضه ثم تبادر الى ذهنه ان يعرف هويته وما اسمه فمد يده في جيبه وأخرج البطاقة فنظر اليها لتسقط من يده وهو يرتجف ويندهش من شدة وقع المفاجأة عامر سليم احمد ... أيعقل ان يكون هو ... هل ان وحش المدينة ابني ... انطلق مسرعا الى صندوق فيه صور قديمة واخرج اخر صورة لعامر قبل تلك الليلة المشؤومة وقربها من وجهه نعم انه هو كيف لم انتبه لذلك يا للهول ... خرج مسرعا الى زوجته وبنته ليراهما يراقبان ما يفعل عند باب المكتب فقالت زوجته لمياء :
    _ مالك يا رجل لم اراك بهذه الحالة من الحيرة والارجاف من قبل ارجوك اسرع وبلغ الشرطة عنه قبل ان يصحو
    _ وهل رأيت احدا يبلغ عن ابنه فلذة كبده
    _ ما اصابك يا زوجي العزيز ما الذي حصل ! ماذا تقصد ؟
    _ انه ولدنا عامر اقسم لك انه عامر
    _ عا .. عا ... عامر كيف هذا انه وحش المدينة
    _ تعاليا اسرعا وانظرا اليه وأقرأي بطاقته الشخصية
    _ يا للهول انه ولدي ... ولدي .. كيف حصل هذا
    عند هذه الجلبة والبكاء استيقظ عامر حذرا وتناول سلاحه الذي بجانبه فقال له الدكتور :
    _ اهدأ يا ولدي انت هنا بأمان ولكني اريد ان احدثك بامر مهم
    _ قل ما لديك فليس عندي امر مهم معكم
    _ اتعرف من انت
    _ ماذا تقصد
    _ ما هو اسمك الثلاثي
    _ ولماذا
    _ ارجوك
    _ عامر سليم احمد
    _ انظر الى اسمي على المكتب الدكتور سليم احمد
    _ يا للهول انا ابنك انا في بيت عائلتي يا لهذه الاقدار !
    _ يا ولدي لماذا فعلت هذا وكيف اصبحت بهذه الحالة
    _ آه يا دكتور او ماذا اقول يا أبي ... انت من فعل هذا بي أتذكر أيام الطفولة وقسوتك معي وحبسك لي في الغرفة وتأنيبك لي على ابسط الامور لا تفعل ... لا تتحرك ... لا تأكل ... لا ... لا ...لا ... لا ... حياتي كلها كانت أملاءات تبدأ بلا وتنتهي بسبابة تهتز بشدة ... وان رسبت فبسبب اصرارك على تعليمي ما لا ارغب وكثير من الاطفال يفشلون في الامتحان واهلهم يعاونوهم على النجاح ولا يسجنوهم في غرف مظلمة باردة هل نسيت هذا ... وحش المدينة من صنعك يا دكتور انه مجموعة من العواطف المكبوتة وحسرات وزفرات الهبت ليل بارد بوحدة مرعبة لطفل صغير ... انه آهات كل ليلة من الفقدان وصراع الذات لتتحمل النسيان هو صراع بين الموت والحياة على حافة النهر وصراع بين أزيز الرصاص وظلم العباد ... احتضنه الدكتور سليم وهو يذرف الدموع انهارا ويقول لا عليك سنصلح كل شيء وستكون على ما يرام لا عليك يا ولدي ... تمضي الايام ولم يشاهد احد وحش المدينة بليل أو نهار لقد انطوى ذكره وأمسى ذكرى من ذكريات الماضي .
    بقلم حسام العربي
    ====================================================================

    الدمية ( القصة الخامسة عشر من سلسلة نجوم لامعة )
    ====================
    نفث يونس دخان سيكاره بعيدا وهو يتأوه كأنه لا يطيق بعضه بعضا بسبب تلك الافكار التي لا تغادره بعد ان تغير كل شيء ... تلك الافكار التي ليس لها الى النسيان طريق وكأنها استوطنت بقرارة نفسه فلا تغادرها ... كان يجلس على الاريكة المتهالكة بأحد المقاهي القديمة التي تطل على منطقة اقدم منها ... تراث قديم له عبق الماضي ولطالما استلهم منه الشعراء لطائف اقوالهم وحسن قافياتهم ... ولكنها اليوم ملبدة ملوثة ممتقعة بسوء اوضاعها ... نظر الى مجموعة صبية يلعبون وانصت اليهم لعله يتناسى همومه التي اثقلت كاهله دون إرادة منه ... قال احد الاطفال سأسرق هذه الدمية من يد اختي الجالسة على عتبة باب المنزل ... حول يونس نظره الى تلك الفتاة الصغيرة وهي تلهو وتفتخر بدميتها الجديدة وكأنها تنطق بالحياة لسحرها وجمال شعرها الاسود المنسدل وقد البستها فستان فيه نقوش سومرية قديمة وفي وسطه نخلة يانعة مثقلة بالبلح ... تحرك الطفل الى شقيقته وسرقها من يدها ولاذ بالفرار وهي تبكي وتصرخ وتستنجد لتستعيد دميتها ولكن دون جدوى ... وما ان وصل الى صاحبيه تلاقف الثلاثة الدمية كل واحد منهم يريد ان يستأثر بها لنفسه ويونس جالس يراقب بدهشة ما يحصل ... تجاذب الثلاثة الدمية ولم يتمكن احد منهم ان يأخذها فأستدعى احدهما طفل ضخم يكنى ريكو وأخذ يشد مع صاحبه التفت الاخر واستدعى من يشد ازره يدعى مهران فكانوا يسحبونها يمينا ويسارا دون جدوى حتى تمزق ذلك الفستان الجميل ونتف شعرها الاسود المنسدل وكانت تصدر منها اصوات متضادة بنفس الوقت بعد ان تعطل الجهاز الذي بداخلها فكانت تضحك وتبكي بآن واحد ... ثم سحب ريكو بقوة وأخذها بيده وهي متدلية وكأنها دمية بالية قديمة ولكنه لم يعطيها لصاحبه الذي دعاه لمؤازرته بل قذفها في الهواء لتصل الى يد مهران الذي وضعها تحت قدميه ليخفيها عن البقية ... ركض الثلاثة نحو مهران وقبل ان يتمكنوا من الوصول اليه رفعها بقدمه ثم ركلها بالقدم الاخرى لتطير في الهواء وتقع بيد ريكو ... عاد الثلاثة لاهثون الى ريكو الذي رفعها الى الاعلى وهم يتقافزون لينال احدهم قدمها المتدلية دون جدوى ... اخذوا يتوسلون و يتباكون وريكو يضحك ويقول لهم :
    _ سارسلها الى مهران ليصلحها لكم
    صاح الثلاثة بصوت واحد :
    _ نعم ... نعم ... احسنت ريكو
    رمى ريكو الدمية مرة ثانية الى مهران ... عادوا اليه متفاءلين لقد تعهد لهم ان يصلحها ... اخذ مهران بقايا الفستان بعد ان استلب ريكو النخلة له ثم رماها على الارض ... تجمع الثلاثة حولها وقد امتعضوا من شكلها القبيح بعد ان كانت اجمل دمية فاخذوا يمزقوها اوصالا ويرموها على الارض ... كان يونس ينظر الى هذه المشاهد المؤثرة بحزن ويتألم لحال الدمية والفتاة الصغيرة وقال محدثا نفسه ما أشبه حال هذه الدمية بوطني .
    بقلم حسام العربي
    ==========================================================
    بطاقة الكتاب
    -----------------------------------------------------------------------
    عنوان المؤَلَّف : نجوم لامعة
    المؤلِّف : الكاتب/ مؤيد عبد حمود
    التصنيف : مجموعة قصصية
    رقم الإيداع :
    عدد الصفحات : نشر على منتدى جمعية إبداع الثقافية
    رقم الإصدار الداخلى : 2020/350
    تاريخ الإصدار الداخلى : 10 / 2020 الطبعة الأولى
    -------------------------------------------------------------
    جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة للشاعر، ولا يحق لأى دار نشر طبع ونشر وتوزيع الكتاب الا بموافـقة كتابية وموثـقة من الشاعـــر


    (نجوم لامعة ) مجموعة قصصية للكاتب / مؤيد عبد حمود (الموصل / العراق ) رقم الإصدار الداخلى 2020/350  أكتوبر 2020 Aioc11
    [b]
    [/b]

    كرم محمد حربي يعجبه هذا الموضوع


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:08 pm