احوارات روعة
مع الأديبة والمحاورة السورية
روعة محسن الدندن
المقدمة
بقلم: روعة محسن الدندن /سوريا
الحوار....
هو لغة العقلاء لتبادل الأفكار والآراء حول قضية للوصول إلى اتفاق حولها ويكون إما بين شخصين أو أكثر
وهو بالنسبة للمفكرين وجهة نظر لا يمكن الاستغناء عنها وخاصة في الإدارة وعلم الاقتصاد والسياسة وعلم الإجتماع
ولنجاحه يجب أن تتوفر الأساسيات للحوار وذلك من خلال التأني في الحوار ووجود الثقة والصدق
كما يجب أن يكون له هدف واضح وأسئلة ويتصف بالإيجابية بين الطرفين ليساعد على الاستمرارية والتركيز بين المتحاورين وعدم اهمال جزء من أجزاء الحوار
وسبب أهمية الحوار هو أنه يقوم على التنمية الفكرية والمعرفة ويكون ذلك من خلال التأثير الكبير على الفكر وتحفيزه بطرح الأسئلة ومناقشتها
والإجابة عنها يساهم في زيادة الثقافة لدى الإنسان ويعزز الثقة في النفس والشعور بتحقيق هدفه وانجازه ويجعله يشعر بالقدرة على تحمل المسؤولية
والحوار جسر قوي إذا كان مبني على الثقة القوية بين الطرفين ويعزز دور الصدق في التواصل والتعامل والاعتماد على دعم التفاهم لتجنب الصراعات والنزاعات بين الأطراف لأنه يقوي روح التعاون والتفاعل بين الأفراد ليتحقق أفضل أسلوب للمتحاورين وليكون الحوار ناجحا يجب تقبل الآراء المتنوعة وابداء الإعجاب بالأفكار الجيدة والنماذج الصحيحة والتواضع لأنه في احترام المتحاورين كل منهم للآخر والتحلي بخلق
كريم فإننا سنحصل على مستمعين ومتابعين للحوار ونعيد صياغة الحوار البناء والهادف لنرتقي بمجتمعاتنا وأفكارنا ونصل لأهدافنا من خلال الحوارات الناجحة وأتمنى أن ما سنقدمه من حوارات من خلال سلسلة حوارات روعة نموذجا ينال القبول والإعجاب من أجل بناء مجتمعات قوية
وكل الشكر لكل من شاركوني حواراتي ومنحوني شرف محاورتهم وساعدوني لنقدم هذا الكتاب
==================================
الزواج الفكري والثقافي بين الحضارات
(١)
حوار مع المخرج الكبير دويدار الطاهر
حاورته: روعة محسن الدندن.
===================
الزواج رابط يقرب بين الشعوب والأمم ويزيد التماسك بين جميع الأطراف
يزيل الخلافات ويقرب القلوب …ماذا ينتج لو تم هذا الزواج بين الشرق والغرب؟ خاصة إذا كان تزاوجا فكريا وثقافيا من خلال البعثات وتبادل العلم والمؤسسات العلمية …نأخذ منهم ويأخذون منا نجعل الطاقات تعمل دون تمييز
ربما ما تقوم به السياسة من تباعد بين الشعوب توحدها فكرة الزواج الفكري والثقافي وتنهي الحروب وتتوقف أطماع الكثيرين لسلب حضاراتنا ومبدعينا ومفكرينا … هل نملك العزيمة والفكر للقيام بهذه الخطوات؟
وما نسبة نجاحها وفشلها؟
لنناقش مثل هذه الفكرة ونتعرف أكثر على الثقافة الغربية عن قرب من أشخاص أكثر قربا من خلال انخراطهم في المجتمع الغربي لنعرف منهم حقيقة الشعوب الغربية وثقافتهم وتعاملهم من خلال حياتهم الطويلة ضمن هذه المجتمعات وما هي نسبة نجاح أو فشل الزواج الفكري والثقافي بين هذه الشعوب مع الشعوب الشرقية العربية؟
ضيفي هو شخصية تجمع بين الثقافتين العربية والغربية.
وهو حصيلة التزاوج الفكر الشرقي والغربي
ـ مخرج وكاتب كبير وسفير من سفراء فوق العادة
المخرج الكبير دويدار الطاهر
ـ حاصل على شهادة ليسانس الأدب قسم جغرافيا
ـ شغل العديد من الوظائف بالتلفزيون المصري مخرج بالإدارة العامة للأخبار من 1965 إلى 1970
ـ مخرج بالبرامج الخاصة بالتلفزيون من 1971 إلى 1973
ـ رئيس المكتب الفني للبرامج وشؤون الإنتاج 1974 إلى1977
ـ رئيس الإخراج التسجيلي بالتلفزيون من 1978 إلى 1981ـ رئيس الإدارة المركزية للإنتاج المتميز بقطاع قنوات النيل المتخصصة باتحاد الإذاعة والتلفزيون 1996 إلى 2002
ـ أخرج ما يزيد عن 20 فيلما تسجيليا وكتب أكثر من 30 سيناريو لأعمال فنية من أفلام روائية أو تسجيلية أو تجريبية أو سهرات درامية
ـ حصل على 16 جائزة
ـ في مهرجانات السينما العالمية والعربية في حقل الفيلم التسجيلي. /الفكرة/ السيناريو / الإخراج / أحسن فيلم. – تأليف كتاب التليفزيون ذلك المجهول…الفن الثامن…. إصدار. … الدار. سنة ٢٠٠٥. ثم كتابي فنون المنوعات والتليفزيون
سنة ٢٠٠٨. إصدار دار سنابل.
– وهو أول كتاب بالعربية عن فنون المنوعات.
– وتحت الطبع الآن مؤلف فن الإخراج.
ـ عمل أستاذا في جامعة الرياض // والأكاديمية الظولية لعلوم الأعلام / جامعة الأزهر. قسم الإعلام // كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. / وحاصل على الدبلوم العالي في الإعلام
أهلا وسهلا بك مخرجنا دويدار الطاهر ضمن حوارات روعة
وقبل الحوار أحب أن أشكرك لقبول الدعوة
نبدأ حوارنا
1ـ الماضي الذي يحمل الكثير من الحروب بين الغرب والشرق حاجز يخيف الكثيرين ويرسم لنا صور دموية تجعلنا في خوف من فكرة الثقافة الغربية هل مازال هذا الفكر موجود عند الغرب باتجاهنا؟
ـ التزاوج بدأ بين الحضارة المصري واليونانية ثم الرومانية. وبدأ الخلاف مع المسيحية في مجمع نيقية ٣٢٥م ثم عاد شرعيا مع نهضة الحضارة الإسلامية ثم بدأ
زواج عرفي مع الاستعمار وتعمير أمريكا ثم الآن مع الجهات وثورة الفضائيات يصبح رفيق.
2ـ نرفض الغرب وثقافتهم نحن العرب وبالمقابل هم يدرسون ويهتمون بحضارتنا أكثر منا ويحافظون على آثارنا في متاحفهم ونفتح لهم بلادنا للكشف عن تراثنا ومع ذلك الكثير يعيب ثقافة الغرب …هل هذا ازدواجية في الفكر العربي أو هو جهل منا من خلال التزوير للحقائق؟
سيدتي. العرب مروا بعدة مراحل من أهمها مرحلة الاستعمار
3ـ تقصد بسبب مراحل الاستعمار أننا نرفض فكرة التقرب من الثقافة الغربية وأفكارنا هي نتاج مخلفات الحروب والاستعمار. والتي مازالت في تاريخنا؟
الاستعمار نقل إلينا التحضر وفتح أمامنا أبواب الثقافة
والفن والتعليم العقلي لكي يكون الناتج الاقتصادي والسياسي. وفير وملكه ثم بعد الحرب العالمية الثانية بدأت ثورات التحرر الوطنية وكان معظم قوادها من رومانسية الإدارة وسلطويين ويريدون الحكم حتى موتهم هنا بدء زرع مفهوم العداوة للغرب وبدأت خطة تجهيل الشعوب وتخلفها من أجل عبادة الحكام والغناء والرقص لهم ومن ثم أصبح التزاوج الثقافي الغربي محرم سياسيا.
طه حسين/. العقاد. / أحمد أمين. / يوسف وهي / أم كلثوم / عبد الوهاب. وغيرهم الكثير والكثير أولا فترة الاستعمار وإلى ثورة ١٩٥٢م
4ـ نحن والغرب لدينا تزواج فكري من خلال الترجمة لهم وترجمتهم لثقافتنا. إلى أي حد نجحنا لنوصل فكرنا وثقافتنا بالشكل الصحيح؟
لا أستطيع أن أقول إننا نجحنا بامتياز أو بجيد جدا. للأسف بل كان النجاح بوجه أقل من مقبول لأن الترجمة لهم كانت موجهة فعرفنا الأدب السوفيتي أكثر من الفرنسي والإنجليزي وغيرهم اللهم الدراسة في الجامعات للأدب الغربي فقط وترجمة الغرب لنا ترجمة موضوعية وبالتالي كانت نسبة ترجماتهم للأعمال العربية الحديثة ضعيفة لقلة جودتها الإبداعية لا نها نتاج فترة المارد العربي
وشعارات ثورية فقط إضافة كما أن المبدع العربي الحقيقي وإنتاجه لم يكن غالبا يتوافق مع فلسفة الحكام العرب
5ـ فعلا عرفنا الأدب الروسي أكثر من الفرنسي والإنكليزي والغرب اهتم بترجمة الموضوعات لعلماء ولكن هذا سببه يعود للعرب
لأن توجهاتهم لم تطال ترجمة لأعمال عربية لنشر ثقافتنا بالشكل الصحيح ولم يتم ترجمة الأعمال الغربية المهمة ومواكبة الجديد
وحتى الفن العربي لم يصل للعالمية إلا من خلال القلة
إذا لماذا نرمي التهمة دائما للغرب عن نشر فكر مخالف أو عدواني؟ ياسيدتي كل وسائل التأثير الثقافي العربي في
الغرب متاحة الآن لكن أين الإنسان الذي سيقوم بهذا الواجب؟ سيدتي عالمنا العربي بكل دوله للأسف تؤمن بالتقدم بالبناء والمدن الجديدة والمصانع مع أن التقدم الحقيقي والتزاوج الحضاري الحقيقي والعادل لن يتم ما لم يتم إعادة صناعة الإنسان العربي وتنويره وتفكيره فالإنسان هو صانع الحياة وهو هادمها وهذا هو ما أخذته أوربا من ابن رشد العربي وتفكيره الإيماني الحقيقي فلقد كانت أوربا أشد تخلفا منا في كل مظاهر الحياة المادية والمعنوية والحضارية فترجمت ابن رشد وغيره /ابن سينا/ ابن الهيثم/ الفارهابي/ وغيرهم أما نحن نعيش زواج حضاري محرم شرعيا بالنت والوسائل الإتصالية فضلا عن سيادة وتوحش اتفاقية الحاد أو الاقتصاد الحر والذي لا حدود لحريته حتى لو كانت تجارة دينية أو سياسية أو ثقافية ..
