منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    ديوان (امرأة من نور) الشاعرة/ ماجدة أبو شاهين

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    ديوان (امرأة من نور) الشاعرة/ ماجدة أبو شاهين Empty ديوان (امرأة من نور) الشاعرة/ ماجدة أبو شاهين

    مُساهمة من طرف السيد صابر الخميس يونيو 04, 2020 12:32 pm


    امرأة من نور
    الشاعرة
    ماجدة أبو شاهين

    ديوان (امرأة من نور) الشاعرة/ ماجدة أبو شاهين Ayco10


    ثرثرة فوق المساء
    =========
    خلف قضبانٍ ساخنة
    قطّة الروح تموء بحرقة
    ثمّة من يُهيلُ عليها رمادَ الوقت
    ويحلِج من أمانيها بذور الرغبة
    يخنقها هواءٌ نتِنٌ من جثث عاداتٍ فسّختها بكتيريا الحداثة
    أراها تنوسُ برتابةٍ في فضاء قفصها الدائري
    هنا جَثَتْ ..
    تقشّر أفكارها. ..
    تقضمها بشهوةِ مريض
    وترجم بحيراتِ الصمت بنواها الصارخة
    هي تشتهي الأنعتاق
    تشتاق أن تركض ركْضَ فُلٍّ في الحقول
    تحلم أن تنطّ بشقاوة طفلٍ فوق سرير الغيم ..
    أن تتسلّق شجرةً يكلّلها النوّار
    أن تركبَ بَجَعَةَ حلم بيضاء وتبحر في دنيا الألوان
    أن تتسلّل بخفّةٍ من بوح القصب
    وتخرجَ ألحاناً من ثقوب النايات
    أن تُراقصَ رائحةَ العشب على الضفاف
    وتنعكسَ نُجيماتٍ برّاقة على صفحة الماء
    أن تحرسَ همسَ المحبّين خلف الأشجار
    و تدلَّ ساعي البريد على بيوتهم الغارقة بالعبير
    أن تمسحَ على قلبِ حزينٍ بلمسة فرح
    تشتهي أن تسقي الأنامَ جميعاً كؤوس السعادة
    لترويَ عطشها ..



    تأمّلات
    ====
    أنا واقفةٌ في شُرفة الحياة؛
    _ تلك النجمةُ تناديني في هدأةِ الليل: كوني مُضيئة ً من الداخل كي لا تأفلي و لا تغيبي.
    _ وتلك الغيمة السابحة في بحرٍ فضاءٍ تقول لي: كوني نديّة الروح وظلّلي الآخرين بالمحبة.
    _ تلكَ الشمسُ الفريدة في حضن السماء ..تغريني بالطيران إليها وتُلهمني التجدّدَ والتميّزَ ودفءَ الحضور ِحتى في الشتاء.
    _ ذلك الجبل يَهَبُني الثبات والمثل الأعلى ويجعلني أحب ّأبي أكثر.
    - تلك الشجرة وارفة ُالظلال تُلبسني ثوب الارتقاء
    وتعقدهُ بإزارٍ أخضر.
    - ذلك النهر اغتسل كل يوم بمياهه المتجدّدة فيعلّمني نسيان الزبد ويمنحني انتعاش الطهارة الأول.
    _ ذلك القمر علّمني أن للمحبة منزلةٌ عالية تحيطها هالة من النور .
    _ تلك الزهرة تفتح في روحي أبواب الجمال وتغسل عيني بالنّدى فيغمرني الفرح بذراعيه.
    - ذلك الطائر يحملني على جناحَين من خيال إلى ما وراء الأفق فأدخل عالم العذوبة والموسيقى والشعر.
    _ هذه الريح تهزّني فأتمسّك بذاتي أكثر وتعلمني أن أنحنيَ قليلاً لأكون أكثر صلابةً بعد مرور العاصفة .
    _ ذلك البحر- على اتساع قلبه - أخبرني أن الكثير من اللآلئ الثمينة سوف تظلّ في طين القاع إذا لم يُقدّر لها من يخرجها إلى النور .
    _ هذه الأرض تشدّني إلى جذوري وتذكّرني برحلة العودة ..فأحضن ترابها وألثمهُ بحنين.
    كلّ هؤلاء الأصدقاء الطيبين علّموني أن روحي هي قبس من روح الله المشعّة بالنورٍ في كائناته والمتغلغلة بلُطفٍ في عروق الأرض.



    شمس اليقين
    =====
    قسماً بأنَّ النهرَ حَيْ
    وبأنّ ما قد ماتَ حي
    أرامل الأيام ترثي نفسها ..ْ
    فانزعْ شموسك من دياجيرِ المحنْ
    واطردْ تواشيحَ الشجنْ
    لا شيءَ في التابوتِ
    شرانقُ الأحلامِ تُجهضها خفافيشُ السكوتِ
    فلا تَهُنْ
    المجدُ مجدُكَ يا وطنْ
    وجذورُنا عند العواصفِ تُمتحَنْ
    ولا تظنَّ الفجرَ سكرانَ
    ولا يعنيهَِّ يوماً أن تُجَنْ
    الحبُّ فينا ليسَ يفنى ..
    اسقني ..
    فالخلدُ فنْ
    ذي الشعلة الحمراء في حضنِ الفلكْ
    تومي بأهدابِ السّنا : انْ هيتَ ُ لكْ
    فاخلعْ عماماتِ الفتنْ
    واطرحْ تلابيب الوهنْ
    فِرَقُ الخطوبُِ تتابعتْ
    والريح فينّا قلّعتْ
    ْأوتادَ فزّاعاتنا
    نيرونُ جُنْْ
    فاجعلْ نهاركَ سرمدا..
    واكتب على هامِ المدى
    عاشت شموسُك يا وطنْ



    احتضار الندى...
    ========
    ربّاهُ
    محارةٌ في طميِ القاعِ ..أنا
    يختنقُ جنينُ لؤلؤها النفيس
    تبتلع عمرها المقدّدَ بملح الانتظار
    هاتِ يدك ..
    انتشلني من طين آلامي
    إني أتوقُ ليدكَ المباركة
    لتمسحَ على عينيَّ بنورك المقدّس
    فتمنحني قبساً...
    من سعادة يعقوب
    ***
    كم انتظرتكَ !!!!
    لتشقَّ بطانةَ الغيب
    ويتجلّى طيفكَ أمام عيني
    و عقاربُ الوقت تراوغُ
    تتمطّى ..
    تلدَغ ُسفينتي فتثقبها
    وتغدِقُ عليها موجاً ثملاً
    تتهادى ..
    تغرق ُ ..
    أعمقَ ..فأعمق
    حتى يشربها رمل القاع

    لكن أحلامي ما زالت تسافر إليكَ
    وما زال جسد الغريق
    يحلم بطوق نجاة...
    حتى آخر فقاعة من روحه الطافية على ساحل الأمل
    ***
    وينفدُ الصدى ..
    مع قهقهاتِ الريحِ المجدولة بغناء النائحات
    وترتقي إليكَ شعلتي الزرقاء
    تطير ُ كاليمامِ في المدى
    وتغفو فوق غيمةٍ من قطن السعادة الأبدية
    هناكَ ..حيثُ لابردٌ ..ولا مكرٌ ..ولا شقاء
    تحوفها الغيومُ والملائكة
    وتحرس النجومُ أحلامَها الخضراء
    *****
    أيّتها الأرضُ..
    يا سيدةَ الفُصول..
    ما بالك اليومَ
    تشيّعين السلامَ الراحلَ ...
    بوجْدِ الأمهات
    في موكبٍ مَهيب الصمت !!!!
    خاويةَ الأحلامِ إلا من عزيف الريح
    وشبحُ الحربِ جاثمُُ في هودج الوقت
    يحوفُهُ غبارٌ مشبعٌ برائحة الموت..
    أشجار الروح تعّرت من وريقات الأماني
    فـ رُحنا نجرجرُ عَرَباتنا العرجاء ...
    .في طرق الخريف
    معرّجين على رصيف الانتظار
    هناك ..
    حيث تنكفئُ الأيادي بخيبةٍ..
    مكتوفةَ الحنين
    وحيث تمتدُّ الجراح ُ...
    وراءَ أشرعة ِ الغياب
    و المسافرون على الطريق المالحة
    يردّدون أراجيز الحياة ِ
    بنبضهاالمتهدّج
    وإيقاعِها متسارعِ العبَرات...
    انهضْ أيها الوطنُ القُربان!!
    واغتسلْ بالمطر الذي يكتبني..
    وفُضَّ أوراقَ الزمنِ الصفراء
    فأنا ما زلتُ هنا...
    أفكّ ضفائرَ الحياة
    وأصوغ لها الخواتمَ من غابات الحزن الحصويّة..
    وأقلّمُ أظفارَ الحنين
    إلى وطنٍ لا تغيب ُ عنه الشمس




