منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الواحد والعشرون( الثورة علي الذات )

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الواحد والعشرون( الثورة علي الذات ) Empty رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الواحد والعشرون( الثورة علي الذات )

    مُساهمة من طرف السيد صابر السبت يونيو 13, 2020 12:29 pm

    رؤي فلسفية في التنمية البشرية
    لأيمن غنيم
    اللقاء الواحد والعشرون( الثورة علي الذات )

    رؤي فلسفية في التنمية البشرية لأيمن غنيم اللقاء الواحد والعشرون( الثورة علي الذات ) 69662511


    عجبا لبنى البشر يجتمعون ويتفرقون ويتصارعون ويتخاصمون ويفجرون بدعوى من أنانيتهم وتمركزهم حول الذات. فإنهم يجتمعون سويا على هدم ودحض كل فكر وكل عمل يحسسهم بأنهم صفر اليدين. نعم فهم أعداء لمن يعريهم أمام أنفسهم. وهم أعداء كل المعانى التى تضعهم موضع الملامة أو موضع الحساب. يريدون من هم أقل شأنا ليمارسون سطوة القيادة أو سطوة الإرشاد أو الهيمنة والسيطرة البائسة. والتى حتى تفلت زمامها على ذات البشر. وأعلم إن لم تجد إطراءا أو إعجابا أو كلمات مديح كالتى تراها لمن حولك من تفاهات أو نفاق صارخ أو حتى بسمات الرضا. وحتى كلمات تنم عن مصداقية قائليها فأعلم إنك العدو الذى لا يستطيع أن يبوح به وأعلم أنك تغزو فكره وتغزو تجاويف ومسام فراغه الذاتى الأجوف الأصم العارى. لا لشئ بل لأنك تشعره كم هو تافه مع نفسه وكم هو ضعيف أمام تمثال هو الأعظم بخياله وهو الأكبر فى عالمه القزم .
    لذا لايمكن له أن يدعمك بالخير ولكن يود وأن تحترق أو تغيب عن العالم . فقط لأنه لا يحب أن يكون ضئيلا قزما فى معيته معك .
    أيها الثائر إبدأ بنفسك
    فكيف لثائر أن يثور على غيره وهو يدعم تلك السبل المعوجة فى التفكير والأداء .وكيف لثائر أن ينتقد الغير وهو يعج بالخطايا والإعوجاج .ويحرم عيوب الغير ويستحلها لنفسه .
    تلك هى الفوضى العارمة .أن تنادى بما لا تفعل وتحرم ماتستبيح وتخون ولا تصون أمانة الثائر .
    فكيف للشعوب أن ترتقى وهى لا تعرف معنى الرقى وكيف للنفوس أن تزكى وهى تدس فى أسفل سافليها .
    فتعالوا بنا نحن أجناس البشر نثور أولا على أنفسنا ونطهر ما بها من أثام .ونرتقى بمطلبنا وننحى الأنانية وحب الذات . ونتدارك سويا كيفما تكون الثورة على الشيطان الملازم لذاتك وهو الهوى .
    فكثيرون منا يمتطى جواد الحرية وهو مكبل بمراحيض شهواته ويزعم بأنه انسان .وكثيرون منا من يعبث حتى بالمسلمات التى لا يقبل سواها العقل أو الإستحسان الذى يتفق عليه أنماط البشر.
    لينال زيف شكر وزيف نصر وإحساس معدم يموت فور بدايته وكأنه سراب .
    تعالوا بنا نرى أنفسنا فى مرآة لا تضلل صاحبها وندرك ونتدارك مالنا وما علينا .
    نعم نقبل أن تطالب بما لك لكن أفعل ماعليك .وإجعل هذا هو شعارك فى الحياة. وإجعله الدافع وراء بناء ذاتك وتسلح بالخلق ودعم أواصر العزيمة فى ذاتك .
    من هنا يكون أول لقاء حقيقى مع ذاتك ولكن دعونى أوجز كيف نلتقى بأنفسنا وكيف نمكن أحاسيس النبل فى ذاتنا وكيف ننهج ونمتثل لتعاليم الله .
    إن الدين لم يجئ عبثا. لم يأتى لتلاوة صماء من التعبد. وأداء المناسك .إنما أتى ليعلمنا منهاج الحياة .
    إن الفطرة التى فطرنا الله عليها هى فطرة نقية. خالية من الحقد والضغائن. خالية من الطمع والأنانية .وتولد هذه الأشياء فى رحم الظلم وفى غياب العدالة الإجتماعية التى تنظم أسس الحياة .وكيف لحياة بلا نواة ؟؟
    فإن أولى درجات الإيمان ومايتطلع إليه الإنسان هى الأمان .فإن لم تشعر بتلك المعانى فكيف لك ان ترتقى بنفسك كإنسان ؟ومن أهم الاشياء التى تشعرك بالأمان .
    هى الإذعان والخضوع لقضاء الله. مهما عظمت درجاته وأستفحلت نتائجه إيمانا وإحتسابا.
    وإن هذا لهو معيار للعزيمة والجلد والصبر والقوة .فإن الله يعلمنا بقضائه ويربى فينا أحاسيس الجلد والمثابرة .حتى يرتقى بنا بنى البشر إلى الخلافة فى الأرض .
    ولأن تكون خليفة الله فى أرضه لابد وأن تعهد الصدق مع الذات . ودعونا نبدا أول مانبدأ بثورتنا على أنفسنا بهذا المعيار . وهو الصدق مع الذات .
    هذا هو محك الإختبار وهذا هو معيار الحكم على الأشياء .
    فالإنسان مهما كان مخادعا ومهما كان محترفا للزيف والتضليل لا يمكن أن يخدع نفسه أو يباغتها أو حتى يهادنها .
    فإذا أمسكت بسكين وحاولت أن تقتل ذاتك فلا تطاوعك نفسك فى ذلك .
    عذرا .فان فى ذات البشر عبر وعبر. فهناك من يقتل نفسه عمدا ومصرا على أن يكون هو من أولى قاتليه .فإن الذى يدنس نفسه ويهلهل ذاته ويعبث بإنسانيته ويحدث خلل فى توازن فكره وتحركه نزواته وشهواته ويحجب عن نفسه نور الإيمان ويجعله ينتشر فى ربوعه فهو قاتل.
    فهيا بنا نثور أولا على تلك الأمراض الخبيثة التى تتغلغل فى نفوس البشر. والتى تنشر ببثورها العفنة على سلوكياتنا تجاه بعضنا البعض. والتى تعبث بمقدراتنا وتنال منا حتى نصبح عبيد للشر بداخلنا .
    وإذا كانت بلونة الحياة إمتلأت عن أخرها بزفير الشر وإنتتفخت ملأ بالهوى وأقصد هوى النفس وملذاتها.
    فلم يعد هناك مكان بها لشهيق من خير أو لعطفة من حب وكيف أن تسمو المعانى فى روث الأمانى ؟؟
    فأمانينا كلها تجوب وتدور حول الذات وكأن الدنيا هى انت وفقط .
    فإن أردت أن ترتقى بذاتك وتعلى من بشريتك أصدق مع ذاتك . وضع نفسك موضع الملام وموضع من تتثور عليه .تجد نفسك رغم الثورة هادئا ورغم العنفوان والقسوة رحيما .
    وماتنادى به من مثل حققه فى ذاتك .تلك هى المعادله الصدق مع الذات .
    اغلظ وأقسو على ذاتك عندما تختبئ ذاتك وراء ذاتك. وتصبح بلا ذات .
    نعم فان الآثام إذا تكررت فإنها تكون جدران سميكة من الشرور داخلك .تعزل بنفسك عنك وتغيب وتندثر بداخلك معانى الخير تارة ثم تارة . حتى لايرى منها سوى الشر الداكن والظلم فى ثناياها .وكلما إنهزم بداخلك إحساس المقاومة .
    سوف تقع أسيرا لهوى نفسك وتكون الطاقة إذن فى مواجهة نفسك واهنة .
    فتحلى بالإيمان وارتقى ترتقى حتى تصبح آمنا .
    من هنا تعطى لغيرك الأمان لأنك مالكه وإن لم تكن مالكه فلا تستطيع أن تعطيه ذلك هو المحك الأمان .

    رؤية وقلم أيمن غنيم


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:09 pm