منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    ديوان (ظل المسافات ) للشاعر التونسى / ناجى الجوينى

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    ديوان (ظل المسافات ) للشاعر التونسى / ناجى الجوينى  Empty ديوان (ظل المسافات ) للشاعر التونسى / ناجى الجوينى

    مُساهمة من طرف السيد صابر الأربعاء يونيو 03, 2020 8:07 am

    (((((( ظـــــــــــــــــل المســــــــــــــــــافات ))))))

    ديوان (ظل المسافات ) للشاعر التونسى / ناجى الجوينى  Untitl11



    تعريف بالشاعر
    الإسم الثلاثي
    ناجي ابن محمود ابن احمد الجويني
    المهنة: فني في التزويق للمنازل و الفنادق
    تاريخ الولادة: 10/06/1980
    من تونس
    ==================
    عنوان الكتاب : ظل المسافات
    النوع : شعر نثرى
    الكاتب : ناجي ابن محمود ابن احمد الجويني
    اسم الشهرة : ناجى الجوينى
    الطبعة : الاولي
    رقم الايداع : 9/2020
    منتدى جمعية إبداع الثقافية


    ======================================================

    ••• رحلة بحث •••
    ==================
    كيف أعود لي و قد..
    أضعتُ كل مفردات معانيّ
    مسامير الوجع مغروسة
    في جسدي..
    وهذا الوقت المتطاول على الليل
    يلفّ ما تبقّى من فرحي
    نرجسيّ و فيك غربة ثنايا الروح
    بين أركان وحدتي صليل الخوف
    يؤانسني..
    يهفت نور الفرح حين يمدّ الخواء
    يده فيَّ..
    حضارة لا حياة فيها أنا
    أو أني حياة لا حضارة فيها..
    أتعبني الإنتظار و رحلة بحث
    دون جدوى...
    ستوافيك الأمنيات .. حدثني الليل ..
    و ستضمّد طعنات الوحدة
    الموسومة فيك..
    ذات لقاء..
    يا ليل عشتُكَ طويلا أكابر ألمي
    أبوء لك بذنوب الوقت
    أستكين في رحابكم
    فمتى تندمل جراح الفقد...
    و أجد ما ضاع مني
    =====================================================



    •••• أرسمُ عنواني ••••
    ===================
    لأنك لي وحدي.. أختزل كل
    المسافات..
    و أرتّب لفوضى حواسي
    لقاءا مع صبحٍ وليد..
    خذيني سيدتي بين سبّابةٍ و إبهامُ..
    ستمتثِلُ كل أشيائي لكِ..
    حين تكونين أنت أشيائي
    يا مركز كل أكواني..
    تمهلي قبل ان تفتحي ذراعيك..
    لا ترتمي في أحضاني..
    فحبّتَيْ الزئبق أنارت الليل
    و فضحت مكاني...
    أريدك لي وحدي و وحدي..
    أرسم عنواني..
    تمهلي فأنا في عجلة من شوقي
    أغمرُ ترانيم المساء
    و أنثرها لؤلؤا يزيد في وشاحك
    بريقا يوثّق اندثاري
    هديتي إلى أمي الغالية

    =====================================================



    •••• عنوان مشواري ••••
    =====================
    بين بعدٍ و بعد لا أجدني سوى..
    جمْرُ حنينٍ أتلظّى عليه..
    تتثاقل خطاي على خطاي..
    و ذاك الشّق من الروح
    ينغمس في وجعي.. يتقمّصُ
    أشكال الظلام الجائر عليّ..
    رائحة الخبز تؤثث لإندثار ما..
    تبقى من رماد صبري...
    ••••••••••••••
    خذيني إليك يوم استطعتُ..
    الوصول إليكِ..
    و انثري لؤلؤ ابتسامتك حينا بعد
    حين...
    و امسحي على رأسي و كتفي
    كقطٍّ تحت كفك ينام ...
    إن قلتُ أمّي.. فلستُ وفيا..
    قدْرَ حبك..
    أربعون حولا و الجرحُ في الجرح
    ينغمسُ..
    أعذريني إن انفعلتُ و اقتنصتُ
    من فرقتك بكاءًا تحمله الطيور
    أحبك أمي قدر انتظاري
    أحبك.. هي عنوان مشواري
    =====================================================
    .

