منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    (هسيس الأرواح ) مجموعة قصصية للكاتب العراقى /أركان خميس القيسي

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    (هسيس الأرواح ) مجموعة قصصية للكاتب العراقى /أركان خميس القيسي Empty (هسيس الأرواح ) مجموعة قصصية للكاتب العراقى /أركان خميس القيسي

    مُساهمة من طرف السيد صابر الخميس يونيو 04, 2020 11:00 pm

    [b]
    هسيس الأرواح
    مجموعة قصصية للكاتب العراقى /أركان خميس القيسي

    (هسيس الأرواح ) مجموعة قصصية للكاتب العراقى /أركان خميس القيسي Eaa10

    الاهداء
    إلى المحرومين و الذين يسكنون المخيمات إلى المشردين إلى الأيتام وإلى أطفالنا المرضى في كل بلادنا العربية نهدي لهم هذا العمل.


    بطاقة سفر....
    =========
    تلقت حنين دعوة من إحدى الدول لحضور مؤتمر عالمي ، كانت تعمل في الصحافة والإخراج المسرحي وصلت المطار صعدت إلى الطائرة اصطدمت بأحد المضيفين سقطت حقيبتها الصغيرة من يدها، رفعها إليها و اعتذر  بادلته النظرات والإبتسامات رعش قلبها له، أوصلها مقعدها شكرته كثيرا وعرفته بنفسها بعدما عرفت أنه من سكنة محافظتها، أعطته كارتا فيه معلومات مكتبها الإعلامي، أعجبت به ولاطفته ، أخذت تراجع ذاكرتها كأنما هذا الوجه مرّ بها من قبل، وضعت يدها على جبينها تخزي الشيطان تعود بذاكرتها إلى الوراء، طارق يطبطب على كتفها تتفاجأ به ليقدم لها كأس عصير مثلج تبتسم على وجل ، بعد نصف ساعة من التوتر والقلق تذكرت هذه الصورة تذكرت اسم صاحب هذه الصورة العالقة ببالها منذ سنوات، نادته اقترب منها  ها على فكرة نسيت أن أسألك عن اسمك ، تبسم قائلا: أنا المضيف طارق، تلبكت ترددت تأكدت منه، تعجب لها ما دهاك ؟! ها لا شيء فقط تذكرت أخي الصغير يشابه اسمك، فحن قلبي له ربي يحفظه لك ، تسلم ولكن يا طارق منذ متى زاولت هذا العمل ؟ منذ سنة تقريبا، ها ما شاء الله
    طارق الحمد لله، حنين دعنا نتواصل فيما بعد، طارق بالتأكيد سأزورك في مكتبك واتواصل معك على الفيس، في هذا اللحظات ينادي قائد الطائرة استعدوا للهبوط، أخيرا هبطت الطائرة توارت حنين عن الأنظار، طارق يبحث عنها لتوديعها  حنين تسرع على عجالة تصطدم بالمسافرين وهي تلهث دخلت غرفة أمن المطار، ضابط الأمن مابك ؟!يا سيدي أرجوك قدم لي خدمة قاتل والدي والدي  عالم الفيزياء في دولتنا،فالقاتل تفاجأت به فهو موظف على متن الطائرة التابعة لخطوط دولتكم قتل والدي  في الحرب الأهلية ، وأنا الأعلامية حنين وجنابكم ربما يعرفني فأنا معروفة بالوسط الإعلامي العربي، طيب في خدمتك وهذا واجبنا هيا بنا، توجهوا للطائرة مسرعين ليتفاجأ طارق والذي ذاب قلبه بحبها بمواجهتها مرة أخرى، حنين يا سيادة الضابط هذا هو قاتل والدي،  هذا هو المجرم الذي ذبح والدي عالم الفيزياء أمام أنظارنا بلا رحمة قبل سبع سنوات ونحن نتصارخ، انهار طارق بهذه الصدفة لتعتقله الشرطة وتسلمه للعدالة فيما بعد، لتعود حنين لذاكرتها وتكتب قصتها بعنوان
    (مهما تأخرت العقوبة لا بد أن تلد ) .

