طيري إلى أفق الجمال وحلقي
فوق النجوم مدى الزمان تألقي
وعلى صفاف النيل كوني نورسا
يعلو وفي عمق القلوب ترقرقي
يا مصر حبك عالق في مهجتي
كالطير تلهج بالغرام الأصدق
يا كعبة طاف الجمال بحجرها
وبنوك ما بين المدافع والتقي
وضع الوجود على ترابك مولدا
يا قلعة منذ الزمان الأعرق
أهرامك العظمى تؤرخ للورى
لحضارة .... أعييت كل محدق
مازلت عنوان الخلود ولم يزل
بك درعنا ليصون عرض المشرق
مازلت في وجه الفناء حضارة
كم أخرست صوت الغزاة لفيلق
وهنا روى التاريخ قصة أمة
قد أعجزت في العلم عقل المنطق
ووقفت في وجه الطغاة عزيزة
لم تدعك الأغلال أن تتملقي
كم مرة تحت الرماد توهجت
بك ثورةٌ من ظالم وتزندق
أذهلتهم ..قد قمت صقرا جامحا
هز الفضا من بعد قيد مطبق
حتى أتاك الفاتحون بدينهم
من مكة من فوق فجر أبلق
نشر الهداية والسماحة والشذى
ودعاك بالإعجاز كي تتفتقي
دينٌ يعيد إلى الوجود رشاده
ويصد بغيا من فم المتشدق
نزلت ملائكة السماء بخيلها
زمرا .. قضى رب الورى أن تخلقي
شقوا بصدرك نيل كوثرك الذي
ما زال يحبو بين. واد ضيق
كم جائر حشد الجموع إلى الوغى
والمعتدي كم رام أن تتمزقي
فدعا الشيوخ على المنابر أشعلوا
شعبا يلبي الموت في وجه الشقي
أترين .. ذل العرب من أعدائهم
كل يعاني من جحيم تفرق
وأراكِ في ثوب الكماةِ فتيةً
كم تحت سيفك ظالم لم ينطق
وأتى الزمان إليك يحني هامة
مما يرى من مجد شعب شيق
وعلى عروش النور جاء متوجا
لك .عشت دوما في الجناب الأليق
الشاعر
إبراهيم حسان
٢٠٢٠/٠٨/١٢