الرئيسية
تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
*************
((( سفر ٠٠ !! )))
أسافِرُ في الناياتِ موالَ غُرْبةٍ ٠
الشاعر العماني ناصر الغساني - ١٩٩٠ م ٠
" وكُنْتُ أودُّ لو تَبْقِينَ وحْيًا
يُراودُني إذا قلِقَ الفؤادُ
وكُنْتُ أودُّ لو أسْطِيعُ يومًا
بأنْ أنْسى ويخْذُلُني العِنادُ
هَبي سفري إليكِ الآنَ دَرْبًا
ففي عينيكِ لي قدرٌ بلادُ
أنا وجعُ الغريبِ على المَنافِي
أُحِنُّ سُدىً وما للقلبِ زادُ
أنا المصلوبُ في لوحِ الأماني
أقولُ: متى؟ فيتَّسِعَ السَّوادُ
أُغَنِّي حائِرَ الناياتِ صبًّا
بلا أملٍ ويَعْصِفُني البِعادُ
هُنالِكَ بُحَّتي تَمْتَدُّ وجْدًا
مُرَدِّدَةلقَدْ "بانتْ سُعادُ"
===
من سلطنة عمان نتوقف مع الشعراء الشباب الذين نقشوا روائع القصيد في ديوان العرب عن جدارة ، حيث جمعوا بين جمال البيئة و الموهبة ، و طوعوا اللغة بكافة مفرداتها في درر تنطق بوحي العبقرية عبر مسافات الزمن داخل عملية الإبداع الفني بلا حدود و قيود في تلقائية تجسد مشاعر صادقة و رؤية ترسم منحنيات ذات دلالة تشرق من أغوار النفس في همس يستوعب تجربة تعكس ملامح الواقع من أعماق التراث هكذا ٠٠ !!٠
و من ثم كان لنا هذا اللقاء المثير مع هذا الجيل من الشباب الذي يمثله شاعرنا ( ناصر الشيباني ) ٠
و ناصر الغساني تعود جذوره الي عرب غسان و ما أكثر شعراء غسان في واحة الشعر عبر نشأته و تفرعاته الأصيلة ٠
و اليوم هو الذي يبحر بنا داخل بحور الشعر المعاصر كعادته مجددا الشكل و المضمون في سليقة يعروبية شامخة محلقا و منطلقا داخل رموز السفر و الغربة و الموال و الناس و الصحراء سيمات التراث الزاخر بالقيم الموروثة في عمان الخير ٠٠
و لم لا فقد مثل سلطنة عمان في رحلة شاعر المليون بشرف مبهر لفت كل متذوق ٠
و هو ذات حضور بهيج يعود بنا ليغوص بين وادي" السفر و الغربة " مستوحيا و مستلهما الرمز و الأسطورية مع موال و نايات الأمل في تدفق ، فهو حادي صحراء الليل من الأعزل يغني برغم الاوجاع ٠٠٠ أليس هو القائل؟! مسجدا رؤيته في إطار فلسفته التكاملية خلف الضباب و المجاهيل يبحث عن الحقيقة في ثبات :
" كأنِّي بصحراءٍ من الليلِ أعْزَلُ
وشكي بتأويلِ المجاهيلِ مُثْقَلُ
أسافِرُ في الناياتِ موالَ غُرْبةٍ
وعن قدرٍ في لُجَّةِ الريحِ أسْألُ
على طللٍ بالٍ أُمَنِّي خسائِري
وروحي بخمْرِ الانتظاراتِ تَثْمَلُ " ٠
* نشأته:
=====
ولد الشاعر العماني ناصر بن سعيد بن ناصر الغساني عام ١٩٩٠ م في مدينة مسقط بسلطنة عمان ٠
شارك في العديد من المهرجانات والمسابقات داخل وخارج السلطنة
من مشاركاته:
ـ مسابقة الملتقى الأدبي والفني للشباب لعام ٢٠١٤م وحصوله على المركز الرابع
ـ مسابقة الملتقى الأدبي والفني للشباب لعام ٢٠١٥م وحصوله على المركز الرابع