    ========================================

    رحلة جامعية
    ========
    وصلت إلى الجامعة متأخرا وتبدو علي اثار القلق، استوقفني موظف الاستعلامات وسألني لماذا تأخرت عن موعد المحاضرة؟! قلت له لقد غلبني النوم يا أخي، طيب ادخل ولتكن المرة الأخيرة ولا تكرر، تشكرت منه وواعدته ألّا تكرر ثانية
    مشيت على عجل متعثرا بخطواتي للوصول إلى القاعة وأخيرا وصلت إلى قسم اللغة العربية، دخلت القسم والهدوء يخيم عليه فلا صوت إلا أصوات الأساتيذ كأنها أصوات الكناري تعزف الحانا
    وقفت بباب شعبتي ( أ ) فطالعت وجه الأستاذ فإذا بي لا أعرفه ولم أره مسبقا، تراجعت خطوة ثم حدقت بوجوه الطلبة فلم أعرف أحدا منهم كلهم غرباء، انسحبت بهدوء نحو الشباك للتأكد منهم مرة أخرى، فالأمر نفسه لا أحد من زملائي بينهم
    حدثت نفسي قائلا: يا ترى أين حسين وصفاء وعماد ونزار وكوثر وسارة و وفاء وووو
    استندت بظهري على الحائط، و راودتني فكرة في بالي لماذا لا أذهب إلى شعبة ( ب ) ربما جمعوا الشعبتين في شعبة، اقتربت من تلك الشعبة طالعت الوجوه ثم أمعنت النظر فيها، فلا جديد بالأمر لا أعرف أحدا منهم كذلك....
    راودني الشك لربما دخلت قسما غير قسمي، فقررت الخروج كي أطلع على القطعة في مدخل القسم لأقف أمامها متحيرا إنه قسمي!!!
    ومن شدة الحيرة انفجرت من الضحك ونسيت هم التأخر
    وذهبت للحديقة ورميت كتبي أرضا وجلست،ثم أحرجت من جيب قميصي سكارة ....
    وأخيرا حضر ثلاثة طلاب وسلموا علي وجلسوا على مقربة مني تحيرت بالأمر
    أسألهم أم أتريث بالسؤال؟ قلت مع نفسي
    إذن لننتظر حتى تنتهي المحاضرة الأولى لعلي أرى من أصدقائي أحدا، ولكن بقيت استرق السمع لهؤلاء الطلبة لربما أسمع منهم ما ينفعني بقضيتي، لكني سمعت منهم ألفاظا وعبارات ومصطلحات لم أسمع بها من قبل ولم أفهم معناها، ومما أثار انتباهي
    ما كان بأيديهم من جهاز يشبه راديو القيثارة الصغير، تأكدت منه بأنه راديو بعدما سمعت أغنية صباحية لفيروز، وبعد ثوان قليلة خابت ظنوني إذ صدر من جهاز الطالب الثاني معزوفة رائعة لينقر بسبابته على جهازه، ثم يضعه على أذنه ليتكلم بصوت عال حتى ضحكت مع نفسي واتهمته بالجنون، كيف لعاقل يكلم كتلة متحجرة؟!
    أخذني الفضول وترخصت منهم لمجالستهم فرحبوا بي وسألتهم عن قضية هذا الراديو، فضحكوا علي حتى انبطح أحدهم أرضا من الضحك !!!
    قلت ما دهاكم ؟! وهل في سؤالي شيء؟!
    قالوا يا رجل مابك؟! أأنت مجنون أم أنت مخمور؟
    يا أخي هذا نقال، قلت وما معنى نقال ؟ قالوا هو جوال موبايل
    يا إخوتي وهل عرفت معنى الأولى كي أفهم معنى الثانية والثالثة، أحدهم قال يا اخي دعهما أنا أفهمك معنى النقال والموبايل فهو  الهاتف أو التليفون الذي نستعمله للاتصال
    شكرته على التوضيح وقلت لهم لم أر هذا في حياتي كلها
    ضحكوا وضحكت معهم، وقالوا لي لربما أنت من زمن قريش
    يبدو أنهم تيقنوا بأني لست على ما يرام أو حسبوني مخمورا قالوا أسمعت بأمريكا؟ قلت نعم قالوا أتريد أن ترها الآن قلت بكل سرور فجعلوني أنظر بهذا الجهاز وإذ بناطحات أمريكا و
    شوارعها وغاباتها وجامعاتها...
    لا أصدق ما أرى، قلت بداخلي ربما أنا أجالس الجن، ولفطرتي قرأت آية الكرسي لكنهم لم يتأثروا، عندها اهتز جهاز أحدهم أخذ يتكلم مع صاحبه، أبشرك يا مهند بقرار الوزارة الجديد يخص الطلبة المرقنة قيودهم لعام٢٠١٩/٢٠١٨ سيعودون للدراسة....
    وهنا نزلت الطامة علي وقلت لهم أيها المجانين عن أي عام تتحدثون؟! ولم يأت ذلك العام بعد، نحتاج لسنوات حتى نصله
    ردوا علي متعجبين لأمري، أيها المجنون إذن نحن بأي عام ؟!
    قلت نحن في عام( ١٩٩٧ ) لطموا رؤوسهم لعجيب ما يسمعون حتى وضع أحدهم يده على جبهتي ليقيس حرارتي لربما أهذي من الحمى
    ونحن على هذه الحال مر بنا أستاذ علم النفس وقمنا له إجلالا خبروا الدكتور بأمري فطبطب على منكبي وسألني هل تعاني من شيء؟ هل لديك مشكلة؟ قلت لا وأنا بصحة جيدة ولكن اختلفنا على تحديد السنة الميلادية، فاتهموني بالجنون لا عليك يا ولدي أأنت طالب عندنا؟ نعم أنا طالب في قسم اللغة العربية
    طيب هل تتناول علاجات؟ لا يا دكتور، وفي هذا الوقت تنتهي المحاضرة الأولى، لتقع عيني أخيرا على أحد زملائي ناديته يا حسين يا حسين، نهرني الأستاذ وقال لي ياولد تأدب كيف تناديه باسمه؟! وهو أستاذ جامعي وزميلي في الجامعة، هنا إزداد  جنوني ولكن يا أستاذ هذا زميلي وطالب في قاعتي
    تبسم الأستاذ وتأكد من أني لست طبيعيا، قال الطلاب كنا متأكدين يا دكتور أنه يهلوس
    فاصطحبني الدكتور إلى غرفته وراح يسألني لماذا لم تحضر محاضرتك الأولى؟ تأخرت يا أستاذ فقد غلبني النوم
    طيب ماذا كان عندكم؟ مادة العروض ومن يدرسكم؟ الدكتور مشحن، دار الأستاذ ظهره لي وسألني هل تتناول المخدرات ؟حتى تتكلم بلا عقل، قلت العياذ بالله يا دكتور
    طيب من يدرسكم الأدب الإسلامي؟ جاوبته بثقة أنه الدكتور خليل.........
    حسنا...وكيف وضعك في مادة الصرف؟ الحمد لله بفضل الدكتور عبد الكريم وحرصه علينا استوعبنا المادة جيدا
    ضرب الدكتور بيده على الطاولة وصرخ بي، يا بني أنت تتكلم عن أحداث وقعت قبل سنوات والأساتيذ الذين ذكرتهم انتقلوا إلى رحمة الله وهم من جهابذة العلم، يابني أنت تعيش أحداثا قديمة نحن الآن في عام ٢٠٢٠
    أحس بأن الدنيا دارت بي و اغمضت عيني ونفضت رأسي ولكن صدقني يا أستاذ في المحاضرة الثانية عندنا مادة الثقافة
    ضحك الأستاذ وقال يا ولدي ألغيت هذه المادة منذ عام ٢٠٠٤
    شككت بأمري وقلت مع نفسي ربما مايقوله الأستاذ حقيقة و ما جلب انتباهي هندام الطلبة ليس كهندامنا، لقد رأيت بعض الطلاب والطالبات يرتدون بناطيل ممزقة كانهم عمال بناء، وشعر رؤوسهم أحلقت بطرق عجيبة، بل طبيعة بنايات الجامعة تغيرت كثيرا، يا لجمالها وروعة هندستها!!؟
    طأطأ الدكتور رأسه وقال لي أنا مضطر لتحويلك لرئاسة قسم اللغة العربية وربما يحولونك إلى اللجنة الأمنية....
    حاولت إقناعه دون جدوى، فكرت بحيلة للهرب طلبت الذهاب إلى الحمامات فأذن لي ولكن طلب مني ترك كتبي عنده وطلب مني هويتي، قلب بهويتي قرأ تاريخ الهوية ١٩٩٧ وتوقيع العميد والذي ترك الكلية منذ سنوات عدة و الآن هو في أمريكا، إزداد الأستاذ حيرة...
    حسنا اذهب تشكرت منه وجهتني السكرتيرة إلى المكان دخلت الحمامات، فكرت بطريقة للهرب وأخيرا وجدتها والحمد لله هناك باب خلفي يطل على حديقة كبيرة، نزلت على عجل وأنا أركض بين الأشجار، إذ يشاهدني الأستاذ من شباك غرفته وينادي علي ارجع يا ولد تعرض نفسك للخطر، لم التفت إليه غاصت قدمي بالوحل أخرجتها بصعوبة، عندها شاهدت اثنين من الحرس يتجهون إلي أسرعت إلى الحائط وصعدته ورميت بنفسي لأسقط على رأسي وأفقد وعيي وأبقى على هذه الحال حتى رن منبه هاتفي لأذان الفجر لاستيقظ على واقع حلم أرهقني فجلست على سريري وقلت الحمد لله انه كان حلما لا حقيقة وإلا كنت قد أفقدت صوابي للأبد.
    ========================================

    موت الصقيع
    =======
    ارعبني صوت الطائرة ، وفجر مخاوفي صوت المدفع الوقح وهسيس الدبابات شق سمعي، ورائحة الحرائق تلف أنفي ليل نهار ، خرجنا من مدينة وهي خاوية على عروشها متهشمة الأركان وأزقة تأكل بمعالمها النيران ، خرجنا نبحث عن الأمان ، بعدما دفنا والدنا في حديقة المنزل ولم يبق معه أحد سوى قطتنا تقيم على قبره العزاء ، خرجنا حفاة عراة لجأنا للمخيمات؛ طلبا للأمان وجراحنا تنزف ذكريات ، ولكن ما كنا نبحث عنه إلى يومنا هذا ما وجدناه، الجوع يخوط بنا في كل آن ، والخوف مازال يهددنا والقتال ، والبرد القارس يقتحم خيمنا من تحت التراب ، والثلج هو الآخر اليوم يحاصرنا وعظامنا ترجف عذابا لا فرحا تشكو سوء الأحوال ، خيمة مقطعة الأوصال تنهار علينا ليلا ، لتجمدنا تلك الحبيبات البيض ، لتنهي مأساتنا في قذارة حرب لا ناقة لنا بها ولا جمل .
    =======================================

    تنازل....
    =====
    و أخيرا هدأت بعد عصف مدوي ارتجفت له فرائصي ..و هوت روحي بين أرجلي ... سكت هديرها لا أرى شيئا ... إلا ذلك البريق يخطف بصري من تحت نافذتي ....جمعت ولملمت باقي قواي ... وقفت في شرفة غرفتي طالعت السماء فإذا بجبال سوداء تزحف نحو الغرب...إطمأن قلبي نزلت إلى شارع الحي بيدي رسالة كتبتها منذ يومين لحبيبتي منعني من إيصالها ذاك المطر العاصف ..فرحت بالجو المنعش و را ئحة المطر وعذوبة الهواء و إحساس اللقاء و أنا بين هذا وذاك
    تمر بقربي سيارة مسرعة ترشقني بوابل من مياه المطر و كأنني بوسط موجة ...رسالتي في وحل الطين ...و أنا أمسح عن وجهي الماء الآسن و أحس بقذارة طعمه
    و أمامي صبية يضحكون عندها لعنت حظي وقفلت راجعا إلى داري و تنازلت عن نشوتي .
    ====================================

    امتلاء رغبة
    ========
    كنت أمنيته التي راودته سنينا ، تقلب بفراش الليل يضج مضاجعه صوت الألم ، وتقطع أنفاسه أوتار الأنين ، ومخالب البعاد تخدش صدره في حسرات الليل البهيم ، ينفض نفسه من وحل الفراش ، يكور أضلاعه وركبتاه تسند قلبه  الخرب  خوفا عليه  من الإنهيار ، وأصر على الصمود ، وسابق الزمن و اجتهد للوصل إلى مناه العنيد  ، ولكنه يخيب في اقناع الوجوه و ارضاء القلوب ، واقتطع الحياء و امتطى الفنون ،  ودخل تحت الأبط تملقا وتقربا من أجل مناه وألبس وجهه ثياب الثعالب ، ولكي يصعد على صهوة جواد لا بد من أن يحوك نسيج بيت العنكبوت ، وفي ليلة ما ومن باب
    الصدف ، يتحقق الحلم ويدخل القفص ليجد حمامة بريئة وبصوتها الهديل تنير له الحياة وتدفع عنه الظلام ، وتوقد له الغرام و تعوضه ذلك العذاب بثوب الوفاء ، وتمر الأيام و يمر الغمام من فوق ذاك الرجل ، لتتبدل الطباع وتشبع الرغبات وتنزل حمى النكران في قلبه الولهان ليراها بعينه العوراء اليوم كبومة عجوز لم ير منها غير النحس والعذاب ، ويسميها ابتلاء وليس لها حظ من الجمال  أو ثقافة بها تحاكي
    النساء ، وأخيرا ترمى من كانت في يوم ذات رجاء ، كطير مقصوص الجناح .