6ـ هذا يجعلني أطرح سؤالا. نحن نقبل مساعدات الغرب الإنسانية لدولنا ونستورد منه الأسلحة التي نقول إنها لرد حربهم عنا أو تجنب استعمارنا ونستورد كل ما ينتجوه من دواء وسيارات وجوالات. وأثبتت بعض الزيجات الشرعية بين شبابنا نجاحا من خلال زواجهم من الغربيات ومع كل ما ذكرت مازلنا نرفض فكرة الزواج الفكري لنوصل فكرنا ونفهم فكرهم؟
نبدأ بالجواز. سيدتي. الغرب محتاج الشرق أكثر من احتياج الشرق له. وهذه حقيقة استراتيجية ولكن سوء إدارة الشرق لشعوبه ولا إمكانياته البشرية والطبيعية جعلنا سوقا للغرب ولأسلحة دماره التي نستخدمها ضد بعض القضية كلها قضية ثقافية دينية ويدير هذه القضية بصراحة شديدة جدا المال والفكر الصهيو أميركي. + تخلفنا واصرارنا عليه+. وثورة الاتصالات الحديثة
وسيطرة رأس المال الخاص على كثير منها وسيطرة الجهل الرسمي السياسي علي البقية الباقية+ سيطرة الاستبداد الغير مرئية في معظم نظم الحكم العربي. أما نجاح الزواج العربي بالأجنبيات فهو راجع لتدني ثقافة الزواج الغربي وعدم فطرية العلاقة بين الرجل والمرأة فانتشار هذا الزواج هو ما اعتبر تيار عودة للفطرة الإنسانية عند الغربيات لتشوقهم للحياة الزوجية التي
أنساهم إياها تقدمهم المجنون ورفض الزواج الثقافي لم يعد موجود بل تحول الى إبهار بالثقافة التسليعية التي تتنافى مع قيم وعادات الشرق وهذا نتيجة لحرية الإتصال المرئي والمسموع والتحاوري الآن نتيجة ثورة الاتصال المدمرة لكل نواعم ثقافة الشرق والمدمرة للثقافة المقروءة أيضا.
7ـ لدي فكرة دائما تراودني…العدو الذي تجهله لتتعلم لغته وثقافته لتعرف نقاط ضعفه وقوته وأسلوب تفكيره.
ولكننا نجد أن طرح هذه الفكرة يشبه الجنون لأننا نتبع دائما العداء الأعمى دون إزالة لهذا الحجاب الذي بيننا وبينهم. هل يمكننا نشر فكر جديد بمفهوم جديد يوصلنا إلى ما نرجوه من الفكر الغربي؟
سيدتي لم يعد هناك الآن عدو مجهول أو هناك صديق مجهول وإنما هناك غباء عربي معلوم وإصرار على تجهيله. للشعوب أن العدو الحقيقي الآن. هو// قصورنا+
العدو الحضاري المرتدي ثوب السيطرة على الاقتصاد بما نعرفه بعولمية رأس المال والتي يديرها اليهود بصراحة فهم يملكون ٧٠ في المية من مال العالم وكل ما يهم الغرب الآن هو السيطرة على ثقافة الشرق وتحطيم هويته الثقافية. لتحقيق حلم التفتيت خاصة وأن هناك الصين وروسيا وغيرهما الباحثين عن السيطرة على العالم
العربي لثرواته واستراتيجيته فعلية الزواح الحضاري ورفقة المحرم في ذروتها الآن.
8ـ هل تظن أن الزواج الحضاري موجود بين الدول الغربية والعربية ولكنه زواج عرفي بعيدا عن الشعوب؟
الإجابة. بداية لابد من الإشارة إلى أن التزاوج الحضاري. فكرة بشرية وسنه إلهية لا تستقيم الحياة بدونها. قال تعالى
(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) صدق الله الخالق.
فحياة الشعوب وتحضرها لا تستقيم بدون تزاوج حضاري بين الشعوب ثم مع التطور أصبح التزاوج بين الدول في المقام الأول وخاصة في عالمنا العربي فالتزاوج الشيوعي المصري لم يعش شعبيا أما الآن مع عصر الانفتاح والاتصال العولمي الهائل فإن التزواج الحضاري أصبح عولميا وبالنسبة لشعوبنا العربية والتي لم يتم تهيئتها لهذا
الزلزال الرهيب وتبعاته. الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ومن ثم أصبح تزاوج شعوبنا العربية الحضاري أقرب للرفق الحضاري فالعربي رفيق لكل ما هو شكلي ومثير من/ ملابس/عادات غربية غريبة/ تقاليد حتى لو كانت لا تستقيم مع الهوية الثقافية العربية والوطنية لكل دولة وهاهي حفلات التحضر للمثليين واللادينيين تعيشها بعض شعوبنا العربية إنه الرفيق الحضاري لما بعد الحداثة
9ـ عقد زواج حضاري ولكن بنوده لا تمنح لنا الزواج الثقافي والتواصل العرب يعرف أنهم مرتبط بالغرب وثقافتها ولكنه يخشى التصريح والدليل أننا وجهنا حروبنا وخلافاتنا إلى بعضنا وتركنا عدونا الحقيقي؟
الزواج الغربي زواج موجه ثقافيا في أغلب بنوده ووراءه حلم شعب الله المختار ولعل أبرز تجليات هذا التزاوج الآن. تصارع الفرق والمذاهب الإسلامية واشعال العداء
بين المسلم والمسيحي وغيرها من تجليات هدفها محو الهوية الثقافية العربية لإن الثقافة هي العمود الفقري للجسد العربي على العكس من الغرب فالثقافة إفراز للفكر العقلاني العملي أن الواقع الحالي يفرض على كل متأمل ومفكر الاعتراف بأن ما يتم الآن مع ثورة الإتصال وعولمية رأس المال هو أشد أنواع التجريف لكل أسس ومقومات الهوية الثقافية العربية
10ـ علينا إبراز هويتنا العربية الثقافية والتحدي لكل ما يحدث ونحتاج لعلم ولعمل وتوحد فكري. كل هذا نحتاجه والفكر العربي بدون بوصلة توجهه كيف لنا ذلك؟
عالمنا العربي أمام أشد حروبه ضراوة وما نراه على الأرض من دمار مادي كان أهم أسبابه غيبتنا عن ما يحدث من تحريف هوياتنا ومنذ أكثر من ربع قرن والآن ودولنا العربية كلها على مائدة التقسم الصهيو أمريكي لابد
من الافاقة والوعي وتفعيل العملية التعليمية العربية وتفعيل الثقافة والوعي الديني والإعلامي ولعل الجامعة العربية النائمة الآن في حاجة إلى إيقاظها وسوف أضرب مثل واحد على غيبة الوعي الثقافي وهو إلغاء وزارة الإعلام في مصر وتحجيم دور الدولة في الإنتاج الثقافي والفني والإعلامي لحساب رأس المال العولمي !! اسمها الصهيو أمريكي فعلا لهو دليل واضح على غيبوبة
البوصلة المصرية والتي تعتبر بوصله أساس للسفينة العربية كلها وربنا يستر ولا تتحول سفينتنا إلى. تايتنيك
11ـ نتهم الغرب بضياع ثقافتنا وبوصلتنا ولكن نجد الأيادي عربية والشعوب بين قاتل ومقتول؟
نتهم الغرب بضياع ثقافتنا لأننا تعودنا على إلقاء أخطاءنا على الغير للأسف أن الشرق العربي يعلم تماما خطة الغرب من أيام الغزوات الصليبية ثم من أيام الإحتلال ثم
من أيام وقوفه كله خلف اسرائيل وحلم اسرائيل من الفرات إلى النيل وحتى علمنا بأن عولمة رأس المال وعولمة الإعلام ماهي إلا أشكال لتدمير الهوية العربية ورغم كل ما نعلم نرتدي فوق عيون قلوبنا الأقنعة السلطوية والرأسمالية السوداء ونصدق ما يأتينا من الغرب إنها قضية ليس لها من دون الله يشفه اللهم إذا صفيت النوايا العربية وأفاق الرؤساء وأمنوا بأن عالمنا
العربي بكل دولة يعيش في ستينيات القرن الماضي ولابد له من الاستيقاظ الثقافي والعلمي والديني والفكري وإلا لن ينجو أحد فالتطوير العربي لابد وأن يبدأ من الإنسان. ….. والله المستعان
12ـ إذا فكرة الزواج الغربي والعربي الهدف منه إنهاء هويتنا واحتلالنا وهذا الزواج سيكون فاشلا بالنسبة لنا.
