تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
*********
مع مهندس كيميائية الحب و الشعر ٠٠ !!٠
الشاعر السعودي الشاب / محمد شاكر نجمي - ١٩٩٧م ٠
" حتَّى أريحَ بصفوِهِ جسدي !
أغدًا أدورُ كعادَتي قلِقًا ؟! * كالرِّيحِ أمْ كتأصُّلِ الوتدِ ؟!
ما اللَّيلُ .. ما البيداءُ .. ما لغةٌ؟! * خانتْ مخارجَ صوتيَ الغَرِدِ !
كانتْ تحرِّرُني بأحرفِها * والآنَ تخرجُني منَ الرَّشدِ !
منذُ اقترفتُ الشِّعرَ في صغرٍ *وأنا أصيحُ بقلبيَ: اتَّئدِ !
منذُ التقيتُ أحبَّتي وأنا * أخشى فراقَ الكَفِّ للعضُدِ !
صُمنا عن اللُّقيا فأتعبنا *إفطارُنا بالشَّوقِ والكمَدِ !
لا حظَّ .. إنِّي غيمةٌ هطلتْ *في البحرِ لمْ تنقصْ ولمْ تزِدِ !
أسرفتُ في غَرقي ولا أحدٌ *وطفَوتُ في ذاتي بِلا أحَدِ !
وكأنَّ أسئلتي على مهلٍ *تروي توقُّدها على كبِدي ! "٠
( من قصيدة : زَوْبَعَة ! )
---
أكادُ أسقطُ
لولا بعضك الباقي
ما بينَ خاطرةٍ تغشى وأوراقِ !
أكادُ أن أتوارى
قدرَ ما فعلتْ
ريحُ الزَّمانِ بأيَّامي وأرزاقي ..
كنتُ الفتى القرويَّ
الحقلُ يعرفُني
كلُّ السواقي حبيباتي بأحداقي
ماذا جرى
لأجرَّ الخطوَ
مثقلةً جوارحي
وأرى غَيري بأعماقي ؟!
-------
إيمانا منا برسالة الشباب في الوطن العربي الكبير مع الفنون الجميلة و لا سيما الشعر ، نحلق سويا
مع شاعر شاب سعودي " محمد شاكر نجمي " ذات موهبة يمتلك مفردات لغوية و صور فنية فريدة في التعبير ويمتاز بالغزل و الوجدان المنطلق في نسج قصيدته الشابة من خلال نظراته و تأملاته التي تؤمن بفلسفة الجمال لمحاكاة واقع ينم عن البحث عن الحلم ينشد الفرح و البهجة داخل مظاهر الطبيعة يستلهم منها ( كيمياء الشعر ، و التراكيب الهندسية المتداخلة و المتباينة في روح وثابة الي فضاءات الوجود حيث الحب و الجمال و الطبيعة و الوطن ، في إطار الحوار و اختصار المسافات بدفع الأسئلة التي تساوره ليل نهار فيمضي منشدا هكذا ٠٠ !!٠
* نشأته :
-----------
ولد الشاعر السعودي محمد شاكر نجمي عام ١٩٩٧ م ، بجازان المملكة العربية السعودية ٠
تلقي تعليمه الإبتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس قرية النجامية ، ويدرس في كلية الهندسة الكيميائية في جامعة جازان ..
و هو شاعر شاب شفوف شغوف بالغزل و الرثاء حيث المشاعر الصادقة و اللغة المؤثرة في دفقات تنم عن حواس سليمة تلازم النفس ، في توظيف تخصصي لربط وحدات العناصر تركيبا و تحليلا داخل بناء القصيدة بمقاييس فنية تكشف لنا عبقريته الشعرية برغم حداثة سنه ٠٠٠
* المشاركة الشعرية :
--------------------------
= حصل على المركز الأول في الأولمبياد الثقافي للجامعات على مستوى المملكة فرع الشعر الفصيح 2019 م.
= حصلت على المركز الخامس في مسابقة " وطننا أمانة " التي أقامها نادي الرياض الأدبي تحت رعاية أمير الرياض للشعراء الشباب عام 2014 م.
= وثمة مشاركات أخري متوالية حيث يتصدر بها باحة القصيد في العديد من اللقاءات ٠
* أليس هو القائل:
ثمَّ ماذا ؟!