ـ مسابقة الإبداعات الشبابية لعام ٢٠١٥م وحصوله على المركز الثاني على مستوى السلطنة
ـ مهرجان الأدب والفن الخليجي لعام ٢٠١٦م
ـ مسابقة الإبداعات الشبابية لعام ٢٠١٦م وحصوله على المركز الثالث على مستوى السلطنة
ـ مسابقة الملتقى الأدبي والفني للشباب لعام ٢٠١٦ وحصوله على المركز الثاني
ـ مهرجان الشعر العماني لعام ٢٠١٦م
ـ مسابقة أمير الشعراء في موسمه السابع بعام ٢٠١٧م
ـ مسابقة الإبداعات الشبابية لعام ٢٠١٧م وحصوله على المركز الأول على مستوى السلطنة
ـ ملتقى الشارقة للشعر العربي بعام ٢٠١٧م
ـ مسابقة الملتقى الأدبي لعام ٢٠١٨م وحصوله على المركز الثاني
ـ مهرجان الشعر العماني لعام ٢٠١٨م
***
و يقول ناصر الغساني :
لمْلِمْ شتاتي
أنا المَنْسِيُّ في الطُورِ
لا النَّارُ نارِي
ولا نسرينُ من حُورِي
لي عَتْمَةُ الجُبِّ
مُذْ فَتَّشْتُ عن سَبَبٍ
وعن حَقِيقَةِ إنْسَاني
وعن نُورِي ٠
مختارات من شعره :
-------------------------
أقولُ لروحي
وهي في الشوقِ وردةٌ:
لكِ العِطْرُ زادٌ
لا تجُفِّي وتَذْبُلي
ولو فاضَتِ الأيَّامُ
رَيْبًا ووحْشةً
على رُعْبِها
آيًا من الحُلْمِ رتِّلي
ولا تَسْأمي
في الانتظاراتِ لحْظةً
ولو أنْكَرتْنا
بالوفاءِ تَزَمَّلي
ولا تسْألي في الحُبِّ
نَجْمًا يَدُلُّنا
وسيري إليهِ
في جنوبٍ وشَمْأَلِ
ولا تفْتَحي لليأسِ
بابًا غَلَقْتُهُ
وإنْ جاشَ يومًا
باللقاءِ تأمَّلي
على صمتِ هذا الليلِ
آنسْتُ وحدتي
وعَمَّدْتُ نفسي
بالجوى والتَّبَتُّلِ
فيا حُبُّ
قَدْ يمَّمْتُ نحوكَ وجْهتي
ولو كُنْتَ في يومٍ
حياتي ومَقْتلي ٠
***
مع ملحمته بعنوان ( سفر ) حيث يرسم حلمه من خلال فلسفة تأملاته الجمالية مقاوما الانعزالية و الانهزامية برغم دهاليز المجهول داخل رمز السفر الذي يجد فيه الخلاص من الرتابة و الملل ٠٠ فيقول ناصر الغساني :
( سفــــــر )
لا وحيَ أَلْمَحُ
في صمتِ السَّمَاواتِ
وحدي أُمَنِّي جَفَافَ الشِّعْرِ
بالآتِي
أنا المسافرُ
من ميلادِ أَسْئِلَتِي في التيهِ
تَبْحَثُ عن مجهولِها ذاتي
عَبَرْتُ طُورَ انْكِساري
دُونَما قَبَسٍ
يخبو بهِ قلقي
بَعْدَ المتاهاتِ
رَغْمَ الظلامِ الذي يَمْتَدُّ
في أُفُقِي
أَوْقَدْتُ نارَ الرؤى
من زيتِ مِشْكَاتِي
أَضَأْتُ من صبريَ الأيامَ
عَلَّ هُدَىً يلوحُ للصبرِ
من غَيِّ المَجَابَاتِ
عَزَفْتُ موالَ حُزْنِي
في المدى عَبَثًا
حَتَّى سَكِرْتُ
على بُحَّاتِ ناياتِي
وذُقْتُ ما ذُقْتُ
من زَيفٍ ومن وَجَعٍ
هذي جِرَاحِي
بها مِلْحُ المَرَارَتِ
مَارَسْتُ كُلَّ الخَطَايا
هَكَذَا قَدَرِي تُفَّاحَةً
خَلَّفَتْنِي دُونَ جَنَّاتِي
لَبِسْتُ عَزْمَ نبيٍّ
غيرَ مُكْتَرِثٍ بالوهْمِ
يَسْحَبُ روحي للمَتَاهَاتِ
فَرُحْتُ أَقْرَأُ قُرْآنِي
أُزَمِّلُنِي في حضرةِ الخوفِ
آياتٍ بآياتِ
ورُحْتُ أَكْفُرُ حِينًا
ثُمَّ أُؤمِنُ بي