وعلينا أن نستيقظ من فكرة السلام التي يصدح بها الغرب ولا زواج ناجح بين الغرب والشرق؟
ببساطه لابد وأن نعي أن الصين التي تهدد عرش أمريكا. والغرب كله شعب لديه ثقافة عريقة مثلنا كعرب ونتيجة لغدرات فاشلة تحولت إلى دولة شديدة الفقر والتخلف. وعندما استيقظت بإدارة واعية قوية تحولت إلى دولة عظيمة ومازالت محتفظة بهويتها الثقافية والكل يسعي
للتزاوج الحضاري. نعم الزواج بين الغرب والشرق لابد وأن يكون زواج متعادل بقوتين متكافئتين لديهم ما ليس لدينا فنأخذه ولدينا ما ليس لديهم فيأخذوه ويصدقني من يريد الأن الغرب يحتاج عالمنا العربي بأكثر من ما يحتاج عالمنا العربي للغرب لو أخلصت النوايا ووضعت الخطط العلمية الرشيدة والبعيدة عن الأهواء.
13ـ هل سنحقق النجاح بالزواج الثقافي والفكري من خلال ابعاد السياسة أو من خلال لغة جديدة نتعامل بها كما الفن لغة عالمية؟
الزواج هو كل مادي ومعنوي وفكري وروحي وزماني ومكاني وهكذا الزواج الثقافي يتحقق بإخالص النوايا الوطنية/ الإيمانية بأن العرب كلهم كيان واحد مستهدف بشكل أو بآخر / الإيمان بأن الوحدة العربية الكونفدرالية هي أحد أهم الوسائل وفي البداية والنهاية. إدارة هما أهم
عوامل نجاح الزواج الحضاري الإيمان بأن الإنسان العربي واحد
14ـ كلمة أخيرة تحب أن تضيفها عن موضوعنا وتختم بها؟
ختاما وكل ختام في ثقافتنا العربية ما هو إلا بداية…. كيف نطور إنساننا العربي وكيف نستغل ما أعطانا الله من ثروات محروم منها الكثير وكيف يعلم كل حاكم عربي
أن الله ولاه على جزء من خير أمة أخرجت للناس/ ومن ثم فإن حسابه أمام الله عن أهله وشعبه لن يكون مثل حساب أي أحد / ومتى نفيق ونعلم أن عالمنا العربي هو أشهى كعكة على خريطة العالم وهو حلم شعب الله المختار منذ أن وضع التلمود سنة ٤٤٤ قبل الميلاد ولندعو الله مخلصين بأن ينجينا ونفيق من غفوتنا وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
سيدتي شكرا لكم ولكم كل التحية والتقدير.
ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وألف شكر لك مخرجنا دويدار الطاهر
لأنك منحتني الوقت للحوار معك
وإلى اللقاء مع ضيف جديد وحوار جديد ضمن سلسلة حوارات روعة محسن الدندن
=========================================
التكنولوجيا وظاهرة الطلاق في المجتمع العربي
(2)
حوار روعة محسن الدندن مع الدكتور السيد إبراهيم
================================
أصاب الانهيار الأسرة العربية وتزايدت نسبة الطلاق في معظم الدول بسبب الحروب والتكنولوجيا فأظهر هشاشة الروابط الأسرية
ولكن الكثير يقول إن الطلاق ليس له علاقة بالتكنولوجيا أو الحروب وإنما هذه الأسباب كشفت جوهر كل إنسان
ويريد اصلاح حياته أو أن يحيا حياته كما يحب
وبدأ كل منهما بالبحث عن توأم روحه
مما أحدث شرخا كبيرا بين العلاقات الأسرية
وحول هذا الموضوع يسعدني أن أتحاور مع ضيفي
الدكتور السيد إبراهيم أحمد، رئيس قسم الأدب العربي باتحاد الكتَّاب والمثقفين والعرب
أرحب بكم مجددًا الأستاذ الدكتور السيد إبراهيم في "حوارات روعة" وأبدأ معكم بطرح الأسئلة:
1 ــ هل أحدثت التكنولوجيا مشكلات فكرية وأخلاقية للأسرة العربية وأثرت سلبًا على المستوى التعليمي والأسري والفكري والعقلي والاجتماعي والديني؟
أولا دعيني أتوجه بالشكر لمحاورتنا الوطنية الكبيرة المهمومة بقضايا أمتها على كافة المستويات الأستاذة روعة الدندن، وها نحن نبدأ حوارًا هاما يتماس مع الأسرة العربية.
يجعل بعض المفكرين الفيصل بين الدول المتخلفة أو النامية وبين الدول المتقدمة في دخول الأخيرة دخلت الثورة الجديدة في مجال العلم والتكنولوجيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بينما الدول المتخلفة لم تدخلها بعد أو بل الأحرى لم تقترب منها، وعلى هذا فنحن كعرب جميعا دخلنا فقط سوق الاستهلاك للتكنولوجيا التي أحدثها الغرب ليس إلا. هناك بالفعل تفاوت في التعامل مع التكنولوجيا ونقلها بين المجتمعات العربية فلا تقف كلها على خط واحد؛ فهناك دول الخليج العربي وهي تنقل آخر ما وصل إليه العلم ولكنها ليست إلا مستهلكة. ودول عربية تنقل بقدر أموالها واحتياجاتها بعض التكنولوجيا في بعض القطاعات. غير أن الكل في النهاية مستهلك.
ومن هنا يصبح الاستهلاك السيء من خلال التعامل الرديء مع أدوات التكنولوجيا هو الذي أثر بالسلب على الأسرة العربية التي هي الملومة في الأساس وليست التكنولوجيا التي أثرت بالإيجاب في دول كثيرة من العالم في مجالات التعليم، والأسرة، والفكر الاجتماعي وغيره.
٢-أحدثت التكنولوجيا حالة عدم استقرار للعلاقات الاجتماعية بسبب التغيرات التكنولوجية كيف يمكننا مواكبة هذه التغيرات وتوظيفها بالشكل الإيجابي للأسرة العربية؟
يعتبر التغير الاجتماعي من أهم موضوعات علم الاجتماع الحديث، الذي يقترن بالتغيرات والتحولات البنيوية التي تحدث في جميع المجتمعات، فالتغير هو سنة الحياة وهو قانون طبيعي واجتماعي يتحكم في جميع أوجه وعناصر الحياة المادية والمعنوية حسب الزمان والمكان.
ويشمل التغير الاجتماعي، مجمل التغيرات والتحولات التي تحدث في المجتمع والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وذلك بسبب عوامل عديدة تتراكم حتى يصل المجتمع إلى درجة من التجمع الحضري الذي يعمل على هدم ما هو قديم وبناء جديد مكانه عن طريق نمو الإمكانات والطاقات والقدرات العلمية والتكنولوجية في داخله، لأن كل نظام اجتماعي يحمل في داخله بذور تغيره. وبالتالي نحن نتعامل مع مجتمع رشيد لم يتعرض كله لمثل هذه الهزات في الاستقرار الاجتماعي أو العائلي. بدليل تعامله مع التكنولوجيا في وجوهها الإيجابية الكثيرة والتي أفادت العالِم، والطالب، وربة البيت، والباحث، بل أفادت ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين. يا أستاذة روعة: لكل شيء في الدنيا جانبه السلبي وجانبه الإيجابي، والمسئولية تقع على من يختار!
٣-الانقسام والانفصال الأسري ليس حديث العهد وإنما حدث منذ ظهور التلفاز والكمبيوتر والأنترنت فهل السبب يعود للأوضاع الاقتصادية والضغوط الحياتية وهما السبب الرئيسي للانقسام والمشاكل الأسرية؟
إن التكنولوجيا وسيلة هادفة غايتها خلق الحلول للمشكلات التي يعانيها المجتمع، أي مجتمع في أي مكان، فهي وسيلة محايدة تمامًا، خادمة للإنسان بالكلية، إن استعملها في خير أطاعته، وإن استعملها في شر أطاعته، إن استعملها في ضر لم تمتنع، وإن استخدمها في نفع فعلت. ولهذا لا يجب أن ننظر إلى التكنولوجيا على أنها مصدر الشر في مجتمعاتنا العربية دون أن ننظر إلى من يستخدمها، ونسأله كيف تستخدمها، هي كالسكين تنفع الإنسان في نواحي كثيرة من حياته، وقد يستخدما في الشر حين يطعن أو يقتل بها، فالعيب ليس فيها ولكن من يستخدمها.
باستقراء موضوع الانقسام والانفصال الأسري في المجتمع العربي وجدنا أن هناك نفوس تقف وراء السعي نحو جر الخراب على البيت وقد يكون الرجل هو البادئ أو المرأة، والمشكلة أننا كنا لعهد غير بعيد كنا نعلق على الفقر والمشكلات الاقتصادية كافة المسئولية في إحداث حالات الطلاق، وقتل الرجل لزوجته، وتخلص المرأة من الرجل أيضا بالتصفية الجسدية البطيئة، وهروب الرجال من البيوت لفشلهم في إيجاد عمل ما. أو يجد عمل لا يكفي احتياجات الأسرة، فظهرت المرأة المعيلة.
لكن ما رأيك في ارتفاع الدخول في الدول العربية الغنية ومنها بالطبع دول الخليج العربي مقارنة بالدول العربية المتدنية في الدخول، وتجدين أن النتيجة أن دولة قطر أصبح فيها الطلاق كارثة حتى أصبحت هي ومصر يتناوبان الدول الأولى عربيا وعالميا في ارتفاع نسبة الطلاق؟!
ـ فعلا مفارقة غريبة يا دكتور.
ـ سأثبتها لسعادتك بالإحصائيات والأسباب. ولقد قمت بعمل مقارنة في أحد البحوث بين دولتي قطر والأردن في عام 2017م، وقد تبين الآتي:
تصدر الإحصائيات الخاصة بالزواج والطلاق في قطر عن طريق وزارة التخطيط التنموي والإحصاء منذ عام 1982م، ومن خلال احصائيات أستقي تلك البيانات منها، وقد بلغت نسبة الطلاق في قطر عام 2000م 31ر8% لتقفز هذه النسبة إلى نسبة مخيفة، فقد بلغت في عام 2012م 34%، فقد بلغت عدد حالات الطلاق 68 حالة في شهر مايو 2016م بنسبة 54%، وقد بلغ عدد حالات الطلاق بين الإناث القطريات 48%، وقد بلغ نسبة الطلاق في قطر من أعلى نسب الطلاق العربية، وفي شهر أكتوبر من نفس العام 2016م بلغت نسبة الطلاق للقطريين الذكور 82 حالة بنسبة 62%، بينما كان في أكتوبر 2015 116 حالة طلاق.
