ا
لإسم / حسن محمد ياسين
الشهرة / حسن الأقصري
القاهرة - مصر
شعر نثري
قصيدة/ تخاريفَ
____________________
سأفيقُ اليومَ على أملٍ
وأفتشُ بينَ حنايا البيتِ
فخيالُكِ سوفَ يجيئُ الآنَ
بريقاً من بينِ الأشجارِ
مازلتُ أشُمُ أريكتُكِ
أتحسسُ نبضُكِ يا أمي
في كلِ جدار
وأرى عينيكِ تلاحِقَني
تتسللُ ليلاً من قبرُكِ
ترقُبني من بينِ الأحجارِ
وكأنّ خيالَكِ ينسُجُ لي
في الليلةِ آلافَ الأقمارْ
هل طيفَكِ حقاً يأتيني
أم تلكَ تخاريفُ حنيني
فسنيني بعدَكِ يملؤها
بؤسٌ وخوار
أرأيتِ الشيبةَ في رأسي
كالبرقِ الحارقُ للأنظار
ماعادَ الطفلُ كما يبدوا
كالخيلِ الشاردِ في المضمارِ
إذ كانَ برغمِ برائتهِ
يتقلبُ في كلِ الأعمار
شاهٌ للفُرسِ بدا ملكًا
ومنصَبُ في كلِ الأقطار
ماعدتُ المارقُ في الحاناتِ
كالطيرِ تطارده الأمطار
هل جئتِ اليوم لتنعيني
وتعيدي شظايا تكويني
فالشَعرُ الأبيضُ في رأسي
بئس الإنذار
كمْ ذُقتُ مراراً من كأسي
وصديدٌ ينضحُ من يأسي
فغرامُ الدنيا يا عمري
سُكْـرٌ ودَوارْ
حقاً أشتاقُ لرؤياكِ
لحروفٍ تنطقُ شفتيكِ
أرتقبُ الموتةَ تأتيني
إذ دَقّتْ آلاتِ الإنذارْ
ديدانٌ تأكلُ مِنسَأَّتي
وتَشُجُ الرأسَ طبولَ الحزن
فحياتي بعدَكِ قد تُشبهُ
لحنٌ صِرْصارْ
قَدْ عَمَّ الصمتُ مدينَتُنا
وسماءٌ ملْئى بالغِربانِ
تنتحِبُ الشمسُ فلمْ تأتي
من ألفِ نهارْ
فالعهدُ الجائرِ كالجلاد
يُجبِرُني ألبس ثوبَ حِدادْ
والضحكةُ بدعةُ يا أمي
في زمنِ العارْ