منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    ديوان (أنفاس الضياء) الشاعرة ماجدة ابو شاهين

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    ديوان (أنفاس الضياء)  الشاعرة       ماجدة ابو شاهين Empty ديوان (أنفاس الضياء) الشاعرة ماجدة ابو شاهين

    مُساهمة من طرف السيد صابر الخميس يونيو 04, 2020 1:50 pm

    أنفاس الضياء
    الشاعرة ماجدة ابو شاهين

    ديوان (أنفاس الضياء)  الشاعرة       ماجدة ابو شاهين Copy_o17

    مع تحيات هاشم الفرطوسي

    بين أحضان الطبيعة
    =========

    حانياً في تُرعة الماء السخيّْ
    يغمِسُ الروحَ بأمواهٍ عطوف
    يرفع الماء يروّي حقله…
    غامراً أغراسه غمراً لطيفْ
    ضاحكاً للمرج مزهوّاً به ..
    فالجنى من خيره داني القطوف
    باسقات الدوح ترتادُ السنا
    ظللتْ قلباً بإعياءٍ يطوف ..
    جرّة للماء تجثو قُربهُ
    يشتهي صَلصالها الغافي الوقوف
    وعليلُ النبتِ أعياهُ السهى
    فاتّكا يرتاح في ظِلٍّ وَرِيف
    النسيم الّرطْبُ في حضن الفضا
    حاملٌ في خطوهِ عطرَ الخريف
    ربّ مغنىً في ربوع الوطن
    يسحَرُ الألبابَ والقلب الشغوف
    باركَ الله بلادي إنّها ..
    جنّة الأحلامِ في مُدنٍ و ريف


    طائر النور
    ====

    أنبتَ النورُ على صَفْصافةِ الأيامِ…
    قُمْرياً يُناجيني حَنونْ…
    توءَماً للفكرِ ..مُخْضرَّ الخُطا .
    فارسٌاً للشعرِ وَرْدِيَّ الجُنونْ
    بسمةٌ للفجر تفترُّ رؤىً ..
    في دمي غيثاً و أفراحاً هتون
    يوقظُ الشِّعرَ إذا رانَ الكرى
    فوق جفنيَّ… كعنقاءٍ حَرُون
    نجمتي راحتْ تناجي بدرها
    تشعلُ الصمتَ المندّى بالشجونْ
    شاعرٌ انتَ ..وبحّارُ السَّنا
    لم تحطّمْهُ العواتي والظنونْ
    لايزالُ العطرُ أنفاسَ يدٍ
    تزرع الوردَ وتُهدي في سكون


    رحلةُ طيف
    =====

    سأبحثُ عنكَ بأشواقِ طفلٍ..
    لعيدٍ… يكونُ بهِ ما يكونْ
    وأشعرُ أنك طيفُ ظريفٌ
    يرشُّ السنا في جفون ِ السكونْ
    سأحملُ بعضَ يقيني وأمضي..
    وأزهارُ وصلكَ ملءَ العيونْ
    وروحي إليكَ تسابقُ خَطوي
    فيطوي ..وتطوي حديثَ الشجون
    وأُسرِجُ قلبي قناديلَِ وعدٍ
    وعكّاز فجري يهِشُّ الظنون ..
    إذا ما التقينا عُراةَ الأماني
    كسوْنا ربيعَ الهوى بالجنون
    سأصنع من همهمات المحال
    طريقا إلى الفجر أو للمنون
    فكنْ فيضَ نارٍ ونورٍ وعطرٍ
    و مدٍّ وجزرٍ… هوىً لا يهون…


    نورٌ وظِلال
    ======

    هل سألتَ الشمسَ عنّي ..
    حين أغراكَ التجنّي؟!!
    سائلِ العلياءَ قدراً
    من أنا ...تخبرْك أنّي
    ضاربٌ في النّور جَذري ..
    وفروعي لم تَخُنّي
    أمْ تَبِعتَ الظنَّ منهم
    فخذلتَ-الدهرَ-- ظنّي؟!!
    ورسمتَ الوهمَ درباً
    وسحبْتَ الفجرَ عنّي
    أضرمَ الليل حريقا ً
    بين وسواسي وبيني
    لم أُصدّق ْقولَ واشٍ
    لم أُهَب ْ للظِلِّ لوني
    كنتَ في القلبِ ربيعاً
    زارهُ الحبَُّ يغنّي
    وغزلْتَ الشعرَ شالاً
    فوق أكتافِ التمنّي
    حينَ صافحْتُ القوافي
    عن هواناْ حدّثتْني
    وأياديكَ..
    وكانت موئلي يوماً.. رمتْني
    سافرَ الليلُ بنجمي
    غالتِ الغِربان لَحْني
    أمسِ شيّعتُ فؤادي
    طائرا ًّ من دار حزني
    فوق أيكِ العمر. يشدو:
    لي حبيبٌ لم يصنّي
    فاحزمِ الايامَ وارحلْ
    لم يعُدْ ما ظلَّ يعني
    واتركِ النبض َ وئيداً
    يُصلحُ النسيان ُ شأني
    أنتَ إنْ هدّمتَ حلمي
    عادتِ الآمالُ تَبْني


    لا تبتعد
    ====
    لا تبتعدْ...فالقلب ُخضّبهُ الأسى
    وغزالةُ الأيامِ أضْناها المسيرْ
    وتعاقبتْ للذكرياتِ مواسمٌ
    جَدباءُ من قمرٍ يزيِّنها مُنير
    في غابةِ الأحزانِ أعدو والذئاب...
    تلوكُني.. والقلب يرهقهُ الزفير
    وغِلالةُ النسيانِ مزّقها صفيرٌ
    من قطارِ الوجدُ قد غذَّ المسير
    عُدْ وانسكبْ في الروحِ هَطْلَ غَمامةٍ
    غربيّةٍ سمحاءَ في اليوم المطير
    نامتْ عيونُ الناسِ إلا مُقلتي
    باتتْ يكابِدُها وشاح ٌ من سعير
    هَدْهِدْ حروفَ الشوقِ ترثي مهجةً
    صفراءَ تستلقي على مَهْدِ السطور
    لا تبتعدْ ..حارَتْ أيادي الغيثِ ...
    وانعقدَ السَّحَابُ على فُؤادٍ مُسْتطير


    *تراتيل في معبد الحب *
    ==========

    بي . وعاءُ الصبر ضاقا
    أفرغِ الكأسَ اشتياقا
    و رهينُ الحزن قلبي ..
    تنشدُ الروحُ انعتاقا
    و زهورُ النار دمعي
    أرشفُ العمرَ احتراقا
    يرتدي فجري ضباباً
    والنّوى شدَّ الوِثاقا
    ليس من ذاقَ انتصاراً
    مثل من للأسرِ ذاقا
    بعثرتني عادياتٌ
    خضّبتْ عمري فُراقا
    الأماني ذابلاتٌ..
    صدرها يرنو عناقا
    فصقيعُ القلب موتٌ
    ليلنا للشمس تاقا


    عودة الربيع
    ======
    يخاصمُني ويُوغِلُ في الغياب
    وأُنكرُ منه آياتِ العِتابِ
    وينسى أنّهُ البادي بهجرٍ
    وجَنّةُ حُبّهِ وَهْمُ السّراب ِ
    فقرّرْتُ الرّحيل َبذات ِحُزنٍ
    وأقسى من ملامتِه ِغِيابي
    سأنأى مُكْرَهاً عن عُشّ طَيْري
    فلا أُصْلِيهِ بالكـــَلِمِ الغِضابِ
    لعلّ البعدَ يرشَح ُعنه ُصَفْوٌ
    يُبلــْسِمُ لي جراحاتِ العذابِ
    إذا ما الشّوق ُردَّ إليه رُشْداً
    رأيتُه ُ قافِلاً بـ يَدِ الرِّغاب ِ
    يعودُ ليزرعَ الأفاقَ ورداً
    يرافقُني بأرْوِقةِ السّحابِ
    كأني حين َألقاهُ .. فرَاشاً
    يهلّل للرّبيعِ المُستطابِ
    وأنسى ما بدا منهُ وأعفو
    وليسَ اللؤم ُمن طبعي ودابي
    سأغفو فوقَ أكتافِ الأماني
    وأرفُلُ في مَغانيهِ العِذاب ِ


    عدْ كالمطر
    (حوارية شعرية)
    =========
    _ عدْ كالحيا..تشتاقكَ الأرضُ اليبابْ
    عدْ واغسلِ الأيامَ من إثمِ الغيابْ
    كلّ المراكبِ طالها بلَلُ النوى
    لكنّها تجري بأشرعةِ الإيابْ
    كم عاندَ الملّاحَ موجٌ مُزبدٌ !!
    فاستشرفَ الأقمارَ من رحمِ الضبابْ
    لهفي على وطنٍ تطاولَ ليلُهُ
    واغتالتِ الهيجاءُ أشجارَ الرِّغابْ
    كيفَ الرجوعُ الى مناراتِ الحمى
    والدربُ مزروعٌ بأسنانِ الحِرابْ؟!
    إن كانتِ الأنواءُ تعزِف جرحَنا
    فلَسوفَ تعصفُ بالمنى كفُّ السراب
    هل ننسى تاريخاً زرعناهُ هنا؟!
    ريحُ الشهادة عطّرت جسد التراب
    سنمدّ في الإعصار أطواقَ الرجا
    ولسوفَ ننهض من تجاويف العذابْ
    ونطالعُ الفجرَ الضحوكَ فلا نرى
    أملاً يبلسمُ ضعفنا غيرَ الكتابْ
    لا خيرَ في مجدٍ تليدٍ إن يمتْ
    أو يهوِ منا دونَ أجوازِ السَّحابْ
    ولنكملِ البنيانَ فينا يرتقِ (ي)
    إبحارَ من نحوَ العلا شدَّ الرِّكاب
    وطني يَداكَ طفولتي وكهولتي
    إن يعقدِ الطَّورينِ إزهارُ الشبابْ
    أشتاقُ كوثركَ السُّلافَ وإنّني
    تحت الظِّلالِ الخُضرِ أشتاقُ المآبْ