مُعَلَّقًا بين لَحْدِي
والتِّلاواتِ
هَرَبْتُ من نارِ شَكِّي
دونَ فائِدَةٍ
في كُلِّ خَطْوٍ
يَزِيدُ الغيبُ جَمْرَاتِي
ومِثْلَ سِيزِيفَ
صَارَتْ غُرْبَتِي حَجَرًا
وصَارَ حَظِّي جِبَالاً
وانْحِدَارَاتِ
حبيبتي فيكِ
قَدْ أَبْصَرْتُ لي وطنًا
لا تَتْرُكِينِي وحيدًا
في انْتِظَاراتي
لا تَتْرُكِينِي
أمامَ النَّهْرِ مُنْفَطِرًا
لضِفَّتي الآنَ عُودي
كالفراشاتِ
كالخَمْرِ حُبُّكِ
في الأعماقِ مُتَّقِدًا
هذا أنا ثَمِلاً
من غيرِ كاساتِ
بدونِ عينيكِ يا نسرينُ
ضَائِعَةٌ نوارسُ الحُلْمِ
في رُعْبِ المُحِيطاتِ
سُدىً على الريحِ أمشي
في دمي قلقٌ
متى سأُدْرِكُ شَكِّي
واحْتِمَالاتِي؟
كواكبُ الروحِ هَا تَخْبو
فَقَدْ تَعِبَتْ تَدُرُ يَأْسًا
على وَهْمِ المَجَرَّاتِ
أَدْرَكْتُ معنى اغْتِرَابي
كَيفَ في جَلَدٍ
أُرَمِّمُ الآنَ جُدْرانَ المُعَانَاةِ
رَفَعْتُ كأسَ اصْطِبَارِي
نخبَ ما تَرَكَتْ
في القلبِ دُنْيَايَ
من حُبٍّ وسَوْءاتِ
ما زلتُ أَحْمِلُ عُمْرِي
مَحْضَ أُغْنِيَةٍ
مَصْلُوبَةِ اللحنِ
في كُلِّ المَقَامَاتِ
ما آنَسَ الجُرْحُ
في هذا الظلامِ
سوى نَجْمٍ بعيدٍ
ويُفْضِي للمفازاتِ ..
ناصر الغساني
هذه كانت قراءة سريعة في عالم الغساني المتشعب الذي يطوف بنا داخل حلبة الابداع الفني من خلال الشعر ليحكي لنا موال غربته الاستثنائية والنهى المتدفق دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد " مصر "
*************
((( سفر ٠٠ !! )))
أسافِرُ في الناياتِ موالَ غُرْبةٍ ٠
الشاعر العماني ناصر الغساني - ١٩٩٠ م ٠
" وكُنْتُ أودُّ لو تَبْقِينَ وحْيًا
يُراودُني إذا قلِقَ الفؤادُ
وكُنْتُ أودُّ لو أسْطِيعُ يومًا
بأنْ أنْسى ويخْذُلُني العِنادُ
هَبي سفري إليكِ الآنَ دَرْبًا
ففي عينيكِ لي قدرٌ بلادُ
أنا وجعُ الغريبِ على المَنافِي
أُحِنُّ سُدىً وما للقلبِ زادُ
أنا المصلوبُ في لوحِ الأماني
أقولُ: متى؟ فيتَّسِعَ السَّوادُ
أُغَنِّي حائِرَ الناياتِ صبًّا
بلا أملٍ ويَعْصِفُني البِعادُ
هُنالِكَ بُحَّتي تَمْتَدُّ وجْدًا
مُرَدِّدَةلقَدْ "بانتْ سُعادُ"
===
من سلطنة عمان نتوقف مع الشعراء الشباب الذين نقشوا روائع القصيد في ديوان العرب عن جدارة ، حيث جمعوا بين جمال البيئة و الموهبة ، و طوعوا اللغة بكافة مفرداتها في درر تنطق بوحي العبقرية عبر مسافات الزمن داخل عملية الإبداع الفني بلا حدود و قيود في تلقائية تجسد مشاعر صادقة و رؤية ترسم منحنيات ذات دلالة تشرق من أغوار النفس في همس يستوعب تجربة تعكس ملامح الواقع من أعماق التراث هكذا ٠٠ !!٠
و من ثم كان لنا هذا اللقاء المثير مع هذا الجيل من الشباب الذي يمثله شاعرنا ( ناصر الشيباني ) ٠
و ناصر الغساني تعود جذوره الي عرب غسان و ما أكثر شعراء غسان في واحة الشعر عبر نشأته و تفرعاته الأصيلة ٠