    طفولة معذبة
    ======
    على جدارِ الوقتِ أسنُدُ قامتي
    يلفّني وجعٌ دفين ..
    فصّلت عُمراً من ستائر دمعتي… .ٍ
    في دروب الحيّ منسيّ ٌحزين
    مقاسماً قطط الشوارع. رزقَها
    مداريا وجهي المهين
    وأترابي معا...
    ً نحو المدارس يَغْتدون
    وأنا هنا ..وحدي هنا
    ألتفّ في وجعي وآهات السنين
    **
    أحبّ أن أَدْري ..
    بماذا يفكّرون ...بماذا يحلمون
    وماذا يقرؤون ويكتبون ويُنْشدون
    وماذا يأكلون ويشربون.
    وأنا هنا ..وحدي هنا
    أجْتَرُّ يأسي والظنون
    حجراً على كَتِفِ الطريق
    تموتُ أزهاري النديّةُ ...
    تحت َجَلْداتِ العيون
    ***
    مازالَ فجري حابياً
    والعودُ غضّاً لايزال
    فلمَ قسَوْتِ عليَّ يا أمي الحياة
    ولمَ أذبتِ طفولتي..
    كالنور في ليل الزوال
    ولمَ كتبتِ نهايتي ..
    قبل البداية ِ والفصول..
    ولماذا تأفلُ نجمتي . ...
    دونَ النجومِ اللامعات
    أمْ أنّ مِيزانَ العدالةِ..
    مالَ مُخْتَلَ َّ الزِّنات ؟!!!
    أجيبي يا أمي الحياة !!



    الأيقونة
    ====
    أنثى أنا ..
    أيقونة الأحلامِ في سِفر الوجودْ..
    تلك التي قد خبّأتْ في
    خدرها ..في عطرها
    سرَّ الخلودْ
    أسمو كنجمٍ سابح عبْر الفضاء
    وإليّ يرنو كل نبض ظامئٍ لندى الحياةْ
    محاولًا فكّ الطلاسم كلّها..
    مستشرفاً مني الضياء
    وطنٌ أنا ..
    إن يحتضنْكَ ترابه ..
    فلقد أمنتَ الاغتراب
    ارضٌ أنا جذلا مررتَ بأيكها
    جبلٌ وشڵال انتماء
    عشتار إنّي والمطرْ
    سفيرة الغيثِ إلى رحِم البقاءْ
    بداية الأكوان كنتُ وإن أشأ
    أوقفتُ دورتها بسهمٍ من يدي
    لكنني نبع السناءْ…
    لا للفناء
    شمس أنا قد توّجت عرش السماءْ
    إن شئتُ مزّقتُ الضباب
    ببسمتي ..
    وإنِ احتجبتُ غوايةً ..
    يعلو فيغرقكَ الظلام



    رسالةٌ إلى الإنسان.
    ========
    لا تهصرْ زهرتَك النّادِرة
    الطالعةَ من شقوقِ الصخرِ
    المرتوية َبرحيقِ الفجر
    لا تكسر ْمرايا الرّوحِ
    إذا غازلها الحبُّ
    فائتَلَقَتْ سُطوحُها فرَحاً
    دعْ زَغَبَ الأماني ينمو
    وتلوّحُهُ الشمسُ
    واجعلْ أناملَك خوافياً لهُ
    ليطير
    لا تلوِ ذراعَ الحُلمِ
    فتسقطَ من يده ِشعلةَ الرّوح
    عسى ان تبدّد َظلام َاليأس
    برشفةٍ من نور
    الحزنُ فنّانٌ بارعٌ
    يغمِسُ ريشتَه في ألوانِ الألم
    ليرسمَ ملامحَ روحٍ شاحبة
    عُدْ من سفرِك الشائكِ
    إلى حَبَقِ الطفولةِ
    واتّحدْ مع الإنسانِ القابعِ فيك.
    لا ضفافَ لأحلامكَ
    فانشرْ ظلّكَ الأخضرَ
    واحملْ صولجانَ الحكمةِ
    مثل إلهٍ إغريقيّ
    كُنِ الماءَ و لٱ تكنِ الزّبَد
    روحَ الأرضِ والسماءِ والكائنات
    احملْ رسالةَ اللهِ في الخليقةِ
    وأعدْ خلقَ الحياة ِكما تشتهي
    قبسٌ من الروح ..
    في طفولتي ..
    تمددتُ تحت النجوم
    وفي قلبي نما شوقٌ
    لقهرِ الطريق المؤدية
    إلى تلكَ النجوم
    بحدسي الفطري
    أدركت أنّ النور هو ميراثنا
    وأن قلوبنا مختوم عليها
    بضياء أبديّ ..
    يتحيّن لحظة الحريّة
    ليقهر حجاب الليل
    قلتُ لقلبي :
    ياسيّد الألغاز ..
    احملْ شعلتك وطِرْ من الليل
    لتصبح حرّاً
    ربما تتسكّع في العتمةِ أولاًِ
    لتنضوَ عنك الرغبات
    وتصبح حرّا من الشوق
    فتُخرِج الكلمات من ارتهان الصمت
    أنتَ جِرمٌ صغيرٌ. ً
    تدور حول شمسك المركزية
    تشرق بالألوان
    وتعيش بالموسيقا
    تتنزّلُ في مسلك الظلام
    الذي يقود إلى النور
    حيث يتدفّق نهر الحياة صعودا إلى الأبد
    تمضي إلى غاية لم تولَد من رحم الزمان بعد
    تتعلّق بأمشاج النجوم
    وتستحمّ في زهرة الضوء المشتعلة
    لتحوزَ القداسة
    كل خطوة. تأخذها ..
    تزيد ارتفاع الجبل
    الذي يقبع خلفه الموت واسعاً كالفضاء
    هيّا ..
    حرّر شعلتك من أغلالها
    واصغِ إلى صوت النور
    وكنْ من أبناء الصباح
    لتحتضن مواكب الربيع
    فتورق أمنياتك على أغصان الحياة
    الحكيم يدَعُ قلبه يطفو
    ثم يتبعه ..
    لكنّ كلَّ العيونِ
    لاتبصرُ ذاتَ الرؤى
    وحده الحلم ..
    من يجعلُ النجمة الخالدة
    في روحك تزهر بحياةٍ جديدة



    حنين
    ===
    على مراكِبِ الضّياء..
    أزورُهُ في كلِّ فجر
    فأدخلُ مخدَعهُ
    من كُوّةِ الأحلام
    عبرَ جِدارِ الذاكرة ..
    أدثّرُ أحلامهَ
    بشرشفِ الحنين
    وأطبع على الجبين قُبلةُ الصباح..
    وأترك ُ جوريّةً بجانب الوِسادة...
    فلا يؤذيهِ شَوْكُها
    أُلمْلمُ فوضى الرحيل
    وألقي نظرةَ الوداعِ و الشذى..
    على ملاكي َالجميل
    وأخرج ُ من كوّةِ الأحلام
    عند حدودِ الذاكرة
    وبعدها سأمضي في ثَباتْ ..
    تضمُّني مناكِبُ الحياة



    العَود احمد
    ======
    على حافة الليل
    سفنٌ تحلم بإيقاع الماء ;
    براعم اللقاء
    محمّلة بأعناب اللهفة
    جذوعها المتكاتفة
    تضوع بالحنين
    على الضفة الأخرى
    رسائل مبللة بالشوق
    مناديل تلوّح
    على جسد الرمال العاجيّ
    يهرع الزبد لاحتضانك
    ويزرع في كل قطرة منك قبلة
    مثل منارة أزلية
    وجهك الملائكي يضيء أقداري
    تهجرني نوارسي وتمضي إليك
    يا لشقاوة الموج
    يداه العابثتان ..
    تفكّان ضفائر صمتنا الشقراء
    على فؤاديَ المتعب
    تتنزّل كلماتك العذراء
    مطراً هارباً من حُلم غيمة
    عن تفّاح لغتي
    يراودني نهرٌ ..
    بأنفاسه الخضراء رائحة الربيع
    في عرائش الروح
    يشرق حديثنا الندي
    أقواس قزح
    على مصطبة الليل
    نجومٌ تغنّي :
    تبّا للغياب



