منتدى جمعية إبداع الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ثقافي يعتمد علي الشعر و الأدب و الغناء


    تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر " ============== ((( كنهدٍ موجوعةٍ ٠٠ !! ))) الموت يغيب الشاعر الشاب السوداني عبد الوهاب لاتينوس ١٩٩٤ / ٢٠٢٠ م ٠

    السيد صابر
    السيد صابر
    Admin


    المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/05/2020
    العمر : 56

    تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر " ============== ((( كنهدٍ موجوعةٍ ٠٠ !! ))) الموت يغيب الشاعر الشاب السوداني عبد الوهاب لاتينوس ١٩٩٤ / ٢٠٢٠ م ٠ Empty تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر " ============== ((( كنهدٍ موجوعةٍ ٠٠ !! ))) الموت يغيب الشاعر الشاب السوداني عبد الوهاب لاتينوس ١٩٩٤ / ٢٠٢٠ م ٠

    مُساهمة من طرف السيد صابر الثلاثاء أغسطس 25, 2020 12:26 pm

    تغريدة الشعر العربي
    السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
    ==============
    ((( كنهدٍ موجوعةٍ ٠٠ !! )))

    تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر " ============== ((( كنهدٍ موجوعةٍ ٠٠ !! ))) الموت يغيب الشاعر الشاب السوداني عبد الوهاب لاتينوس ١٩٩٤ / ٢٠٢٠ م ٠ 11851710


    الموت يغيب الشاعر الشاب السوداني عبد الوهاب لاتينوس ١٩٩٤ / ٢٠٢٠ م ٠
    غريبا في سواحل البحر المتوسط بليبيا ٠
    أليس هو القائل عن فلسفة الموت و نبوءة الرحيل المبكر ، التي تسكن بداخله و لا تفارقه كله منذ نعومة أظفاره :
    "سأفرُّ مِن وطنٍ يُلهب ظهرى بالسياط ليلَ نهار
    سأفرُّ من امرأةٍ لا تعرفُ كيف تطعمُ روحى،
    رحيقَ جسدها .
    سأفرُّ من كلِّ شىءٍ
    وأهربُ غير مكترثٍ
    نحو العدم " ٠
    ---
    " ليس سيئاً أبداً أن تموت
    فى مقتبل العمر
    دون أن تبلغ الثلاثين بعد .
    ليس سيئاً أن تغادر باكراً أبداً ،
    السيء، أن تموت وحيداً
    دون امرأة،
    تقول لك : تعال إلىَّ، حضنى يتسع لكَ،
    دعنى أغسل روحكَ مِن درنِ البؤسِ .
    أمرأة كلما ضحكتْ
    هرب الليل على أصابع الوقت.
    -----
    غداً سأموت وحيداً
    مع قلمٍ منكسرٍ في الوسط
    مع دفترِ ملاحظاتٍ عذراء
    بلا سطورٍ أو كلمات! ٠
    -------
    و قد نعاه الكثير من المثقفين و منهم المثقف السوداني سراج النقي :
    ”قائلا عبدالوهاب لاتينوس من أوائل الشهادة السودانية 2013 م ، ترك الوطن وركب الموج بحثا عن وطن يحتويه بعد عن تكبد عليه وطنه.
    انا لله وانا اليه راجعون”.
    ٠٠٠٠
    و ما زال مسلسل رحيل الشعراء مستمرا وسط ظروف خاصة استثنائية بعالم الشعر و الشعراء فقد يتعرضون لشظف الحياة و التضيق و السجن و المرض و الفقر و الحرمان و الغرق و الحوادث ، وربما لمحاولات أخري حالات نفسية و اضطهاد و انتحار و قتل ، و غربة و هجرة الي المنافي ٠٠
    إنها مأساة و معاناة لألوان و أشكال لأنواع هذا الرحيل المباغت و المفاجيء في صمت مذري من هؤلاء دون الشعور بعالمهم الخاص ، و هكذا ٠٠٠ !٠
    و ما أكثر الراحلين اليوم ، و لا سيما من جيل الشباب المغبون شرقا و غربا ، طاقة لا تخمد جذوتها ليل نهار ، و كيفا و كما ، و جدلا و تساؤلات ٠٠ منذ انطلاقة تلك رحلة العصيبة برغم العطاء الإبداعي الفني المتميز نقشا في الذاكرة و قدمت في هذا العام قرابة العشرة ٠٠٠
    و ها هو الموت الموت يغيب الشاعر السوداني الشاب عبد الوهاب يوسف والملقب بـ(لاتينوس) ٠
    وذلك في يوم الخميس 20 آب / أغسطس 2020 م ٠
    و الأحداث تفاجئنا برحيله الصادم إذ يموتُ غرقا في مياه البحر المتوسط وهو يحاول الهجرة و الاغتراب من الواقع المرير ٠٠

    و لذا ظهرت جلية " ظاهرة الموت " في شعره ٠٠٠
    ومن يتوغل في نصوصه سيجده يَلِحُّ في إظهار عنوان الموت حتى غدا هذا العنوان كدالية لها من الحضور اللافت لكل من يريد الدخول مع نصوصه والتبصر فيما تحمله من رؤى تعددت بلباس الموت ففي نصه القصير هذا :
    الآن لا بأس ، فليأتِ الموت
    لستُ متحسراً على شيء .
    فقط أتساءل عن مصير هذا الهراء
    الذي أكتبه الآن ،
    ماذا سيحل به
    بعد أن أتركه وحيداً
    يبحث عن مخرج له .
    يؤلمني جداً أن أترك ما كتبته
    وحيداً يتحمل السياط
    حافياً يخطو فوق نتوءات الحجر المسنونة .
    يؤلمني جداً ألا أتمكن من قول
    كل ما أردته ،
    ألا أتمكن من قول كل شيء
    دفعةً واحدة وكفى ٠

    * نشأته :
    =====
    ولد الشاعر السوداني الشاب عبد الوهاب محمد يوسف الملقب ب لاتينوس في ١٩٩٤ م في نيالا بالسودان الشقيق ينحدر من إقليم دارفور بلدة منواشي ٠

    وقد درس في جامعة الخرطوم في كلية علوم الدراسات الاجتماعية و الاقتصادية عام ٢٠١٣ م ٠
    و كتب الشعر و المقال المناهض للواقع الذي يعيشه بمثابة نقثات تجيش بها أوجاع صدره ، ليذكرنا بمأساة الشاعر يوسف بشير التيجاني أيضا و غيرهما كثيرون ٠٠

    = ليرحل عنا في يوم الخميس الموافق ٢٠ أغسطس عام ٢٠٢٠ م ، و ذلك أثناء هجرة أمام السواحل الليبية حيث تعرض قاربه المطاطي إلي فاجعة و كان حلمه الحرية، و أن يقصد بلد المنافي في أوروبا ينشد حياة أفضل ٠
    لتنتهي رحلة شبابه مع مأساة و ليبق الموت ظاهرة فريدة في شعره منذ نعومة أظفاره ٠

    = وقال زميله في جامعة الخرطوم، حسين حران :
    رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، استطاع عبد الوهاب التخرج من الجامعة، لكن لأن الوضع الإقتصادي والسياسي في البلد سيئ للغاية، قرر السفر والبحث عن حياة أفضل له ولأسرته، ولصعوبة الهجرة من السودان وتكلفتها العالية التي لم تتوفر لعبد الوهاب وكثير من الشباب غيره، قرر عبد الوهاب الهجرة إلى أوروبا عن طريق ليبيا”.

    و من ثم صدم خبر رحيل عبد الوهاب كل أصدقائه داخل وخارج السودان، وعبروا عن بالغ حزنهم، وأطلق عدد من أصدقائه مبادرة لجمع كل أعماله الشعرية ونشرها في كتاب شعري.

    و شاعرنا عبدالوهاب محمد يوسف، عضو مشروع الفكر الديموقراطى، ومجموعات القراءة من أجل التغيير، خريج كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم، وظلَّ حتى سفره القريب عضواً فاعلاً في مجموعة شبابية لدعم السلام فى السودان.

    * مختارات من شعره :
    --------------------
    يقول شاعرنا عبد الوهاب لاتينوس في قصيدته حيث التراجيديا و استحضار الموت في شعره ظاهرة تميزه فيشعر يدنو أجله في ميعة الصبا و نشوة العمر تحت عنوان ( غداً سأموت وحيداً! ) مصورا لنا لحظات اليأس في نبوءة لا تغيب عن ملامحه الحزينة كل صباح شاحب الوجه حيث ناقوس الرحيل :
    غداً سأموت وحيداً
    مع قلمٍ منكسرٍ في الوسط
    مع دفترِ ملاحظاتٍ عذراء
    بلا سطورٍ أو كلمات!
    ==
    غداً سأموت وحيداً
    بجرحٍ في الروح
    برصاصةٍ في القلب
    بقلبةٍ في الفم
    أو ربما بشهقةِ أنثى
    أشقاها الرغبة!
    ==
    غداً سأموت وحيداً
    بنبيذِ الصمت
    بفجيعةِ البؤس
    أو ربما بجرعةِ سعادةٍ مفاجئة!
    ==
    غداً سأموت وحيداً
    في عراءٍ بائس
    عند عتبة مآخور
    من أجل لذة أخيرة ملعونة
    أو ربما محتضنا قصيدة نثر
    تأبى الموت بين أحضان اللغة!
    ==
    غداً سأموت وحيداً
    في دروبِ السعادة
    في متاهةِ المعنى
    متضوِّراً إلى الحقيقةِ غير المنهوشة
    بمخالبِ الأيديلوجيا ٠

    ***
    و يقول الشاعر السوداني الراحل عبد الوهاب يوسف لاتينوس في قصيدته المطولة بعنوان ( كنهدٍ موجوعةٍ… !! ) :

    ها أنتَ خرابٌ يتدفق
    مِن حنجرةِ الوقت!
    تيهٌ يسعلُ مِن جثةِ العدم
    كعجوزٍ هرمٍ ،
    شرب النراجيل دمه!
    لا أحد ينتشلكَ مِن قفاركَ الرابض
    كغيمٍ في صدرِ السماء!
    لا أحد سيمسح عنكَ غبار روحكَ
    بإبتسامةٍ صفراء!
    أو حتى بكأسِ جعةٍ
    في حانةٍ بلا نادلة!
    وحيداً ترتشف نبيذ حزنكَ
    تدخن بؤسكَ نرجيلةً صدئة
    وتشبع وجه العالم بالبصاقِ واللعنات!
    ***
    تتسمّر بين جدران حانةٍ كتعلّق الخراب في حنجرةِ
    الوقت الراكد كشاهدِ قبرٍ وحيد!
    بين أحضان حانةٍ تعجُّ بسكارى يمضغون اللغط ،
    تكرع أكواب النبيذ ، وتذرف بؤسكَ دفعةً واحدة!
    فوق ردفيْ النادلة اللحيمة ، تتسمّر عيناكَ الطافحان
    ثمالةً ، وخيبةً تتمدد يوماً بعد يوم!
    مبعثرٌ أنتَ كمرآةٍ أصابها شظية قاذفة ، تتدثر بملآءة
    حزنٍ تأبى أن تنقشع ، لتدعكَ تنعم بسماءِ سعادةٍ
    صافية كالبلور!
    مُحاصرٌ أنتَ ، كجندٍ وحيدٍ ، إستنفد ذخيرته في
    معركةٍ حاسمة ، الموت فيها أخفّ الأضرار!
    ***
    كحلمةٍ تشهق مِن تحت السوتيان
    مِن وَخزِ الشهوة!
    كنهدٍ موجوعةٍ مِن لثمِ عاشقٍ
    لا يجيد القضم!
    كنوتةِ بيانو ترتعش
    بين يديْ عازفٍ هاوٍ!
    ***
    أيها المثقوب بسكين اليأس
    المتشظّي في حنجرةِ الحُلم
    أيها المذبوح على تخومِ النور
    الآخِذ في التبدّد والإنذواء!
    ما بكَ تهذي بالخلاص كدرويشٍ
    أضاع سبيل السماء!
    ما بكَ تمارس لعبة الجنون السافر
    كجندٍ فقد الرغبة في الحياة! ٠
    ***
    هذه كانت مرثية علي روح رحيل الشاعر السوداني الشاب عبد الوهاب لاتينوس ٠
    الذي رحل في سن شرخ الشباب غريقا علي سواحل البحر الأبيض المتوسط بليبيا أثناء هجرته في قالب مطاطي فلقي مصرعه حيث كان يحلم بمنفي اختياري الي بلاد الغرب من أجل أن يحقق الأمنيات التي ظل يبحث عنها ٠
    و من ثم ظلت ظاهرة الموت تطارده في شعره ٠
    و لم لا فالقصائد بمثابة مرآة تعكس ما بداخله من احاسيس ، و من هموم و مآسي تجسد حجم المعاناة و الفاجعة كرسالة شعرية الي الإنسانية دائما ٠
    مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:55 pm