و اليوم هو الذي يبحر بنا داخل بحور الشعر المعاصر كعادته مجددا الشكل و المضمون في سليقة يعروبية شامخة محلقا و منطلقا داخل رموز السفر و الغربة و الموال و الناس و الصحراء سيمات التراث الزاخر بالقيم الموروثة في عمان الخير ٠٠
و لم لا فقد مثل سلطنة عمان في رحلة شاعر المليون بشرف مبهر لفت كل متذوق ٠
و هو ذات حضور بهيج يعود بنا ليغوص بين وادي" السفر و الغربة " مستوحيا و مستلهما الرمز و الأسطورية مع موال و نايات الأمل في تدفق ، فهو حادي صحراء الليل من الأعزل يغني برغم الاوجاع ٠٠٠ أليس هو القائل؟! مسجدا رؤيته في إطار فلسفته التكاملية خلف الضباب و المجاهيل يبحث عن الحقيقة في ثبات :
" كأنِّي بصحراءٍ من الليلِ أعْزَلُ
وشكي بتأويلِ المجاهيلِ مُثْقَلُ
أسافِرُ في الناياتِ موالَ غُرْبةٍ
وعن قدرٍ في لُجَّةِ الريحِ أسْألُ
على طللٍ بالٍ أُمَنِّي خسائِري
وروحي بخمْرِ الانتظاراتِ تَثْمَلُ " ٠
* نشأته:
=====
ولد الشاعر العماني ناصر بن سعيد بن ناصر الغساني عام ١٩٩٠ م في مدينة مسقط بسلطنة عمان ٠
شارك في العديد من المهرجانات والمسابقات داخل وخارج السلطنة
من مشاركاته:
ـ مسابقة الملتقى الأدبي والفني للشباب لعام ٢٠١٤م وحصوله على المركز الرابع
ـ مسابقة الملتقى الأدبي والفني للشباب لعام ٢٠١٥م وحصوله على المركز الرابع
ـ مسابقة الإبداعات الشبابية لعام ٢٠١٥م وحصوله على المركز الثاني على مستوى السلطنة
ـ مهرجان الأدب والفن الخليجي لعام ٢٠١٦م
ـ مسابقة الإبداعات الشبابية لعام ٢٠١٦م وحصوله على المركز الثالث على مستوى السلطنة
ـ مسابقة الملتقى الأدبي والفني للشباب لعام ٢٠١٦ وحصوله على المركز الثاني
ـ مهرجان الشعر العماني لعام ٢٠١٦م
ـ مسابقة أمير الشعراء في موسمه السابع بعام ٢٠١٧م
ـ مسابقة الإبداعات الشبابية لعام ٢٠١٧م وحصوله على المركز الأول على مستوى السلطنة
ـ ملتقى الشارقة للشعر العربي بعام ٢٠١٧م
ـ مسابقة الملتقى الأدبي لعام ٢٠١٨م وحصوله على المركز الثاني
ـ مهرجان الشعر العماني لعام ٢٠١٨م
***
و يقول ناصر الغساني :
لمْلِمْ شتاتي
أنا المَنْسِيُّ في الطُورِ
لا النَّارُ نارِي
ولا نسرينُ من حُورِي
لي عَتْمَةُ الجُبِّ
مُذْ فَتَّشْتُ عن سَبَبٍ
وعن حَقِيقَةِ إنْسَاني
وعن نُورِي ٠
مختارات من شعره :
-------------------------
أقولُ لروحي
وهي في الشوقِ وردةٌ:
لكِ العِطْرُ زادٌ
لا تجُفِّي وتَذْبُلي
ولو فاضَتِ الأيَّامُ
رَيْبًا ووحْشةً
على رُعْبِها
آيًا من الحُلْمِ رتِّلي
ولا تَسْأمي
في الانتظاراتِ لحْظةً
ولو أنْكَرتْنا
بالوفاءِ تَزَمَّلي
ولا تسْألي في الحُبِّ
نَجْمًا يَدُلُّنا
وسيري إليهِ
في جنوبٍ وشَمْأَلِ
ولا تفْتَحي لليأسِ
بابًا غَلَقْتُهُ
وإنْ جاشَ يومًا
باللقاءِ تأمَّلي
على صمتِ هذا الليلِ
آنسْتُ وحدتي