تسقطُ الأضواءُ
واللَّيلةُ تنهمرُ الظلمةُ فيها
ولا يبقى سوى صوتٍ سخيفْ !
إنَّها معركةُ الأسماءِ واللحظةِ
والمكرِ الضعيفْ
لم أعدْ أبصرُ في ألوانها الخضراءِ
إلَّا عتمةً تشبهُ ما تبصرُهُ عينُ الكفيفْ ..
* مختارات من شعره :
==============
نتوقف مع عالم النجمي الشعري الرحب و المتداخل ، و لم لا فهو مهندس كيميائية الشعر و الحب ٠٠
و يقول شاعرنا محمد شاكر نجمي في قصيدته التي بمثابة سبحات أمل يستخلصها من عتمة الأفق نحو سنا الضوء الشارد باحثا عن الروح التي يغازلها بموال الجمال كفنان و فيلسوف و عالم ، قد ألف المحاكاة لرسم صورة مباهجها قصيدة تستوعب مفصل التاريخ بكافة الاتجاهات متأثرا بفلسفة الشك و الحيرة و التمرد نحو قيم باتت غائبة عن ملامحنا :
فَجْوَةٌ فِي الضَّوْءِ !
هذه أنتِ .. ولكنْ منْ أنا ؟!! * لا هناكَ العشقُ يفضي .. لا هنا !
كمْ كتبنا موعدًا مُختلفًا ؟! * كمْ أجادَ الشّوقُ دومًا .. مَحوَنا ؟!!
كيفَ كنَّا نلتقي؟ كيْفَ إذًا * نلتقي الآنَ .. كما يحْلو لنَا ؟!
لا نرى في الضَّوءِ إلّا فجوةً * سقطَ العُشّاقُ فيهَا .. قَبلَنا !
لمْ يَسَعنا الغيمُ ..كي يحْملَنا * لمْ يَطُلْ شَيءٌ .. ليعلو أُفْقَنا !
وعلى أكتافنا تَمتَمةٌ * فُهِمَتْ مِنَّا .. وأعْيَتْ غَيرَنَا !!
لغةٌ .. لمْ يعرفِ العشقُ سوى * أنّها السّرُّ .. ليُفشي حُبَّنا ..
نُبصِرُ الأشياءَ : ورْدًا .. وفَمًا: * غَرِدًا يلفظُ أنفاسَ المُنى ..
نَعبرُ الأيّامَ إلّا ساعةً *** أوقَفَتْ وصلًا .. لتُحيي شَوقَنا !
هكذا .. نحْن غريبانِ .. وإنْ * فسَّرَ الشّعرُ – مَليًّا – أمرَنا !!
وكأنّا قَطرةٌ طائشَةٌ *** عَجزوا: أنْ يسلِبونا طَيشَنا ..
نتباهى .. كالبساتيـنِ التي * جعلتْ للعِطرِ فيها مَسكَنا ..
ونغنّي ..كالعَصافيرِ التي * أوجدتْ للأفقِ ثغرًا ليِّنَا ..
بَيـنَ جَنبَينَا .. غُصونٌ مِن هوى * ترقُبُ الآتي .. وتحمي أمسنَا ..
ما انتهَينا عِندَ يَومٍ واحدٍ * عُذرُنا: أنّا جهلنا يَومَنا !!
لمْ نزلْ نمتشقُ الحُلمَ .. الذي *مذْ عرفْناهُ: قويمًا ما انحنى ..
أيُّ حُلمٍ ذاكَ .يا فاتنتي * فاقَ أحلامًا .. وجابَ الأزْمُنا !
خبِّئي٠
= = =
ويقول الشاعر محمد نجمي في قصيدة أخري حيث ينطلق في تساؤلاته مندهشا من الواقع ويمسك بأهداب الحقيقة كي يصل بمداركه الخصبة ، وروحه الواثقة و المتعلقة بصفحات الحياة من كتاب الذكريات :
ضمَّكَ القلبُ فامتلكتَ الوريدا
خالدًا تحملُ الخلودَ الفريدا !
تفتحُ الرُّوحَ صفحةً من كتابٍ
كانَ صمتًا وكنتَ عزفًا جديدا ..
وغمامًا تحصِّنُ القفرَ بالماءِ
إذا ناضلَ الجفافَ وحيدا !
ومن الأبجديَّةِ البِكرِ .. ترنو
حاملًا شعلةَ الحروفِ نشيدا ..