    لستُ أنا
    =====
    لستُ أنا
    من تدفنُ غيمتها
    في رمال الوهم
    ولستُ من تشهقُ غصّة النهاية
    عند أعتاب الصبّار
    دامية البدايات
    كنتُ أساجلُ الوعدَ
    حينَ رحتَ تسحب
    من تحت أقدام صباحي
    بساط النور
    وتلوك أمنياتنا العذراء ترفا
    يسكنني هزيعٌ من ليل الشّكِّ
    وأدفعه بأطفال النوايا
    أسائل الشمس بأنداء العتاب
    متى صارتِ الخيبات ظِلاً ؟
    وحين يلوذ جوابها بالغيم مراوغاً
    أترجّلُ عن يقيني
    وأعبُر مجاز الرؤى سيْراً علـى الأوهام
    رائحة الدمع تَشِي باحتراق الروح
    وأنت تظنّ أنّ الدمعَ
    لايفسد في العشق قضية
    مازلتُ أراهن أن الربيع سيلِد قمراً أخضَرَ
    فيبللني الحنين
    ثم ما يلبث أن يخذلني صقيع الغياب
    فأرمي مفاتيحَ ذاكرتي في البحر
    وأرفع مرساة جنوني
    وأطوي الشراع
    ألقيتُ بحطامِ الذكرى
    في موقدِ الشعر
    تطاولتْ ألسنة المجاز
    لتبهرَ عيون الخفافيش
    وتُشيعَ في أوصال الليل
    نُتَفاً من هذيان النبيذ
    لستُ انا
    نزحت انايَ
    مع آخر سنونو
    وثق طويلاً بالخريف
    وحين صفعتْهُ رياح الغفلة
    وجد نفسه يتيماً في مهبّ الغياب



    ويحدث أن تغيب
    =======
    ويحدث أن تغيب
    لأنزوي في حنايا الوقت
    تملني مقاعد انتظاري
    اتوسد المي وعطر الذكريات
    اتجرع سم الغياب
    محاصرا بجنود البين
    اسرّح الطرْف في اللاوجود وفي اللاشيء…
    تذبل أزهار آنيتي
    اعبئ الأفكار في خوابي الصمت
    يقفز الشوق خارج الفخار
    مبعثرا إيقاع نبضي
    تجتاحني فوضى الحنين
    واختناقات الأمل
    انكمش على ذاتي كأوراق الخجل
    أسرج شغفي. ..
    واعتلي متن القصيدة
    يسكن البرق أطراف الأصابع
    أهطل وجْدا كحبات الندى
    انفث روحي نشيدا
    أن الشموع اذا احترقت .أضاءت
    اسكب الشوق حروفاً من نبيذ
    في كؤوسٍ من خيال
    فوق أرواح الورق
    فينتشي المآ وحزنآ
    يكاد سطره يحترق
    تخفت في الروح أصوات الضجيج
    و على أغصان دمي...
    تحطّ أسراب السلام
    التفُّ في روحي لتهدأ أوتنام
    على مقاعد انتظاري ..



    أمي
    ===
    دثّريني بالحنان
    واسكبي في مقلتَيْ بعضَ الضياء
    عطِّري بالخير أثوابَ النهار
    يا كراماتِ نبيٍّ
    يا بشاراتِ ربيعي
    بعد أحلامِ الشتاء
    ابذري ملحَ المحبةِ في دمي
    يرتقِ في راحتَيْ وردُ العطاء
    ذوّبي جُبنَ السعادةِ
    في رغيفِ الفقر ..
    كي يغدو شهيَّ الكبرياء
    حولَ كانونِ الحكايا ..جمّعينا
    غازلي ليلي بقنديل الغِناء
    واحمليني في قطارٍ من خيالٍ
    ازرعيني خلفَ أسوارِ الفَناء
    قبّلي مني الجبين...
    إنّه يسمو بطهرِ القُُبلة ِالأولى ..كنسرٍ
    فوق أوجاعِ السنين ..
    فوق أبراجِ اليقين..
    لاثِماً خدَّ السّماء
    وامنحيني فرصةً
    امنحيني فرصةً ..
    كي ألثمَ الوردَ المُنَدّى...
    في غُضونٍ من شقاء




    على أطلال الذاكرة
    ========
    وحيداً ....
    حاسِرَ العَبَراتِ والنجوى
    تقلّبُ الكفّينِ..
    مَحسورًا على ذكرى
    مُتهالِك َ الخطواتِ ..
    تعبُر ُ واديَ الأيامِ ..
    فوقَ مراكِبِ الشكوى
    سُبْحَةُ الأفكارِ ألأفعى ...
    من جُحُور ِ الخوفً راحتْ
    بين أيدي الصّمتِ تسعى
    تُحصي من عاشُوا ..فتَبْتسِمُ
    و تعصِرُ الأقدارَ لاستحضارِ
    من واراهُمُ السّفرُ
    أحقاً كانوا أحياءً
    تُسيِّرُها عَصا الأزمانْ
    تنامُ الليلَ في دَعَةٍ
    وتوقظها يدُ الرَّحمنْ
    وتشرب كوثرَ الأحلام كي تصحو
    وتأكلُ من جَنَى البستان في نشوة
    أمِ الهذيانُ أهرَقَهُمْ
    هُلاما ًشكّلَ الأبدان ْ
    وكفُّ الليلِ أقصَتْهمْ
    وراء الغيمِ
    أشباحًا بلا عينينْ
    وحيدًا صِرتَ تجترُّ الأسى...
    بعيدًا في مواني الصّمتِ
    حيث....
    .ترتّق ُ الأحلامَ بالأوهامِ....
    ولا مراكبَ للرجوع



    صمت الرحيل
    ========
    تدقّ أجراسَ الغياب
    وتمضي في لُججِ الضباب
    فحيح ُ شوقِ الذكريات
    يلدغُ البوحَ بقلبي
    يغزِلُ البينَ حكايا ...
    من رُفات
    جمالك المسجورُ في موج ِ الرحيل ..
    أغرِقَ الأشواق..
    لأعودَ من دونِ الطريق ..
    اهتدي بالذكريات
    ضاعَ سَمْت ُ الروح ِ في جسد المكان
    وارتعادُ النبض ِ في عنق ِ الزمانْ
    تعطّلت كلّ الحواس في دمي
    غيرَ حَواسِ الشوق ..
    تنبض ُ باطّراد..
    وأرسو في موانئ العيون
    أفتّش ُ في صمتها عن الجواب ..



    فضاءاتُ الروح
    ======
    في فضاءاتِ المدى....
    قابلتْ روحي صَداهُ
    عانقت ْ أحلامهُ من ألف عام ....
    في ضفاف المستحيل اللاهثة
    لاعبت ْ أشواقَه الحرّى ....
    أراجيحُ الخيال
    فوق أجساد الغيومِ الناعمة ...
    همسَا بعضَ الغزل
    فاستدارتْ قامتي ..
    راقصت ْ طيفاً يُوَشّيهِ الأمل
    حاسراً عن مهجةٍ ......
    تجتازُ ما بين فؤادي والوريد
    حالماً دوماً بحبّات ِالندى..
    مُدنفاً مثلي ...ويُخفي ما يريدْ
    من بعيدٍ
    سمعتْ للبينِ أجراساً تنوحْ
    في احتضارٍ للأمل
    في احتضار للرشيم الغضّ في قلب النواة ..
    أعلن ْصمتَ الرحيل
    فاستفاقت ْ مقلتان. ..
    وبكت ْ حبّاً تعمّقَ في السديم..
    مرايا روحٍ حائرة..
    يلّفّها طهرُ الجليد ..
    يُغرِقُ فيها حنيناً...
    دافئاً ...
    سابحاً ...
    في فضاءاتِ المدى .