أما الإناث القطريات فقد بلغ مجموع حالات الطلاق بينهن 75 حالة بنسبة 57%، وقد كان في أكتوبر 2015م 67 حالة. لتصل إلى 71% في أوائل 2017م، تضم النسبة 54% من القطريات، ونسبة 46% من المقيمات، 807 حالة من الذكور، و706 حالة من الإناث، وبهذه النسب احتلت قطر الترتيب الرابع في إحصاء عام 2016 بين الدول العربية الأعلى في معدلات الطلاق، واحتلت المركز الثاني بعد دولة الكويت الأولى عربيًا وخليجيًا.
ـ وبالنسبة للمملكة الأردنية؟
ـ بحسب احصاءات قاضي القضاة في الأردن، بلغت عدد حالات الطلاق في الأردن من عام 2005م إلى عام 2010م 65 ألف حالة طلاق وقع معظمها في المدن الأردنية الكبرى، وقد كانت عدد الطلاق في عام 2010م وحدها 4883 حالة، وبلغت في العام التالي 2011م 3728 حالة، وفي العام التالي له 2012م 11078 حالة، وفي العام التالي له 2013م 12602 حالة، وقد بلغت في العام التالي له 2014م 4523 حالة، وفي عام 2015م بلغ عدد حالات المطلقات 5599 حالة، ولقد راجعت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" عدد حالات الطلاق المسجلة من عام 2011م إلى 2015م بأن هناك زيادة في عدد حالات الطلاق خلال تلك الفترة بلغت 2ر37% وهذا ثابت وموثق من دائرة الإحصاءات الأردنية، وبهذه النسب المتصاعدة احتلت المملكة الأردنية الهاشمية المركز الثالث بين الدول العربية الأعلى في معدلات الطلاق.
ـ هذا بالنسبة للإحصائيات. فماذا عن أسباب وقوع الطلاق في البلدين، والمفارقة فيها كما ذكرت؟
ـ هناك تشابه في بعض الأسباب بين المجتمعين العربيين، وهناك اختلاف بالنسبة للواقع الاقتصادي المختلف بينهما اختلافا كبيرا؛ ففي المجتمع القطري والأردني تتشابه الأسباب التالية:
1ـ تصور كل من الزوجين صورة ذهنية عن الآخر ثم يتفاجأ بالصورة الحقيقية التي تورث النفور والشقاق.
2ــ المغالاة في رسم أحلام وردية تجافي الواقع المعاش وتخلق صدمة الواقع الصدام بين الزوجين.
3ـ غياب الزوج الدائم يحدث جفوة كبيرة بين الزوجين، ويأتي هذا الغياب لانشغاله بحياته التي كان عليها من سهر وسفر مع الرفاق، أو تعلله بانشغاله بعمله.
3ــ غياب الزوجة عن زوجها وانشغالها بنفسها وبصديقاتها، والاعتناء بجمالها، يوغر صدر الزوج عليها، فيتولد الشقاق الذي يودي بهما إلى الانفصال.
4ـ خروج المرأة القطرية والأردنية إلى العمل، عزز كيانهما النفسي ودعم موقفهما الاقتصادي الأمر الذي جعل كل واحدة منهما وخاصة القطرية في رفض أوامر زوجها حتى أصبحت العلاقة بينهما ندًا لند وهذا التصرف لا يقبله الرجل العربي في كل المجتمعات العربية.
6ـ يحاول الزوج إسقاط علاقة والدته بأبيه على علاقته بزوجته، في واقع مغاير فيحدث الشجار الدائم ومصيره المعروف.
7ـ يساهم تدخل أهل الزوجين في تفاقم المشاكل بينهما التي تعجل بالانفصال، وخاصة في المجتمع الأردني؛ فقد تدفع الظروف أن يتزوج الأردني في بيت عائلته أو عائلة زوجته، فتكون فرصة تدخل الأهل أكبر.
8ـ يساهم التسرع في اتخاذ القرار بالزواج دون تفكير أو روية من الزوجين أو أحدهما يؤدي إلى سرعة اتخاذ قرار الطلاق في نفس الوقت بنفس الحماس وأيضًا دون تفكير أو تمهل.
9ـ كثرة المطالب التي تطلبها الزوجة من الزوج أو العكس، ولا يستطيع الوفاء بها.
3ـ تراكم الديون على الزوج بسبب إسراف الزوجة والأولاد ينعكس أثره في ارتباطه بزوجته وبيته.
4ـ سهولة الإجراءات القانونية في تتميم الإجراءات تساهم في سرعة إيقاعه وتنفيذه.
5ـ التسابق المحموم بين الزوجين في إدارة أمور الأسرة، مما يوجد صراع بينهما يؤدي حتمًا للطلاق.
6ـ عدم التكافؤ بين الزوجين في المستوى التعليمي والثقافي والعقلي والاجتماعي.
7ـ الخرس الزوجي، وانعدام التفاهم، أو التفاهم بالألفاظ النابية، أو الصراخ والسباب أو استخدام العنف من الرجل ضد المرأة في الأغلب، ومن المرأة ضد الرجل في بعض الحالات، كلها من الأسباب التي تؤدي إلى الجفاء ثم الطلاق في النهاية.
ـ وما أوجه الاختلاف في الأسباب بين البلدين؟
يكمن في ـ سهولة الإجراءات القانونية في تتميم إجراءات الطلاق في الأردن الأمر الذي يساهم في سرعة إيقاعه وتنفيذه، وإذا كان الوضع الاقتصادي المتدني في الأردن من أسباب الطلاق القوية، فالرفاهية المادية في قطر كانت عاملًا من عوامل الهدم، وكانت القدرة المادية هي الدافعة لسرعة قاطرة الطلاق، ولو أحسن الزوجين استثمار الرفاهية لسلكت بهما طرقًا أجمل.
٤-هل العلاقات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر بديلا عن العلاقات الحقيقية وهي الخيار البديل لبناء علاقات اجتماعية افتراضية أكثر أمانا وبعيدة عن سلطة الأهل والمجتمع؟
سألتِ حضرتك في سؤال سابق عن الانقسام والانفصال الأسري الحادث بسبب ظهور التلفاز والكمبيوتر والإنترنت، وبطبيعة الحال يلجأ كثير من الأزواج، وكثير من الشباب الغير قادر على الزواج نحو هذا الحل الأسهل ـ من وجهة نظرهم ونظرهن ـ والأصعب في نفس الوقت؛ فالأزواج، وأعني الزوج والزوجة، يتصورون أن إنشاء هذه العلاقات الافتراضية ليست حراما من الوجهة الدينية أو الاجتماعية لأنها تقوم بين أشخاص يستعيرون أسماء وصور بل بلدان لجنسيات أخرى، فما الضرر في ذلك؟!
أما من الناحية الدينية، فالخيانة الزوجية يجب ألا تدور فقط حول إقامة علاقة جنسية، فكل وأي علاقة تتجاوز حدود الشرع تعتبر نوعًا من أنواع الخيانات التي تعدد مفهومها وصورها في مجتمعاتنا، ولا يجب أن نلقي باللوم على كل المدنية الحديثة وابتكاراتها، والغرب وما يشيعه من عولمة حتى لو كانت في الواقع المشَاهد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الخيانة الزوجية عبر أدواتها التي أصبحت تحت ونظر المتزوج والمراهق معا إن لم يكن الطفل، فالتلفاز وفضائياته المفتوحة المتاحة تجعل كل أنواع الرذيلة عند أطراف أصابع أي إنسان من أي جنس أو دين، ويؤازرها في هذا شبكة الإنترنت التي تكتظ بالمواقع الإباحية التي تبث الرذيلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليل نهار.
الغريب أن الرجال والنساء الذي أصابهم الخرس الزوجي بينهم تجدينهم في قمة الثرثرة من خلال الحديث مع الغرباء عبر غرف الدردشة، ويعتبرونه نوعا من التواصل الاجتماعي، والثراء المعرفي، وقد كانت هذه الغرف وغيرها من أهم أسباب الطلاق التي أفقدت الزوجين الثقة في بعضهما، بل اكتشفت بعض الزوجات علاقا أزواجهن، وكذلك الرجال اكتشفوا علاقة زوجاتهن، وزاد معدل الطلاق في الوطن العربي بسبب هذا النوع الذي تم رصده، على النحو التالي من خلال إحصائيات بعض الدول عام 2017م:
بالنسبة للسعودية بلغت معدّلات الطلاق بسبب الإنترنت 24%، كما وقعت 40 ألف حالة طلاق سببها انشغال الزوج عن زوجته من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتوتير.
ولن أستطرد في سرد بقية الإحصائيات العربية والعالمية التي تؤكد أن نسبة الطلاق التي كان من أسبابها تردي الأوضاع الاقتصادية كانت أقل بكثير في الكم والسرعة التي يقع فيها الطلاق وخاصة الطلاق المبكر سواء بعد العقد وقبل دخول بيت الزوجية، أو بعد الزواج بسنة أو أكثر أو أقل، ولا تنسي حضرتك كم الزواج العرفي الذي زاد بين الشباب من الجنسين نتيجة لإدمان التواصل عبر الفاسبوك وتوتير وما شابه، وهو الذي يتم بعيدا عن الشرعية المجتمعية والأسرية معا، ويحتاج هذا أيضا وقفات من المؤسسات الرسمية والاجتماعية والإعلام والمؤسسات الدينية، ورقابة الأهل وانشغال الوالدين للأسف بالإنترنت عن أولادهم.
شكرا من القلب الدكتور السيد إبراهيم أحمد، رئيس قسم الأدب العربي باتحاد الكتَّاب والمثقفين العرب
على هذا الحوار وما قدمته لنا من معلومات وافادة ولك كل الإحترام والتقدير
وإلى اللقاء
**********************
==================================
مع الأديبة والمحاورة السورية
روعة محسن الدندن
المقدمة
بقلم: روعة محسن الدندن /سوريا
الحوار....
هو لغة العقلاء لتبادل الأفكار والآراء حول قضية للوصول إلى اتفاق حولها ويكون إما بين شخصين أو أكثر
وهو بالنسبة للمفكرين وجهة نظر لا يمكن الاستغناء عنها وخاصة في الإدارة وعلم الاقتصاد والسياسة وعلم الإجتماع
ولنجاحه يجب أن تتوفر الأساسيات للحوار وذلك من خلال التأني في الحوار ووجود الثقة والصدق
كما يجب أن يكون له هدف واضح وأسئلة ويتصف بالإيجابية بين الطرفين ليساعد على الاستمرارية والتركيز بين المتحاورين وعدم اهمال جزء من أجزاء الحوار
وسبب أهمية الحوار هو أنه يقوم على التنمية الفكرية والمعرفة ويكون ذلك من خلال التأثير الكبير على الفكر وتحفيزه بطرح الأسئلة ومناقشتها
والإجابة عنها يساهم في زيادة الثقافة لدى الإنسان ويعزز الثقة في النفس والشعور بتحقيق هدفه وانجازه ويجعله يشعر بالقدرة على تحمل المسؤولية
والحوار جسر قوي إذا كان مبني على الثقة القوية بين الطرفين ويعزز دور الصدق في التواصل والتعامل والاعتماد على دعم التفاهم لتجنب الصراعات والنزاعات بين الأطراف لأنه يقوي روح التعاون والتفاعل بين الأفراد ليتحقق أفضل أسلوب للمتحاورين وليكون الحوار ناجحا يجب تقبل الآراء المتنوعة وابداء الإعجاب بالأفكار الجيدة والنماذج الصحيحة والتواضع لأنه في احترام المتحاورين كل منهم للآخر والتحلي بخلق
كريم فإننا سنحصل على مستمعين ومتابعين للحوار ونعيد صياغة الحوار البناء والهادف لنرتقي بمجتمعاتنا وأفكارنا ونصل لأهدافنا من خلال الحوارات الناجحة وأتمنى أن ما سنقدمه من حوارات من خلال سلسلة حوارات روعة نموذجا ينال القبول والإعجاب من أجل بناء مجتمعات قوية
وكل الشكر لكل من شاركوني حواراتي ومنحوني شرف محاورتهم وساعدوني لنقدم هذا الكتاب
==================================
الزواج الفكري والثقافي بين الحضارات
(١)
حوار مع المخرج الكبير دويدار الطاهر
حاورته: روعة محسن الدندن.
===================
الزواج رابط يقرب بين الشعوب والأمم ويزيد التماسك بين جميع الأطراف
يزيل الخلافات ويقرب القلوب …ماذا ينتج لو تم هذا الزواج بين الشرق والغرب؟ خاصة إذا كان تزاوجا فكريا وثقافيا من خلال البعثات وتبادل العلم والمؤسسات العلمية …نأخذ منهم ويأخذون منا نجعل الطاقات تعمل دون تمييز
ربما ما تقوم به السياسة من تباعد بين الشعوب توحدها فكرة الزواج الفكري والثقافي وتنهي الحروب وتتوقف أطماع الكثيرين لسلب حضاراتنا ومبدعينا ومفكرينا … هل نملك العزيمة والفكر للقيام بهذه الخطوات؟
وما نسبة نجاحها وفشلها؟
لنناقش مثل هذه الفكرة ونتعرف أكثر على الثقافة الغربية عن قرب من أشخاص أكثر قربا من خلال انخراطهم في المجتمع الغربي لنعرف منهم حقيقة الشعوب الغربية وثقافتهم وتعاملهم من خلال حياتهم الطويلة ضمن هذه المجتمعات وما هي نسبة نجاح أو فشل الزواج الفكري والثقافي بين هذه الشعوب مع الشعوب الشرقية العربية؟
ضيفي هو شخصية تجمع بين الثقافتين العربية والغربية.
وهو حصيلة التزاوج الفكر الشرقي والغربي
ـ مخرج وكاتب كبير وسفير من سفراء فوق العادة
المخرج الكبير دويدار الطاهر
ـ حاصل على شهادة ليسانس الأدب قسم جغرافيا
ـ شغل العديد من الوظائف بالتلفزيون المصري مخرج بالإدارة العامة للأخبار من 1965 إلى 1970
ـ مخرج بالبرامج الخاصة بالتلفزيون من 1971 إلى 1973
ـ رئيس المكتب الفني للبرامج وشؤون الإنتاج 1974 إلى1977
ـ رئيس الإخراج التسجيلي بالتلفزيون من 1978 إلى 1981ـ رئيس الإدارة المركزية للإنتاج المتميز بقطاع قنوات النيل المتخصصة باتحاد الإذاعة والتلفزيون 1996 إلى 2002
ـ أخرج ما يزيد عن 20 فيلما تسجيليا وكتب أكثر من 30 سيناريو لأعمال فنية من أفلام روائية أو تسجيلية أو تجريبية أو سهرات درامية
ـ حصل على 16 جائزة
ـ في مهرجانات السينما العالمية والعربية في حقل الفيلم التسجيلي. /الفكرة/ السيناريو / الإخراج / أحسن فيلم. – تأليف كتاب التليفزيون ذلك المجهول…الفن الثامن…. إصدار. … الدار. سنة ٢٠٠٥. ثم كتابي فنون المنوعات والتليفزيون
سنة ٢٠٠٨. إصدار دار سنابل.
– وهو أول كتاب بالعربية عن فنون المنوعات.
– وتحت الطبع الآن مؤلف فن الإخراج.
ـ عمل أستاذا في جامعة الرياض // والأكاديمية الظولية لعلوم الأعلام / جامعة الأزهر. قسم الإعلام // كلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. / وحاصل على الدبلوم العالي في الإعلام
أهلا وسهلا بك مخرجنا دويدار الطاهر ضمن حوارات روعة
وقبل الحوار أحب أن أشكرك لقبول الدعوة
نبدأ حوارنا
1ـ الماضي الذي يحمل الكثير من الحروب بين الغرب والشرق حاجز يخيف الكثيرين ويرسم لنا صور دموية تجعلنا في خوف من فكرة الثقافة الغربية هل مازال هذا الفكر موجود عند الغرب باتجاهنا؟
ـ التزاوج بدأ بين الحضارة المصري واليونانية ثم الرومانية. وبدأ الخلاف مع المسيحية في مجمع نيقية ٣٢٥م ثم عاد شرعيا مع نهضة الحضارة الإسلامية ثم بدأ
زواج عرفي مع الاستعمار وتعمير أمريكا ثم الآن مع الجهات وثورة الفضائيات يصبح رفيق.
2ـ نرفض الغرب وثقافتهم نحن العرب وبالمقابل هم يدرسون ويهتمون بحضارتنا أكثر منا ويحافظون على آثارنا في متاحفهم ونفتح لهم بلادنا للكشف عن تراثنا ومع ذلك الكثير يعيب ثقافة الغرب …هل هذا ازدواجية في الفكر العربي أو هو جهل منا من خلال التزوير للحقائق؟
سيدتي. العرب مروا بعدة مراحل من أهمها مرحلة الاستعمار
3ـ تقصد بسبب مراحل الاستعمار أننا نرفض فكرة التقرب من الثقافة الغربية وأفكارنا هي نتاج مخلفات الحروب والاستعمار. والتي مازالت في تاريخنا؟
الاستعمار نقل إلينا التحضر وفتح أمامنا أبواب الثقافة
والفن والتعليم العقلي لكي يكون الناتج الاقتصادي والسياسي. وفير وملكه ثم بعد الحرب العالمية الثانية بدأت ثورات التحرر الوطنية وكان معظم قوادها من رومانسية الإدارة وسلطويين ويريدون الحكم حتى موتهم هنا بدء زرع مفهوم العداوة للغرب وبدأت خطة تجهيل الشعوب وتخلفها من أجل عبادة الحكام والغناء والرقص لهم ومن ثم أصبح التزاوج الثقافي الغربي محرم سياسيا.
طه حسين/. العقاد. / أحمد أمين. / يوسف وهي / أم كلثوم / عبد الوهاب. وغيرهم الكثير والكثير أولا فترة الاستعمار وإلى ثورة ١٩٥٢م
4ـ نحن والغرب لدينا تزواج فكري من خلال الترجمة لهم وترجمتهم لثقافتنا. إلى أي حد نجحنا لنوصل فكرنا وثقافتنا بالشكل الصحيح؟
لا أستطيع أن أقول إننا نجحنا بامتياز أو بجيد جدا. للأسف بل كان النجاح بوجه أقل من مقبول لأن الترجمة لهم كانت موجهة فعرفنا الأدب السوفيتي أكثر من الفرنسي والإنجليزي وغيرهم اللهم الدراسة في الجامعات للأدب الغربي فقط وترجمة الغرب لنا ترجمة موضوعية وبالتالي كانت نسبة ترجماتهم للأعمال العربية الحديثة ضعيفة لقلة جودتها الإبداعية لا نها نتاج فترة المارد العربي
وشعارات ثورية فقط إضافة كما أن المبدع العربي الحقيقي وإنتاجه لم يكن غالبا يتوافق مع فلسفة الحكام العرب
5ـ فعلا عرفنا الأدب الروسي أكثر من الفرنسي والإنكليزي والغرب اهتم بترجمة الموضوعات لعلماء ولكن هذا سببه يعود للعرب
لأن توجهاتهم لم تطال ترجمة لأعمال عربية لنشر ثقافتنا بالشكل الصحيح ولم يتم ترجمة الأعمال الغربية المهمة ومواكبة الجديد
وحتى الفن العربي لم يصل للعالمية إلا من خلال القلة
إذا لماذا نرمي التهمة دائما للغرب عن نشر فكر مخالف أو عدواني؟ ياسيدتي كل وسائل التأثير الثقافي العربي في
الغرب متاحة الآن لكن أين الإنسان الذي سيقوم بهذا الواجب؟ سيدتي عالمنا العربي بكل دوله للأسف تؤمن بالتقدم بالبناء والمدن الجديدة والمصانع مع أن التقدم الحقيقي والتزاوج الحضاري الحقيقي والعادل لن يتم ما لم يتم إعادة صناعة الإنسان العربي وتنويره وتفكيره فالإنسان هو صانع الحياة وهو هادمها وهذا هو ما أخذته أوربا من ابن رشد العربي وتفكيره الإيماني الحقيقي فلقد كانت أوربا أشد تخلفا منا في كل مظاهر الحياة المادية والمعنوية والحضارية فترجمت ابن رشد وغيره /ابن سينا/ ابن الهيثم/ الفارهابي/ وغيرهم أما نحن نعيش زواج حضاري محرم شرعيا بالنت والوسائل الإتصالية فضلا عن سيادة وتوحش اتفاقية الحاد أو الاقتصاد الحر والذي لا حدود لحريته حتى لو كانت تجارة دينية أو سياسية أو ثقافية ..