راقصًا كالغروبِ حينَ استقلَّتْ
موجةُ البحرِ ضوءَهُ الممدودا !
كم تساءلتُ عنكَ ! من أيِّ دهرٍ
جئتَ ؟! كيفَ استفقتَ وجهًا عنيدا ؟!
أتُرى كنتَ بالزَّمانِ مُحاطًا
أم تعدَّيتَ سُورَهُ والحدودا ؟!
وأنا منذُ عانقتكَ يراعي
يافعًا عدتُ للحياةِ وليدا !
حائرٌ فيكَ ! ما سلكتُ طريقًا
نحوَ معنًى إلَّا طلبتَ مزيدا !
قد تجذَّرتَ نخلةً من شُعورٍ
أبدًا تحملُ الشُّعورَ النَّضيدا ..
أيُّها السَّاكبُ المعاني كرومًا
من بيانٍ يُلينُ حتَّى الحديدا !
جُلُّهمْ يدَّعونكَ اليومَ .. لكنْ
أنتَ أسمى وإن أرادوا الصُّعودا ..
أنتَ مرآتنا العتيقةُ .. ترعى
ما كسرْنا من القلوبِ عُقودا !
لم تزلْ تصطفي المحبِّينَ بالحبِّ
إلى أنْ أتَوا إليكَ حشودا !
يحملونَ الغرامَ فوقكَ نايًا
إنْ وصالًا تملَّكوا .. أو صُدودا ..
ويُباهونَ أنَّهمْ منذُ " قَيسٍ "
لم يخونوا على يديكَ العُهودا !
أيُّها الفاتحُ السُّطورَ بلادًا
منْ تفاعيلكَ اتخذتَ جنودا ..
واحتضنتَ البحورَ .. بحرًا فبحرًا
فعبرتَ العقولَ حتَّى تزيدا !
أنتَ يا شعرُ هاتفُ الكونِ .. فامنحْ
رملةَ الأرضِ للسلَّامِ قصيدا ..
***
و يقول في قصيدة أخري حيث يبحث عن الحلم الهارب بين أقنعة الزمان و المكان منتشيا في زهو مغردا باحثا عن الطريق :
يلفطُ الحزنَ
والتَّفاعيلُ هشَّهْ
كلَّما صاغها ؛ ارتبكنَ كقشَّةْ !
منذُ دهرٍ ؛
في قلبهِ ضمَّ حُلمًا
وانتشى رغبةً .. وغرَّدَ دهشةْ ..
ورأى
أنَّهُ القريبُ مكانًا
وزمانًا .. فكيفَ ضيَّعَ عَرشهْ ؟!
أينَ
عنهُ ذاكَ الطَّريقُ تخفَّى ؟!
وهو لم يستبقْ إلى الوعدِ عَيشهْ !
أدركَ
المنتأى بهِ كلَّ عضوٍ
وأراهُ ؛ أنْ كيفَ يوقظُ وحشَهْ !
واللَّيالي الطِّوالُ ؛
تشبهُ أرضًا
مِعولُ الخوفِ حولها جَرَّ بطشَهْ !
وهوُ
في مهمهٍ إلى الأمسِ يجري
حاملًا يومَهُ الحزينَ ونعشَهْ !
كلَّما
قالَ للقصائدِ كوني
جِئنَ للجرحِ واستحبَّينَ نَبشَهْ !
فإذا
بالحروفِ تغزلُ ثوبًا
وإذا بالمجازِ يُتقنُ نقشَهْ !
وإذا
بالخيالِ يكشفُ معنًى
قاتمًا .. تجهلُ المسامعُ فُحشَهْ !
وهو
ما بينَ قلبِهِ ورؤاهُ
يحسبُ الفقدَ والضَّلالةَ .. جيشَهْ !
-----
هذه كانت بعض الوقفات التأملية في وجدان الشاعر الشاب السعودي محمد شاكر نجمي ، و الذي يمثل انطلاقة الوثبة الشبابية في روح جمالية شفافة ، و لم لا فهو فيلسوف العشق، الذي عانق منذ نعومة أظفاره لغة الجمال ، من خلال ظلال تجربته التي تمخضت بواكرها التفاعلي ، لتحمل دلالات تلقي مهمة الكلمة الشاعرة بفيض متسع يجسد مدي عمق إيمانه في توظيف القصيدة حلما يحاكي مسيرة الحياة دائما٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء ٠
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
*********
مع مهندس كيميائية الحب و الشعر ٠٠ !!٠
الشاعر السعودي الشاب / محمد شاكر نجمي - ١٩٩٧م ٠
" حتَّى أريحَ بصفوِهِ جسدي !