    أنثى من نور
    =======
    يا أيها البطل المسافر....
    في حكايا الشرق.
    يا سليل شهريار
    لم تنجح الحكايا ..
    والضحايا ..
    والأغاني ..
    والمرايا ..
    بغسل أدران العصور. .
    مهما توضأتَ بنارٍ
    مهما تسربلتَ بنور
    ما زلت حتى اليوم يا وطني الصغير
    تغتال في حواءَ ...
    فجراً للحياة. .
    تريش للظلم سهاماً .
    تصيب تفاح الخطايا ...
    في النساء
    بحثت فيك عن الصديقِ..
    عن الصفيِّ
    عن الأخ الحاني عليَّ..
    من ملمّاتِ الزمن
    تخذتكَ السيف قويَّ..
    ضدّ أعداء السكينة..
    درعا يوقيني المحن
    فانظر إلى كنه وجودي كامرأة
    قبل لذات الأنا
    ربة الخير ..
    الجمال ..
    الخصب ...
    سفيرة للنور في كينونتي
    هذي انا
    هل ينهض الطير بغير جناحه
    هل تثمر الأشجار....
    من دون اللحاء؟!!
    أمسك يدي ......
    ولنمض في درب العلاء
    كي لا أكون ظلالك
    تدوسني فوضى خطاك
    وانظر معي ....
    للشمس في يوم جديد
    نبني معي يا توءمي ..
    وطنآ جديرا بالحياة
    ترتقي فيه الجباه



    من أنت ؟!
    =====
    أيها. المسافر في غياهب الروح..
    الهارب من خُطا ظلّه
    المُعْتمرُ قبعة الغياب
    الصاعد أبراج الحنين
    الضائع في دهاليز الخيال
    المتّكي على كثيب الأمل
    الناظر لدم الشفق
    الساكن في ثواني النبض؟!!!
    أسألك التّجلي ..
    في الليل او في النهار
    في الصيف او في الشتاء
    أو في الفصول الأربعة
    في الليل أو في النهار
    في الحلم…
    في حنايا الذاكرة
    في عباءات الزمن..
    أو على أنغام ناي
    أرسل وردةً بيضاءَ..
    أعرفْكَ بها
    أو ضوءَ قنديلٍ شحيح
    تعالَ ..قبل ان يطويني الردى
    في خزائن الأبد
    وانثر بعض الندى
    على بتلات عمري الذاوي
    ارتشف ْ نبضي الحزين
    اسكنِ الأحداق
    و مزّقْ تأشيرةً للبينِ خارج الوتين



    عُدْ لنا
    ====
    وطني !!!
    ياهديلَ السلامِ على أَيْكِ قلبي
    يا اشتياق الورد لثديِ الصباح ..
    يُرضِعُه الندى
    يا نوافذ الشمس المُشرَعَة...
    على أرواحنا المرتجفة غربةً
    ويا.. قُبلة الصُّبحِ لشفةِ الفنجان ..
    على أنغامٍ فيروزية
    يا قِطاف الأمنيات في مواسمِ الرجاء
    ويا حنطةَ المستحيل في بيادر اللهفة
    إنّنا ما زِلنا نهتِف ُفي رجاءٍ :"عُدْ لنا"
    وطني !!
    يا فصولَ حكايتي
    باردةٌ مساءات ُالغياب
    تصطكّ أسنانُ شمسها
    وتسحب أطراف ظفائرها
    قبل أن يبتلعها أفق ٌ دمويّ
    فنغرَقَ في ليلٍ مثقوب الأحلام
    أعشى الأقمار
    نتعكّز على أمسنا
    نتدفأ بحطبِ الذكريات
    نصطدم بجدار عجزنا العالي
    فننكفئ إلى غرف الانتظار
    لكنناُّ ما زلنا نهتفُ في رجاءٍ : "عُد لنا"
    وطني ...
    أيها القريب البعيد
    احضنّي
    ضع رأسكَ على كتفي
    لتهدأ عنادلُ الحنين
    وتنقرُ من كفّيَ المثقلة بالانتظار
    بعض بذور السعادة
    عشواءٌ هي قطارات المسافة
    حين تدِبُّ على سكك الإياب
    لتُفضيَ إلى اللامنتهي
    ثغاؤها يضيعُ ..
    وهي تحاول أن تمسكَ بتلابيب الريح
    لكنّنا...
    ما زلنا نهتف ُ في رجاءٍ : " عُدْ لنا"
    وطني ..
    منذُ أخمدنا شموعَ المغفرة
    منذ أشعلنا فتيل َ قنبلة
    تجرّدَ من ثوبهِ الصّفصاف
    تجعّدتْ أوقاتنا
    موتورة الأنفاس
    مصلوبة الإحساس
    سال نهرٌ من دِما...مهدّم الضفاف
    والموت عبد ٌ للحروب
    يَدِبُّ لا عينَ لهُ
    لا مهجةً لا دين
    قد أردى السنديان وداسَ الياسمين
    ونحن ما زلنا هنا نموت واقفين
    أصبحْنا نهتِفُ في يقينٍ :"عد لنا"




    فرحُ الصُبّار
    =======
    حينَ طردها من جنّته
    ولم تقرَبْ تفّاحتَه المِصيدة
    و قرر أن يكون متلوّناً كحرباء الدهر ...
    ظنّ أنها ستهوي إلى الدّرَك الأسفل من الحزن
    وأنها ستشرب البحر كمدًا ..
    و توشّح سماءَها غرابيب السآمة
    وتقصُّ ضفائر القصيدة
    حين أطبَقَ على أصابعِ الوفاء
    بابَ صدوده الحجريّ
    وصادر حقها بالعودة إلى حقول ِ صُباره
    ظنّ أنها ستستمع بعده إلى موسيقى "نينوى"
    سحابة َ ليلها و آناءَ النهار..
    وأنها ستتعلّق بتلابيب القمر ليُعيده مع المد ّ
    وأنها ستفقأ عين الأمل
    اذا امتدّت إلى مابعد أسواره
    و وأنها ستحيكُ من خيوط ابتهالاتِها معطف صبرٍ
    تستر به سَوْءةَ الحنين
    عندما ركَنَ إلى هذا كلّه ..
    نظرَ إلى عضلاتِ غروره التي تكورّت بابتسامة مكر
    مسكينٌ هوَ !!!
    لم يعلم أنّه زجَرَ من على هامِ طالِعها غُرابَ شؤم
    وأنّهُ أناخَ راحلةَ الشقاءِ عند عتبةِ أيامه
    وأنهُ دقّ آخر مسامير الجفاء في نعش المسافة
    وأنّهُ اصطاد بُغاثاً طائراً في هُلام الوقت
    هو لا يعلم أنّها ستمسح عن مرآتها غبشَ المَواجِد لتستعيد صفاءالروح و الرؤية
    وتحتضنُ وفاءَها كطفلٍ متوحّد وتمضي
    هو لا يعلم أبداً أنّها كالياسمين نداوة ً
    لكنّها جبّارةٌ كالشّام



    فكرة
    ====
    تهبط قادمةً من خارطة الأزل
    تشرق مثل نيزك حديث الولادة
    يسوقها غبار سديميٌ
    على جناحي طائر الفينيق
    المنتفض توّاً من رماد التكوين
    تسقط في بحيرتي مثل حصاة
    رماها عاشق نزِق
    ليوقف رحىً تطحن صبره
    تتوسّع حولها دوائر البوح
    تحرّك قلوبنا الراكدة
    حتى لا تصبح آسنة الصمت
    تبتلّ بندى الخيال
    تحطّ عليها فراشات الألوان
    تخضلّ وتنتشي
    تنتفخ أوداجها..
    فتقطر حروفاً من عسجد ..