6ـ هذا يجعلني أطرح سؤالا. نحن نقبل مساعدات الغرب الإنسانية لدولنا ونستورد منه الأسلحة التي نقول إنها لرد حربهم عنا أو تجنب استعمارنا ونستورد كل ما ينتجوه من دواء وسيارات وجوالات. وأثبتت بعض الزيجات الشرعية بين شبابنا نجاحا من خلال زواجهم من الغربيات ومع كل ما ذكرت مازلنا نرفض فكرة الزواج الفكري لنوصل فكرنا ونفهم فكرهم؟
نبدأ بالجواز. سيدتي. الغرب محتاج الشرق أكثر من احتياج الشرق له. وهذه حقيقة استراتيجية ولكن سوء إدارة الشرق لشعوبه ولا إمكانياته البشرية والطبيعية جعلنا سوقا للغرب ولأسلحة دماره التي نستخدمها ضد بعض القضية كلها قضية ثقافية دينية ويدير هذه القضية بصراحة شديدة جدا المال والفكر الصهيو أميركي. + تخلفنا واصرارنا عليه+. وثورة الاتصالات الحديثة
وسيطرة رأس المال الخاص على كثير منها وسيطرة الجهل الرسمي السياسي علي البقية الباقية+ سيطرة الاستبداد الغير مرئية في معظم نظم الحكم العربي. أما نجاح الزواج العربي بالأجنبيات فهو راجع لتدني ثقافة الزواج الغربي وعدم فطرية العلاقة بين الرجل والمرأة فانتشار هذا الزواج هو ما اعتبر تيار عودة للفطرة الإنسانية عند الغربيات لتشوقهم للحياة الزوجية التي
أنساهم إياها تقدمهم المجنون ورفض الزواج الثقافي لم يعد موجود بل تحول الى إبهار بالثقافة التسليعية التي تتنافى مع قيم وعادات الشرق وهذا نتيجة لحرية الإتصال المرئي والمسموع والتحاوري الآن نتيجة ثورة الاتصال المدمرة لكل نواعم ثقافة الشرق والمدمرة للثقافة المقروءة أيضا.
7ـ لدي فكرة دائما تراودني…العدو الذي تجهله لتتعلم لغته وثقافته لتعرف نقاط ضعفه وقوته وأسلوب تفكيره.
ولكننا نجد أن طرح هذه الفكرة يشبه الجنون لأننا نتبع دائما العداء الأعمى دون إزالة لهذا الحجاب الذي بيننا وبينهم. هل يمكننا نشر فكر جديد بمفهوم جديد يوصلنا إلى ما نرجوه من الفكر الغربي؟
سيدتي لم يعد هناك الآن عدو مجهول أو هناك صديق مجهول وإنما هناك غباء عربي معلوم وإصرار على تجهيله. للشعوب أن العدو الحقيقي الآن. هو// قصورنا+
العدو الحضاري المرتدي ثوب السيطرة على الاقتصاد بما نعرفه بعولمية رأس المال والتي يديرها اليهود بصراحة فهم يملكون ٧٠ في المية من مال العالم وكل ما يهم الغرب الآن هو السيطرة على ثقافة الشرق وتحطيم هويته الثقافية. لتحقيق حلم التفتيت خاصة وأن هناك الصين وروسيا وغيرهما الباحثين عن السيطرة على العالم
العربي لثرواته واستراتيجيته فعلية الزواح الحضاري ورفقة المحرم في ذروتها الآن.
8ـ هل تظن أن الزواج الحضاري موجود بين الدول الغربية والعربية ولكنه زواج عرفي بعيدا عن الشعوب؟
الإجابة. بداية لابد من الإشارة إلى أن التزاوج الحضاري. فكرة بشرية وسنه إلهية لا تستقيم الحياة بدونها. قال تعالى
(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) صدق الله الخالق.
فحياة الشعوب وتحضرها لا تستقيم بدون تزاوج حضاري بين الشعوب ثم مع التطور أصبح التزاوج بين الدول في المقام الأول وخاصة في عالمنا العربي فالتزاوج الشيوعي المصري لم يعش شعبيا أما الآن مع عصر الانفتاح والاتصال العولمي الهائل فإن التزواج الحضاري أصبح عولميا وبالنسبة لشعوبنا العربية والتي لم يتم تهيئتها لهذا
الزلزال الرهيب وتبعاته. الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ومن ثم أصبح تزاوج شعوبنا العربية الحضاري أقرب للرفق الحضاري فالعربي رفيق لكل ما هو شكلي ومثير من/ ملابس/عادات غربية غريبة/ تقاليد حتى لو كانت لا تستقيم مع الهوية الثقافية العربية والوطنية لكل دولة وهاهي حفلات التحضر للمثليين واللادينيين تعيشها بعض شعوبنا العربية إنه الرفيق الحضاري لما بعد الحداثة
9ـ عقد زواج حضاري ولكن بنوده لا تمنح لنا الزواج الثقافي والتواصل العرب يعرف أنهم مرتبط بالغرب وثقافتها ولكنه يخشى التصريح والدليل أننا وجهنا حروبنا وخلافاتنا إلى بعضنا وتركنا عدونا الحقيقي؟
الزواج الغربي زواج موجه ثقافيا في أغلب بنوده ووراءه حلم شعب الله المختار ولعل أبرز تجليات هذا التزاوج الآن. تصارع الفرق والمذاهب الإسلامية واشعال العداء
بين المسلم والمسيحي وغيرها من تجليات هدفها محو الهوية الثقافية العربية لإن الثقافة هي العمود الفقري للجسد العربي على العكس من الغرب فالثقافة إفراز للفكر العقلاني العملي أن الواقع الحالي يفرض على كل متأمل ومفكر الاعتراف بأن ما يتم الآن مع ثورة الإتصال وعولمية رأس المال هو أشد أنواع التجريف لكل أسس ومقومات الهوية الثقافية العربية
10ـ علينا إبراز هويتنا العربية الثقافية والتحدي لكل ما يحدث ونحتاج لعلم ولعمل وتوحد فكري. كل هذا نحتاجه والفكر العربي بدون بوصلة توجهه كيف لنا ذلك؟
عالمنا العربي أمام أشد حروبه ضراوة وما نراه على الأرض من دمار مادي كان أهم أسبابه غيبتنا عن ما يحدث من تحريف هوياتنا ومنذ أكثر من ربع قرن والآن ودولنا العربية كلها على مائدة التقسم الصهيو أمريكي لابد
من الافاقة والوعي وتفعيل العملية التعليمية العربية وتفعيل الثقافة والوعي الديني والإعلامي ولعل الجامعة العربية النائمة الآن في حاجة إلى إيقاظها وسوف أضرب مثل واحد على غيبة الوعي الثقافي وهو إلغاء وزارة الإعلام في مصر وتحجيم دور الدولة في الإنتاج الثقافي والفني والإعلامي لحساب رأس المال العولمي !! اسمها الصهيو أمريكي فعلا لهو دليل واضح على غيبوبة
البوصلة المصرية والتي تعتبر بوصله أساس للسفينة العربية كلها وربنا يستر ولا تتحول سفينتنا إلى. تايتنيك
11ـ نتهم الغرب بضياع ثقافتنا وبوصلتنا ولكن نجد الأيادي عربية والشعوب بين قاتل ومقتول؟
نتهم الغرب بضياع ثقافتنا لأننا تعودنا على إلقاء أخطاءنا على الغير للأسف أن الشرق العربي يعلم تماما خطة الغرب من أيام الغزوات الصليبية ثم من أيام الإحتلال ثم
من أيام وقوفه كله خلف اسرائيل وحلم اسرائيل من الفرات إلى النيل وحتى علمنا بأن عولمة رأس المال وعولمة الإعلام ماهي إلا أشكال لتدمير الهوية العربية ورغم كل ما نعلم نرتدي فوق عيون قلوبنا الأقنعة السلطوية والرأسمالية السوداء ونصدق ما يأتينا من الغرب إنها قضية ليس لها من دون الله يشفه اللهم إذا صفيت النوايا العربية وأفاق الرؤساء وأمنوا بأن عالمنا
العربي بكل دولة يعيش في ستينيات القرن الماضي ولابد له من الاستيقاظ الثقافي والعلمي والديني والفكري وإلا لن ينجو أحد فالتطوير العربي لابد وأن يبدأ من الإنسان. ….. والله المستعان
12ـ إذا فكرة الزواج الغربي والعربي الهدف منه إنهاء هويتنا واحتلالنا وهذا الزواج سيكون فاشلا بالنسبة لنا.
وعلينا أن نستيقظ من فكرة السلام التي يصدح بها الغرب ولا زواج ناجح بين الغرب والشرق؟
ببساطه لابد وأن نعي أن الصين التي تهدد عرش أمريكا. والغرب كله شعب لديه ثقافة عريقة مثلنا كعرب ونتيجة لغدرات فاشلة تحولت إلى دولة شديدة الفقر والتخلف. وعندما استيقظت بإدارة واعية قوية تحولت إلى دولة عظيمة ومازالت محتفظة بهويتها الثقافية والكل يسعي
للتزاوج الحضاري. نعم الزواج بين الغرب والشرق لابد وأن يكون زواج متعادل بقوتين متكافئتين لديهم ما ليس لدينا فنأخذه ولدينا ما ليس لديهم فيأخذوه ويصدقني من يريد الأن الغرب يحتاج عالمنا العربي بأكثر من ما يحتاج عالمنا العربي للغرب لو أخلصت النوايا ووضعت الخطط العلمية الرشيدة والبعيدة عن الأهواء.
13ـ هل سنحقق النجاح بالزواج الثقافي والفكري من خلال ابعاد السياسة أو من خلال لغة جديدة نتعامل بها كما الفن لغة عالمية؟
الزواج هو كل مادي ومعنوي وفكري وروحي وزماني ومكاني وهكذا الزواج الثقافي يتحقق بإخالص النوايا الوطنية/ الإيمانية بأن العرب كلهم كيان واحد مستهدف بشكل أو بآخر / الإيمان بأن الوحدة العربية الكونفدرالية هي أحد أهم الوسائل وفي البداية والنهاية. إدارة هما أهم
عوامل نجاح الزواج الحضاري الإيمان بأن الإنسان العربي واحد
14ـ كلمة أخيرة تحب أن تضيفها عن موضوعنا وتختم بها؟
ختاما وكل ختام في ثقافتنا العربية ما هو إلا بداية…. كيف نطور إنساننا العربي وكيف نستغل ما أعطانا الله من ثروات محروم منها الكثير وكيف يعلم كل حاكم عربي
أن الله ولاه على جزء من خير أمة أخرجت للناس/ ومن ثم فإن حسابه أمام الله عن أهله وشعبه لن يكون مثل حساب أي أحد / ومتى نفيق ونعلم أن عالمنا العربي هو أشهى كعكة على خريطة العالم وهو حلم شعب الله المختار منذ أن وضع التلمود سنة ٤٤٤ قبل الميلاد ولندعو الله مخلصين بأن ينجينا ونفيق من غفوتنا وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
سيدتي شكرا لكم ولكم كل التحية والتقدير.
ــ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وألف شكر لك مخرجنا دويدار الطاهر
لأنك منحتني الوقت للحوار معك
وإلى اللقاء مع ضيف جديد وحوار جديد ضمن سلسلة حوارات روعة محسن الدندن
=========================================
التكنولوجيا وظاهرة الطلاق في المجتمع العربي
(2)
حوار روعة محسن الدندن مع الدكتور السيد إبراهيم
================================
أصاب الانهيار الأسرة العربية وتزايدت نسبة الطلاق في معظم الدول بسبب الحروب والتكنولوجيا فأظهر هشاشة الروابط الأسرية
ولكن الكثير يقول إن الطلاق ليس له علاقة بالتكنولوجيا أو الحروب وإنما هذه الأسباب كشفت جوهر كل إنسان
ويريد اصلاح حياته أو أن يحيا حياته كما يحب
وبدأ كل منهما بالبحث عن توأم روحه
مما أحدث شرخا كبيرا بين العلاقات الأسرية
وحول هذا الموضوع يسعدني أن أتحاور مع ضيفي
الدكتور السيد إبراهيم أحمد، رئيس قسم الأدب العربي باتحاد الكتَّاب والمثقفين والعرب
أرحب بكم مجددًا الأستاذ الدكتور السيد إبراهيم في "حوارات روعة" وأبدأ معكم بطرح الأسئلة:
1 ــ هل أحدثت التكنولوجيا مشكلات فكرية وأخلاقية للأسرة العربية وأثرت سلبًا على المستوى التعليمي والأسري والفكري والعقلي والاجتماعي والديني؟
أولا دعيني أتوجه بالشكر لمحاورتنا الوطنية الكبيرة المهمومة بقضايا أمتها على كافة المستويات الأستاذة روعة الدندن، وها نحن نبدأ حوارًا هاما يتماس مع الأسرة العربية.
يجعل بعض المفكرين الفيصل بين الدول المتخلفة أو النامية وبين الدول المتقدمة في دخول الأخيرة دخلت الثورة الجديدة في مجال العلم والتكنولوجيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بينما الدول المتخلفة لم تدخلها بعد أو بل الأحرى لم تقترب منها، وعلى هذا فنحن كعرب جميعا دخلنا فقط سوق الاستهلاك للتكنولوجيا التي أحدثها الغرب ليس إلا. هناك بالفعل تفاوت في التعامل مع التكنولوجيا ونقلها بين المجتمعات العربية فلا تقف كلها على خط واحد؛ فهناك دول الخليج العربي وهي تنقل آخر ما وصل إليه العلم ولكنها ليست إلا مستهلكة. ودول عربية تنقل بقدر أموالها واحتياجاتها بعض التكنولوجيا في بعض القطاعات. غير أن الكل في النهاية مستهلك.
ومن هنا يصبح الاستهلاك السيء من خلال التعامل الرديء مع أدوات التكنولوجيا هو الذي أثر بالسلب على الأسرة العربية التي هي الملومة في الأساس وليست التكنولوجيا التي أثرت بالإيجاب في دول كثيرة من العالم في مجالات التعليم، والأسرة، والفكر الاجتماعي وغيره.
٢-أحدثت التكنولوجيا حالة عدم استقرار للعلاقات الاجتماعية بسبب التغيرات التكنولوجية كيف يمكننا مواكبة هذه التغيرات وتوظيفها بالشكل الإيجابي للأسرة العربية؟
يعتبر التغير الاجتماعي من أهم موضوعات علم الاجتماع الحديث، الذي يقترن بالتغيرات والتحولات البنيوية التي تحدث في جميع المجتمعات، فالتغير هو سنة الحياة وهو قانون طبيعي واجتماعي يتحكم في جميع أوجه وعناصر الحياة المادية والمعنوية حسب الزمان والمكان.
ويشمل التغير الاجتماعي، مجمل التغيرات والتحولات التي تحدث في المجتمع والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وذلك بسبب عوامل عديدة تتراكم حتى يصل المجتمع إلى درجة من التجمع الحضري الذي يعمل على هدم ما هو قديم وبناء جديد مكانه عن طريق نمو الإمكانات والطاقات والقدرات العلمية والتكنولوجية في داخله، لأن كل نظام اجتماعي يحمل في داخله بذور تغيره. وبالتالي نحن نتعامل مع مجتمع رشيد لم يتعرض كله لمثل هذه الهزات في الاستقرار الاجتماعي أو العائلي. بدليل تعامله مع التكنولوجيا في وجوهها الإيجابية الكثيرة والتي أفادت العالِم، والطالب، وربة البيت، والباحث، بل أفادت ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين. يا أستاذة روعة: لكل شيء في الدنيا جانبه السلبي وجانبه الإيجابي، والمسئولية تقع على من يختار!
٣-الانقسام والانفصال الأسري ليس حديث العهد وإنما حدث منذ ظهور التلفاز والكمبيوتر والأنترنت فهل السبب يعود للأوضاع الاقتصادية والضغوط الحياتية وهما السبب الرئيسي للانقسام والمشاكل الأسرية؟
إن التكنولوجيا وسيلة هادفة غايتها خلق الحلول للمشكلات التي يعانيها المجتمع، أي مجتمع في أي مكان، فهي وسيلة محايدة تمامًا، خادمة للإنسان بالكلية، إن استعملها في خير أطاعته، وإن استعملها في شر أطاعته، إن استعملها في ضر لم تمتنع، وإن استخدمها في نفع فعلت. ولهذا لا يجب أن ننظر إلى التكنولوجيا على أنها مصدر الشر في مجتمعاتنا العربية دون أن ننظر إلى من يستخدمها، ونسأله كيف تستخدمها، هي كالسكين تنفع الإنسان في نواحي كثيرة من حياته، وقد يستخدما في الشر حين يطعن أو يقتل بها، فالعيب ليس فيها ولكن من يستخدمها.
باستقراء موضوع الانقسام والانفصال الأسري في المجتمع العربي وجدنا أن هناك نفوس تقف وراء السعي نحو جر الخراب على البيت وقد يكون الرجل هو البادئ أو المرأة، والمشكلة أننا كنا لعهد غير بعيد كنا نعلق على الفقر والمشكلات الاقتصادية كافة المسئولية في إحداث حالات الطلاق، وقتل الرجل لزوجته، وتخلص المرأة من الرجل أيضا بالتصفية الجسدية البطيئة، وهروب الرجال من البيوت لفشلهم في إيجاد عمل ما. أو يجد عمل لا يكفي احتياجات الأسرة، فظهرت المرأة المعيلة.
لكن ما رأيك في ارتفاع الدخول في الدول العربية الغنية ومنها بالطبع دول الخليج العربي مقارنة بالدول العربية المتدنية في الدخول، وتجدين أن النتيجة أن دولة قطر أصبح فيها الطلاق كارثة حتى أصبحت هي ومصر يتناوبان الدول الأولى عربيا وعالميا في ارتفاع نسبة الطلاق؟!
ـ فعلا مفارقة غريبة يا دكتور.
ـ سأثبتها لسعادتك بالإحصائيات والأسباب. ولقد قمت بعمل مقارنة في أحد البحوث بين دولتي قطر والأردن في عام 2017م، وقد تبين الآتي:
تصدر الإحصائيات الخاصة بالزواج والطلاق في قطر عن طريق وزارة التخطيط التنموي والإحصاء منذ عام 1982م، ومن خلال احصائيات أستقي تلك البيانات منها، وقد بلغت نسبة الطلاق في قطر عام 2000م 31ر8% لتقفز هذه النسبة إلى نسبة مخيفة، فقد بلغت في عام 2012م 34%، فقد بلغت عدد حالات الطلاق 68 حالة في شهر مايو 2016م بنسبة 54%، وقد بلغ عدد حالات الطلاق بين الإناث القطريات 48%، وقد بلغ نسبة الطلاق في قطر من أعلى نسب الطلاق العربية، وفي شهر أكتوبر من نفس العام 2016م بلغت نسبة الطلاق للقطريين الذكور 82 حالة بنسبة 62%، بينما كان في أكتوبر 2015 116 حالة طلاق.