أغدًا أدورُ كعادَتي قلِقًا ؟! * كالرِّيحِ أمْ كتأصُّلِ الوتدِ ؟!
ما اللَّيلُ .. ما البيداءُ .. ما لغةٌ؟! * خانتْ مخارجَ صوتيَ الغَرِدِ !
كانتْ تحرِّرُني بأحرفِها * والآنَ تخرجُني منَ الرَّشدِ !
منذُ اقترفتُ الشِّعرَ في صغرٍ *وأنا أصيحُ بقلبيَ: اتَّئدِ !
منذُ التقيتُ أحبَّتي وأنا * أخشى فراقَ الكَفِّ للعضُدِ !
صُمنا عن اللُّقيا فأتعبنا *إفطارُنا بالشَّوقِ والكمَدِ !
لا حظَّ .. إنِّي غيمةٌ هطلتْ *في البحرِ لمْ تنقصْ ولمْ تزِدِ !
أسرفتُ في غَرقي ولا أحدٌ *وطفَوتُ في ذاتي بِلا أحَدِ !
وكأنَّ أسئلتي على مهلٍ *تروي توقُّدها على كبِدي ! "٠
( من قصيدة : زَوْبَعَة ! )
---
أكادُ أسقطُ
لولا بعضك الباقي
ما بينَ خاطرةٍ تغشى وأوراقِ !
أكادُ أن أتوارى
قدرَ ما فعلتْ
ريحُ الزَّمانِ بأيَّامي وأرزاقي ..
كنتُ الفتى القرويَّ
الحقلُ يعرفُني
كلُّ السواقي حبيباتي بأحداقي
ماذا جرى
لأجرَّ الخطوَ
مثقلةً جوارحي
وأرى غَيري بأعماقي ؟!
-------
إيمانا منا برسالة الشباب في الوطن العربي الكبير مع الفنون الجميلة و لا سيما الشعر ، نحلق سويا
مع شاعر شاب سعودي " محمد شاكر نجمي " ذات موهبة يمتلك مفردات لغوية و صور فنية فريدة في التعبير ويمتاز بالغزل و الوجدان المنطلق في نسج قصيدته الشابة من خلال نظراته و تأملاته التي تؤمن بفلسفة الجمال لمحاكاة واقع ينم عن البحث عن الحلم ينشد الفرح و البهجة داخل مظاهر الطبيعة يستلهم منها ( كيمياء الشعر ، و التراكيب الهندسية المتداخلة و المتباينة في روح وثابة الي فضاءات الوجود حيث الحب و الجمال و الطبيعة و الوطن ، في إطار الحوار و اختصار المسافات بدفع الأسئلة التي تساوره ليل نهار فيمضي منشدا هكذا ٠٠ !!٠
* نشأته :
-----------
ولد الشاعر السعودي محمد شاكر نجمي عام ١٩٩٧ م ، بجازان المملكة العربية السعودية ٠
تلقي تعليمه الإبتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس قرية النجامية ، ويدرس في كلية الهندسة الكيميائية في جامعة جازان ..
و هو شاعر شاب شفوف شغوف بالغزل و الرثاء حيث المشاعر الصادقة و اللغة المؤثرة في دفقات تنم عن حواس سليمة تلازم النفس ، في توظيف تخصصي لربط وحدات العناصر تركيبا و تحليلا داخل بناء القصيدة بمقاييس فنية تكشف لنا عبقريته الشعرية برغم حداثة سنه ٠٠٠
* المشاركة الشعرية :
--------------------------
= حصل على المركز الأول في الأولمبياد الثقافي للجامعات على مستوى المملكة فرع الشعر الفصيح 2019 م.
= حصلت على المركز الخامس في مسابقة " وطننا أمانة " التي أقامها نادي الرياض الأدبي تحت رعاية أمير الرياض للشعراء الشباب عام 2014 م.
= وثمة مشاركات أخري متوالية حيث يتصدر بها باحة القصيد في العديد من اللقاءات ٠
* أليس هو القائل:
ثمَّ ماذا ؟!