    ========================================

    نوايا .....
    =======
    عجت بهم العاصفة ، سكرت المدينة أبوبها خوفا من الهلاك، قلت فيها الأرزاق ، لا يقطع شوارعها إلا غمغمات العابرين ، الفقراء يلتحفهم الجوع ، كشر عن أنيابهم أهل الجشع ، كتب صاحب متجر تم تخفيض الأسعار لوجه الله ، ففتح الله عليه لصفاء نيته ، جاره الجشع أصر على أسعاره الملتهبة ، ويصرخ بعامله لا تخفض ، فأنا لست مسؤولا عن أفواه الفقراء ، لهم رب يملأ بطونهم ، بعد شهر نزل به عقاب السماء ، انقطعت الأرجل عليه ، زبائنه تبخروا ، أراد من أن يتدارك الأمر ، فكتب إعلانا أكبر من جاره بأربعة مرات ، تم تخفيض الأسعار لوجه الله تعالى ، ليقف أمام الإعلان إمام المسجد ويتأمل المكتوب ، ويردد مع نفسه ياله من نفاق ! إنما الأعمال بالنيات ، انتهى الإمتحان وولت العاصفة وسجلت السماء نوايا أهل الأرض .

    ========================================

    قيود منكسرة
    ========
    وضعته في عنق الزجاجة أمامك خياران لا ثالث لهما  ، أما أن ترمي بوالدك في  دار العجزة  و أما أن تغادر معه المنزل ، ولكن ما الذنب ؟!وما داعي هذه القساوة؟! لا حاجة لي برجل خرب تعج رائحة سكائره  في منزلي ، ولكن هل نسيت المنزل منزله ؟!  لا أدخل في جدال معك ، أمامك أسبوع وإلا سأتصرف بنفسي ، راح يضرب أخماسا بأسداس،  وقبل يوم من انتهاء المهلة لبس  لباس الجرأة وهو يقدم رجلا ويؤخر  أخرى  فاتح والده بالأمر و جوارحه ترتجف ،  تفاجأ الرجل المسكين من وقاحة زوجة ابنه وخنوع وجبن ولده ، دار المسكين ظهره لابنه  ، الحق معكم والذنب  ذنبي حينما تنازلت لك عن المنزل ، لتتنازل أنت  بسذاجتك لتلك العاهرة وتقدمه هدية في عيد ميلادها ، بصق على الأرض و لملم أمتعته  وترك المنزل بذكريات وهموم لا تطاق ، مع فرحة تلك المرأة ، ومرارة  تقطع أمعاء الابن والذي لا يعرف بوجهة والده ، والوالد لا يعرف أين يولي وجهه ، قضى الابن ليلته في حديقة المنزل مع طرب في داخل غرفته ، يجر أنفاسه بحسرة وهو مسلوب الإرادة،  صلى الوالد العشاء في المسجد و طلب من الإمام أن يأذن له الليلة بالمبيت وله ما أراد ، قضى تلك الليلة وهو يصلي ويجتهد بالدعاء ليفرج الله همه ، وتتوالى الأحداث مع مرور الوقت ، و الابن المعذب يتمنى أن يسمع خبرا عن والده  وبخلوته يحتضن ويشم برائحة قميص والده القديم ، وبعد  سبعة أشهر يشتاق الوالد لرؤية منزله وليكحل عينه الوحيدة بتلك الرؤية  بعدما فقد الأخرى من كثرة الحزن والبكاء ، أخيرا  يمر الوالد من أمام منزله متنكرا بلثام ليشاهد باب المنزل مغلقا بقفل كبير ليسأل أطفال الحي عن أهل المنزل  ، أخبروه يا عم  لقد ذهبوا  لأداء مناسك العمرة ، شكرهم ثم ذهب وجلس على قارعة الطريق و أخرج سكارته وهو يضحك و يكلم نفسه يا الله  لنفاق بعض البشر وتمر السنة بعد السنة ليمر ذلك الابن  العاق بحي شعبي فقير يطلب أحد الأشخاص دينا قديما ، وهو بسيارته لمح مجموعة  من كبار السن يفترشون الأرض ، وما جلب انتباهه عمامة رجل ليست بغريبة ، أخذه الفضول لمعرفة صاحبها وكان ظهر المسن بوجهه فغم عليه الأمر،  استدار بسيارته وأمعن النظر ، ليحمد الله عما يرى فطار فرحا ، انتظر حتى انصرف الرجال إلى بيوتهم ، تتبع صاحب العمامة ، عندها دخل المسكين غرفة من طين بالية ، استوقف الابن  شابا فسأله عن الرجل المسن ، فخبره بأمره وكيف تصدقت أم شهيد عليه بهذه الغرفة والناس يحسنون إليه ويحبونه لطيبته ، دمعت عيناه وشكر الشاب،  ثم تمالك نفسه ودخل على والده الغرفة بهدوء ،فوجده يصلي ويدعو اللهم عفوك عمن ظلمني....عندها انكب على قدم والده يقبلها ، تفاجأ الرجل المسكين به و بقدومه ولكنه أبى أن يكلمه وبقي يحرق سكائره بيد ترتعش  توسله كثيرا بلا جدوى ، وعند العصر غادره  وواعده بالعودة وبقي على تواصل معه طيلة تلك الفترة
    وبعد أربع سنوات تفاجأ الوالد  بابنه  يحمل حقائب ملابسه ويعانق والده وهو يبكي لا أتركك بعد اليوم وسنعيش معا بمكان أفضل من هذا ، يزدريه والده و يرد عليه وهل أخذت منها رخصة ؟!
    يمسح دموعه بكمه لا يا والدي فقد طلقتها ، نهض الرجل المسكين يرتعش لا أتحمل هذا الذنب !!!
    رويدا يا والدي دعني أضعك في الصورة لقد ضقت بها ذرعا بعدما تمرضت وأصابني السكر وفقدت رجولتي جعلتني خداما عندها لا زوجا وما عادت تكترث لأمري تعود إلى المنزل ليلا في وقت متأخر، فقد أهانتني بك من قبل واليوم تهينني بنفسي ، فلا طاقة لي بها بعد اليوم ، فقررت أن أكسر هذا القيد و أتمرد و أعلن العصيان و ها أنا بين يديك حر أريد أن أكفر عن ذنبي ، فأنت جنتي لا هي .

