منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    ديوان: { أوجاع متمردة }لشاعر حميد عبدالقادرفيخار من المغرب

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    ديوان: { أوجاع متمردة }لشاعر حميد عبدالقادرفيخار من المغرب Empty ديوان: { أوجاع متمردة }لشاعر حميد عبدالقادرفيخار من المغرب

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت يونيو 06, 2020 1:02 pm

    الشاعر حميد عبدالقادرفيخار
    من المغرب
    يقطن بمدينة القنيطرة وهي مسقط الرأس يزاول مهنة التدريس كأستاذ لمادة اللغة العربية من مواليد ١٩٦١/٠٧/٢٥.
    ديوان: { أوجاع متمردة } وهذه مجموعة قصائدي وعددها ١٥ قصيدة

    ديوان: { أوجاع متمردة }لشاعر حميد عبدالقادرفيخار من المغرب Yaoc10




    رقم ١
    (( ذكــرى حـبيب ))
    ============
    شَقْرَى بشـع الشَّمس خاضَت لونها
    قــبَّــلــتــهــا والــخـــدُّ لــمَّــاعّ تَــئِــد
    لـمـا خلعتُ الــثَّـوب عــنـها مــانعـت
    تـطــلُـب ظــلامَ اللــيل من نورٍ صعد
    يشربن من دمـعي وفـي عيـني يروا
    قتلـى بأجـفانـي حصوها بالـعــدد
    كــلَّا وقـلــبـي يــا "ثـريا" اعــلمِــي
    أن الــذي يحـْـضى بقـلــبي لا يـنــد
    كــثْمـانُ ســرّ مـن هــواك المـبـْتـلِـي
    طـلَّـقـتها نـفـسـي وشُــدَّت بالــوتــد
    إن تـغمـض جفـناك تســأل قـوسـها
    دقـَّـات قـلبــي يــا "ثـريا" بالــفـنــد
    هل تـذكري عـمرًا "ثريا" كــم بــكــت
    عـيناك هـمّا ســاق جـُـرحًا مــن قــدد
    يا مـن خـلقـتَ الشَّــر حُــبا للــهـَـوى
    مــا حُــكـم عـبدٍ في وعـيدٍ قـــد وُعِــد
    للـغُفر شَهــر الصَّوم والإمـساك عــن
    مــا حـــرَّم اللـــه الـعَـبــد وحْــيًـا ورد
    هل تـذكُري عصيـان ربِّ الخلــق في
    إفطَارِ يــوم الصَّــوم عــمـدًا والـعَـمـد
    الفَـجــرُ تـقـبــيـلٌ ولـمـــسٌ فـاذكــري
    حتى غـرُوب الـشـَّمـس طـوقًا بالرُّقَـد
    عـَــفْــوا "ثـريـا" إن أكُـــن ذكَّــرت مــا
    مـــن مــوته الأحْــياء تـلْــقــى بـالأَود
    أمــســت أُصـيحابـي تــزَهِّدني ولــم
    أرضخ لـمـا كـنَّـتـه نـاسٌ مــن حسٓــد
    خـيــرُ الأمــور الـيـوم عــنـد المــرء أن
    يـحيـى حياةً لــيـس فــيهـا معْـتَقـَـد
    مـن يعتــقد شيئًا يـكُـن للــنَّفــس قــد
    أضـحى يـُجاملـها وخـابت ما قـصـد
    هـي الــضِّباع الـيـومَ كـم فـي كـثــرة
    هذا ضبُـع جــنبًا لهـا يـمْـسـك بــيـد
    أطـعــمت ُمن زادي ضِـبـاعًا أُسمنــت
    يا للـضّــبـــاع الــيَــوم مــن ذُلٍّ ركـــد
    ياللــقـَـنــع مـا عِـنـــدنا يـا للــشَّــرف
    مــا نكـتَســي مــن عِـفَّة عـند الأســد
    الــعقــلُ مــا نــأخذ ونــترك ما بــقــى
    كــم نــحْـن أسْـلفـْـنا وخــلّيــنا عـــدد
    كُــن مثـْـلنا في صــيدِنا نَحْـنُ الأسد
    القـلـبُ ما نـبـغي ولا نــقْـبـل جــســد
    عـِـفـنَاه يامـن يـنْتـظر شـوقًـا نــعـِف
    جـسمًـا ترَكنـاه فاعـْتـنِي يامن سهـد
    مـن لــي بــحُـبٍّ يا" ثـريا" بــعـدكــم
    مــن لـي بـحـقٍّ ضـاع مني وابـتـعـد
    دَنَّـسْــتِ جـسـمًا كـان عــندي مـعبـدا
    حـتــى رأيـــتُ الـحــرَّ عـبـدًا إن عـَـبـد
    أبـنـاءُ عـــزٍّ نحــنُ أصـحــابُ العُـلــى
    لا نـقــتـفِـي خـطــوًا ولا نجـرح أحــد
    راقـــتْ بكــفِّـي كــأس خـمــرٍ مــاقــتٍ
    واهـتزت الأخـبــارُ تــبكــي مــن ودد
    ناِول جــراَحي كــأسَ خـمـرٍ يا أخـي
    حـتـى وإن أســكــر فـــلا تـهـــدأ أبــد
    دَعــــــك الأقَــاويــل الـتـي لاتـهْــتـدي
    فـالــخــمــرُ داء إن يـكــن مـــرّا فــــزِد
    هــو الرَّناء المصطــبغ يـصحـُو غـــدا
    قالت بلى ما كيف يصْحو إن هـَجَــد
    أهـــلًا "ثـريا" باقــتـراف مُــبــتــذل
    يكــتمه قـلبي حيث يحـرث ما حصـد
    ما وصْلُ "سلمى" في مجيء محترم
    ســاءت إليه اللواحظ بـعـين الــرَّمــد
    مــا للــجَـمال الــيـوم شـــأن عــنــدنـا
    كــم تطـلبـي " ثريا "مِـني مـسـتعــد
    نُـعْـمــى وسَـلمى يا ربـيـعُ الـعـدْل أم
    بُــــشْــرى وبـُـشْــــراك تــــمَّ الــــزَّهـــد
    ==========================