    * طفل بكى *
    ====================
    هكذا مرت الكلمات تتبختر على الأذهان
    تجر معها خيباتنا ممزوجة بحسراتنا
    و وجع غفلتنا القديم
    أكذوبة تغنت بها أشباح تحكمنا
    هذه الأيام تغرس فينا تيه المكان
    تصير أغانينا نحيب
    رخصت دماء الأحرار و صرنا عبيد
    يا أيها الإنسان لم تعد بما وعدت
    لم تتحقق الأحلام التي نبأتنا بها
    موغلة خطانا في وحل الطريق
    كم خسرنا وكم خاب الغريق
    كم من طفل بكى صغير
    بكى شيخا كبير...
    هذه الشمس الحارقة
    وهذه الأصوات تنادي الغيم البعيد
    الأرض لنا.. ونحن عبيد
    سأل الطفل:
    ما بقيت لي دموع حين أبكي
    بح صوتي فكيف أهذي ؟
    لما أنجبتم أمي لتلدني؟؟!!
    يا جدي ...
    إبن عمي داعشي يقتنصني
    قتل العشيرة .. أبي.. أخي.. ما رحمني
    باع الأرض بزيتونها و تمرها..
    يأكل من قمحها و يطعنها
    قال الجد:
    لا تبكي يا كبدي
    ستعود السماء ماطرة و ترجع الأرض
    =====================================================



    •••• توقيت المسافات ••••
    ===================
    تزدحم العبارات في قعر الرّوح
    تشتاقني سيّدةٌ خلتها على
    فراش المعنى تنتظر غزلي..
    حسبتُ أن نهديها إرتواء من
    سنوات ضياعْ...
    حسب توقيت حبها وما تستوجبه
    المسافات...
    رحلة .. قد صاغها روتين الخيانة
    فينا...
    ماذا لو كنتُ متمرّد على أحلام
    الطفولة...
    أنغمس في مداي الكلّي و..
    أكلّلُ هزّاتي بأوسمة الخيبة فيكم
    تعلمتُ الصمت في صيحات
    الوجع
    و قلتُ للرّوحِ مُدّي جناحيك في
    المدى ...
    و اقطفي تسابيح الصبح الوليد
    فهذه إمرأة و هي القصيد
    ===================



    •••• غربة الروح ••••
    =====================
    متخمٌ بجروح الوقت
    هذا المساء الحزين
    لستُ أنا يا أناي الممتدّةِ على
    قارعة التاريخ..
    من سيتعرّفُ على ملامحي في،
    غربةِ الروح ؟
    تسألني أمي:
    من تكون؟
    أنا الغريب يا أمي أفتّشُ عني
    عن بقاياي من شظايا هزائمي
    المتكررة...
    حزين أنا كالبحر حين تغتالني
    سفن الطامعين..
    شاحبٌ وجهي بلا روحٍ
    يؤثّثُ لسكرات السقوط موكبا
    للشامتين...
    لا تعتذري يا أمي فأنا شبحٌ لي
    أطوق لأناي مثلما تشتاقين..

    •••••••••••••••

    منذ سابع فجوةٍ فيّ تزعزعت
    كل أحلام طفولتي..
    قد تراني و لم أركَ..
    لأني في السابع من غفوة الزمن
    فيك...
    لأن كل أشياءك مني
    كل أحلامك أنا من نسجها
    كي تعيش أنت الحياة
    التي أبحث عنها
    نافذة على .. الشّعر 💐.
    ======================================================


    .