    عوسج الشرق
    =======
    سِياطُ القهر تجْلِدُني..
    تُبعْثِرُني....
    كما الأيامِ في المنفى
    تؤرّقني ....
    كما الأمواجِ لا تَغْفى
    وأشجاري مُطعّمةٌ
    بنسغِ الحزن ِفي أكواخ حارتِنا
    أنا المسحوقُ والمشنوقُ..
    من شريانِ عتمتنا
    فمعذرةً أيا درويش ُ معذرةً
    نُدُوبُ الجهلِ في الأوثانِ لا تَخفى
    أنا العربيُّ ..
    صار الوَسْمُ سجّاناً على أفُقُي
    وشَيْطاناً على وَرَقِي
    وسكّينا على عنقي
    أنا المحروقُ في كانونِ أدياني
    جِمارُ الحقدِ لا تُطفا
    أنا المَنْكوبُ ..والمصلوبُ في حُمَّى عروبتنا
    يموتُ الدّهر من سأمٍ
    ولا تُرجى قيامتنا
    أنا المطعونُ في وطني ..
    وجرحُ الأهلِ لا يَشفى



    لنا وطنٌ
    =====
    من غيمةٍ حُبلى ..
    بأفكاري التي تنداحُ ..
    في رَحِمِ الوسادةْ
    من خوفِ دُورِيٍّ على أعشاشِهِ
    يهذي بأوجاعِ الصباحِ…
    وبالولادةْ
    من لَثغةِ العُصفورِ ..
    ينقرُ صمْتَنا ..
    يشدو ليفتَتِحَ السَّنا فجرُ الإرادةْ
    من مِعْولٍ ..
    حضنَ الترابُ أنينَهُ...
    من سلَّّة الخيراتِ…
    هل تُرجى الإفادة؟!!ْ
    معَ هدْرةِ الآلاتِ ينمو عزمُنا
    فالحبّ ألهمَنا مفاتيحَ القيادةْ
    من نايِ رِيفيٍّ..
    وريشةِ صادِحٍ
    من حلم عنقاءٍ
    بآفاقِ الرِّيادةْ.
    من خافقي الدَّنِفِ الذي
    ألِفَ التبتُّلَ والعبادةْ
    لي رَغبةُ الإبحارِ في عينيكَ.. .. َ
    أحلامي تسافرُ فيهما…
    موجاً اذا جارى عِنادَهْ
    هيّا انبثقْ…
    نهراً يعمّدُ نَخلتي ..
    عَبِقاً بأكسيرِ السعادةْ
    يا قِبلةَ الأحلامِ ..
    أنتَ المُرتجى،
    من روضةِ الأسحارِ عُدْ لي
    بالربيعِ وبالقلادةْ



    رحيق الحروف
    ========
    و تُناغِي طائرَ البوحِ طليقاً في دمي..
    فيفيقُ الشّعرُ رَيّانَ القوافي..
    وأُداري في صَحارى الحلْمِ ذَيَّاك َالمطرْ
    باعثاً جنّاتِ وعدٍ..
    في رُبا صوتي و في وديانِ صمْتي
    مُنبِتاً في البئر رُمّانَ الأماني
    واثِقاً أنّ القوافي ..
    درْبُها من عالَمي
    أيَّ سحرٍ بَثَّه ُ هاروتُ أطيارَ المعاني؟!!!!
    حينَ حطّتٍ كالأغاني في دمي ..
    نادَمَتْ أغصانَ روحي ..
    مَوْسَقَتْ نُوتاتِ نبضي
    يَسْمَنَتْ دَوْحي..
    فَهَلّتْ أنْجُمي
    حمَلَتْ روحي كِناناتِ المعاني..
    و مَضَتْ تصْطادُ أيْلاً شارِداً ُعبْرَ الرؤى
    خَطْوُها في زَعْترِ المعقولِ
    أو دُفْلى المجازِ..
    هلْ ذُقتَ يوماً نَشوةَ الصيّادِ ..
    إذْ أرْدى الطَّرِيدة ْ؟!!
    في فضاءاتِ حروفي
    عايَنَتْ عَينيَّ أسرابَ خيالٍ
    قطَفَتْ منها عناقيدَ جمالٍ
    في سلالِ اللّحنِ غَلَّتْ
    و ضَفرْتُ الزّهرَ أطْواقا ً
    على جِيد القصيدةْ



    عندما تبكي المحبرة
    ========
    في سماء الروح ...
    غارت انجمي ..
    تلبدت سحب الحنين
    هاجس في خاطري متوقّد
    يدق باب الفكر
    يشتاق الضياء
    أين تريد ان تمضي ...
    يا أيها المجنون. .؟!
    لماذا لا تبقى كطير من رماد
    سابحا في لجة الأفكار ...
    صامتا عن بوحك الموجع ...
    مغلولا تحت سقف الحَنجرة
    لا أحد يصغي إليك. ...
    لا أحد غيرك
    فاحترق هنا وحدك
    نرتاح في برد الرقاد
    يا أيها الوجع الدفين ..
    تغرد اليوم كقبرة أسيرة. .
    يحطم حناجها ...
    رفيف شوق دائم للنور
    محطماً ذاك القفص
    تشدو على شفاه الجرح ..
    الحانا عِذابا للحياة
    يا طائري المسحور ...
    من نار ونور
    انك اليومَ على ورقي سواد
    لم تعد طيراً كسيراً من رماد.



    تحية الى الجولان
    ========
    سلامٌ عليكَ
    على غُرّةِ الصبحِ فيِ مقلتيكَ
    سلامٌ على شفَة النورِ ..
    تستمطرُ الحرفَ ..
    من مُعصِراتِ الرجاءِ
    و تحبو معانيهِ بين يديكَ..
    سلامٌ عليكَ
    سلامٌ على تينةٍ لم تنمْ
    تهدهدُ في معطفِ الليل..
    نهرا من الحزن ليس ينامُ
    تقصّ على الأرض شوق الغصون لسربِ حمامٍ
    يلفّ الشآمَْ
    يلفُّ الشآمَ ..
    وقمح القيامة في راحتيكَ
    سلامٌ عليكَ
    سلامٌ...
    على مُثقَلٍ بالضجيج..ِ..
    وعزمِ الرياح
    ويرسِف ُ في قهرهِ..
    كالهَصُورِ الجريحِ..
    يحمْحِمُ..يشكو إليكَ.
    أجولانُ يا نبعة الصامدينِ
    أجولان يا قِبلة العاشقين
    من اللهِ نصراً وفتحاً مُبينا…
    من الله نصراً وفتحاً مبين
    سلامٌ عليكَ
    سلامُ الإلهِ عليكَ



    في محراب ذكراك
    =========
    قابَ قوسينِ ونبضٍ واجفٍ..
    من صرير الليل
    مرّتْ في سماكْ…
    حافِلاتُ الذكرياتِ الصُفْرِ..
    أسراباً تغنّي ..
    في غناها ما شجاكْ
    أنعشتْ صمتَ المساءاتِ
    بعطرٍ..
    ثمّ أحيتْها بقطرٍ من نَداكْ
    أفرِدُ الماضي ربيعاً زاهياً.
    من حرير الوقت ..
    حاكتْهُ يداكْ
    أجمعُ الغيمَ قطيعاً وادِعاً ..
    ثمَّ تُقصيهِ هراواتُ جفاكْ ..
    ما لعينِ الشمس..
    يهمي دمعُها..
    حين تنأى عن سمائي مقلتاك ؟!!
    هاتِ كاساً ..واسكبِ الشوق بها
    اِسقنيها ..
    ذابَ عمري في هواكْ
    ياربيعاً شفَّهُ برْدُ النّوى
    جرعة الترياق ..
    شهدٌ من لُماك
    ليتنا نطوي مَفازاتِ الجفا ..
    دَمِيَ القلبانِ من ليلِ جفاكْ