    رقم ٢
    { مِحرابُ اللَّظى }
    =========
    سلُوا منْ بالجَوَى فَـقعَتْ فُؤادِي
    وكـيْــف بِــوقْـعِــها جَـارَت وِدادِي
    فـعَمَّـرَ طـيْـفُـها مِحْراب شوقِـي
    وأبْـــرَقَ سـِحْـرُهـا نــورًا يُــهَــادي
    حـبَاها اللَّــهُ خَـطـوًا بالـتَّـمَاهي
    وبـسمـةُ ثـغْـرها تُـذْكِي نَــجَادي
    جـدَاول رشْـقِــها فاحَـت أريـجًـا
    ولَـمْسَتُـهـا بـرِيــقٌ فِـي سَــوادي
    سنابـلُ رسْمِـهـا غــطَّـتْ مـروجًـا
    ومِـسْـكُ نسِيـمِـها سَــجَّى نِـهــادي
    رَمَــى فِـيها الـبَـهَـاءُ رِضَا القَـبُول
    ومِن جَـنَّاتِ عِـشْـقِي فـيْـضُ وادِي
    حـبَـاني الـعمْـرُ إذْ عَمَّــرتُ شـيْـبـا
    وألْـيَـافُ الشَّـبَـاب سَــنَــا نـَـشَـادي
    ومـنْ مـلَكَ الـنُّجـومَ أضَـاء درْبـي
    هُـــو اللَّـــــهُ رَبِّــــي فِــي رَشَـــادِي
    فَــلا تــقْـبَــلْ بــمَـا دُون الــنُّجُـوم
    فَـإنْ حَــزِنَ الدُّجَـى فَالـفَـجرُ شَـادِي
    سألتُ اللَّـيـلَ عـــنْ بـأْسِي وحُـزني
    وتدسِـيـسُ الكَـظَامَـة فـي حِــدادِي
    وإنِّــي مَــاقِـتٌ للـطَّــعْـن غَـــدْرا
    ومــن رجَّ الـشَّــرارَة فـي رمَــــادِي
    كـــبَـــرْقٍ خَـــاطِـــفٍ ودَوِيّ رعْـــدٍ
    ونَــــوِّ عـــاصِــفٍ هـــزَّت عِــمَــادي
    سَرَى سَيْـل الموَاجِعِ فِي المْآقِـي
    وجَـفْـنِـي للـرَّحِـيـل بَـكَـى بُـعَـادي
    تُـقَايــضُــني بـإدْمَـــان الـرَّحِـيــل
    فــيَــزْأر مــنْ منَـاجِـلـهـا حَـصَـادي
    مَـحَـاريـبُ الـــوَرَى مِـنِّـي السَّـلامُ
    فــمِـحــرابُ الــتَّـعبُّــدِ مِـنْ غَــوادي
    أُغـالـبُ حَـرَّ شـوْقــي بالـتَّناسِـي
    فـتـحْضُـرُني مــواجــعُ مَــنْ أُهَــادي
    وأرغَبُ بالرَّحـيــل وجـنْـح لـيْـلِـي
    ظـــــــلامٌ داحِــــــرٌ يَــغْــــوي رَدَادي
    وأعْــشــقُ وطْـ ء أدْراج الــكُــرُوب
    وكـــبـريــاءُ شَـــدِّي فـــي عِـــنَـادي
    ويسـجـدُ فـيــكِ عُــشَّـاقُ التَّـلاهي
    وَسُــجَّـادُ الـهَــوى خَـلْـفَ الـنَّـوَادي
    ويـلْـثُـمُ فَــاك خُـنَّــاسُ الــسَّـبايَــا
    وتـعْـبـثُ فــي مـحَـارِمِـك الأيَــادي
    فـمَـنْ يسْـلـكْ درُوب الــحُبِّ يلْـقَى
    مِــــنَ الأوْرامِ تــقْــرِيـــحٌ يُـــعَـــادِي
    ==============================

    رقم ٣
    { حيارى }
    ========
    لِحظِّي أطـلَّـت بِشَـفِّ الـحَرِيـر
    وفاحَت أريـجًـا بنـفْـح العَـبِيـر
    كشَمْس تماهَت بدِفْء النَّسيم
    ومالَت مغِـيبًـا برشْـفِ الـزَّفـيـر
    شهـابُ الحَبيب لظَـاه سَجانـي
    حسَاني هُـيامًـا كشدْق الـمَريـر
    فتُرعشُ ردْحي مشَاهبُ لـحْـظٍ
    وسهْم رمـتْـهُ بـقـوْس الـنَّظـيـر
    أعـودُ لِـمَـاض جـفَـاهُ الحَبِـيـب
    فتَسْكَر ظنُوني بطـيـفِ الأسـيـر
    ولـمَّـا ركـبْنــا الــهُيـام سَــلكْنـا
    مرُوج الجُنون بـطـعْم الـفـطِيـر
    وإن أنـتِ غـنَّيـتِ لـحْـنَ الرَّحِيل
    فما راقَـنِي فِـيـكِ عـزفُ الـوتِيـر
    وظنِّي شَربـتُ الهَوى في رِضَاك
    فـتـبًّــا لـرضْـوي وهـذا الـنَّقـيـر
    فـماذا لـقيتُ مـن الـهِيـمِ حـتَّى
    يُلاقـي هـوايَـا شَــرابَ الـغَدِيـر
    ومـا هـمَّني ردْمُ قـهْـري وحَالي
    ولا رشْـقَ وطْئي بلـفْـحِ الهجيـر
    وتسْهـدُ نـفْـسي بـلَـيْـل هَـجُـود
    فيتعبْ مِـزاجي بِـعـكْرِ النَّفـيـر
    أما تَسمعِين الجَوَى فِيه نبْضي
    وأقفاصُ صدْري تَشِي بالسَّعِير
    أمـا كُـنـتِ يوما تَـعِفِّي عِـنَـادي
    تـرُشِّي رحـيقًـا بـسيْـل الخرِيــر
    كـنـودٌ لـربِّـي بـقـلـبٍ حَــرُوق
    أُنـاجِـي الرّحيلَ بـعُمرٍ قصِـيــر
    فكم رابـطـتْ بالـفُؤاد الكَـلُـوم
    وخبَّـأتُ عنـها نُـدوب الكـسِـير
    أيا واجِعي كُـن رحيـمًا بـدَائـي
    بعِشْـقِك ضـمِّدْ جِراح العشِيـر
    سـتُـؤلــم قــلْــبي نـواعِــرُ شَــدٍّ
    كــذَا مـن قـلُوب بِـقـرِّ الجَحِـيـر
    لِكُـلِّ الحَـيَارَى أقُــولُ كَـلامِي
    فـحُبُّ التَّعَـالي هَوَى للقَـعِـيـر
    =================================