    جِراحُ نازح
    =====
    وسُورِيٌّ
    بكلِّ عَراقةِ النَّسب ِ
    وما يَحويهِ هذا النَّعْتُ
    من عِطرٍّ ومن طَرَبِ
    ومن فن ٍّ ومن أدبِ
    عرِيَّ الصّدْرِ لاقى طعْنةَ الحرب ِ
    تراهُ اليوم َ مَرْمِيّاً و مَنْسِيّاً ..
    كماصَدَأٍ على بَوَّابة ِ العرَبِ
    وأنتَ - أخي-
    رميْتَ اليومَ عُكّازي ....
    إلى النيرانِ كالحطبِ
    تراهُ اليومَ منفيّاً ...
    كما شبحٍ...
    يطارد عتمة الغيْبِ
    يجوبُ أزقّةَ الغربِ
    ينقّبُ في رمادِ الوقتِ ...
    عن ضوءٍ لخيبتهِ
    وعن دفْءٍ لمهجتهِ
    يُساكنُ خيمةَ الجَلَدِ
    ويلعَنُ سَطْوةَ البردِ
    يُكفكفُ من عيونِ الطّفلِ يَسْكُنُهُ
    دموعَ البَيْنِ والفَقْد
    ويرقُبُ شُحْنَةَ المُؤَنِ
    لتُسْعِفَهُ ببعضِ القوتِ للبَدَنِ
    فهل تكفي بِشارَتُها !!
    وهل من جوعِهِ تُغني؟!!!!
    يفتّش في فضاءِ الله ِ
    عن طيرٍ يُسائِلُهُ
    عن الخِلّانِ والبلدِ
    وداعاً قالها المَنْفِيْ. ..
    لأصحابٍ وجيرانِ
    وحتى الآنَ لم ترجِعْ أصابِعُهُ لقَبْضَتِها
    فهل تُطْوى حُشاشَةُ روحِهِ...
    والكفُّ مبسوطٌ بتَحْنانِ
    وذا خبري .....
    فهلْ في البحرِ ِِ مثلُ ملوحةِ الأحزانِ
    في قلبي وفي وطني ؟!!!!


    شَذَراتُ حلم
    =======
    رفّت بأحلام الفؤاد جفونُ ..
    علّ اللقاء بمقلتيهِ يكونُ
    كمُ خاصمتني في الفُراقِ وِسادتي !!
    وتقاذفتني حَيْرةٌ وظنونُ
    أنتَ الذي لا عيشَ يصفو دونَه
    ففؤادنا عَلِق الهوى ويصونُ
    مَكْلومةٌ من دونكمْ أيامُنا
    للشامتين مخالبٌ وغبونُ
    إن أدخلِ المحرابَ محرابَ الهوى
    رُفِعتْ تراتيلُ النوى ومُتُونُ
    عُدْ كالربيعِ إلى الحياةِ مُبَشِّراً
    فالعيشُ في كنفِ الغياب مَنونُ
    ما غرّدتْ ورقاءُ نجوى قلبِها
    إلا استفاقتْ للشجون ِ لُحونُ
    هل غادرَ الأيامَ رَيّى روحها
    أم أقبلتْ للعاديات فُنونُ
    فتصحّرتْ في البين جنّات الرؤى
    وتقوّست للرّاحِلات مُتونُ
    ما ضرَّ لو حَطَّ الرَّحال برَبْعِنا
    وتدفَّقتْ للأمنياتِ عُيونُ؟!!


    في محراب ذكراك
    =======
    قابَ قوسينِ ونبضٍ واجفٍ..
    من صرير الليل
    مرّتْ في سماكْ…

    حافِلاتُ الذكرياتِ الصُفْرِ..
    أسراباً تغنّي ..
    في غناها ما شجاكْ

    أنعشتْ صمتَ المساءاتِ
    بعطرٍ..
    ثمّ أحيتْها بقطرٍ من نَداكْ

    أفرِدُ الماضي ربيعاً زاهياً.
    من حرير الوقت ..
    حاكتْهُ يداكْ

    أجمعُ الغيمَ قطيعاً وادِعاً ..
    ثمَّ تُقصيهِ هراواتُ جفاكْ ..

    ما لِعَينِ الشمس..
    يهمي دمعُها..
    حين تنأى عن سمائي مقلتاك ؟!!

    هاتِ كاساً ..واسكبِ الشوق بها
    اِسقنيها ..
    ذابَ عمري في هواكْ

    ياربيعاً شفَّهُ برْدُ النّوى
    زهرة الترياق ..
    حرف ٌ من لَماك

    ليتنا نطوي مَفازاتِ الجفا ..
    دَمِيَ القلبانِ من شوكِ جفاكْ


    أنفاس الضياء
    ======
    أملأ الروحَ بأنفاس الضياءِ
    وأرتوي نورَ الصباحْ
    أُسعِدُ العينَ بأزهار الندى
    وبأغنياتِ حساسينِ الصدى
    تشتاقُ للروح الإلهْ
    شكراً لأني أرتدي. ..
    يوماً جديداً في الحياةْ

    ****

    أزورُ ذاكَ البحرَ آناءَ النهارِ
    أعاندُ الأمواجَ ..
    يغمرني الزبدْ
    نتبادل الغزلَ النبيلَ
    و يرعش الجسد نسيم عابرٌ
    آتٍ على سفن الجمالْ
    فأذوبُ في سفرِ النوارس
    و هي ترحل من دمانا. .
    فوق أجنحة الخيالْ
    ثمّ تمطرني جمالا ...وانتشاء
    شكرا لأني اليوم في هذا الرَّواء
    ***
    قاربُ الصياد أضناهُ السهرْ
    مترنّحَ الخطوات.ِ ..
    يحدوهُ الرجاءْ
    يعيدُ بالمجدافِ .
    توزيع الأغاني في المياه
    شكراً لأني أحتسي نخباً مضيئاً للحياةْ
    **،
    غابتي السمراء في الوادي الرطيبْ
    قِبلة الأحلام في ظلّ المساءْ..
    أفرش الروحَ بساطاً للحفيفِ
    يغزل البدرَ طيوفاً من ظِلالْ
    تهمس الشمس بأسرار المغيبِ
    خلف كثبان التلالْ
    فينزوي صخب المدينةِ...
    ينتشي في خافقي. ..
    عبق الحكايةِ
    ألفَ نبضٍ للشفاهْ
    شكراً ...لأني لم أزلْ بنتَ الحياةْ


    (الأربعاءالملحمة)..
    (كتاب ادبي يوثق لمعارك الكرامة في الخامس والعشرين من تموز 2018 التي خاضها أبناء جبل العرب الأشم ضد اعداء الله والإنسانية وفكرهم الظلامي التكفيري
    وقد كان لي شرف المشاركة فيه بهذه القصيدة… )
    أرواحٌ بيضاء
    =======
    ما يواري طارقُ الليلِ الغريبُ؟؟
    مديةً للغدرِ.؟؟.فالوجهُ مُريبُ!!!
    دهشةٌ الأحداق ترميها سؤالاً
    أي ّ ليلٍ هذاَ ألقتهُ الخطوبُ ؟!
    أيُّ أرْيــاحٍ حَقــودٍ حَمَلَـتْ
    سُمَّكمْ نحوَ بلادي ..مَنْ يجيبُ ؟!
    شهوةٌ للذبح طالت نارها
    في عيون الليل أزهارا" تطيبُذ11 111
    وسَواطيرُ ثعابينِ الدّجى
    جَزَّتِ الأعناقَ فانسابَ الوَجيبُ
    سفنُ الهيجاءِ حطّت رحلَها
    لا عناوينَ لها إلا النّصيبُ
    تزهِق الأرواحَ ثلجٌ كفّها
    وارفاتُ النومِ.. والحلمُ رَطيبُ
    عَبَثاً راحتْ تُباري حتْفَها
    والمنايا سهْمُها ليسَ يَخِيبُ
    أيُّ دِينٍ يُورِثُ المرءَ دماً
    بارداً كالموت...والعينُ لهيبُ؟!
    من جحورِ الكفرِ جاؤوا بالرَّدى
    يسفحونَ العمرَ والحلمُ خَصيبُ
    أنجبَ الفجرُ صباحاً راعِفاً
    داميَ الكفّينِ.... فالمهدُ غروبُ
    *****
    فانبرى الصِّيدُ الكواسِرُ كالقَنا
    يلجُمون الغِيَّ في الوحشِ الطّريدِ
    يُزرعونَ الأرضَ عزّاً و سَنا
    ينزعونَ النّابَ للخصمِ العنيدِ
    واهبين َالعمرَ كُرْمى للحِمى
    يسكبونَ الرّوحَ لحنــاً للنشيدِ
    يعدلون الصبح ميزان الورى
    يهزجون النصر في ناي القصيد
    كلّما جُنْدِلَ منهمْ فارسٌ
    زغردَتْ من عِزّة أمُّ الشهيدِ
    بُورِكت أرواحُهمْ كمْ سَطّرَتْ
    قصصاً للمجدِ في سِفْرِ الخلود!!