    مطر النسيان
    ======
    لم تعُدْ عينايَ تشتاقُ الكرى
    لم يَعُدْ يَنبُتُ في كفّي الحَبَقْ
    لم تعدْ نَشوى عناقيد ُالمُنى
    خلعَتْ خَمْرَ الدّوالي كالورق ْ
    والسنونو هجرَ الدّوحَ..اعْتَلَى
    في فَلاةِ الصّمتِ أغصانَ القلق
    الأقاحي أنكرتْ بوحَ الشذا
    ونجومُ الشِّعرِ جافاها الألق ْ
    لم أعدْ أرثي لإِعْوالِ النّدى
    فوقَ ماضينا و قرميدِ الشّفَقْ
    قد خَبَتْ فينا قناديل ُالهوى
    وجُفونُ الوردِ غشّاها الأرَق ْ
    وثيابُ السّهدِ يطويها السّنا
    في رفوفِ الصّبحِ طَوْراً إنْ طَفَقْ
    ...............................................
    لم أعُدْ أُصْغِي لتنهيدِ القَصَب
    وعُواءِ الرّيحِ في وادي الرّحيلِ
    ولأنغامُ اليماماتِ التي جَفتَّ رؤاها
    فوقَ نارنْج ِ الجليل
    لم أعُدْ أُعْنَى بأخبارِ الورى
    يا لَذِكراكَ التي شادتْ قِلاعاً ونخيلاً وظِلالاً
    حولَ أسوارِ الهروب
    يا لعينيَّ اللتين انْصَبّتا ُكالغيث يعتصر المُنى
    وأغانيكَ التي فازتْ بأغمار الجَنى
    لم أعُد ْ أصبُو لماضيكَ المُوَشّى بالجَفا
    وفضاءاتٍ من الموسيقى..
    أدّتْها كَمنْجاتُ الربيعِ البِكرِ
    في حضن الصّفا
    كلُّ ما أخشى
    جِمارُ الشوقِْ لم تُطفا
    ويُورِيها الوفا




    أحلام تولد من الخاصرة
    =========
    كأنَّ الحلمَ تطحَنُه ..
    رحى الأيامِ كالذكرى
    فأذوي في خلاياهُ
    مددْتُ يدي
    أفتّشُ عنهُ في ذاتي
    وفي ماض ٍ…
    أقلّبُ في زواياهُ
    وفي اُفُقِي...
    سألتُ الشمس َعن حُلُمي
    أفي عينيها ألقاه ُ؟!
    لأسقي بُرعمي المنفوخ في ظلّي
    كؤوساً من سنا فجري
    وأرعاهُ
    سؤالٌ لاهث ٌ يغلي
    ويُلقي في دمي المعجونِ…
    بالأغلالِ والخيبات فَحْواهُ
    يُمزّقُ حَرْفُه ُ بعضي
    وبعضي..
    ذلكَُ المحكوم ُبالأحلامِ والألوان ينْهاهُ


    عروسُ الفجر
    =======
    لا تلبثي في اليَمِّ غرقى..
    يا أميرتي الفيحاء
    ونشّفي شلال هذا الدّمّ.ِ..يغمُرُنا .
    بهالات الضياءْ
    ولاتَدَثّري عَباءَةَ الغريبْ
    ستغزلين روحَك لنسْجِها...
    وتبردينَ من عراء
    ولملمي ورودنا ..
    فقد
    تطاير الشذى
    في صرخة الأشلاءْ
    ورتّبي أريكةَ العريس للزّفافِ. ..
    تلفّهُ أعلامُنا الحمراءُ كالحِنّاء..
    تهيّئي لهوْدَجِ العبورِ. ..
    بين لُجّة الفناء.
    وانتكاسات البقاء..
    تجاوزي مَفازَةَالحقدِ التي
    تُهيل رَمْلَها على قوافلِ الرجاء.
    وغازِلي شمسَ الربيعِ ..
    صَحْوةَ النُّهى
    كي تشرقَ الاحلام فينا ..
    واعداتٍ بالنماء



    صرخة روح
    ======
    دعها تفيضُ على المدى
    أمواجَ روحي الهادرة
    فلا ضفاف لجرحها
    ولا عزاءَ لصبرها
    لا تطوِ جفنَك مُكرَها
    أبداً وفي العين قذىً
    الريح تُنبي بالمطرْ
    وجعٌ بأروقة الكلام
    ارقص كظلٍّ في الرياح
    واقبضْ على نبضِ الزمن
    مع كل خفقٍ للجناح
    أقبِلْ من العدمِ السحيق ..
    نجماً تحرر في الأفق
    من كوّة الفجر انبثقْ
    لتضيءَ أقبية الهجودْ
    قارِعْ خفافيش الدجى
    فكلّ شيء حولنا..
    قد أسدلَ المنفى على صمت الضمير
    يا أيها المسكون زهْوا كالإمام
    تقودني همساً ضريراً بينما ... ً
    لم تتركِ الأثرَ الجميلَ لأتبعَك
    فلا ترمِ جناحيَّ بسهمٍ من قنوط
    أقسمُْ بالماء المبشّر بالحياة ..
    لَأطردَنّ أضغاثَ الخيال
    فلا تسلني عن نبيّ منتظر
    روحي غدت كمدينة مفقودة
    سكانها صُلبوا على عود الخرافة
    فلا تحدّق من ذهول في الظلال
    إنك الراقص في فوضى السراب
    كيف لحرفٍ طاعنٍ في النور
    أن يشرح الأحزان
    عن اغتراب صوتنا ..
    في عالم الموتى



    يا قدسُ
    =====
    وافيتُكِ في الليلِ ......
    يا قدسَ الصلاةِ والرياح
    حمامةً مهيضةَ الجناح
    ترنيمة ًمخنوقةً في صدرِ ناي
    ترجيعةً مفقودة القسَماتِ
    من سيف صلاح
    كسيرةَ الطرفِ حياءً من سناكِ
    اسيرة َالخذلانِ تلفُظني أَناي
    كيف يكونُ الحجُ نحوكِ ...
    في الحِداد
    دونَ شموعٍ للصلاة
    أو دون زيتٍٍ للسراج
    دون جوادٍ أو سلاحْ
    مهروكِ يا قدسَ العروبةِ باسمِهم
    جعلوكِ عاصمةَ الطغاة
    وانتِ تخبزين َمن شموس الصبر
    أرغفة الجياع
    ومن لهيبِ الانتظار.. قهرا..
    قد تعرّقت الجباه
    خذلتكِ عُربانُ الفلاةِ
    باعوكِ في سوق النخاسة
    كالسبايا
    للعريّ وللفجورِ في قصر البغاة
    وتكسّرتْ في المسجدِ المحزونِ
    أصواتُ النّواح ...
    للِّه انتَ اليومَ يا أقصى السُّرى
    يا قبّةَ الصخرة ِ.يا مهد القيامة
    يا بذرة الإيمان… يا سرَّ المغارة
    لله انتِ اليوم َيا ارضَ الحضارة
    سيوفُنا تَثَلّمتْ ...
    لا تعرفُ الغضب ْ..
    سيوفُنا قُدّتْ من الخشبْ
    ألااا تَبّت ْأيادي الليلِ
    في أفُق العربْ




    شمعدانٌُ وقمرٌ سهران
    =========
    أنا وشموعي ننتظرُ الربيع
    في فورةِ الحواس والرؤى.....
    أسعى لأن أرتّب الكلام والاحلام
    أعود مرّات ٍ ومرّاتٍ إلى المرآة
    أدورُ حول فستاني الموشّى بالحنين
    أمرّر سحائبَ يدي بنشوةٍ...
    على تسريحةِ الشعر الأنيقة
    سأمحو ذيلَِ كُحلتي ..
    وأعيدُ رسمها بتصميم فريد
    أهزّ وردَ الانتظارِ ...
    فينْتشي في الآنية
    ما بالُ قلبي.. مشرَئباً ..حائراً… ..ٍ
    مستشرفاً ضيفي الذي نسي القدوم ؟!!!
    وساعة الجدران شاردة ُ و واسعة الخُطا
    تلوحُ ساقاها بنهرٍ من ضجر
    يتثاءبُ الوقتُ المسجّى في سرير الصمت
    يتسرّبُ الاملُ الكسيرُ من العيون الواجمةْ
    أدركتُ أن الضيف
    لن يأتي
    رفعتُ كأسَ خيبتي ...
    قرعتُه بكأسٍ فارغ الجوى
    أفرغتُهُ في جوفِ ليلٍ حانق. النجوم
    راقصت ُطيفاً فارعَ الغياب
    ورحتُ ابتلعُ الملامَة.
    َغُصّةً غُصّة
    لمن جمعتُ أزهارَ رجاءٍ من براري المستحيل؟!!
    كيف صنعتُ حلوى الروح ..
    من دقيق الاشتياق؟!!!
    ولمَ نحرْتُ عنقَ الليل قُرباناً
    على نَطْعِ السّراب ؟!!!
    عليّ أن أعيدَ ترتيبَ المساء
    بما يليق بعاشقٍ يجتَرُّ أشواك الهزيمةْ
    لا داعي بعد الآنَ للشّموع
    ولا لهذه الأزهار...
    ولا لقصيدةٍ غنّاءَ انتَ حروفها
    أغلقتُ نافذةَ اللقاءِ المُرتجى
    أسدلتُ فوقها ستائري الحمقاء
    و دلفتُ نحو مكتبي
    أشكوهُ للأوراق والدواة
    يبدو ..
    لديّ ما أقولُ في هذا الخَواء.