    =======================================

    ثياب الثعالب...
    =========
    ينزعج من تصرفات أقرانه في البيت والمدرسة يحاول (عماد ) وهو طالب في الثانوية العامة  من  أن يغير تصرفات جيله
    يستنكر موضة ملابسهم الغربية الضيقة التي لا تستر عورة
    يستنكر حلاقة رؤوسهم ، يدعوهم للمساجد  
    فعلا كان قلبه معلقا بالمساجد ، تمازحه جدته
    ما بالك يا عماد تجالس كبار السن  ؟!
    يا جدتي أتعلم منهم فإنهم مدرسة وأعرف أنساب العوائل منهم....
    يعود والده ليلا من العمل متأخرا يعمل حمالا يسكنون في محلة شعبية فقيرة بيوتهم من الطين
    يصخب والده من حالة عيشهم ومعاناتهم ،يهون عماد على والده ، يا والدي والله  نحن على وضعنا وقناعتنا بقدرنا نعيش أكثر سعادة ممن يسكنون في البيوت العالية وفي  مناطق راقية ، والدي أهم شيء ديننا، فتبا لدنيا فانية فكلنا راحلون ، صدقت يا ولدي ويتمدد على بساطه القديم
    في المدرسة يلقي عماد كلمة توجيهية لزملائه بحثهم على الأخلاق والدين والدراسة تعج المدرسة بالتصفيق
    الأساتذة في غرفة الإدارة يتعجبون لإنه
    مدير المدرسة: يثني عليه في كل يوم أمام الطلبة
    مرشد المدرسة:  يتوقع له مستقبلا كبيرا وربما يكون داعية...
    أحد الأساتذة : غريب الأفكار بفمه سكارة  يضحك وأنا أرى عكس ما  ترون ، سينتكس هذا الولد مستقبلا أمام أول عاصفة فرأيت أمثاله سابقا كثر
    يسخر من رأيه باقي الأساتذة!!!
    عماد طريقة لبسه وهندامه القديم بل وحتى حذائه موديل السبعينيات كان مثار سخرية واستهزاء من قبل الطلبة
    يحاول قدر الإمكان أن لايصرف دينارا إلا للحاجة ..والدته تعاني من الأمراض وكان شديد الحرص على  أخته ألا تظهر إلا  بالنقاب
    شاءت الأقدار أن تتعرض مدينتهم لكارثة فتركها الناس لمدة سبع سنوات لتنقطع أخبار بعضهم عن بعض وتمر السنوات على عجل
    قدر الله لهم العودة ، عاد أهل ذلك الحي الفقير إلا عائلة عماد ، أخذ الجيران يفتقدونهم سألوا المختار عنهم ، ضحك المختار لسؤالهم،  تعجبوا له ما بالك يا رجل ؟!
    المختار  :يا أهلي بيت عماد لن يعودوا مرة أخرى إلى هنا
    صاح العم رشيد ولكن لماذا ؟!
    المختار : لأنهم يستعرون من حينا الفقير ويرونه أنه لا يليق بمقامهم اليوم
    فقد منعهم عماد من العودة ولكن والده معلق بين جدران هذا الحي ، وفوق كل هذا منع والده من مزاولة عمله لأنه يعده عملا مهينا ، يصرخ العم رشيد ، وهل نسي عماد ان الذي جعله أستاذا جامعيا  هو عمل والده الشريف
    المختار: على كل الآن هم يسكنون في أرقى الأحياء ومن يريد زيارتهم عليه أن يأخذ هدية سنية معه ،
    ولكن الغرابة في الأمر مديره المتقاعد يصادفه في السوق فيتفاجأ لما يرى عماد بملابس أمريكية وحلاقة القزع التي كان يستنكرها وسلسلة ذهبية تطوق عنقه ليمر من قربه عماد فيسلم على أستاذه سلاما باردا وغريبا (مساء الخير) ههه يضحك المدير وأين السلام عليكم؟!!!!
    يجلس المدير في المقهى ليجد المرشد التربوي و(الأستاذ صاحب الأفكار الغريبة) فخبرهم بالأمر ضحك صاحب الأفكار الغريبة  وبعد سبع سنوات تحققت توقعاتي ، المرشد صدقت هذا الطالب تغير كثيرا ونزل مع أهله في حينا وكأنه لم يعرفني سابقا ، أما قلت لكم سيتغير هكذا نماذج حقارتهم  وحقيقتهم وكذبهم كان الجوع والحاجة والحرمان يستترها
    المدير: فعلا لا تعرف حقيقة الإنسان حتى يشبع ويمتلىء جيبه ، فطالبنا بالأمس كان فقيرا يلبس حذاء كأنه حذاء جده يدعي به الزهد ، واليوم مرتبه يعادل مرتبي مرتين ونصف ، فهو اليوم يلبس حذاء ماركة إيطالية لا أستطيع  شراءه  
    المرشد التربوي: ولكن الأدهى في الأمر نظرت لأخته صاحبة النقاب تلبس البنطال الضيق وناثرة شعرها على منكبيها !!!
    الأستاذ صاحب الأفكار الغريبة:أما قلت لكم في حينها هؤلاء  سوف يسقطون مع أول عاصفة وعاصفتهم ملئت أيديهم بالمال  ففضح أمرهم وكشروا عن أنيابهم الحقيرة
    المرشد التربوي: المرارة تعتصر قلب أمام المسجد حينما يرى عماد جار المسجد ولا يدخل المسجد ، ليسأل بعض الشباب عنه ، لقد كان عماد تلميذا عندي في المسجد وعلى صغره وبعد بيته كان يحضر الدرس والصلوات فما باله اليوم ؟!يا شيخنا أنت تتكلم عن ماض ، عماد اليوم المغرور بوظيفته ومركزه ، يعد الماضي تخلفا وعيبا وهو اليوم يحمل أفكارا غريبة وقريبة من الإلحاد،  أخذ الشيخ يردد لا حول و لا قوة إلا بالله....نسأل الله الثبات ، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، والله سيندم هذا الولد سيندم هذا الولد .
    ====================================

    بين ضميرين...
    ========
    نادت السكرتيرة على الطفل المريض (ريان رعد قاسم) فأدخله والده غرفة الطبيب ، نهض الطبيب من كرسيه حمل الطفل ووضعه على السدية ، ليكشف عليه سأله عن اسمه وعمره ، اسمي ريان وعمري سبع سنوات يا حبيبي ، ثم أتم الكشف عليه ومسح على رأسه ثم طلب منه النزول ،أخذ يكتب له العلاج ، ثم نظر له و تبسم بوجهه لا تقلق ستتحسن إن شاء الله قريبا ، ثم قدم له قطعة حلوى فشكره والده على عطفه الإنساني مع الطفولة ، الطبيب يا رجل أنا أتالم لوجع الأطفال ، يبكيهم القلب قبل العين  ولكن أتمالك أنفاسي وأقاوم حرارة الدمع لمواصلة علاجهم ، وهم بهذا الحال يقتحم عليهم الغرفة رجل حافي القدمين يحمل بين ذراعيه طفلة فاقدة لوعيها يصرخ ادركنا يا دكتور ابنتي لدغتها الأفعى وهي في الحقل ، وهويت على عيادتك لبعد المشفى ، تغير وجه الطبيب وأحمر وهو يصرخ بالرجل كيف تدخل غرفتي بهذه الهمجية ؟!!!أمررت على السكرتيرة هل أخذت الأذن هل دفعت لها المبلغ؟!  السكرتيرة لا دكتور فلقد  فاجأني بالدخول ، ادفع أجور الكشفية أولا والله يا دكتور خرجت كالمجنون من البيت بلا شيء  وأنا لست فقيرا ، لا يهمني هذا الأمر ،يا دكتور سيارتي أمام عيادتك فهي آخر موديل وهذا مفتاحها أتركه عندك ، ولكن عالج ابنتي بعدها آتيك بالمبلغ .... تفاجأ والد ريان من تناقض مواقف هذا الطبيب بين دقيقتين سبحان الله!!! قبل قليل كان يتاجر بمشاعر الطفولة..قرر التدخل عذرا يا دكتور أنا أدفع أجور الطفلة وأخرج من جيبه المال ولكن يا دكتور عجل في علاجها فانها تنازع ، رمقه الطبيب بنظرة غضب ويحك ومن أنت حتى تعلمني الإنسانية لا تتدخل بعملي أرجوك .. والد ريان ما أقساك!!! أخذ الطفلة من أبيها وركض إلى العمارة الأخرى لطبيب أطفال آخر انه طبيب الرحمة ،فلقد شمر عن ساعديه وبدأ بعلاجها ينادي على المغذي يصرخ على ممرضه أحقنها الأبرة الفلانية ، ثلاثة من الأطباء في العمارة  نفسها تأخذهم الحمية يشاركونه المعالجة والد ريان عيناه تذرفا الدمع حزنا على الفتاة وفرحا بغيرة هؤلاء الأطباء الخيرين أطباء الرحمة، ولكن مع الأسف لم تكلل جهودهم بالنجاح لأن الطفلة تأخرت كثيرا وفات عليها الوقت ، و تمكن السم منها لتلفظ أنفاسها الأخيرة بين أطباء الرحمة، ويقف ريان عند رأسها نامي يا أختي بسلام وبيده قطعة الحلوى يعتصرها ثم يرميها أرضا ليصرخ مفجوعا لسم الأفعى أرحم بنا من قطعة حلوى مسمومة بنوياها الحبلى  .
    ===================================

    بالمقلوب (ابني يربيني )....
    =================
    عذرا يا أبي كم ساذج أنت ومغفل !!!ما هذه الوقاحة يا ولد ؟! إنها الحقيقية يا أبي... وكيف يكون هذا الكلام أيها (العاق) ؟!
    الابن... هههههه نعم أنا عاق ولكن ليس الذنب ذنبي بل ذنبك يا أبي
    الأب..بالله علمني يا صغيري وكيف يكون هذا ؟!
    الابن...حينما خطت أناملك قذارة الشيطان ليلا وفي ركن شديد الظلمة بحق مسلم من أهل لا إله الا الله أوهمت نفسك بألا أحد يعرف بك ...ونسيت جبار السموات والأرض

    الأب...اخرس أيها الكلب من أجلك ومن أجل إخوتك ودفاعا عن حقنا ورزقنا
    الابن ... هههه لو كان ما تدعيه حقا فلمَ تعمل بالظلام كما يفعل السراق و الحرامية ... يا أبي  يداك ترتجف وسوف تشهد عليك يوم القيامة...على طالح عملك
    الأب... ولكن ماذا تريدني أن أفعل ورزقي يباد ووضعي يتخلخل والناس تهجرني
    الابن ... يا أبي لو اجتمعت الجن والإنس على رزقك لا يأخذوا منه درهما و لا دينارا فالرزق مقدر وبيد الله ... ولكنه قلة إيمان وحسد لعباد الله .. ونفس ضعيفة مريضة
    يا أبي...و لماذا كل هذا الحب لهذه الدنيا الفانية والتي لا تساوي جناح بعوضة عند الله....
    الأب... يا ولد و أنى لك هذا الكلام ؟!
    تعلمته من المساجد و المدارس وكنت أتحسر حينما أراك بهذا الحال وليس كباقي الآباء ...
    يا أبي..... ما تفعله حرام و الآخرة فيها جنة و نار والحياة فرصة مرة واحدة لا تكرر
    الأب يطأطىء رأسه....فعلا يا بني إنها الدنيا و إبليس والهوى جعلتنا أن ندوس على رقاب الناس بلا رحمة وبلا ضمير
    والله يا بني منذ سنوات وأنا اظلم الناس ونفسي بسبب الدرهم و الدينار...و أسقط بهذا و بذاك و أدلس و أخلط الحلال بالحرام
    الابن ... يا أبي أ نسيت قاعدة  لا ينفع الدرهم ولا الولد يوم القيامة
    إلا صاحب الدين والخلق الحسن
    الأب... سمعتها مسبقا ولكن ما وعيتها .... ولكن زدني يا بني من حلو الكلام والله منذ سنوات ما سمعته حتى من أصدقائي المقربين....

    الابن يا أبي احذر بعض الأصدقاء فهم يصوروا لك الباطل حقا
    وظلمك عدلا وكذبك صدقا
    الأب...ما يلفظه فوك من درر هو عين الصواب
    يا أبي أنا وأمي وأخي أمانة عندك فاحرص على أن لا تطعمنا إلا الحلال...و إلا ننقلب عليك أعداء بكسب يدك من الحرام
    الأب ...وقد وقع هذا
    الابن ..عرفت ولهذا أذكرك كما ذكر نبينا إبراهيم أباه آزر خوفا عليه و حرصا...
    الأب بم تنصحني يا بني وأنت بهذا الورع والعقل انك رحمة لربما رزقني الله من فيض جوده و أنا المجرم
    الابن....أيرضيك يا أبي أن يؤذيك أحد بنفسك و أهلك ومالك وعيالك ودينك....
    الأب...لالا بالتاكيد لا
    الابن...اذن كيف طاوعتك نفسك على قطع رزق صاحب الكشك بجوار محلك حينما أوشيت عليه سرا وهو لا يعلم بناقصتك ... و أيامه  تجري على ما يرام  وهو فرح برزق قد ساقه الله إليه ليوسع على أهله كما أنت تفرح برزقك ...وتوسع علينا
    الأب..حسبته ينافسني في السوق ويكبر شأنه يوما بعد يوم ويأخذ مني زبائني ...فدبرت له مكيدة...بعدما تحالفت مع الشيطان...
    الابن ..ولكنها ليست مروءة ولا من اخلاق الرجال أين ذهب دينك أخلاقك التي كنت تمليها علينا ... أما تحرك في داخلك حليب جدتي الطاهر ..اما فكرت بجدي وهو في قبره ينتظر منك حسنة ... بالله عليك يا أبي لو علمت أمي بجرم صنيعك
    أتظنها بعد اليوم تحسبك رجلا صاحب شرف إنساني .. يا أبي لا أخفيك سرا لقد سقطت من عيني كإنسان ولا أراك إلا وحشا كاسرا ...و أذكرك بقوله تعالى Sadو يمكرون و يمكر الله ...)

    الأب... يا بني افرغ ما عندك فاني أستحق كل ما أسمع من قساوة لسانك ... وهذا جزاء ما حصدت ....
    أبي ماذا أقول لصديقي لو عرف بأن الظالم هو أنت
    ماذا أقول له لو نجحت شيطانيتك العفنة
    ماذا أقول لصديقي إذا مرض أو جاع أو بكى طفلهم الرضيع وهم لا يملكون درهما ولا دينارا
    ماذا أقول له لو رأني ببنطال جديد و بنطاله ممزق
    ماذا تقول أنت... لله حينما يسألك عنهم ماذا تقول لو مات هذا الرجل بفعلك .. أما سألت نفسك ما فعلته يرضاه الله أم يرضاه إبليس...
    ما. ذنبي و أمي و أخي لو رفعت زوجته يديها ليلا و أطفالها يؤمنون في جوف الليل.... أ تظن أن سهام الليل تخطىء
    أفعل ما شئت كما تدين تدان وسوف يسلط الله عليك من لا يخافه...
    احسنت يا بني ...ولكن يا ولدي ماهذا السكوت لوالد صديقك بعد أن عرف بحقارتي
    يا أبي ... حلمه حمله على ذلك ورجاحة عقله وحسن تربيته وما يملك من معرفة... أن يقابل السيئة بالحسنة ويفوض أمره لله ولطالما سمعته يردد حسبي الله ونعم الوكيل
    طيب ماذا أفعل إذن ؟!
    أن تتوب إلى الله وتقلع عن ذنبك وتراجع نفسك وتعترف بجرمك وتراجع إيمانك ...وتجدده .. على عجالة فهادم اللذات يطلبنا في كل لحظة
    هل تقبل توبتي ؟ كن صادقا مع الله ونفسك والناس
    الأب....يجر أنفاسه بحسرة إذن سأجدد عهدي مع الله وأثبت مصداقية توبتي في بيته الحرام وأنت شاهد على ذلك حينما أصطحبك معي إلى الديار المقدسة .
    ========================================

    شهيد الكلمة
    ========
    تدافعوا بوسط الأسلاك ، مدججين بالسلاح  ، واجهوا صدورا عارية ، حناجرهم تصدح نعم نعم للإصلاح ، ضربوا بالهروات أدميت رؤوسهم  ، كسرت أنوفهم رددوا شعارهم سلمية سلمية ثارت ثائرة ثائر بدموع الأسف ، يا أخي العسكري أنا أخوك و ابنك أطالب بحق الشعب ، فلماذا كل هذه القساوة  ، نواجهكم بالكلمة و تواجهونا بالدخان ، أيها المواطن أنا عسكري و للأوامر أنفذ وإذا عصيت أعاقب ، نعم أخي العسكري عصيانك وحفظك للدماء هو شرف جنديتك ، فواجبك عند الحدود هناك لا تعصى الأوامر ، بين هذا وذاك  ازداد التدافع كثر صوت الطلق تلبدت سماء الإعتصام بسحب المسيلات ، و رائحة البارود تطارد الأنوف .اختنق الأطفال وقعت النساء تحت الأقدام ، المياه الحارة سلخت جلود الأبرياء ، شُج رأس ثائر بعيار مسيل للدموع و هشمته بلا رحمة الأبخرة تتبخر من هامته  ، الذخيرة الحية يا الله تفتح على العزل بلا هوادة ، أحد أصحاب القمصان البيض متلثم ،  يمسك بفوهة عسكري يتوسله أن لا يطلق النار على إخوته لكن توسله بلا جدوى ، يتطور الأمر بين الترجي وبين الغضب ، يفقد المسلح صوابه ، فيرديه قتيلا يسقط على الأرض مضرجا بدمه ، يشكو قاتله لخالقه ولسان حاله يقول باي ذنب قتلتني ؟!!! رفاقه يزفوه عريس الوطن ، شق طريقه بين الجموع صاحب التكتك يسعفه ، نقله للمستشفى حاولوا ايقافه مرارا ، لكنه فطن راوغهم بين الأزقة وصل لمبتغاه ، المستشفى يغص بالجرحى و الشهداء ، غيرة الدماء الثائرة  تزحف للنجدة تتبرع بالدماء نصرة للقضية ، وما زالت ساحات الإعتصام تردد سلمية سلمية ، ذلك المسلح التي التاثت بندقيته بعار الجريمة يرن هاتفه وهو ما زال يرمي فوق رؤوس العزل ، لا يبالي للإتصال تكرر رنين جهازه  مرارا أخيرا رد على المكالمة وعرقه يتحدر من جبينه ، وهو يلهث من كثرة مطارته للناس متهما لهم بالخارجين ، نعم تفضل ، عذرا أخي هل تعرف فلان الفلاني ؟! نعم هو أخي وهذا رقم هاتفه ولكن لماذا لم يتصل هو ؟ و من أنت  ؟!!! الطبيب يتحير لا يعرف كيف يخبره ؟ يتجرأ أخي الحبيب عظم الله أجركم أخوك في المستشفى سقط صريعا في ساحة الإعتصام ، يجثو على ركبتيه ، اسودت الدنيا بوجهه صارخا ابن أمي و أبي ما الذي أخرجك  ، يرمي بسلاحه يتجه صوب المستشفى ، ليجد أخاه مجندلا على السدية ، ولسان حاله يعاتبه لمَ قتلتني ؟ وبأي ذنب ؟! ، أخذ يضرب رأسه وعلم من تلاوى معه في ساحة الإعتصام هو نفسه الممدد على السدية ، وملابس الضحية شاهد حي على أن من قتل  هابيل  هو نفسه قابيل .