    * ربـــّـــما
    ====================
    إلى هنا قد وصلنا منتصف ما بدأنا
    و زدنا ثلاث فجوات زيادة
    إلى هناك سنمضي .. ربّما
    أو تنتهي رحلتنا و تغفو أحلامنا
    ربّما يكون القدر مُنصفاً لعزمنا
    يرسل إلينا شهباً و نجمة تؤانس وحشتنا
    أو نعيد إشعال قناديل أحلامنا
    أو يغفو اللّيل قليلاً لتعود الحيّاة
    لعلّها فجوة الوقت حين أسرع بنا
    و كنّا غير أنفسنا.
    ======================================================


    ~ لعبة المشوار ~
    ==================
    نقف أمام مفترق الوقت
    نُجمّعُ ما اندثر من مفرداتنا
    كل أشياءنا تندثر حينا بعد حين
    صارت كل حكاياتنا في زاوية
    الخواء..
    صارت و ما سارت إلى ذلك
    المعنى المعتّق بأسباب الضياع

    ••••••

    مقهىً.. لا قهوة فيها، ما من نادل
    أو طعمٌ يبدّل مذاق أفواه الناحبين
    ليس يمكن أن تطلب أكثر..
    وهذه تلاوين هاربة من الوجوه
    تنغمس أضافر الخوف كلها فينا
    نتأوّه و نتوجع.. نمضي حيث
    نحاول المسير .
    نسير ولم نمضي قدماً...
    هفت نور الحلم .. نشيخ وما
    اقتربنا سوى لأنّات قلوبنا
    من العدم إلى العدم رحلة العدم
    سارية المفعول..
    لم نكن الفاعلين بل مثّلنا دور
    أحصنة الشطرنج متممين نواقص
    اللعبة...
    لنحمي الملك
    هكذا أحصينا خطانا حين علمنا
    نهاية المسير
    ==========================


    * على عتبات اﻷمل *
    =========================
    ضجر الصمت من سكون الوجع
    تنام الروح على كفي حلمها
    ثم تنقاد للأنين...
    حثيث شبح المكان يضاجع غفلتها
    تعلمنا السير في عتمة الطرق
    إستأنسنا بالعثرات على إثر هفواتهم كل مرة
    و نفس الجراح تتكرر.. تترك نزيف الروح
    و شريان الحياة على أهبة للموت
    تصير كل الألوان بلا لون أو معنى لشكل البقاء
    ﻻالحلم يلد حلما .. أو يوجد معنى يقوم على المعنى..
    ﻻ غير العدم و إعلان تأسيس الغياب
    ﻻ غير أطفال ينامون على أمانيهم
    يبتسمون لباقي الزمن
    عله يأتي جميل...
    ======================================================


    * جدلية الشعراء **
    ===================
    قتلوك... ألف مرّة و شربوا منك سنين..
    كن حيا ولا تنضُبْ..
    كن أنت مثلما حلمت حين تمعّنت فيك الكلمات..
    قتلوك .. وها هم يقتلونك ألفا بعد ألف
    لكنك موغل في المعنى
    تردّد المستحيل في خطاك..
    كن أنت.. مُعتّم بأبجديتك و تعلّمْ
    خطا اليمام و تضحيات فلسطين
    تعلم كيف تكون بلا وداع ولا تتداع
    كما العرب حين انقضت عروبتهم
    تعلّم الخيانة كي لا تخن وعدك
    تعلّم كيف تبك لتكون إنسان
    لتحفظ عهدك ولا تُبْك أخاك الإنسان
    فمن يخالف الإنسانية أحطُّ من الحيوان
    قتلوك... وها هم يقتلونك و الشاهد أعمىً
    لا يرى..
    شهيدٌ أنتَ .. فتمتّع بالأبديّة و اترك لهم
    عذاب المصير..
    شهيدٌ أنت فتهيّأ للفردوس النّقية..
    لا مجال للحب هنا..
    ليس لك مكان بين الطّاعنين في جرمهم
    إن عدتَّ عاودوا قتلك دون أن يكترثوا
    ولكنك حيٌّ لم تنضب يا شهيد
    ستبكي عليك العيون أياما و شهورا و ربما
    .. سنين..
    و ربما سيعاودها بعد سنين بعض الحنين
    و تُنْسى كأنك لم تكن..
    كأنهم لم يقتلوك وما قلتَ قبل موتك..
    الله أكبر... و ضحكوا..
    تسافر في وحي لغتي كمِعْصَمِ الكلمات
    و تؤكّد نبوؤةً قامت لأجلها جدلية الشعراء
    ما أنصفك الحكم لكن قدرُك أجملُ من موتك
    ذليلاَ.. فجعلك أنت الشهيد
    كل البدايات قررتك مصيرها و أعلنت خُلدها
    و قالت ... سلاما للروح الطاهرة
    =======================================================