    سراب
    ====
    كبدرِ الدّياجي تضيء ُ اغترابي.
    وتروي أديمي بغيثٍ سُلافِ
    فيصحو ربيعي ...ويخضرّ عودي
    وتُزهرُ حول الأماني ضفافي
    وأتبع ُ شوقي فأمضي إليكَ ..
    على متن ِ حُلم ٍ .و زورقِ غافِ
    فتأنسُ روحي ويسكنُ موجي
    وأهدي إليك َ عيونَ القوافي
    وأرجع ُ منكَ ك راعٍ يقودُ
    قطيعَ السّرابِ برمل الفيافي ..
    *******
    .أعانقُ فيكَ نجومَ المُحالِ
    وأرشفُ منها رحيقَ الأمل ْ
    وتعلو بقلبي... أزاهير شوقٍِ
    أطوفُ كنحلٍ لجنيِ العسل ْ
    وأقْفِل فجراً بخُفّيْ حُنَينٍ
    فأطوي شراعي ..ويندى الخجل ْ
    إذا متُّ عشقاً ...فزوروا ضريحي
    وقولوا شهيدةَ ذاكَ الأملْ


    هديل الوجد
    =====
    هديلُ الوَجْدِ أُغزلُُه عِتابا..
    أيُطوى العمر ُ نأياً واغترابا ؟!!!
    وأشقى قربهُ في اليمِّ غرقى
    وفي الميناءِ... يحْترفُُ الغيابا
    كأنَّ الحُلمَ مِشكاةُ الأماني ..
    يهدْهِدُها ... يوَسِّدُها الرِّغابا
    أنقّلُ مُهجتي أنّى التقينا
    برابيةٍ ..وذاكَ الملقى طابا
    وبين ضلوعهِ أودعتُ قلبي
    وفي عينيهِ أفترشُ السّحابا
    توخّيتُ الرّشادَ ..وكانت دأبي
    وأنّى ...والنوى باللب غابا
    بناتُ الدَّهرِ ما رقّت لحالي
    فزادتنا سِقاماً واكتئابا
    وعَذْلُ الناس ِ تحكُمهُ ظنونٌ
    فتجلِدُنا وتجتنبُ الصّوابا
    عنيدٌ فارسُ الحُبّ المُعَنّى
    وينهَلُ كوثرُ اللُّقيا سَرابا
    تَوَضَّا في ندى الذِّكرى وصَلَّى
    وأفنى الدّهر َ صَبْراً واحتسابا
    وأسألُ من بَراهُ الشوق ُ يوماً
    فلا رُسُلٌ تبلّغني جوابا !!!
    ولا غيثٌ يُروّي قحْطَ روحي
    هجيرُ البين ِ صيَّرَها يبابا
    إذا ما زادَنا الهجرانُ وجْداً
    رجونا الله وصلاً واقترابا
    ولستُ اليومَ مُنقطعٌ رجائي
    يشقُّ الله باباً ..ثمّ باباً


    نور عشتار
    ======
    كأني بعشتارَ ذات احتراقٍ
    تبارك عَرْفَ البخور السّجين
    حفيفَ خيالاتنا في البراري
    و روحاً تُعاقِرُ راحَ السنينْ
    وشمساً تغني لتحيي بذوراً
    تعيش الصدى تحت ثلجٍ مَكِين
    فكمْ من هلالٍ تنزّلَ فينا
    لنبني قناطرَ من ياسمين
    و تنهيدةُ العطر في كلِّ قلبٍ
    تقشّرُ أحزانهُ كلَّ حين
    وكم حلمٍ قد وأدْناهُ فينا
    ليبقى نزيفاً رهينَ الشجون
    لأعلنَ أني سأحيا ربيعي
    كما تشتهي نجمتي أن أكون
    بنفسجةً في ظلال الحروفِ
    تفيءُ إليها رجاءَ السكون
    تجرّدتُ من هيكلي في فضاء
    يضاحك نجماتهِ زيزفون
    هو الرقص في مفردات الغمام
    نبوءة بدر بليل الجُنون
    أمرُّ على الأرضِ أحلامَ غيث
    يهزّ الحياة بلحنٍ حنون
    بنورٍ يسيل على ضفّتيها
    وما أثملتني قطوفُ الظنونْ
    سأكتبُ من أجل ألا يواري
    هديلَ الحمامِ صهيلُ المنون
    سأطعم نيرانكمْ جزْلَ روحي
    لتشرقَ أحلامكم في العيون


    قمر مسافر
    =======
    أسرجتَ أجيادَ الرحيل
    بلا وداعْ
    ومضيتَ..
    مضيْتَ لا تلوي على طيرٍ تهاوى...
    في سراديب الضياعْ
    يا هارباً بقيودهِ ...
    لا الشوقُ أورى عودَهُ الغضّ...
    ولا شمسُ الاماني ..
    حررتْ أحلامه
    قيدَ الذراع
    يا أيها المهزوم كالساديِّ ..
    آناءَ الحياة
    اليومَ تهزمني بأسلحة الغيابْ
    يا قاصداً وهم انزياحاتِ السراب
    **
    على زفير الروح ....
    أصلُبُ قامتي
    فتصيبني كلّ السهامِ..
    تردّ أسئلتي إليَّ ..
    بمَ أجيبُ ؟!
    بمَ أجيب. ..
    إجابتي ..وشْمُ التمزق والصراع
    **
    ابتعدْ ...
    ابتعد ..ولْتمضِ في لُجَج الضباب
    اِمضِ ..فهذي مدائنٌ للعاشقينَ
    قلوبهمُ شهُبُ العطاءْ ..
    ستظلّ تشرع شمسها للأوفياءِ
    و توصدُ الأحلامَ في وجهِ الغريب
    ***


    (قُبَيْل اللقاء)
    ======
    قد حملتُ الوردَ أرْنو وصلَها
    يَشْرَئِبُّ القلبُ في نبضٍ صَدِ
    غادةٌ ترفلُ في بُردِ الصِّبا
    تنثني !! خَطْوَ غزالٍ شاردِ
    تستعيرُ الحسنَ من عين المها
    ضامرِ الخصرِ شهيِّ الموردِ
    قلت مشتاقٌ ..فمالت غنَجَا:
    لا تزدني لهفة واتّئدِ
    مترَف أنتَ بأسباب الهوى
    كيف لا أهمي كحبّ البرد
    كيف لا أهوى كريماً وجهُه
    فرقدُ الليل وشمسي في غدي
    والرؤى راحت تُمنِّي خاطري
    أنعشت قلبي وأبلتْ جلدي
    شفّني الشوق إلى رؤيتها
    وسما الحلمُ بروجَ الموعد ِ
    أتُراها نسِيتْ ميعادَنا
    وطبولُ الوجدِ هزّتْ مرقدي؟؟!!
    أمْ أحسَّ الحيُّ فاصطفُّوا لها؟؟
    لهفَ نفسي!! ..ليتني لم أُولدِ..
    وقصيدي باقةٌ نسّقتها
    فزهور الشوق غارت ْفي يدي


    جمرُ الغياب
    =====
    الوقت ُفي ليل ِاغترابِك بعضُ نار
    شاختْ به الأحلام ُ..
    أنهكها الحداد
    وقضمت ُ فاكهةَ اللهيبِ المرِّ
    أغرقني الرّماد
    كلُّ المواسمِ أجدبتْ ...
    والليل ُغشّاهُ السّواد

    ماذا تركت َلخافقي يحيا بهِ
    عطراً تغلغلَ في الثياب ؟!!
    أملاً تهاوى في الدّروبْ ..
    متشرنِقاً بالذكريات...؟!!!

    عبثاً أحاور ُ أسطري
    لأراوغَ الشوق َ العنيد
    اليومَ تنتحرُ القصيدة ُ بالغيابْ
    وحروفها تاهتْ على سككِ الحنينْ
    وكأنّني ما رُضتُ يوماً خَيْلَـها
    أو...ما كبحتُ جِماحها ..
    بعِنان قافية شرود

    لأظلَّ أمضغ ُ حسرتي
    والقلبُ يرتشفُ المنى
    حتى يبرّد جمرتي
    وينير أقمارَ الأماني
    في عباءة ِعتمتي
    وفتحت نافذة السنا
    أرنو لقافلةِ الرجوع .


    عشقٌ في خريف العمر
    ===========

    ماذا جرى ؟!...،مُتمَرِّد ٌ إحساسي ..
    والشّيْبُ يضحكُ من لَظى أنفاسي.
    عشقٌ ترَبّع َ عَرْشَ قلبي خِلسةً
    بات الزعيمَ بحضْرةِ الجُلّاس ِ
    أضحى فؤادي مُضرّجاً بحنينهِ..
    وسِهامُ لَحْظٍِ في الهوى حُرّاسي
    ماشفّني ألَمٌ .وأرّقَ نجمتي سُهْدٌ....
    كهذا السّهم ِفي إحساسي
    وأعيش في نار وقودها أضلعي
    إن أضرب الأخماس بالاسداس
    أذكى شموعَ الوجْدِ داخلَ حُجرتي
    وخيالُه ُهو روضة استئناسي
    راحَت تعللُ صاديات ِسحائبي .
    بغرامهِ المسْكوبِ خَمْرةَ كاسي
    الطيرُ يشدو في غُصون ِخمائلي
    الليلُ يُشقي . و النّهار ُ يُواسي
    كنتُ الخَلِيّةَ لا هموم َ تَغُلُّني ..
    واليومَ في شرَك ِالغرام ِأُقاسي
    ارددْ إلى صمت الجليدِ وقارَهُ
    وإلى جُفوني غانيات ِ نُعاسي


    حديث الجلّنار
    =======
    أضنى الزمان فؤاداً كنتُ أملكهُ..
    ودسّ لي في شهّيات المنى وَصَبا
    ياليت شعري إذا هبّتْ نسائمهُ
    في خاطري فاستحلّ الروحَ والهُدبا…
    أكانَ ما بيننا أضغاثَ بارقةٍ
    في شُرفة العمر ..أم كان الهوى سببا ؟!
    ما بالُ داليتي بالظلّ غارقةً
    تعتّق الصمتَ والأحزانَ والعتبا ؟!!!
    عرّج على جرحنا إن جئت مُحتسباً
    انفخْ بمجمرهِ أو جدّد الحطبا
    سيحرقُ العذلُ إن وافيتَ أجنحتي
    ويعبرُ الشوقُ أنهارَ الجفا خَبَبا
    للريح ما جمع النكرانُ من وجعي
    وللأراجيح ما أهدى وما سَلَبا
    كنّا كأطيار ضوء كلما غرَدَتْ
    تمايل الفجرُ من ألحانها طربا
    قيثارةً من ندىً.. للورد ضاحكةً
    تطرّزَ الحبَّ في أمدائِنا سُحُبا
    أزهارُ رابيةٍ تلهو بمهجتنا
    ريّانةً ..والسنا من نبعنا شرِبا
    كنتَ المسافرَ في أقطار قافيتي
    من نورها ترتدي أثوابكَ القُشُبا
    تختار من جنّتي أزهى زنابقها
    واليومَ أمستْ قناديلُ الهوى حُجُبا
    أهلّتي من عشيّات الحمى رحلوا
    أسامرُ الحرفَ والقرطاس والقصبا
    أمضي وذاكرتي الخضراء راحلتي
    ناءتْ بقصّتنا فاستوفزتْ غضَبا
    ما حاجتي بهوىً جفّتْ مناهله
    و الهجر- مابيننا- قد أنبتَ العُشُبا
    لا رأفةً بغَوِيٍّ راقَهُ نصَبي
    ولا فدىً لشقيٍّ بالسراب كبا
    هذي قصاصاتُ آلامي أبعثرها..
    في جبهة الأمس فالربّان قد رَغِبا