    ========================================

    بساط الجن.....
    ==========
    اعتاد حمدان في كل يوم و مع صياح الديكة أن يستيقظ من نومه مبكرا ، يتناول إفطاره على عجالة ، ثم ينطلق بقطيع غنمه للرعي وهو يمتطي ظهر حماره تغمره الفرحة قاصدا سفح الجبل المعشوشب ، يقضي نهارا مفعما بالحيوية بين الأغنام وصوته ينفجر بينها بأنغام مختلفة ، لا يعود للبيت إلا مع حلول المساء ، و بأعدادها يغص الطريق ، تتلقاها زوجته بسرور  وهي مصدر رزقهم ، تدر عليهم حليبا طازجا ولحما شهيا و مالا وفيرا ، وفي أحد الأيام رجعت الأغنام مساء برفقة الحمار ومن دون صاحبها تعجبت الزوجة !!! لطمت وجهها وخرجت للسؤال عنه استغاثت  بالجيران  للبحث عنه ولكن بلا فائدة...مرت ليلة ثقيلة  على المرأة أثقل من جبل أحد.. ذهبوا في اليوم التالي للبحث في كل مكان ولكن لم ينفع ذلك ،ومضت الأيام والشهور والرجل مازال أمره غامضا
    ولم تحصل على خبر يرويها  ، قطعت الأمل أخذت ترعى الأغنام بنفسها على سفح ذلك الجبل ، تتذكر زوجها و أملا بأن يصلها خيط  من خبر   ، وبعد مرور خمس سنوات وهي في الرعي يغلبها النعاس فتنام ، رأت حلماغريبا . فهناك رجل يرتدي البياض يقبل نحوها يتعكز على عصا غير واضح المعالم ، خافت كثيرا وهي وحيدة بهذا المكان الموحش ،استنبحته كلابها وانطلقت  نحوه ولما وصلته أخذت تشم به ، تعجبت المرأة أكثر ما بال كلابي لماذا رضخت له  !!! سلمت أمرها لله  ولما قرب منها و وقف عند رأسها صرخت قائلة : أنت أنت ؟!!! تبسم ضاحكا
    نعم أنا أنا ، فقدت وعيها حاول مساعدتها ، بعدما أعسها برأسها بعصاها استيقظت من نومها لتتفاجأ لتجد الحلم حقيقة ، وما رأته في المنام كانت اليقظة تفسير رؤياها ، انكبت عليه تقبله أخبرني ماهذا الغياب وما سره لماذا كل هذا العذاب ؟! رويدك فأنا متعب و جائع فمنذ يومين أسير ببطن خاوية ، إذن اجلس لتأكل فناولته تمرا وكوز ماء عندها شبع وارتوى وارتاح ، بادلها الإبتسامة و دموعها تنساب لا تصدق ما تراه عيناها  ، لا عليك إذن خبرني بمصابك ، حسنا وأنا عائد للبيت في ذلك اليوم شاهدت في الطريق نارا وحولها أناس مجتمعون ، فأخذني الفضول من أن أقترب منهم فأمسكوا بي ورموني بوسطهم ومن ثم قيدوني ، عرفت أنها حفلة زفاف ، خفت كثيرا منهم فوجوههم غريبة عيونهم تقدح بريقا آذانهم كآذن ورق العنب شعر رؤوسهم كشعر المعز  ، انتهت الحفلة حملوني معهم على بساط عظيم طار بنا ، فنزلنا بواد عميق لا أستطيع وصفه ، أخذتني معها امرأة عجوز من بينهم  لبيتها عرفت أنها أم العروس كي أخدمها و أرفع عنها وحشتها فهي أرملة بقيت وحيدة في بيتها بعد زواج ابنتها ، ودام هذا الحال زمنا ، و كانت تأخذني في كل شهر يوما واحدا  للمعبد للعمل فيه ، وأبقى ساعات طويلة بلا طعام وكانت هناك فتاة في المعبد تتعاطف معي كوني من البشر ، فتطعمني سرا فأسألها لماذا تساعدينني ، فتضحك فترد قائلة : لأن أبناء جلدتك لهم فضل علي حينما  كنت محبوسة في جسد أحد البشر قام  بتحريري من ذلك القيد ولهذا أتعاطف معك أيها الإنسي فشكرها كثيرا وطلب مساعدتها للخلاص فاعتذرت عن هذا العمل خوفا من أن تتعرض للعقوبة ، وبعد انتهاء العمل تعود بي سيدتي للبيت أسألها ماحاجتك بي يا سيدتي  وعندك في القبيلة آلاف الشباب يمكنهم القيام بما أقوم به ، اتركيني للعودة لأهلي فهم يعذبون بغيابي ، تضحك نعم رجالنا  باستطاعتهم القيام بكل شيء إلا عملا واحدا لا يقومون به يارجل ، وأنتم فقط البشر تخدمونا به..... يا هذا أنا كبرت وتقدم بي العمر فشبابنا لا يبالون لأمرنا يهجروننا بهذه الأعمار فنلجأ إليكم أيها الإنسي ..فما كان لي إلا أن أقدم لها السمع والطاعة ، وقبل عام حدثت معركة عظيمة بين قبيلتين على ملكية أحد الجبال وكانت القبيلة التي أنا فيها إحدى القبيلتين استمر القتال زمنا طويلا خسرت قبيلتنا المعركة حتى أفنيت بمعنى الكلمة وسيطرت تلك القبيلة على الوادي الذي نسكنه  وترى الجثث تملأ ذاك المكان والنساء أسبيت والأطفال بلا آباء الهلع يتملكهم  ، و أنا تتستر علي سيدتي في حفرة صغيرة نراقب الأحداث فقررتْ أخيرا الفرار بي من ذلك الوادي والنجاة بنفسها  فعمدت إلى بساط صغير ورثته من جدتها حملتني عليه وطرنا كالبرق  حاولوا الأعداء اللحاق بنا بلا فائدة بعدما رمتهم بحفنة أشبه بالتراب أصبح كالدخان أعمتهم فسألتها عنه فقالت : أعطانيه أبي قبل مماته فقال ضعيه عندك واستخدميه عند الشدة ، فتعجبت مما رأيت و ذهلت ، أخيرا وصلنا إلى بر الأمان ، ورفعت الرباط عن ظهري وحررتني من سطوتها و أخلت سبيلي على بعد أميال من هذا المكان الذي  نجلس فيه نحن الآن ، وذهبتْ إلى مكان بعيد جدا اسمه الديمن  لترتب أمرها هناك ، وهي تنادي عليَّ رافقتك السلامة سآتي في يوم ما إليك لا تقلق ،  وها أنا أجلس بين يديك الآن فعانقته وهي تقول تبا لها سأقتلها إن عادت إليك مرة أخرى  و أحفظك منها بإيماني إن شاء الله تعالى .

    ========================================


    عدل سابقا من قبل السيد صابر في الخميس يونيو 04, 2020 11:05 pm عدل 1 مرات
    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    (هسيس الأرواح ) مجموعة قصصية للكاتب العراقى /أركان خميس القيسي Empty رد: (هسيس الأرواح ) مجموعة قصصية للكاتب العراقى /أركان خميس القيسي