    ** لي حبيبة عربية *
    =======================
    أيا ليل جئتك بعينٍ حائرة
    و همسة طيف العتب
    أنا المُوَثِّقُ لآناءِ العشق مُبَعْثَر
    أستلّ مِن تقاسيم الخطى تعاويذ الصبر
    لي حبيبة غارقة في غياهب الغسق
    ولها في قصائدي كُتُبُ
    لي حبيبة قِبْلَتُها على الوترينِ من عشقي
    تتفنّن في عزف ثوراتي
    تحتشدُ في صدري.. كل نبضاتي
    أهيم في حبها ليالي و انثرُ دمعي
    لاسقي وردة الوفاء علّها تعود للقاء
    لي حبيبة سمراء بيضاء شقراء زنجية..
    لي حبيبة عربية...
    تبين نجمة الشمال يعود سكون المكان
    ليبدأ ثوران هيامي المتجدّد بها
    =========================================================


    . * نحت الشّوق *
    ==================
    أسأل التاريخ عنكِ
    علّ الوقت ينصفني
    أنبُشُ في مفرداتي
    عريقة أنت يا مصر
    بأهرامات فاقت الوصف
    و بالنّيل وهبك الرحمان
    لشعبٍ دام ذي كرمِ
    علوت القمم
    كذا الفخر يناشدك
    بأحرارٍ ذادو عن الوطن
    أنا البربريُّ القادم بعشقي
    ومن قرطاج أحمل غصن زيتون...
    على أضلعي نقش شوقٍ
    لأرض الأنبياء
    أنا العربيّ بدمي النابض
    أيا مصر أتيتك بوفاء يدفعني..
    ودافع الحب ما كان بذنبِ
    =====================================================


    .
    ✓✓ موتي المؤقت ✓✓
    =================
    لأجلكِ.. كتبت كل الأشعار..
    و رسمت طريق الإنتظار طيور تحلّق
    في سماء خوفي من
    ليلٍ تُعمّره وحشة المكان..
    تضيع ألواني ، يتبعثر
    شكلي بين وجوه عابرة..
    أفتش عن معايير زمنٍ انغمست عقارب
    ساعاته في ضلوع الخواء..
    حلّقت طيور البرشان
    بنداءاتي..
    مُعلنةٌ موتي المؤقت
    إلى حين حلول رائحتك
    لتعود الحياة
    لأعود أنا أنا بعد غيابي عن
    كل مفردات المعنى
    كيف سأرى ملامحي في غيابك؟
    يتعثّرُ الزمان و المكان في خطاي
    تتلعثم معاني الوجود في خيمة
    نجمٍ.. يختبئ عن الرؤى..
    ======================================================


    . ✓✓ الخروج عن المعنى✓✓
    ===================
    هل كنتَ تناديني ..
    أم أنّك شبحٌ تطفو ملامحهُ
    على وجهي الذي أضعتُهُ ؟!
    طالما صرختُ في قلمي.. أُكتُبْ
    هذه قصتي الخارجة عن المعنى
    أكتب.. فكلُّ الحروف زحفتْ على
    ألسنةِ الشعراءِ و الروائيين..
    قال: أنا لما خطّتْ أصابعك
    المبتورة ..
    ليس دليلا كافيا أنك تكتبُ الشعر
    لتكون شاعرا
    ليس كافيا بكاؤك لتأثّر فيك
    المواقف و الكلمات
    هنا و في نشرة الأخبار تتالت
    الخطابات.. الرؤساء ..
    وكنا نبكي لأننا ما صدقنا..
    بكينا لأجل حرمانٍ ألّقٓ كذبتهم
    الجديدة..
    هل ما تزالُ تناديني كسيفٍ أضاع
    غمده ..
    ليتعتّق فيه الكثير من خطى
    التيه اللّازوردِيِّ..
    منذ الولادة إنتظرتُ الحياة..
    إنتظرت خطىً على ساحل أرضٍ
    يعمّرها الشرفاء..
    لن تجد ملامحك فيَّ..
    فوجهي يتعبّدُ الضياع
    و ملامحك فيه مكنونةٌ..
    كلانا يبحثُ عنهُ حتى أضعنا
    كلانا...
    لن ترى فيَّ تفاصيلك و أنا..
    جملةٌ نفذ الحبرُ قبل كتابتها
    ====================================================


    .

    ** لأجلك يا أرض **
    ======================
    ملطّخة بأعباء الزمن الشحيح
    تسير امانينا نحو الغياب
    هذه الأرض المتفرقعة تستسقي حلما
    قد يأتي في وقتٍ منْ غفلة الظلام
    أو.. تجلبه أشباح أناس ماتوا
    لأجل الارض..
    أو تنقشع غيمة السراب المعشش
    في عيوننا الحزينة...
    لأجل أن نكون هناك.. صرنا هنا..
    سرنا و ما صرنا
    تعلّقنا بخيط السراب حتى نقعنا الندم
    لنا شرخٌ في الضلوع و علينا الأنين..
    تعبنا لأجلك يا ارض..
    و.. ما استفاقت الشمس من مرقدها
    الطويل
    =====================================================

    ## أسباب العدم ##
    =================
    على ساحل الروح ترنيمة و
    كتابٌ مقدّس..
    و إمرأة أقامت في تقاسيمي
    وجعًا لامستْهُ خطايَ المبتورة
    أنا من ترككَ حين أضعتُ خطاي
    و اتّبعتُ أسباب العدم الممتدّ
    على ثنيّة الأحلام..
    يسألونك كم لازمتَ من حرفٍ
    حين أضعتُ أبجديتي..
    كم لبثتْ معانيَّ فيك وقت
    الضياع ؟
    قلْ : لم يتسنى لي بعد رفع
    الألوان عن ماهيتها..
    لم أجد ساعةً لتدقّ نواقيسُ
    خطايَ على خطاي...
    قل: هل كنتُ ضمن معانيَّ
    حين تقاسمتُ اللغة مع ظلّ
    المدينة العتيقة...

    =====================================================



    * الرّؤى الغـــابِرَة **
    ====================
    ضجرٌ يعمُّ صفحتي الأولى
    صخب تلك الأمنيات الراكدة
    تنقشُ الضلوعُ أنينها
    و تؤرّخ ما مضى من إزدحام في لُغتي
    يتعتّقُ هذا الثّرى في الورى
    أجوب تعاليم الوجْد و متاهةُ ظلّي
    حكمت دون بيان
    أنا المذنِبُ و الذّنبُ ليس لي
    أنا المذنب و الذنبُ يتقمّصُ حلمي
    أنا لستُ لي ..
    أنا إنبعاثٌ من اللامعنى أجوب أقصاع الحروف
    أنيني عزف على وتر اللغة و تأريخٌ للضياع
    سرْمدِيٌ ذاك الدُّجى يغزوا كل أوصالي
    ينثرُ حروفي و ينقش على ضلعي هزّاتي
    تعبتُ.. من أهوالِ فجائع الرُّؤى الغابرة
    تعبتُ لأني لا أنايْ.. لأني السابعُ من خطئي
    وما قبلي كانت رؤى جَدّي.. قيل أنه قبلي
    و أني أتقنتُ رَتْق إدثاري في خطاي َ
    حلَّ أيلولُ انقضت فترات البحث
    سرت أرصفة الإنكسارِ تُرتِّلُ تعويذة أسماء العدم
    سرت إلى حيث صار الإنكسار و تحاذينا
    لم تكن السماء جحود وما أطنب الرب في..
    رفعها...
    كان إصطفاء الإله حين علّمني طريق النجوم
    أنا لا أناي و ما أناي من سلالة الرثاء
    مُفْرغٌ وجودي من صداي
    و صداي يصُدُّني عن البداياتِ
    عُرْسٌ تقيمه تلاوين الضّباب
    تهيّئُ نواقيس رحلةٍ..
    قد أعلنّا بدايتها منذ الآن
    ==========================================================




    * رسمتُ وجهي على القمر***
    ============================
    هذا الغيث على هذه الأرض
    وتلك حبات القمح تنتظر الإرتواء..
    أنا النبيل الذي ماحت أقداره و انزاحت
    خلف ألوان شفق الغروب...
    آمنت بغدٍ جديد..
    حين علّقت على القلق خارطة الوفاء
    حين سُكِبَ البياض على البدايات
    ّو اندرجت ساعات الليل في مرثية
    الشعراء القدامى...
    أنا من تعلّق بريشة نورسٍ اقتنصته أفواه
    الجوع..
    رسمتُ وجهي على وجه القمر...
    =======================================================


    .
    * ضريح الأمنيات *
    =======================
    من إئتلاف اللامعنى تتشكّل غيمة
    و يتّحد المألوف بالفراغ
    من شرفة ضجيجي أترقّبُ نسمة فرحٍ
    علها تأتي .. تمرُّ بجانب أمنياتي ..
    أو تُقدّم لي طبق كنت أشتهيه وقت البرائة
    هذا أنا و الطريق معضلة الأبرياء
    ما من أحجية ترفعنا إلى رقعة الحلم
    سكب الوجع أهواله و أسقاني غصبا
    متعب أنا بكبريائي و سفْكُ أحلامي
    مُباحُ...
    أتوق للحياة و اللامعنى يأثّثُ تقايسمه فيّ
    يُجرّدونني من كل معاييري
    و يتسائلون عن تعابيري
    ما بقي شيء في خطاي...
    مُكبّلة هاته الروح و لغتي على ضريح
    الأمنيات...
    =====================================================



    * بقينا ننتظر *
    =================
    رائحة الموت تجوب المكان
    لا وقت للحلم أو لظهور القمر
    لا غير أشباح تخيط شوارع المدينة
    و..
    ريح صرصرٍ تزفُّ تعاليم القبور
    لما تبقى من حياة...
    هذا الوقت الذي أضاع ميقات
    الشمس .. أو خالفه موعد ظهورها
    ما جلب حتى القمر..
    ما من وعدٍ أو وعيد أو وداع لما
    تبقى من حلم نازف ..
    تقاسمنا جرعة الأنين .. أعدنا تكرار
    الأمل..
    نسير من أسرٍ إلى أسرٍ
    والمسار ظلام...
    هذه منضومة الموت تقارع..
    أحلام الطفولة...
    يمتلئ المكان بالخواء..
    لا رؤية إلا لسراب الأمنيات
    كنّا ننتظر الشمس من على تلّة..
    الأمل الوليد...
    بقينا ننتظرُ و ننتظر...
    أكذوبة هي إشراقة الغد..
    لسنا جائعون .. لسنا عطشى..
    إننا المتمرّدون على قانون الضياع
    المتشوّقون لنسائم الحرية..
    الصابرون على الجائعين...
    الباكون على وطننا المخدوع..
    الآملون في إغاثة القدر
    ===================================================