وعَمَّدْتُ نفسي
بالجوى والتَّبَتُّلِ
فيا حُبُّ
قَدْ يمَّمْتُ نحوكَ وجْهتي
ولو كُنْتَ في يومٍ
حياتي ومَقْتلي ٠
***
مع ملحمته بعنوان ( سفر ) حيث يرسم حلمه من خلال فلسفة تأملاته الجمالية مقاوما الانعزالية و الانهزامية برغم دهاليز المجهول داخل رمز السفر الذي يجد فيه الخلاص من الرتابة و الملل ٠٠ فيقول ناصر الغساني :
( سفــــــر )
لا وحيَ أَلْمَحُ
في صمتِ السَّمَاواتِ
وحدي أُمَنِّي جَفَافَ الشِّعْرِ
بالآتِي
أنا المسافرُ
من ميلادِ أَسْئِلَتِي في التيهِ
تَبْحَثُ عن مجهولِها ذاتي
عَبَرْتُ طُورَ انْكِساري
دُونَما قَبَسٍ
يخبو بهِ قلقي
بَعْدَ المتاهاتِ
رَغْمَ الظلامِ الذي يَمْتَدُّ
في أُفُقِي
أَوْقَدْتُ نارَ الرؤى
من زيتِ مِشْكَاتِي
أَضَأْتُ من صبريَ الأيامَ
عَلَّ هُدَىً يلوحُ للصبرِ
من غَيِّ المَجَابَاتِ
عَزَفْتُ موالَ حُزْنِي
في المدى عَبَثًا
حَتَّى سَكِرْتُ
على بُحَّاتِ ناياتِي
وذُقْتُ ما ذُقْتُ
من زَيفٍ ومن وَجَعٍ
هذي جِرَاحِي
بها مِلْحُ المَرَارَتِ
مَارَسْتُ كُلَّ الخَطَايا
هَكَذَا قَدَرِي تُفَّاحَةً
خَلَّفَتْنِي دُونَ جَنَّاتِي
لَبِسْتُ عَزْمَ نبيٍّ
غيرَ مُكْتَرِثٍ بالوهْمِ
يَسْحَبُ روحي للمَتَاهَاتِ
فَرُحْتُ أَقْرَأُ قُرْآنِي
أُزَمِّلُنِي في حضرةِ الخوفِ
آياتٍ بآياتِ
ورُحْتُ أَكْفُرُ حِينًا
ثُمَّ أُؤمِنُ بي
مُعَلَّقًا بين لَحْدِي
والتِّلاواتِ
هَرَبْتُ من نارِ شَكِّي
دونَ فائِدَةٍ
في كُلِّ خَطْوٍ
يَزِيدُ الغيبُ جَمْرَاتِي
ومِثْلَ سِيزِيفَ
صَارَتْ غُرْبَتِي حَجَرًا
وصَارَ حَظِّي جِبَالاً
وانْحِدَارَاتِ
حبيبتي فيكِ
قَدْ أَبْصَرْتُ لي وطنًا
لا تَتْرُكِينِي وحيدًا
في انْتِظَاراتي
لا تَتْرُكِينِي
أمامَ النَّهْرِ مُنْفَطِرًا
لضِفَّتي الآنَ عُودي
كالفراشاتِ
كالخَمْرِ حُبُّكِ
في الأعماقِ مُتَّقِدًا
هذا أنا ثَمِلاً
من غيرِ كاساتِ
بدونِ عينيكِ يا نسرينُ
ضَائِعَةٌ نوارسُ الحُلْمِ
في رُعْبِ المُحِيطاتِ
سُدىً على الريحِ أمشي
في دمي قلقٌ
متى سأُدْرِكُ شَكِّي
واحْتِمَالاتِي؟
كواكبُ الروحِ هَا تَخْبو
فَقَدْ تَعِبَتْ تَدُرُ يَأْسًا
على وَهْمِ المَجَرَّاتِ
أَدْرَكْتُ معنى اغْتِرَابي
كَيفَ في جَلَدٍ
أُرَمِّمُ الآنَ جُدْرانَ المُعَانَاةِ
رَفَعْتُ كأسَ اصْطِبَارِي
نخبَ ما تَرَكَتْ
في القلبِ دُنْيَايَ
من حُبٍّ وسَوْءاتِ
ما زلتُ أَحْمِلُ عُمْرِي
مَحْضَ أُغْنِيَةٍ
مَصْلُوبَةِ اللحنِ
في كُلِّ المَقَامَاتِ
ما آنَسَ الجُرْحُ
في هذا الظلامِ
سوى نَجْمٍ بعيدٍ
ويُفْضِي للمفازاتِ ..
ناصر الغساني
هذه كانت قراءة سريعة في عالم الغساني المتشعب الذي يطوف بنا داخل حلبة الابداع الفني من خلال الشعر ليحكي لنا موال غربته الاستثنائية والنهى المتدفق دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠
