منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    _________(( أسماء الله الحسنى – الجزء الثاني ))_________د. سيد غيث

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    _________(( أسماء الله الحسنى – الجزء الثاني ))_________د. سيد غيث  Empty _________(( أسماء الله الحسنى – الجزء الثاني ))_________د. سيد غيث

    مُساهمة من طرف السيد صابر الخميس مايو 21, 2020 2:14 am

    ........................... بسم الله الرحمن الرحيم .........................
    .
    _________(( أسماء الله الحسنى – الجزء الثاني ))_________
    .


    _________(( أسماء الله الحسنى – الجزء الثاني ))_________د. سيد غيث  23794912




    أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائف رمضانية )
    أزف اليكم التهاني والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
    وكثير من السعادة .. والمسرات .
    .

    = المقدمــة :
    .
    أسماء الله الحسنى أحبتي الغوالي : هي ما سمّى الله بها نفسه يُدعى وبها وبصفاتِهِ العُلى يثنَى والله يحبّ مَن يدعوه ويحمده وأكمَلُ النّاس عبوديّةً المتعبِّد بجميع الأسماء والصفاتِ.
    إن أسماء الله سبحانه وتعالى غير محصورةٍ بعددٍ معيَّنٍ لا تزيد ولا تنقُص بل لا يمكن حصرها والدليل على ذلك
    ما ورد بالأحاديث الشريفة .
    وقد يتضمَّن الاسم الواحد من أسماء الله تعالى صفتين أو أكثر من باب دلالة اللُّزوم على عظمة الخالق .
    أحبتي ان ( اسماء الله الحسنى ) أصل من أصول التوحيد في العقيدة الإسلامــية لذلك فهي روح الإيمان وأصله وغايته فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته إزداد إيمانه وقوي يقينه والعلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم عند المسلمين وأجلها على الإطــلاق لأن شــرف العلم بشــرف المعلوم ..والمعلوم في هذا العلم هوالله امتدح الله بها نفسه في القرآن الكريم فقال: (( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)).

    .
    ويقول الحبيب النبي (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجــنة ) صدق رسول الله صلى الله عليه م الإسم لذاته وحقيقته كان ثابتا للرب والعبـــد وللــــرب منـــه ما يليق بكماله وللعـبد منــه مـا يليق به وهـــذا كاسم السميع الذي يلزمــــه إدراك المسموعات والبصير الذي يلزمه رؤية المبصرات فلــه عــز وجـل اسماءه الحسنى وصفـاته العلا التي لا تتشابه مع احد.
    وهذا شيء يسير من أسماء الله تعالى وما لها من المعاني وإن أسماءه تعالى لا يحصى لها تعداد وله منها تسعة وتسعون من أحصاها دخل الجنة وإحصاؤها هو معرفتها لفظاً ومعنى والتعبد لله بها‏.
    .
    = يفية حفظ أسماء الله الحسنى :
    قال صلى الله عليه وسلّم: (لله تسعةٌ وتسعونَ اسمًا مئةٌ غيرُ واحدةٍ، من أحصاها دخل الجنَّةَ) .. البخاري
    وإحصاء أسماء الله الحسنى إنّما يكون بحفظها، مع التدبّر والتفقّه في معانيها لما في هذا التفكّر في المعاني من آثار سلوكيّة تنعكس على المسلم، فيظهر ذلك في عبوديته لله سبحانه من خلال فقهه لمعاني هذه الأسماء، فمن التناقض أن يعرف المسلم أنّ الله كثير الرحمة ومستمرّ الرحمة بلا انقطاع، ولا يطمع في رحمته ومن التناقض أن يعرف المسلم أن الله قوي ويتوجّه إلى غيره ويعتمد على غيره وهكذا مع باقي أسماء الله وصفاته.

    إنّ قيام المسلم بواجبه نحو أسماء الله الحسنى بحفظه لها، والتدبّر في معانيها، ودعاء الله بها يترتب عليه فوائد عظيمة منها:
    الأسماء الحسنى تعرّف المسلم بالله عزّ وجل، وذلك بعد فقهه لمعانيها، ودلالاتها، فتكون سبباً في قوَّة إيمان المسلم بخالقه.
    =هي أصل في عبادة الله سبحانه.
    = معرفتها وفقهها من أسباب استجابة الدعاء خاصَّة عندما يدعو المسلم خالقه بها.
    نيل رضوان الله ومحبته.
    =دعاء الله بها سبب في تفريج الكروب، وإزالة الهموم.
    وعقيدة أهل السنة والجماعة في صفات الرب تعالى أنهم يثبتونها ، ويثبتون معانيها التي تدلُّ عليها على حقيقتها ووضعها اللغوي ، ويفوضون العلم بالكيفيات والماهيات ، مع اعتقاد أنها لا يُفهم منها تشبيه الرب أو شيء من صفاته بالمخلوقين ؛ إذ إنه سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته .‏
    .
    <<>>
    = من اسماء الله الحسنى (( المتكبر )) جل جلاله :
    -------------------------------------------
    يارب انت الخالـــــــق المتكبر <><> يا موجد الاكوان مــنك تصـور
    انت الذي عليــــــم الحقائق كلها<><> فالنفس والذات العليـــــة تبهر
    انت الكبير بذاتـــــه وصفاتـــه<><> ان العظيم المحـــسن( المتكبر )
    من البحر ( الكامل ) ..
    ٠
    اسم الله (المتكبر) هو:المتعالى عن صفات الخلق المنفرد بالعظمــــة والكبرياء
    وهو العظيـمُ الذي لا يجري في ملكه إلاّ ما يريده وحده منفـــرد بهــــذه الصفة
    ومنزه بهـــا عن الخلائق فمن تكبر وشارك الله في هذه الصفة غضب الله عليه لمنازعتـــه في صفاته وقد قيل ان الارض تكره وطاة المتكبر ان يمشي عليها.
    و(( المتكبر)) في اللغة : يعد اسم فاعل من تكبَّرَ .
    وتكبَّرَ / تكبَّرَ على/ تكبَّرَ عن/ يتكبَّر / تكبُّرًا /فهو مُتكَبِّر/ والمفعول مُتكبَّر عليه
    المُتفرِّد بالعظمة والكبرياء فهوالملكُ الذي لا يزول سلطانُه .
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى (( الخالق )) جل جلاله:
    --------------------------------------------
    شهـــيد الخلائق ان ربــي خـــالق <><> يا مبـــدع الاشيـــاء انت السابـــق
    يا موحد الاحياء قبــــل وجودهـــا <><> يا ربنــا فلانـــت وحــــــدك خالق
    هذي السماء من العظيم صنيعة <><> والارض تلهج انت ربــي (الخالق)
    من البحر (الكامل ) .
    ٠
    اسم الله ( الخالق )..ذكر الله تبارك وتعالى تسمية نفسه باسم الخالق فــي القرآن
    الكريم إحدى عشر مرة والخالق هو: الفاطر المبدع لكل شيء، والمقدر
    له والموجد للأشياء من العدم فهو خالق كل صانع وصنعته.
    و (( الخالق )) في اللغة: تاتي من خلَقَ يَخلُق ..خَلْقًا .. فهو خالِق و خُلُـــوقٌ
    والمفعول مَخْلوق..فهو الذي يُخرج الاشياء والانفس من العدم إلى الوجــــود
    ويصنِّف المُبدَعات ويجعل لكلّ صنفٍ منها قدرًا مقدرا.
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى (( الباريء )) جل جلاله :
    -----------------------------------------------ـ
    بهر العقول بديعه في خلقـــه <><> لا نقص يلغـــي فهـــــو رب بـاريء
    كل الخلائق ابرئت من خالـق <><> نعـــم الصنيــــع قديمــــه والناشيء
    خلق تفرد ربـــــه في صنعـه <><> هو وحـــده الرب العظيم ( الباريء)
    من البحر ( الكامل ) .
    ٠
    اسم الله ( الباريء )..هو: الذي خلق الخلق بقدرته لا عن مثال سابق القادر
    على إبراز ما قدره إلى الوجود. البارىء مشتقة من البرء وهـو خلوص الشىء
    من غيره مثل أبرأه الله من مرضه .برؤ بضم الراء أي خلا من العيب..وبرأ منه .
    و(( الباريء)) في اللغة : اسم فاعل من برَأَ وبرِئَ ..الجمع : بارئـون ..و بِرَاء
    برِئَ من يَبرَأ / بَرْءًا/ وبُرْءًا /وبَراءً /وبَراءةً فهـــو بارِئ وبـريء وبَـــراء
    والمفعول منه مبروء .
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى (( المصور )) جل جلاله
    ----------------------------------------------
    نطق الجمال وراق منه المنظر <><> سبحانك اللهــــــم انت مصور
    يا مبدعا آي الجمـــــال تنوعت <><> الوانه تسبي العيـــون وتاسر
    سبحان رب الخلق زين كـــونه <><> فهو البديع كما يشـاء (يصور )
    من البحر (الكامل )..
    ٠
    واسم الله ( المصور) ..هو: الذي صور جميع الموجودات ورتبها فأعطـــى
    كل شيء منها صورة خاصة مستقلة بذاتها وصورها على هيئة منفردة يتميز
    بها على اختلافها وكثرتها.
    و ((المصور))في اللغة:اسم فاعل من صوَّرَ..فهو الذي أنشأ خلقَه على صورٍ
    مُختلِفة ليتعارفوا بها .. وصوَّر كلَّ صورةٍ لا على مثالٍ احتذاه .
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى ((الغفــار )) جل جلاله:
    --------------------------------------------
    يا من لعفوك يجـــار المحتـــــار<><> رب الخلائــــق انت يا غفــار
    نزلت دموع العين تسال نغمة <><> من غيث عفوك تورق الاشجار
    اقبل لعبدك توبة ينجـــــو بهـا <><> يا مــرتجى يـــارب يا (غفار )
    من البحر( الكامل ).
    ٠
    اسم الله ( الغفار)..هو: وحده الذي يغفر الذنوب ويستــر العــــيوب في الدنيا
    والآخرة.وهو من صيغ المبالغة على وزن( فعال) أي كثير المغفرة كمـاً ونوعاً
    وأصل المغفرة التغطية والستر..وذُكر( الغفار) في القرآن الكريم خمس مــرات
    منها قوله تعاليSad رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ).
    وروي أن رسولُ اللهِ كان إذا تضَوَّرَ مِنَ الليلِ قالSad لا إلهَ إلا اللهُ الواحدُ القهــارُ
    ربُّ السماواتِ والأرضِ وما بينَهُما العزيزُ الغفارُ ).
    .
    و((الغفار)) في اللغة:مشتقة من الغفر والغفران في الستر وكل شيء سترته
    فقدغفرته والمغفرة من الله عز وجل ستره للذنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته.
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى ((القــهار )) جل جلاله
    --------------------------------------------
    ذلت لك الاكــــــوان يا قهـــــار<><> انت العظيم بك الوجـود يدار
    يا واحدا غلــب الانام فاسلموا <><> طوعــــــا وكرها ربهـــم يقال
    والارض دارت مـذ تاذن ربهــا <><> فهــو الحفيظ الواحد( القهار)
    من البحر الكامل )) .
    ٠
    اسم الله (الغالب)..هو: الغالب الذي قهر خلقه بسلطانه وقدرته وصرفهــم
    على أرادته طوعا وكرها وخضعت لجلاله كل الموجودات .
    كما في قوله تعالىSad قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ).
    (( والقهار)) في اللغة : من صيغ مبالغة اسم الفاعل .
    مشتق من الفعل:قهَرَ /يَقْهَر / قَهْرًا / فهو قاهر / وقهَّار/ والمفعـول مَقْهـور
    وصيغ المبالغة دائماً تعني مبالغة الكم اي انه جل وعلا يقهر ملايين الطغاة
    أو يقهر أكبر طاغية إما كماً أو نوعا .
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى (( الوهـــاب)) جل جلاله
    ---------------------------------------------
    يا منعما وهب الخلائـــق خيـره <><> انت الكــــريم المطعـــــم الوهاب
    يا واهبا لا يبتغــــي من خلقـــه <><> عوضـــــا وليس لرزقــــــه حجاب
    يا واهبا لا يرتجـــــي من عبـده <><> غرضا فانــت المحسن ( الوهاب)
    من البحر ( الكامل )..
    ٠
    واسم الله ( الوهاب ).. هو: المنعم على عباده الذي يهــب بغيـــر عــوض
    ويعطي الحاجة بغير سؤال كثير النعم دائم العطاء.
    شمل الكائنات بأسرها ببره وهباته وكرمه.. فهو مولــى الجمـــيل ودائــــم
    الإحسان الوهَّاب ورد في القرآن الكريم في ثلاث مواضع.
    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّـابُ
    أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ
    قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
    و(( الوهاب)) في اللغةSad صِيغَةُ فَعَّال لِلْمُبَالَغَةِ ).
    مشتق من الفعل وَهَبَ ( يَهَبُه ) وَهْبًا / ووَهَبًا / وهِبَةً فهو واهبٌ/ ووَهُوبٌ
    ووهّاب/ ووَهابةٌ .
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى (( الرزاق)) جل جلاله :
    -----------------------------------------------
    يا مبدع الاحيـــــاء خالق رزقـــهم <><> انت الاله المطعــم الـــرزاق
    نشرت رزقك في البسيطة عمهـــا <><> وتزاحمت من نوعه الآفـــاق
    يا خالق الاحياء كافـــل رزقهــــــم <><> لم تنسهــم يارب يا ( رزاق)
    من البحر ( الكامل )..
    ٠
    اسم الله ( الرزاق)..هو:الذي خلق الأرزاق وأعطى كل الخلائـق أرزاقهـــــا ويمد
    كل كائن لما يحتاجه ويحفظ عليه حياته ويصلحه.
    صيغة مبالغة من رزق للدلالة على الكثرة والرزق هو كل ما ينتفــــع به والـرزق
    رزقان: رزق الأجسام بالأطعمة ونحوها، ورزق الأرواح بالعلـوم والمعارف وهـــــوأشرف الأرزاق لأن ثمرته باقية وبه حياة الأبد.. ورزق الأبدان إلى مـــدة قريبـــة الأمد قد ورد اسم الرزاق مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة الذاريات.
    في قوله تعالىSad إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ).
    ورد في الحديث النبوي ( إن الله هو المسعِّر.. القابض الباسط .. الرازق ).
    و(( الرزاق )) في اللغة: هو المُفيض بالنِّعم نعمةً بعد نعمة .. والمُكثِر المُوسِّـع على عباده ومنه اسْتَرْزَقَ.. يَسْتَرْزِقُ فعل : سداسي متعد مصـدر اِسْتِرْزَاقٌ واِسْتَرْزَقَ العَبْدُرَبَّهُ ..اي طَلَبَ مِنْهُ الرِّزْقَ .
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى (( الفتــــاح )) جل جلاله :
    -------------------------------------------------
    افتــــح لنــــــا يارب يا فتـــاح <><> فالنصر منك معــــزة وفلاح
    ايد خطانا في رضاك تسابقت<><> منا القلوب وهامـت الارواح
    يا مكرما بالنصر جهد عبـــــاده<><> انت العليم القادر ( الفتاح)
    من البحر ( الكامل ) ..
    ٠
    اسم الله ( الفتاح)..هو:الذي يفتح مغلق الأمور ويسهل العسير وبيده مفاتيح
    السماوات والأرض.
    ورد اسم الله الفتاح مرة واحدة في قوله تعالىSad قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ
    بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ).
    يفتح على عباده الطائعين خزائن جوده وكرمه ويفتح على أعدائه ضــد ذلك
    و(( الفتاح )) في اللغة :صيغة مبالغة من فتَحَ ..لأنه سبحانـــه يفتَــــحُ أبـوابَ
    الرزقِ والرحمةِ لعبادِهِ .
    <<>>
    ومن اسماء الله الحسنى (( العليـــــم )) جل جلاله :
    -----------------------------------------------
    ما غاب عن ابحـــار علـــم ذرة <><> الا وربــــــي شاهــد وعليم
    ماكان يعلمه وما هــــــو كائـن <><> يدريه حقــــا والذي سيقوم
    هو عالم الاسرار في كل الدنا <><> رب خبير واســــع و( عليم )
    من البحر ( الكامل )..
    ٠
    واسم الله ( العليم)..هو الذي يعلم تفاصيل الأمور ودقائـــق الأشياء وخفـــايا
    الضمائر والنفوس لا يغرب عن ملكه مثقال ذرة فعلمه يحيط بجميع الأشيــاء
    أن الله علمٌ بما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون
    وأحاط علمه سبحانه وتعالى بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها دقيقها وجليلها
    ورد اسم الله العليم في القرآن الكريم( ١٥٧ مرة) .. ومنها قوله تعالىSad فَالِقُ
    الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
    و (( العليم )) في اللغة: صيغة مبالغة من علِمَ والجمع منه (عُلَماءُ)اي ذو علم
    عميق فائق في العلم .

    والفرق بين علم الله وعلم عباده لايمكن أن يُعد أو أن يُحصى .. فعلم الله أجلّ وأعظم من أن يقارن بعلم أحد من خلقة ولكن لبيان ضعف المخلوق ورداً على الظالمين فقد سبقنا بهذا نبي الله موسى علية السلام في خطابه لفرعـون عندما سأله مابال القرون الأولى قال الله تعالىSad قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّـي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) .
    فاكتفى نبي الله موسى عليه السلام بوصفين لعلــم الله لا يمكن أن يتصف
    بها علم أي أحد من خلقه وسع الله كل شي علما فهــــو سبحانه وتعالى له
    علــم كل شي فهـــــو يعلــــم ما كان وماهـــو كائـــن وما سيكون .

    وهناك أمور اختص الله بعلمها وأخبر سبحانه بأنه لا يعلمها إلا هو..
    أحد مفاتح الغيب والتي لا يعلمها إلا الله (( وقت الساعة )) .
    لقول الله تعالىSad(يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَـــا عِلْمُهَـا عِنْــدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ
    فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُــمْ إِلَّا بَغْتَـةً يَسْأَلُونَكَ
    كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
    ومن مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا هو (( ما تحمله الارحام ))..
    لقوله تعالىSad( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ
    شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ )).
    وايضا من أحد مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله (( الموت )).
    لقول الله تعالىSad( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ
    ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )).
    ٠
    = الخـــاتمــة :
    .
    يقولSad ابن القيم الجوزية ) أن أسماء الله كلها حسنى ليس فيها اسم غير ذلك وقد تقدم أن من أسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعـــل نحــو الخالق والـــرازق والمحيي والمميت وهذا يدل على أن أفعالــه كلها خيـــرات محض لا شر فيها
    لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم ولــــم تكن أسماؤه كلها حسـنى وهذا باطل فالشر ليس إليه فكما لا يدخل في صفاتــه ولا يلحق بذاتـــه ..ولا يدخل في أفعاله فالشر ليس إليه لا يضاف إليه فعــــلا ولا وصفــــا وإنمــــا يدخل في
    مفعولاته وفرق بين الفعل والمفعول فالشر قائم بمفعولــــه المباين له لا بفعله الذي هو فعله فتأمل هذا فإنه خفي على كثير من المتكلمين وزلت فيه أقدام وضلت فيه أفهام وهدى الله أهل الحق لما اختلفــــوا فيــــه بإذنه والله يهــدي من يشاء إلى صراط مستقيم

    دعاء المسلم لخالقه بالأسماء الحسنى، إنّما يكون بعدم قصر المسلم دعائه لله سبحانه على اسم واحد وهو ما يكثر دعاؤنا به الله في قولنا "اللهم" وإنَّما يجب أن يكون دعاؤنا لله بكل هذه الأسماء، كلّ اسم بما يناسبه من مقام، ففي مقام طلب المغفرة نقول: "يا غفور" وفي مقام طلب الرحمة نقول: "يا قوي" وفي مقام طلب الرزق: نقول: "يا رزَّاق" وفي مقام طلب النصر على الأعداء: ( يا قوي، يا عزيز، يا جبار" وهكذا نسير متذللين متضرعين إلى الله في دعائنا لله سبحانه ومن خلال أسمائه الحسنى، فأنت بذلك تنادي الله، وتدعوه بما هو أهل له وبما يحبُّ أن تناديه به، وفي ذات الوقت فقه منك لما تتضمنه هذه الأسماء من معاني، فتكون بذلك أدعى إلى الإجابة
    ..
    وهناك أحبتي الغوالي من اسماء الله الحسنى ما لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل فلا يعلمها إلا الله تعالى ولذلك كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو الله - عز وجل - ويعلمنا المصطفى هذا الدعاء وقد أوجب النبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم أن يتعلمه روى أحمد وغيره بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال: "مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إني عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ في حُكْمُكَ عَدْلٌ في قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قلبي وَنُورَ صدري وَجَلاَءَ حزني وَذَهَابَ هَمِّى. إِلاَّ أَذْهَبَ
    اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً .

    والقياس في اللغة:هو التمثيل أي: لا يُشَبَّه ولا يُمَثَّل بأسماء وصفات الله العلا .. لقوله سبحانه في سورة النحل:﴿ فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾ فلا يقاس سبحانه بخلقه؛ لا في ذاته، ولا في أسمائه وصفاته، ولا في أفعاله وكيف يقاس الخالق الكامل بالمخلوق الناقص تعالى الله عن ذلك؛ (فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره) وهذا تعليل لما سبق من وجوب إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات، ومنْع قياسه بخلقه، فإنه إذا كان أعلم بنفسه وبغيره، وجب أن يُثْبَتَ له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسولُه الكريم .

    وقد اجتمع سلف الأمة وأئمتها على أن أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل والتكييف والتعطيل؛ فإن الله ليس كمثله شيءٌ، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
    وأن الله لا مِثل له ولا سمي ولا كفو له فلا يجوز أن يكون شيءٌ من صفاته مماثلاً لشيء من صفات المخلوقات ولا أن يكون المخلوق مكافئًا ولا مساميًا له لقوله تعالى : ( قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)سورة الإخلاص وهي سورة مكية آياتها أربع وترتيبها في المصحف رقم 112 في الجزء الثلاثينٌ
    وقد سُميت بذلك لأمرين الأمر الأول أن الله أخلصها لنفسه فليس فيها إلا الكلام عن الله سبحانه وتعالى وصفاته والثاني أنها تُخلص قائلها من الشرك إذا قرأها معتقداً ما دلت عليه وأيضاً كونها مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات فتعالى الله رب العرش العظيم .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حقوق النشر محفوظة ..د. سيد غيث ..


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:22 pm