    دموع الصمت
    ======
    تندلعُ النيران ُ
    في هشيمِ الذكريات
    يموج ُحزنُك في القلب
    يتطاولُ أصابع َ...
    أُمسِكُ بها جمرَ الغياب
    تتفتّحُ في العين براعمُ
    تتكوّرُ رحيقَ وجدٍ
    تغيم ُالصورُ ...
    خلفَ سحابةٍ رمادية
    ترحلُ الأماني مسافرةً ..
    على بساطٍ السندباد
    ودونما وداع ...
    مُتْرَف ٌ أنت ....
    بأسبابِ الهوى
    وتغلقُ على إرادتي منافذَ النسيان
    تلوذُ بالبعاد.....
    وأنا أفتش ُ في رمادِ الوقت ..
    عن دفء لمهجتي ....
    وعن ضوءٍ لخيبتي...
    وأَنذُر ُ الشّموع
    وأسأل طيورَنا المهاجرة
    متى تُرى يعود ؟؟؟



    خبّرينا يا شآمُ
    ======
    لماذا يجوبُ الرجاء ُحِماكِ
    وكيف يؤوبُ....
    ببعض ِابتهالاتِ ظِل ْ؟!!!
    وكيف ..
    يكون المساءُ ذبيحاً
    بلونِ الجراحات ِ....
    في المُعتقل ْ؟!!!
    وكيف نُرَكّب ُ عطراً....
    كدمع الثكالى...
    يُداوي المُصاب بنار الوَجَل !!
    وكيفَ تفوزُ دماءٌ..
    على حدّ سيفٍ ..
    وتشعلُ ناراً ..
    تضيءُ الأمل!!!!
    وكيف هصرنا....
    براعِمَ حلم
    امام َجمودِ المشاعرِ...
    دونَ لآلي المُقل؟!!!.
    ألا رُب ّ عِلمٍ
    يذوب ُحَياءً
    أمامَ صراعٍ
    يُذيب ُالخجل. ...



    تراتيل حب
    =====
    غازلْتَني.....
    أطلقت َ أسرابَ البشائرِ
    في دمي
    وجعلْتَني
    مَفْتونةً بأنوثتي
    حوريّة.ً ....لوّنْتني
    وأعدت لي عبق الصِّبا..
    جَذْلى بهِ كالمُغْتَني
    تعدو بأحلامِ الربيعِ فراشتي. ً
    تعانق الأزهارَ طيفاً من غدي
    عانقْتني ....
    غنّت سواجي الطير .
    لحناً في فمي
    وعبَرْتَ بِيْ
    بحرَ الهوى
    هذا المدى....
    مرعى خِرافِ سعادتي
    نعلو. ..
    وتعلو تَمائِمي . ..
    ليظلَّ هذا الليل ُفينا
    مُقمراً
    وتختبي
    خلفَ تخومِ الوقت . ..
    والأنحاءِ و الأبعادِ..
    هذا ذراع ُ الشمس ..
    لمَّ ستائري ..
    يا ليتكِ عُصفورتي...
    من حُلمي ما أيقظتني....



    حنين المساء
    =======
    يعود ُالمساءُ...
    فيطفو الحنين .
    على بِركة ِالقلب ِ...كالياسمين..
    وحولي يدورُ خيالٌ
    خفيفاً يدورُ ويلهو ..
    فيدنو ..ويدنو ..
    يلامسُ روحي ..
    نَدِيَّ الأصابعِ..
    عذبَ الملامحِ ..
    سمْحَ الجبين
    عيونُ المساءِ ..
    تراقبُ ظِلّي..
    تناغي شجوني
    وتُذكي قناديلَ بوحٍ
    بعتمةِ روحي .
    يلفُّ الفضاءَ ..
    رداءُ الدجى
    ويكشفُ عن سورةِ الذكريات
    فأشفقُ منها على نخلتي
    وألجمُ شوقي ..
    التماساً لبعض السكون
    فهذا المدى ..
    قد تراءى إليّ ..
    قوافلَ غيمٍ
    تسابقُ خيلَ المَنونِ..
    وتنذِرُ لؤلؤتي بالأفول ..



    حلم العمر
    =======
    ينسابُ حبّك َفي دمي
    مُتَقَطّراً مثلَ الندى
    مُتأرْجِحَا ً بين الحقيقة ِوالخيالْ
    ويُطِلّ دُرّاً في العيون
    كاشفاً ما قد دفنتُه ُ من كنوزٍ ٍ
    ٍفي جيوب الذاكرة
    وتركتُ باب َالقلبِ فيك مُوارِباً
    كيما تعود
    يا زهرةَ الأوركيد ..
    يا دفءَ أنغام لصبايا في الربيع
    يا آخرَ الأحلام ....
    من كِنانة ِكيوبيد
    يا بُحّة َالموّال ِفي ناي الحنين
    أنا من ضلوعك َقد قُدِدْتُ
    و فيكَ كانت رحلتي نحو الخلود
    يا من سكنْتَ جوارِحي
    متربّعاً عرشَ القصيد
    يا سرَّ إشراق المرايا
    إذا ابتسمتُ بوجهها....
    فهمت ْحكايتَنا وفاضتْ من حُبور
    نوراً يُشاكِس ُمقلتِي .
    في راحتيَّ
    أخذت ُأدفنُ هامتي ..
    لأخبّئ الباقي الجميل من الهوى
    وحبستُ أنغاماً تهدْهِدُ خاطري
    فتورّدتْ بعضُ الزهور
    وأورقتْ شُهُب ُالحنين
    إنّي إلى عينيك َأسرجت ُالرحيل
    فكنِ البداية… َ والنهايةَ
    والمسافة َ… .والدليل



    لحن الأمل
    ======
    أهلا بشتائك يُلهمني مطرَ الأحلامْ
    أهلاً بربيعكَ ما أعذبَ نهر الأنسامْ
    والصيفُ بقربكِ يمطرُني برداً وسلام
    وخريفُ العمرِ على كتفي
    عصفورا. ينهل من شغفيِ
    يعزفُ لًدّنيا لحنَ غرامْ
    ...لحنَ غرامْ
    اكتبْني ربيعاً ورديّاً..
    يضحَكُِ نيسانْ
    واعزفْني لحناً شرقيّاً
    في وترِ كَمان
    احملني جوقةَ أنغامٍ من كعبةِ عشقٍ صوفيّة
    يا غيثَ الروحِ على أرصفةِ الحزن المنسية
    يا ظلَّ إلهٍ فَرَّ من الكُتُبِ المحكومةِ بالنسيان
    وتصاعدَ في زُرقة أيامي..
    كخيطِ دُخان
    في غابةِ أحلامي نبتتْ..
    ْ أزهار ُ هواكْ
    ضحكتْ أيامي وانتظرت غيثاً يرعاكْ
    يا نشوةَ عيدٍ يحملني لبلاد الحُلمْ
    لا تتركْ قلبي يتأرْجحُ
    بحِبالِ الوهم ْ
    يا قمراً درّياً تسكنُ أبراجَ عُلاك
    اعلمُ لن تأتي َلكنّي طيفاً ألقاك
    سقطتْ من أشجارِ فصولي أوراقُ لعمرْ
    حتى أشرقتَ بأيامي إشراقةَ بدر
    فنسيتُ خصومتي للدنيا ...و جَرَيْتُ إليكْ
    أقمارُ الآتي قد سكنتْ جنّةَ عَيْنيكْ
    يحدوني أملٌ يا أملي من بعد الصبرْ
    أن ترسمَ في لوحة ليلي هالاتِ الفجر ْ
    أن تحضنَ كفّي المرتجفة بالدفءِ يداكْ
    أن يغمرَ روحي المنتظرة بالحبِّ هواك