    رقم٤
    { واوجعي }
    ========
    أُصـارعُ سـقْـمًـا اِسْـتـبَـاح عِظَـاميـا
    ~~ وأكْـسِـرُ صَـمتَ اللَّيـل رفْقًـا بحَاليـا
    ورَبّ العُــلَى إنِّي ســقِيـمٌ وليْـس لي
    ~~ سـمِيــعٌ لآهَــاتي ولـطْـفُـكَ شَـافِـيـا
    فـإنِّـي رضِــيــتُ الابْـتِــلاء ومُــؤمِـن
    ~~بـما جَـادتِ الأقــدَارُ طُـهْـرًا طـوَاعيـا
    ففِـي كُـلِّ لـيْــل تسْتفِـيقُ مَـواجِـعِي
    ~~ويسـكُـنُـني قـدِّيـسُ شـــوْقٍ مُـعَـاديـا
    تـدكُّ طوَاحـيـنُ الـعَـذَابِ مــرَاسِـمي
    ~~ويـعْزِفُ صَبْري لحْنَ صمْتي عِصَامِيـا
    تَـبـيتُ عـلى جـمْر اللَّـهيب جَـوانِحي
    ~~كــأني بـنَـارِ الــعِـشْــق تـمْخُر مَـابِـيـا
    أفِـي كُــلِّ فــجْـرٍ تسْتعـيرُ محَـارِقـي
    ~~ تُسـامِـرُني الأوجــاعُ فــصْـلاً عَــدَائيـا
    شـكـوْتُ لـنفْسي مابِـنَفْسي مُصَابـهـا
    ~~كـلُــومٌ بمـا عانـيْـت وحْـدي ورَاضِـيـا
    تُـراقصُني أوجـاعُ قَـيْـسِـي تـسَـحُّـرَا
    ~~ ولَـيْلــي سَـــوادٌ تَــحْتـسِـيه لـيَـالِـيـا
    فـلَن تـهْـزمَ الأهــوالُ عـزْمي كرَاهِيـا
    ~~ ولـن أقــبـل الـــدَّنَّ اللَّـهِـيــب شرَابيـا
    وقــد أهــزِمُ الأهــوالَ قـلـبًـا وقَالـبـا
    ~~وأرشُـف مــن كأسِ النَّـبـيـذِ نَـشَـاوِيـا
    يُــؤذِّن فـي أحْـدَاقِـها شـوقُ ناســكٍ
    ~~فَتشْـقَى مسَاءَاتي ولحْـظِي سَـوادِيـا
    لَـعَمري بعُـشَّـاقِي سَـعـيـتُ تـظـلُّمـا
    ~~ فأعـجـبُ مــن بَــاكٍ يُسـابـقُ شَـاكِيـا
    ويـعْصـفُ بالأعْراض عِشْقـي مُعَاتِبـا
    ~~ لِـمَـن قـلْبـُهـا عــنِّي جـحُـودٌ وغَـاوِيـا
    أهــيــمُ بـصَـحراءٍ أغَـــازِلُ مــوْعِــدا
    ~~وأحْـمِـي مواعِـيـدي رحِيمًا وقـاسِيـا
    فُــؤَادُك شُـــــحٌّ بالـحَبِــيـبِ مَـــوَدَّةٌ
    ~~ ولَــسْــنُكَ حــرَّاقٌ يُــذيــبُ الأمَــانِـيـا
    فـلو ضَــاعَ مِـنِّي كـيْف أهْـوى مُخَيَّـرا
    ~~ فـكَيـف رِضـاها يسْـتوي فِـيه عاصِـيا
    أُغــالـبُ جُرحًـا قــد رمَــانـي تأفُّــفـاً
    ~~ وجَــرَّعَــني ضِــيـــقُ الـــتَّـودُّد دائِـيـا
    تُـقـايضُـني بالــرَّبـط أحْـلامـهَـا ولَــن
    ~~ أشــاركَ بالأوْهــام عِـشــقًــا رِضَـائيـا
    وقُـودُك شـــوقٌ واحـتـبـاسٌ يـقُـودني
    ~~وحُـضـنُــك أبْـرَاني وحَـالِـي مُـعَافِـيـا
    يُـعابُ على حُـبِّـي نسـائِـمـهُ الـهَـوَى
    ~~ومـن حـطَّـمَت قـلـبي هـوَاهَا هـوائِيـا
    فـمَـنْ للأنَـاسـي مُـطْــمـئِـنٌّ مسَـالِـمٌ
    ~~حَـسَـا مِـن أفاعِـي الغَدْر سُـمًّـا زُعَافيـا
    ================================