تسقطُ الأضواءُ
واللَّيلةُ تنهمرُ الظلمةُ فيها
ولا يبقى سوى صوتٍ سخيفْ !
إنَّها معركةُ الأسماءِ واللحظةِ
والمكرِ الضعيفْ
لم أعدْ أبصرُ في ألوانها الخضراءِ
إلَّا عتمةً تشبهُ ما تبصرُهُ عينُ الكفيفْ ..
* مختارات من شعره :
==============
نتوقف مع عالم النجمي الشعري الرحب و المتداخل ، و لم لا فهو مهندس كيميائية الشعر و الحب ٠٠
و يقول شاعرنا محمد شاكر نجمي في قصيدته التي بمثابة سبحات أمل يستخلصها من عتمة الأفق نحو سنا الضوء الشارد باحثا عن الروح التي يغازلها بموال الجمال كفنان و فيلسوف و عالم ، قد ألف المحاكاة لرسم صورة مباهجها قصيدة تستوعب مفصل التاريخ بكافة الاتجاهات متأثرا بفلسفة الشك و الحيرة و التمرد نحو قيم باتت غائبة عن ملامحنا :
فَجْوَةٌ فِي الضَّوْءِ !
هذه أنتِ .. ولكنْ منْ أنا ؟!! * لا هناكَ العشقُ يفضي .. لا هنا !
كمْ كتبنا موعدًا مُختلفًا ؟! * كمْ أجادَ الشّوقُ دومًا .. مَحوَنا ؟!!
كيفَ كنَّا نلتقي؟ كيْفَ إذًا * نلتقي الآنَ .. كما يحْلو لنَا ؟!
لا نرى في الضَّوءِ إلّا فجوةً * سقطَ العُشّاقُ فيهَا .. قَبلَنا !
لمْ يَسَعنا الغيمُ ..كي يحْملَنا * لمْ يَطُلْ شَيءٌ .. ليعلو أُفْقَنا !
وعلى أكتافنا تَمتَمةٌ * فُهِمَتْ مِنَّا .. وأعْيَتْ غَيرَنَا !!
لغةٌ .. لمْ يعرفِ العشقُ سوى * أنّها السّرُّ .. ليُفشي حُبَّنا ..
نُبصِرُ الأشياءَ : ورْدًا .. وفَمًا: * غَرِدًا يلفظُ أنفاسَ المُنى ..
نَعبرُ الأيّامَ إلّا ساعةً *** أوقَفَتْ وصلًا .. لتُحيي شَوقَنا !
هكذا .. نحْن غريبانِ .. وإنْ * فسَّرَ الشّعرُ – مَليًّا – أمرَنا !!
وكأنّا قَطرةٌ طائشَةٌ *** عَجزوا: أنْ يسلِبونا طَيشَنا ..
نتباهى .. كالبساتيـنِ التي * جعلتْ للعِطرِ فيها مَسكَنا ..
ونغنّي ..كالعَصافيرِ التي * أوجدتْ للأفقِ ثغرًا ليِّنَا ..
بَيـنَ جَنبَينَا .. غُصونٌ مِن هوى * ترقُبُ الآتي .. وتحمي أمسنَا ..
ما انتهَينا عِندَ يَومٍ واحدٍ * عُذرُنا: أنّا جهلنا يَومَنا !!
لمْ نزلْ نمتشقُ الحُلمَ .. الذي *مذْ عرفْناهُ: قويمًا ما انحنى ..
أيُّ حُلمٍ ذاكَ .يا فاتنتي * فاقَ أحلامًا .. وجابَ الأزْمُنا !
خبِّئي٠
= = =
ويقول الشاعر محمد نجمي في قصيدة أخري حيث ينطلق في تساؤلاته مندهشا من الواقع ويمسك بأهداب الحقيقة كي يصل بمداركه الخصبة ، وروحه الواثقة و المتعلقة بصفحات الحياة من كتاب الذكريات :
ضمَّكَ القلبُ فامتلكتَ الوريدا
خالدًا تحملُ الخلودَ الفريدا !
تفتحُ الرُّوحَ صفحةً من كتابٍ
كانَ صمتًا وكنتَ عزفًا جديدا ..
وغمامًا تحصِّنُ القفرَ بالماءِ
إذا ناضلَ الجفافَ وحيدا !
ومن الأبجديَّةِ البِكرِ .. ترنو
حاملًا شعلةَ الحروفِ نشيدا ..