    مُساهمة من طرف السيد صابر الخميس يونيو 04, 2020 11:02 pm

    المحارب....
    =======
    رجع من المدرسة بلا كتب ، ثيابه ممزقة ويبدو وجهه عابسا ، تعجبت أمه!!! ها يا حسام ما الخطب ؟! تركت المدرسة ولن أعود لها ثانية ، ولماذا ؟ وما هذه الجروح بوجهك ؟ ومن سببها ؟! أنت يا أمي ، ولماذا أنا ؟ الطلاب يعيرونني بك لأنك تعملين في حقل الدواجن ، أما قلت لهم اني يتيم و أمي تعيلنا وهذا شرف لنا ، أمي هؤلاء حمقى لا يعون ما تقولين ، فوالله لن أعود ثانية وسأعمل في السوق وتلزمين أنت البيت ، أريد أن أصبح رجل هذا البيت ، انهمر الدمع من عينيها لا تعرف ما تقول ؟ حاولت إقناعه بدون جدوى ، يطالع أخته الصغرى وقد أغرورقت عيناها بالدموع ، جثا على ركبتيه وهو يقبل يد أمه ويمسح الدمع من وجنتي أخته ، ثم يضحك لا داعي للقلق سأعمل وأختي تواصل دراستها وأنت يا أمي تصبحين سيدة هذا المنزل ، ولا أحد بعد هذا اليوم يعيرني بك ، أخته حفظك الله لنا يا أخي ورزقك .... بعد أيام باعت أمه بقرتهم الوحيدة و اشترت له حمارا وعربة ، وبدأ مشواره في السوق بنقل البضائع للناس والتجار ، فتح الله عليه رزقا طيبا نال رضا الناس بأخلاقه وتعامله ، كان محبا لحماره ويعتني به ويحرص على اطعامه ونظافته ، وكان يريحه في الإسبوع يوما واحدا ، واستمر على هذا الحال و بعد مضي سنتين ألحت عليه أمه بأن يدخل المدرسة المسائية بعدما تحسن وضعهم ، رضخ لطلب أمه وبدأ يدرس بعد الظهر حينما ينتهي من العمل ، أمه كانت تحرص بالدعاء له بالتوفيق في المدرسة والعمل ، ازدادت نعمة الله عليهم وتوفيقه لهم ، فتحوا دكانا في البيت وبمرور الزمن اجتهد حسام بفكرة فاتح بها أمه ، أمي نعم يا بني ماذا تقولين لو اشتريت حمارا آخر وعربة ؟ وجعلت جيراننا زيدا شريكا لنا فهو بلا عمل ، نعم الرأي رأيك فأنا معك في هذا المشروع ، وفي المرحلة الدراسية الأخيرة تفرغ للدراسة و جعل لحماره عاملا بدلا عنه ، وفي نهاية العام تفوق في الإمتحانات ودخل كلية الزراعة حتى تخرج فيها وعين في دائرة الزراعة وقرر اهداء الحمارين لصاحبيه اعتزازا بهما ولطيب موقفهما معه طيلة تلك الفترة الحرجة ، أحب حسام منطقته وفكر بفتح مشاريع فيها ، فقدم مفاجأة لأمه وأولى تلك المشاريع مشروع حقل الدواجن فهو من ذكريات أمه وتحب هذا العمل بجنون . فتح أكثر من مشروع شغل فيه شباب منطقته فأحبوه كثيرا لأنه انسان طيب و خلوق ، حقق المستحيل و حارب من أجل حلم أمه كثيرا ، و أخيرا علق لافتة في السوق كتب عليها عيادة الدكتورة أخته لمى .

    ========================================

    الأرملة السوداء.......
    ============
    تحركت بهدوء من غير أن يشعر بها أحد ، لم ينتبه لها حريص قامت بمفاجأة الجميع بسوادها الداكن الذي يسترها ، زحفت بجنح الليل أرمشته بذبذبات كهربائية تفاجأ من محاولتها يتعجب لتلك المتحصنة ، اتصل عليها تكسرت بكلامها تنهدت له ذاب بنيران الفاظها التي زلزلت أركانه ، نجحت المحاولة بلدغة عنكبوتية أوقعته في خيوط شباكها ، عرض عليها القفص الذهبي ، طارت فرحا ....تمت المناورة الرومانسية بنجاح ، وقبيل الزفاف بيوم واحد و بدل أن تضع الحناء لطختها بالدماء بموت خطيبها غرقا في مستنقع مائي سقط فيه طفل جيرانهم و حاول إنقاذه ، عندها أعلنت الحداد
    وانتهت ذكريات ذاك المغيب ، حتى بدأت مرة أخرى تتلفع بسواد تلك العباءة لتتقرب من معلم أخيها تحضر معه حصص التقوية في منزله ...تغتاظ زوجته من وجودها حاولت منعها مرارا حتى انتهى الأمر بأن يكون الدرس المشيطن في إحدى المتنزهات إنتهت الدروس لكن لم تنته جلسات السمار ...أخيرا تكللت بزواج عرفي دام لمدة عامين نتج عنه طفل أسمته فجرا وفاء للأول فما زال حبه في ثنايا روحها....طرق عليها ذلك المعلم الباب كي يودعها لأنه على موعد للسفر خارج القطر...وفي الصبح تستيقظ على خبر عاجل مفاده سقوط طائرة من نوع بوينك تابعة للخطوط الجوية لبلدها .....لتعود مرة أخرى تتوشح بالسواد أعلنت الحداد ومضت بها الأيام طلبت منها أمها الكف عن مغامراتها والبحث عن عمل تعتاش عليه رفضت دخلت في صراع مع أمها الأم ستندمين على عدم الأخذ بنصيحتي تضحك بصوت عال يا أمي مازالت الحياة تضحك معي ، بعد مرور سنة تعرضت والدتها إلى وعكة صحية أدخلت المستشفى بقيت أسبوعا تعرفت على رجل كان مرافقا لأمه تبدو الوسامة عليه تواصلت معه تطورت العلاقة ...أغرته ببيت زوجها المرحوم تفاجأ بما يرى وهو ابن قرية نائية ...أعلن لها السمع والطاعة... تم عقد القران وعاشا تسعة أشهر ...تعرض للخطف من قبل مجموعة تتاجر بالأعضاء البشرية ...وبعدها يسلم لأهله جثة بلا أعضاء ...صرخت أمها بوجهها ..أيتها النحسة إلى متى تبقين في مجزرتك ؟!!!...ارحمي معاشر الرجال ...ما هذا النحس الذي تتوشحينه ...لا عليك يا أمي أنا حرة في حياتي....عن قريب سأرتدي الثوب الأبيض من جديد...صكت أمها وجهها قائلة إذن سأعلن الحداد منذ الساعة هذه!!! الباب يدق من في الباب ؟جابي الكهرباء ... الأم أهلا بك يا بني تفضل ، البنت أهلا انقطعت من مدة طويلة !!! فعلا لقد تعرضت لحادث سير وفقدت زوجتي و ابني... يا سبحان الله ! الأم تضحك مع نفسها، أبشر عن قريب ستلتحق بهم ...البنت طيب أما زلت في محلك القديم أنا بحاجة للوازم الخياطة ؟بلى إذن سأمر عليك ، أنا بالخدمة .. شكرا جزيلا.. بعد إسبوع كثر ترددها له حتى تطورت الأمور و دخلت شريكة في المحل ، الأم اقتربت ساعته المسكين ...أخيرا جاء إلى البيت طالبا يدها...حاولت الأم إفشال الأمر دون جدوى يا بني فكر في الأمر فبنتي تزوجت أكثر من مرة ربما تعيرها مستقبلا !!! يضحك بصوت عال وأنا تزوجت للمرة للخامسة...حسبته يستهزئ...وقالت له إذن ذنبك على جنبك ... وبعد مرور سبعة أشهر تترقب أجله ، وفي ليلة شتائية يطرق عليها الباب ومعه ابنتها ليفاجئها بجثة هامدة تلف بعباءة سوداء .