    أحلام مؤجّلة
    ======
    أحتاجُ أجنحةَ الفصولِ وخَطْوَها..
    أحتاجُ عُمراً وافِداً لا يغتدي
    أشتاقُ من لغةِ البراعمِ عطرها
    ولأحرفٍ عصماءَ لمّا تُولَدِ
    وإلى تراتيلِ البلابلِ جَوْقةً
    ثمِلتْ بخمرِ الفجرِ والزهرِ النّديْ
    حتى ألامسَ روحَكَ البِكرَ التي
    سكبتْ هُطولَ الشعر في مِينا يدي
    أحتاج أحبارَ الصّحائفِ كلِّها
    و جميعِ أوراقِ الزمانِ السّرمَدي
    وقصائدَ الشعراءِ والعشّاقِ في
    ســَفَر البداوةِ والحضارةِ والغدِ
    لأبثَّكَ الشوق َ المسافر َفي دمي..
    وصَبابتي وتنسُّكي وتهجّدي
    وأريدُ أحلامَ الربيع وشمسَهُ
    لأعمّدَ الكلماتِ حينَ المولدِ
    أحتاجُ كلَّ تمائم النور التي
    جعلتْ سليمانا ً كليمَ الهُدهِدِ
    كيما أناجيَ دوحةً في روضكمْ
    تدنو بسربٍ من قَريض ِ المَعبدِ
    سأبيعُكَ الحِلْمَ الرّشيدَ وأشتري
    طفلَ الهوى يسْري نبيًّا في غدي


    طائرُ الشوق
    =====
    يا طائرَ الشوق ِلا تقرَبْ نوافذَهم
    قد أوْصدوها.. ومن أوقاتنا رحلوا
    قد أفقروني إلى بدر أسامرهُ
    دمعي لكلّ زهور الصبر يختزلُ
    كانوا إذا سمعوا شدْوَاً بشُرْفَتِهم
    تهلّلَ القلبُ ..راحَ الحُبُّ ينهَمِلُ
    كنتَ البشيرَ تزفُّ الصبحَ أغنيةً
    في مركبِ العشقِ ربّانُ الهوى جَذِلُ
    صباحكَ الثَّرُّ أغلى من يزورُهُمُ
    اليومَ عافوه.. للأزهارِ قد همَلُوا
    لا ترهِقِ القلبَ بالخيباتِ تحمِلُها
    مِلْءَ الحنايا.. فَدَاءُ الحزنِ ينتقلُ
    تغفو حزيناً وفي الأحلام إن عبَرُوا....
    تصحو سعيداً وليتَ الحلمَ يكتملُ
    تلكَ الحكايا بذاكَ الركْنِ مهملةٌ
    قد أوْدعوها كُفوفَ الريح ِما حفِلوا
    لا تنفق ِ العمرَ ترنو دربَ عودتهم
    ها أدلفَ الليلُ والأحبابُ ما وصلوا
    تمضي كَسِيرَاً وفيكَ ألفُ أمنيةٍ
    لو ودّعوكَ فإن العمرَ مرْتَحِل ُ
    غابتْ أحاديثُنا ..ضحكاتنا ذَبُلَتْ
    كغمرةِ الموجِ ما جادوا وما بخِلوا
    لا تُتلفِ النفسَ وجداً إن غدوا ظُعُناً
    في عُهدةِ الله ِإن ْحلّوا أو ارتحلوا
    يا طائرَ الشوقِ احملْ عطرَ قافيتي
    على جناحيكَ وانزلْ حيثما نزلوا
    هل يُورِقُ القلبُ بعد البرد ِبرعمُهُ
    وهل يكونُ لهُ بالحُبِّ ينفَعلُ؟!
    يا طائرَ الشوق ِ إمّا جئت دارَهمُ
    اقرِ السلامَ إليهمْ. . دونكَ الأملُ


    نزيفُ حلم
    =====
    سيفُ الأحزانِ أراقَ دمي
    يتقطّرُ شِعْراً من قلمي
    أيامي سلّة صُبّارٍ ٌ
    لا يزهرُ حلمٌ من عدمِ
    غِربانٌ تنهشُ دوحتنا
    ويعضُّ الجرحُ على الألمِ
    أنلوِّحُ للفجر الأعشى
    أمْ نصرخُ في أذُنِ الصَّمَم؟؟ِ
    كلّ الأحلام معلَّقةٌ
    كنجومٍ في سقفِ الظُلَمِ
    هانتْ أوجاعُكَ يا وطني
    فتلبّسْنا حُمّى الندمِ
    كُنّا مشروعَ نبوءاتٍ
    للشرقِ بأحضانِ القمم
    حتّامَ ستكبو أفراسي
    وتضيعُ شموسي في الأُّكَمِ؟؟
    الزهرُ تأبّطَ صحوتَهُ
    والغيمُ تحلّلَ من ذِمَمِ


    إلى أين تمضي ؟!
    ========
    إلى أين تمضي ..
    ودونَ الرحيلِ سُرادق وجدٍ
    تحيطُ الرواية ؟!
    مسايل ُحزن تخدّدُ قلبي
    وصحراءُ خوفٍ من اللانهاية
    أمدّ جسور العبور إليّ
    لأدرِكَ حلماً تخطّى الوصاية
    أطاردُ طيفا يلاحقُ طيفي
    تميدُ رمالٌ ..و تكبو بداية
    أعرني حروفاً لتحملَ جمري
    فقد أحرقَ الليل غصنَ الحكاية
    تصوغُ الرحيلَ أراجيزَ نهرٍ
    لهُ في المهاجر زحفٌ وراية
    ترطّب خدّ الصباحِ بوعدٍ
    و جفنُ الغروبُ يفيض السقاية
    أنِلْ ضفّتيكَ اخضرار الأماني
    تمهّل فما العمر إلا غواية


    أيّها الموت ..
    =======
    أريدُ مزيداً من العمر حتّى
    ألوّنُ بعضَ الفضاء بلَوْني ..
    مزيداً من النور حتى أصلّي
    صلاةَ المسافرِ عن روح حزني
    مزيداًً من الأغنيات ليعدو ..
    نسيمُ الحقول جَموحاً بكَوني
    لأمكثَ في شرفات الصباح
    أطرّزُ عمراً جديداً لمُزني
    فكم قمرٍ ولّدتْه الأماني
    وفي زحمة الغيمِ ينفضُّ عنّي
    تسلّلَ تحت جناح الكسوفِ
    توضّا بنهري ولمّا يزرْني
    أفتّشُ عنه فلا أهتديهِ
    ويضحكُ كالبهلوانِ بِرُدْني
    وكم من إلهٍ ترجّلَ فينا
    وبدّدَ فيضَ سناهُ التجنّي
    ويتلو وصايا العشاء الأخير
    فينهضُ قلبي ويهتفُ زِدْني
    كريحٍ بَتولٍ تهزُّ انكساري
    تحاولُ دفعَ خيولِ التمنّي
    سأحملُ جمرَ الحياة وأغدو
    فتنضجُ خضرُ السنابل منّي
    سأملِكُ وقتاً لأروي احتراقي
    وأصنعُ ناياً جميلاً للَحْني
    ألا أيّها الموتُ رفقاً بحُلمي
    فمازال طفلاً بعمرِ التغَنِّي
    أفي مثلِ هذا الربيع سأمضي
    و ما زال ثغرُ الحياةِ يغنّي؟!
    بفكرتنا ضاقَ هذا الزمانُ
    تعالَ بثوب المجازِ وخذْني


    ((لمنتدى حديث الياسمين كتبت ..))
    حديث الياسمين
    ========
    من لي بروضٍ لم تنلْ
    من حسنهِ ريحُ العوادي؟!!
    كالياسمين إذا انتمى
    مهما تفاخرتِ النوادي
    تصحو بشائرُ فجرهِ
    من غوطتيهِ على بلادي
    تسمو مراكبُ سحرهِ
    فوق النجائدِ والوهادِ
    فإذا تفتّحَ زهرهُ
    لفحتهُ أنسامُ الودادِ
    جنّاتُ شعرٍ أرضهُ
    وفُراتُهُ عذبُ المدادِ
    ومحمّدٌ ربّانُهُ…
    جَذلانُ مُخضرُّ الفؤادِ
    قمرٌ توزّعَ نورُهُ ..
    ليضيءَ أحلامَ العبادِ
    يا بِشرُهُ من منهلٍ
    متهلّلٍ والكلُّ صادِ
    ميلادُ أيامِ السنا
    النّيّراتُ كما التّلادِ
    بالحبِّ يشدو صوتنا
    يا روضُ تسقيكَ الغوادي