    حداد الروح
    ======
    كلماتك الهوجاء
    تجتاح دمي. ....
    مثل دوار البحر
    تقتات من روحي
    وتنهش اضلعي دون شبع
    في غفوة لزنابقي السوداء
    نائمة بين أحضان الوجع
    وتصب في أذن المساء. ..
    المتعب بين الدروب
    آيات عشق بينات كالبدع
    أخلع عن كتفي...
    عباءة الماضي الحزين
    فتنتشي جثتي المسجاة. .
    في أرض موات
    أمضي إلى نفسي. ..
    فتنكرني ...وتطردني
    تلقيني في بئر الندم
    ويشدني للخلف خُطاف عنيد
    وكأنني أعشق الألم



    أنغام الغرام
    =======
    رسمتُك َ في الهوى قمراً
    وفي العينين نُجَْماتٌ
    وأنفُكَ زهرة َ النرجسْ
    وثغرُك َ من رحيقٍ
    فوقه انتحرتْ فراشاتٌ
    تقبّلُهُ فتُغريني..
    أيا قمراً يُهاتفني..
    فيوقظُ بالندى ورْدي
    سفينُ الليلِ ..
    يحملُ شوقَهُ المحمومَ
    قافية ًتغنّيني
    تغيب ُ ..يلفّني ضجرٌ
    ويعقد شالَه المخمور َ
    زنـــّاراً على أفقي ..
    يدافعني ..
    يُجَرْجِرُني كثاغية ٍ
    إلى سكّين أحزاني...
    تعودُ إليّ مثلَ الصيفِ...
    بين يديك غَلاّتٌ...
    وسَلّاتٌ...
    من التفاح والزيتون والتين ِ
    وتعصرُ من نسيمِ البحرِ أشرِبةً
    تعلّل ُمهجتي الحرّى
    فڜتنعشني ..
    وترويني
    رسمتُكَ كوكبي الأقربْ
    إلى جوزاءِ أحلامي
    وانت عذابي َ الأعذبْ
    فلا تنأَ
    فتحرق روحيَ الظمأى
    وتشقى ثمّ تُشقيني



    لستَ بخير ..
    ======
    تقفُ مثل شارة الضوء
    عند مفترق القرار ..
    يمضغكَ غليونُ الوقت
    وقلبك مترع بالضجيج
    تحمل حجارة قبرك بين يديكك
    منذور للمسافة بين سرْوتين
    عيونكَ المُجهَدة تخاطب العابرين
    بثلثِ إغفاءة ..
    أما آن لربيعِ قلبك أن يستفيق
    وأن تسرحَ أصابع النور
    فكركَ الأشعث ؟!
    متى تلتحق بمركب الضياء..
    وتشعل شمعدان رغباتك
    التي تآكلت مع صدأ الزمن؟!
    اخرج من ظلام حكاياتك
    فأشباحك تخشى الفجر
    تمسّكْ بحناح غيمة عاشقة
    واعزف لحن الحياة على وقع المطر



    تعال لنحلم
    =======
    تعال لنحلمَ أنّا امتدادُ الربيع
    وأن سفينَ الهوى سارَ فينا ليَمٍّ وسيع
    تعال نطرْ خلسةً دونَ سرب ِ الجميع
    ونرفعُ فوق السحاب شعائرَ عشقٍ رفيع
    تعال لنبذرَ ورداً سهولَ القمر
    وننسجَ ضحكاتنا بردةًً للسهر
    ونقلعُ يأساً يفتّ قلوبَ البشر
    فيشدو الربيعُ لنا اغنياتِ المطر
    تعال بنا كي نجوبَ مغاني الجمال
    بريشةِ حلمٍ نداوي ندوبَ الضلال
    تذوبُ بقايا خطانا بنهرِ الخيال
    نعرّشُ فيه ونملأ دلوَ المُحال
    تعالَ لنرسمَ فجراً بلون الأمل
    نصبّ عليه رؤانا دنانَ عسل
    ومن نورهِ يستفيقُ بريقُ المقل
    وروحُ الأساطيرُ فينا فؤوسُ عمل
    سندركُ أنّ الكمالَ وليدُ البدايه
    تقلّبَ في حِجْرها ..أرضعتْهُ الغِوايه
    وشبَّ عن الطوقِ ..يرنو لشمس ِ الهداية
    وراحَ يغذًُ المسيرَ وما من نهاية.



    حرية مهاجرة
    ======
    أطلق يديَّ ..
    كفاني ...
    أضْنتني القيود
    دعني أطيرُ
    يمامة ً..
    من خلْفِ أوهام الجحودْ
    ما عاد هذا الحبّ
    يُغريني ..
    و قلبك في صدود ..
    طوراً توافي بالربيع..
    وتارة ً
    ينأى جفاؤك بالعبيرِ
    وبالورود ..
    لا تخْتلق ْ وعداً..
    وتنسى..
    إنّني
    ما عُدتُ أحظى منك..
    إلا بالوعود . ..
    لا غرسة ًللحبّ تنمو ..
    في صقيعك ..
    والرعود ..
    أطلق يدِي
    فُكَّ وثاق َالصّبرِ....
    نحوكَ لن اعودْ



    قلب أمي
    ====
    إذا جنّ ليلي ..
    وَ فاءَ هلالي
    ليرعى رفيقاته ِفي المساء ..
    رأيتكِ نِدّاً له في الضياء ..
    رسمتك شمسَ الأماني ..
    نهلتكِ غيثَ المعاني
    فأدركت سِرَّ ارتفاع السماء ..
    بها يستفيق الشذا ..
    ويغفو على لَيْلَكي
    ويسأل ُ كلّ. غريبٍ
    أكانَ شغوفاً بها ِ
    أ عاشَ حنينَ الصدى؟!!!! ...
    إذا جنّ ليلي ..
    هلمّي إليّ
    وعانقي زهرَ الجنائن فِيّ
    وبين يديكِ خذيني وليداً
    ورشّي نداك على راحتيّ
    وناغي جراحي ..
    لتشْفَى
    فيمسي النزيفُ ربيعا نديّاً
    ولا تقتليني بسهمِ الغيابِ
    تعالي إليَّ
    تعالي إليّ....



    لو كان بإمكاني....
    ========
    آه ٍ لو كان َ بإمكاني....
    أن أبذُر َحُبّكَ ..
    في حقلي ..
    وأكونَ الزارع َوالجاني..
    أن أرويَه...
    دمعَ المُقلِ
    وأداريَه بالأجفانِ
    آه...
    لو كان بإمكاني ..
    أن أحملَ عشقكَ فوقَ الغيمِ
    وأمضي كالمطر ِ ِ الحاني
    أن أهْميَ غيثاً ...
    في تشرينَ
    يروّي تربةَ أوطاني
    يا نوراً يسكُن ....
    ُعين َالشمسِ ..
    و نبعاً يُطفِئ نيراني
    يا حُلماً..
    أزهر َ ذاتَ ربيعٍ..
    في أوردتي وشرياني..
    اتوسّلُ غيماتِ النجوى
    أن تروي شوق الخِلّان


    غروبُ الروح
    ========
    وفي الأفُقِ المُكْفَهرِّ جبيناً
    يلُوح ُغرابُ النهاية ..
    يوسّع هذا الظلامَ.....
    بمِقدارِ حُزنِكْ
    وينعق ُ في أذُنِ الليلِ
    بعضَ الحكايا..
    فيهتزُّ خوفُك ْ
    كفزّاعةٍ للطيورِ
    تباهي بأثوابِ ظلِّكْ
    فتُبعِدُ سربَ الأماني
    وتُسرِج عتماً
    ...علىِ ظهرِ خَيْلِكْ..
    لِتَنْفَضَّ عنّي..
    لتغربْ بعيداً
    نذيرَ الظلامِ
    لماذا تحومُ بِساحي
    وتحجُبُ شمسي
    فينأى سلامي..؟!
    أحبّ ُ الحياةَ بلونِ الربيع ِ
    وعطرِ المطر ْ
    فـ طِرْ وابتعدْ
    سأفتح للقلبِ بابَ السعادةِ
    بابَ البداية ِ
    لا ..لا تعُدْ
    =====================================
    عنوان الكتاب : إمرأة من نور
    النوع : شعر نثرى
    الكاتب : ماجدة نجيب أبو شاهين
    اسم الشهرة : ماجدة أبو شاهين
    الطبعة : الاولي
    رقم الايداع : 10/2020
    منتدى جمعية إبداع الثقافية


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:14 pm