    ========================================

    قلمي يحترق....
    =========
    في ليلة شتائية عاصفة ماطرة أصوات الرعد مرعبة بهديرها المدوي ، البرق يخترق النوافذ يكاد يخطف الأبصار ، تداخلت أصوات الرعد بأصوات الانفجارات ، وأظلمت الدنيا أكثر بعد انقطاع الكهرباء ، حينما تساقطت أغصان الشجر على الأسلاك الفتاة رباب طالبة في الصف الثالث المتوسط ينتابها الخوف تمسك بثوب أمها وترمي كتابها من يدها ، انفجار مفاجئ يصرخ سعيد يرتمي بحضن والده يختض خوفا يهدئ والده من روعه لا تخاف يا ولدي إنه صوت الرعد وهو يضحك .... أخيرا أوقدت أمهم شمعة بددت الظلمة وخففت من خوفهم ، اشتدت الرياح . أصوات النوافذ والأبواب تزيد من وحشة المكان قطرات الماء المتساقطة في الحمام وكأنما البلدة مهجورة وأصوات الكلاب تزيد الطين بلة ، رباب تبا للإمتحان تتمدد مع أمها في الفراش وهي ترتجف خوفا ، تردد مع نفسها سورة الفاتحة تصبر نفسها ، يحاول والداهما رفع معنوياتهما وهو يخفي قلقا ، فالوضع غير آمن ويحس بالتقصير تجاههم فنفسية العائلة تتراجع ، تعاتبه زوجته لماذا كل هذا العناد يا رجل ترجيتك أن نغادر المكان وأنت بخطر ، أما رأيت لبيت جيراننا كيف قصف و تداركوا أمرهم و هربوا ، يهون الأمر لا تقلقي الصباح رباح سنترك البلدة غدا إن شاء الله ، ولكنها ساعات الليل تمر ثقيلة سعيد يخاطب والده وبيده كتاب تاريخ الصف الرابع الإعدادي ، نعم يا ولدي ، لماذا الصهاينة يقتحمون بيوت الفلسطينين ليلا ويفجرون الأبواب بقنابل صوتية ....وهم على هذا الحال وإذ بانفجار يهز المنطقة تهتز أركان غرفتهم وأرواحهم تصل الحلقوم !!!عم الهدوء قليلا وعيونهم تتخاطب فيما بينها لماذا كل هذا العذاب؟ لماذا لم نغادر المكان ونبحث عن الأمان ؟! ليتفاجأوا باقتحام غرفتهم من قبل ملثمين عيونهم تقدح شرا ، تشهق الأم حتى تضع تحتها خوفا ، تصرخ رباب هلعا ويديها ملطخة بدماء أمها !!! حاول الأب الفرار من النافذة دون جدوى ، أمسكوا به طرحوه أرضا وهو يقاوم ، حاول سعيد مساعدة أبيه ، كتابه تمزقت أوراقه تحت اقدامهم ، ضربه أحدهم وشق رأسه و أشار عليه بسلاحه ، تمالكت الأم أنفاسها حاولت ترجتهم ولكنهم قساة ، حملوهم ورموهم خارج المنزل ، البلدة موحشة يأسرها الخوف ، تفقد الأم وعيها تحاول رباب مساعدتها ، ينتظرون مصير والدهم وهم على وجل ، أخيرا خرج الملثمون من المنزل يقتادون الوالد معصوب العينين ، ترجاهم توسلهم لكن من دون فائدة ، غادرت العصابة المكان أوشى أحدهم بإذن سعيد حذره من الاقتراب من المنزل وبعد دقائق وسعيد يحتضن أمه وإذ بالمنزل يدوي منفجرا لكي يفقد سعيد و أخته وعيهما ، وفي الصباح تعثر عليهم دورية للشرطة ، وبعد أسبوعين يجدوا أنفسهم في المستشفى ، لم يبق من ذكرى والده والمنزل إلا تلك الصور العالقة بذهنه ، أجبرته على ترك المدرسة بعدما كان متميزا ويصبح صاحب قلب تعشعش به فكرة الحقد و الإنتقام ، و أخته التي أتعبت نفسها بكثرة لوم نفسها عما حصل لأبيها بسبب امتحاناتها المتأخرة ففقدت عقلها وأصبحت مجنونة حبيسة المنزل ، لتتمكن إحدى المنظمات الإنسانية من مساعدة سعيد و أعادت تأهيله نفسيا مرة أخرى ليكمل دراسته ويصبح ناشطا للدفاع عن حقوق الإنسان و يدعو لحرية الفكر .

    ========================================

    كورونا
    =====
    شعر بدوار عجيب اظلمت الدنيا
    بعينيه ألاعياء يبتلع
    فاض بعرقه، سقط أرضا عماله نقلوه
    للمشفى اجتمع عليه الاطباء اختلفوا بتحديد
    حالته فقد تحيروا. صرفوا له الدواء
    خرج بعد اسبوع،. يتلمس الارض برجلين
    خاويتين و وجه شاحب و عين
    غائرتين، لزم بيته زمن و كأنه
    في سجن لم يألف هذا الحال
    صاحب العضلات المفتولة و القوام الضائع
    و من كان يحمل بيد واحدة كيسا مملوء بالرمل
    لا يقوى على حمل قلم، اجتهدوا الله
    معه في معالجته عند أكثر الاطباء
    وفي كل مرة نظر التحاليل سليمة،زوجته
    بين تأنيب الضمير و بين الحسرة و الدمع
    النازل تبكيه لول بوسها فيصبرها على
    اوجاعه و ينادله الكلام بتقصيرها معه
    وهي سبب معاناته، يبتسم بسمة
    يتيمة لا عليك. و ما دخلك في فهو قدري
    و كتب لي و اهملت انا نفسي و اشغلني
    العمل واخذ كل وقتي
    وبعد مضي سبع سنوات و جزم الاطباء
    بعدم مرضه وانما حالة نفسيه. و مع أذان
    الفجر و صياح الديكة ذهبت زوجته لكي
    توقضه للصلاة لتجده فاتحا لله
    و يرفع بسببه يده للتشهد
    لتصرخ باعلى صوته وا مصيبته
    فقدته للأبد. وارادت ان
    تكفر عن ذنبها بقتلها لزوجها
    بذلك الكأس المسموم بالسحر قبل
    سنوات الا انها لم تستطع
    متى قررت الانتحار ليجدوها
    بعد سنة شانقة نفسها
    بحبل
    ======================================

    الأم مدرسة:
    =======
    طرد أمه من منزله بكل وقاحة ونسي كل ذلك الفضل...رغبة
    لطلب زوجته المترفة انكسرت الأم أخذها الجيران وأجروا لها
    غرفة.. وأحسن الناس اليها... يمر كل يوم من أمام بابها
    يراها جالسة ترفع يديها للسماء فيظنها تدعو عليه...فيسخر
    منها ..مرت الأيام والأيام... تعرض لحادث سير أقعده عن
    الحركة سمعت الأم بالأمر صدمت انهارت فقدت السيطرة
    خرجت مسرعة حافية تركض نحو بيته، لتقف عند الباب لتتفاجأ مرة أخرى بقساوة تلك الحاقدة ، ترجتها ركعت بين يديها إلا انها رفضت ، فطردتها بوقاحة ... وتمر الأيام بعد الأيام ، حتى تعبت الزوجة ملت منه أصبح عالة عليها... عندها وضعته
    في سيارة وارسلته إلى أمه المكلومة فرحت الأم على الرغم
    من الجراح المؤلمة التقت العيون.. عيون الأم تحكي الحنان والمحبة
    والشوق وعين الابن تحكي التقصير والنكران وتأنيب الضمير
    انكبت العجوز عليه تشم تقبل.. أدخلته إلى غرفتها أدخلته
    الحمام بعد أيام أحس بالفرق الاهتمام العناية النظافة الجسم
    معطر بعد أن كان عفنا .... أمي لا أعرف كيف أكفر عن ذنوبي
    كيف أجازيك وأنا مقعد الان عرفت أنك كنت تدعين لي لا
    علي حينما كنت أمر من أمامك يابني أ تظن الأم كالزوجة
    بهذه القساوة !!! حتى أدعو عليك كنت أدعو لك بالمغفرة وان يريك الله الحق...
    ... الان الحمد لله ردك الله لي وأنا سعيدة وعرفتَ
    الحق ... أمي ..زوجتي كيف أعاقبها ....لا عليك.. دع الأمر لله تعالى.... وانتظر فالعقوبة من جنس العمل .

    ========================================

    سحر.....
    ======
    جلست قرب نافذتي أطالع الحياة خارج غرفتي قبيل شروق الشمس بقليل رأيت في السماء أسراب الطيور تطير بأشكال هندسية عجيبة عرفتها تطلب رزقها، ورأيت عجوزا على رأسها عباءة قديمة تلبسها بشكل المخروط.. بيدها حبل.. تجر بقرتها لرعيها ...و رأيت فلاحا يخرج من ناحية أخرى متوجها لحقله بسرور ومما زاد من مهجتي أسمع أصواتا أسفل نافذتي إنه صوت دجاج جدتي، يزيد من روعة الحياة في قريتنا وارعبني صوت انفجار انفجر فجأة
    عندها ضحكت إنها أصوات كلاب قريتنا هجمت على سيارة غريبة
    إنها سيارة بائع الفواكه تأتي صباحا للقرية، ووقعت عيناي على منظر ساحر إنه نهر قريتنا العذب تسبح فيه مجاميع من البط و الأوز
    وبين هذا وذاك يطل علينا ضيف عزيز له فضل علينا من جهة الشرق إنها خيوط الشمس... تشق طريقها للأعلى ترتفع مقدار رمحين ..بعدها تعج طرق القرية بأصوات التلاميذ متوجهين إلى مدارسهم ...أفرحتني براءتهم... أحدهم يمر من تحت النافذة يرميني بوردة مع الأسف لم تصلني...التقطتها الدجاجات بمناقيرها عرتها عن ثوبها .. دقت علي أمي باب غرفتي... أيها الكسول هيا للإفطار فمازال والدك في انتظارك يحرس الحقل ليلا من الخنازير ..حسنا يا أمي....ها قد انتهيت من مشاهدة فلم قريتنا الصباحي عدت إلى فراشي الدافئ مرة أخرى لأغوص في أحلام سعيدة تنسيني الحاح والدتي .

    ========================================


    عنوان الكتاب : هسيس الأرواح
    النوع : مجموعة قصصية
    الكاتب : أركان خميس القيسي
    اسم الشهرة : أركان القيسي
    الطبعة : الاولي
    رقم الايداع : 12/2020
    منتدى جمعية إبداع الثقافية





    [/b][/center]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:41 pm