    شمس النصر
    ======
    مخضّبةٌ بَناني والقوافي ..
    وبعض الشعر جَمْرٌ باليدين
    هي الشامُ العقيقةُ في ضلوعي
    وشمسُ الله بين الخافقين
    تلوكُ الصبر من تسْعٍ عجافٍ،
    وما افترَّ المدى عن دمعتين
    أسائلُ "قاسيونَ" عن الليالي
    ويُشجيني حديثُ "الغوطتينِ"
    ألا يا مهدَ روحي يا سلامي
    و يا سرّ الهوى بيني وبيني
    فديتكِ ..حطّمي أصفادَ ليلٍ
    دهانا ..و ابْزغي كالفرقدينِ
    متى تهدرْ إلى مجدٍ خُطانا
    نشقّ الفجرَ نهراً من لُجينِ
    بأرواحٍ تطاوع من عليها
    نردّ الحقّ صِرفاً غير دَيْنِ
    إلى "حلبَ "العصيّة زحْفُ جيشٍ
    يرتُّل حُبَّها بالأصغرينِ
    نُذيقُ المعتدين من المنايا
    كؤوسَ النار تُسِلُمهم لِبَيْنِ
    ونقطعُ دابرَ الإرهاب خَسْفاً
    فيمسي الظلمُ طيفاً بعد عينِ
    ونجلو من سدوف الغيم شمسا
    طواها الليل حَيْنا بعدَ حَيْنِ
    تنفّسَ فجرُها الريّانُ وعدا
    و "إدلبُ" ازهرتْ بالمُقلتين
    ستملأ من شذور الشّعر نهري
    ويرسو نصرها قمراً بعيني
    سُقيتِ الغيثَ يا أرضاً تعافىْ
    وقوسُ الفجرِ زانَ الحاجبينِ


    شمس اليقين
    =======
    قسماً بأنَّ النهرَ حَيْ
    وبأنّ ما قد ماتَ حيْ
    لا شيءَ في التابوتِ
    و الأحلامُ شرنقةٌ…
    ستجهضها خفافيشُ السكوتِ
    فلا تَهُنْ

    انزعْ شموسكَ من دياجير المحنْ
    واطردْ تواشيحَ الشجنْ
    المجدُ مجدُكَ يا وطنْ
    وجذورُنا عندَ العواصفِ تُمتحَن

    فلا تظنَّ الفجرَ سكرانَ
    ولا يعنيهِّ يوماً أن تُجَنْ
    الحبُّ فينا ليسَ يفنى أو يموتْ.
    اسقِني ..
    فالخلدُ فنْ

    ذي الشعلةُ الحمراءُ في حُضنِ الفلكْ
    تومي بأهدابِ السّنا : انْ هيتَ لكْ

    فِرَقُ الخطوبُِ تتابعتْ
    والريح فينا زلزلتْ
    ْأوتادَ فزّاعاتنا
    وَرَمَ الكفن

    فاخلعْ عماماتِ الفتنْ
    و اتركْ تلابيبَ الوهنْ
    النورُ جُنْْ

    فاجعلْ نهاركَ سرمدا..
    واكتب على هامِ المدى
    عاشت شموسُك يا وطنْ

    غريب
    =====
    خلف الليالي طريداً للضياءِ سعى
    والحزن من مقلتيهِ نالَ مُتَّسعا
    مُكسَّرُ الخَطْو ِوالمنفى ينوءُ بهِ
    يا حاديَ الهجر فينا للأمان نعى !
    يمشي الهوينى ..فلا ظلٌّ يرافِقُهُ
    ولا نديمُ الأنا من صفعِها شبِعا
    وكم أناخَ بباب الليلِ أمنيةً
    يهزّها الفجرُ بالنُّكران إن سطعا
    مقوَّسُ الحلم لا شمساً يطالعها
    فالصبحُ مُحدودبٌ والأفقُ قد جُدِعا
    يا ليتني قبل إتيانِ الرحيلَ فتىً
    تصدّع الغيبُ واستشرفتهُ جَزِعا
    ما للثواني هنا شُدَّت حَبائلها
    إلى جبالٍ رَزانٍ ليلُها رَتَعا
    لي غائبٌ في ظِلال الروح مسكنهٌ
    داعي الحنين إليه بالوفاءِ دعا
    ملءَ الضلوعِ صريرُ الخوف يحفرُ بي
    في دفّتيهِ رأيتُ الموت َ مُجتمِعا
    أعائد?!!!!ٌ..فالنوى نصلٌ بخاصرتي
    وطائر الشوق آلامَ الجوى سجعا
    وأحفظ ُ العهدَ ... بيتي لا أفارقُه ُ
    ليت َ الزّمانَ وفيٌّ للعهودِ رعى


    جِمار العتاب
    ========
    سقط العتابُ على فؤادي مِبضعا
    واغرورقتْ عينُ السّهادِ لتدمَعا
    وتصدّع الأملُ المتوّجُ بالسّنا
    وبنى على جَدَثِ الحقيقة مخْدَعا
    فأحال جنّاتِ البيان معابداً
    فيها بناتُ الشوقِ أبلغُ منْ دعا. ُ
    يا عاذلي.. والصدقُ أدعى أن أَفِي .
    لولا عهودُ الله حالتْ نُزَّعا
    لم تنصفِ القلب المعتَّقَ بالجوى…
    ورميته بالغدر سهماً موجِعا
    الشمسُ تعلمُ أنني من نسْلهاِ
    وبأنني ثديَ الخَنا لن أرضعا
    لو كنتَ تبلو جمرة العشق التي
    لذعتْ شغافِ الأمنياتِ فتجزَعا
    أو كنتَ تدري ما يؤرقني الوفا..
    أشعلتَ من شمعِ الوفاءِ أصابِعا
    منذا يعاينُ ما يكابدهُ الفتى
    إن تزرعِ الايامُ فيه توجُّعا ؟!!
    ألقيتُ قلبي في شراكِكَ طائعا ..
    أولى بهذا الطيِر ألّا يَصدَعا
    لكنّهُ القدر المحكّمُ في الورى
    والمرْءُ ماضٍ عاصياً أو طيّعا
    أنت المُجَلِّي والمُصَلِّي في الهوى..
    والكلّ يجري في ركابكَ خُضَّعا
    لتُشِعَّ في أفقي شهابَ قداسةٍ
    وتطوّفُ الأفلاكُ حولك تُبّعا


    الأسير
    =====
    وهناً على وهنٍ مضتْ أحوالُ
    ما كلّ أثمارِ الزمان تُنالُ
    ضاقتْ به الأرضُ الرؤوم بأهلها
    فنَبا ..وراح تضمّهُ أغلالُ
    و لهُ مع الفجر الزلال حكاية
    وله مع الليل الكظيم مقالُ
    يقتادُ عمرَهُ ظاعِناً خلف السنا
    وله على شفةِ الرجاء سؤالُ
    هل يُزهر العمر المضرّج بالأسى
    وتلمّ نزفَ جراحه ٱمال ؟!!
    وعليهِ أن ينسى هزائمَ روحهِ
    في غابٍة آسادها أفيالُ
    متثاقلون عن العدالة والعُلا
    يُستمطَرونَ و غيثُهم أوحالُ
    يا قلبُ صبراً فالحياة مواقفٌ
    ولكلِّ فتحٍ قادةٌ ورجالُ
    لا تنطفي في الظل مثل يمامةٍ
    مغلولةٍ ... و فضاؤُها يُغتالُ
    ليثٌُ فناَءُ عريِنِهِ زنزانةٌ
    ويمورُ في أغلالهِ يختالُ
    لن يقطفَ الأغرابُ في يُسرٍٍ دمي
    فأنا. العقابُ وغَضْبتي زلزالُ
    هي جمرةٌ أخرى وتفترّ الوغى
    و يفورُ في صَلصاله رئبالُ
    إن كان في رغدِ الحياة مذلةٌ
    فلتضطرمْ في مضجعي أهوالُ


    **مشاعل النور **
    ==========
    سكبَ الضياءُ براحتيهِ الأنجُما
    والمجد ُ خَطّ على الجبينِ معلّما
    عشِقَ المحابرَ والمنابرَ والسْنا
    مستبشراً مهما الزمانُ تجهّما
    ليُغيثَ نشئاً من نَمير بحورهِ
    زغْبَ الحواصِل في مفازاتِ الظّما
    أنت الربيعُ وللربيع قداسةٌ
    يزدانُ روضكَ بالمَهابةِ مُفعَما
    ومؤذّنٌ في الصبح ..أنْ أشْرِقْ هنا
    فالطيرُ تصدح في رُباكَ ترنّما
    والغرسُ يهفو للمعالي صادياً
    طوبى لمن ردّ السهوبَ مواسِما
    لم تستكنْ والليلُ يبسُطُ كفّهُ
    تختالُ وضّاحاً وغيرُك أظْلَمَا
    وتشاطِرُ الآباءَ فيضَ محبَّةٍ
    لبراعمِ الاحلامِ كي تتنعّما **;
    الحربُ تُثْخنُ في بلادي عتمةًً
    فاسْكبْ رحيقك في جراحي بلسما
    أعلنْ على ليلِ الجهالة صحوةً
    وازرعْ بذورَ الفجرِ ..نغزُ الأنجما…
    أسلافنا بالعلم قد سادوا الدُّنى
    وتراثنا أهدى الحضارةَ مَعْلَما
    فانثر ْ لآلئَ أصغريك على الورى
    شتّانَ ما بينَ البصيرةِ والعمى
    نعم المبشّرُ في الأنام معلماً
    صلّى الإلهُ على الرسول وسلّّما


    تحية الى الجولان
    ========
    سلامٌ عليكَ
    على غُرّةِ الصبحِ في ِ مقلتيكَ
    سلامٌ على شفَة النورِ ..
    تستمطرُ الحرفَ ..
    من مُعصِراتِ الرجاءِ
    و تحبو معانيهِ بين يديكَ..
    سلامٌ عليكَ

    سلامٌ على تينةٍ لم تنمْ
    تهدهدُ في معطفِ الليل..
    نهرا من الحزن ليس ينامُ
    تقصّ على الأرض شوق الغصون لسربِ حمامٍ
    يلفّ الشآمَ… ْ
    يلفُّ الشآمَ ..
    وقمح القيامة في راحتيكَ
    سلامٌ عليكَ

    سلامٌ...
    على مُثقَلٍ بالضجيج..ِ..
    وعزمِ الرياح
    ويرسِف ُ في قهرهِ..
    كالهَصُورِ الجريحِ..
    يحمْحِمُ..يشكو إليكَ.