    رقم ٥
    { شوق الرحيل }
    ========
    أعُودُ بحَقِّ الحقّ مَنْ شرِّ ظالِـم
    ~~ فألقَى بِـعَطفِ اللَّـه رَضْوًا سَمَاويـا
    جَـحُـودٌ وســادِيٌّ كـفَـاكَ تـظـلُّما
    ~~ فقـد سَاءَنِي مـنْك التَّـفَـوُّهُ نـابِـيـا
    أتـذْرفُ دمــعًـا بالمــآقِــي تَـمثُّــلا
    ~~وأنـتَ تُـماهـي بالقَوَاعِر شَاكِـيـا
    رميتُك قــلْبي فوْرَ عشْقي مُجَلْجِلا
    ~~فإنْ كـانَ مـكَّارًا فــكُـنْ أنـتَ وافِـيـا
    بنَينَا جسُور الوَصْل واللَّيل مظْلِـم
    ~~وشَـوقِـي لَـهِيـبٌ كالـمَنـارَة سَانِـيـا
    نَسَجْنا وِصَـالاً وامْـتَطـينَـا رحِـيـلَـه
    ~~وما أوجَــع الـوَلْهَان قَـلبًـا وِدَادِيــا
    فكَمْ من كلاَمٍ فـاحَ طِـيبُه واسْتوى
    ~~ وطَلُّ لِسانيي مـن رَحِـيـقِ فُؤَادِيـا
    وتـبرُقُ ألْحَاظِي بمنْ راقَ صُحْبَتي
    ~~وأُقــسِــم أنِّـي لا أخُــونُ الأمَــانِـيـا
    ويـشْقَى خليلٌ إن تخَطَّـى موَدَّتِـي
    ~~لأنــي ودُودٌ فــي رِحـابِـي رَوابِــيـا
    وما سُئِلتْ موؤودة فـي عوَالمي
    ~~ولا طالَ يـومُ الحَشْر فينَا عَوَاصِيا
    شموع الحَيارَى طَفَّأَتْها مشاهقي
    ~~وذكْراك عنِّي خضَّبَــتْـها دُمُوعِـيـا
    نجُومُ اللَّيَـاليي فـي أُفُـول تمَوُّجي
    ~~وبُـعْدُ المكَـان عـن زَماني تَـسَاويـا
    وتحْضُرُنِي حـوّاءُ شــعْري تطوُّعـا
    ~~وتـغـزلُ أبْـيَاتِي ونَظْمِـي قَــوَافِيـا
    تُعـمِّـرُ أفـراحي رحَــابـَة لـوْعَــتِي
    ~~ وتصْدَحُ أشعَــاري فتـرسُم ماضِيـا
    أعاقِرُ صَـمْتي فـي وِعــاءٍ وأنزوي
    ~~ وأشربُ صحْوي في سُباتي مُعادِيـا
    وأمســحُ ويـْـلاتي بــبَاب رِواقِــهــا
    ~~ وأعْـصِر أحْــلاَمِي وقهْري مُــنَادِيـا
    أرانِــي معـاديّـا حَـبِــيـبَا مَـلاَمَــة
    ~~ وأرشُـف مِن دنِّ الخَـوَالي خَـوالِيـا
    كفرتُ بمن خالَ الوَفاءَ مُمَسْرحًا
    ~~وعانقتُ خيْباتِي عـلِـيـلاً وبـاكِـيَـا
    أمُوت وحظِّي من شِهابِ محَارقي
    ~~ وأشقَـى وحـيـدًا والـسِّـهَـام تَوَاليـا
    يغالبُـني شـوقُ الرَّحيل وأعـتَـلِـي
    ~~ صِهَـاءَ التَّـناسي ثُم تهْـوَى رِحابِيـا
    وإن خِلتُ يومًا مجْمَعِي في رحَابهَا
    ~~ تقَاسِـيمُ أوتَارِي تُسَوِّي هَــنائِيـا
    وقنْصُ الخَطَايا في شِبَاكِ توَاصُلِي
    ~~ وصَـكُّ لِـسَاني مِـنْ سلِيـطِ عَنَائيـا
    أبــاركُ ربًّــا قـــد صـفَاني مخَــيَّــرا
    ~~ وشـاخَ بـعزْمـِي مـن عَـبَدْتُ عَوَاليا
    =================================

    رقم ٦
    { الخصام الأَمَــر }
    =========
    بادَت عن الكَون الذي أمسَى ســوَد
    ~~ في عـينها دمـعٌ وفـي قلبي صدَد
    ليلى بضوء الشَّمس خاضَت لونها
    ~~ قــبَّرتها والــغــمُّ يــدْوي بالــرَّعـــد
    يا مـــن يُــعالــي بالمـبــاكي إنَّــنـــي
    ~~ بكـَّـيــتُ حــبًّــا باســــمًا لمـا لـُحـد
    قد كنتُ أولى مــنك بالــدَّمع مقــلتي
    ~~ لـكـن دمـعـي عــند أجفاني رقَــــد
    أطـوي دمُــوعــي بين أجــفاني كـما
    ~~ تطـوي الحُبلى جنِينها ولـم تلــد
    لــســت الــذي للـدمــع أرقُّ وأركـــــع
    ~~ إن أقـتني صيد العُلــى لا أرتـعــد
    أرمِي سهـــام الفــتْك حــزنًا قــوسها
    ~~ سهمًا على سـهْم فــيـهلك مــن ورد
    صخــرٌ أنا تشكـُــو بحارُ الحزن مـن
    ~~ صُلـبي ويخـشع موجها أنَّا وجـد
    كالموج حزني حين يُــمطر أسـتـــقي
    ~~ والحزن عـندي مطـلـب فــيما عـهـد
    في صمته البحراخــتفى فاحــذر ولا
    ~~ تركب صفاء المـوج حــتى وإن هـمد
    لا تطلـبي غــيـث الهوى مــن مــقـلتي
    ~~ إن كــان دمــعــي مــاء يــمٍّ مــا رفـــد
    مــن ذَا يـلمني إن رآنــي في خـــــلــل
    ~~ غــالــبــت داءً مســتكـيــنا بالــكـبـــد
    يا ســائــلا قــلــبا جــريحـا هـــا أنـــا
    ~~ أسـأل فــقــيدًا كــيف أبـــرى من كـمـد
    راعــت نــجوم اللـيل عيني في ســـهر
    ~~ والـدمع احـواض تُـجــفَّـف بالوسـد
    اللــيل يا لـــيل الـتــوى فيــك الأســـى
    ~~ الـفـجـر بــــاك مــن ظــــلام قــد نــكــد
    أكــبـــتُّ حــبـا ثــم أعــيانـي السَّــقــم
    ~~ يا باسـما أدمـــع ســيُــبـريـك الجـلـد
    أنارتْ سمـاءَ المجْد فـي عــمر الهــوى
    ~~ كـالشمس بالضِّــياء وقـــتًــا تبــتعـد
    أحــبــبتُها حــبًّا عــفيــفًا فــي زمـــــن
    ~~ أبحـرتُــها فــيــه الهــــوى وقــد وقـــد
    أثــقــال هـــــمٍّ نـازلــتــني بــعــدهـٓــــا
    ~~أُســهــبْت لَـمَّـا صــرت مسـهارا خــرد
    وقْــعُ الهَــوى داء يضمِّد جُرحـكــــم
    ~~يا من طعنت الجــرْح بالسَّـهم الحدَد
    هي الـحياة الحــلوُ والمــرُّ اخْــتــلَـــط
    ~~ما ذقْــــتُ غـــيــر المــرِّ طعــمًا بالبَـلـد
    نظَّــمــتُ شــعرًا مــن قـــوافيه الكَــرى
    ~~حُزنًــا وهـمًّــا يا لــوْعــتــي بالــنَّهــد
    فالشِّـعْر إحسـاسٌ يَمشُـطـه الــهَــوى
    ~~ رسمًــا بحِبـر الـصِّدق لا يخْـشى أحـد
    ===================================