راقصًا كالغروبِ حينَ استقلَّتْ
موجةُ البحرِ ضوءَهُ الممدودا !
كم تساءلتُ عنكَ ! من أيِّ دهرٍ
جئتَ ؟! كيفَ استفقتَ وجهًا عنيدا ؟!
أتُرى كنتَ بالزَّمانِ مُحاطًا
أم تعدَّيتَ سُورَهُ والحدودا ؟!
وأنا منذُ عانقتكَ يراعي
يافعًا عدتُ للحياةِ وليدا !
حائرٌ فيكَ ! ما سلكتُ طريقًا
نحوَ معنًى إلَّا طلبتَ مزيدا !
قد تجذَّرتَ نخلةً من شُعورٍ
أبدًا تحملُ الشُّعورَ النَّضيدا ..
أيُّها السَّاكبُ المعاني كرومًا
من بيانٍ يُلينُ حتَّى الحديدا !
جُلُّهمْ يدَّعونكَ اليومَ .. لكنْ
أنتَ أسمى وإن أرادوا الصُّعودا ..
أنتَ مرآتنا العتيقةُ .. ترعى
ما كسرْنا من القلوبِ عُقودا !
لم تزلْ تصطفي المحبِّينَ بالحبِّ
إلى أنْ أتَوا إليكَ حشودا !
يحملونَ الغرامَ فوقكَ نايًا
إنْ وصالًا تملَّكوا .. أو صُدودا ..
ويُباهونَ أنَّهمْ منذُ " قَيسٍ "
لم يخونوا على يديكَ العُهودا !
أيُّها الفاتحُ السُّطورَ بلادًا
منْ تفاعيلكَ اتخذتَ جنودا ..
واحتضنتَ البحورَ .. بحرًا فبحرًا
فعبرتَ العقولَ حتَّى تزيدا !
أنتَ يا شعرُ هاتفُ الكونِ .. فامنحْ
رملةَ الأرضِ للسلَّامِ قصيدا ..
***
و يقول في قصيدة أخري حيث يبحث عن الحلم الهارب بين أقنعة الزمان و المكان منتشيا في زهو مغردا باحثا عن الطريق :
يلفطُ الحزنَ
والتَّفاعيلُ هشَّهْ
كلَّما صاغها ؛ ارتبكنَ كقشَّةْ !
منذُ دهرٍ ؛
في قلبهِ ضمَّ حُلمًا
وانتشى رغبةً .. وغرَّدَ دهشةْ ..
ورأى
أنَّهُ القريبُ مكانًا
وزمانًا .. فكيفَ ضيَّعَ عَرشهْ ؟!
أينَ
عنهُ ذاكَ الطَّريقُ تخفَّى ؟!
وهو لم يستبقْ إلى الوعدِ عَيشهْ !
أدركَ
المنتأى بهِ كلَّ عضوٍ
وأراهُ ؛ أنْ كيفَ يوقظُ وحشَهْ !
واللَّيالي الطِّوالُ ؛
تشبهُ أرضًا
مِعولُ الخوفِ حولها جَرَّ بطشَهْ !
وهوُ
في مهمهٍ إلى الأمسِ يجري
حاملًا يومَهُ الحزينَ ونعشَهْ !
كلَّما
قالَ للقصائدِ كوني
جِئنَ للجرحِ واستحبَّينَ نَبشَهْ !
فإذا
بالحروفِ تغزلُ ثوبًا
وإذا بالمجازِ يُتقنُ نقشَهْ !
وإذا
بالخيالِ يكشفُ معنًى
قاتمًا .. تجهلُ المسامعُ فُحشَهْ !
وهو
ما بينَ قلبِهِ ورؤاهُ
يحسبُ الفقدَ والضَّلالةَ .. جيشَهْ !
-----
هذه كانت بعض الوقفات التأملية في وجدان الشاعر الشاب السعودي محمد شاكر نجمي ، و الذي يمثل انطلاقة الوثبة الشبابية في روح جمالية شفافة ، و لم لا فهو فيلسوف العشق، الذي عانق منذ نعومة أظفاره لغة الجمال ، من خلال ظلال تجربته التي تمخضت بواكرها التفاعلي ، لتحمل دلالات تلقي مهمة الكلمة الشاعرة بفيض متسع يجسد مدي عمق إيمانه في توظيف القصيدة حلما يحاكي مسيرة الحياة دائما٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء ٠