أما الإناث القطريات فقد بلغ مجموع حالات الطلاق بينهن 75 حالة بنسبة 57%، وقد كان في أكتوبر 2015م 67 حالة. لتصل إلى 71% في أوائل 2017م، تضم النسبة 54% من القطريات، ونسبة 46% من المقيمات، 807 حالة من الذكور، و706 حالة من الإناث، وبهذه النسب احتلت قطر الترتيب الرابع في إحصاء عام 2016 بين الدول العربية الأعلى في معدلات الطلاق، واحتلت المركز الثاني بعد دولة الكويت الأولى عربيًا وخليجيًا.
ـ وبالنسبة للمملكة الأردنية؟
ـ بحسب احصاءات قاضي القضاة في الأردن، بلغت عدد حالات الطلاق في الأردن من عام 2005م إلى عام 2010م 65 ألف حالة طلاق وقع معظمها في المدن الأردنية الكبرى، وقد كانت عدد الطلاق في عام 2010م وحدها 4883 حالة، وبلغت في العام التالي 2011م 3728 حالة، وفي العام التالي له 2012م 11078 حالة، وفي العام التالي له 2013م 12602 حالة، وقد بلغت في العام التالي له 2014م 4523 حالة، وفي عام 2015م بلغ عدد حالات المطلقات 5599 حالة، ولقد راجعت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" عدد حالات الطلاق المسجلة من عام 2011م إلى 2015م بأن هناك زيادة في عدد حالات الطلاق خلال تلك الفترة بلغت 2ر37% وهذا ثابت وموثق من دائرة الإحصاءات الأردنية، وبهذه النسب المتصاعدة احتلت المملكة الأردنية الهاشمية المركز الثالث بين الدول العربية الأعلى في معدلات الطلاق.
ـ هذا بالنسبة للإحصائيات. فماذا عن أسباب وقوع الطلاق في البلدين، والمفارقة فيها كما ذكرت؟
ـ هناك تشابه في بعض الأسباب بين المجتمعين العربيين، وهناك اختلاف بالنسبة للواقع الاقتصادي المختلف بينهما اختلافا كبيرا؛ ففي المجتمع القطري والأردني تتشابه الأسباب التالية:
1ـ تصور كل من الزوجين صورة ذهنية عن الآخر ثم يتفاجأ بالصورة الحقيقية التي تورث النفور والشقاق.
2ــ المغالاة في رسم أحلام وردية تجافي الواقع المعاش وتخلق صدمة الواقع الصدام بين الزوجين.
3ـ غياب الزوج الدائم يحدث جفوة كبيرة بين الزوجين، ويأتي هذا الغياب لانشغاله بحياته التي كان عليها من سهر وسفر مع الرفاق، أو تعلله بانشغاله بعمله.
3ــ غياب الزوجة عن زوجها وانشغالها بنفسها وبصديقاتها، والاعتناء بجمالها، يوغر صدر الزوج عليها، فيتولد الشقاق الذي يودي بهما إلى الانفصال.
4ـ خروج المرأة القطرية والأردنية إلى العمل، عزز كيانهما النفسي ودعم موقفهما الاقتصادي الأمر الذي جعل كل واحدة منهما وخاصة القطرية في رفض أوامر زوجها حتى أصبحت العلاقة بينهما ندًا لند وهذا التصرف لا يقبله الرجل العربي في كل المجتمعات العربية.
6ـ يحاول الزوج إسقاط علاقة والدته بأبيه على علاقته بزوجته، في واقع مغاير فيحدث الشجار الدائم ومصيره المعروف.
7ـ يساهم تدخل أهل الزوجين في تفاقم المشاكل بينهما التي تعجل بالانفصال، وخاصة في المجتمع الأردني؛ فقد تدفع الظروف أن يتزوج الأردني في بيت عائلته أو عائلة زوجته، فتكون فرصة تدخل الأهل أكبر.
8ـ يساهم التسرع في اتخاذ القرار بالزواج دون تفكير أو روية من الزوجين أو أحدهما يؤدي إلى سرعة اتخاذ قرار الطلاق في نفس الوقت بنفس الحماس وأيضًا دون تفكير أو تمهل.
9ـ كثرة المطالب التي تطلبها الزوجة من الزوج أو العكس، ولا يستطيع الوفاء بها.
3ـ تراكم الديون على الزوج بسبب إسراف الزوجة والأولاد ينعكس أثره في ارتباطه بزوجته وبيته.
4ـ سهولة الإجراءات القانونية في تتميم الإجراءات تساهم في سرعة إيقاعه وتنفيذه.
5ـ التسابق المحموم بين الزوجين في إدارة أمور الأسرة، مما يوجد صراع بينهما يؤدي حتمًا للطلاق.
6ـ عدم التكافؤ بين الزوجين في المستوى التعليمي والثقافي والعقلي والاجتماعي.
7ـ الخرس الزوجي، وانعدام التفاهم، أو التفاهم بالألفاظ النابية، أو الصراخ والسباب أو استخدام العنف من الرجل ضد المرأة في الأغلب، ومن المرأة ضد الرجل في بعض الحالات، كلها من الأسباب التي تؤدي إلى الجفاء ثم الطلاق في النهاية.
ـ وما أوجه الاختلاف في الأسباب بين البلدين؟
يكمن في ـ سهولة الإجراءات القانونية في تتميم إجراءات الطلاق في الأردن الأمر الذي يساهم في سرعة إيقاعه وتنفيذه، وإذا كان الوضع الاقتصادي المتدني في الأردن من أسباب الطلاق القوية، فالرفاهية المادية في قطر كانت عاملًا من عوامل الهدم، وكانت القدرة المادية هي الدافعة لسرعة قاطرة الطلاق، ولو أحسن الزوجين استثمار الرفاهية لسلكت بهما طرقًا أجمل.
٤-هل العلاقات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر بديلا عن العلاقات الحقيقية وهي الخيار البديل لبناء علاقات اجتماعية افتراضية أكثر أمانا وبعيدة عن سلطة الأهل والمجتمع؟
سألتِ حضرتك في سؤال سابق عن الانقسام والانفصال الأسري الحادث بسبب ظهور التلفاز والكمبيوتر والإنترنت، وبطبيعة الحال يلجأ كثير من الأزواج، وكثير من الشباب الغير قادر على الزواج نحو هذا الحل الأسهل ـ من وجهة نظرهم ونظرهن ـ والأصعب في نفس الوقت؛ فالأزواج، وأعني الزوج والزوجة، يتصورون أن إنشاء هذه العلاقات الافتراضية ليست حراما من الوجهة الدينية أو الاجتماعية لأنها تقوم بين أشخاص يستعيرون أسماء وصور بل بلدان لجنسيات أخرى، فما الضرر في ذلك؟!
أما من الناحية الدينية، فالخيانة الزوجية يجب ألا تدور فقط حول إقامة علاقة جنسية، فكل وأي علاقة تتجاوز حدود الشرع تعتبر نوعًا من أنواع الخيانات التي تعدد مفهومها وصورها في مجتمعاتنا، ولا يجب أن نلقي باللوم على كل المدنية الحديثة وابتكاراتها، والغرب وما يشيعه من عولمة حتى لو كانت في الواقع المشَاهد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الخيانة الزوجية عبر أدواتها التي أصبحت تحت ونظر المتزوج والمراهق معا إن لم يكن الطفل، فالتلفاز وفضائياته المفتوحة المتاحة تجعل كل أنواع الرذيلة عند أطراف أصابع أي إنسان من أي جنس أو دين، ويؤازرها في هذا شبكة الإنترنت التي تكتظ بالمواقع الإباحية التي تبث الرذيلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليل نهار.
الغريب أن الرجال والنساء الذي أصابهم الخرس الزوجي بينهم تجدينهم في قمة الثرثرة من خلال الحديث مع الغرباء عبر غرف الدردشة، ويعتبرونه نوعا من التواصل الاجتماعي، والثراء المعرفي، وقد كانت هذه الغرف وغيرها من أهم أسباب الطلاق التي أفقدت الزوجين الثقة في بعضهما، بل اكتشفت بعض الزوجات علاقا أزواجهن، وكذلك الرجال اكتشفوا علاقة زوجاتهن، وزاد معدل الطلاق في الوطن العربي بسبب هذا النوع الذي تم رصده، على النحو التالي من خلال إحصائيات بعض الدول عام 2017م:
بالنسبة للسعودية بلغت معدّلات الطلاق بسبب الإنترنت 24%، كما وقعت 40 ألف حالة طلاق سببها انشغال الزوج عن زوجته من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتوتير.
ولن أستطرد في سرد بقية الإحصائيات العربية والعالمية التي تؤكد أن نسبة الطلاق التي كان من أسبابها تردي الأوضاع الاقتصادية كانت أقل بكثير في الكم والسرعة التي يقع فيها الطلاق وخاصة الطلاق المبكر سواء بعد العقد وقبل دخول بيت الزوجية، أو بعد الزواج بسنة أو أكثر أو أقل، ولا تنسي حضرتك كم الزواج العرفي الذي زاد بين الشباب من الجنسين نتيجة لإدمان التواصل عبر الفاسبوك وتوتير وما شابه، وهو الذي يتم بعيدا عن الشرعية المجتمعية والأسرية معا، ويحتاج هذا أيضا وقفات من المؤسسات الرسمية والاجتماعية والإعلام والمؤسسات الدينية، ورقابة الأهل وانشغال الوالدين للأسف بالإنترنت عن أولادهم.
شكرا من القلب الدكتور السيد إبراهيم أحمد، رئيس قسم الأدب العربي باتحاد الكتَّاب والمثقفين العرب
على هذا الحوار وما قدمته لنا من معلومات وافادة ولك كل الإحترام والتقدير
وإلى اللقاء
**********************
==================================
عدل سابقا من قبل السيد صابر في الخميس يونيو 11, 2020 7:18 pm عدل 1 مرات