    رقم٧
    { رمادُ العِـشق }
    =========
    من وفــائي قـدْ أصونُ الارتِبَاطـا
    ~~ذاك حـظِّي قدْ ربَاها واصْطفَاهــا
    فـاحَ مِـنها عـطـرُ فُــلِّ الواعِـظِـينا
    ~~كـان سيْلا فاضَ وحـيًا مِنْهُ فاهَــا
    ذاب قلْبي في هوَاها واستَطابـا
    ~~مـن رِضـاهَا مارَغِـبنَا في سِواهَـا
    علَّـمتْني كـيفَ أنسَى كيفَ أهْوى
    ~~عاقـرَتْـــني والمُـنـى مِـنَّـا تـلاَهـــا
    ناولَتنْي مـن رحِــيق اللَّــثْـم كأسـا
    ~~ثـَـغْرها يـنـبُوعُ خَـمْر مِن صَفَاهـا
    من رُضَــابٍ أخْمدتْني بالـعَطيسِ
    ~~مــا أنــا إلا رمَــادًا قــدْ تـَـنَاهـــا
    دمَّـرتْني حـطَّـمتْــني سـهَّدتـْنــي
    ~~أسْكَرتني بالأمَـاني في هَــوَاهــا
    احـترامِي للــمَـرامي و الــتَّرامـي
    ~~ واستباقي أنْ ترَاني فـي حِمَاهـا
    لا تُـرابِط فـي مَـــقامٍ بالـتَّـعَـالي
    ~~ فالأفَاعِي قد تُباغِـثْ فـي عَـمَاها
    عِـشْتُ أْرضَى بالقَلِـيل من قلِـيلي
    ~~ لا أُطَـاوِل بالتَّمـادي فـي سـمَاهـا
    هي سلْوى في حَــياتي أبْتَغِيها
    ~~ انــتـظـارٌ واحـتضـارٌ مُــنتَهَاهــا
    احتراسِي وانتِباهِي مِــنْ غَوَاها
    ~~ احتراقًـا لو شَــوَتْنِي ما كــفَاهـا
    مـن صِباهَا سـاحَ غَـفْوي بالرُّحاق
    ~~ قايضَتْني بـين رسْوي أو جَـفَاهـا
    ضاعَ رضْوي في رضَاها بالتَّبني
    ~~ بـتُّ أشْـكُو مِن صُداعٍ في صَدَاها
    أِجَّــجَـت شَقْوي لهيبًا واشْــتِعالا
    ~~ رَكَّ سَمعِي واستماعي في رحَاهَا
    فاحْتــرِسْ يـاصَاحِبي مــن نـزْوة
    ~~ تَبْـتغِيهـا والرِّضى وكْــرٌ حَبَاهــَا
    مــؤلم أن تـرشف الـماء الـغَديـرا
    ~~ فالظَّـمَى للْعقْل سَــلاَّبُ الـنَّبَاهـا
    =====================================

    رقم ٨
    { شبقُ اللَّظى }
    =========
    كــفُّ الهـوى صفَّاعـة تـؤلـــم
    ~~ والسَّعْي في دبـِيــبـِهـا يـصْدم
    سكرْتُ مـن دنِّ الهَوى ساكِـب
    ~~ أقداحَ خـمـرٍ عذْبـُـهـا ألْـــثُــم
    ثملتُ من قَــرِّ الجَـوى مُسْـهد
    ~~ وسكـــراتي عِشْــقُهــا علْــقَــم
    إذا رضـيتُ الــمُـرَّ مـن بـَاشِــقٍ
    ~~ فالـقلـب حَـمَّـالٌ ولـو أُظْـلــــم
    مـشاعبُ الِّنـســاء بالــطِّـيــبَـة
    ~~ والطِّيـبة لَــسْـنٌ حـذَا بلْـسَــم
    أسائـل العُشَّــاق عـن مــحْـرقٍ
    ~~ ومكبــدي تــقضُمهُ الأعـظُـــم
    فيـشْـرق الخِـصام ويـنجـلـي
    ~~ وتأفــلُ الأشــواق والرُّجُــم
    ممشوقـةٌ بالـحُسـن موصـوفةٌ
    ~~ مكـمولة الأوصَـاف والمـرسم
    مـخبـولةٌ بالعِـشْـق والـملْحَـظ
    ~~ فــتَّاكة الأحْـــدَاق والـمَـرْحـم
    تــؤُمـنّي أعْــذارُهــا مـنْـــسِـك
    ~~ حـيــن يــؤذِّن الــجَـوى أُضـرَمُ
    مســنونةُ الأطْــرَاف والشَّـمأل
    ~~ معـقـودةُ الخِـصرِ والـمعْصـم
    قِـشْـرات لحْـظِـها حِــرابٌ وعــ
    ~~ ـلى جفنِها طـلُّ الـنَّدى مرهـم
    سُـبحـان مـن صــوَّر أهـدَابـهـا
    ~~ فـرمْــشُـها سـحْــرٌ يُغـالـي دم
    أحْـمـتْ لــواعـِجي بـراكـينـهـا
    ~~ واـنَّـظْـمُ مـن مشاهِبـي يُنـظَم
    فـــيَّاضــة لــمَّــاعـة الـمَـعْـدن
    ~~ ومـيضُها رعدُ السَّمـا قـيْصـم
    مِحْرابـهـا قـيـظ اللَّـظـَى حـارقٌ
    ~~ وفِـي مرامِـي حـدْقِــها مَـلْحم
    =====================================

    رقم ٩
    { أنشودة الحق }
    =========
    اسمـع كلام الحق يا جاهـل
    ~~أُنـشـودةٌ يـعـزفـهــا عــاقــــل
    عَوِّضْ جفَا دنياك حرمانها
    ~~وعِـلْ على قـدر الـمُنى سائـل
    الحقُّ للأَشرَاف قـد ينجَلي
    ~~والـمكــرُ شـرٌّ كالـرُّّبـى زائِـــل
    كـُـنْ لليـتيم واهبًـا سـانِـدا
    ~~ترمِـيكَ أقـسَاط العُـلى وَابِــل
    ابسِط جناح الوِدِّ والرَّحمة
    ~~وامسحْ لِحاظًا صاغهاعاطـل
    واسأل كليمًا باكيًّا ينتـحِب
    ~~يُنبئْـك مـن للجرح ذَا فاعـــل
    حـقُّ الـكلام شيمة الـفاضل
    ~~والظُّـلم حـيْــفٌ قاطعٌ باطـل
    ما عَـطَّلَ السَّبْق بلادي سوى
    ~~فــاسِــدها والمــفسِـد سـافِــل
    الظلم عرَّى بَلَدي وانبرى
    ~~سقْفُ الشَّباب للعُلى حَـافــل
    يا مربط التّرحال يا موطني
    ~~يـامـوقــد الأوجـاع يـا قاحـــل
    يلفظ موْجُ البحْر أجسَادهم
    ~~ويحضــن الأرواح كــم ساحِـل
    تِرحـالُكم فظَّ التَّكالى وكـم
    ~~أدْمـى قلوبًا والـكَـرى جـافِـــل
    ماأوجــع الأيام في بغْــيـها
    ~~ومــن يُعـانــق ذُلَّــهــا حاصِــل
    لوعشتَ للحُلم كـمَا ظـنُّـك
    ~~مـاذا عسَـى فـي وجْعِك فاعـــل
    للصِّدْق أطوي خَجلا هامتي
    ~~والـحـقُّ صِـدقٌ فيه كُـن فاصِــل
    ما مِن خلُـوق لَسْنُـه صادقُ
    ~~إلاَّ إذا فـــضْــلُ الــعُلـى فاضِــل
    لا يستقيمُ الحالُ من حالِــه
    ~~حتى يُـسَاق السِّجن كم حابِــلُ
    =====================================