    أجولانُ يا نبعة الصامدين
    أجولان يا قِبلة العاشقين
    من اللهِ نصراً وفتحاً مُبينا…
    من الله نصراً وفتحاً مبين

    سلامٌ عليكَ
    سلامُ الإلهِ عليكَ



    عوسَجُ الشرق
    ======
    سِياطُ القهرِ تجْلِدُني
    وتصلبني بلا مطرٍ
    على بوابة المنفى
    تؤرّقني ....
    أنا الأمواجُ لا تَغْفى
    وأشجاري .مُطعَّمةٌ
    بنسغِ الحزن ِفي أكواخ حارتِنا
    أنا المسحوقُ والمشنوقُ..
    من شريانِ عتمتنا
    فمعذرةً أيا درويش ُ معذرةً
    نُدُوبُ الجهلِ في الأوثانِ لاتَخْفى
    *
    أنا العربيُّ ..
    صار الوَسْمُ سكّيناً على عنقي
    وسَجَّاناً على أفقي
    وشيطاناً على وَرَقِي
    أنا المحروقُ في كانونِ أدياني
    جِمارُ الحقدِ لا تُطفا
    **
    أنا المَنْكوبُ ..
    ..والمصلوبُ في حُمَّى عروبتنا
    يموتُ الدّهرُ من سَأَمٍ
    ولا تُرجَى قيامتنا
    أنا المسكون بالنيرانِ والعوسجْ ..
    تنوءُ بنا قداستنا

    أنا المطعونُ في وطني ..
    وجرحُ الأهلِ لا يَشفى


    برسْمِ العروبة
    ======
    لماذا وثقتَ حصانكَ
    خلفَ خيام القبيلة ْ
    وكان مُكِرّاً مُفِرّاً ؟!!!

    لماذا سفحْت َ يقينكَ ...
    في حُفرةِ التُرّهاتِ الذليلة ْ
    وكان سِراجاً يشعْشعُ عطرًا؟!!!

    وآليتَ تسكنُ عينَ الضّبابِ
    غراباً يفرّخُ بينَ الخرابِ
    سوادُ الرذيلة ِ يكسوهُ عُهرًا

    حبستَ شموسكَ في جوف حوتٍ
    يعربدُ كيما يَفِلَّ سناها
    يلوكُ الضياءَ ويجترُّ فجْراً

    فماذا اعتراكَ لتكسر َ سيفَ الرجاءِ
    قصورٌ يقهقه فيها الرخاءُ
    وأنتَ تُسامُ ضياعاًوقهراً؟!!!

    تخيّلتَ مهرةَ َعصرِ الجواري
    فأدْركَكَ الليلُ عند التخومِ
    خسرتَ السباقَ و وأهدرتَ نصراً

    خلعْتَ أغانيكَ فوقَ الضّفافِ
    تعرّيتَ من غصنِ حلمٍ تَدَلّى
    وألقيتَ في النهر ِ ظِلّكَ مُرّاً

    إلى أين تجري عروق ُ العروبة ِ؟
    لا قلبَ فجّرَ فيها الحياةَ
    وليت السّواقيْ تُشكّلُ ُنهراً !!

    و يبقى السؤالُ جليداً وجمْراً....


    احلام تولد من الخاصرة
    ==========
    كأنَّ الحلمَ تطحَنُه ..
    رحى الأيامِ كالذكرى
    فأذوي في خلاياهُ

    مددْتُ يدي
    أفتّشُ عنهُ في ذاتي
    وفي ماض ٍ…
    أقلّبُ في زواياهُ

    وفي اُفُقِي...
    سألتُ الشمس َعن حُلُمي
    أفي عينيها ألقاه ُ؟!

    لأسقي بُرعمي المنفوخ في ظلّي
    كؤوساً من سنا فجري
    وأرعاهُ

    سؤالٌ لاهث ٌ يغلي
    ويُلقي في دمي المعجونِ…
    بالأغلالِ والخيبات فَحْواهُ

    يُمزّقُ حَرْفُه ُ بعضي
    وبعضي ذلكَُ المحكوم ُبالأحلامِ والألوان ينْهاهُ


    حبيبتي دمشق
    ========

    تَزيّا الفجرُ ثوْباً من سَناها .....
    أشارَ لها بأطْرافِ البَنان ِ
    يَشِفّ الثّوبُ عن قَدٍّ ومجدٍ
    نجوماً زيّنت نحر الغواني
    يُعانقني جلالُكِ يا دِمَشْق ُ..
    فيُطلِق ُفي دمي سِرْبَ المعاني
    وتغدقُ خافقي أنهار بوحٍ
    على أسوار سكّرة البيانِ
    وما أمري إنِ استُودعْت ِحُسناً
    يفيضُ لسِحرِه ِ شهدُ اللسانِ؟!
    فأغزل من خيوطِ الحبِّ لحناً
    تردّدُهُ كمنجات الزّمانِ
    عذوبة ُروحكِ الماءُ الفُرَات ُ
    سقتْ وردَ المحبّةِ في جَناني
    رِياضٌ زارَها فجرُ الشآمِ
    فـ زانَ الطّـلُّ خَدَّ الأُقْحوانِ
    وكانَ العَهْدُ خمْرتُنا شرابٌ ..
    نعتـّقُهُ زمانا ً في الدِّنـانِ
    فلا تَثْرِيبَ يا أصحابُ إنّي
    … .رشفتُ الخمرَ من وجْهِ الحِسان ِ

    (لا تثريب :لا لوم)


    (في رثاء شيخ الرواية السورية الكبير حنّا مينة)
    فقيد البحر
    =======
    يقول البحر يا حنّا
    تهيّأْ.... وَدّعِ الشطآن
    فإنّ مَراكبي ظمأى ..
    لتلقى شيخها الرّبان
    وإن مرافئي غَرْقى
    تلوذُ بدوحكِ الفيْنان
    شراعاً لا يهاب ُالريحَ..
    أبحرْ واجتلِ الوجدان
    أو اهطلْ فوقنا مُزْنًا
    تدفّقْ في ثَرى الأوطان
    أُجاجٌ عُمْقُها الطّامي
    وفيهِ تمخرُ العَيْنان
    و( زرقاءٌ مصابيحُكْ)
    تمزّقُ عتْمةَ الكِتمان
    ملأتَ بواخري دُررًا
    وصِدتَ نفائسَ المرجان
    فما أعيتْكَ عاصفةٌ
    سبرْتَ السّطحَ والقِيعانْ
    ولِجتَ البحرَ في دَعَةٍ
    ثملْتَ بخَمْرة ِ الألوان
    ركبتَ الموجَ أعلاهُ
    خَبِرْتَ شَراسةََ الحِيتان
    نصرْتَ الشَّصَّ والصيادَ
    رغمَ طحالبِ الأزْمان
    وفي بؤساء ِحارتنا
    قرأت َدفاترَ الحِرمان
    نصبتَ الحرفَ قِنديلاً
    دعا (هوجو) إلى الأذهان
    رماكَ الدّهرُ بالأرْزاء...
    و ِالأنواءِ والنكران
    فما أخبى لها جمراً.
    تعالتْ جُذْوةُ الإيمان
    يقولُ البحرُ إن خمدتْ
    جذورُ النار في البركان
    وإن جزِعتْ نجومُ الليلِ..
    تنعي بَدْرَها الوَسْنان
    فـ ألقِ اليومَ مرساةً
    بجوفي وانْزعِ الأكفانْ
    ولا تخشَ فناءَ الطّينِ...
    يبقى الكاتبُ الإنسانْ



    صفير الخيبة
    ======
    يقول الجريح ُ
    طريق ُ الظلام ِ طويلٌ
    وغرْقى نجومي
    وحَمْقى خُطايَ

    وفي راحتيّ ..
    تعالت أزاهير ُ شوكٍ
    فكيف تجودُ
    وماذا تُجيدُ يدايَ ؟!

    ومن يحتويني ..؟!!!
    يحرّر ُخَطْوِي..
    من الطين ِ
    قبلَ نذير المنايا

    ومن ذا سيدنو
    ليرفعَ صخرة َسيزيفَ عنّي ..
    وما في الطريق ...
    سِواي َ؟!

    يقولُ الجريحُ...
    لعلّ الصباحَ قريبٌ
    يبدّد هذا الظلامَ
    فأنجو عسايَ


    ★من أوراقِ العمر ★
    ==========
    أَوَكُلَّما طيفُ الأحبةِ أوْرقا
    هتفَ الفؤادُ على الغصونِ وصفّقا ؟!!!
    وتدفّقتْ بالذكريات جداولي
    والدمع من غيثِ المواجدِ أغْدَقا ؟!
    ما هاجَني إلا نسيمٌ عادَهُم
    فأعادَ لي عبقَ الطفولة والنَّقا
    حينَ الحياةُ صبيَّةٌ غجريّةٌ
    تزهو على الظبْياتِ ثغراً أبْرَقا
    قلبي تأرجحَ في ذوائبِ شمسِها
    والشّعر سِرْبٌ من مناهلها اسْتَقى
    الأمنياتُ الخضرُ طوعُ ربيعها
    تختارُ ما شاء المحكّم وانتقى. ُ
    فحضنْتُ آلاءَ الجمالِ - بذورُها
    نهضتْ بأحواضِ البلاغةِ زنبقا
    ولنا زهورُ الأنس تنشرُ طيبها
    فنرى الحياةَ جديرةً أن تُعشقا
    وتمرُّ تعدو في خيالي طفلةٌ
    علِقَ السناءُ بثوبها فتعلّقا
    أبحرتُ بالذكرى أيمّمُ طيفها
    و تَخِذْتُ من سعَفِ الأماني زورقا.
    هي غُرّةُ الأيام ..بل هيَ تاجها
    وغزالةُ الوجدان لمّا أشرقا
    ثم اختفتْ تلك الطيوفُ وأهلُها ..
    وارتدّ بي موجي حَسِيرا ضَيِّقا
    فوجدتُني أطوي بساطَ تأمُّلي ..
    وأعوذُ من شرّ التصدّع بالرُّقى


    هيفاء
    ====
    في روضةِ الوجدان ريمٌ يخطرُ
    في وصلِهِ ميلادُ عمرٍ أخضرُ
    متقسّمٌ بين المَلاحة والصِّبا
    نصفان.. مشرقةٌ وذلكَ مقمرُ
    يرعى بإدلالٍ ومرعاه الحشا
    والعين مورده إذا ما يُظهِرُ
    فارقتُ في سحر الجفون جلادتي ..
    رَشأٌ على درب الهوى يتبخترُ
    هيفاء تخطو ..والربيع وصيفها
    والدرب من فرْطِ الغِوى يتكسّرُ
    ميساءُ نخلاتُ العراق بناتُها
    حوْراءُ ليلاتُ الشتاءِ وأكثرُ
    معسولةُ الخدّين ..تزهو إن بكتْ
    والورد من قطر الندى يتعطّرُ
    تلقي على ثغر البهاء مُلاءةً
    الثغر ساجٍ والعيون تثرثرُ
    تسقي عهوداً ظامئاتٍ بيننا
    ندماً على سفنِ الملامةِ تبحرُ
    كمْ فاحَ شعري دافئاً مترنمّاً
    بخريدةٍ هي للقوافي عنبرُ
    نجني من الدنيا قطوفَ سعادةٍ
    وترِفّ أسرابُ الحبور و تزْهر
    علّقتُ في عنُقِ الغياب قصائدي
    والحبُّ طفلٌ دارجٌ يتعثّرُ
    يرتدُّ بي موجي فاحتجزُ المنى
    عينايَ قد وشّتا ..وقلبي يُنكر
    الوقت في عتْمِ انتظاري طائرٌ
    جعل الثواني في عروقي تنقرُ
    هل ينجلي غيمٌ يطوّق خافقي
    وتعود أزهارُ الغرام تُنوّرُ


    لا تنتظرْ…
    ======
    لا تنتظرْ
    هذا زمانٌ هاربٌ نحوَ العدمْْ
    أنفاسهُ تِلدُ المسافةَ والجلافةَ والندمْ

    مثوثّبٌ… .
    ينأى بخطوة عاثرٍ..
    أو عابرٍ رضع البلادة والسأمْ…
    . لا تنتظرْ ان ينثر الأمالَ في كفّيكَ رُطباً فالمنى ..يخبو شذاها ..
    في رماد الخوف
    أو طمْي السقم
    لا تنتظرْ ..هيّا اقتحمْ


    لا تنتظرْ
    وهج احتراقِ أكفّنا ..
    بالحبرِ بالطبشورِ بالحنّاءِ
    كي تصحو من الموتِ الهنيْ

    قصُرتْ ذُبالةُ عمرنا الدامي
    و مازلنا نرابطُ
    عند أسوار المقابرِ..
    مثل فانوسٍ نبيْ

    ذبُلت مآقي صبرنا
    وتثاءبتْ رئُة الجهاتِ
    فزارها طيفُ الزوالِ السرمديْ

    وهناك عند الضفة الأخرى
    مساكبُ حلمنا الموعود يرعاها السنا ..
    وتلوّحُ الأيدي لها مثل الحمائم
    عند إقبال الحجيجِِ ...
    فلا تردّدْ باختبار النهرِ
    واعبرْ يا شقيّْ

    لا تنتظرْ (غودو ) المخلّص
    أن يعودَ فلن يعودْ..
    كنْ أنتَ (غودو)
    وانتزع ميلادَ فجركِ
    نورُهُ سيلٌ تدفّق بالبيادق والبنودْ

    كن أنتَ (غودو)..
    واستبق تاريخ بعثك
    فوق خيلٍ جامحاتٍ كالرعودِ
    وفُضَّ أختامَ اللّحودْ

    واتركْ ذئابَ الريح تعوي ..
    حاسراتِ الظلّ تهذي
    خلفَ قطعانِ الهجودْ

    كن واثقاً..
    فعلى مفارق عمرنا الظامي
    سينهمرُ السنا...
    وأناملُ للنورِ تكتب في دفاترنا عناوينُ الصباح :
    *لا تبذرِ الأحلامَ في سبْخٍ
    فتحصدها الرياحْ.
    * ازرعْ قرافلَ بهجةٍ في وجنة العمر اليبابِ من الزنابق والأقاحْ..

    * قمْ وانتشل خطواتِكَ الخضراء
    من طين السرابِ ..
    ولا تمطّى بالنواح .

    قارعْ خفافيش الدجى
    ذاكَ المعطّلُ للرّجا ..
    من جذع فجرٍ ضاحكٍ
    قُدّ السلاح…

    * غنِّ بأحضان المدى..
    غرّدْ ليهتزّ الصدى…
    لحنَ الشبيبة والمحبّةِ والنجاح


    هل تعرف ؟؟!!
    =======
    هل كنتَ تعرفُ
    كيفَ يرتسمُ انشطاري نجمةً
    في سقفِ هاتيكَ المسايا؟!

    أم هل عرفتَ...
    حرارة الدمع المغمَّسِ
    بالرحيل وزبدة الحُزن السخايا؟!

    حتى تذوبَ بهذه الأشعارِ حُبّاً
    ثمَ تفترشَ المطارفَ والطوايا ا


    لا ..لم تقل شيئا;
    وأنتَ بريدُ هذا الفجر ..
    قِبلتُهُ ومرسالُ المرايا
    ...............................
    كنتُ ارتدادَ الدمع في عين الفضيلة ...
    ناسكاً لم يغْرهِ غمزُ الخطايا

    أسطورةً للملحِ كنتُ.وخمرةً..
    ترتاح قُبلتها على شفة النوايا

    قمراً تزيّا بُردة الملك العظيم
    يداهُ من ألق ..
    تلوّحُ للرعايا

    زيتونةً عنقاءَ تعصر ليلها ..
    زيتاً ..
    لقنديل المسافة والحكايا

    وسفينتي..
    بالجَهدِ ترتاد المنى
    فتتوهُ في صخب المعابر
    والمهاجر والمنايا

    ترسو على حزن المدينةِ في رخام القهر ..
    ممدودا على صمت الضحايا

    للريح أن تهذي بكل ظنونها
    و ليَ النجوم الزُّهر تجتازُ الدنايا

    أمشي أمامي واثقا…
    و تهزّني ريحٌ وأمضي ..
    مُطفِئا صَلَفَ الرزايا

    هذي أنا ..
    أنسى عذاباتي وأمضى..
    نحو جُلْجلتي وأحلامي مطايا

    ماذا وراءَ العمرِ غيرَ مِسلّة
    للموت تقتادُ المراكب والبرايا


    كفى !!!
    ====
    أيا روحي كفى ..لا تخذليني
    وتمضي في الهوى.كالمستكينِ
    تبيعينَ اليقينَ بدَنِّ وَهْمٍ
    .أنا من كنتُ طوداً من يقينِ
    ينازعني لجينُ النّهرِ ظِلِّي
    ويجرفُ حكمتي في بوحِ طينيِ
    يراودني نسيمُك عن عبيري
    و أغرَقُ بالندى لو يحتويني
    وما انساقتْ لغَيرِ النور عيني
    وتجتاحُ النّهى إن تعتريني
    وفيضُ الصبحِ من كفّيكَ يُغري
    عصافيرَ اغترابي بالحنينِ
    أكابرُ والهوى لغزٌ دعاني
    إلى خوْض المجاهل كلَّ حينِ
    فهل أمضي. ودون الدّرب نجم
    ينادي يا بُنيّةُ لا تليني ؟!
    وهل أُلقي عناقيدَ الأماني
    ببئرٍ رجْعُهُ لا ..لا يَفيني
    تعالَي واحضني أغراسَ فجري..
    ولا تقفي بأوحالِ الأنين
    سنطوي ما تفرّعَ من جنونٍ
    فلا تدري شمالي من يميني
    سنرجعُ والسَّنا يحدو خُطانا
    و عذراً يا غوايةُ سامحيني

    آه يا دار
    =====
    سقاكِ الغيثُ يا دارُ
    وزانَ الروضَ نَوّارُ
    هُنا درجتْ طفولتنا
    هُنا للحب تذكارُ
    وذاكَ الدرب ملعبُنا
    به صخبٌ وإسرارُ ً
    وفي أجفان حارتنا
    غفتْ قصصٌ وأخبارُ
    يحلُّ الليلُ في داري
    يعربدُ فيهِ إعصارُ
    ننوء برزئنا زمناً
    ويحملُ وِزرَنا الجارُ
    شراع القلب في وهنٍ
    و موج الحربِ هدّارُ
    هنا شهداؤنا رقدوا
    نسيمُ الروضِ معطارُ
    وأحبابٌ كأنّهمُ
    غداةَ البينِ أطيارُ
    وأبوابٌ غدتْ ثكلى
    فما في الدار سمّارُ
    فهل تخضرُّ غوطتنا..
    وهل تفترُّ أنهارُ
    وهل تعلو بشائرنا
    ويضفرُ تاجنا الغارُ
    إلهي لا تكُفَّ يداً
    لنا في الدين أطهارُ
    و فرّجْ عتمَ كُرْبتنا
    مَعِينُ الفجرِ مِدرارُ