    .
    ** ما بقي شـــيء **
    =====================
    لم يبقى شيء للننتظر
    أو لنحلم كما كنا بعد إنتهاء الخطاب
    إثر وعود و وعيد و باقة ورد كلاميّة
    يقولون: نحن نحمل أثقالكم.. أحلامكم و
    أمانيكم... غدكم...
    أنا و أنت و هذا الطريق و البحر الضائع فينا
    يمتزج ظلنا باللاشيء حتى يغيب كل شيء
    أنا و أنت و الغياب يجمعنا
    و الخطابات على التلفاز.. الراديو.. و مقالات
    في الصحف..
    و هذا الموقد يشتعل بقلوب ماتت
    قبل أن تحيا .. قبل أن تتنسّم الحريّة
    كما قيل في الخطاب
    إسحبْ ظلّكَ عن ظلّي و اسحب خوفك من
    خوفي ففيّ ما يكفي لأقتات من التيه
    لغة تفسّر خواء أفعالنا..
    لي من الألم ما يملأ رقعة هذا المكان
    قلْ لاااا... كمعارض لم يتسنّى له الكلام
    أو كمواطن يحمل غربته على كتفيه
    أنا و أنت و الغربة تجمعنا
    أحياء بلا حياة نسير إثر بعضنا خلف الضياع
    لا وقت لي لأمنحك لغتي
    لا وقت لك لتجمّع حروفك
    لا بحر لا سماء ولا أرض كي نتحسّس خطانا
    هذا أنا .. حين أتذكر .. كم كنتُ أشبهني
    قبل الرحيل .. قبل ألف نهار و ألف
    ما عدتُّ لي و ما عدتَ لك
    و الخطابات تتكرّر
    ===============================================


    * إحتيـــاج *
    ==================
    و يحدث أنّي أكبر كل يوم يا..
    أمّـــــي ...
    كنتُ طفلٌ بكبريائه لا يشكو
    ألمه..
    وخزة شوكةٍ أو كدمات اللّعب
    حسبتها أقصى الألم..
    و أنّي قادر عليها بالنسيان..
    كنت ألجأ إلى حضنك قليلا مع أني
    أشاء النوم فيه..
    ظننتُ الطريق يسيرا ..
    حلمت بالمجد كثيرا ..
    ثمّ بكيتُ يا أمّي..
    نخبُ القهْرِ أشربُهُ..
    شاخت أماني الطفولة و ما بقيت
    سوى ذكرى أنّي ملكتُ أحلاما..
    أشتاق لحضنك يا أمّي.
    أريد البكاء علني أعود للأحلام
    أو تعود أحلامي إليّ..
    أريد البكاء علّني أفقهُ الأيّام
    أريدُ و أريدُ..
    أحتاج لأقنعةٍ للحياة
    أحتاج سيفٌ يبترُ الحياءْ..
    أحتاج نسيان أنّي إنسان
    لا ملّة لي غير الحياة بلا
    حياء...
    ============================================


    .


    * رعب المسافات *
    =====================
    منمّق هذا المساء بأحزاننا
    يعُدُّ ما تبقى لنا لنعبر أفق الحياة
    لتمضي ساعاتنا تحت سديله..
    رعب المسافات يربك خطانا
    لا أفق أمامنا إلا الهروب من لا علم لنا
    لنا من تخمة الألم ما ينسينا الحلم
    و من أحلامنا أن نبقى على قيد الحياة
    سالمين ...
    لأجل الحياة شئنا الحياة
    ممنهجة إنكسارات الورد
    و ذاك اليقين في درب التيه يسير
    يثني على الوجوه وجعا فوق وجع
    ألوان المدن داكنة كمقبرة في عش الليل
    ما تبين أسراب الفرح في دروبنا
    و فضاعة المكان تسكن عزائمنا ..
    =============================


    * ما كان لي *
    ============
    قعقعة في أقصى المدى تفزعني
    هذه أسوار المنتهى لا أبواب فيها
    لنحط الرحال..
    لنصل من حيث لا نعلم بداية رحلتنا
    لنصل إلى حيث نادتنا أطياف أحلامنا الوردية
    مكره على الخطى أسير نحو الغياب
    أعتلي كل أوجاع زمني و أمر
    أنا الشيئ من كل شيء حزين
    أفتش عن بعض الشيء من الفرح
    لأنثره في بعض أرجاء المكان
    وهذا المكان ما كان لي
    كل ما لي إنتساب .. فراغ.. و عتمة الغد
    و شبح هزيل قد تركني في منعطف ..
    صفحة تأريخ الألم







      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:39 pm