    رقم ١٠
    {الفَجرُ الجَديد }
    =========
    سَلامي سلامِي إليكُم رفاقــي
    ~~ فأنتُم صِحَابي وأنتُم شُهُــود
    ففِي كُــلِّ وعْـــرٍ نَـقُودُ الـتَّحدي
    ~~وحلمُ الأمَاني عَـقِيـلُ القُــيُـود
    نُصارِع بعزمٍ فـسَادَ اللُّصُوص
    ~~ ونضرِب حديـدًا بـقَايَـا عُــقُــود
    بـعِـزمٍ طَـمُوحٍ ووعْـيٍ فــلُوحٍ
    ~~ هدمنا جسُـورا لـرسْم الحُدود
    بلادي تُقَاضي بعُـرْف النُّفـوذ
    ~~ وقـهْرالشَّـبَاب ونقْض الوعُود
    وتلْك المشَافي تُعانِي الخَصَاص
    ~~ دَوِيُّ الفضَائح بِججْمِ الرُّعـود
    تضِيـقُ الشَّوارع بهَوْل الـكُــرُوب
    ~~سَــئِـيمٌ عِـلِـيلٌ بـئِـيسٌ قَــعُــود
    قـضـاءٌ مُــعـَاقٌ وَرَاء الـسِّـتـار
    ~~ وجَهْلٌ يُقـاضِي بِحَبسِ الفُهـود
    نعم يا مُحَامـِي نعَـم يا وكِـيـل
    === فكم من بريئ بحُكم الجُحـود
    فيومًا ستُشْنق بحَبل الشُّعوب
    ~~رقــابٌ أبَادَتْ شِـِبــالَ الأسُــود
    فـهَـيَّا جَـمـيعًا رفــَاقَ الــعُقُـول
    ~~ نُجَـارِي بــلادًا تَـعَـافُ الــُّركُــود
    وبـحـرُ المـبَاكِي يُــوَارى ثـَــرَاه
    ~~ وحُـلمُ الشَّـبـاب بِـفجْـرٍ هـجـود
    ونُــورُ الأمَـانـي بـزُوغُ الــقَـمـر
    ~~ فــمـرْحَا بــيـومٍ جـديــدٍ ولُـــود
    فَـتحْيا عـرُوقــي بضـخِّ الدِّمَــاء
    ~~وتُزهـر جِناني بـغَـرْس الــوُرُود
    رِقـَـابُ الشَّــبَاب حُــمَاة الـوَطَــن
    ~~ فعـسْـكِـرْ ورَاء الجُيُــوش جُنـُود
    نَعَم كـم نُـعاني نعم كـم نُـقاسي
    ~~ ويـَبْقى التَّحدِّي طريق الصُّمـود
    ==================================

    رقم ١١
    { كُن شاعرًا }
    ========
    نـثـيـرٌ بـــدَا شـعْـرًا جَــنـتْـهُ عَـوالِــمٌ
    ~~ وفاضَـتْ طوابـيـرُ الـهَــرِيجِ تُـهـاجِـم
    بــحُــورٌ بـلا شُــطْـآنِ رَسْــوٍ تــولَّـدت
    ~~وصـارت تفـاعـيلُ الــعَـرُوض عَوادِمُ
    إليكِ التّـعَالِي يَـاحُـرُوفِـي تــمَــدَّدِي
    ~~ فقدْ عـفَّ ذَوْقـي مِـنْ قَصِيدٍ يُـلاطِــمُ
    سـلامٌ على من يعشِق الحرفَ سَاحرًا
    ~~ ومـنْ للـرَّوِيِّ والقََبْضِ والطَّـيِّ قَائِـمُ
    سـلامٌ عـلى مــن رتَّــق الشِّعْـرَ قِـيمـةً
    ~~ بخَـيــطِ طِــبَـاقٍ والـجِـنَـاسُ يـُلائِـــمُ
    فـكُن شاعرًا واحْملِ هُمُومَ مشاعِري
    ~~ وكُـــنْ ناظـمًــا للشِّعْــر وزنًـا يُـناغِــمُ
    أُعَـاتِــبُ مـنْ يَحْضُنْ قَصِـيدًا تَشَرْدَما
    ~~ ويــرْمِـي بأَصْـنَـافِ القَـواعِـدِ شَـاتِـمُ
    سرَى فـي دَمِي مـجـدُ القَـوافي تَحبُّبا
    ~~ وغيـرُ قـريضِ الـوزْن مَا شَـاخَ نـاظِــمُ
    بـحورُ الــفَـراهِـيـدي عــمـادٌ مـؤسَّسٌ
    ~~وَروْضُ القَريضِ الـحُـرِّ كَالسَّـقْم جاثِـمُ
    عطـاءُ عـلـيـلِ النَّـظْـمِ أوهَـامُ شَـاعِــر
    ~~ وكـيفَ سَـمَاعـي للـقَــريـضِ يُــقــاومُ
    عسَاهُ قَــديـرُ الـنَّـظْـم يَــرْتـــدُّ شَـادِيـا
    ~~وَمنْ طَـاوَل الـشِّـعْـر الرَّكِـيـكَ يُـزاحـمُ
    ===================================

    رقم ١٢
    { ماذا جرى ؟ }
    ========
    بحـمــدِ اللـه ربِّ الـعـالمَـيـنـا
    ~ ~ لبِسنا العِـلم تنْـويرا ودِيـنـا
    لَــنـا مــجــدٌ وتــاريــخٌ تــمَـلَّا
    ~ ~ وعـهــدٌ بالـعُـلا عَــدَّا سِـنينـا
    تسـيَّدْنا بـماضِـيـنا حُضـورا
    ~ ~ وخـلَّـدْنـا رُمــوز الأعْـظـمِـينـا
    بسيـف العَدل والـقُـرآن سِرنـا
    ~ ~ وبِاسم الدِّين والـحقِّ اقتدِينـا
    حكَمنا بالسَّماء فكـيـف كُــنَّـا
    ~ ~ دُحِرنـا وانْحنـيْـنـاواختـفينـا
    تربَّعنـا عرُوش السَّبق فخْـرا
    ~ ~ وغِبنا حِين جارالجُور فِـينـا
    نُكابر في فَضاء الـحُلم كُرهـا
    ~ ~ سكارَى بالأقـاسِي طامحِينـا
    أديـمُ الأرض بالأجسادِ يـرْنُـو
    ~ ~ فـسَابقْ خـيِّـرًا قـبْـل الـدَّفِـينـا
    فلا تـنهـر رِحـاب الـسَّائـليــن
    ~ ~ ولا تـطـمـع بـمـال الأكــرَمـينـا
    ومـا الأخـلاقُ إلاَّ مَـكـسَبـا في
    ~ ~ تـعالِـيم السَّـماء دُنًى ودِيــنـا
    على صهْوالتَّحدي لاَنَ عزمي
    ~ ~ وباسـم العِزِّ أقسمتُ اليمِينـا
    خدمتُ الأهـلَ والخِلاَّن طـوْعـا
    ~ ~ وإن أرْضـى بـحـالٍ لا أخُـونـا
    وحُـلـمٌ فـي سَـرابٍ قـد تَـرامـى
    ~ ~ يُحـاكِينا بِـعَلْــك الحُزن طِيـنـا
    ولما طــال مـوج الـبحر روحـا …
    ~ ~ بكيْنـا مـوعِـدَ الـهجْـر اللَّعينا
    سنَجْني مازرعْنا في العُقول
    ~ ~ ونستَجدي مِنَ الأشْواك لِينـا
    شياطينُ الـرُّقاة سـعَت لِحـال
    ~ ~ ترى فيه الوَرى مسْخا مُبينا
    فبالـتَّنجيم فـاضت ابـتِـهـالا
    ~ ~ وشاختْ زُمـرةٌ بالجهـل فِـينا
    ويسخرُ ذُو الجهالة من نَبِيه
    ~ ~ ودجَّـالٌ يــرَى غَـيـبًـا يقـيـنـا
    طـلاسـيـمٌ وتحضيـرٌ وهـيــمٌ
    ~ ~ ضحايا هم قُصورُ العاقِلينا
    خفافيشُ الظَّلام بـها قـطيـع
    ~ ~ جهولٌ ينظُم الجهْل اللَّحِينا
    ومن ركِـبَ الحياة بنقْص عِلمٍ
    ~ ~ فــقـد لاقَـــت أمانِـيـه الأنِـيـنـا
    ===================================

    رقم ١٣
    { شمسُ الأحْرار }
    ========
    قَسَمًا بمَن رفَع السَّماءَ بـلا عمَد
    ~~لنْ نقْبـلَ الظُّـلْم الهَجِين مُـكَـرَّم
    أحْلامُـنا حُـبلى،علَـيْهـا جَاحِـد
    ~~جَهْـلٌ طـلِـيقٌ والعَلِـيمُ مُـلَـجَّٓـمُ
    هـتَـكَ الدَّخيلُ قِلاَعَنـا مُـتبَـرِّجا
    ~~وبكَـارَة العـذْراءِ صــرْحٌ مُــخْـرَم
    أخلاقُنـا ذبُـلَــت وشـاخَت عِــزَّةٌ
    ~~ياقـلْعة الحمْراء والـنَّجْـعُ الــذّم
    وانصِتْ فما أشْقَـاهُ وهْـمًـاواعِـظًا
    ~~في محْبس الأحْرار سيْـلٌ مُحْكَـم
    هل غـادَر العـزُّ الحُصُونَ مُخَــرَّبٌ
    ~~أم دقَّ يعْـسُـوبُ الحيـَارى مُكْـلِـم
    ارْكَبْ عُبابَ البَحر وارْحل جانِحـا
    ~~فالـكُره والبغْضَاء وضْــعٌ مـُزْحَــم
    واشْربْ مُدامَ الصَّبْرِ في دَنِّ الشَّقا
    ~~إن أنت راض بالـخُمـول مُـنَـعَّـم
    إن كان في جوْف الشَّهامة مفْصِل
    ~~فأساورُ التَّجْعيد كِـيْسٌ يَـشْــكُـــم
    الـرَّجـعُ غَـيـثٌ للـصَّـحَـاري مَحْمَـد
    ~~والقَـحْـطُ إعـصَـارٌ مُـبِــيْـدٌ مُـعْـدِم
    سُـبحـانَـك اللـهُ العـليـمُ الأوْحــد
    ~~سُـبحـانَـك اللـهُ العـفُـوُّ الأعْـظَــم
    هل من ضِمــادٍ يحتوي أوجاعَنــا
    ~~عِــرْضٌ جـريحٌ والمَـآسي تـَعظُــم
    هـلاَّ أقَــام الــجَهـلُ فـينـا مقْصدا
    ~~حتى يسـُوس الــرَّأي فـينا مَـقْــزَم
    هلْ كَان في قُـعْـر الـبَهِيَّة مـوْقِـد
    ~~حَتَّى يصيـرَ الـقُـبـحُ فـينـا مُـجْـدم
    أرحـامُنـا مسْـبـيَّـةٌ فـي خِـصْبـهـا
    ~~نسْـوانُـهـا مَـخـدُوشَـة تـسْتَـوحِـم
    أحْلامُنَـا ضاعَت خـسَـفْنا ضوْءَهـا
    ~~هــلاّ أنَــارَ الـبـَـدْرُ يَـوْمـا مـُـظْـلِــم
    فـحَوافِرُ الفِـكْـرِ الضَّـرُوس مَواجِـع
    ~~وركـوبُ صـهـوتـها لُــجـيْـمٌ مُــلـزِم
    فـإن أنــت صَـدَّقت الـدَّواني تنعَـم
    ~~لـكِـنَّ تـكْذِيـبَ الـقَـواصِــي مُـؤلِـم
    ====================================

    رقم ١٤
    { راحِلتـي }
    =========
    قارعتُ شوقَ العاشقين تـهَجُّدا
    ~~ بقَرِيـن شَوقي راغبـًـا ومُناشِـدا
    إنِّي أغالبُ فيكِ شُــحَّ نَـواقِـصي
    ~~ حيثُ الوفاء كبحر عِشقي أزْبدا
    عانقْتُ طيفًا عـشْتُ فيه تعكُّـفا
    ~~ ودلفْتُ مِـحْرابَ اللَّـظى مُتَعبِّدا
    عظُمت ذُنوبي والذُّنوب نواقِص
    ~~ أمـلِــي ثـوَابٌ والثَّـوابُ تـعَـنَّدا
    عُـذرًا لراحِلَتي تَقضَّـم رسْـمهــا
    ~~ واحمَرمَر الـخَـدُّ الـورُودُ مُـوَرَّدا
    عُـذرا لمن علِقَت ستائرُ حظِّهـا
    ~~ فتكشَّفَ المَستُور ذاكَ المَـوْئِدا
    عذرًا لمن حرَّقـتُ وِدَّ صـفائـهـا
    ~~ والجرح هـجْرٌ للمـآسي أسْـنَـدا
    عُــذرًا لِـمـن جرَّحتُ كبريَّاءهـا
    ~~ والعُـذرُ جسْرٌ لِلـتَّـلاقِي أرْشَـــدا
    صُبِّي مـنَ الأقداح خمرًا يـرتـوي
    ~~ مَجْرى مشِيبي فالشَّباب تـجدَّدا
    شُدِّي بمِسْهاري و ليْلي ولْمَعي
    ~~ فاللَّـيل مِـحلاكٌ وأنتِ المَـوْقـدا
    طَرَفِي على شطِّ اللَّواحِظ راقِصًا
    ~~ وعُمري وشَّــاكٌ ورحْـلي أجْـعَدا
    أتمَمتُ عقدي عاشِـقًا مُـتعـفِّفا
    ~~ أحظـى بـصَفوٍ صـادقٍ مُـتعـهِّدا
    لـفَّ الجفاءُ دمِـي وسَكّر حيرتي
    ~~ وعقَـلْـتُ عِشقي للخليل تـوَعُّدا
    مـن ضَـاق ذرعًـا بالحياة تذمُّـرا
    ~~ سَــوَّى لِدُنْيـاه الجَحِيم الأرْعَـدا
    نَبكِي لُحيظات الرَّحـيل تظـلُّمـا
    ~~ لـمَّـا الأحـبَّــة للـمَـنايـا حُصَّـدا
    أدمنْتُ رشْف الظَّن حَتى ثمَالتي
    ~~ وهجرتُ دَفَّـاءَةَ الحَضِين تودُّدا
    كُفِّي على ردْح الجَوى وتجمَّـلي
    ~~ ها قد يُعاودُ فيك حظِّي مَوعِدا
    عشقُ النَّشامى أن تعيش مُكَرَّما
    ~~ لِـلَّــه درُّك والــكمــالُ تـمَـجَّـدا
    عشْـقي هيـامٌ في شـرايني نَـمـا
    ~~ شهدًا بـسَقْـوِ الأقـحـوان تـفَرَّدا
    إن كنتَ ذا حَـظٍّ فـقَلبُـك نـابــظٌ
    ~~ حـظُّ الأمَـاني للـحَبـيـب تـنهُّـدا
    إن أنتَ ترضَـى باللَّئيـم مُشَدِّبـا
    ~~ تشْقَى عَقيـلاً بالـطُّقوس مقيَّـدا
    ماحِيلَـتي لمَّـا الوِصَـالُ تـقَطَّعـا
    ~~ وتهلهل الإلْـفُ اللَّفِيفُ المُغْمَـدا
    ====================================

    رقم١٥
    { ماذا أرى ؟ }
    ========
    بالأمسِ خَطْبٌ أبْـهَجـا
    ~~ واليوْم رفْسُ الخُدَّجـا
    لـذْغُ الأفاعِي مُوجِعٌ
    ~~ في سُمِّها حِيكَ السَّجا
    كم من نفُوس تــنْطَوي
    ~~ تبغي رِضـا فيـه الرَّجـا
    في طـيِّـهـا فـي لَـفِّـها
    ~~ قـد تـبْتـلـي ذاك اللُّجـا
    عيـشٌ بـلا طِـيـب غدَا
    ~~ شأوُ الـوَضِيع الأعْـوَجا
    يامُنـتشـي نَصرًا خَبـا
    ~~ فـيه الـقضَاء الأهْـرجـا
    ماإن ترى صُبح الدُّجى
    ~~ حـتى تُـعَـاقِر مـعْرَجـا
    إن كنت تسعى مُرتقى
    ~~ فاردَح كـبحـرٍ أهْـيـجا
    ما يستوي حزمٌ طفــا
    ~~ ضاع الذي فيـه الـنَّجـا
    أحْرِمْ بثـوب من صَـفا
    ~~ فالحجُّ أضحَى محْرجـا
    آل السَّعُود الأعْرُبـا
    ~~ أفْـتَـوْا بِـهـدمِ الهوْدَجـا
    رمزُ الحياء المقدِسُ
    ~~بالـوعْر صَـارت مسْرَجـا
    القتل في عِزِّ الضُّحى
    ~~ والـغدرُ أفْــنى خشْقَجـا
    نكْتُم لسان الـنَّم عن
    ~~ هــذا وذاك الأعْــنـجـا
    هلاَّ تموتُ النَّخوةُ
    ~~ والعِرضُ طيفٌ أحْدَجـا
    فاسلُكْ طريقًا أهْودَا
    ~~ واركبْ خيولا سَوْرَجـا
    أنَّـا وجـدْتَ الـملْهَبا
    ~~ أصهِـرْ حدِيدًا أدْهَجـا
    والقيظُ أنتَ الموْقدا
    ~~ أحرقْ نُدوب البهْرجـا
    ماقضَّني طمْسُ الحِجا
    ~~ والـحُكم شـرْعا عَـرَّجـا
    قـدْ هَالني ظُـلـمٌ جفَـا
    ~~ ضـاعَ الأمَل والمَخْرجـا
    =======================================
    =========================
    عنوان الكتاب  : أوجاع متمردة
    النوع            : شعر عمودى
    الكاتب          : حميد عبد القادر فيخار
    اسم الشهرة     : حميد فيخار
    الطبعة          : الاولي
    رقم الايداع     : 13/2020  
    منتدى جمعية إبداع الثقافية
    (بيت كل المبدعين العرب )
    بجمهورية مصر العربية


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:09 pm