    أطيار الرجاء
    =====
    أنتَ انهمارُ الضوءِ ألفََ خميلةٍ
    قمرٌ تدلّتْ منهُ أغصانُ السّنا
    عيناكَ مِزودتي ونهرُ قصائدي..
    هاروتُ يسكب كأسَ نشوته هُنا
    عيناكَ محبرتي وفيضُ خواطري
    وشعاع حرفي إن تعتّقَ بالمنى
    ويداك غيمٌ إن يظلّل خافقي
    هطلَ السلامُ ..وأخفضَ النُّعمى لنا
    تستوكفانِ على فيافي دمعتي
    وتهدهدانِ النجمَ في ليل الوَنى
    تستنبتانِ على ضفافِ جداولي ..
    سبُلَ الربيعِ العاشباتِ إذا دنا
    وأنا. كأغمار الحنين. أضمّها
    كوِسادةِ الأحلامِ يحشوها الهنا
    أنفقتُ أيامي و روحي في الهوى
    حتى التلافِ.. فلا تلمْ عوداً حنى
    هيّا انتشلني من رمادِ هواجسي
    اجمعْ فؤادي في فؤادكَ يا أنا
    فيداكَ أطيارُ الرجاءِ وحِنطتي..
    وبيادرُ الأحلام في طَوْر الجَنى
    ويداكَ قدسُ شعائري. و مشاعري..
    ونفائس الأيام في سِفْرِ الغِنى
    بيديكَ رائحة البحار. تشدّني
    نحوَ اجتراحِ الموج في يَمّ الدُّنى
    من لي إذا تاهتْ مراكبُ طالعي؟!!
    ستموتُ ألفُ قصيدةٍ مابيننا
    فافردْ شراعكَ في فضاءاتي ولا ..
    تطوِ عهوداً وثّقتْ أعمارَنا
    في كهفِ أعماقي دفنتُ مخاوفي ..
    ومضيتُ في أمَلي أعانقُ حلمَنا



    عنوان الكتاب : أنفاس الضياء
    النوع : شعر عمودى موزون
    الكاتب : ماجدة نجيب أبو شاهين
    اسم الشهرة : ماجدة أبو شاهين
    الطبعة : الاولي
    رقم الايداع : 11/2020
    منتدى جمعية إبداع الثقافية
    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    ديوان (أنفاس الضياء)  الشاعرة       ماجدة ابو شاهين Empty رد: ديوان (أنفاس الضياء) الشاعرة ماجدة ابو شاهين

    مُساهمة من طرف السيد صابر الخميس يونيو 04, 2020 1:51 pm

    صوتُ الروح
    =======
    شجاني شدوُ  غرّيدٍ شجاني
    وأضرمَ في دمي جمرَ المعاني
    فيا روحي نديمَ الشعر كُوني
    وفِيضي كالأقاحي في الجِنانِ
    طليقاً حين يدعوني خيالٌ
    أخفًّ إليه يسبقني بياني
    ونبْعُ الشعر من كفيَّ يروي
    رياضاً من رؤى  الذوق الحسانِ
    فكم لاذتْ بدوحته طيوري
    و طيفُ الحرْفِ في شغفٍ دعاني
    أنا في الشعر إرهاصاتُ نايٍ
    وأغنيةٌ على شفةِ الكمانِ
    و بدرٌ  راحَ يبسِمُ للبرايا
    ويُغدقُ بالندى خُضرَ الأماني
    وقطفةُ نرجسٍ من ثَغر أنثى
    و رعشةُ عاشقٍ دنِفٍ يعاني
    وشهقةُ غارقٍ في الحزن يرجو
    شقائقَ رحمةٍ والدمعُ قانِ
    وآهةُ نازحٍ مبتورِ جذرٍ
    كَسِيرٍ في  خيامِ الريح  حانِ
    و دمعةُ  كاعبٍ غُصبَتْ شذاها
    تفرفطَ عمرُها في كفّ جانِ
    ونظرة بائسٍ لله يشكو
    لئيماً عِطفُهُ  للناس ثانِ
    وحسرةُ والدٍ ينفضُّ  عنهُ
    بنوهُ  .. في عسيراتِ الزمانِ
    أنا  قبسٌ من الأرواح تعلو
    بشعلتهِ نداءاتُ الجَنانِ
    رأيتُ الشعر حمّالاً لجمري
    و آناً  ضاحكاً مِلءَ الجُمانِ
    وطوراً عاشقاً سهِرَ الليالي
    وطورا ثائراً ولهُ يدانِ
    و حِيْناً ناسكاً  في ثوبِ طهرِ
    فمن ذا من قداستهِ يُداني

    فينيق الرماد
    ======
    ★ يفَعَ الصغارُ ولم يزلْ طفلاً..
    لأحلامي مُدلّلْ
    ★ وأنا شرانِقُ  فكرةٍ ..
    حضنتْهُ في دعَةٍ  كمِغْزَلْ
    ★ وأظلُّ أفرُدُ خاطري ..
    حدْساً  بغيمتهِ مُبلّلْ
    ★نغفو كأسراب الحمائمِ...
    حُلمنا قمحٌ  وجدولْ
    ★نصحو على غضب السماء..
    برعدها آيٌ  تنزَّلْ
    ★أنتمْ  طيورٌ  لٱ تطيرُ ..
    شقاؤُها. في الأرضِ  مُنزَلْ
    ★أسماؤكم سقطتْ ..
    بآثام القيامة لا  تُبدَّلْ
    ★يجنونَ من صَلصالكم
    وغباركمْ زرعاً ومِنْجلْ
    ★لكننا -أبناءَ هذا الطينِ -
    بالبُشرى نُسربَلْ
    ★لم نقتربْ من نهر جنّتنا
    و قاتلُنا مُعَلَّل
    ★ و وراءَنا الصفصاف يلحى..
    موتنا السّقْطَ المرهَّلْ
    ★نبكي سَنا وطنٍ على..
    أكتافِ دمعتهِ  مُحمّلْ
    ★أشلاءَ يابسةٍ تنازعها..
    الذئابُ  و لم تُرمَّلْ
    ★ مُسْتوفِزٌ  فرسُ الغيابِ..
    وراءَ خيمتنا و يصهَلْ
    ★ ولنا من الصحراءِ ما ..
    نطقَ السرابُ ولا يؤوَّلْ
    ★ ومن الهشاشةِ داعِرٌ تزني
    بماضينا المُبجّل
    ★ يا هدُهدَ الكلماتِ..
    فرّخْ في حناجرنا تبتّلْ
    ★ مُتنا  ولم نخلعْ...
    ثيابَ الأرض عنّا ..لم نُجمَّل
    ★ رحْنا نضمّدُ جرحَنا ..
    وربيعُنا وجعٌ تملْمَلْ
    ★ يا أيّها الوطنُ الذبيحُ
    و إرثُ هابيلَ المُحَلّّل
    ★ انهضْ كفينيقِ الرمادِ
    وعن مُخيّلتي ترجَّلْ


    بيني وبينك
    =====
    بيني وبينكِ.. مثل
    ما بينَ السّنابلِ والسّنا
    عشقي صلاةٌ لا تبورُ ...
    فلا ثبورَ  لعشقنا
    وبنا غديرٌ من نُثار
    الشوق يسقي حلمنا
    دمُنا مشاعلُ للصباح
    بنورها تشدو هُنا…
    عصفورتانِ غُناهما..
    ورَقٌ على شجر الدُّنى
    ولنا من القمرِ المزنّرِ
    بالقصائد ما لنا
    يا شامُ لا تلِدي السرابَ
    ولا تُطيلي عقمنا
    منذ افترقنا غادرتْ..
    سُقيا الضياءِ كؤوسَنا
    واستمرأتْ دمعَ الضّباب..
    على الظلالِ سماؤُنا
    هيّا نلملمُ ما تشظّى
    من غيومِ شَتاتنا
    وعداً بنوّار الربيع
    نُشيعُ فيها دفئَنا
    نسمو على أوجاعنا
    بالذكريات وبالمنى
    شمساً بَتولاً  أشرقي
    ومن الدجى عودي لنا
    دمعي رسائلُ من ندى
    ويدي بريدٌ للسّنا
    فجوارِحي بردى
    وقلبي ..غوطتاهُ المُجتنى



    فِردوسٌ مفقود
    =========

    عيناكَ عصفورٌ يسقسِقُ في دمي..
    جذِلاً وينقرُ من يدي قمحَ  القصيدة
    ويداكَ أشجارُ  أؤرِّخُ  فيهما
    وجعي لميلادِ العناقيِد المجيدة
    غنِّ  لتبنيَ من حساسين الصدى
    جسراً إلى الأقمارِ والشمسِ البعيدة
    انفضْ رمادَ الوقت واعبرْ ضوءَهُ
    فرَساً تباري الريحَ سابحةً عتيدة
    تنهيدتي عبرتْ كثيراً من بحار ..
    القهرِ في منفاك ..و انتحرتْ وحيدة
    ظلَّتْ يعانقها السرابُ و ترتمي
    في عُشّ غفلتها. كأفراخٍ وليدة
    قيثارُ روحي لم  تعي نغماتِها ..
    وتردّدُ الأذكارَ ..والصُّحُفَ التليدة
    من رجعها أبتاعُ قبراً زاهياً
    لأضمَّ فيهِ رُفاتَ نرجسةٍ فريدة ..
    خذني إليكَ وضمّني وطناً..
    على أسوارهِ سقطتْ قناديلي شهيدة
    خذني إليكَ حجارةً ناءت بها
    أكتافُ أمّي ..وارمِ أعْرافاً بليدة…
    قمرا  يعافُ الموتَ في  حزنِ
    الحقائب والمراكبِ ..والمواعيد الشريدة ..
    لم يبَق منّي غيرُ حلمٍ هاربٍ..
    لجزيرةٍ في جنّة الضوء السعيدة
    و قصيدةٌ لٱ تنتهي إلا لتبدأَ
    منك  جذوتُها  بأغنية جديدة
    لِدْني كزنبقةِ الُّرهامِ على
    جبين الرعد في سحبٍ طريدة
    شُقَّ الظلامَ بسيف فجرٍ ضاحكٍ
    كنْ بدرَ تِمٍّ...  و اقهَرِ الحُجُبَ العنيدة

    ديوان (أنفاس الضياء)  الشاعرة       ماجدة ابو شاهين Copy_o18

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:24 pm